دارت أيام، ووُلِدت السيدة أمينة لأم اسمها السيدة شاكر من أب تركي وأم مصرية، على شقيقين، قبل أن يرزقوا بأخت أخرى، اسمها توحيدة، تُوفِّيَت فجأة كما جاءت فجأة بسبب مرض طارئ عندما بدأت تكبر وتزداد جمالًا وتوهجًا لتكون مثل طيف شفاف في عمر السادسة -حينما توقفت- لتقول أمهم لاحقًا إنها لم تُولَد للأرض ولكنها نُذِرت لتكون ملاكًا من اليوم الأول، ولم يتبقَّ منها سوى صورة تكاد تكون حلمًا وهي تقف بجوار السيد رمضان الرُّز وهو ما زال بزيه العسكري في الجيش قبل الاستقالة. وحازت أمينة شقة السيدة زينب، بينما سافر أحدهما إلى الإسكندرية بعدما تزوج ابنة عمته، وأقام الآخر في عابدين، والحقيقة أن الآخر هذا -أو الأخ الوسطاني- كان سبب مأساة ميتين أهلهم منذ البداية.
كاتب مصري مقيم في القاهرة، صدرت أول رواياته؛ ٣٠ أبيب عن دار بتانة عام٢٠٢٢، ثم صدرت ثلاثيته؛ الصداقة كما رواها علي علي وعودة ثانية للابن الضال وجنازة البيض الحارة عن دار المرايا عام٢٠٢٣، وروايته أميرة البحار السبعة عام٢٠٢٤ عن دار المرايا أيضًا، عام ٢٠٢٥ صدرت روايته الواقعة الخاصة بأموات أهله عن دار تنمية والتي تعيد نشر أعماله منذ البداية.
لو كانت الرواية فرضَ كفاية، فقد كتبها عبد الجواد، وكفى. يشغلني منذ زمن موضوع الرواية الكلاسيكية: كيف كان يرى أهلُ زمنِ صدورِ الأعمالِ الكلاسيكية العظيمة هذه الأعمالَ وقتَ صدورها؟ هل كانت تمرّ عليهم مرور الكرام، أم كانوا يتلقّونها بالاحتفاء والضجّة المناسبة؟
لأول مرةٍ في حياتي، أشعر بشبه يقينٍ أنني أقرأ عملًا سيصبح -على الأرجح- من الكلاسيكيات. بعد عشرين، أو ثلاثين، أو خمسين سنة، سيقرؤون "الواقعة الخاصة بأموات أهله" باعتبارها الروايةَ المصرية في عشرينيات هذا القرن، وسيتذكّرون من بين أبناء جيلنا محمد عبد الجواد، ويعانون في تذكّر بقية أسماء مجايليه.
عمل جميل جداً ومميز. أقل ما يمكن قوله أنه تحفة فنية. شعرتُ أنني أقرأ لنجيب محفوظ. أحببتُ سيرة عائلة الرز، كرهت أمينة الرز ولكنني تعاطفتُ معها في الخاتمة. أبهرتني شخصية حسين الرز وتعاطفت معه على طول خط الرواية. جميع الشخصيات كانت محكمة البناء. كانت رواية صورية بامتياز، فاللغة كانت قادرة على رسم تفاصيل المكان في العمل. هذا عمل مدهش ومن مفضلاتي لهذا العام.
اولا الرواية دي بقت من مفضلاتي علي الاطلاق اندمجت مع عيلة الرز وحبيتهم بكل عيوبهم واخطاؤهم بل حبيتهم اكتر لعيوبهم
الشخصيات معقدة جدا وبشرية جدا واللي اكيد دي حاجه صعبه في الكتابه انك تخلق شخوص حقيقيه ودي عبقرية الكاتب
الرواية رواية أجيال وطويله جدا لكن مش هتحس باي ملل في ال ٦١٦ صفحه انا قرأتها في ٣ ايام من كتر ما مكونتش قادره اسيبها وانا قبل ما اقراها عارفه ان ده اللي هيحصل بسبب قراءاتي لروايات الكاتب السابقه
لكن المره دي تفوق علي نفسه بجد و ايقنت اني قدام كاتب كبير ومبدع حقيقي وانه هيبقي له اسم كبير في الادب العربي واتمني ده قريب لانه يستحق
اسلوب محمد عبد الجواد لا غبار عليه وأعتقد مش محتاج كلام كتير عليه لأنه بقي معروف انه من اقوي الكتاب في الجزء ده اسلوب سهل وسلس وممتع حكاء بارع بجدارة وفي نفس الوقت اللغه لا غبار عليها قوية ومتماسكة
نقطه ان الشخصيات الجانبيه وحتي الشخصيات اللي ملهاش اهميه وذكر خلفيه كل واحده كانت ممتعه جدا وكانت بتدخلك اكتر جوا الرواية واحداثها وتحس انك بتعيش مع الشخصيات
اتعلقت بالرواية جدا و في اخرها اتاثرت و خلصتها وانا علي وشي ابتسامه كبيره وحزن ان جرعة الجمال دي خلصت واتعلقت بالشخصيات
الشخصيات : حسين الرز حسين معضله حياته انه بيفضل يدور ع الحب اللي فقده من اهله مش مجرد الفكره اللي في باله انه بيدور عن البنت اللي قابلها وهو صغير لا هو بيدور علي حد يحبه لنفسه و يتقبله و لحد ما مات كان عارف انه محبش اي واحده من اللي كان معاهم بل كان بيحب نفسه اكتر وبيحب نفسه في عيونهم هو الصراحه شخصيه رايقه جدا بس عايشه في خيالها ومتمركزه حول ذاتها انانيه هو أول شخص ثوري في عيلته وهو التطور الطبيعي لدر الشهوار وسيف الدين
اكتر حاجه كرهتها فيه هو معاملته للستات في حياته زي ما قولت هو كان شايفهم امتداد ليه ومجرد أدوات لتفريغ شهواته ورغباته و اكتر واحده ظلمها لمبة صباح اللي هي حياتها من وهي طفله مأساه اساسا ماشي كان ساعات يبقي كويس معاها لكن خياناته ليها وجوازه عليها كلها كانت اهانه ليها
شخصيه حسين معقده ومركبه وطول منا بقرأ بقول هل الواحد يعيش علي هواه اي حاجه عايزها يعملها ولا يكون عنده مبادئ ويحكم عقله زي امينه
لكن هو ع الاقل في آخر أيامه لقي الحب مع حبوبة
أمينة
الحقيقه برغم اني وانا بقرأ مكونتش متواصله مع الشخصيه و مش عاجبني جمودها الشديد في التعامل لكن في الآخر حسيت بتعاطف معاها ان هي ملقتش الحب طول حياتها يمكن كان العزاء ان كان حواليها ولادها واحفادها لكن هل ده كفايه ؟ لو كانت شالت فكره الرجاله من دماغها زي ما بتقول دايما وبتتباهي ان عاشت طول حياتها من غير مسانده رجاله ليها ليه وهي في التمانينات تحس باعجاب تجاه راجل قدها مع معرفتها ان الموضوع مالوش معني وتزعل لما يجيلها اخبار انه بتاع ستات هي فقط فقدت الامل وعرفت ان هي مصيرها انها تموت من غير ما تحس بالحب الحقيقي
هل كل انجازاتها في العمل و شغلها في السياسه عوضها عن ده؟ وعلاقاتها الرسميه و انها قعدت تشتغل بعد ما عدت الستين هل كل ده ملأ الفراغ ؟ طول منا بقرأ عنها محستش بسعاده منها أبدا ولا هي بتشتغل ولا هي مع عيالها او احفادها بل العكس ممكن شغلها كان اهم عندها من عيلتها و كانت بتتعامل معاه بحب و اهميه اكتر طبعا معجبنيش انها شخصيه ملتويه احيانا عشان مصالحها الشخصيه ومنافقه بس بالنسبه لشخصيتها و طبيعه شغلها مفهوم جدا والمشهد الاخير ليها فاجئني جدا منها وان قلبها صفي اخيرا واكتشافها ان قطيعتها مع اخوها للممات كانت عبثية
در الشهوار دي اول شخصيه في الرواية تعجبني و احس انها تمثيل جميل للست المصريه المعاصره اللي عندها حرية و استقلال و ليها رأي أعجبت بذكاؤها وثقافتها وتمردها علي امها من اول ما راحت اتعرفت علي حسين الرز و بقت ابنه ليه لحد ما عرفته بسيف الدين و دخولها السياسه في احزاب ضد امها
لكن هي زي حسين بذرة ضياع سيف الدين هي عندها زي سيف وحدة و اغتراب عن اللي حواليها وتخبط وكل شوية تنط في مشروع لكن ع الاقل عندها وظيفه و عندها زوج محب لكن نقطه الانانيه عندها بتبان لما كانت تقعد في شقه لوحدها و تسيب بيتها وجوزها وتاخد سيف يقعد في اوضه وخلاص كأنها عزبا و لما سيف كبر سابته يربي نفسه بنفسه ومهتمتش بيه و فخرها انه زيها متمرد وخلاص من غير حس امومي بحمايته هي نسخه صغيره من امينه علي اقل جمود وتعنت
سيف الدين اكتر شخصيه اتعلقت بيها شعوره بالوحده من وهو طفل اغترابه عن عيلته تخبط في هواياته و مواهبه وانه كل شوية يدخل في حاجه و بعدين يسيبها لكن كل ده بروح شاعر طول حياته بيمثل صدمة جيله من الأحداث السياسيه اللي حصلت زي ثورة ٢٥ يناير و الأحداث اللي بعدها وبعدين دخول السجن وشعور الجيل ده بالفشل والضياع (اللي انا معرفش عنه حاجه الا من الكتب والأخبار لاني كنت صغيره في الوقت ده ) سيف الدين هزيمه جيل كامل و إحباطهم
تخبطه بيكمل معاه حتي بعد ما بينسي كل ده وبيسافر دهب و بيفكر انه هيبدأ بدايه جديده لكن هو مجرد ضيع وقت وخلاص مواجهش نفسه معرفش هو مين ولا عايز ايه ولا بيحب ايه هل في الآخر لما يرجع هيلاقي نفسه ؟ هيفضل لآخر الرواية حاسس بإنعزال عن اللي حواليه و توتر وهو معاهم فاحساسي انه دي لعنته وانه هيفضل كده لكن مالوش مكان تاني معتش في مهرب
* اغلب شخصيات الروايه او كلهم انانيين و مش بيدوروا الا غلي مصلحتهم كل واحد في الفلك بتاعه سواء عيله امينه او حسين كلهم نفسهم قبل أي حاجه
الرسومات : الرسام علاء تامر نقطة قوية جدآ للرواية واختيار ان الرواية يكون معاها رسومات وصور كمان خلاها مميزه جدا اكتر ما هي و دخلك جوا القصه اكتر خلي الشخصيات من لحم ودم
الرسومات كانت مميزة جدا ومش مجرد نقل للأحداث بل هي رسومات قائمة بذاتها
بتعبر عن مكنون الشخصيات و دواخلها
رسومات حسين كانت المفضله ليا في الجزء الأول
اما رسومات سيف واختيار انها تكون كولاج فابهرني مفيش فن اكتر من الكولاج قادر يعبر عن بعثره شخصيه وحياه سيف وتخبطه وهي كانت المفضله بالنسبه لي
وكانت بتعبر عن كتير بأقل مجهود
اما رسومات النهايه فاثرت فيا جدا و كانت قوية
الرسومات مليانه تفاصيل كتير تدل علي دقة الرسام و احساسه الكبير بالشخصيات وتواصله معاها وبتعبر عن رؤية فنيه كبيرة
وماسك الهوا بايديا ماسك الهوا واه من الهوا يا حبيبي اه من الهوا
الواد اللي اسمه علاء تامر اللي عامل الرسومات اللي جوا دا ييجي منه شرف ليا ابقي جزء من مشروع زي دا ورواية ملحمية زي دي، ساحرة وساحلة، محكمة وحرة، عاطفية وتحمل عين ثاقبة علي المجتمع المصري اخر ١٠٠ سنة. بجد اتمني تحبوها زي ما انا حبيتها
" بين الغوص في محيط التفاصيل النابضة وقطَّارة الاسهاب " إنها ليست فقط محاولة موفقة لكتابة رواية أجيال متقنة بلغة عذبة وسريعة الإيقاع في أكثر من 600 صفحة خالية من الترهل. بل هي -من وجهة نظري المتواضعة- مرثية متشابكة لشخوص عائلة الرز. (متمثلة في خمسة أجيال) - تستعرض الرواية أكثر من مئة عام لتاريخ مصر غير المأرخ أدبيًا، بتركيز متفاوت بعبور سريع لما عايشناه كقراء، وتكثيف غني بما اسدل عليه العديد من الستائر لتاريخ مصر السياسي والتفاقمات الإجتماعية وغيرها. وذلك عبر أسرة الرز التى مسها الانحراف البيروقراطي، حين قرر الإبن حسين الرز العدول عن السلك التعليمي وتجربة حظه بمحل يبيع البطاطس الشيبس التي كانت محض اختراع بصواني فطور الشعب المصري حينها. - في حكاية عن الهوية واضطرابات الفكر والروح والتعنت، نسير في سيرة ثلاثي عائلة الرز، حسن المستشار العادل في مسار نجاجاته المهنية، وحسين الرز الرجل العصامي ورحلته في حي السيدة زينب بعد عزوفه عن اسرته ومقتهم له، وأمينة الرز السيدة التي حال فتشت عنها ستجد لها ظلًا بأي أسرة مصرية، سواء أم أو زوجة أو جدة. - ستشعر بكل سطر حيًا في تلك السردية، فستفرق البطاطس الصواني من الشيبسي، وستشعر بتلبيكة الأرض بعد سقوط سطل اللبن، وبشطحات المخيلة حتى تسقط ألف ليلة وليلة على ما تؤول إليه مصر سياسيًا، وستغدو انتهازيًا تكره غصونك الممتدة عبثًا من عائلة تزرع لك العراقيل. وستستمع بمجالس النميمة، كما ستقنن الواسطة خوفًا على سمعتك بأواخر السيرة. - بلغة أنيقة، تمزج بين طبقاتها السردية ونظيرتها المكانية، حيث استعرض الكاتب عالم السيدة زينب وشخوصة بطبقة من اللغة المطعمة ببعض الكلمات والأمثال العامية، بينما طور بلغته الأنيقة الحياة الموازية لحسن وأمينة، كأنه يعلمك بأن لكل منطقة معجمها الخاص، سردًا كان أم حوارًا، وميزان الجودة هو المعايشة المخلصة والخيال المروض. - تؤرخ الرواية لحكام مصر، بداية من الملكية وحتى الجمهورية؛ بين مآلات الديموقراطية والحكم السيادي. برموز ذكية وتعرية حميمة للمجتمع المصري في غالبية طبقاته وتنوعاتها. - استعرض الكاتب حكايته عبر سردٍ متعدد ومتداخل بين شخصيات حقيقية أقرب ممن تبصرهم من شرفة منزلك، بسلاسة رائعة ودون فواصل تمهد الشخصية صاحبة التتابع السردي التالي، وكأنك تجمع المعلومات عن تلك الشخصيات من دفاتر وصور وحكايات شعبية وأخرى متخيلة، تمامًا كما ستكتشف بنهاية الملحمة. - استخدم الكاتب بناءًا دراميًا ذكيًا، يحكي الحكاية عبر أهم 28 يومًا أو 28 حدث طرأ على هؤلاء الشخصيات، وما آلت بهم أفكارهم وروحهم المتمردة. - ستدهشك التفاصيل، ستنبهر بعوالم كل شخصية ومدى غرابة طرائق حياتهم وقرارتهم ومصيرهم، وكأنها اعترافات لم يقم محمد إلا بتدوينها من ألسنتهم. الخلاصة: تلك الرواية اختيار موفق من لجنة قراءة معنية بما هية النشر، طرحت لنا من غربالهم اصدارات غاية في التميز وبراعة الانتقاء، وعليه تحمست لقراءة تلك الرواية الضخمة، وكانت في وتيرة احداثها اشبه بقراءة نوفيلا من خمسين صفحة، حيث أنهيتها في ستة أيام فقط. رواية مصممة لتكون صالحة للجميع، وقلم محمد عبد الجواد سيعيش كثيرًا بتلك الرواية كما سابق أعماله وضرره المخبأة الآن في مخيلته الألمعية ورهافة تماهيه مع الشخوص.
لم تكن الرواية عن أموات بالمعنى الحرفي. كانوا أحياء، لكنهم عاشوا وكأنهم في جنازة ممتدة.
قرأتُ “الواقع� الخاصة بأموات أهله� لمحمد عبد الجواد كما أقرأ الروايات التي تعرف مكانها: القاهرة، السيدة زينب، شوارع السياسة والتعليم، وشقق لا يُقفل بابها جيدًا. رواية طويلة، نعم، لكنّ طولها يشبه سير الحياة: الأيام تتتابع، الوجوه تتغير، والصمت بين الأخوة يطول.
عائلة “الرز� التي تتوزع على خمسة أجيال، ليست عائلة نادرة، ولا تحمل سرًّا خارقًا. لكنها مكتوبة بصدق، بحسّ فني يرى في التكرار الدرامي ما لا نراه. الجدّ العسكري، الابن الذي فتح محل شيبسي بدل أن يُدرّس، البنت التي لم تُولد للأرض بل كانت ملاكًا كما قالت أمها� هذه التفاصيل ليست للزينة، بل هي ما تصنع العائلة.
أعرف حسين الرز، رأيته من قبل. ليس بالاسم، بل بالشبه. هو ابن الجيل اللي ما اتربّاش على يد أحد. بحث طول عمره عن حضن، فاستعاض عنه بعيون النساء. رجل يعيش في خياله، أناني، لكنه لا يعرف أنه يؤذي. لمبة صباح، التي دخلت حياته طفلة، خرجت منه مكسورة. لكنه لم يكن شريرًا، فقط لم يعرف كيف يكون إنسانًا كاملًا.
أخته أمينة، صورة معكوسة له. قوية، سياسية، عاملة، لا تحتاج أحدًا. لكنها في النهاية، في مشهد هادئ ومتأخر، تنهار من الداخل. هي أيضًا لم تُحَب، لم تُمسك يد أحد، ولم تنتظر. وهذا كان أثقل ما تحمله: أنها اعتادت الوحدة حتى ظنّت أنها خيار.
در الشهوار، البنت التي أرادت أن تكون كل شيء، كانت تمشي على الحافة. سياسية، متمردة، ذكية، لكنها أمّ غائبة. تركت ابنها “سيف� يكبر وحده، يشبه جيلًا كاملًا اتولد بعد الثورة وما لقاش البلد اللي وعدته بيها.
سيف الدين، الشاعر، الغائب، التائه، هو خلاصة الرواية. شاب لا يعرف ماذا يريد، لكنه يعرف ماذا خسر. يمثّل جيلًا ضائعًا، حاول أن ينجو، فلم يجد شاطئًا. وفي دهب، لم يبدأ حياة جديدة، بل ارتاح مؤقتًا من الأسئلة.
عبد الجواد كتب الرواية كمن يفتح أدراج بيتٍ قديم. لا يستعجل، لا يُجمّل، لا يختصر الحكاية لتناسب القارئ. كتب كل شخصية بخلفيتها، حتى لو لم تكن مهمة، حتى لو لم تظهر كثيرًا. وكأن الشخصيات تطلّ من شبابيك الشارع، لا من قلب الرواية.
الرسومات اختيار موفق، إذ أنها ليست توضيحية، بل امتداد للكتابة. كولاج سيف الدين، تحديدًا، كان أبلغ مما قيل عنه. تشظّيه، تخبّطه، لعنته� كلّها موجودة في الصورة، دون كلمة. لله هذا الـ"علاء تامر" وكيف يرسم بما ينفذ في روح شخصياته ومن يشاهد رسوماته في آن.
الرواية لا تَعد بشيء، لكنها تُخبرنا كثيرًا. عن الحياة حين تبقى معلّقة، وعن العائلات التي لا تتعافى، وعن الحبّ الذي لا يأتي، وعن آخرين يعيشون كما لو أنهم لم يولدوا أصلًا.
لقد كتب محمد عبد الجواد عملًا صادقًا، بلا فذلكة، بلا استعراض. وربما لهذا السبب، ستبقى روايته حيّة، لأنّها لم تحاول أن تُدهش قارئها، بل فقط أن تُشبهه. ولهذا، ستكثر مواعيدي معه وستطول.
حسب ما درست الرواية هي المقدمة والوسط والنهاية البداية أول ١٠٠ صفحة كانت قوية جدا و بدأت اندمج مع عائلة الرز وأقول دايما في ابن في كل عيلة مختلف وعلي رأي المثل العيلة اللي مفيهاش صايع حقها ضايع ... بعدها بدأت أمل لأن مفيش أحداث ممكن تعتبرها تاريخ عائلة عاصرت نكسة الثوار الأحرار و السادات و مبارك لحد يومنا ده ... أكتر حاجة قفلتني الألفاظ البذيئة .. كتر تكرار كتاب ألف ليلة وليلة فوق الوصف ... تكرار حادثة فتاة الحمام مع كل شخصية من الرواية حاجات كده مالهاش لازمة في المجمل ٢.٥ مجهود محترم للتتبع الفترة دي من سقوط الملكية ... الرسومات و خلط صور كأنها حياة حسين الرز مع أنه في خيالي أقرب للفاجومي تمت ...
دي أول مرة أقرأ للكاتب، ومن خلال هذا العمل، وجدت كاتبًا مفضلًا جديدًا، ليس فقط بسبب الحكاية المتقنة، بل لأنه منحني تجربة غنية ومتماسكة، حيث تشابكت الأجيال والتاريخ والسياسة والإنسان في نسيج واحد. شكرًا على هذه الرحلة الأدبية..