دعي الإسلام الذي وصلنا من القرون الهجرية الأولى لدى الباحثين الغربيين بالإسلام الأرثوذكسي، وهو مصطلح لا يحيل على الأرثوذكسية كمذهب مسيحي بل يتضمن معاني المحافظة وتقديس الماضي والخوف من الجديد، فمنذ القرن السادس الهجري والإسلام يعيد إنتاج نفسه، أو نسخ رديئة منه وأكثر مقاومة للتلاؤم مع معطيات عصرها، تجلت حديثاً في الإسلام السياسي الذي أنتج الفكر التكفيري والجهادي. لهذا فقد صار المسلمون الذين يتهيأون لدخول العصر الحديث، والمشاركة في إنتاج ثقافته بدلاً من استهلاكها أمام خيارين، فإما أن يدخلوا العصر بلا دين كما فعلت أوروبا عندما تركت الدين للتقوى الفردية وتحولت إلى مجتمعات لا دينية، أو أن يدخلوه مع الدين بعد مراجعة نقدية شاملة للموروث الديني بقضه وقضيضه من أجل إسلام يليق بالعصر وأكثر اتفاقاً مع مقاصد القرآن الكريم، إن ما سيلي من فصول هذا الكتاب هو مساهمة في هذا المشروع، أقدمها بمنهجية مؤرخ أديان يرى إلى الإسلام في السياق العام المسيرة الإنسان المعرفية.
كاتب سوري ولد في مدينة حمص/سورية يبحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان كمدخل لفهم البعد الروحي عند الإنسان...
من أهم مؤلفاته: - مغامرة العقل الأولى . دراسة في الأسطورة 1978. - لغز عشتار. الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة 1985. - كنوز الأعماق. قراءة في ملحمة غلغامش 1987. - الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم 1989. - دين الإنسان. بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني 1994. - آرام دمشق وإسرائيل. في التاريخ والتاريخ التوراتي 1995. - الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية 1997. - كتاب التاو وإنجيل الحكمة التاوية في الصين 1998. - الرحمن والشيطان. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية 2000. - موسوعة تاريخ الأديان تتألف من خمسة أجزاء 2004. - مدخل إلى نصوص الشرق القديم 2006. - الوجه الآخر للمسيح: مدخل إلى الغنوصية المسيحية 2007. - إخوان الصفاء، مدخل إلى الغنوصية الإسلامية 2009. - الإنجيل برواية القرآن 2011.
::انطباع عام:: --------- انتظرتُ طويلاً حتى الحصول على ذلك الكتاب بمجرد معرفتي أنه تم إصدار عمل جديد لفراس السواح ضمن أعماله الكاملة التي أنهيتها بالكتاب رقم 25 علاوة على الكتاب الذي ترجمته السواح عن أوغاريت والعهد القديم. وبالتالي، فأنا متشرّب بالكامل فكر فراس وأسلوبه، ولا أخفي افتتاني الشديد بقلم هذا الرجل! له قدرة عجيبة على الكتابة السلسلة العميقة والتدرج من ثيمة لأخرى في سلاسة، وربطه بين العديد من المتناثرات بقدرة شديدة تدل على رؤيته البانورامية الثاقبة.
هذا الكتاب للجحافل، وليس للمحافل! فهو لا يشكك، بقدر ما يعيد طرح الأسئلة الهامة حول أهم قضية في الإسلام وهي قضية التدوين: بداية بتدوين القرآن في شكل مصحف؛ وانتهاء بتدوين السيرة النبوية وكذلك الأحاديث المنسوبة للرسول الكريم. بالتالي، يحاول السواح فتح بابًا للنقاش والمداولة في هذا المضمار، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! ولكن ذلك لا يجعل السواح يحجم عن تقديم إجاباته على بعض الأسئلة وليس جميعها؛ وكعادة السواح فهو لا يقدم الأجوبة الجاهزة الكاملة أبدًا في كتبه، بل هو يحض قارئه على التفكير، والبحث، والمراجعة في المصادر التي يذكرها والهوامش التي يضعها.
"إن كل كتاب يحث الإنسان على الفضيلة والتقوى، إنما هو كتاب مقدس." - سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة يحضنا السواح في هذا الكتاب بقراءة القرآن كقرآن مع خلع عيون السيرة التي من المفترض أنها كتبت بعده بعقدين من الزمان. وفي هذا يذكرني السواح بمنهج سبينوزا في قراءة وتأويل الكتاب المقدس (وهو منهج صالح لأي نص مقدس)؛ إذ يقول سبينوزا في كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة: "النبوَّة أو الوحي هي المعرفة اليقينية التي يُوحي الله بها إلى البشَر عن شيءٍ ما، والنبي هو مُفسِّر ما يُوحي الله به لأمثاله من الناس الذين لا يَقدِرون على الحصول على معرفةٍ يقينية به، ولا يَملكون إلَّا إدراكه بالإيمان وحدَه، ويُسمِّي العبرانيون النبي «نبيًّا» أي خطيبًا أو مفسرًا، ويُستعمَل في الكتاب بمعنى مُفسِّر الله كما هو واضح في الإصحاح ٧ الآية ١ من سفر الخروج. يقول الله لموسى: «انظر قد جعلتك إلهًا لفرعون وهارون أخوك يكون نَبيَّك.» وكأنه يقول: لَمَّا كان هارون بتفسيره كلام موسى لفرعون يقوم بدور النبي، تكون أنت (يا موسى) كإلهِ فرعون أي من يقوم بدور الله." وبالتالي فالنص المقدس هو تعبير من طبيعة النبي نفسه، ولا يجوز تفسير الكتاب المقدس إلا من داخل الكتاب المقدس نفسه. كما يجب أن نتخلى عن مرويات السيرة التي تضع غلالة على استقامة فهمنا للنص: "إن ما يقوله بولس عن بطرس يخبرنا عن بولس أكثر مما يخبرنا عن بطرس." - وعلى ضوء هذه القاعدة يمكننا فعلاً فهم العديد من المرويات عن نكاح الصغيرة؛ والأوصاف مفرطة العجائبية في الحور العين وملذات الجنة؛ ومعجزات الرسول الغريبة التي أكد القرآن بشكل قاطع أنه نبي رسول بشري معجزته الوحيدة هي القرآن الكريم؛ غير ذلك من أوصاف البراق العجيبة والتي هي بشكل كبير مُستعارة من تراث المنطقة الخاص بالوحوش ذات الأجنحة مثل الثور المجنح شيدو لاماسو. *** ::في سطور:: --------- هذا هو الكتاب الأخير من ضمن مشروع الأعمال شبه الكاملة للكاتب السوري فراس السواح. وهو بعنوان الوحي والنص، مع عنوان فرعي هو قراءة في المشروع المحمدي. يبتدئ الكتاب بطرح إشكالية النص المقدس الطبيعية دون أي فارق بين ثقافة وأخرى، فهي إشكالية تتأتى من عدة عوامل تخص النص المقدس نفسه مثل استخدامه بنى لغوية وأسلوبية قديمة أو انتمائه إلى جنس أدبي أقرب للشعر أو كلماته لها معاني محتملة عدة أو رسالته العاطفية وموضوعاته ذات الخصوصية الاصطلاحية وغير ذلك من العوامل التي أسهب فيها السواح. ثم يخلص السواح في النهاية أن الوحي هو شأن إلهي أم النص فهو بطبيعته اللغوية هو شأن إنساني وبالتالي ثقافي وتاريخي، وبين مطرقة الوحي وسندان النص يتشكل مأزق النبي. جدير بالذكر، استخدام السواح لمصطلح ("الإسلام الأرثوذوكسي") باعتباره هو الإسلام في نسخته المحافظة المقدسة للماضي الخائفة من اقتحام الجديد منذ القرن السادس الهجري والإسلام يعيد إنتاج نفسه في نسخ رديئة لا تستطيع مقاومة التغيرات الحادثة في العالم. *** ::محتويات الكتاب:: ------------ ينقسم الكتاب إلى ستة أبواب على النحو الآتي: 1_ الباب الأول: السيرة النبوية في مقاربة نقدية حيث يتناول السواح أخبار مكة بين التهويل من مكانتها التجارية العربية والتهوين من شأنها كونها مجرد بلدة صحراوية مهجورة. ثم يتناول السواح السيرة النبوية ويضعها على ميزان الأدب الشعبي الذي يتم تجميع أخبارها من قطع متناثرة لصنع قصة تتماشى والسياق الثقافي التي ولدت فيه الحاجة لكتابة تلك السيرة. ثم تناول لحكاية محمد ورصيدها من الحقيقة التاريخية. ثم دواعي السيرة لكتابتها، ونقد نماذج من قصص السيرة من وجهة نظر الكاتب، ودور الإملاءات السياسية والمذهبية في صنع التأويلات المختلفة لقصص السيرة ومناسبات نزول الآيات.
2_ الباب الثاني: الوحي وشخصية جبريل يشرح السواح مفهوم الوحي بمعناه الواسع من حيث كونه شأن إلهي بحت، لكن التناول البشري للوحي من حيث تحويله إلى لغة منطوقة ثم مكتوبة يجعلها يدخل في السياق التاريخي. ثم يتناول السواح لأول مرة مفهومًا جديدًا حول جبريل في السيرة النبوية وشخصية هذا النبي الذي أضافت عليه السيرة مظاهر عديدة من حيث كونه مجرد ساعي بريد الربّ من ناحية وصديق الأسرة ومن ناحية أخرى في صورة منفرة شديدة الإخافة. ويقترح السواح أن آيات النجم كانت تصف الرؤية الأولى وربما الأخيرة لهذا الملاك الجبار ("ولقد رآه بالأفق المبين").
3_ الباب الثالث: الوحي والنص يميز السواح بين سمات النص والخطاب، وكيفية تحول الخطاب في حالته البكر إلى نص مكتوب. ثم بالتبعية كيفية تحول القرآن الذي هو خطاب إلهي إلى نص مكتوب في شكل مصحف قام به بشر. ثم يتناول السواح نماذج من السور وهيكلها الشذري وكيفيتها ترتيبها الغريبة واللغة القرآنية وتفردها من حيث اللغات العربية الأخرى. وفي الأخير، يطرح السواح عملية الانتقال من المبنى إلى المعنى في مشكلات اللغة القرآنية كما يتبنى رأي الدكتور طه حسين في أن الشعر الجاهلي منحول وأنه تم تدوينه بعد القرآن الكريم وليس قبله.
4_ الباب الرابع: المشروع المحمدي والملحمة الدينية الكبرى يتناول السواح في هذا الباب القصة الكاملة لعملية نشوء الديانة التوحيدية الإبراهيمية الكبيرة بدايةً من إيل الكنعاني إلى يهوه داخل نشوءه باليهودية ومساراهاِ، ثم من يهوه إلى الآب دين يسوع الابن، ثم من الآب إلى الله المشروع المحمدي التوفيقي الكامل الذي شمل أعمال كل الأنبياء السابقين وختمها وأكملها. كما يتبنى السواح تسمية المشروع المحمدي لعظم شأن رجل واحد استطاع أن يحمل على كتفه هذه الرسالة التوفيقية وحده، في حين قام بها عشرات من الرسل والأنبياء في اليهودية والمسيحية.
5_ الباب الخامس: التناص مع الأدبيات الكتابية يتناول السواح في هذا الكتاب بعض التناصات مع العهد الجديد والقديم في حكايات الأنبياء المشتركة مع الإسلام. وفيه بعض التكرارات لمن اطلع على كتابيه السابقين: ؛ و.
6_ الباب السادس: الملاحق يضم هذا الكتاب قراءة إثرائية لمن أراد الاستزادة في مواضيع الخلفية الميثولوجية لحديث الإسراء والمعراج؛ وتاريخ هيكل أورشليم وصلته بالمسجد الأقصى؛ والتكوين السياسي لعرب الشمال ودورهم في تاريخ المنطقة؛ والتكوين الديني لدى عرب الشمال. كثير من مواد هذا الباب مذكورة في كتب المؤلف السابقة. *** ::اختلاف القراءات لا اختلاف المعاني:: --------------------- يعرض السواح قائمة ببعض الاختلافات بين طرس صنعاء والمشهد الحسيني والنص المعياري العثماني حيث نجد اختلافًا في المباني لا المعاني - مما يؤكد لنا أن الوحي فيض صادر عن الله يهبط على قلب النبي الذي يحوّله بسليقته الشريفة النقية إلى خطاب مفهوم لسامعه/متلقيه - فهو يحول المعقولات (من العقل الفعال) إلى رموز حسية ومجازات قريبة إلى أفهام الناس. فلا يكون النبي محض متلقي سلبي للفيض الإلهي. يقول سبينوزا أن فعل الوحي لا يتم عبر ممرات عقلية، وإنما عبر ممرات الجسم الخيالية والوحي كان دائمًا موائمًا لطبع النبي: "النبوَّة أو الوحي هي المعرفة اليقينية التي يُوحي الله بها إلى البشَر عن شيءٍ ما، والنبي هو مُفسِّر ما يُوحي الله به لأمثاله من الناس الذين لا يَقدِرون على الحصول على معرفةٍ يقينية به، ولا يَملكون إلَّا إدراكه بالإيمان وحدَه.." *** ::الأوصاف العجيبة للبراق:: ----------------
أتذكر أنني قرأت أعجب وصف للبراق في الموسوعة الإسلامية الميسرة عن أوصاف لانهائية ومتداخلة بل ومتناقضة حول أوصاف البراق: فهو بيجاسوس حصان مجنح، وهو كذلك دابة تشبه البغل لها حوافر تقطع مسافات شاسعة، وهو كذلك بلغة لها وجه أنثوي بديع المنظر، وله عرف مثل عرف الطواويس. وعمومًا كل هذا الخيال الخصب لا يعكس سوى ثقافة المكان التي نشأت فيها هذا القصص. فهذا التناوب في الوصف بين الذكورة والأنوثة اعتمد عليه الفن المصور الإسلامي في تصوير البراق برأس امرأة بشرية على ما نراه في الفن الهندي من العصر المغولي. وكذلك الأمر في الفن الشعبي السوري على ما نراه في رسوم أبو صبحي التيناوي. ويقترح السواح أن مصدر كلمة براق مشتق من الاسم كروب، لأننا إذا حذفنا من كليهما حرف العلة الأوسط، أوجدنا أن كلمة براق هي كروب مكتوبة بشكل معكوس: ب ر ق / ك ر ب. والبراق/الكروب على هيئة مزيج من ثور وأسد لها أجنحة النسر، ففي بابل وآشور نجد تماثيل ضخمة لهؤلاء على بوابات القصور الملكية والمعابد باعتبارها أرواحًا حارسة. *** ::تفسير القرآن بالقرآن:: ------------- 1_ اقتراح تفسير سورة المسد على أن أبي لهب من غير المنطقي أن يفتعل الله رب الأكوان عداوة معه ويضعه محط هذا الغضب الرهيب. وبالتالي هناك قراءة أخرى تقول بأن أبي لهب هو صورة عامة لنمط الشخص البخيل مثل ("ويل لكل همزة لمزة") وبالتالي ب��ذه الطريقة يمكننا تكوين رؤية أكثر شمولية لآيات القرآن تناسب عموم الزمان والمكان. إن ما لم يدركه المسلمون حتى الآن أنهم يقرأون القرآن بعيون السيرة والأحاديث التي كتبها الفقهاء مما يلقي حجابًا بيننا وبينه، ثم جاء علم أسباب النزول ليلقي حجابًا آخر، عندما جهد أهل هذا العلم في ابتكار الأسباب حيث لا أسباب، وبقوا مع ذلك مختلفين بشأنها وكل يدلي بدلوه في اختلاق مناسبة للآية نفسها.
2_ اقتراح أن تكون سورة الصمدية أو الإخلاص هي أول ما نزل من القرآن، كونها أكثر السورة تعريفًا بالإله الواحد الذي هو لب العقيدة الإسلامية. وبالتالي سيكون من الغريب أن تتم القراءة باسم ربك قبل أن يتم تعريف تعريف هذا الرب للنبي الكريم. وبهذه الطريقة، لو تم ترتيب سور المصحف الكريم بطريقة التنزيل كما حصلت، وليس كما تم تجميعه، قد نعيد تكوين صورة شبه حقيقية عن الأحداث والأغراض.
3_ من غير المعقول أن يكون الغرض من الحور العين هو النكاح الذي هو غرض التناسل في الحياة الدنيا. بالتالي يمكن الاستعانة بنص من الموروث المسيحي للمار أفرام ومنظومته عن الفردوس يقول في مقطع منها: "تهب النسمات الطيبات من كل لون يحملون الأطباق مثل مرتا ومريم. النسيمات في الفردوس يتنقلن أمام الأبرار تخف الواحدة بالطعام والأخرى تصب الشراب" (النشيد التاسع) = نلاحظ هنا أن مار أفرام قد جعل النسمات الطيبات بمثابة خدم الفردوس يقمن على تلبية حاجة أهل النعيم. وهو إذ يقرنهن بالفتاتين مرتا ومريم إنما يعمد إلى نوع من التجسيد لهذه النسمات. هذا النوع من التجسيد أكد عليه القرآن عندما جعل تلك النسمات كائنات ملائكية مخصصة لخدمة الأبرار في الجنة، وهم الولدان المخلدون والحور العين. فيبدو لنا الآن مفهومًا أن الحور والولدان هي فكرة تجسيدية للقوى الملائكية غير المنظورة في شخصيات مرئية، ولا يبقى لدينا سوى تعبير التزويج الذي يمكننا معرفة معناه بالاقتران: زوج الشيء وزوج الشيء به أي قرنه به. وفي هذا يقول الفخر الرازي في تفسيره: ("وزوجناهم بحور عين") إن العرب لا تقول تزوجت بها بل تزوجتها، ولذلك فإن وزوجناهم بحور عين تعني وقرناهم بهن.
3_ جبريل ليس ملاكًا وبالمطابقة بين الشخينية والروح القدس، وكذلك مع الجذر اللغوي لمعنى جبر-إيل أي قوة الرب نجد أن روح القدس هو السكينة، فقد وردت كلمة شيخينية التلمودية بصيغة سكينة في ستة مواضع من النص القرآني مقترنة بالملائكة. ويمكننا الميل إلى أنه لم يكن وسيطًا للوحي النبوي فحسب، بل هو تعبير عن فعالية الله في العالم وحضوره فيه. *** ::الوحي والنص:: ----------- "قد حار المفسرون في كيف نزل القرآن كله في مناسبة واحدة، وذلك للاعتقاد السائد بأن الوحي ينزل على سمع النبي بكلام ينطق به وسيط الوحي نيابة عن الله. فقال بعضهم إن أول القرآن نزل في ليلة القدر، وقال آخرون إن الله أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا حيث مواقع النجوم ثم أنزله منجمًا بعد ذلك على نبيه. وفي الحقيقة، فإن إنزال القرآن جملة واحدة في سورة القدر يأتي في اتفاق تعريف المؤلف للوحي في مطلع هذا الكتاب، بأنه حالة وجدية تفتح بوابة الاتصال مع المستوى القدسي للوجود، تولد في نفس النبي أفكارًا ومعاني وخلاصات معرفية لا يد له فيها، أي إنها ليست أوهامًا أو تهيؤات ذاتية. وعندما يقوم النبي بتحويل ما تلقاه إلى خطاب منطوق بلغته، يغدو رسالة ذات معنى ودلالة، أي إلى نص، فلغة النص والحالة هذه ليست لغة الإنزال وإنما لغة التبليغ أي لغة الرسول، فالله لا يصدر عنه صوت، لأن ما يصدر عنه صوت جسم بالضرورة، فالصوت هو مرور الهواء بجسم، وليس الله بجسم." - صــ136 *.*.*.*.*
كتاب كويس كثير في فهم جديد للإسلام وكمان أساسيات ممكن الباحثين في المستقبل يكملوا عليها وممكن يعد فتح في مجال فهم السيرة .. الكتاب غني بالمعلومات وكمان غني بالمراجع المفيدة جدا في التاريخ وكمان لغات السامية وبرضه المراجع الإسلامية. ببين مشاكل موجوده في الطار الاسلامي انا اعتقد انه اهمها ترتيب المصحف . وبرضه في لمحه لطيف عن تاريخ تطور الأديان الكبيرة ..
الكتاب زي مكنت بحكي مهم مفيد ولكن في بعض نقاط اللي يعني ما عجبتني زي استعمال ويكيبيديا في مرجع واحد كتعريف لمكان وهذا الاشي ما عجبني..
برضه كوني مطلع على الأديان وتاريخ كنت فاهم كثير من كلام الكاتب بدون شرح ، ولكن اي انسان بسيط بحس راح يضيع بخصوص مشاكل بني اميه مثلا اللي تم ذكرهم ببعض الفصول او فصل وهم اشي محوري جدا بتاريخ الدين الإسلامي..
حسيت برضه بعض الأفكار معقدة حتى مع تبسيطها من ناحية الإطار الصوفي زي فصل الملاك جبريل
وهاي فقط كانت بالنسبة الي ملاحظاتي
غير هيك الكتاب ممتاز في نقد السيرة بطريقة بسيطة للانسان العادي والمنهج المتبع برضه ممكن يكون بداية لفكر إسلامي ثوري جدا اذا كمل عليه الناس في المستقبل وكمان الاخذ بعين الاعتبار دراسات التطورية لدين ممكن تكون فتح مبين لناس البسيطة ..
وفي الاخير الكتاب مش هجوم على الإسلام بالعكس الكاتب بخليك تشعر انه هو فعلا بدور عن حلول لمشاكل التاريخ والتراث الإسلامي اللي دمر فكر الإسلام النقي عن الأصل فيها والفقهاء اللي حرفوا دين لمجرد أغراض الدنيا ..