الناشر: يوضح لنا الكتاب بأسلوب مشوق كيف أدرك العرب منذ بدأت علاقتهم بالشعر أن هناك شيئاً غير الوزن والقافية يفرق بين الشعر الجدير بالبقاء والنظم الذي يموت بمجرد ولادته. فمن الشعر ما يختار ويحفظ لجودة لفظه وعمق معناه. وقد يختار ويحفظ لأسباب مثل الإصابة في التشبيه وخفة الروي.
ويسمي المؤلف الفترة الفترة من سقوط بغداد إلى بداية القرن العشرين في الأدبيات الفكرية والسياسية عصور الانحطاط، وأنه مع بداية القرن العشرين ظهرت حركة النهضة الشعرية بنزعة قوية تقفز فوق حقب الألغاز والأحاجي والزخارف اللفظية الضعيفة، وتعود إلى عصور الشعر المشرقة رافعة راية الجزالة من جديد.
He was a Saudi Arabian politician, diplomat, technocrat, poet, and novelist. He was an intellectual and a member of the Al Gosaibi family that is one of the oldest and richest trading families of Saudi Arabia and Bahrain. Al Gosaibi was considered among Saudi Arabia's topmost technocrats since the mid-1970s. The Majalla called him the "Godfather of Renovation".
يهجو القصيبي قبيلته الشعرية العربية المكونة من أسلافه و أقرانه، الهجاء ك فن ( جاني و مجني عليه ) كما يصفه القصيبي محتفظًا بحقه كشاعر عربي للتصدي لأي هجاء والرد عليه إذا بدر من غير المؤهلين لنبشه.. فأهل مكة أدرى بشعابها.
مقالة مفصلة عن تاريخ الشعر العربي بقلم القصيبي مهداة إلى عبدالله الغذامي، معنّونة ب( شيء من الشعرنة) وكم يتبادر للذهن عن سر هذا الإهداء و طبيعة العلاقة التي توسطها هكذا إهداء بينهما، لطالما كنت أثق بعطاء القصيبي الأدبي و الشعري و اعتبره كشاعر مؤتمن على ذائقتي الشعرية منذ تذوقي الأول للشعر عمومًا، لكنه فاجئني هنا ب حلاوة لسانه التقييمي والنقدي، تنقله الحيوي والمدروس تنقل خبير ثابت الرأي، كلما قرأت له اشعر ان معرفتي له ناقصة، هنا هو يلمح لنا بطمأنينة عن مستقبل المجهول للشعر العربي ويشكك في الآراء التي تجد ان عصر الشعر اندثر أو تراجع في مواجهته مع الرواية العربية، الشعر ذاكرة العرب الجماعية..الشعر كان ولا يزال هو التعبير الأصدق عن الروح العربية .. هو اللصيق الأمين و الدائم لها .. هو الجوهر المنصهر فيها إبان نموها و رغم كل تقلباتها التي كثيرًا ما وجّهت أذن الجماهير بمبالغة نحو نسق شعري و أسقطت نسق آخر بأسماء كانت تستحق من قائمة التفضيل العربي على مر التاريخ، وكذلك يفصلّ التغيير الذي طرأ على مراحل الشعر العربي وتغير دور الشاعر في كل مرحلة من مسيرة الشعر، ويتساءل عن الدور الذي سيلعبه الشاعر اليوم في الشعر غير مستخف به وبذائقة الجماهير و وعيهم فهم من سيحدد دوره آجلاً أو عاجلاً، عن العلاقة بين الشعر والشاعر وكيف حدد كل منهما مصير الآخر وأيهما كان الأعنف في تحجيم الآخر! تحدث القصيبي عن الشاعر و شياطينه الشعرية كيف نشأت هذه الفكرة الجنونية وتأثيرها على سير الشعر وتنصيبها للشاعر على عروش لا يمسها البشر، فالشاعر/ الملك كان في الجاهلية ملكًا يبايعه الملوك والأمراء لسمو مرتبته الشعرية،كيف تحول الشاعر/ الفارس في صدر الإسلام و العهد الأموي لمجرد الشاعر/ الموظف في العهد العباسي الذي يرتزق من البلاط ويعيش متفاديًا وابل منغصاته وتدخلاته، ثم يأذن القصيبي للتوسع في ربوع الشعر مع الشاعر /الحركي أو الراقص ( تروبادور) في العهد الأندلسي بموشحاته وبدائعه اللفظية، البند و ثورة التفعيلة و التمرد الرومانسي وازدحام الشعر بالألغاز والأحاجي، و ما الذي أدى الشاعر الأجير؟
مقالة لن يملّ منها من يحب الشعر، تشعر بأنك عثرت على الزاوية التي ستعود لها مرارًا للتزود بآراء القصيبي المهمة.
كتاب جميل. يحاول المؤلف تصنيف الشعراء بطريقة متدرجة بدأت من المعلقات! ولكن! عندما نريد ان نعرف من هو الانسان هل سنشرحه ونقول انه يحوي على عقل وقلب ومعدة وامعاء وكلى وكبد وما اليه ام اننا سنقول بأنه شخص له فكر وهو مؤسس الحضارات ؟
عندما اقرا الشعر لا اريد ان اعرف متى كتب ولمن كتب فقط اريد ان استمتع بالكلمة وكيف تعطي روحي الكمال ؟ المهم انا لا اؤمن بأن الشاعر لديه جن يخبرونه بما يقول ولا اؤمن بأن الشاعر يعيش من وراء شعره لان الشعر من اصعب الامور التي قد يستطيع الانسان ان يصنعها! لابد ان تكون في مرحلة من الروقان حتى تستطيع ان تنتج بيتا واحدا فكيف بمئات الالوف من الابيات. وبالطبع سيتأثر الشاعر مما يدور حوله من سياسة واقتصاد واجتماع وطب وما غيره ولن اقول ابدا ان الشاعر الذي حصل على مبالغ من الحكام كان موظفا بب ان الحكام اعجبوا بشعره فأرادوا ان يكافئوه على مهارته. اتمنى ان يكون الحكام الان مثل الحكام السابقين الذين احبو الشعر واجزلوا العطاء لقائله.
وعلى فكرة الشاعر مصطفى جمال الدين كان صديقا للوالد (الف رحمة عليه) ولنا معه جلسات شعر رائعة.
لي وقفة عند بيت ذكر في الكتّاب لابو تمام السيف اصدق أنباء من الكتب. في حده الحد بين الجد واللعب
مع كل كتاب أقرأه للدكتور المرحوم غازي القصيبي يفاجئني بقدرات مميزة أضيفها لرصيده ككاتب مثقف شامل مطلع متنوع ويمتلك أسلوباً مهذباً محترفاً قل نظيره ...سواء في النقد أو إبداء وجهات النظر كما في مقالته هذه لا أستطيع حقيقة تصنيف هذه المقالة أو الكتيب هل هي ورقة بحثية أم نقدية أم تأريخية ولكني أستطيع القول بأنها مقالة رائعة وضع فيها الكاتب وجهة نظره في تطورات الشعر وحال الشعراء منذ الجاهلية وحتى القرن العشرين ولا يعتبر الكاتب مقالته البحثية كورقة تأريخية أو نقدية بل يعتبرها تصور ووجهة نظر ولكني أراها أبعد من ذلك بكثير ولو إن علاقتي بالشعر سطحية أو لا توجد علاقة تقريباً إلا أن المعلومات اللطيفة وأسلوب الكاتب الأدبي الذي أعشقه منذ سنين جعلاني انجذب مسحورة لروعة المقالة وجمالها ومعلوماتها الغنية واللطيفة وأبياتها المقتبسة المدعمة لآراء الكاتب
الكتاب خفيف و سلس الاسلوب. وجدته أقرب لرسالة بحثية توثق تاريخ الشعر العربي برؤوس أقلام اختصرت أمد من الحياة الاجتماعية، السياسية، التاريخية و الحياة اللغوية للغة العربية و الأمة العربية.
يحدِّثنا القصيبيّ عن قبيلته الشِّعريَّة في مقالةٍ مطوَّلةٍ يمكن اعتبارها ورقةً بحثيَّةً تختصّ بتغيُّر أدوار الشِّعر العربيّ ومكانة الشّاعر عبر التّاريخ .
يتحلَّل الكاتب من تبعات آرائه وذلك بطلبه من القارئ في مقدِّمته اعتبار ما سيقوله عن الشُّعراء ضربًا كاركاتيريًّا من الهجاء.
أحببت قوله في مقدِّمته -باعتبار أنَّه يجوز للشَّاعر ما لا يجوز لغيره، أن أهجو أبناء قبيلتي الشِّعريَّة محتفظًا في الوقت نفسه بحقّي في رفض الهجاء والتَّصدّي له حين يأتي من خارج القبيلة.
الكتاب رصدٌ موجزٌ لتأقلم الحركة الشِّعريَّة مع التَّحولات الاجتماعيَّة والسِّياسيَّة الَّتي طرأت على العرب ابتداءً من العصر الجاهليّ وصدر الإسلام مرورًا بالدَّولتين الأمويَّة والعبّاسيَّة ثم العصر المملوكيّ فالعثمانيّ انتهاءً إلى زمننا الحاضر .
لست معتادةً على قراءة هذا النَّوع من الكتب، ولكنَّني وكما لم أتوقع أنهيته دون أن أشعر بالملل. ربَّما سحر غازي هو السَّبب 3>
كنت أظن أن الكاتب الدكتور غازي القصيبي في هذا الكتاب سيحدثنا عن قبائل شمر أو عنزة، ولكنه أراد من القبيلة مفهوما آخر وهي قبيلة الشعراء الذي هو منهم، فكتب في هذا الكتاب بحثا مختصرا وفيه أصالة فكرية عن تاريخ الشعر العربي منذ الجاهلية إلى زمننا المعاصر.
يقول الكاتب أن الشعراء كانوا في الجاهلية ملوكا أو أشباه ملوك ، فكان شعراء المعلقات اغلبهم من أسياد العرب ووجهائها، فامرؤ القيس ابن ملك، وعمرو بن كلثوم سيد بني تغلب، وعنترة حتى وإن كان أسودا فقد كان فارس بني عبس، فكان الشعر متخما بالفخر والنرجسية الملكية، حتى انهم لا يمدحون أحدا أو يتغزلون إلا وكان مدحهم لأنفسهم أكبر، وكان هذا الشعر يعالج قضايا الأسياد كحياة الملوك وقرارات الحرب والسلام ، ولكن توجد بعض الاستثناءات من الشعراء الجاهليين البسطاء كالأعشى والنابغة الذين كانوا من عوام الناس.
في بداية العصر الإسلامي ظهر شعراء اسماهم الكاتب بالفرسان ، فكان الفرزدق وجرير والاخطل فرسان في طبيعتهم الشعرية، رغم اني لا اعرف ماذا يعني هذا الكلام، فعنترة اليق بأن يسمى فارسا ، وربما قصد أن الشعراء آنذاك لم يكونوا مرتبطين بالحاكم ، بل كانوا ينطلقون من ذواتهم التي تعشق صفات الفروسية، وعلى اية حال فقد ذكر الكاتب بعد ذلك مثالا جميلا من تلك الحقبة وهو قيس بن الملوح مجنون ليلى الذي اصطنع مفهوما آخر للحب وهو الحب العذري، فكان حبه عفيف ومتسامي كأن يتمنى أن يكون قبره عندما يموت قرب قبر ليلى ، وكان يهيم بالبيوت حبا لمن سكن تلك البيوت.
ومع بداية العصر العباسي ، تحول الشعراء إلى موظفين كبار، حيث يتبارى الشعراء لمدح الخليفة واستلام النقود الكثيرة منه ، واصدق مثال لذلك أبي تمام الذي كتب قصيدة عمورية ، السيف أصدق انباءا من الكتب ، وكذلك غيره من الشعراء.
في مكان آخر حصلت ثورة شعرية لدى العرب المهاجرين إلى الأندلس تأثرا بفن غنائي لدى الاسبان يمسى بالتروبادور، وإن كنت قد سمعت ان فن اندلسي شارك العرب في تأسيسه واصل اسمه (طرب في الدور) ههههه ، تأثرا بذلك المكان الجميل حدثت هذه الموشحات الأندلسية الرائعة التي يعتمد فيها الشعر اعتمادا أساسيا على الانشاد أو الغناء.
وكان الشرق في هذه الاثناء تحول شعراءه من موظفين كبار إلى مجرد أجراء ، حيث صار الخلفاء العباسيون المتأخرين يملكون ولا يحكمون ، واصبح دور الشعراء ضعيفا وزهد فيهم الملوك والامراء ، فكان الشعراء مجرد اجراء طامحين في شيء من الحظوة والملك ، والمثال الذي وضعه الكاتب للشاعر الأجير هو المتنبي، الذي كان يتجول في بلاط سيف الدولة الحمداني وكافور الاخشيدي.
بعد ذلك آلت السلطة في الدولة الاسلامية إلى جماعات غير عربية ، الترك في الغالب، من سلاجقة وايوبيين ومماليك وعثمانيين، وهؤلاء لايعرفون العربية وإن عرفوها لم يحبوا شعرها ، فكانت مهنة الشعر بلا قيمة
وظهر في القرن العاشر الميلادي شعر سمعت عنه للمرة الأولى من غازي القصيبي، وهو شعر البند ، الذي ازدهر في القرن الحادي عشر الميلادي في العراق والخليج وبلاد فارس، ولكنه اختفى في عهد المماليك
أيها الراقد في الظلمة نبه طرف الفكرة من رقدة ذي الغفلة، وانظر أثر القدرة وأجل غسق الحيرة في فجر سنا الخبرة هذا الأفق الأدكن في ذا الصنع المتقن والسبع سماوات ففي ذلك أثر هدى
هذا هو شعر البند، وهو أشبه ما يكون بالشعر الحر الحديث، متحررا من بحور الشعر وغريبا في لغته واوزانه عن الشعر التقليدي، يقول غازي القصيبي أنه لا يوجد لدينا بحوث عن هذا الشعر ولا نعرف كيف نشأ وكيف اختفى ، ومن هم ابرز شعرائه، ولكنه قال أنه ثورة شعرية جاءت في غير وقتها فلم تثمر ولم تحقق الكثير.
ثم تحدث عن شعراء القرن العشرين الذين أعطوا زخما للشعر الحديث ، أمثال البارودي الذي يشبهه الكاتب بالفارس، ثم بعده أحمد شوقي الذي كان شاعرا جزلا وجماهيرا نابعا من صميم دواوين الشعر العربي القديم، وظهرت في الغرب حركة ثقافية قادها شعراء المهجر أمثال جبران وايليا أبو ماضي، كانت هذه الحركة الرومنسية متأثرة بالآداب الغربية ولها اهتمام كبير بالطبيعة والماوراء أيضا.
بعد ذلك ظهر الشعر الحر مع نازك الملائكة والسياب وغيرهم ، كما استمر الشعر العمودي قويا جزلا بأمثال الجواهري ، وهكذا امتلأت المطابع بدواوين الشعراء منثرين كلمات الشعر حاملة كل المعاني، منها الحسن منها والسيء ، فكانت هذه قصة الشعر وقصة المنتسبين إليه كما رآها الشاعر غازي القصيبي، وإن كان هذا الكتاب ادبي أكثر من كونه علميا ، فالكاتب لايحفر عميقا ولا يستقرأ كل الشعراء واحوالهم ، وانما هو يحكي قصة مسلية وتفسير وفهم للتاريخ الشعري قد يكون غير دقيق ، ولكنه موضوع في قالب ادبي رائع جدا.
الكاتب يتحدث من وجهة نظره عن الشعر العرب على أمتداده من الجاهلية الى العصر الحالي و يطلق مسميات عديدة لا أعلم أن كانت هي من أطلق الكاتب أم لها اسسس تاريخية فقد أطلق مسمى الشعراء الملوك على شعراء الجاهلية و كتب المعلقات.... و أطلقت على حقبة الشعراء الفرسان على شعراء الذين كانوا في ظهر الإسلام و ثم أطلق على حقبة ثانية الشعراء كبار الموظفين حيث شغر الشاعر وظيفة كبيرة و ثابت لدى الخليفة في ذاك الزمان... و أطلقت على الحقبة التي تلتها مسمى الشعراء التروبادور الذين قام شعرهم على الموشحات و خصوص في الاندلس ... و تلتهم حقبة الشعراء الاجراء حيث اصبح الشاعر يستخدم الشعر من أجل الاسترزاق سواء كان الاسترزاق كان بشعر عن مولود أو وفاة أو حتى هجاء .... و تلتهم حقبة الشعراء الحرفيون حيث عصر الخمسينيات و الستينيات حيث إن الشاعر يمارس مهنة اخرى غير امتهان الشعر فقد يكون محامي أو دكتور أو مهندس و يكتب الشعر !!! و يتحدث بعدها الكاتب عن عصر الانحطاط و هو يبدأ مع سقوط بغداد !!! و تحولات القصيدة و تمسك بعض الشعراء المعاصرين أمثال أحمد شوقي بمسلك الشعراء الفرسان!! و ما تلته من شعراء مثل الجواهري و تشبيه له بأنه شاعر من الشعراء الموظفين الكبار ... و تحدث عن القصيدة التفعلية و تأثيرها على الشعر و الجماهير العربية و تحول الشعر من الغزل و الهمس الى شعر ثار و ملهم حيث يؤكد على أن الشعر العربي باقي رغم التحولات و الارهاصات التي حدثت و مازالت تحدث !!
وأكرر .. القصيبي كاتب مثقف ولا تخلو كتبه من كم هائل من المعلومات والإحصاءات والرقيّ !! وهنا يتحدث الشاعر القصيبي عن إخوانه الشعراء " أبناء قبيلته " ويصف مراحل الشعر والأدوار المختلفة التي لعبها الشعراء على مر العصور .. من الشاعر الملك إلى الفارس إلى الموظف مروراََ بالأجير والمناضل !! ويتحدث عن الثورات التجديدية التي ظهرت في الشعر كثورة " الموشحات " وثورة " شعر البند " الذي قام على أساسه شعر التفعيلة. ويرى أيضاً أن الشعر لن ينقرض ولن تحل محله الرواية .. فهو ابن العربية البكر ومرآة حال العرب على مر العصور .
بالطبع ليس من الضروري أن تتفق مع الكاتب في كل الآراء إلا أن موضوعيته وتهذيبه في النقد يجبرك على حبه واحترامه.
يستعرض القصيبي في هذا الكتاب الخصائص الرئيسية للشعر العربي عبر العصور، والتطورات التي حدثت للشعر مذ العصر الجاهلي حتى القرن الواحد والعشرين. وأن الإنسان العربي لم يجد ما يعبِّر عن روحه وذاته سوى الشعر.
عليّ أن اعترف بأني قبل اليوم لم أكن أميل إلى الشعر والشعراء ولكن كعادته غازي فكك الصعب وجعله أهلاً لأن يكون سهلاً. في هذا الكُتيب الصغير يُحدثنا غازي عن قبيلته الكبيرة التي ينتمي إليها، قبيلة الشعر وانهُ أحدى قصائدهاكما أنهُ متأصل فيها وشديد الإنتماء رافضاً فكرة انتهاء حقبة الشعر العربي على يد الرواية. ينتقل الشاعر في هذا الطرح النقدي من وظيفة إلى أخر حسب الزمن الذي برز نجمة فيه، بداية مع الشعراء الملوك، الشعراء الفرسان، الشعراء الموظفون الكبار، الشعراء وثورة الموشحات، الشعراء الأجراء، الشعراء الحرفيون الصغار، ومن ثم ينتقل إلى عصر جديد مع ثورة البند المجهولة إلى القرن العشرون والشعراء الباحثون عن دور، نهاية مع ثورة التفعيلة. يربط كل نوع من أنواع الشعراء بزمن معين من الجاهلية إلى يومنا هذا . ويختتم الكتاب بتساؤل جدير بالوقوف عليه: ماذا عن الشاعر، أي دور ينتظره في المجتمع الجديد في الحقبة الجديدة مع أجيال جديدة من القراء؟
غازي القصيبي يرصد في كتابه حركة الشعر بتسمية أبرز شعراء كل مرحلة شعرية وكيف أثرت البيئة في تحولهم وتغير مكانتهم وتأثيرها على نوعية الشعراء ونوعية وجودة أشعارهم.. وان كنت مقارئ غير هاوي ولا محب أو شاعر ولا متخصص في هذا المجال فعليك بقراءة الكتاب في جميع الأحوال فهو تتبع موجز ثري لحركة الشعر والشعراء ..
القصيبي رجل متعدد المواهب، دبلوماسي محنك، سياسي مخضرم، شاعر بتول، وناقد فذ هنا القصيبي الشعر، ناقد أمين على تاريخ تطور الشعر العربي منذ الجاهلية حتى القرن العشرين يحتفظ لنفسه بحق هجاء قبيلته، ويرفض الهجاء ويتصدى له من خارجها تاريخ مفصل عن مراحل تطور قبيلته، وشاهد أمين على التغيرات التي طرأت عليه يستعرض كيف تحول الشاعر الملك والفارس في معلفات الجاهلية وصدر الإسلام إلى الشاعر الموظف في بلاط السلطان في العصر العباسي كيف تحول شعر الفخر والتباهي والتأمل والرثاء والغزل لشعر الاسترزاق والمديح المدفوع ثم يستعرض أبرز الثورات التي طرأت على الشعر العربي والقصيدة المنظمة بداية من الموشحات الأندلسية وليدة بيئتها وزمانها ومكانها ثم ثورة البند، وما تلاها من ثورة التفعيلة والتمرد نهاية بشعراء القرن العشرين ورقة بحثية مصغرة عن تاريخ الشعر العربي رحم الله القصيبي
. " عن قبيلتي أُحدثكم " وقبيلة القصيبي هنا " الشعر " لذا جاء الكتاب كبحث في تاريخ الشعر وأحوال الشعراء العر�� في المنطقة منذ أيام الجاهلية حتى وقتنا الحالي . الكتاب مناسب أكثر للمهتمين بالبحث وتفاصيل الشعر العربي .
كثيرا ما طرق سمعي مدح لغازي القصيبي و لكن للأمانة لم أقرأ له ، و قبل قرائتي لهذا الكتاب شدتني أبيات رائعة له عن البحرين " الضوء لاح فديت ضوءك في السواحل يا منامة " فأعجبني كشاعر و بدأت بمطالعة أشعار متفرقة له ، و لكن هذا الكتاب هو بفضلكم أول كتاب أقرؤه ، أعجبني فيه أسلوبه التسلسلي الجميل و اختصاره الرائع الذي لا يخل بالمعنى الذي يريد إيصاله ، سرده التاريخي و تنقله بين الحقب الزمنية رائع جدا ، و تصنيفه لها جميل ، ربما ذهبت إلى ما وراء السطور لأستلهم منه بعض القيم التي يجب على الإنسان أن يتمسك بها و هي اعترافه بجهله و ألا يرى نفسه _مهما بلغ من العلم_ بلغ غاية العلم فالمرحوم غازي القصيبي يعترف بأنه لم يعرف عن شعر البند إلا بعد فترة طويلة من عمره ، و قيمة أخرى هي أن لا يكتب الشاعر شعره لأي كان و لأي سبب بل يجب أن يكون شعره ذا قيمة و لا يناله إلا من يستحق المديح فعلا ، و في النهاية هو كتاب جميل لمؤلف أجمل .
العنوان يلفت الانتباه كثيراً، يدفعك لان تفكر عن اي قبيلة سيتحدث الدكتور غازي القصيبي رحمةالله عليه، ولمن قرأ له سابقاً سيدفعه حدسه إلى ان الدكتور سيفاجأة بطريقة أوبأخرى ولن يكون مقال عاديقبيلةالشعر التي ينتمي لها، تبحر معه في هذه المقالة عبر تاريخ الشعر العربي من زمنالجاهلية إلى عصر غازي القصيبي يتحدث عنه عن الشعراء الملوك والفرسان، الموظفونالكبار، شعراء التروبادور "لاول مرة اسمع هذه الكلمة واعرف معناها" وثورةالموشحات، شعراء / الأجراء، والحرفيون الصغاروصولاًلثورة البند المجهولة والتي غيرت مجرى الشعر وطريقته واوزانه، ويختتم المقال بالقرنالعشرون والشعراء الباحثون عن دور بالرجوع لأصول الشعر وبداياته تاريخالشعر بطريقة بسيطة ومختصرة بأمثلة واضحة يرافقها نقد ورأي الكاتب في الأحداث وتأثيرها وما آلت إليه
الكتاب جميل، والأجمل منه أسلوب الدكتور غازي رحمه الله المشوق والفريد، في كثير من الأحيان كنت أقرأ وأضحك، تقسيمه للشعر والشعراء جعلني أنظر لكل شاعر من ناحية أخرى، حيث رفع بهذا التقسيم أناسًا ووضع آخرين، حيث تكلم بإنصاف - وبعيدًا عن المبالغة- على عدد من الشعراء كالمتنبي وأحمد شوقي
بعض الأمور أشار إليها الكاتب إشارة سريعة، وهذه الإشارات لا يفهمها إلا من خاض مجال الشعر والشعراء ، ولهذا لم أفهم العديد من تلميحاته
بالنسبة لشعر البند ،الذي تحدث عنه الشاعر، ولعله أراد أن يحييه من جديد، أقول له رحمك الله لا تشغل بالك، فلقد قرأت النماذج التي وضعتها في الملحق فلم استطع استساغة وقراءة الشعر أو حتى تذوقه،.
يحدثنا السيد قصيبي عن قبيلته الشعرية في مقالة مطولة يمكن اعتبارها ورقة بحثية تختص بتغير أدوار الشعر العربي ومكانة الشاعر عبر التاريخ .
يتحلل الكاتب من تبعات آراءه وذلك بطلبه من القارئ في مقدمته اعتبار ما سيقوله عن الشعراء ضربا كاركاتيريا من الهجاء .
الكتاب رصد موجز لتأقلم الحركة الشعرية مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على العرب ابتداءا من العصر الجاهلي وصدر الاسلام مروراً بالدولتين الأموية والعباسية ثم العصر المملوكي فالعثماني انتهاءا الى زمننا الحاضر .
حديث القصيبي ممتع وبسيط ولكنه لا يقدم اضافة قيمة او آراءا معتبرة وهذا شأن اغلب الأحاديث البسيطةالممتعة .
ربما كان عليّ قراءة هذه المقالة ، بعد أن أخوض قليلا في الشعر وقراءته ، لأن معلوماتي عن الشعر والتفصيل فيه ، ضحلة ، ولكن لا يمنع كون هذه الفقرات تحوي معلومات جديدة وبحث ثقافي جيد عن الشعر وتاريخه وتشعباته.