في المنزل الذي وُلدتُ فيه كان طائرٌ يعيش مثلما نعيش في أمان ورثه أبي عن جدّه عن جدّ جدّه عن (الحبيبِ) مثلما يقول وحينما سألته عن سر هذا الطائر الغريب كيف عاش هذه القرون؟ أجاب أن سره في صمتِهِ وكان والدي قد جاوز السبعين خطوتين وانحنى فدخل البياض في سواد عينه لكنه ما انفكّ يعشق النساءَ والطيور والصلاة
ولد محمد علي شمس الدين في بيت ياحون، وهي قريةٌ تتاخم شمالي فلسطين، عام 1942، ودرس الثانوية في بيروت، ثم حصل على إجازة الحقوق من الجامعة اللبنانية عام 1963، وبعد ذلك تحوّل إلى دراسة التاريخ حتى حصل على الماجستير في مادتها.
وإذا كانت دراسته متنوّعة فمن الجدير ذكره أن وظائفه تنوّعت اتجاهاتها؛ فمن أستاذ تاريخ الفن في معهد التعليم العالي، إلى مفتشٍ للضمان الاجتماعي…� وقد تسنى لي أن أشاهد الشاعر وحرمه على شاشة التلفزيون اللبناني، فسررت لهذه الدماثة منهما، وبان لي أنه نشيط ثقافياً وعلى أكثر من صعيد، وأن الشاعر فيه يظل بلغته هو الأقوى.
يحدثنا الشاعر في سيرته عن جنائز الجنوب وكربلياته، وكيف كانت تلك تضرب في عمق الفلسفة الشعبية التي تعتبر أن الموتَ شكلٌ من أشكال الحياة، وأن الإنسان لا ينتهي كفقاعةٍ في مستنقع، بموته الجسدي، فهو منحازٌ للحياة رغم هذا الدمار الدهري.
هل ينهي الإنسان ديوان شعر في ليلة! ساعات الليل الأولى كانت أولى بجلستي مع هذا الديوان لأنتهي من قراءته قبيل الفجر نعم أنهيت قراءة ديوان شعر بساعات لكنه ليس بالديوان الذي إذا ما أغلقت آخر صفحاته يعني أن ينسى بل هذا بداية هذا ديوان يقرأ كثيرًا و يراجع بشكل أكبر ممتع ذكي لا تدر كيف تصل لنقطة ما و أكثر رد فعل أن تترك نفسك شاردة بعدما تنهي كل قصيدة فالعجب العجاب في النهايات أيها الضائع بين الصفحات