كاتبة وأكاديمية قطرية، ولدت عام 1979 في الدوحة، حاصلة على البكالوريوس في تخصص اللغة العربية من جامعة قطر 2000، وعلى الماجستير في تخصص (الأدب والنقد � اللغة العربية) من جامعة اليرموك في الأردن 2005، كانت رسالتها بعنوان "إشكالية الهوية في الرواية العربية � الفرنكوفونية"، كما حصلت على الدكتوراه في (الأدب والنقد � اللغة العربية) من جامعة اليرموك في الأردن 2009، وكانت أطروحتها بعنوان "القبح في الرواية العربية المعاصرة". تعمل أستاذا مساعدا في قسم اللغة العربية في جامعة قطر منذ عام 2010. ولها العديد من القصص المنشورة والمترجمة، بالإضافة إلى المقالات، والأوراق البحثية، والمشاركات في الندوات والمؤتمرات.
صدر لها: 1- الطوطم (مجموعة قصصية) 2001 2- ارتباكات الهوية: أسئلة الهوية والاستشراق في الرواية العربية المعاصرة (دراسة نقدية) 2007 3- المراجم (مجموعة قصصية) 2011 4- ماء الورد (رواية) 2017 5- مزاج دافنشي (مقالات)
دراسة أخرى مهمة وشجاعة حول تاريخ المهمشين في الخليج. لا تكتفي الدراسة باستحضار هذا التاريخ من الهامش بل تتجاوزه لمساءلة أسباب التهميش ومحاكمة جذوره وأدواته والتشكيك بجدوى ما تم إلى الآن للتخلص من تبعاته.
بذلت المؤلفة جهداً كبيراً ومقدراً في الجزء الثاني من الكتاب باستقراءها وتحليلها للنصوص الأدبية الخليجية التي تناولت قضية السواد والعنصرية ضد السود، في محاولة لسد الفراغ التاريخي بنصوص تخيلية في ظل شح المصادر التاريخية والحاجز النفسي الذي حال دون توثيق تاريخ شفهي مستند لشهادات من وقع عليهم ضرر هذه العنصرية. هذا الحاجز النفسي دليل على امتداد العنصرية وحضورها وإن بشكل خفي في واقعنا المعاش. وقد أشارت له المؤلفة عندما وثقت تردد المرحومة فاطمة شداد في عرض شهادتها في متحف بن جلمود، المتحف الذي تم افتتاحه في قطر عام ٢٠١٥ لتوثيق مرحلة تجارة الرقيق في الخليج العربي.
أما الجزء الأول من الكتاب فقد تضمن إضاءات قيمة حول جذور العنصرية التاريخية ونقد جيد لمتحف بن جلمود في قطر والسرديات المطروحة من خلاله، ولكنه يحتاج لعمل بحثي أكبر لسد بعض الفجوات فيه وشد أفكاره بعضها ببعض. فقد وفقت المؤلفة في تحليل جذور العنصرية التاريخية ضد السود وربطها بالنصوص التوراتية. ثم قفزت إلى ثورة الزنج والتحليل التاريخي العنصري لها وكتابات المؤرخين المسلمين كالمسعودي وابن خلدون واستنادهم على النصوص التوراتية في نشأة السواد كلعنة، دون أن تشرح أسباب لجوء هذه النخب من العلماء المسلمين لتلك النصوص وبناء مواقف عنصرية ضد السود رغم النزعة الواضحة في الإسلام لمحاربة العنصرية والقضاء على العبودية. ما الذي حدث في القرون الثلاث الأولى بعد مجيء الإسلام ولماذا عاد المسلمون للمربع الأول في الموقف من الآخر الأسود وبقيت هذه العصبيات بهذا العنفوان بينهم؟ هذا ما لم أجد شرحاً وافياً له. ثم جاءت قفزة أخرى كبيرة أخذتنا إلى مرحلة ازدهار تجارة الرقيق في الخليج في القرن التاسع عشر، ثم تجريمها ومنعها من قبل البريطانيين، دون التوسع في تحليل أسباب هذا الازدهار ودور القوى الاستعمارية فيه وتحليل الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لتجريمها لاحقاً.
المؤلفة أشارت أيضاً إلى أن الامتداد الزمني الطويل للعبودية في المنطقة "يشي بقبولها اجتماعياً" مشيرة إلى أن غياب التدوين يحول دون الوصول لأي جدالات قد أثيرت حول المشروعية الدينية لها. ولكنني أعتقد أن هذه النقطة بحاجة لبحث أوسع وأعمق. فهناك الكثير من الكتب التي وثقت الاستفتاءات الشرعية لا سيما في عمان التي كانت مركزاً رئيسياً في تجارة الرقيق، لو عادت لها المؤلفة لربما خرجت بنتائج مختلفة.
عن الرق والعبودية في الخليج بتاريخها المليئ بحكايا وقصص تظهر عنصرية الرجل الأبيض وأوهامه بالتوفق والامتياز على "السود" تحديدًا؛ إمرأة كانت أو رجل . و عن أثرها في الثقافة الشعبية والعامة، تقرأها الباحثة من خلال سياقها التاريخي والاجتماعي والديني، وعيون عدد من الروايات الخليجية التي تحدثت عن إشكالية السواد وما تثيره من مشاعر وفكر في المخيلة ( ك الوصمة السوداء: محنة ذوي البشرة السوداء والدورالذي يؤديه السود في الديناميات الاجتماعية للمنطقة "تاريخيًا "، العنصرية والتمييز ضدهم ( عبد، مخصي، عبدة، جارية)، معاداة السود ، عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، معارضة الزواج بين عرقين مختلفين،ارتباط الانحراف السلوكي والشذوذ عن الآداب العامة بالسود على وجهٍ خاص.)، وقضايا انسانية تحاكي الواقع . وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : رواية ذكريات ضالة ل عبدالله البصيص، 2014, و طعم أسود ورائحة سوداء ل عليّ المقري, 2008, سيدات القمر ، جوخة الحارثي ، 2010, دلشتا سيرة الجوع والعطش، ل بشرى خلفان ، 2021، جارية، منيرة سوار، 2014, حالة العبيد، ل طارق الحيدر، 2009, ارتياب، ل بدر السماري، 2014.
كتاب أسود اللون، أنت تنتقل من صفحة داكنة إلى قاتمة إلى ظلامٍ فـ ليل وعتمة ولا شيء سوى السَـواد، تتناول فيه الكاتبة د. نورة مسألة العنصرية مذ بدأت بلونها منذ بدايات التاريخ والقصص المتداولة والنماذج التي كانت في الماضي البائس، انتقالاً إلى الروايات التي كتبت عن الممارسات القاسية في المجتمع الخليجي ضد الأسود، البعيدة عن الإسلام ورحمة الصالحين فيما بينهم، انتهاءً بشهادة الراحلة الفنانة فاطمة شدّاد، عندما تركت رسالتها في متحف بيت "بن جلمود تحديدًا": جلمود، التاجر المولود من الحجارة والقسوة عندما باع البشر ودسّ صكوك العتق في مكانٍ دامس لرجل ينظر للمرآة وينتحب، لا للقدر ولا للذين ظلموه ودهسوا على كرامته، بل للونه الملعون في انعكاس الزجـاج..
عباره عن سرد تاريخي عن نظرة العرب لأصحاب البشرة السوداء وتجارة العبيد بدول الخليج استمر منذ مئات السنين تم تهميشه وطمسه منعا للإحراج المحلي و الدولي تم إلغاء تجارة العبيد بناءً على طلب بريطاني بالقوة ولم تكن بسبب ضغوطات داخلية إجتماعيه ، وتطرح الكاتبه إشكالية السواد في فكر ومخيلة العرب والتمييز ضدهم من خلال السرديات الثقافية والروايات والألفاظ العنصرية الدارجة للأن "عبد ، خال ، ولد عبده ، بقايا حجاج " وارتباط أصحاب البشره السوداء بالانحرافات السلوكية "أكلي لحوم البشر " والقذارة والشذوذ وعدم تقيدهم بالاداب العامه وتجريم الزواج و اختلاط الأنساب معاهم
طرح جريء من الكاتبة لقضية العنصرية ضد السود، وسرد تاريخي يبين أنها قضية قديمة من سيدنا نوح عليه السلام إلى يومنا هذا، وإن كانت ظاهرة العبيد تاريخا واضحا فلماذا نخجل من التحدث عنه، تناولت الكاتبة أيضا العديد من الروايات التي تطرح مشكلة اللون الأسود والثقافة المرتبطة به ومنها الينابيع، جارية، جاهلية، ريحانة، القار، الطقاقة بخيتة وغيرها، وكيف وضحت هذه الروايات الفكر المتوارث عن السود، وختمت الكتاب بشهادة فاطمة شداد والتي وثقت في متحف بن جلمود.
أعجبني الجزء الاول من الكتاب أكثر من الجزء الثاني المتعلق بالروايات واعتقد ان استغراق الكاتبة في تحليل الروايات الخليجية كان مبالغاً فيه حيث لا يمكن الاعتماد عليها للإحاطة بالواقع المجتمعي ولا للخروج باستنتاجات صحيحة لأنها قليلة العدد لا تكفي لتكون عينة معتبرة تعبر عن الشعور العام لأطياف المجتمع المختلفة و معظم الروايات المذكورة تجارب فردية أقل من عادية.
لكن اوصي بقراءة الكتاب واعتبره يخاطب وعينا بذاتنا و مجتمعنا وتاريخنا.