حينما تضع هذا الكتاب بين يديك، فأنت تفتح بوابة إلى حكايةٍ ليست ككلّ الحكايات، حكاية الدّم والدّموع، الخيانة والصّمود، الانكسار والإباء.
كتاب "خُلاصة قصة فلسطين" ليس مجرد كلماتٍ على صفحات، بل هو رحلة مكثّفة، تبدأ من الجذور الأولى للصهيـ..ـونية، مرورًا بكلّ محطات الألم والأمل، حتى تصل إلى "طوفان الأقـ.ـصى" الّذي أعاد للأمّة نبضها المفقُود ولو للحظات.
ما يُميّز هذا الكتاب عن غيره هو سلاسته التي تأخذ بيدك عبر التاريخ دُون أن تشعر بثقل الأحداث أو تعقيد التفاصيل؛ حيث ينسج الكاتب خيطًا ناظمًا يربط كلّ مرحلة بالّتي تليها، فتجد نفسك ترى الصّورة كاملةً لأول مرة، وكأنّك كنت تملك قطعًا متناثرة من لغزٍ لم يُكتمل إلا الآن -بالنّسبة لي على الأقل- فلطالما كانت معرفتي بالقضية معرفة مُتبعثرة، هنا معلومة، وهناك تساؤل، وفي كل زاوية فجوةٌ لا تُسد؛ لكن بعد قراءة الكتاب، شعرتُ وكأنّ المؤلف أعاد ترتيب كلّ شيء، جمع الأجزاء المتناثرة، سدّ الثغرات، وأجاب عن التّساؤلات، لم يكن الأمر مجرّد قراءة، بل كان أشبه بإعادة بناء وعيي ورؤيتي للقضيّة من جديد.
الكتاب استنزف مشاعري في كلّ اتجاه، ففي فصُوله الأولى شعرتُ بالألم والغضب، الخيانات المتكرّرة التي يسردها الكاتب ليست مجرد وقائع تاريخية، بل جراحٌ مفتوحة، بعضها كنت أعرفه مسبقًا، لكن تفاصيلها كانت أعمق وأشدّ إيلامًا مما تخيّلت! لم أكن أدرك أنّ هذا القدر من الخذلان قد حدث، وأنّنا كأمّة خذلنا أهل فلسطين بهذا الشكل المُخزي.
ثمّ تأتي محطة "طوفان الأقصى"، شعرتُ بأنّ الذاكرة عادت بي إلى ذلك اليوم المُبارك، شيءٌ بداخلي تحرّك، إحساسٌ غريب من النشوة والفخر.
في الفصل الأخير، أبدع الكاتب في استخلاص الدروس والعِبر من كلّ ما حدث، وكأنه يقول لنا: "هذا ليس مجرّد ماضٍ يُحكى، بل هو مستقبلٌ تُصنع ملامحه هنا"، هذا الفصل تحديدًا شعرتُ بثقله وأهميّته، فهو ليس مجرد خاتمة، بل هو البوصلة التي تُرشدنا للخطوة التالية.
بارك الله في قلم د. محمّد إلهامي، الذي أبدع في تقديم هذا العمل القيّم، وأسأل الله أن يُرزقنا نصرًا مؤزّرًا وفتحًا مُبينًا.
كغيري من أبناء جيلي..تفتحت عيوننا على القضية الفلسطينية..كانت لحظة الوعي السياسي الأول بالنسبة لي هي استشهاد الشيخ أحمد ياسين عليه رحمة الله..كانت تلك اللحظة من اللحظات الفارقة في تاريخي وفي تاريخ جيلنا للدلالة على مركزية القضية الفلسطينية في حياة أمتنا..عرف جيلنا الكثير عن القضية الفلسطينية..نتف من هناك وهناك..النكبة والنكسة والمجازر التي راكم بها الاحتلال تاريخه الدموي..لكن رغم ذلك كان هناك كثير من التفاصيل غائبة في المشهد. فكان هذا الكتاب بمثابة الخيط الناظم لتاريخ القضية كله..بدا في هذا الكتاب تاريخ فلسطين كوحدة واحدة كان هذا الكتاب بمثابة صفعة كبيرة..كنا نعلم جميعا حجم الخيانات التي وقعت على فلسطين..لكن لم أكن أتصور أنها بهذا الحجم ..من يقرأ هذا الكتاب ثم يتابع ردود الفعل على طوفان الأقصى..يجد أن كل ما حصل طبيعي جدا وأكثر من طبيعي واستمرار لمسلسل الخيانة..كما قدم حكام العرب والجيوش العربية فلسطين على طبق من ذهب..قدموا غزة أيضا والنتيجة الأولى التي تخرج بها أن فلسطين لم تضع بخذلان ولا بتقاعس وعجز كما توهمنا..ما حصل كان تواطؤ وخيانة كاملة الكتاب مهم جدا وحق على كل مسلم وعربي أن يقرأه ليرى الصورة كاملة ويبصر كيف سلمت فلسطين على طبق من ذهب..كان السرد ممتاز وفيه جهد كبير جدا مبذول لإخراجه بتلك الصورة ويكفي أن كاتبه رجل أمين في نقله..متميز في تخصصه ..يعيش هم أمته ومشتبك معها
ولعل أهم ما ميز الكتاب كمية الإحالات التي أحال إليها في كل مبحث.
هذا الكتاب من أصعب ما قرأته في حياتي والله يعتصر القلب ألما على كل هذه الخيانات والتواطؤ على أمة الاسلام. كتاب رائع يلخص تاريخ فلسطين من سقوط الخلافة العثمانية إلى يومنا هذا في الحرب الجارية على قطاع غزة. إن معرفة التاريخ من واجبات هذا الوقت العصيب
قصة فلسطين هى الصورة الموجزة لقصة العرب والمسلمين فى القرن التاسع عشر والعشرين وهى نتيجة لكل ما تبنوه من مرجعيات وافكار وتنكر للحضارة الاسلامية فلسطين هى صورة الاستعمار الذى لم ينته من بلادنا حتى الآن فهو استعمار الغرب للدول العربية والتحكم فى مقدراتها وسياستها مت وراء الستار وهى الصورة الحديثة للاستعمار الذى تبنته امريكا فهي تحتل الدول بشكل غير مباشر وتسلط علينا شرطى الشرق الاوسط المتمثل فى اسرائيل لتحمى به نفوذها والبترول المتدفق اليها وحتى تشغل العرب فى النزاع وتجعلهم لا ينطلقون الى الامام قصة فلسطين هى قصة مستمرة من الخيانة والعمالة للغرب وهوان النفس وذلة حكام العرب امام حكام الغرب الكتاب يستعرض بداية الحركة الصهيونية وكيف استطاع قادتها توجيه الرأي العام العالمي وجعل السياسات للدول الكبرى تقف فى صفهم وفى نفس الوقت كيف كان العرب فى غفلة ينازع بعضهم البعض وكل منهم يتمنى قطعة من الكعكة التى تركتها الدولة العثمانية ثم تباروا لوضع يدهم بيد المحتل الانجليزى ليحكموا من خلاله وابرز مثال على ذلك الثورة العربية وامتلاك آل سعود للحجاز ومملكة الاردن ومملكة العراق ثم كيف كان حال فلسطين تحت الانتداب حتى قيام دولة الصهاينة وكيف كان العرب السبب الابرز بجيوشهم التى دخلت فلسطين لتحريرها فاذا بها تعطى الصهاينة الارض و الأفضلية ثم يأتى الفصل الثانى وهو فصل النكسة التى كانت نكسة فى كل المستويات وكيف كانت حرب اكتوبر بعدها مجرد تحريك للامور وتولت الدبلوماسية الامر لاستعادة سيناء مقابل تهميش القضية الفلسطينية ثم التطبيع وبعدها تتحرك اسرائيل على الارض لتصفية حركة فتح فتحتل لبنان ويقف العرب متفرجين حتى حقبة الثمانينات وصعود حركة حماس للمشهد وتكوين كتائب القسام واحداث الانتفاضة وصولا لحكم حماس لغزة وانتهاءا بطوفان الاقصى الكتاب يعرض صورة موجزة لكنها كافية للتعرف على القصة من البداية حتى الآن فى عجالة دون الدخول فى تفاصيل
من أفضل الكتب التي تلخص قصة فلسطين. أجود وأنفس ما في الكتاب هو استخلاص الدروس والعبر والتنبيه على المزالق حين يعرض الحدث التاريخي، مضيفا إلى آخر فصل خلاصة هذه الدروس. لهذا يصح أن نصف هذا الكتاب بأنه خلاصة الخلاصة.
حتما سوف أعود لقراءته مرة أخرى لكثرة ما احتوى عليه مع الفوائد.