"نحن محتاجون إلى الإسلام لأنّه سبب نجاتنا في الآخرة، ولأنّه سبب عزّنا في الدنيا، ولإنّ قومنا المسلمين لا يصلحون إلاّ بالإسلام، ولأنّ الإسلام نفسه أكمل المناهج وأمثل الحلول، فإنّه دين اللَّه الذي خلق العباد وهو أعلم بهم." - محمد إلهامي.
كتاب مهم جدا لكل المهتم بواقع العالم الإسلامي المعاصر وكيفية تحول وضع الخذلان الحالي لوضع الرياده والتخلص من التبعية.. اكتر من فكره مهمه أولا فكرة وجود قيادات عاملة واعيه واستدل عليها بالقرآن فبنواسرائيل طلبوا من نبيهم ملك يقود القتال في سبيل الله وكان الملك بينهم ولكنه مغمور وكذا بعض القيادات الموهبه تحتاج لمن يدفعها للصفوف الأماميه فهي تجهل من نفسها ملكات القيادة وكذلك كان الجنود ثلاثمائة منهم لكن تحقق النصر بأسباب اختيار القياده الصالحه وكذالك جنود مصطفين طائعين (من لم يشربه فإنه مني(
ثانيا: فكرة انتقاء العناصر ذات التأثير المادي أو الاجتماعي أو قدرات تؤهلها لتكون سبب في التغيير واستدل بالقرآن فكل نبي يبعث في اشراف قومه وكذلك تكاد تنحصر دعوة الانبياء وسجالاتهم بينهم وبين الملأ من أقوامهم وكذلك حرص النبي ع اسلام قريش فلما آمنت تبعتها العرب وكذلك إشارة النبي لذلك فقال لو آمن به عشرة من اليهود بعينهم لآمن من ورائهم اليهود
ثالثا: قاعدة العواصم والتركيز ع مدن وحواضر بعينها ذات التأثير في العالم الإسلامي وهي قاعده لفت لها القرآن أيضا (حتى نبعث في أمها رسولا() .. المقصود الحواضر المؤثرة فيما حولها من الحواضر... ولهذا كان حرص الرسول ع مكه ثم الطائف ثاني أكبر حواضر العرب وقتئذ فلما انصرفوا كانت المدينة وهناك بدأت الحروب مع مكه الحاضره الأولى للعرب حتى فتحت فكان بعدها عام الوفود ودانت جزيرة العرب وكذلك تاريخيا فالمسلمون قضوا ع الدولة الفارسية لأنهم قضوا ع عاصمتها أما دولة الروم فتأخر فتح القسطنطينية لثماني قرون أتاحت الفرصه الاستنساخ عدد من العواصم الأخرى في ڤينا وباريس ومدريد وغيرها وبالتالي لم يتمكن المسلمون من القضاء ع دولتهم نهائيا وكذلك فتح بيت المقدس سبقه بعامين فتح دمشق عاصمة الشام فكان كسر شوكة الروم هناك أولا تمهيدا لفتح بيت المقدس
هذا وقد أفاض الدكتور في بداية الكتاب عن لماذا الاسلام كحكم وكيف أن المجتمع الإسلامي أكثر مقاومة الطغيان والفساد وكيف فرضت الدوله الحديثه التي تتدخل في شؤون الناس فلم تترك المجال لأبسط الأشياء إلا بتصريح وأن الرسول كان قائد وأمام في المدينة وهكذا فعل الصحابة من بعده فاختيار أبوبكر للخلافه كان قبل دفن الرسول.. فلا يمكن تصور تطبيق الاسلام بدون تمكين ودوله فالناس ع دين ملوكهم وكذلك من الله ع الذين استضعفوا من بني اسرائيل بأن مكنهم في الأرض وجعلهم أئمه
ملاحظاتي : نقطتين محتاجه توضيح ذكر الكاتب في حالة مصر بعد الانقلاب أن قادة الإخوان تخلوا عن الشعب ولا يمكن أن يتحرك الشعب بلا قياده ... عندي اشكال في النقطه ديه مع ما يحمله الشعب من تقديس موروث للمؤسسه العسكريه فأي سيناريو كان الإخوان أو أي فصيل مدني حاكم تعرض لانقلاب مماثل في مصر كان عليه أن يفعله؟
نقطه كمان إذا افترضنا بطريقه ما نجح تيار اسلامي في الحكم فكيف يتخلص من الحداثه ويعود لما قبل الدوله الحديثه /اقصد سلبياتها من حيث التغول في حياة الفرد/ بدون الاصطدام مع مجتمع تعود أن تغذيه الدوله بالمعلومات من مرحلة الطفوله والمدرسة إلى الجامعه ... فكيف يتم إرجاع مؤسسات قامت من أجل خدمة فكر الدوله الحديثه برعاية وتحكم الدوله إلى خدمة مشروع تمكين الاسلام مع عودة سلطة تلك المؤسسات للمجتمع ككل دون الاضطرار لهدمها أو إسناد شؤونها للدوله مره اخرى حتى وإن كانت مسلمه؟!