تمددنا والنور مضاء. ثم والنور مطفأ. تضحك في العتمة وأنا أهمس أن الضحيّة باتت في أحضان جلّادها. تركنا وراءنا المصطلحات السقيمة وانشغلنا بما نحن فيه. رجل وامرأة فحسب يجتمعان وبينهما ملاك. نركن السنوات جانباً ونجرّب الحب المتأخر. نخفق أو ننجح. مرّت علينا سنوات عجاف وجفاف. نسينا فنون المعاشرة. لكن الحب مثل السباحة وركوب الدراجة. مهارة يتركها المرء ولا ينساها. يغطس في الماء ويحرّك ذراعيه وساقيه ويعوم. يحتويه الحضن الضامئ.
***
"صيف سويسري" هي حكاية أربعة عراقيين يلتقون في بازل لتجربة عقار لعلاج الإدمان العقائدي. أحزابهم أعطبتهم ودمرّت بلدهم. وكانت المدينة السويسرية تقدّم إليهم البونبونات وتعيد وصل حبّ مؤجل.
إنعام كجه جي: صحافية وروائية عراقية ومخرجة أفلام وثائقية. وُلِدت في بغداد ودرست الصحافة في جامعتها. تُقيم في باريس وتعمل في مجال الصحافة. صدر لها: "لورنا، سنواتها مع جواد سليم" - سيرة روائية. "كلام عراقيات" - مختارات مترجمة إلى الفرنسية من نصوص الحروب، و"بلاد الطاخ طاخ" - مجموعة قصص. ومن الروايات: "سواقي القلوب". "الحفيدة الأميركية". "طشّاري". "النبيذة". اختيرت الروايات الثلاث الأخيرة في القوائم القصيرة لجائزة الرواية العربية وترجمت إلى عدة لغات.
روائية وإعلامية وكاتبة عراقية تقيم في فرنسا منذ عقود، تمارس الصحافة والترجمة. درست الصحافة والإعلام وعملت كإعلامية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة قبل أن تنتقل إلى فرنسـا عام 1979 لنيــل درجة الدكتوراة من باريس، ولا تزال تعيش هناك حتى الآن، وتعمل كمراسلة صحفية لجريدتين ناطقتين باللغة العربيـة. وفي عام 2004 قامت بعمل وثائقي عن نزيهة الدليمي -أول امرأة تستلم منصب الوزارة في العالم العربي. كما نُشِــر لها العديد من الأعمال الأدبية: * Lorna, her years with Jawad Selim لورنا، سنواتها مع جواد سليم - 1998 * Paroles d’Irakiennes كلمات عراقية - 2003 * سواقي القلوب - 2005 * الحفيدة الأمريكية - 2008 * 2013 - طشاري و ترشحت مرتين لجائزة البوكر العربية (القائمة القصيرة) للروايتين "الحفيدة الأمريكية" و "طشاري".
مجموعة أشخاص معطوبة المشاعر بسبب العقائد و الايديولوجيات تلتقي في بازل السويسرية في إطار جلسات علاج دوائي يقضي بإعادة إعدادهم و تأهيلهم للاندماج في المجتمع الذي يحتضنهم بعد اللجوء . الشخصيات تروي ذكرياتها في بلد تم وأد الحرية فيه و رفع البذلة العسكرية إلى درجة التقديس : حاتم و بشيرة و غزوان و دلالة و الدكتور بلاسم وجوه لهذا الكيان المسمى وطن . تنتهي التجربة و يعود كل شخص لحياته و لأحلامه و ان كانت التجربة جعلتها يؤسسون للعلاقات إنسانية تجاوزت كل ما كان يفرقهم.
نوفيلا "رمزية" ، تحكي بأسلوب شعري مؤثر من كلمات و تركيبات جُمل جعلتني اتأثرت بمعانيها. حالة من التشتت و الضياع في الغربة. تطرح سؤال خفي ؛هل من الممكن أن نمحي ذاكرة عروباتنا و بالأخص العراقيين في الغربة؟و ذلك من خلال تجربة أقاموا بها لمجموعة من العراقيين لمحو عراقيتهم و بالأخص بغدادهم."الذاكرة". أحببت تقاصيل كل فصل كأنه منفصل يشرح حالة الشخصيات من التخبط و التفكك في التفكير. رمز بشيرة هي المعارضة و حاتمي رمز الوطن اي شيء حتمي لامفر منه. دكتور بلاسم من اسمه بلسم يدوي القلوب و يخفف آلامها "خلال العقد". خططت لكثير من الجُمل لإعجابي الشديد بتركيباتها، قلم السيدة إنعام حساس يدخل القلب دون أي مجهود. لا تغيبي عنا في روائعك سيدتي ♥️♥️
الشخصيات / الأنماط المتوقعة للشعوب المتفرقة الصدفة المبالغ فيها بين الرجل و المرأة / الوطن المفقود
معلومات عن سويسرا و مصانع ادويتها المحرم الاقتراب من الحي الخاص بها إلا في الويكند و تبدو كأن القصة حقيقية و لا يُستبعد مثل ذلك من بلاد العلم أن تستفيد من بلاد الطاخ طاخ ايضا في العلم عن طريق تسخير ابنائها كحقل تجارب
تتسفيد من ماضينا ( ابن الهيثم ) مثالا ، بل حتى في الحاضر يستخدمه أصحاب الفن لتعزيز فنهم بنكهة مميزة و عميقة
، ثم تستفيد حتى من حاضرنا المهزوم ، بتجريب ادويتها في معطوبينا اللاجئين
نحن مفيدين للبشرية دوما يا بازل يا سويسرا يا مواطن العالم الأول السعيد
نحن دوما في خدمتك !
فاسدنا يملأ بنكك بالأموال و صالحنا يعمل بجد في مستشفياتك و معطوبنا يتطوع لتجربة أدويتك
لكنه ينسى كل ذلك و يجعل ( بغداد ) اسم للسرير ،
� السرير ذا الأعمدة يسمّى باغدخان. نلفظها بالدكان. كلمة محرفّة من اسم بغداد. منها كان يأتي الحرير. �
رواية لطيفة و فكرة ذكية و عامة أنا احب قلم إنعام و تهكمها الخفيف.
اه و البداية تستحق الخلود مثل بدايات الروايات التي تُدرس
� نمت وتمنيت أن لا أستفيق. ما عادت آدميتي تستقيم إلا في وضعية الرقاد. �
أشعر بالفخر لاني أول شخص يكتب مراجعة عن الكتاب في موقع goodreads ، رواية إنعام الجديدة تتناول مواضيع عدة منها: اللجوء والاندماج، الحب، الماضي، الذاكرة، الحداثة ومدى قابلية تأثيرها على حياة البشر وما هي حدود التكنولوجيا.
اعجبني في الرواية امتزاج تعقيدها وبساطتها، فنحن أمام احداث بسيطة تترك عقد كبيرة، فلكي نرى تلك الأحداث على حقيقتها لا بد من كتابتها بهذه الطريقة.
رواية صغيرة، حدثها الأهم في نهاية التسعينيات في بازل السويسريّة؛ حيث تحاول شركات الأدوية تجربةَ عقار يستهدف الذاكرة ويزيل عنها صدأ العقيدة، عن امرأتين ورجلين عراقيين: بعثي وشيوعية ودعويّ (نسبة إلى حزب الدعوة) وآشوريّة من شهود يهوه. الروايةُ تعود بشخوصها الأربع -بالإضافة إلى الطبيب الشاب وسندس ذات العينين البنفسجيتين- إلى الماضي، في العراق ومشكلاتهم هناك. إنعام كجه جي -كعادتها- تكتب بحنينٌ جارف لعراق -بكلّ مساوئه- هو بمثابة فردوس مفقود، وعراقٍ قادم مشوّش. الرواية بسيطة وليس فيها ما يُبهر.
لا تشفى إنعام أو شخصياتها من ماضي العراق ووجع العراق. تظل الشخصيات تنحاز للأسى المخلوط بالحنين فلا تداويه أو تداريه جلسات تأهيل نفسي في بلد الحياد والحياة.. أحب هذه السيدة وأحب كل ما تكتبه حتى لو كان وصفة باذنجان😅
٣.٥ ،، حدوته مختلفة عن مجموعة من أشخاص في الشتات بعيدا عن بلدهم تجمعهم تجربة واحدة ،، جاتلهم فرصة يكونوا متطوعين لتجربة تأثير دواء يقدر ينسيهم ماجرى لهم ،،
حسيت إنى بقرأ شعر سياسي مش عارفة الرواية مفككة ولا دا مقصود لنقل حالة الأبطال من تفكك ،، لكن مما لاشك فيه أننا أمام قلم مبدع لغويا ً .. متمكن متمرس التشبيهات فوق الرائعة ،، ممكن بس عشان مفرداتها عراقية لم تصل الي كمصريه نوستالجيا العراق كما تصل مثلا الي عراقي يقرأ النوفيلا
أربعة عراقيين في إجازة مدفوعة مسبقأ في سويسرا لتجربة عقار جديد. دواء يدخل في الادمغة ويتلاعب بمحتوياتها. يقوم بحذف الذكريات المؤلمة من الرؤوس كما ينزع الاسكافي النعل الجلدي المهترئ.
ضابط سابق مدمن قومية عربية، شيخ معمم من محبي البيت، وأخرى يسارية. والهدف أن يتحرر كل منهم من نظام القطيع حتي يعتدل بشراً سوياً.
الفكرة ليست مبتكرة ولكنها جريئة في الأعمال العربية ولكن، كان يمكن للتنفيذ ان يكون أفضل مما كان. فالكاتبة أختارت موضوع ساخر ومشوّق، واذ بها في معظم الفصول تعتمد اسلوب جدي ومباشر لا يختلف عن ذلك في الأعمال المعاصرة التي تتناول مواضيع الخيبة والاحباط.
ببحّة ألم تحكي باختصار مكثّف حال العراق من الانقلابات الجمهورية إلى سقوط العراق واستيلاء الشيعة على كراسي الحكم ، قابلة للشتى التآويل ، لكن انتهائها بهذا الشكل جعلني أشعر بالخيبة ، لا يزال النفق طويلًا والظلام قاتم في كل رواياتها.
أُحب أن أقرأ كل ماتكتبه الست إنعام، تعرف الوجع العراقي وتُجيد رثاءه جيدًا
(بعثي، معمم، يسارية ومسيحية) أربع أشخاص يجتمعون في مصحة للعلاج من "إدمان العقائد". ياله من تشخيص دقيق لآفة بلداننا، حيث ينتقل واحدنا من أقصى اليمين لأقصى اليسار!
وكالعادة، لا تُصدّق أن شخصيات إنعام من نسج خيالها، أقنعتني إنعام أن زوجة اللاعب عمو بابا اسمها دلالي وهي من شهود يهوه!
رواية قصيرة بفكرة مبتكرة، سرد بسيط وهادئ للأحداث منمّق بتشبيهات جميلة لا حرمنا الله هذا القلم
قبل أن تأسرك الكاتبة العراقية إنعام كجه جي بروايتها الجديدة، "صيف سويسري" الصادرة عن منشورات تكوين بالتعاون مع دار الرافدين، يحضرك مذاق لغتها العالق في ذهنك منذ آخر عمل قرأته لها، والذي قد يكون "النّبيذة" الرواية التي خانها الحظ لتنال "البوكر العربية" في إحدى دوراتها السابقة. أتحدّث عن لغة كجّه جي أولا لأنّ اللغة دعامة أساسية في أي عمل أدبي فقد تزكّي فصول القصة المسرودة فيما بعد، وقد لا تزكّيها. كل إبداع يحتاج لبصمة لغوية تميزه عن غيره. كل إبداع يحتاج للغته الخاصّة، ولقاموس مفرداته الذي يبني حقول دلالاته ويشكّل معانيه وأهدافه. لروائيتنا هذا المتاع اللغوي الفاخر، تؤثث به معمار روايتها، دون أي شعور بأنه "مصطنع"، إذ تنساب اللغة كما لو أنها شلاّل ينهمر نزولا من مرتفع عالٍ دون أي عقبات. بعد أن تُقدِّم لنا كجّه جي أولى شخصياتها "حاتم الحاتمي" واصفة إياه بالجنين العملاق الذي يغمض عينيه فتنتشر أجنحته وتأخذ روحه مداها بين الصحو والغياب، تنفتح ستائر المخيلة لتصبح لعبة القراءة ممتعة والتوغل في النص مغامرة لذيذة تماما كما نبّهنا إلى ذلك رولان بارت ذات يوم. لا يفوت روائيتنا أن تسارع لتضعنا أمام الحقيقة المعقّدة لهذه الشخصية، وترسم لنا حدود الماضي والحاضر، بين ما حدث في العراق ذات يوم، وما سيحدث في مدينة "بازل" السويسرية الوادعة. يبدو الأمر كما لو أنّه معادلة رياضية سهلة الحل، لكن لا، فكل معادلة تحتاج لتفكيك وإعادة ترتيب لفهمها. فماذا يفعل حاتم في بازل؟ ماذا يفعل الرّفيق سور الصين الحامل لأطنان من ثآليل الماضي في مدينة سويسرية شديدة النظام والنظافة؟ لاجئ؟ وليكن كذلك، فمختصر القصة يقول إن الحكاية تدور حول تجربة عقار لعلاج الإدمان العقائدي، يخضع لها أربعة لاجئين من العراق لتصحيح أعطابهم التي تسببت فيها أحزابهم في الوطن. كل توقُّع لأحداث الرواية ونهايتها تفادته روائيتنا، لقد أرادت أن تكسر سقف توقعاتنا، لهذا اعتمدت فكّ شيفرات شخصياتها، لتنكشف عبر فصولها كما لو أنها كلها كانت تحظى بوجه تخفيه العتمة وآخر برّاق تحت ضوء ما. نتوقّع هذه الازدواجية عبر تحليل لأعماق هذه الشخصيات الخارجة من بيئة مظلمة، كونها عرفت معاناة كثيفة أفقدتها جزءا كبيرا من انسانيتها، تأتي التغيرات البطيئة ليس بسبب العقار السحري، بل بسبب بيئة جديدة فيها متسع من الحرية، ولهذا تُسهب الكاتبة في وصف المدينة، وهكذا يصبح القارئ فردا متنقلا في جغرافيا ثقافية جديدة. فتبدأ الشخصيات تبرز الواحدة تلو الأخرى، برشاقة سردية لافتة. حاتم يقدم نفسه بمدمن قومية، غزوان بخريج سجون ومن محبي آل البيت، بشيرة حسون باليسارية، ودلاله بالمبشرة. يجلسون في حلقة في مواجهة "حلاّل العقد" الأستاذ بلاسم، المشرف على مجموعة بازل. هل تنحاز إنعام كجة جي لعراقها أم للبيئة السويسرية "النظيفة"؟ من ذكاء الكاتبة أنها تذهب إلى أقاصي الأمور، فلا شيء كاملا في الحقيقة. الوجه المضيء للقمر ليس مضيئا دائما، والعكس صحيح. في بازل الجميلة النظيفة الهادئة، لا تهدأ الذاكرة عن إخراج أثقالها المتفحّمة، إذ يبدو أن العالم الذي تحوّل إلى قرية صغيرة لم يعد بمقدوره يغالِط التاريخ ويتوقف عند "صيف سويسري" واعد بحياة هادئة. كل شيء عند إنعام كجه جي متصل بخيوط صلبة مثل شبكة عنكبوتية وكلما اهتزّ خيط اهتزّت الشبكة كلها. كل خاضع لفعل تلقّى ردة فعل. وهذه براعة الروائية لطرْح حبكتها. لم تكن منحازة للغرب ولا للشرق، لقد وضعتهما معا تحت عدسة مجهر واحد. ليس من حقي أن أسرد تفاصيل الرواية، وإزاحة الستار عن فصولها الجميلة، لكني على يقين أن قارئها سيعيش متعته ولسوف يتوقّف عند محطّات عديدة لمناقشة أفكار الكاتبة. إنها نموذج من النّماذج الناضجة للرواية المكتوبة باللغة العربية، وكل أمنياتي ألاّ تظلم كما ظلمت أعمال سابقة لكجه جي، على الأقل لإنقاذ المشهد الأدبي العربي من الصورة السيئة التي أصبحت لصيقة به بسبب ضعف أغلب الأعمال الأدبية التي تتصدره إعلاميا.
في هذا العمل حاولت الكاتبة بفكرة جيدة أن تصور صراع الأيدلوجيات في المجتمع العراقي من خلال شخصية حاتم، وغزوان، والبلا اسم الطبيب ووفقت إنعام بعرض مشاعر الألم والخوف في قصة بلا اسم الطبيب المهاجر العراقي المجتهد، وقصة عائلته التي تقارب قصص أكثر العراقيين.
وكانت الفكرة تحاول عرض أن الأفكار والعقائد كالجلد لا يمكن نزعها من الإنسان، مهما تطور العلم.
كانت تحتاج الجمل في نهاية كل فصل إلى إعادة صياغة، الكتابة سلسة واللغة ليست عسيرة، ربطت الكاتبة الحكاية بطريقة مرنة، ولم أرى أنها ذكرت أشياء زائدة عن الحاجة.
النقد اللاذع للوطن في الرواية أوصل لي شعور غضب الكاتبة من المجتمع وشيء من عتبها ونفورها منه، وهذه مشاعر أجدها عند عدد لا بأس به من أبناء جيلها ومن هم أصغر منه في الواقع. والمزعج في هذا تصوير أن هذه المشاكل موجودة فقط في بلدها مع أن هذه المشاكل موجودة في أكثر بلدان العالم.
وفي هذا العمل الذي نقل صراع الأيدلوجيات في العراق وصعوبة وتعقيد المسائل، وشيء من معاناة الفرد العراقي خارج العراق ومعاناة الجيل الذي ينشىء نشأة مشتتة. شخصية حاتم التي بنت من خلالها الكاتبة العمل تفتقر لأبعاد عديدة فهو الشخص الذي يرفض أن يتخلى عن أفكار حزبه، لم ألاحظ النزعة القومية بوضوح ولم أفهم ما كانت تريد الكاتبة إيصاله من خلال هذه الشخصية، هل بسبب أن الكاتبة لم توفق بالقدر الكافي لأن تتقمص فكر الرجل وتغوص في وجدانه، فأنا عندما قرأت العمل وجدتني استمع لصوت شابة لم تنقل العمل بالإتقان الذي كان في عقلها. ووجدت في هذا العمل شيء من التقليل من النساء.. هل هو واقع حقيقي! ربما ولكن لم غُيب الصنف المعاكس وهو موجود في المجتمع العراقي بكثرة. إنعام تكتب كتابة مغترب تغيب عنها أبعاد عدة داخل تعقدات المجتمع العراقي ولكنها على الأقل تكتب شيء من ألم وضياع وشتات هذا المجتمع في حين أن الشعب مشغول بالديمقراطية العرجاء التي تم اختراعها ببراعة لكي يستمر البؤس كما تقول. أحب إنعام وأحب إشاراتها التي تعكس واقع مرير وكوميديا سوداء بلا جهد مثل قولها: أن الدينار أرخص من الروق الذي طُبع عليه. وغيرها . وكما أن العراق أرض تغدق النعم على أهلها مثلما توزّع الويلات كما تقول إنعام في هذا العمل هو أيضًا أرض مليء بالحكايات التي تنتظر لقلم وللغة إنعام أن تسردها مع مراعاة تطوير تقنيات السرد
من اللحظة الأولى نستطيع وبسهولة أن ندرك أن كاتبتنا الرائعة "إنعام كجه جي" صاحبة قلم ممتع وأسلوب شيق خفيف، كما ندرك أنها استخدمت نفس التيمة السياسية وجعلت أبطال قصتها من العراق والذين خرجوا منها واجتمعوا في بلدة بازل السويسرية هرباً أو طلباً للتغيير بقوميتهم وأفكارهم و أيدولوجياتهم التي ترعرعت في عقولهم!
دكتور نفسي يجالس أربعة غرباء - السيدة الجميلة بشيرة، وضابط الأمن السابق حاتم الحاتمي والسيد غزوان البابليّ، والمبشرة دلاله! كل منهم له حكايته وقصته ومأساته!
اللغة والأسلوب كالعادة لا غبار عليهما - كلمات جميلة ورشيقة ومميزة وفصول عرضت شخصيات القصة وأوضحت خلفياتهم المختلفة حتى جمعتهم مع بعضهم البعض لنرى التداخل والعلاقات المختلفة التي خلقتها الكاتبة بينهم!
قصة مؤثرة تحمل رغم سهولة قراءتها الكثير والكثير!
الجزء الأخير من فصل "مولود في دبابة" والذي تحدثت فيه الكاتبة عن العراقيين الذين هربوا وهاجروا كان جميلاً جداً واستطاعت أن تصف حالهم بدقة شديدة!
اقتباسات
"آخ من الخمسين! عتبة حمّالة أوجه. فيها يفقد المرء صلابته. يصبح رجراجًا. يهادن ويقبل كل الاحتمالات. يسخر من ماضيه ولا يزعجه أن تُشطب فصول منه. قناعات بائدة وحماسات عنترية وقبلات مسروقة. "
"عجيبة دول اللجوء. تحنو على المحتمين بها أكثر من الأوطان. تجتهد دوائر الصحة في تطبيب أجسادهم وترميم النفوس. أرواح معطوبة تحتاج مراعاة خاصة وتفهمًا."
"وحين يكون الحب عارمًا فإنه يأخذ العقل من موضعه في الجمجمة ويحشره في المؤخرة."
"في بلادنا نرث الدين من السلالة. نتلقى بصمته على شهادة الميلاد. أبوك مسلم أنت مسلم. أبوك صابئي أنت صابئي. مسيحي، أنت مسيحي. تكبر داخل سجنك المهيأ لك من قبل أن تكون نطفة. ترافقك قضبانه حتى طلوع النَّفَس الأخير. جاءت العقائد السياسية فصارت دينًا ثانيًا لا حياء فيه. أبوك شيوعي أنت شيوعي. تولد في أسرة بعثية تصبح بعثيًّا. المشكلة أن يأتي أحدهم إلى الدنيا في بيت يتفادى السياسة. يخشى مآلات الانخراط فيها. يمشي أفراده جنب الحائط. يكبر على الهامش والكل يطارده. لا أحد يتقبله بدون لون. لستَ معنا إذًا أنت ضدنا. اللعنة على الأحزاب!"
هل نحن نتاج اختياراتنا ام ان الاقدار ترمي بنا حيث وصلنا؟ تناقش انعام كجه جي هذين السؤالين من خلال لقاء اربع عراقيين في بازل لغرض تجربة علاج تساعدهم على ا��اندماج في المجتمعات الأوربية التي وصلوها لاجئين في تسعينات القرن العشرين. تثير هذه المعلومة افكارنا، أهي انعام تسخر من القارئ؟ ام ان شركات الادوية تسعى لإنتاج أدوية تمسح الماضي لتخلق الإنسان ذو الصفحة البيضاء؟! حاتم البعثي من الجنوب، انخرط في الحزب بدافع وطني ومشى معه إلى قاب قوسين او أدنى من النهاية. بسبب قرحة المعدة سافر إلى المانيا ولم يعد، ولا تزال الاهوال التي شاهدها تقض مضجعه. بشيرة الشيوعية آمنت بأحلام اليسار التى اخدت بها إلى الاعتقال واضطرت إلى ترك البلد بعد بعد أن اختفى حبيبها الذي اغراها بالانضمام للحزب فتنقلت في عدة بلدان عربية قبل ان تستقر في المهجر الأوربي. غزوان من حزب الدعوة والذي أودى به انتماؤه إلى عدة سجون. دلالة المسيحية التي بدلت انتمائها المذهبي (او الديني) لتصبح من شهود يهوه ومبشرة بدين جديد اثار استفزاز مجتمعها فهاجرت طمعا براحة البال التي لم تنلها. نتعرف على قصص هؤلاء الذي يجتمعون في صيف بازل لنستمع إلى حواراتهم في جلسات العلاج الجماعي والى الحوار الداخلي لكل منهم. في الفصل الأخير من الرواية نتعرف بصورة مقتضبة إلى ما حصل لكل منهم بعد الاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣ وسقوط بغداد. كانون الاول ٢٠٢٤ التقييم ٤ من ٥ نجوم
كلمات مؤثرة وأسلوب شيق كما إعتدت من الكاتبة .. "صيف سويسري" هي حكاية أربعة عراقيين يلتقون في بازل لتجربة عقار لعلاج الإدمان العقائدي .. محاولة سويسرية لمحو ذاكرتهم وعقائدهم .. إرث ثقيل في بلد تتناحر فية الاديان والسياسات يخشاهم الغرب ويقلقه عدم إندماجهم .
� بلد مقسوم حسب المذاهب والقوميات. زعماء متصالحون في التليفزيون متخاصمون وراء الكاميرات. ديمقراطية عرجاء تم اختراعها ببراعة لكي يستمر البؤس. من له يد في الحكم ينهب بلا رحمة. سيارات مزدحمة وناس كثيرون في الشوارع والأسواق والمطاعم. الكل يأكل ويتفنّن في عرض الفاكهة والطعام. شعب ذو أفواه تأكل لتسكت. أسنان تمضغ خيبتها. � � توقّعتُ من إقامتي هنا أن تخلصني من غلوائي. انحيازاتي. شدّة اندفاعي. سأعود مُعافًى من الشعارات المخزونة في طيّات لساني. أترك التعصب الذي يستولي عليّ ويحيلني ببغاء تكرر المحفوظات. تطرّفتُ في الولاء للمبدأ حد اقتراف الشرور. ارتكاب الجرائم. �
فهل ينجح العقار ؟ هل ينجح في محو ما حفرتة السنين؟ والأجابة في تلك السطور ...
� أطلقت سراحنا لكي نعود مدمني عقائد أو قضايا أو خرافات. لاجئين حياديين قلّمت الألفة أظفار تعصّبهم. يعيشون لصيف واحد غربة تجمع الأضداد وتلمّ الشتات. إنها بازل. �
� سيجتمع المشرفون علينا ويضربون رؤوسهم في الحيطان. أنفقوا الكثير ولم يربحونا. �
❞ ستذكرنا كريستينا وتصدح بالموّال: «بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا». جئناها مجانين ونغادرها أشدّ جنونًا. عناد صُنع في العراق. احذروا التقليد! �
ما قيمة الحياة لمن تخلى عن ذاكرته؟ بل كيف يتحايل المرء على ذكرياته المؤلمة ليكمل الحياة؟ كم يستطيع المرء التمسك بأحلامه! وكيف يتمكن من اخفاءها؟ هل ينتهي الانتظار؟ أم يمتد على امتداد العمر! رواية تجمع بين الماضي والحاضر بين الشرق والغرب نعيش بين صفحاتها في زمن الأحزاب السياسية المعقدة في العراق وبين هدوء مصحة سويسرية، ذاك البلد المحايد البعيد عن السياسة وأحزابها. بقلم رشيق كريشة، ولغة مكثفة كغيمة ممتلئة توشك على الهطول، استطاعت انعام نقل تجربة أربعة أشخاص مهاجرين ينتسبون إلى أربع خلفيات ثقافية ودينية وحزبية مختلفة، لا يجمعهم سوى جرأة على التجربة وماض معقدِ حريٌّ بأن يُنسى، يجتمعون بهدف التعافي من إدمان الأحزاب وخوض تجربة الانسلاخ عن ايديولوجياتهم. رواية قصيرة بالرغم من فكرتها العبقرية، يستطيع المرء انهاء قرائتها بجلسة واحدة، فلا أحد يرغب بتأجيل متعة لغوية، ولكن الأسئلة التي تخلفها في رأس القارئ لا تنتهي بانتهاء القراءة لأنها تتركه في حيرة وتساؤل مُلحّ، ما الذي يبقى من الإنسان إن خلع رداء شخصيته التي بناها؟ وهل يتسع العمر لتجربة شخصية جديدة؟ أيكون لحياتنا معنى لو أنا تخلينا عما نؤمن به!
The novel contains a very interesting concept. Four Iraqis are taken to a Swiss clinic to be treated with pills and therapy of their complicated and painful past. The author however appears to be only interested in two of these characters, a man named Hatim who used to belong to the B’athist party and a woman named Bushra who used to be a communist. Subplots involving the other characters and Bushra’s daughter Sundos are unfortunately under developed as is the motivation for why the Swiss are interested in treating these particular four Iraqis with their pioneering medicine. The novel is sketchy down to its short sentences but it does hold the attention to a fair degree. In short a great concept that is inadequately treated.
اربعة مهاجرين عراقيين يلتقون فى بازل السويسرية ويتم اختيارهم بشكل دقيق وذلك لاخضاعهم لتجربة عقار جديد يجعلهم يندمجوا فى مجتمعهم حتى لا يشكلوا خطرا على هذا المجتمع المسالم .لكن هل يعالج هذا الدواء تلف المشاعر والحنين إلى الماضي الشعور بالغربة كيف يعالج أناس قرروا باختيارهم هجر وطنهم رغم انهم يحزنوا لفراقه ولكن لا يستطيعون العيش فيه جراء ما حدث لهم فيه . كل شخص فيهم يحمل ذكرياته يأبي أن ينساها ويحلم ربما باللحظة التى قد يعود فيها . يبقي السؤال ماذا تفعل الايدلوجيات والاحزاب والطوائف فى الوطن تجعله هاشاً يقاتل أبنائه بعضهم البعض يظن كل منهم انه يدافع ويحمى الوطن لتجد فى النهاية أبنائه مشردين لاجئين فى بقاع العالم لكى يستطيعوا حياة ما بقي لهم من العمر .
رواية مخيبة للتوقعات ... بداية الرواية والحديث عن الحبوب اللي هتمحي التعصبات والانتماءات السياسية بداية توحي برواية ف5نتازيا فلسفية وحسيت اننا ممكن نقرا حاجة شبه روايات كونديرا... ثم تتوالى الاحداث عبارة عن ذكريات متفرقة لمجموعة من المهاجرين ليس الا.. لا جابت سيرة الحبوب ولا الذاكرة ولا غيره ...رواية مملة بدرجة كبيرة وغير مترابطة خلصتها بالعافية