سألت نفسي لماذا يضرب ويقتل السوري سوريا بهذا الإسلوب ؟ في افرع المخابرات يكدس المعتقلون في مساحات ضيقة كالدواب عراة نتنون وعوضا عن الطعام يقترحون علينا قراءة القرآن ف بشار هو مدير مصنع الإرهاب ومحترفه
قالوا لي ان لم تنس من أين أتيت فستنهار بمجرد وصولك إلى السجن، فكر في نفسك فقط انظر إلى الأرض، وأحص عدد البلاطات الصغيرة. أنت سجين هذه المساحة، أنت الآن هنا. نظم إقامتك على قد بلاطاتك حتى تتمكن من النجاة إن فكرت في الخارج فستموت
ليتني مت ولم ارى ما رأيت كم كرهت عمري أمام المباني المتهالكة المهدمة، الآيلة إلى مزيد من السقوط والمتحدة في ركامها كأنها مبنى واحد. سألت أخي من وقع على هذا المشهد؟ النظام ببراميله المتفجرة وقنابله
أين نهر الفرات ؟ أين مناظرنا الطبيعية الجميلة؟ تصلني أخبار المقربين تباعًا ميت، میت، مختف.. صدمة تلو صدمة تلو صدمة. لا بأس اعادة بناء الحجر ممكنة حجر على حجر أما البشر الرجال والنساء والأطفال والشيوخ فيموتون بلا رجعة.
وفجأة أدرك المعنى المعنى الذي لم يغب عني مرّة: لقد عدت إلى المعتقل عدت إلى الحقيقة الوحيدة أما العائلة والطبيعة الربيعية والمنزل فإجازات قصيرة وهم من نسج الحواس أو لرُبَّما حُلْمٌ
الرحمة لروحك الطاهرة يا مازن، يا عريس السماء... نَفْتَقِدُكَ كثيرًا، وكم نتمنى لو أنك صَبَرْتَ أسبوعًا آخر حتى تكون شاهدًا على تحرير سوريا؛ لطالما حلمتَ بهذا كثيرًا، وفَدَيْتَ وطنك بروحك ولم يكن كل ذلك أقوالًا بل أفعالًا. كنت أقرأ الكتاب وأتخيل المشاهد التي عِشْتَها بكل موقف قُلتَه، وأقول لنفسي: حتى وإن كان ذلك من الماضي، فلن أُصَغِّر من حجم تلك الآلام التي عِشْتَها أبدًا،ابدًا،ابدًا... ولا أستطيع أن أتخيل، يا مازن، أن كل هذا أصبح من الماضي، وأن أولئك الطغاة الذين سرقوا شبابك وشباب كثير من الناس سواء كانوا من أبناء وطننا أو لا، قد ذهبوا، وليس لهم مكانة بيننا. وبشار الطاغية، الذي شَرَّدَ وقتَلَ وذَبَحَ وأذاقَ شعبه الويلات، أصبح لاجئًا.. لقد تحققت أمنيَّتُكِ يا مازن.. وصورتك، جثتك التي أبكتني وأتعبتني، صارت متداولة بين الناس، والعالم بأجمعه شهد على جرائم عائلة الأسد.. حتى أولئك الذين مجَّدوه، وخانوا ناسهم، منهم من استفاق.. لقد تحققت أمنيَّتُكِ فعلًا يا مازن: "حين تتوقّف الحرب، سيأتي الناس ليرَوا ما حدث في سوريا، وسيكتشفون المستور بأمّ أعينهم. السجون مثلاً:سينكشف ما خفي فيها،كم من جرائم طُويت عن عمد".هل رأيت؟ لقد انكشف المستور فعلاً.. ولكن ليتك كنت شاهدًا على هذا اليوم.. لكن من يدري، ربما أنت على دراية بكل هذا، في عالمٍ جميل، رائع، خالٍ من الآلام والظلم، عند ربك تُرزَق. أَحْسِبُكَ شهيدًا عند الله. أنت أيقونة الثورة، دافعت عن وطنك في كل مكان، ولم تنسَ أولئك الذين يتألمون حتى بعدما صِرْتَ حرًّا.. فكَّرتَ بغيرك، وتألمتَ من أجل غيرك.. ونِلْتَ الشهادة بإذن الله.
أذكر أنّي أثناء قراءته امتننتُ للكاتبة كثيرًا، إذ معظم ما ذكرته لم نكن لنعرفه لولا أنها تتبعت آثار مازن. رحمة الله تغشاك يا مازن، رحمات الله عليك تترى إلى يوم الدين، وعوضك الله في جنان النعيم.
"العودة الى مرابعي، هذا مطلبي لقد اكتشفت العالم. اكتشفت العالم وأكاذيبه. رأيت� حين اكون وحدي، افكر في كل ما حدث من مصائب ومآسي الجأ إلى ذاكرتي، فأرتاح إلى اختلائي بها. أريد أن أعود إلى سوريا إلى عائلتي،. كي اعيش."
قصة مازن الحمادة من اكثر القصص يلي حرقتلي قلبي ومستحيل انساها
الله يرحمك يامازن ويعوضك عن العذاب والقهر والخذلان
للأسف الكتاب محشو باقتباسات كثيرة من روائيين وغيرهم ، ماذكر من مذكرات مازن رحمة الله عليه يسير.. وهذا مفهوم إذا علمنا أن الكاتب نشره بعد فقده لمازن وقبل إتمام الكتاب. كلمات موجعة وأسلوب يبعث على الحزن.. وأكثر مايحزن ذكر بعض التفاصيل لتي ليس لها داع مثل شرب الخمر والحشيش والعرق. مما يعد بكل أسف مجاهرة بالمعصية.. كان ينبغي عدم ذكرها .