لأن في اليقين ما يستحق الحياه لأجله . وانا متعب وكتفي ابره تجرح ارجل الفراشات فتطير . والجسر اضعف من أن يحتمل هذا الكم الهائل من الوقت الذي يمرق . ككل الأشياء الجميلة التي تحدث بشكل عفوي وطاريء خارج توقعات الوقت . هل رأيت امرأه قبلك تصير خنجرا حلوا ورجلا مثلي يستحيل من شده الحب خاصرة . كل صباح اقترف حضوري نا واطمئن إلى أنني ما عدت ناك . انا احبك فوق اكتمالي ولو افتقدت كلي في الغياب بعدك ما استغربت . لو كنت غابة في غيابك لاحترقت . انا لست انا من فرط ما حاولت ان اكون انت . وماذا يفعل الغريب في ليل الاعياد يشتري واجهات محلات مضاءه وشوارع مزدحمه ومعطفاً بلون العتمة واقداما لا تتعب وأسئلة . بائس مثل حذاء قديم على مقعد في حديقة . أبواب المسرح موصده في وجه الفرار
. كيف انتصر للحياة داخلي . مميز بين ثلاث وأربع نجوم
كتابة المغٌيرة الهويدي بقدر ما اتخذت لها سمات تعبيرية ووظيفية خاصة لها طابع مميز أضحى علامة من العلامات البارزة في المشهد الأدبي السوري الحديث. بقدر ما هي تتسم بإيحائيات تعبيرية ساخرة من خلال رصد مواقف حياتية ولحظات هاربة، تبرز شعرية الرؤية للأشياء والوطن، فالانتقاد يمرر بسخرية هادئة على الرغم من مرارة الواقع. "تقول الجغرافية: إنك سوريّ، وإن جدَّك كان عراقياً من عرب عاربة... تقول الجغرافية: إن وطنك يحدّه من الغرب البحر المتوسط، وإن شرقَ القلب بلاد فارس. وإنّك إن بسطتَ يدك قليلاً فوق خارطة البلاد طالت أصابعكَ كروم الجليل! تقول الجغرافية: إنّ البلادَ علمٌ وأهازيجٌ ورائحةُ قهوتها، وإنّ دمشق حارسة ظلال الياسمين عند أبوابها العتيقة! تقول الجغرافية: إنك ابنُ أرضك، ابن هوائك، ابن ماء فراتك السوري (...)".
إن الشعرية لم تكن السمة الوحيدة والمميزة لنصوص المجموعة بل اتخذت لها أشكال وصلت حد الغموض والتكثيف ما جعلها تتسم بجرأة على مستوى الكتابة بدنوها كثيراً من المحظور ومقاربته، بل يمكن القول أنها فعلت عن عمد وهي تساهم في تشكيله من خلال التشكيل البصري أو التوظيف والتضمين لتفاصيل لحظات آنية أو مترسبة في الذاكرة، هي لحظات تنطوي على الألم والفقد والغياب، ومسيرة تتخللها لحظات وجع وشرود وجنون ومغامرات. "سيدتي! مطعونٌ بكِ/ وجعي الجميلُ يغنّي/ والجراحُ الماضيات صدى كورالٍ طفوليّ/ وهذا النزفُ جنوني القاني/ مطعونٌ بكِ/ ودمعي أغنيّة في خاطرِ الساهرة يا ساحرة! هل رأيتِ امرأةً قبلك تصير خنجراً حلواً؟ / ورجلاً مثلي/ يستحيل من شدّة الحبّ خاصرة!".
تضم المجموعة قصائد شعرية ونصوص نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: 1- في الوحدة وعن... ، 2- رؤى محنطة، 3- والأمِّ، 4- الحب لا يغادر البلاد، 5- في مديح جسدها، 6- دمشق الهامش والمتن، 7- وطن وعلم ومقبرة "حفر على الزنك"، 8- الحرب لا تقول الحقيقة كاملة، 9- أوراق على طاولة مواطن مفقود.
لست قارئا جيدا للشعر الحديث ولا أعرف أدوات التعامل معه، لذلك عندما بدأت بتصفح هذا الديوان قررت أن لا اقرأه إنما أحس به واستشعره .. وندمت. حاولت قدر المستطاع التجرد من كوني أعرف الكاتب معرفة شخصية، وجعلت تعاملي مباشرة مع النص، ماذا يريد أن يقول؟ هو لا يقول شيئا إنما ينزف، إنسان أصبح لا يملك شيئا بالحياة إلا الشعر، فكتب الشعر كي يعبّر عن اللا شيء الذي يملكه، الوطن؟ الحب؟ الذكريات؟ الذات؟ الإيمان؟ كل ذلك ذاب بين حقيقتي الحرب والغربة، الحروف حادة جدًا، جارحة، كلما حاولت الصراخ أكثر صارت مبحوحة أكثر، الكلمات أضيق بكثير من الألم، لا تتسع له، لكن رغم ذلك كانت مشبعة به حد الانفجار. رغم ضخ العواطف الصادقة التي فاض بها الديوان، إلا أنني شعرت أن هذه الحالة الشعرية كانت متأرجحة بين الصمت والبوح، كمن يريد أن يبكي لكن يخشى أن ترى والدته دمعته ... آلمتني كثيرًا هذه الحروف، قد تبدو في ظاهرها أنها تعكس عذاب ومعاناة فرد، لكن بمجرد تفعيل الوعي ورؤية هذه الحالة الإنسانية من زاوية أعمق، ستشعر أنك شريك بهذا العذاب .. هل أتعذب معه؟ هل أعذبه؟ لا أدري .. لكني متيقن أننا كلنا نشترك بهذه المعاناة سواء أدركنا ذلك أم لا
ثمّة دواوين لا تستطيع الكتابة عنها، إذ تأخذ بيدك إلى الداخل، داخلك، لا شي ترغب بمشاركته مع الآخرين، أو تشعر بلا جدوى المشاركة، أتحدّث ها نا عن همّك الشخصيّ الذي تبتلعه، واعيًا، فيقف في حلقك كشوك السّمك!
بين طيّاتِ الكتاب ستسمع صوت (الرّقِّيات)* الحاد الـ يشبه صوتَ جزّ العشب، وسترى أشياءك تسرق بعين المُحايد، إذ تستفزّك النّصوص للقيام بشيء ما، لا تعرف ماهيّته، المهم أن لا تظلّ جالسًا .. وبناءً عليه .. اكملتُ قراءة الديوان ماشيًا، ولكي لا أشعر بالضّيق، خرجتُ إلى الشارع.
البخار نا صادرٌ عن الحب في أفواه الصّغار على زجاج الحافلات، وصوتُ المزاريب، البرد .. عليك أن تستخدم معطفًا لتكمل قراءة بعض النّصوص!
وبات من العاديّ أن يُسأل السّوريّ في الغربة هذه الأيام عن حال أهله، وباتَ من العاديّ أكثر أن يجيب بعاديّةٍ تامّة، ولكنّ المغيرة نا، يرسم لك في الهواء كائنًا ما، يفتقد للشّكل والمسمّى، ومن نا تفتحُ بوّابة الرّعب في وجهك، إذ جرت العادة أن تسمّى الأشياء ليستأنس بها البشر حتّى وإن كانت وحوشًا، أما نا، فلا مسمّيات للمجهول، القادم من سمّاعة الهاتف، ومن صوت البراميل فوق البيوت، ومن نشرات الأخبار العاجلة، أهلي؟ هل هم في أمان؟ ثمّة شيء أكثر إلحاحًا .. تخيّل ما قد يكون وقد لا يكون.
المغيرة الهويدي/ شاعرٌ يكتظُّ بالمتناقضات، أقصد المتناقضات قبل قراءتك لمجموعته، أما بعد القراءة فثمّة مسمّيات جديدة للأشياء. __________________________________ *الرّقيات: نساء مدينة الرّقة السوريّة
" دمشق الهامش والمتن " جميل ما كتب المغيرة في هذا الديوان لولا أن الدين دخل ببعض النصوص هذا الجزء الذي لا أحبذه في قرأتي الله أكبر من أن يدخل في نص شعري مبتذل أكبر من كل تلك الهوامش والصور التي يتخذها الكاتب جزءً من قصيدته كي تأخذ شكلاً استثنائياً يليقئ بقارئ لاتعنيه كل تلك المعتقدات
يحدثُ أن يكون النسيان قراراّ وأهون النسيان التلاشي في العتمة. —ĔĔēēĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ� في صمتي كلّ صباحٍ أمام الحياة إذ تسير بي يوماً آخر نحو غيابك أيها العابر في داخلي ولا تعرف السر! —ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ� والحبّ دقيقةُ التوديع غصّة نسيانُ الحماقات الكبيرة جَمْعُ التناقضات المزعجةِ فيك تنافُر عاداتنا في الطعام اختلافنا على محبّة شخص ما. —ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ�- المغيرة الهويدي شاعرٌ ذكي ومميز!
. كلما أوغلت في الحب ازددت قسوة وسهل كسري * كلما أوغلت في الأيام ازددت ضعفاً وخانتني التجارب وفي كل يوم يمضي أصبح هشاً وجميلاً .. كالنوار فجراً وكلما أوغلت في الحب صرت شفافاُ .. زجاجاً ملوناً يحلم بنافذة كنيسة وشمس خريفية وصار قلبي خبزاً وقطعتي جبن ودفاتر مدرسية وكلما تقدمت في العمر خانتني التجارب وامتلاً القلب بكل شهي وجميل ...
* ثم تنسى .. وكأنك ما كنت يوماً على قارعة الطريق .. ثم تُنسى !
* هذه الأيام مثل خزانة الأيام .. كان جديداً وكنت سعيداً وكنت أنتظر الصباح للأرتديه لأمضي إلى مصادفة متقنة وكنت .. لكن القمصان تشابهت علي
* أجمل سفينتي فوق رأسي .. أرفعها كي تنجو من هلاك الطوفان يا رب السفينة .. ألم تقل لي : اصنع الفلك؟ صنعته، ومر الرفاق يتغامزون .. رموني بالحجارة حاولوا كسري وكسر ألواح الخشب أحدثوا في القلب ثقباً، قالوا إنني مجنون أنقذ السفينة يا رب .. أنقذها كي لا يشمت البحر والرفاق
* وفي القلب ما يكفي من الماء كي أغرق الآن دون أن يلحظني قلق الآخرين كي أغرق الآن في العتمة الزرقاء وحدي بصمت وسلام
تقول النهايات السعيدة، أن الغريب سيعود، وأن المنتظر سيجد ما ينتظر، وان الحرب كابوس لا أكثر، يبدده نور الصباح، حين يطلع. تقول النهايات السعيدة بأن الحب باق، وأن براءة الطفولة في الأعماق باقية.. لكن.. أين يمكننا أن نجد مثل تلك النهايات؟ في الشعر، وفي الحلم.
لم أتصور بأني سأنتهي من هذا الكتاب في خلال يومين. عادةً الكتب الشعرية أقرأها بشكل متقطع، لكن في هذا الكتاب تغيرت المعادلة لغة السرد المؤلمة هو ما جعلني أن أواصل في قراءته.. هذا الكتاب عبارة عن نزف مشوب بسخرية لاذعة و عن ألم الغربة واشتياق للوطن..عن الأم التي تنتظر أن يعود ابنها سالماً لها عن شامة الدنيا التي فقدت أولادها وعن البيت الدمقشي الذي هُجر من أصحابه.. كُلنا لدينا أمل بأن الأبن سيعود إلى أمه..إلى حبيبته..وإلى كل من فقدوه // الحب لايغادرنا يا مغيرة بل يسكن فينا كتاب خرج من القلب ليقرأه القارئ من أعماق قلبه
لست ممن تعجبه الكتابة الصريحة في الحب أو الحرب، الحب لايغادر البلاد كتب عنهما معاً بقلم يلمس شغاف الروح دون أن يمزقها ،يصل إليك كنور خافت جدا ثم ينفجر دون أن تسمع دوياً، يلتقط تفاصيل الحياة والموت يضعهما في سلة واحدة يذهب بهما معاً لبائع الحلوى أو المقبرة لافرق في الأماكن ، فأنت الفارق أبدا.
أوغلت في الحب ازددت قسوة وسهل كسري كلما أوغلت في الأيام ازددت ضعفاً وخانتني التجارب وفي كل يوم يمضي أصبح هشاً وجميلاً .. كالنوار فجراً وكلما أوغلت في الحب صرت شفافاُ .. زجاجاً ملوناً يحلم بنافذة كنيسة وشمس خريفية وصار قلبي خبزاً وقطعتي جبن ودفاتر مدرسية وكلما تقدمت في العمر خانتني التجارب وامتلاً القلب بكل شهي وجميل
مميّز، مميّز، مميّز وفريد!! نادرة هي المرّات الّتي لا أجد فيها القوافي السّهلةَ عبئًا على نثرٍ يداعبُ الوزنَ، كما في قسمٍ كبيرٍ من هذه المجموعة. وأزعم في رأيي الشّخصيّ أنَّ النّصَّ الحداثيَّ الذّكيَّ هو الّذي يقنعك أنّه لم يكن ممكنًا استبدالُ أيِّ مفردةٍ فيهِ بأخرى، وهذا ما كان. شكرًا للمغيرة على هذه الرّحلة اللّذيذة في بهجتها وألمها، لن تُنسى بسهولة..
لم يرزقني هذا الكتاب غير بعض الحقائق والكثير من الشتات ”ان� الطين الذي لايحارب الطين مما أخاف؟ ولستُ ألاحق الريح حتى ترضى السماء� انا التي في كل يوم اشعر بأن كل مافيي يبكي حُبا للسماء حين قراءة هذا النص شعرت بأن في الحب لايتوجب أن اكون معدوما لأرضاء الذي أُحب، علي المعاكسه لذلك أنا لا ألآحق الريح.
كتابتك الجميلة شكلاً و مضموناً أيها الشاعر تمنحني يقيناً أن البلاد لازال فيها خير ، شكراً لك ، لكل هذا الإبداع...لكل هذا الإيمان بأن ((الحب لا يغادر البلاد...)).