إن هذا النص يجهد نفسه للإجابة عن بعض مستحيلاته بدون أن تخسر الكتابة شرطها.
كتب داخل اليأس والظلمة بالجزائر ومدن أخرى على مدار سنتين من الخوف والفجيعة بدءاُ من شتاء 1993، أي منذ ذلك اليوم الممطر جداً، العالق في الحلق كغصة الموت والذي لم تستطيع الذاكرة لا هضمه ولا محوه بين دهاليزها ورمادها، وأنهي بالجزائر في سنة 1995، ذات يوم شتوي عاصف على واجهة بحر خال لم يكن به ألا أنا وامرأة من رخام ونوره ونورس مجنون كان يبحث عن سمكة مستحيلة ضاعت داخل موجة جبلية
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
سيد واسيني لقد سئمتك وسئمتني وأشبعتني ضجراً ومقتاً لك ... حسناً، هذه هي الرواية الثانية التي تظلمني وتضيع فيها وقتي بلا فائدة بأسلوبك الممل ونبرتك المتكلفة..
شكراً لك، وأعدك أن لا ترى وجهي مرة ثانية، على الأقل في المدى القريب :)
هو ذاكرتي أو بعضاً منها. ذاكرة جيلي الذي ينقرض الآن داخل البشاعة والسرعة المذهلة والصمت المطبق، ذنبه الوحيد أنه تعلم وتيقن أنه لا بديل عن النور سوى النور في زمن قاتم نزلت ظلمته على الصدور لتستأصل الذاكرة قبل أن تطمس العيون. هو مجرد صرخة من أعماق الظلام ضد الظلام، ومن داخل البشاعة ضد البشاعة. ونشيد مكسور للنور وهو ينسحب بخطى حثيثة لندخل زمناً لا شيء فيه ينتمي إلى الزمن الذي نعيشه. سنتان من الخوف. وهل هما سنتان؟ طوال هذا الزمن النفسي الذي لا يعد ولا يحصى كنت أحلم بشيء صغير. صغير جداً لكنه بالنسبة لي كبير، قبل أن تسرقني رصاصة عمياء، هو أن أنهي هذا العمل، نكاية في القتلة. وهاأنذا بعد هذا الزمن الذي لا يساوي الشيء الكثير أمام الذين فقدوا أرواحهم، أخرج للنور مثقلاً برماد الذاكرة، أمشي على الملوحة والماء وفاءً لهذا الماء وتلك الذاكرة . بهذا ابتدأ واسيني ملحمته ! تحتاج لقلب فولاذي ونياط خارقة وأنت تقرأ كي لاتتمزق تحت وقع كلمات هذا الباذخ المسرف وصرير قلمه ، هذا الواسيني لا يكتب على الورق وإنما على جلدي أشعر بألم ورهبة كل ما يسطره بين طيات كتبه هو لا يكتب كغيره مختلف للغاية سيقفز لك كل فترة ويذكرك ويعيدك وكأنك لم تنته منه . قصة غرامي معه بدأت بأنثى السراب ولم تنته بعد لازالت كل فترة تشدني لقصة وكتاب آخر أتشوق لحكايا مريم حبيبته ومجنونته التي لاينفك عن تخليدها في كل رواية بشكل جديد وتسريب رسائلهم بطريقة أنيقة لطيفة ولحكايا طفولته التي لاتنتهي وتلك اللهجة الجزائرية العامية حين يدس بعض المحادثات بها والأجواء الأندلسية الدافئة الرائقة التي يضفيها بأصابعه السحرية على كتبه هذا فضلاً عن نقله التاريخ الحي لجزائره بكل أمانة كحال أي مثقف ومفكر ولكن برتابة أدبية جميلة . تأتينا ذاكرة الماء بطابع الموت والدم من قلب أحداث العشرية السوداء في حقبة التسعينات في الجزائر (( عندما قرأت سيدة المقام كانت الرواية تحكي قصة حب ولكن في ضل تلك الفترة وغزو الجماعات التكفيرية كل معاقل الدولة وفرض سلطتها بالقوة والإرهاب لكنه لم يتوسع ولكن هذه المرة احتجت لمواقع الإنترنت كي أفهم أكثر وأحيط بما حصل تلك الفترة وسأرفق المراجعة بروابط فيلم وثائقي تكلم عنها )) .تلك الصراعات الدامية تحت مسمى الديمقراطية والإنسان وحماية الدين الإسلامي وحب الوطن والأرض وغيرها من الشعارات التي اتخذتها الأطراف المتحكمة بتلك الفترة ذريعة لتغطية فسادها وحب السلطة وتصفية الحسابات ومحاربة العلم والمثقفين فهم الخطر الاكبر عليهم والذين يؤثرون بطريقة أسرع على عقول الناس ووحدهم من يستطيع أن ينبه الناس العاديين للخطر المحدق بهم لذلك كان من الواجب إسكاتهم ومن بينهم كان لواسيني الأستاذ الجامعي والروائي النصيب الأكبر من التهديدات ومحاولة الاغتيالات الا أنه يصر بعناده البقاء ومجابهة ما يأكل معرياً صدره بكل عز وبدون خوف لطواحين خوارج عصره وزبانيتها كجده دون كيشوت تلك الفترة ضمت سلسلة بشعة وسوداء من الاغتيالات والتنكيل بالفنانين والادباء والمفكرين كحال أي غزو على مر العصور تكون العقول والكتب هي المستهدفة بالدرجة الأولى وترسيخ الجهل بعقول الأطفال قبل الكبار وهز الهمم والحمية تحت مسمى الإسلام بمحرك خفي من بقايا الاستعمار الفرنسي وأصدقائه ((نرى على مر التاريخ تظهر كل فترة غزو من قبل تلك الجماعات والتي تحاول بناء دولة إسلامية وتتخلص من دواعي التحرر والشيوعية والعلمانية ولكنها تخفق في ذلك ففاقد الشيء لايعطيه بخضم الجهل والعقول المتحجرة واستخدام الدين ذريعة للمطالب الشخصية وانقسام المجتمع الإنساني فعلياً وضرب الضمائر بعرض الحائط مصيرها دائماً الفشل فتعود تلك الخلايا للنوم والظهور مجدداً بشكل آخر)) . ذاكرة الماء رحلة دامية طويلة مع واسيني خلال تفاصيل يوم أو بعض اليوم لواسيني تحت وقع الحذر والترقب للموت المحدق والهذيان والسيناريوهات التي تعددت بطريقة استهدافه كانت تحوي كمية كافية من القلق والإرباك لتنغصك بعض الشيء ، يدهشني هذا الإنسان دوماً ولم أشعر بقط ببعض الملل معه دوماً جديد ومختلف يروي لك قصة حب أو شخص أو عائلة ويعجنها بتاريخ حقيقي وأحداث واقعية ويضيف لها البهارات الأدبية واللغوية والتي تزيد من روعة وطعم مايكتبه أكثر أشعر بأني أطلت ولكن تلك الرواية لاتكفيها صفحة للمراجعة تحتاج أكثر وأكثر . ذاكرة الماء ... سنوات الجزائر الدامية كتاب يستحق القراءة وبجدارة #عثة_الكتب 💛 #ذاكرة_الماء #واسيني_الأعرج
اذا اردت تقييم الروايه من حيث دقه الوصف و جماليه الصور التعبيريه في الكثير من احداثها و قدرة الكاتب على استدارج القارئ لتخيل الحياه التي كانت في الجزائر اثناء الحرب الاهليه و قساوتها بل ووحشيتها فانا بالتاكيد ساعطيها اكثر من نجمه واحده فقط لكن و لانني لا استطيع ان افصل شخصيتي المحافظه و التزامي نحو بعض القضايا الاخلاقيه التي تنصل منها الكاتب بشخصيه ابطاله فانني لا اجد سوى هذه الطريقه لاوثق امتعاضي من بعض التصرفات و ردود الافعال و الاراء التي وردت على لسان حالهم
كيف لاحدهم لا يصلي و يشرب الخمر ان يعين نفسه حاكما على الاخرين و يصحح من اخطائهم و معتقداتهم !!! هو ايضا مقصر و يشوه بهذه التصرفات الاسلام تماما مثلما فعل المجرمون القتله كلاهما يريد ان يفسر الدين على هواه ..يتبع ما يحلو له منه...يأخذ جزئيه تتماشى مع ميوله و يمحق ما دونه
حب الوطن شئ كبير Kلكن الانتحار بهذه الطريقه و البقاء على هذه الحياه من اجل اثبات ماذا؟؟؟ بدا يهذي في نهايه الروايه و يغزو المرض ابنته و ترك ابنه و زوجته في بلد اخر يصارعان الوحده و الشقاء ايضا....فماذا يريد الوطن من هؤلاء ممن لا يسطيعون حتى الحفاظ على انفسهم من الداخل و توازهم
و اقتبس منها هذه الجزئيتين تحديدا
كيف لكاتب ان يصف هذه العناوين بانها مزبله.....بغض النظر عن فحوى الكتب المذكوره فاعتقد ان العنواين تستحق ان تُقرأ اعتقد انه من باب اولى ان يناقش نوعيه الفكر الموجود وان يصحح الخطأ المذكور ان وجد لا ان يُسفهه بهذه الطريقه و لا اريد ان اتطرق الى مساله الحجاب هنا فهذا شان اسف عليه كثيرا خصوصا عندما ارى المثقفين انفسهم يحاولون بما اتو من جهد ان يحاربوه بكل السبل
ثانيا طريقه اقناع البطل لسائق التكسي باهميه الوسطيه و تقبل باقي الاديان ،،حوت على فكره خاطئه اساسا نعم هناك من حرف دينه و قتل نبيه..فكيف انكر ذلك علانيه؟؟ !!
هذه اول روايه لواسيني الاعرج اقراها و لا ادري ان كنت راغبه في قرائه المزيد له لكن ايضا لا انكر ان هناك الكثير من المقتطفات توقفت عندها ومنها
وهل للماء ذاكرة؟ "هو ذاكرة جيلي الذي ينقرض الآن داخل البشاعة والسرعة المذهلة والصمت المطبق، ذنبه الوحيد أنه تعلّم وتيقن أن لا بديل عن النور إلا النور"..
نادر ما أجد في عمل أدبي تحكم بالأبعاد الثلاثة: الحب والموت وحتمية خلود الإنسان. رواية تعطي للحزن مساحة ولكنه حزن متماسك كما نعرفة نحن في البلدان العربية تتحدث الرواية عن الفترة الأصعب في تاريخ الجزائر والتي كانت تقترب من حرب أهلية بعد نجاح التيار الديني في الوصول للحكم في انتخابات تشريعية في مطلع التسعينات. العمل أقرب إلى نص أدبي طويل، ملئ بتفاصيل طفولة الكاتب ودهشته وعدم اعتياده على البشاعة والعنف والذبح في الطرقات، كتبها في عامين بدءًا من شتاء 1993 وحتى 1995، كان الكاتب طوال العامين يحلم بشيء واحد، هو أن يكمل النص قبل أن تسرقه رصاصة طائشة، نكاية في القتلة..
يذكر في المقدمة: "وها أنا ذا بعد هذا الزمن الكثير الذي لا يساوي الشيء الكثير أمام من فقدوا أرواحهم، أخرج للنور مثقلًا برماد الذاكرة، أمشي على الملوحة والماء وفاء لهذا الماء ولتلك الذاكرة"
هناك كتب وروايات لا ننساها ابداً ( هى منهم) ووجوه الناس الذين نحبهم لأول مرة بصدق ويؤذوننا بعمق.. الأشياء العادية وحدها تنسى.
الماء في كل صفحة. مالح في البحر وخفيف في حبات المطر ولكن على الرغم من عذوبته يقتل الأحذية! بالرغم من حديثه عن الرائحة بين كل صفحة وصفحة إلا أني لم اشتم أي من الروائح، ترى هل غسلها الماء؟ كاتب قدير بحق تركت هذا الكتاب حاملة الكثير من الضيق وكومة من الأسئلة بلا إجابات. هل من الممكن أن يكلفك حب الوطن كل هذا الخوف؟ هل من الممكن أن يصل التدين حد الخطيئة؟ إلى أي مدى نستطيع ان نعطي أنفسنا الحق في الحكم على الآخرين؟ وتركتني النهاية بموجة هائجة من الماء رفعتني لأعلى قمتها ثم قذفت بي على الشاطيء الناعم بألم لا يحتمل. يا لأطفالنا المساكين
أرقني. في آخر ساعة من الكتاب أكاد أن أضمن لك أنني قبضتُ على قلبي رُعبًا، والكاتب الذي يجعلني أعيش معه رعبه هو كاتبي المفضّل. واسيني.. صوت الجزائر المكلوم.
رواية تتحدث عن السلفية في الجزائر و"حرّاس النوايا".
رواية قوية . تحكي طابع التطرف الإسلامي الذي عانت منه الجزائر لفترة من الزمان . أسلوب وصفي رائع يجعلك بشكل مبالغ فيه تتخيل كل الأحداث بصورة واضحة . قد يصيبك بعض الملل من تكرار الكثير من الصور لكن أظن أن هذا هو المقصود فأيام الكاتب كانت متكررة في سجن حياته الكبير
رواية واسيني الأعرج مثقلة بالتنظير الأيديولوجي وهذا يقتل معظم الأعمال الأدبية في منطقتنا نحن مسيسون أكثر من اللازم ، فيها حشو هائل ، أستطيع حذف عشرات الصفحات دون تغيير في فكرة الرواية، وبخاصة الرسائل المفترضة مع مريم، فيها قفز عن حقائق الحقبة السياسية التي تناولتها الرواية، يبدو لي أنها نمطية بمعنى أنها ترسم صورة المثقف اليساري ( الملاك) الذي يحتكر الوطنية، مع مظلومية كربلائية تثير الشفقة، لغة الرواية عادية بل أقل من ذلك في بعض المواقع ، وحشو الجمل الفرنسية لم يكن شيئاً ذا قيمة مضافة، شخصيا لم أجد فيها حرارة العمل الروائي الذي أبحث عنه، رأيي شخصي، ولا يلزم أحدا غيري، مع احترامي للكاتب وتاريخه.
قرأت هذه الرواية منذ سنوات واسيني يعرف مع صدق ما يعتريه، كيف يلبسنا كلماته ويشعرنا بوخزها، والخوف المتصبب منها هذه الرواية صادقة بكل ارتجافاتها، وتلك التهيؤات بمرجعها الأصلي أشعرني بالخوف، حتى لأنني صرت أنظر ورائي وأنا أسير عبارته: محنة الجنون العاري ، أصدق ما يمكن تسميته للعمل هو جنون أن يبقى مع طفلته في بلاد سخنت من الحرب، والقتل واسيني يكتب بغزارة وجعه، ويعرف أن الكتابة جناحيه للسلام والحرية وهذا العمل تحديدًا شفاف لدرجة التضامن عدا عن لغته الموغلة بالجمال والحدة والرهافة القراءة في أطر واسيني اللغوية هي رفاهية للروح، ومتعة لها
كانت هذه التجربة هي الأولى لي مع واسيني الأعرج، وكانت مبهرة منذ الصفحات الأولى أحسست بنوستالجيا عظيمة أثناء وصفه لمنزله والبحر وكأنني كنت في الجزائر حينها بالضبط! هنا تكمن روعة نقله للشعور
النجمة الناقصة لسبب بسيط وهو تكرار بعض أفعال المتطرفين، مع أن هذا لامسني شخصيًا لكوني عايشت مايسمى ب"الصحوة" هنا في المملكة العربية السعودية وإن كانت بطريقة أخف، لكن واسيني الأعرج عبر كثيرًا عني في نقد هذه الأفكار وبيان مدى رعبها وبشاعتها
الرسائل من فرنسا إلى الجزائر كانت شاعرية ومرهفة جدًا
بعد انقطاع اكثر من سنه عن القراءة اعود مجدداً وخير بداية مع ساحر الكلمات والروايات واسيني الاعرج الذي اتمنى ان التقي به يوماً من الايام .. اقمار 30/11/2015
هناك وجوه لا ننساها ابداً , وجوه الناس الذين نحبهم لأول مرة بصدق و يؤذوننا بعمق , الأشياء العادية وحدها تنسى ! واسيني الاعرج ، ذاكرة الماء
كثير من الحب و قليل من الجنون لا يؤذيان احداً، واسيني الاعرج ، ذاكرة الماء
هل استطيع بعد هذا العمر ، ان اعيد ترميم الخرابات والكسورات ، ذاكرة الماء ، واسيني الاعرج
كانت تموت بهدوء بين شفتيها واصابعها وارتباكاتها وصمتها ، شيئاً فشيئاً ، ذاكرة الماء واسيني الاعرج
اهداء للكاتب القدير جداً واسيني الاعرج ولكل معجبينه
هل استطيع بعد هذا العمر ، ان اعيد ترميم الخرابات والكسورات ، ذا��رة الماء ، واسيني الاعرج
كانت تموت بهدوء بين شفتيها واصابعها وارتباكاتها وصمتها ، شيئاً فشيئاً ، ذاكرة الماء واسيني الاعرج
عصياني الكبير أن أحبك ، وعصيانك الكبير ان لا تسمع إلا الى انتحاراتك ،، ذاكرة الماء . واسيني الاعرج
... ذاكرة الماء ومحنة الجنون أيضاً .. أعجبتنى تلك الرواية بشده كعادتى مع كتابات واسينى الأعرج .. الرواية تستعرض فكرة ( حُلم الوطن والأغتراب داخله ) أن تمضى حياتك تحلم بوطن وحرية وتناضل من أجل ذلك ثم يأتى من يسرق حلمك ل��تحول الوطن إلى مقبرة والرحلة إلى مطاردة .. أن تعيش سجين الخوف فتشعر بضيق كل شئ .. أن تتحول الحياة من حلم إلى مشروع موت مؤجل يطاردك أينما ذهبت .... كان بارعا واسينى فى تصوير هموم الأغتراب وثقل الحزن .... _ تحدث أيضا عن ( من يسرقون حلم الشعب بوطن ) تحت شعارات يبدوا أنها أسمى كالجهاد ونصرة الدين ثم ماتلبث أن تتحول إلى أقنعه تكشف عن وجوه جلادين ولصوص من خلفها يشوهوا الحلم ويتحايلوا ع الدين ويغتصيون الوطن ..! .... أعجبتنى الرواية ولامست بداخلى شئ شخصى ولكن أنتقصت النجمة الخامسة _ لوجود بعض التفاصيل الممله بعض الشئ فقد أطال الراوى ف وصف أشياء أرى أنها أخلت بالرواية بعض الشئ ولم يكن هناك داعى لها ..
مابعرف ليش واسيني بيصر بكل كتاب يشوه الأسلام والملتحيين وأمور الدين !! وكمان بضل يسب ويكفر !!
الانسان المثقف والمسلم مابعمل هيك ومو معناتو اسلوبو حلو ورائع يعطيه الحق بهيك حكي ! ياريتو ضل ع حدود الكتابه الراقيه الخاليه من الألفاظ السوقيه .
،
نيجي للكتاب ماحبيتو بنوب والبطل كان اناني بكل معنى الكلمه فكر انو حب الوطن اهم من حب مرتو و ولادو + عرض حياتو وحياتهم للخطر وع اشي مو محرز بعدين ليش مفكر انو الشيوعين ملائكه وكل حدا ضد الدين صح ! ليش المسخره باليافطات اللي فيها عبارات اسلاميه !؟ ليش البطل مفكر انو قلبو ابيض والله مااخلق قلوب بيضا عند الملتزمين هه .
،
بنظري قمة الجهل هاد لما يحكم ع الإسلام من أشخاص شوهوا بالأخير الكفر بخليني اكش وانسى كل الجمال اللي بأحرف الكاتب واظن ماعاد اقرألو إلا لو انضرب ع قلبي :)
الفصل الأخير عن الرواية بأكملها وأنا أقرأها كنت أشعر بأجواء طوق الياسمين وشرفات بحر الشمال نفس النفس الروائي ويشعرك واسيني أنه لن يقدم الجديد والحقيقة شعرت أنني أقرأ من جديد رواياته السابقة الذكر لكن الفصل الأخير كان فائق الروعة وأخرجني من حالة الملل التي انتابتني وأنا أقرأ في ذاكرة الماء ولكن هل للماء ذاكرة !
ذاكرة الماء .. محنة الجنون العاري رواية كاشفة تحكي عن فترة عصيبة بالجزائر من أستاذ الجامعة المهدد بالقتل، والعنف يفرض سطوته على أرجاء البلاد، ومع ذلك نتذوق عذوبة المشاعر مع ريما ومريم، ويوسف الصديق الفنان الذي ذبحته سكينة الإرهاب.. آخر فصل بالرواية، يبدع الكاتب بجعلنا نتخيل كل النهايات ونحبس الأنفاس في انتظار انطلاق رصاصة أو تسديد سكين للقلب
واسيني الأعرج يكتب بحزن رقيق جدًا " محنة الجنون العاري" اسم يليق لما يحدث في كل أحداث الرواية حيث انه جنون أن يبقى مع طفلته وسط هذا الحرب والقتل والمعاناة مابين الإغتراب والإشتياق الى وطنه رغم انه داخله.
مقتطفات من رواية ذاكرة الماء للكاتب واسيني الأعرج -------------------------- نحن الفقراء لا نملك الشيء الكثير سوى كنز الكلمات الذي نورثة لأصدقائنا و احبتنا , نتذكرهم به , و يتذكروننا به , اما الحكام , هؤلاء الذين يملأون الشوارع بنصبهم التذكارية , و التلفزات بوجوههم , سيندثرون , من يتذكر اليوم طغاة الدنيا منذ بدء الخليقة , لكن من ينسى اليوم : شكسبير , فلوبير , الحلاج , بشار بن برد , سرفانتس , عمر الخيام , من يتذكر قاتل بوشكين ؟ هؤلاء هم ذاكرتنا و ذاكرة الدنيا التي تعيشنا و نعيشها ! ------------------------------ الدنيا كانت واسعة عندما كنا صغارا , و عندما كبرنا ضيفوها علينا ----------------------------- هل لأن الأنظمة سقطت , يجب أن نسقط نحن كذلك ؟ ----------------------------- كنت في حاجة ماسة الى رجل يحبني بقلبي المتعب , و لا يفكر في مكاني , رجل واسع الصدر , لا يتذكر كلما رآني , الماطلا العسكري و المخدع , و يصمت بعدها , او يحدثني عن تاريخ الحرب الاهلية في أمريكا , و الصراعات الدولية حول نيكاراغوا , و الفيتنام , و الاتحاد السوفياتي , في حاجة الى كائن ابسط من كل هذه الأمور , يحدثني عن اشيائه الصغيرة , عن طفولته المدهشة , عن مدينته البحرية , تقول لي دائما اني لست مسيسة ----------------------- لست مهيأة ابدا لان أكون قائدة كبيرة , افهم مثل جميع الخلائق , اننا عندما نتحدث عن الثورة , يجب ان نحسها في اعماقنا و ان نمارسها في تفاصيل حياتنا , أولا ضد تخلفنا الذي ينام في اعماقنا كالبرك الآسنة , والا لا معنى للكلمات � اشعر انه وراء الخطابات الكبيرة , يختبئ كذب كبير ووراء الأشياء الصغيرة و العفوية بداهات يجب ان نتعمقها , و ان نتقن التصرف معها ----------------------- هناك وجوه لا ننساها ابداً , وجوه الناس الذين نحبهم لأول مرة بصدق و يؤذوننا بعمق , الأشياء العادية وحدها تنسى ! ---------------------- نهايات الأسبوع صارت قيامة , ننتظر بفارغ الصبر زوالها لنعود الى العمل , كانت تتكرر بشكل ميت , الناس لا يخرجون , واذا خرجوا فمن اجل الصلاة ثم العودة الى البيت بخطوات رتيبة محسوبة , و متكررة , انسحب كل شيء من المدينة , الشوارع الزاهية , الأغاني , الألوان , الألبسة , الصبيات , صارت المدينة فجأة ذكورية و بدون معنى داخلي , حتى الحمامات التي تعودت ان تملا المكان أيام الاحاد مع السياح , و الزوار الوافدين اصبح من العسير عليها تحمل خواءات الجمعة , غادرت اماكنها , او انزوت داخل الحفر المغلقة في الاسطح و السقوف , وسط ظلمة تزداد كثافة في اعيننا --------------------- يا حبيبي , هؤلاء القوم , منذ ان ركبوا القطار , و هم يسيرون بشكل اعوج , الفارق الوحيد هو اننا لا نكتشف هول المأساة الا عندما نصطدم بها بشكل فردي , هذا كل ما في الامر , اما الفظاعة , فهي بدون حدود , بلاد , كلما حاولت ان تحفر في الأعماق , ازداد يأسك -------------------- حماقة الانسان أحيانا و عظمته , هو فناؤه داخل أسئلة يجري وراءها , , زهي مثل اطراف الاخطبوط تتعدد و تلتف حوله , حتى اذا وصلت امتداداتها الى عنقه و شعر بها تضغط عليه تذكر كم ان أشياء كثيرة ضاعت في الفراغات الكبيرة , مع ذلك , تظل جرأته الكبيرة هي قدرته اللامتناهية على تحويل الخوف و اليأس الى حالة رومانسية قصوى من الجنون , لكن الخوف كثيرا ما يجعل منا أناسا آليين نتحرك في اغلب الأوقات بشكل غرائزي ----------------------- المخيف هو ان رغبتنا للحياة نفسها لم تعد كبيرة , لقد ضيعنا كل علامات الطريق --------------------------- المرأة عندنا كلما تزوجت , فقدت حميميتها و اشواقها و حولت الى سلة لنفايات رجل مقتول من داخله , لا شغل له الا نظرات و تاريخ زوجته , الرجل عندنا كلما تقدم ازداد خوفا و تخلفاً ---------------------------- لم افهم شيئا في رب هذه البلاد , اخشى ان تكون هناك جهة او جهات تلعب برؤوسنا , اذا طالبنا بحقنا قال لنا المسؤولون ان وضعية البلاد صعبة , واذا تحركنا , صرنا صناع الفتنة و تخريب الوطن , واذا صمتنا , يركبون علينا , مثلما فعلوا ذلك مدة ثلاثين سنة , ها هم ! هم انفسهم ----------------------------- الامن شعور داخلي , اما ان يغمرنا حضوره او يؤلمنا غيابه , هذه البلاد تعيش في حضرة وحش , عندما يفتح فاه , سيأكل الأخضر و اليابس . ---------------------------------- تعرف , اني أخاف عليك كثيراً لا لكونك خطيراً , فهذه مسألة يقدرها غيرك , ولكن , لأنك لا تدرك خطورة الامر الذي يحيط بك , و هذه الحالة لا ندركها الا عندما نقف حقيقة وجها لوجه امام الموت , وقتها تصير كل الأسئلة حالة من العبث ! ---------------------------------- انا أخفقت مع نفسي , كل شيء ينهار , حتى ابسط الخطابات صرنا نشك فيها , مراجعنا انكسرت , ضخمناها حتى صدقنا انها كل شيء في هذه الدنيا , و ها هي الدنيا تضحك علينا , ماذا بقي من الاشتراكية ؟ من العروبة ؟ من الثورة ؟ من المستقبل ؟ من السعادة الوطنية ؟ ---------------------------------- كثير من الحب و قليل من الجنون لا يؤذيان احداً --------------------------------- تعرف , نحن في وضع مضحك , نستهلك الحضارة بتخلف , و لكننا لم نتخط بعد مرحلة الانسان المفترس التي هي المرحلة الافتراضية الأولى , في احسن الأحوال , نحن خليط من المفترس و المزارع و الحداد , و بعض العلامات القليلة من الانسان الآلي , انت صنفت كتاباتك بين الانسان المزارع والحداد , و اخطر هؤلاء المزارع , لانه يقتل و هو يظن انه يدافع عن حق موروث ! ------------------------ لقد تقلص الزمن و انكسر و صار قصيراً امام الحياة , التي بعد ان كانت حلما لم تعد الا مشروع موت مؤجل ينتظرنا في كل زاوية داخل هذه المدينة , أحيانا تنتابني عبثية عجيبة , أتساءل بسخرية وانا اخذ كل احتياطاتي من القتلة , يمكن ان تكسر مثلا و بكل بساطة رقبتي و انا انزل بهدوء أدراج البناية ؟ او قد تدوسني سيارة وانا اقطع الطريق , و اغير الأرصفة , قد افاجأ بسكتة قلبية تافهة غير محسوبة على الاطلاق ؟ و سعيد لكون لا احد يعرفني داخل المدينة , ولا احد يناديني باسمي من بعيد , لا احد يقول لي صباح الخير ولا اقولها لأحد , سعيد ان امر منسيا داخل المدينة حرثتها طولا و عرضا مدة العشرين سنة الأخيرة , لا بد ان يكون شيء من العبث قد سكننا ------------------------ في الماضي القريب كنا نتحدث بشوق و حزن كبيرين عن اصدقائنا الفلسطينيين الذي سرق منهم وطنهم و حقهم في الحياة , لقد جاؤوهم بربع وطن , و هو وطن على الاقل , كنا نتحدث عن اصدقائنا العراقيين الذي تشردوا قبل الحرب و دمرت اشواقهم و احلامهم , ها هم اليوم , من مات قهرا مات , من رجع الى وطنه بعد الاعفاءات الوهمية رجع , لينتحر هناك بعد ان نخرته سنوات المنفى , كنا نتحدث عن التشيليين و المغاربة و اليمنيين و الكويتيين و غيرهم , ولكن اليوم يبدو ان كل الجبهات صمدت و نَسينا الجميع في زحمة الاحداث المتسارعة , عندما جاء دورنا في المأساة وجدنا أنفسنا وحيدين معزولين مقتولين في دواخلنا ! ----------------------------- جنون نادر ان نجد انفسنا امام حروف تنكسر نحو العمق , مخترقة بياضات الورقة بحدة , وان نتساءل يا ترى هل نملك قدرة إضافية لإنجاز قراءة هذه التفاصيل --------------------------- اشتاق اليك , اعشقك , اشتهيك , غيابك يؤذيني , لا شيء في سواك , سوى لغتك و دهشتك الطفولية , وها انت تنسحب مخلفاً وراءك انهاكات و جروحات من الصعب ترتيبها في سن الأربعين , سن الخوف و بداية الانحدار نحو النهايات الفجائية , لقد انسحب الذين كنا نحبهم , وانطفأت كل العيون الطيبة , لقد بدأت رحلة اليأس بكل مخاوفها -------------------------- هل تصدق اني من فرط خوفي عليك , لم اعد اتقن الكتابة اليك , ربما لأني لم اعد اجد ما أقوله لك سوى انني اذكرك كثيراً , كثيراً لدرجة انني أحيانا اجد نفسي أعيش بتوقيت كل هواجسك اليومية الصغيرة . ----------------------------- وجودك في الوطن يشعرني بعقة السعادة , و ربما عقدة العيش بهناء بعيداً عن الخطر ! -------------------------- ربما كان ذلك وهماً , ربما كانت اللغة ذاتها وهماً , و لكن من قال ان بقية القيم التي نتوازن من خلالها و نعطي بها لحياتنا معنى من المعاني , ليست وهماً بدورها ؟ ما معنى الحب ؟ الكراهية ؟ النضال ؟ الخلود ؟ المقاومة ؟ الكتابة ؟ العدالة ؟ الشيء المؤكد في مغامرة الانسان هو الموت ! --------------------------- ليس هذا ما اردت كتابته اليك , و لكننا , نجلس أحيانا لنكتب شيئاً فنكتب غيره دائما , انها حماقة الكبيرة , امنيتي الكبيرة ان اقرأك دائما و قريباً . هاه ! --------------------------- اقرأ بعض الكتب في غيابك أملا في ملء هذا الخواء الذي يقعرني دائماً , و من قال ان الخواء سهل , انه الفترة الوحيدة التي نسمع فيها تكسر كل الأشياء الثمينة في دواخلنا ------------------------------ انا بدأت انسى هذه الحالات التي كانت مشتركة بيننا , نوع من التلبد يثقل راسي , فانا لم اخلق لهذه الراحة القاسية و الفتاكة , هذا الخوف الذي كنت اعيشه معك كلما دخلنا عمق المدينة او غادرناها , صرت هنا لا اتذكره الا عندما أكون وحيدة في شارع خال , فتستيقظ في كل حساسياتي القديمة , اشتاق , اتدحرج معك نحو كل الأماكن التي كنا نحبها , حتى ولو كان ذلك بخوف كبير , اقبل ان اختصر المدينة داخل سيارة حتى لا يرانا القتلة , لكن شرط ان نكون مع بعضنا البعض ------------------------------ المنفى هو اكبر عقوبة تسلط على الانسان , و من يتحمله , فقد حقق درجة عالية من النضال , ابن البلد يعيش الكارثة يوميا و لكنه ينساها بمجرد دخوله في الحياة اليومية , هو مجبر على نسيانها لكي يستطيع العيش , لكن المنفى يتلقى الأشياء فقط ويتحملها بدون ان يستطيع تجاوز هذه الحالة , فهو يبلعها ثم يعيدها فيمضغها و يلوكها و يظل هكذا حتى تدمره ! ------------------------- الحلم لا قيمة له في غيابك و مع ذلك لا املك داخل هذا الموت الا ان احلم , و احلم باستمرار حتى لا انقرض مثل حيوان خرافي . ---------------------- اسألك بيأس و خوف , أي حرف اركب ؟ أي لغة البس لألمس قلبك و تعرفين اني احبك و اني وحيد مثل الفجوة في بحر خسر كل الوانه ؟ ----------------------------- اضحك مع ببلاهة ولا أسألك , و كم أتمنى الان ان لا اسألك مطلقاً و ان اعوض كل سؤال برعشة قبلة , اتبعثر كلما سمعت قطعة موسيقية شفافة , او غرقت في لون بنفسجي , او صاحبت في الطيران , نورسا هاربا من بندقية صياد اعمى , كان يتأمل البحر من سماء كلما عبرها , شعر بعمقها و اتساع فراغها ---------------------------- في هذه البلاد , اشعر كان لا شيء تغير مطلقاً , ما زلت على الحافة المؤدية الى الفراغ , فراغ يشبع شاطئا او بحرا منسيا , ارسم اوجها وعلامات للمستحيل داخل الغيمة التي نفرت من فضاءاتها , أحيانا أقول , هذه اللغة ما ادهشها مثل الحماقة تماما لا حدود للذتها , من 28 حرفاً اصنعك , احبك , اعبدك , ابنيك كلمة كلمة و لحظة لحظة , ادخلك الذاكرة واخرجك . من 28 حرفاً فقط اكتب روايات عنك و عن حزنك واصنع أدوات العبادة والصبابة و الخوف و جمل الحنين , هي ذي اللغة القاسية , عندما ينتهي وخزها , تموت . --------------------------- بي شوق مذهل الى كل الدنيا التي غادرتها و غادرتني , بي شوق لصوتك , و لعينيك , ولجسدك , لحزنك , لعزلتنا , لحميمياتنا الصغيرة و لخوفك علي , ناسية ثقل المأساة التي تحملينها على رقبتك , بي حزن لا يحد من هذه الدنيا التي تفتك بجسدي كلما لمستها او اقتربت منها , انها طاغية بعض الشيء , وتدهشني الوانها واشاراتها الخجولة التي تضحكني أحيانا سذاجتها . -------------------------- احزن عندما اكتشف نفسي متمرساً , متنكراً , داخل زاوية لا اعرفها , ولا أتذكر اني عبرتها ذات يوم , احزن لان بلادي التي في قلبي و مراهقاتي الأولى , تتخلى عني دفعة واحدة , المدينة التي تعارفنا فيها لأول مرة , تنسانا بقساوة يصعب علينا تحملها ------------------------- كلما تذكرتك داخل هذه المدينة المتهالكة يومياً و داخل جنوني و حماقاتي واشواقي , أقول في خاطري , هل تتملكين بعد كل هذا اليأس , القدرة على مقاومة خوف المدن البعيدة والمنفى القاتل ؟ -------------------------- انا الان في حاجة اليك , حاجة مجنونة الى صمتك , الى صراخك , الى قلقك مني و خوفك علي , الى شتائمك , الى غيرتك , الى تقطعات انفاسك على صدري , الى كلماتك التي تنزلق داخل الكف كحبات الرمل الساخنة , كالجمرات التي لا يموت اتقادها , الى زعلك و انت تهربين بعينيك صوب البحر , تصرخين , عفني يرحم والديك , تعبت منك , خليني في حالي , عندما نلتقي مرة ثانية بعد فراق يوم حزين , اقص عليك اخر نكتة سمعتها في مدينة لا تعرف التنكيت , تكتمين الضحكة , اتمادى في كشف خبايا النكتة تصطنعين صرامة غير مقنعة ثم سرعان ما تنكسرين و تنسين اننا كنا متخاصمين مثل صبيين , نقهقه , نموت ضحكاً , ثم ننسى عندما تتقاطع بيننا الضحكات و الحكايات . ------------------------ اليس عبثاً , تضييع كل هذا الزمن في سخافات لا معنى لها , الموت يتربص في كل الزوايا ولا نملك قدرة أخرى لمقاومته الا الحياة والإصرار عليها باستمرار ------------------------ ها انذا اصرخ بمنتهى قلبي , لست سعيداً , لست سعيداً , ولكن لا خيار لي غير العيش داخل هذه الحيطان الهرمة و هذه الوجوه التي فقدت الكثير من القها , أحاول ان انسى التفاصيل , ان اغرق في اللون , والكتابة عن أخرى , لم يبق الشيء الكثير في هذا العمر المرهق , الوحدة تضخم حالة الألم و تزيد من حدتها و من حدة صفائها و شفافيتها ! -------------------------- ارغب أحيانا في الصراخ بأعلى صوتي حتى يسمعني الله في غفوته و سلطانه , لكن المدينة تبدو ضيقة والدنيا بعيدة عن همومي , ثم انتهي الى الاقتناع بضرورة الصمت , والصمت دائما , و النزول رويدا رويدا الى اعمق نقطة في القاع , في الذاكرة و في القلب , اشعر أحيانا كأن هذه المدينة ليست لي ! ----------------------------- كل لحظة تأخر من المنتظر هي كم لا يطاق من الأسئلة والالام من طرف الذي ينتظر ------------------------------ يجب ان نكتب لكي نجعل من جنوننا امرا ممكنا خارج اجسادنا التي لم تعد قادرة على تحمل كل هذه القساوة
كيف نعرّي دخيلتنا في حضن الجمال الأدبيّ؟ من أين نستمدّ جرأة الثرثرة في محضر الألم؟ لا أعلم. قيل يومًا أنّ الصمت في حرم الجمال جمال. والآن أزيدك من الشعر بيتًا؛ الدهشة تحتّم عليك الصمت. الصمت بلاغة العاجز واكسير الثمل. ألتهم الرواية بنهم خاوٍ من أيّ شعور سوى الدهشة. هذه الدهشة التي تعتري المرء وقتما يعتريه جوع إلى الجمال. وهذه الدهشة التي تلفّ القارئ في كل مرة يتناول وجبة أدبيّة دسمة تكشف النقاب عن وحشية واقعه. كيف لوطن عربيّ أن تحتمل مفاصله كل هذه البربرية والسفاهة؟ كيف لرواية، قُصد بها كشف ضراوة مرحلة جزائرية، أن تمتدّ جذور مأساتها لتشمل الوطن العربيّ؟ كيف وكيف وكيف.. "كلنا في الهم شرق." هكذا تصفعني نفسي كلّما أفكّر في الهموم العربيّة التي لا تفقه حدًّا. أضحك. كم هي حكيمة هذه النفس التي تسكنني. أم تراني أنا الحكيمة لأنّني روّضت نفسي على تجاوز الوجع العربيّ بشاعرية الوقوف على الأطلال؟ لا يهم. الهم تعريف للوطن العربي؛ والوطن العربيّ مرادف للهم. أعلم أنّ المعاجم العربيّة لا تعترف بنظريتي المثبتة أعلاه، وأن حكماء اللغة يكفّرون المساس بفحواها. أعاود الضحك. يا لسخافة المعاجم التي تصرّ على التقلّد بقوانين بالية في عالم البذاءة. يا لقبح روّاد اللغة الذين ينظرّون علينا من قصورهم اللغوية بينما نحن نسحق في وطن لم ننل منه سوى الأمراض النفسية المستعصية جرّاء التعذيب المعنوي والجسدي. تستكثرون علينا أن نتنفس اللغة كيفما نريد؟
v التعليق: الرواية الثانية التي أتناولها لواسيني الأعرج بعد سيدة المقام، في كلتا الروايتين يركز الكاتب على وصف الجزائر أثناء فترة سيطرة الإسلاميين على البلد وما نشروه حسب وجه نظر الكاتب من خراب ودمار لم يترك شيئاً بدأً بأحجار البلاد وانتهاءً بنفوس البشر، الراوية سرد طويل لتفاصيل كثيرة غير مهمة في أحيان كثيرة تشرح معاناة بطل الرواية (الأستاذ الجامعي) من هؤلاء الإسلاميين الذين يتربصون به وبكل مثقف في البلد لقلته لدرجة أن البطل في نهاية الرواية يتخيلهم في كل مكان. اللغة كانت أجمل بكثير في سيدة المقام والقصة كانت أكمل لم تعجبني هذه الرواية بشكل عام ورأيت فيها حشواً لا داعي له. كما أن اللهجة الجزائرية إضافة إلى الجمل الفرنسية كانت من العوامل التي زادت نفوري من الرواية.
v هوامش على الكتاب: � أنا لا أعرف السياسة، بل أحياناً أمقتها. ولكني أعرف أن كل ما بني على الخراب، يحمل في تكوينه شيئاً من الخراب. � انسحب كل شيء من المدينة، الشوارع الزاهية، الأغاني، الألوان، الألبسة، الصبيات، صارت المدينة فجأة ذكورية وبدون معنى داخلي. � غريب، المرأة عندنا كلما تزوجت، فقدت حميميتها وأشواقها وحولت إلى سلة لنفايات رجل مقتول من داخله لا شغل له إلا نظرات وتاريخ زوجته. � هم تدربوا على الدم لكن قساوة الدنيا وصعوبتها لم تعلمني إلا رفض الدم. � أنا من وطن لم أشعر في أي يوم من الأيام ما يحسه فيه أي مواطن، من أمانة وراحة بال، اتساعه الكبير لم يزد قلوب سكانه ومحبيه إلا ضيقاً وخوفاً. � ــ هل يوجد بياض مثل هذا، في هذه الدنيا..؟ ــ يمكن قلبك بهذا اللون الحب يمكن أن يكون كذلك بهذا اللون. � الفاشية الرعوية الدينية ليست قدراً على الإطلاق، قد يتسببون في خراب البلاد، قد يفككونها ولكنهم إذا حكموا لن يحكموا إلا الرماد، وعندما لا يجدون ما يقتلونه، سيلتفتون نحو بعضهم بعضاً ويتآكلون، هكذا القتلة دائماً الذين لا قضية لهم إلا التأويل والدم، في لحظة من اللحظات يصير الكل مؤمناً، أو الكلّ كافراً، هكذا الدين يا ��ريم، الذي يملك السلطان يملك حق التأويل. � الدنيا هكذا ثابتها الوحيد هو الحزن والألم الاستثنائي فيها هو الفرح، ولهذا أتساءل أحياناً لماذا عندما يأتينا الاستثناء نلزمه بالقاعدة الأولى، شيء فينا يأبى حالات الفرح. � الأرض عندما تموت، تصير التربة حجراً، والله يصير شحيحاً بمائه. � ـ ما نيش نفهم وعلاش الرجال وحدهم يحق لهم الصلاة على الأموات.؟ ضحكت لم أكن أملك جواباً مقنعاً. ـ ببساطة لأن نساءنا أكثر حباً للحياة من رجالنا. � القراءة تضيق مساحات التعصب ومدعاة للحب والتأمل. � منذ زمن بعيد، والمدينة تنام بهدوء كبير على زيفها الغامض، كل الهمجي�� المخبأة تخرج الآن دفعة واحدة مثل القيح الذي ينام طويلاً تحت جلد برّاق وميّت. � أحياناً أقول في لحظات اليأس، لا بد أن يكون الله متواطئاً معهم، لا يعقل ما يحث بهذه الكثافة وهذا الخوف؟ � اللاتسامح والخطابات الوطنية المنفوخة هي التي سحقت كل شيء. � الحب عندما يصير واجبا،ً من الأحسن التخلي عنه نهائياً. � في الماضي القريب، كنا نتحدث بشوق وحزن كبيرين عن أصدقائنا الفلسطينيين الذين سرق منهم وطنهم وحقهم في الحياة، لقد جاؤوهم بربع وطن، وهو وطن على الأقل. كنا نتحدث عن أصدقائنا العراقيين الذين تشردوا قبل الحرب ودمرت أشواقهم وأحلامهم، هاهم اليوم، من مات قهراً مات ومن رجع إلى وطنه بعد الإعفاءات الوهمية رجع لينتحر هناك بعد أن نخرته سنوات المنفى، كنا نتحدث عن التشيليين والمغاربة واليمنيين والكوبيين وغيرهم، لكن اليوم يبدو أن كل الجبهات صمتت ونسينا الجميع في زحمة الأحداث المتسارعة عندما جاء دورنا في المأساة وجدنا أنفسنا وحيدين معزولين مقتولين في دواخلنا. � عندما تقف أمام قاتلك الأحسن أن لا تصمت لأنه سيقتلك، عليننا أن نواجهه بعينين صافيتين، نحن الآن نقف أمامه، على الأقل نفضحه. � المنفى أكبر عقوبة تسلط على الإنسان ومن يتحمله فقد حقق درجة عليا من النضال، ابن البلد يعيش الكارثة يومياً ولكنه ينساها بمجرد دخوله في الحياة اليومية هو مجبر على نسيانها لكي يستطيع العيش، لكن المنفي يتلقى الأشياء فقط ويتحملها بدون أن يستطيع تجاوز هذه الحالة فهو يبلعها ثم يعيدها فيمضغها ويلوكها ويظل هكذا حتى تدمره. � حتى النظام نظام سفلة أوصلنا لوضعية صرنا لا نرى الحلول إلا من خلال رحمتهم، لو عرف القتلة بأننا نملك قوة نارية مثلهم لما تجرؤوا على ذبحنا مثل الخرفان. � ليست قوة القتلة هي التي تخيف ولكن ضعف الدولة وهزالها وعدم جدارتها، تصوري صار القتلة الآن يستكثرون فينا الرصاصة بكل بساطة نذبح كالخرفان أمام أولادنا وقتلنا يرضي كل الذين يريدوننا أن نصمت نهائياً. � لا يمكن أن ينتهي هذا الوطن، بهذه الفظاعة !؟ لا بد أن يوجد ناس طيبون ويجب أن ننحتهم من حجر إذا لم يكونوا موجودين. � أحب أن انتحر داخل جحيم امرأة بدل العيش في جنة رجالية تافهة، أحب أن أندثر بين نهدي معشوقة مستحيلة كاللغة أو كاللعنة. � المشكل في ناس هذه المدينة أنهم لا يرفعون رؤوسهم إلا نادراً. � الحب هو إغفاءة إما أن نقبض عليها بعنفوان وفي الوقت المناسب وإما أن نتركها تمضي بغباء وفي أغلب الأحيان نتركها تمضي بغباء لنتذكرها بعد سنوات بسعادة غامرة. � ما ينقص هذه البلاد رجال حقيقيون، رجال من عمق هذه الطينة، بدم جديد لا يدخلون في حساب البقالين عندما يتعلق الأمر بوطن يموت يومياً آلاف المرات، وآيل إلى الزوال بهدوء وسكينة. � نحتاج إلى بعض العبثية لتحمل قساوة هذه الحياة. � نحن البلاد الوحيدة في الدنيا التي حولت غناها الفكري والحضاري واللغوي إلى عقدة خلاف وشقاق وأحقاد. � عندما يكون القلب منكسرا لا نرى إلا السواد. � عالم المسؤول في بلادنا لا يتجاور عتبة بيته. � المراجع: � علي عبد الرازق الإسلام وأصول الحكم.
أن ترسمَ لوحاتٍ في خيالك حتى تحتلَّ جزءا من الذاكرة يعني أن تصنع ذاكرة من العدم أن يأتيَ أحدهم ليكتبَ ذاكرتهُ فيخدشَ ذاكرتكَ ذلك يعني أنَك بتّ تدرك وجهيّ القمر...
موسيقى وجسور تلك المدينة في بالي الصباحات الرائقة فجرٌ مرسومٌ بماء الورد حروف " أحلام مستغانمي" وخربشات الألون في ملامح أبطالها صوت "سعاد ماسي" واختلاجات اللحن في كلماتها ذاك البريق الذي لم ينطفيء يوماً في عينيّ "وردة".....
لكن هنا ياتي "واسيني الأعرج" ليهزَّ اللوحة من كتفيها فأصحو لأتأكد بأنّ للقمر وجهان حقيقيان أحدهما وهو المظلم جدا يختبأ في هذه الرواية التي ولدت في رحم الخوف تقسم "ذاكرة الماء" الى قسمين : "الوردة والسيف" تحتلُّ الجزء الاول بينما يتخذ الجزء الثاني من "الخطوة والأصوات" عنواناً يبدأها الكاتب بنبوءة العرافة للأم قبل ولادة طفلها بطل الرواية بموته بالحديد، حيث يبدأ باسترجاع تلك النبوءة كلما سمع صوت الرصاص أو لمح لمع السكين ففي لحظات الخوف نبدأ بالربط فكلّ همسة هي مشروع كلمة، وكلّ حلمٍ له علاقة بواقع مظلم ، وكل كلمة لها صدى في مكان ما.....
تترجم الرواية جزءا من العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر والتي بدأت ذروتها سنة 1991 تقريبا حيث صارت البلاد مرتعا لصراعات بين عدة منظمات تتبنى أفكارا معينة. وارتكبت آنذاك العديد من المجازر والجرائم البشعة ،وصودرت حقوق الآخرين بالحياة، أغلقت المسارح ودور السينما،قُتِلَ الفنانون والكتّاب والأساتذة الجامعيين. وغيِّب في تلك الفترة دور العقل تماما من قبل جميع الجهات المتقاتلة كما دائماً
كتعريف للرواية يبدأ الكاتب افتتاحيتها بسؤال : "وهل للماء ذاكرة؟ هذا النص يجهد نفسه للإجابة عن بعض مستحيلاته بدون أن تخسر الكتابة شرطها كُتبَ داخل اليأس والظلمة بالجزائر ومدن أخرى على مدار سنتين من الخوف والفجيعة بدءاً من شتاء 1993،أي منذ ذلك اليوم الممطر جدا،العالق في الحلق كغصّة الموت والذي لم تستطع الذاكرة لا هضمه ولا محوه بين دهاليزها ورمادها،وأنهي بالجزائر 1995 ذات يوم شتوي عاصف على واجهة بحر خالٍ لم يكن به إلا أنا وامرأة من رخام ونور ،ونورس مجنون كان يبحث عن سمكة مستحيلة ضاعت داخل موجة جبلية" بهذا التعريف يختصر علينا الكاتب كثيرا من التكهنات.
في الرواية تصويرٌ ليوميات أستاذ جامعي وكاتب مثقف في ظلّ هذه الأحداث ،حياته ،تنقلاته،أسرته تلك الأسرة الصغيرة التي تمثل مجتمعاً باكمله. يبدأ هذا الأستاذ بعض أيامه بقصاصات من الصحف اليومية لأخبار متفرقة يحتفظ بها لتضعنا في الجوّ العام للبلد في ذلك الوقت
"وجد الشاعر الفرنسي جون سيناك مذبوحاً تحت طاولة الأكل وبجانب رأسه قنينة نبيذ "سيدي ابراهيم" . ويعتقد أن الجريمة هي مجرد تصفيات خاصة خصوصاً وأنّ سيناك كان لواطيا .... المجاهد الأسبوعي 197... " مجرد خبر كهذا لا يجعل الصورة أمامنا واضحة تماماً لكنه يجرِّد بعض جوانبها.
وبالرغم من كل هذا الدمار يفضل ذلك الأستاذ البقاء في وطنه على السفر مع زوجته وابنه كما فعل الكثير لم يقنعني سبب بقاءه منتظراً الموت والخوف وهذا أمرٌ طبيعيٌ إذ نفسه ما كان ليعرف السر في ذلك. السرُّ وراء تمسُّكنا بآلامنا ،بالأوطان التي تدفننا أحياء فنتنفسها بحب ونبتسم بالأرض التي نُشتَمُ فيها ونُقتل ،ونعشقها بالأزقة التي لا تعجبنا وتسكن أحلامنا بلادٌ نلعنها علانيَّة وتصلي قلوبنا لبقاءها هو السر وراء تشبثنا بأولئك الذين يسببون عذاباتنا
في الرواية تكرارٌ لروتين الخوف والقلق فالتنقلات محسوبة وكذلك الأنفاس تكتشف تلقائيا بعد قراءتها أنَّ كتم الحرف أصعب من كتم النَفَس أن يمنع أحدهم عنك الأكسجين فتموت ،نفس النتيجة عندما يمنع حرفك من رؤية النور. وأنَّ الاستعمار الفكري أشدُّ خطراً على الدول من أي استعمار آخر. أن أعبَثَ بعقلك وأنشُرَ فيه وباء الجهل أفظع من أي فساد
يصطدم الكاتب هنا بأفكار الآخرين اصطداماً المؤلمُ فيه هو إجبارك أن تأخذ دور الصامت أو الموافق مرغماً خوفاً على حياتك بين هذه الحروف يتغولُّ الأعرج في جنبات الخوف حتى نغرق نحن فيجبركَ على التلفتِّ خلفك مرارا أثناء القراءة يجبرك على أن تُحسَّ معه بنصل السكين الآتية دائماً غدراً من الخلف ، كيف تتسرب بين الأضلاع وتخترق الدم لتستقرَّ في قلبٍ كان يوماً ينبض.
في القسم الثاني من الرواية يسهب الكاتب في وصف المعمعة الحاصلة فيستغرق قرابة ال150 صفحة لوصف يومٍ واحد منذ لحظة خروجه متخفياً من البيت والقيام بعدَّة مهام منها حضور جنازة صديقه الفنان الذي ذُبح فوق لوحاته ،ثمَّ العودة الى بيته. يومٌ كهذا في حياة أحدنا لن يستغرق بضع ساعاتٍ لكنه هناك يستغرق عشر سنوات من الخوف والظلام.
لم تقنعني هذه الرواية كرواية بل شعرت بالملل في كثير من جوانبها ولكنها استفزتني جدا استفزت شيئا ما يرتاح في أعماقي ، ربما هو الخوف من خوف قد يداهمني فجأة أحببت فيها تلك اللهجة الجزائرية التي تواجدت بكثرة بين حروفها تنقلك الى شوارع تلك المدينة فينساب الحوار بحدَّة رنينه الى قلبك.
شيء واحد يلازمك طوال مصاحبتك لسطور هذه الرواية وهو أنَّ انتظار الموت أصعب من الموت نفسه فيزداد ايمانك بأنَّ علاج الخوف اقتحامه متناسيا كما في نهاية هذه الصفحات أنَّه وكلما تعايشنا مع هذا الخوف يبدأ بنسج حواراته فينا، يبدأ هو باقتحامنا خلسةً، يحتل منا السمع والبصر ونبض القلب لنرى بعيونه ،نسمع بخطواته، يبني مدنه بداخلنا فيصبح لنا وطناً دون أن ندري كباقي كلّ هذه الأوطان التي نهرب منها وتسكننا
ملاحظات : لم اسمع الشيخ كشك ولم اقرأه رغم اني اذكر كتيباته الصغيرة في مكتبة ابي و مدح المفكر الكويتي محمد العوضي له لا باس من الاطلاع على كتاب علي عبد الرازق الاسلام واصول الحكم وهل حقا تنكر لافكاره في اخر ايام حياته اين يمكن ان اجد كتاب موضوعيا يحكي عن تاريخ الجزائر في تلك الفترة الموحشة ؟ مراجعة : نجمتين لقدرة الكاتب على سحبك لدوامة التوتر و تعاطفك مع الابطال تعاطف وصل بي حد الاشفاق لكن الكاتب كان متطرفا نصب نفسه قاضيا على الواجهة المتطرفة الاخرى كل الجرائم مهما كان الضحايا غير مبررة وبشعة وغير منصفة بحف الانسانية ولا يجب باي حال من الاحوال وصفها نتاج حدود اسلامية وتشويه هذا المتظور حتى تغدو طفلة البطل تصم اذنيها عند سماع اي مصدر ديني .. الثقافة يا عزيزي لا تعني كأس خمر ولا اطفال بدون زواج اي منظور مشوه للمثقفين تتبناه !! في ثلاثية احلام كان الوضع اكثر وضوح وإنصاف وكان للكاتبة رؤية سياسة تحليلة واضحة منصفة وليست عبثية كما هنا بحيث لم تعد تدري من تواطىء مع من .. لكن بالتاكيد كلنا متواطئون بالسكوت عن الجرائم. في بجعات برية وبعد فوز الشيوعية انقلب الوضع لتصبح اشبه بجزائر اخرى بحيث يعذب كل من يشك فيه ويهان علنا من طلاب رضعوا الجهل بيقين ! ومع ذلك هذا لم يقدني الى التفكير ان الشيوعية نظام فاشل تماما وانما هي عيوب الانسان التي شوهت الجيد من النظام و اجهضته لكن الكاتب يرى بناء على وصفه كل شيء ديني بالمزبلة انها عيوب الدين لا البشرية التي شوهت كل جميل بالجزائر هل سأقرأ لواسيني مرة اخرى ان كان الكثيرون يعلقون انه يكرر نفسه .. نعم سافعل ان شحت الكتب تسندي في هذا الرأي الجمل لفرنسية المتغلغلة في النص وبعض الكلمات الجزائرية الغير مفهومة و التطاول على الخالق او الخلق بالألفاظ الناببة
أول كتاب أقرؤه لواسيني الأعرج وقد كان عبارة عن مذكراته بين عامي 1993 & 1995.. عامي ظهور الحركة المتطرفة في الجزائر والمسماة بجبهة الإنقاذ الإسلامية ! .. قامت هذه الحركة بذبح عدد من المثقفين ( الشيوعيين غالباً ) , وكون الكاتب على لائحتهم السوداء في تلك الفترة فإنه يسرد في هذا الكتاب عن الجحيم الذي عاشه في التخفي والهرب والتشرد لحماية رأسه .. المذكرات وجدتها مملة جداً جداً وكان يستطيع سردها في مئة صفحة فقط عوضاً عن تكرار خواطره الشخصية ذاتها في كل فصل .. أفهم حقده الشديد على التطرف وعلى " تديين " الدولة فهو قد عاصر ذبح أعز أصدقائه ( على حسب ما ذكر في هذا الكتاب ) وشهد تراجعاً مهولاً لأدنى حركات الثقافة والفكر سببها برابرة جهلة .. من خلال قراءتي لأكثر من رواية ترصد تلك الفكرة أرى أن حركة مسيسة لمحاربة الشيوعية قد تم التخطيط لها في كل أنحاء العالم لوأد أي فلول لها بعد سقوط جدار برلين ,وحركة التحرير الإسلامية كانت أداة فقط من ضمن أدوات كثيرة .. لقد تم الحديث عن تلك الفترة الدموية في الجزائر في رواية " الأسود يليق بك " لأحلام مستغانمي .. كم يتشابه الكاتبان على فكرة ! .. كلاهما يطوع اللغة في خواطر مرسومة بعناية تخرج عن مثابرة وليس عن موهبة .. وواسيني أعطاني في مذكراته هذه صورة أخرى عن المثقف اليساري في تلك الفترة الذي يعمل في مجال الكتابة لمجرد أنه مثقف ! ( هذه فكرة أود الحديث عنها مطولاً يوماً ما ) .. يجب أن أنهي هذه المراجعة لأبدأ كتاب جديد يعيد لي الحيوية التي غابت أثناء قراءتي لهذا الكتاب !
أفهمُ أن قراءة رواية حصلت في مرحلة ما من التاريخ تختلف عن قراءة كتاب يؤرّخ أحداث المرحلة و يوثّقها، و أفهمُ أنّ الجزائر مرّت بأيّام سوداء في تسعينات القرن الماضي استخدم فيها اسم الإسلام كقناع لجماعاتٍ عطشى للدم و السلطة و القوّة، لذا أفهم أن يكون في الكتاب أجزاء كثيرة لا تتحدث "بإعجاب" كبير عن الإسلام. ما لا أفهمه هو حقد الكاتب الدفين على المسلمين الأوائل الذين فتحوا البلاد و حقده العميق على الأتراك حيث ظهر ذلك في لقب "القراصنة" الذي استخدمه مراراً. ذلك الحقد الدفين على المسلمين لا تبرره وجهة نظره كشخص عاين الأحداث و لا يبرره حمّام الدمّ في البلاد. ذلك الحقد بالإضافة إلى عدّة مؤشرات أخرى واضحة و جليّة (مثل جملة "بدأت ابنتي تصلّي، تُخيفني"، و مثل شتائم لمقام الله تعالى) كلّ ذلك يُظهر كم يحمل الكاتب من حقد شديدٍ على الإسلام، و ربّما على كل الأديان السماوية. عدا عن ذلك، الرواية مليئة بالتكرار المملّ، و فارغة من الأحداث الحقيقية. تعليق على سلوك البطل بهجره عائلته: شعرت انه تصرف غبيّ أنانيّ غير ذي جدوى. لغة الرواية ضعيفة.
نص روائي يعود بنا إلى ذاكرة ممزقة , إلى حقبة زمنية مستبدة متجبرة في تاريخ الجزائر .. إنها الحرب الأهلية أو ما يسمى بالعشرية السوداء حيث لا شيئ سوى الخوف و الرعب و الدمار , حكاية شخصيات عانت و عاينت الويلات إبان هذا الفترة المتوحشة و المربكة , فترة قادت البلاد والعباد في فراغ و انكسار مهول .. صعود تيار أخذ يقتل الناس و يضطهدهم و يمارس عليهم أشد أنواع البربرية و القتل و الحصار و ذلك باسم الاسلام ..حيث لا مكان هناك لفنان أو موسيقي أو مثقف لأن الكل أريد به طرفا خاضعا داخل لعبتهم القذرة ... البناء الروائي يستحسن إيصال مضمون الرسالة الواردة , كما أن الأسلوب ساعد كذلك , ولكن ألا يمكن القول أن موضوع الرواية استهلك كثيرا من طرف واسيني الأعرج ؟ بحيث نجده متكررا في جملة من كتاباته ( طوق الياسمين , مملكة الفراشة ...) هل هذا تأكيد على خطورة فترة زمنية مرة و لا يجب أن تتكرر ؟ أم أن الكتابة هي الوسلة الوحيدة الممكنة من التعبير عن معاناة و عن ذاكرة مغتالة بطرق و أساليب و شخصيات متعددة و متباينة ؟