الراغب الأصفهاني واحد من علماء القرن الخامس للهجرة الذين كان لهم موقع في الحركة الفكرية الإسلامية لجهة تحديد مواقف من الصراعات الدائرة في تلك الآونة بين الفرق الكلامية، وبعض المدارس الفلسفية تحت تأثيرات دخيلة، ولقد كان في صف أصحاب الفهم المعتدل للمسائل الإسلامية... وهذا الكتاب الذي نقدم له "تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين" اعتمد فيه الراغب الأصفهاني أسلوباً لطيفاً في إقامة الحجة والدليل على من كفر بالنشأة الأخرى، أو اهتم بالعقل دون التزام الشرع، أو قال بالانفراد عن الناس وإهمال السعي... إلى ما هنالك من المشكلات المطروحة للنقاش
الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني (أو الأصبهاني) المعروف بالراغب: أديب، من الحكماء العلماء. من أهل (أصبهان) سكن بغداد، واشتهر، حتى كان يقرن بالإمام الغزالي. من كتبه (محاضرات الأدباء - ط) مجلدان، و (الذريعة إلى مكارم الشريعة - ط) و (الأخلاق) ويسمى (أخلاق الراغب) و (جامع التفاسير) كبير، طبعت مقدمته، أخذ عنه البيضاوي في تفسيره، و (المفردات في غريب القرآن - ط) و (حل متشابهات القرآن - خ) و (تفصيل النشأتين - ط) في الحكمة وعلم النفس، و (تحقيق البيان - خ) في اللغة والحكمة، وكتاب في (الاعتقاد - خ) و (أفانين البلاغة)
الكتاب رائع، وفقط! ما أجمل ما قرأت هنا! الكتاب أجمل مما توقعته حقيقة في بداية قراءة هذا الكتاب ظننته - بسبب ما يبدو عليه نظرا لاسمه - أنه كتاب من كتب الرقائق والزهد والأخلاق، ولكن ما إن أمعنت في القراءة حتى أدركت خطأ تصوري هذا الكتاب عبارة عن محاولة للجمع بين النقيضين، الحياة الدنيانية، والأخروية، الالمادية والروحية، البهيمية والملائكية، الشهوانية والمترفعة الانضباطية، وحقًا ما أجملها من محاولة الكتاب في أوله كان كمثله من كتب الرقائق، ولكنه ما إن عرض أمراض النفس وحللها بالشكل الإسلامي المتعارف عليه آنذاك، حتى شرع في تأملاته الفلسفية تلك، الكتاب يهدف بشكل أساسي إلى تحقيق السعادة الإنسانية دنيويا وأخرويا، عن طريق التحقق من النفس ومراقبتها، وضبط شهوات الجسد وزجرها كتب من قبل في هذا الباب غيره من الفلاسفة، كالغزالي والفارابي وغيرهم، لكن حقا، ونعم ما كتب هنا قد تتشابه الموضوعات هنا مع ما كتب من قبل، لكن التناول هنا جاء مختلفا تماما الكتاب بالاضافة لكونه مجموعة من النصائح والخطوات، فيه كذلك تأملات رائعة، تناولها هو بالعرض والايضاح الكافيين، كذا عرضه للآيات القرآنية والأحاديث النبوية وشرحه وتعليقه عليها، صدقا رائعة الكاتب هو فيلسوف كذلك، وله في ذلك مصنفات، لكنه وللاسف لم يعر أي اهتمام ولم يجر الالتفات لتراثه الفلسفي كما اهتم مثلا بتراث الغزالي وابن عربي والفارابي وغيرهم، مع أنه لا يقل عنهم أبدا في شيء الكتاب أكثر من رائع ويستحق القراءة بالطبع، ويستحق كذلك أن يقرأ مرة بعد مرة
كتاب في معرفة الإنسان نفسه ومعرفة السبيل إلي تكميل إنسانيته - بإصلاح نفسه وتطهيرها وأداء ما صُنع له - لكي يحصّل سعادته والنشأتان هما نشأة الإنسان في الدنيا ونشأته في الآخرة، والسعادتان هما سعادة الدارين ولغة الكتاب منطقية شرعية ممتعة
كتابٌ جليلُ المنافعِ عظيمُ الفوائدِ، يسير اللفظ سهلُ المعنى، واضحُ البيانِ مكتَمِلُ الأركانِ . للعلَّامة الإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى، المتوفَّى سنة 502 هـ وهو أشهر من أن يُعرَّف به. يبحر فيه بأسلوبٍ شائق عن ماهية الإنسان وذاته وصلاحيته للدارين، وعن فضلِ معرفة الإنسان لنفسه التي إذا عرفها عرف العالم، وإذا عرف العالم عرف من أوجد العالم، فمعرفة النفسِ من معرفةِ الله. وتحدث عن أجناس المخلوقات وقسّمها إلى معقولاتٍ عُلوية، ومحسوساتٍ سُفلية. وأوضح بيان لفظ "الإنسان" الوارد في آياتِ القرآن، فبيّن أنه تارةً يُقصَد به "آدم" وتارةً أخرى يُقصَد به "بنيه". ثم انتقل إلى الحديث عن عناصر الإنسان ومكوناته والقُوَى التي جُمِعت فيه، والتي هي جميعها عناصر ومكوّنات وقُوَى العالم في ذاتِ الوقت، وأكّد على أن "الإنسانَ عالمٌ صغير، والعالم إنسانٌ كبير". ثم تعمّق في غيرِ ذلك من الموضوعات المتعلقة بذواتِ بني آدم وسبب إيجادهم واختلافهم وتفاوتهم في الخلقة والهيئة، وسبب وكيفية تفضيلهم على الخَلق. كما يعرض المؤلِّف - رحمه الله - أهمية إعمال الفكر واتباع العقل، وأشار إلى أن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، وأن الشرع لا يتبيّن إلا بالعقل، وأكد على ضرورة تعاون العقلِ مع الشرع.
وبين سطور الكتابُ، جمع المؤلف - رحمه الله - أحاديثاً شريفةً وحِكَماً جليلةً وفوائدَ عظيمةً تنمّي الروح وتهذّبُ الأخلاق وتصقل الفِكر والضمير وتعينُ على طاعة الخالِق عز وجل.
مليء بالمباحث اللطيفة، والنكت البديعة، وأظنه مرتع خصب للأفكار البحثية. يظهر لك من خلاله أن كثيرا مما انتهى إليه علم النفس اليوم، بدهيات عند أصحابنا. بحاجة لتحقيق، كما يعيبه الكثير من العبارات الإنشائية التي ينقصها الاستدلال، أو تتكئ على الضعيف من الأحاديث. كما أنه ينقل عن الفلاسفة اليونان ويستخدم كثيرا من مصطلحاتهم.
هذا الكتاب يعتبر من أهم الكتب في معرفة خصائص النفس البشرية و معرفة الإنسان و معنى الإنسانية فقد احتوى أهم العلوم المستمدة من القرأن عن الإنسان و كيفية تحصيل السعادة الحقيقية. و يقدم منظور قرأني متكامل حول ما يعني أن تكون إنساناً كما يشرح الوسائل اللازمة لتفعيل الإمكانات التي خلقها الله فينا لنصل إلى الإنسانية الحقيقية. هذا الكتاب لديه نموذج تفسيري هائل يفوق كل ما هو موجود في العصر الحالي من مراجع أجنبية، و له منهج واضح في الشرح و التفهيم بالمقارنة مع النماذج الطبيعية الحالية التي تسيطر على علم الأنثروبولوجيا و التي ترى الإنسان إما من منظور طبيعي مادي أو من منظور طبيعي ألي، و الإنسان بهذه النماذج العلمانية المادية (الحداثة - مابعد الحداثة - التفكيكية - العدمية) لم يحظ إلا بالصورة التخطيطية للجسم و هو دون البهائم أو يماثلها في أحسن الأحوال. و بهذا يجب أن يكون هذا الكتاب مرجعية لدراسة طبيعة الإنسان الروحاني، المتصل بخالقه المنفصل عنه ، و المتجاوز للطبيعة المادة، الإنسان الذي خلقه الله .
كتاب نفيس جدا يحلل أعماق خلق الإنسان و يغوص في أسرار النفس وقواها وأسرار قوتها وضعفها وخيرها وشرها... وكيفية تحصيل سعادتها الدنيوية والأخروية. كتب الراغب الأصبهاني مظلومة حيث إنها مغمورة إلا على الأقلين من القراء. أنصح به بشدة.