من المصنفات العربية النادرة التي تتحدث عن أعظم حاكم لإيران وأكثرهم إثارة للجدل بعد الغزو المغولي الذي فتت ايران جغرافيا إلى مقاطعات وإمارات متناحرة وأضعف دورها الثقافي والإنجازي على مستوى العالم الإسلامي . إن الكاتب قد استعرض حياة الشاه عباس الكبير منذ ولادته بعهد جده تهماسب الأول وتعيينه رضيعا واليا على خراسان بوصاية من علي قلي خان الذي رباه بعيدا عن والديه وفقا للتقاليد الملكية آنذاك ، ونستشف من سياق تحول حياته بعد صعوده للسلطة آثار الحرمان والبعد عنهما في تعامله مع أبنائه أو احساسه بعدم الأمان وكونه متربصا لأي خيانة قد تصدر من مقربيه . يعرج الكاتب على أبرز المحطات التي أثرت على تطور شخصية الشاه عباس منذ استلامه للسلطة في ايران بعمر الثامنة عشر وسط صراع بين قادة القزلباش الطامعين للعب دور سياسي فعلي بعد إحساسهم بضعف رجالات الأسرة الصفوية بعد وفاة الشاه تهماسب الكبير ولكن الشاه الشاب صعق الجميع بدهائه وتطلعاته لتشكيل دولة مركزية قوية متقدمة عصرية ضاربا بيد من حديد كل من يعرقل تقدمه وتفرده بقيادة الدولة . وبعد أن تستتب أمور الحكم على الصعيد الداخلي يباشر الكاتب بسرد علاقات الشاه عباس بمحيطه الخارجي وطموحاته التوسعية التي تحققت غربا بانتصاره على الأوزبك وغربا باستعادة المقاطعات الصفوية المفقودة في كل من القوقاز والعراق وجنوبا باستيلائه على درة الجنوب جزيرة هرمز وتخليصها من البرتغاليين ، ويطرح الكاتب حديثه عن إنجازات الشاه عباس الثقافية والعلمية والأدبية التي استأنفها بعد نقل العاصمة من قزوين لأصفهان التي أشرقت شمسها في عهده مضيئة لأرجاء العالم الإسلامي بإبداع من احتضنته من كبار الشعراء والعلماء والمهندسين الذين كانت لهم الحظوة في بلاط الشاه