تُعتبر حُروب مانعي الزكّاة من أهمّ المراحل التاريخية في الإسلام؛ فقد كشفت عن التوجّه العام للسلطة الدينية للإسلام المبكّر، وبيّنت أنّ "حروب الردّة" كانت دوافعها سياسية واقتصادية بامتياز. لقد كانت "الردّة" شكلا من أشكال الرفض للسياسة الاقتصادية التي اتبعها أبو بكر الصديق لإجبار القبائل المرتدّة على دفع الزكاة تحت غطاء التكفير والخروج عن الدين. والمتتبع لحركات الارتداد من الشرق إلى الغرب الإسلاميين يجد أنّ الارتداد قد رافق الإسلام من الوحي إلى الأندلس بطرق مختلفة باختلاف الواقع الجغراسياسي والفكري للمرتدّين؛ رغم أنّ "الردة" ما تزال تتشكّل في عدّة صور وتُتخذ مطية لتحديد الانتماء الفكري للفرد. وعلى هذا الأساس تشكلّت خطابات متعدّدة؛ الخطاب الديني المرتبط بالنص من جهة، والخطاب الفكري الداعي إلى مواكبة العلوم الإنسانية والنهل منها بما يوازن بين الماضي والحاضر من جهة ثانية
محاولة متواضعة لفهم أبعاد حروب الردة إلا أنها تنقصها -كثيراً- الدقة التاريخية، كان ذلك واضحاً من مصادر المؤلفة غير المنضبطة وكأنها تبحث عن أي نص -حديث أو قديم- يخدم فكرتها لتحشره كدليل قاطع... أحياناً لم استطع التفرقة بين كلامها وكلام من تنقل عنهم.