إننا أمام كاتب يمتلك موهبة حقيقية في كتابة القصة القصيرة· ليس البناء وحده ذكياً وإنما أيضاً الموضوع الذي تعكسه القصة· إغماض العينين ليس خياراً وجودياً بقدر ما هو إشارة إلى العجز الذي يعيشه الناس العاديون في العراق تجاه الجريمة التي تُرتكب بحق شعب لا يملك سوى القدرة على إغماض العينين·قصة إنسانية تعبّر عن فظاعة الظلام·· قصة عن جرح الروح·
فاضل العزاوي
رغبتُ، حال انتهائي من قراءة قصص المجموعة، أن أهاتف لؤي لأهتف بصوت ينزعُ لأن يَصِلَ التخوم الملتبسة الفاصلة للموت عن الحياة، أو لهذه الحياة السوداء عن ذاك الموت الأبيض: “أغم� عينيك·· فترى�!
أي “موت� هذا الذي يحتضن >حياتنا< بافتراس يقارب الشهوة! وأيُّ “حياة� هذه التي نفرت من ذاتها وصاحبها، لتلوذ بمساحات تأملُ أن يكون غموضها هو سرُّ راحتها!
“أغم� عينيك·· فترى�!
إلياس فركوح
لعله بين مجموعة من الكتاب العراقيين الذين ظهروا في العقدين الأخيرين، يمثّل قيمةً لافتةً في مسار الأدب العراقي خلال سنوات الحصار والعزلة عن العالم، فأعماله على قلّتها، تشير إلى ثبات في التقاليد الأدبية العراقية التي كانت دائماً على صلة بالأدب العالمي وتياراته الجديدة· إنه يمضي إلى تجارب تشير إلى كاتب تشغله العلاقة بين المادة المفكر بها قصصياً وبين تقنيتها· ومع أنه يولي المكان اهتماماً لافتاً، غير أن شخصياته تعبره مثل أطياف غير مستقرة، فهي تجسد التشظي والإمحاء، لا الثبات والوضوح··
الروائي لؤي حمزة عباس من مواليد البصرة ، دكتوراه آداب، ويعمل في التدريس الجامعي، واصدر اكثر من عشرة كتب من بينها أربع مجموعات قصصية وروايتان، وأربع كتب نقدية، وقد فاز بجوائز عديدة منها جائزة مجلة الأقلام القصصية للقصة القصيرة عامي 1992-1993، جائزة الدولة التشجيعية عام 1997 عن مجموعته على دراجة في الليل، وجائزة الإبداع القصصي في العراق لعام 2009.
مجموعة قصص كئيبة - من متوسطة الى عالية الكأبة - ممتعة احياناً و احيانا محزنة. اكو شغلات تبيّنلك شكد الكاتب يحب مدينته بكل تفاصيلها، تصرفات الاشخاص العاديين و الي نعاشرهم، لا ذوات و لا ناس زناگين ... اشخاص عاديين بقصص يمكن انت سامع بعضها من قريب او بعيد. الشط، البساتين، الرطوبة و السفن و الاسواق.. يروح بالتفاصيل حتى سوق السمج، اسماء مناطق البصرة - ام الدجاج طلعت التميمية - و الخ... اسلوب الكتابة جميل جدا، مرات تتشابك عليك الامور و تخسر الطريق الي جاي تمشي بي الاحداث و ما تحس الا خلصت القصة و انت اطرش بالزفة، بس بالنهاية، مرات مو دائماً.
اغماض العينين.. اصدار سابع للقاص لؤي حمزة عباس، يجول بقصصه واحداثها ما بين يوميات واقع العراق المثقل بالمآسي، ويجمع فيها ما بين الحزن والعنف والقسوة في الزمن الفوضوي المعاصر، بجمل مكثفة وموحية، وبأسلوب متمكن ومركز... لكن غير ممتع البتة