إذا كانت حرارة الصيف تجعل الناس يخلدون إلى الدَّعة والكسل، يُحيون الليالي بالمُلهيات، ويتوافدون على وجهات الاصطياف؛ فإن الشتاء ببرودته وتجهُّمه هو موسم للعمل والمُتع المؤجَّلة. وتستمر بنا دورة الحياة من لغو الصيف إلى جِدِّ الشتاء، بينما نطالع في هذا الكتاب أحاديث الجِدِّ الممزوج بالدعابة حينًا، والخيال حينًا، والإفادة في معظم الأحيان. � «طه حسين» � وعبر عناوين وموضوعات متنوعة هي أبعد ما تكون عن اللغو واللهو � يأخذنا في رحلة نعاين فيها مواطن الشدة واللين في شخصية الفاروق عمر بن الخطاب، ونقف على أطلال طروادة، ونضع أيدينا على سرِّ الخيال العاقل، وأسرار الحب والفن، نتأمَّل واقعنا الاجتماعيَّ ونبتكر الحلول الممكنة للارتقاء به، نُبصر أنفسنا في مرآة الحاضر تارة وفي مرايا الماضي تارة أخرى لنكتشف وجهنا الحقيقي، ونعيش الانسجام مع ما حققناه وما نرنو إليه
طه حسين عميد الأدب العربي هو أديب ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه، بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم.
كان لطه حسين أفكار جديدة متميزة فطالما دعا إلى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد، والتحرير، والتغيير، والاطلاع على ثقافات جديدة مما أدخله في معارضات شديدة مع محبي الأفكار التقليدية، وكانت من أفكاره أيضاً دعوته للحفاظ على الثقافة الإسلامية العربية مع الاعتماد على الوسائل الغربية في التفكير.
شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب، ولقد تم فصله من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها.
وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل على العلم دون حصره على الأغنياء فقط " وأن العلم كالماء، والهواء حق لكل إنسان"، وهو ما قد كان بالفعل فلقد تحققت مجانية التعليم بالفعل على يديه وأصبح يستفاد منها أبناء الشعب المصري جميعاً، كما قام بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس ابتدائية، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية، وتحويل عدد من المدارس العليا إلى كليات جامعية مثل المدرسة العليا للطب، والزراعة، وغيرهم.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلى النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح على ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية.
لغو الصيف وجد الشتاء طه حسين ليس هناك أبعد من اللغو حديث يكتبه الأديب طه حسين ، فحسه الأديب بعيد كل البعد عن اللغو وقريب كل القرب للجد من الحديث وإذا ما وصف حديث الصيف باللغو فإنه يشير الى هذا اللغو من الحديث في الأدب ، كل هذا الحديث عبارة عن مقالات نشرهاالاديب عن الأدب والاُدباء والمثقفين أبتدأها بحديث شيق مع صديقته حينما يلتقيان على ضفاف النهر حيث الورد والقرنفل ، ويكون الصمت كلاما والكلام صمت ، حديث عن شيوخ الأدب والإنتاج الرفيع ، ثم لقاء آخر على الساحل والحديث مستمر عن الحالة الأدبية في مصر وبعدها اللقاء الأكثر اثارة لقائهما في فرنسا ونقل الحالة الأدبية والثقافية الى هناك ورصدها في الصحف الفرنسية ، التي تحتفي بشعراء مصر كأحمد شوقي أكثر من احتفاء مصر به . وتتنوع المقالات بين رصد حالة الثقافة والمثقفين ورصد المقالات حين حلل مقال لأحمد أمين عن مشروع فن السرور وكيف ان هذا الفن يحتاج الى رعاية من وزارة الشئون الاجتماعية ، مقالات جميلة تأخذ التصاوير فيها خيالك حيث هو يتحدث فلا تجد نفسك الا في حضن هذا الأدب الرفيع كما يمارسه طه حسين .
"أروع ما تلقاه في شخصية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من الخصال هذه الفكرة التي كونها لنفسه عن الخلافة منذ ولي الخلافة إلى أن مات، وقد صورها تصويراً رائعاً بايجازه ودقته وصراحته العنيفة حين خطب الناس لأول مرة بعد البيعة، فقال: (أيها الناس إنكم قد ابتليتم بي وابتليت بكم) فالخلافة عند عمر امتحان للخليفة وللرعية معاً .. كلاهما مُمتحن بصاحبه، وكلاهما خليق أن يحتمل المحنة ثابتاً لها صابراً عليها"
الكتاب عبارة عن سبعة مقالات نشرت في مجلة الرسالة عام ١٩٣٢ ، لا تستحق القاراءة و لا اعادة النشر ، و لا حتى طبع اسم المفكر الكبير د.طه حسين عليها . قد تكون جديرة بالنشر في وقتها .
انتهى الصيف فى أيامنا هذه بكل ما فيه من سأم وضجر ، وانتهيت أيضا من لغو طه حسين فى صيفه ! الكتاب عباره عن مقالات مجمعه وإنى لأجد ميلا لهذا النوع من الكتابات ، فكثيرا ما تكون هذه المقالات شاهده على العصر الذى كتبت فيه . وفى هذا الكتاب يتكلم طه فى مقالات اجتماعيه فى كل حال ، ابتدأها بتلك القصه بين أديبه وصديقته الأديبه يتناقشوا فى محتلف مواضيع الأدب وقد كان لهذه القصه الحظ الأعظم من الكتاب وحتى تتوافق مع اسم الكتاب فقد كان بطلها يتكلف كثيرا من اللغو والسخف ! ولم أشهد جديه فى المقالات ولا متعه الا فى الجزء الأخير من الكتاب ولكن يأبى طه حسين إلا أن يتم لغوه فى هذا الصيف بآخر مقال ليؤكد على اسم الكتاب . على كل تجربه لذيذه استمتعت فيها ببعض طه حسين سئمت فيها بم تكلفه طه حسين من لغو !
مجموعة من المقالات معظمها لم ينل إعجابي أو حتى اهتمامي.. واحدة من تلك الكتب التي ينشرها الكاتب عندما يدخل في تلك المرحلة التي تجعله يظن أن كل ما يكتبه حتى لو على ورقة في مفكرة هو بالضرورة شيء يستحق النشر!
المقال الوحيد الذي أثار اهتمامي هو المقالة التي يتحدث فيها الدكتور عن دور الإعلان و الدعاية.. و في الحقيقة فكان الدكتور يقصد بهاتين الكلمتين "الإعلام" في التأثير على الوعي المجتمعي.. اقتطف جزءا منها هنا.. "ذلك أن الإعلان يفقد قيمته كلها إذا اعتمد على العقل .. فالإعلان الذي لا يقول إلا حقا لا وجود له.. ولا يمكن أن يوجد.. ولا ينبغي ان يوجد.. لأنه لو وجد لما حفل به أحد ولا أقبل عليه أحد ولا أذعن لسلطانه أحد" فالعميد ينتقد تأثير الإعلام في توجيه الناس وجهةمعينة باستخدام التأثير على عواطفهم.. فهو لا يحاول مخاطبه عقولهم.. و إذا ما حاول فإنه في الأغلب سيفشل لأن الإعلام يخاطب قطاعا عريضا من الناس و هذا القطاع يختلف في القدرات العقلية.. لكن الجميع يشترك في التأثير النفسي.. نلاحظ أن هذا الكلام يقوله الدكتور بعد "انتشار الراديو"!!!!! لا أعلم ماذا سيكون رأي الدكتور إذا ما عاش حتى الألفية الجديدة ليري انتشار الفضائيات و الانترنت!
ما اسميها تلك الحظة التي تد نفسك في مواجهه بعض قصصات لا اكثر من بعض المقالات التي لا ترتبط ببعضها ولا علاقة لها بما بُني عليه العنواو "لنقل ان للعنوان معنى" ، اشتريته على امل ان اجد فيه كلام اكثر عن هدفي عن عمر بن الخطاب وليس بعض احاديث وخواطر ل طه حسين جمعت على امل ان تسمى كتاب . من غضبي اكتب و من خيبة ظني واملي .. عذرا طه حسين لم تكن عند حسن ظني تلك المره لنأمل ان تفعل في المره القادمه.
انهيت منذ قليل كتابي الثاني لطه حسين وحزنت لم احزن لان كتب طه حسين لا تحمل من الادب سمو الفن الادبي الراقي بل حزنت بسبب عدم اصطدامنا بأسلوب الفن الراقي هذا في مراحل حياتنا التعليميه لقد درسنا كتاب الايام في المدرسه حفظناه ونسيناه لاننا لم نشعر به بل لقنونا اياه لنعبر من مرحله تعليميه الي اخري دون هويه او ادراك لاي شئ مما ندرس لغو الصيف كتاب اكثر من ان يكون جيد بل هو ممتاز علي كل الاصعده الكتاب يبدأ من رحلة نقاهه قرر طه حسين ان يأخذها ثم يمر بنا في عقله وهو العالم الثقافي الرحب لمثقف كفيف لا يعرف الكلل من الكتابه او الملل منه لغو اي الحديث الغير مجدي الذي لا يصل الي اي نقطه معينه فاذا كان لغو طه حسين بتلك البراعه فماذا عن كتابته المنظمه اتشوق للقرائه اكثر واكثر لادبه لكن كل ما يعريني في تلك المسأله هو استخدام طه حسين للشعر الجاهلي للتعبير عن احساساته داخل الكتاب والمتمثل في الفصل الاخير الذي يتحدث عن الحب وما شد انتباهي انه يمتاز بقلم حر قوي يقول رأيه دون خوف فمثلا في مسألة طباع اهل الريف يتحدث في الكتاب في صدد الحرب التي كانت تدور في البلاد لم يتعجب طه حسين من فرح اهل الريف بالعيد فوصفهم بأن السذاجه وصفاء قلبهم الذي يجعلهم من شقائهم في حياتهم البائسه يأمرون بالبهجه في العيد كما يأمرون بالشقاء والحزن واما في مسألة الاعلام والاعلان يتحدث طه حسين في صدد انشاء وزارة الشئون الاجتماعيه انها لم تأخذ الوقت الازم والجيد للدراسه للتخطيط عن اعمالها لتعرف النهج الصحيح الذي يجب ان تسير فيه بل انصرفت عن هذا بأنشاء اعلانات لها تعطي طابع البروباجاندا الغير مجديه التي لاتصل الي حلول بل توهم الجمع بأنها تعمل ولكنها في الحقيقه لاتعمل وقد انتقد الاعلان عموما في قوله ان الاعلان يخلق طابع ثالث للحكم علي الاشياء وهو طابع مغاير يعتمد علي صرف رئوس الاموال علي اي سلعهلرواجها حتي لو لم تكن تستحق وذكر موقف معي صديقه الفرنسي عندما نصحه بأن يوزع كتبه علي اكثر من دار اعلانات مجانأ فقط لينشروها له كدعايه فأصبح العلم في الكتب ينادي علي نفسه وليس من طالبه يناديه ويرغب في الوصول أليه وفي مسأله الكتابه فقد ادهشني استخدامه في فصلين كاملين علي اسلوبين مختلفين لسلسله متتاليه من الاحداث مره وصف مشاعره الداخليه بأنها قرين يحدثه ومره وصفها بأنها هدهد يكلمه في الاولي استخدم اسلوب الراوي المباشر وفي الثانيه اسلوب الراوي العليم واكتشفت ايضا انه يحب الشتاء كأغلب المفكرين ويري في الصيف مضيعه للوقت والجهد وتعجبت من عدم اتصال الفصول معي بعضها البعض فالفصل الاول مثلا يتحدث عن الفاروق اللين القوي تحدث عن سيره عمر يربط بين اللين والقوه كل له ميعاده ومكانه وتحدث عن زيد اخو عمر الذي ابي ان يعبد الاصنام وانتقل من عبادة الاصنام الي المسيحيه تاره واليهوديه تاره يتخبط في هذا وذاك وارجع قسوة عمر الي تربية ابوه الخطاب الذي كان قاسيا عليهم ثم بعدها ينتقل الي التحدث في مدرسه الازواج التي دعا لها قاسم امين كما دعا محمد علي الي انشاء مدرسه تحث علي العلم وكان في ذلك الامر ما اعجب طه حسين لانه يري ان نسبة الطلاق المرتفعه في المجتمعات الغربيه لم ينقصها قسوه القانون وارتفاع نسبه التعليم واحث علي ان لتقليل نسبة الطلاق يجب ان تنتشر الاخلاق والعلم وهو الحل الوحيد لتعليم المصريين كيف يعيشون حياه زوجيه سعيده يحترم فيها المرأه والرجل علي حد سواء وفي اختلاف الفصول من حيث المواضيع ما يعطي للعنوان معناه وقيمته وهو مفهوم اللغو عند طه حسين وهو ان يصب كل ما يشعر به في الورق دون ان يعني موضوع بحث واحد او ان يخطط لكتابت كتاب متسق الاركان فأذا كان هذا هو لغو العلماء والادباء فليتهم اذادونا اكثر من لغوهم لان لغو الحاضر هو لغو يعني معني الكلمه من كل الاركان
"في لغو الصيف" لـ طه حسين. اليوم ولساعات وربما أكثر وجتني مع "من لغو الصيف" وكأني طِفلٌ أينما مد بصره وجد الحلوى، وليست أي حلوى إنها بطعم التوت ولون السماء، وكأني أتعرف على الأبجدية لأول مرة، وكأني ألمس قاع الشعور لأول مرة، اليوم قرأت وأعدت قراءة الكثير من الصفحات لأكثر من مرة، كنت أُريدُ أن أرتوي، فما أرتويت، وما زادني الشرب إلا عطشاً، وما زادني القرب إلا شوقاً لكلماتٍ بهذه الخفة، وأفكارٍ بهذه الفرادة، وإحساسٍ بهذا العمق. أعلم أنها معادلة صعبة، إلا أنها تُنيخُ ركابها راضية جذلة عندما يتعلق الأمر بـ "طه حسين". في "من لغو الصيف" سيأخدك "طه حسين" في رحلة لطيفة خفيفة شبقة إلى عقله، يلجُ بك إلى أفكاره التي تَعُجُ بهموم الكاتب، وطموح القارئ، وتحديات الناقد، وجمال المحب، ولذة المعجب، وذاك الشعور الأول الذي مازلنا عبثاً نبعث عنه في كل مرة. كاتبٌ وكاتبة يتبادلان الآراء وأشياء أُخرى، معلم وتلميذ يتجاذبان الأسئلة وأشياء أخرى، ومقالات كتبها لمعالجة قضاياً مجتمعية وأشياء أخرى، وأنا من بين الكلمات والسطور أقف وقد طويت الوقت في كفي، فأي قيمة للوقت عندما أقرأ كتاباً يعقدُ معي صفقة ناجحة لهذه الدرجة. المجد للقراءة يا رفاق، المجد للعقول التي تقرأ، المجد للكلمات التي ترسم الأفكار، المجد للفكرة التي تحيا بعد أن نموت، المجد للأثر الذي تصنعه الفكرة، المجد لـ "طه حسين" الذي فعل بي كل هذا من خلال كتاب صغيرٍ اسمه "من لغو الصيف". وعلى هامش رحلتي في عقل "طه حسين" أخذ عقلي يتطفلُ ويعبث هنا وهناك دون جدوى، ومع ذلك ما كنت لأقدر على منعه وهو عقلي الذي أعرف فيه مافيه، فعندما يختار "طه حسين" أن يرسم أفكاره على هيئة حوارية بين كاتب وكاتبة لطيفة رشيقة لم أملك إلا أن أُحبها وأهيم إعجاباً بأرائها التي تجمع مابين القوة واللين، ألا يجعلك ذلك تفكر في "مي زيادة"، عقلي أو ربما قلبي يقول إن "مي زيادة" كما تخيلها "طه حسين" هي بطلة حوارات "من لغو الصيف". بقي أن أقول: زعم "طه حسين" أن هذا لغو الحديث ، أما أنا فوجدته عبق الحديث المُتزن مابين الإفادة والإمتاع، عدا بعض المآخذ التي وجدتُها في المقالة الأخيرة، وكأن "طه حسين" يذكرني أن لا شيء مطلقٌ من صنع البشر، ويؤكدُ علي أن أكون أنا أنا دون أن ذوب في أفكار كاتب أو باحث أو مفكر حتى وإن كان "طه حسين". ملاحظة: النسخة التي قرأتها من إصدار "دار العلم للملايين" وهي سيئة الطباعة والتغليف. . . عبير العتيبي ٩شعبان١٤٤ ١٤ أبريل٢٠١٩م
١٨٠ صفحة من سحر البيان، وطلاوة التعبير، ومن الأدب والفكر والتنوير. عشر مقالات مجمعة كتبت في الأربعينات أخذني فيها الدكتور طه حسين إلى وقتٍ ماضٍ وصراعات وقتٍ ماضٍ وأزمات وقتٍ ماضٍ. يتحدث فيها طه حسين ويعرض أفكاره، ويناقش وينتقد أشخاصاً ومواقف ومؤسساتٍ في ثقافة وشجاعة لا يخاف أحداً ولا شيئاً. والغريب كل الغرابة أن نجد معظم ما تحدث عنه الدكتور وصرخ به وحارب من أجل إصلاحه منذ أكثر من ٧٠ عاماً ما زلنا نعاني منه إلى يومنا هذا، وما زال من ينتقدون الدكتور حينها ويحاربونه ينتقده أمثالهم الآن ويسفهون منه ومن قيمة كتابته وأثره. بلا شك أن الدكتور طه حسين هو أهم شخصية أدبية وتنويرية في مصر في القرن العشرين.
على هامش الكلام: أود أن أضيف فقط ملحوظة هنا، أن الشكل القصصي الذي يعمد إليه طه حسين أحياناً في مقالاته، وحتى المقالات التي تشبه القصص القصيرة إلى حد كبير فيمكننا اعتبارها قصصاً قصيرة إذا شئنا، ولكن يجب أن نؤكد دائماً ألا نقيس هذه القصص على الشكل الحديث الناضج للقصة القصيرة، لأنها كانت شكلاً ريادياً أولياً للقصة القصيرة، وحلقة وصل بين الغرب وبين الشرق الذي لم يكن يعرف حينها عن القصة القصيرة شيئاً، ثانياً أنه نفسه لم يعتبر هذه النصوص قصصاً قصيرة كما نعرف القصة القصيرة الآن، وإنما كانت أحاديث كتبت على شكل الحكاية لتقريب المعنى وتبسيطه في حلة جميلة لا تخلو من روعة البيان والألفاظ، ولا من زخم الأفكار وعمقها.
طه حسين يملكأسلوب في الكتابة تكدا تجد له طعما في عقلك، فهو أسلوب ممتع، تقرأ له فلا تمل. الكتاب مقالات متفرقة في مناسبات عديدة كتبت في فترة زمنية بنت يومها، ورغم ذلك فالكتاب ممتع ويستحق القراءة
مقالات متفرقة تبدأ بقصة وتنتهي برغبة وحتى نصف الكتاب كان وكأن لم ترد ان ينتهي ثم اتت فصول الادب المصري وماعلى الحكومة المصرية وضعه حتى هان الكتاب واصبح لا يعني القارئ شيئًا على الوجه الصحيح
تمجيد الكتاب (حتى لا أطعن في كاتبه احتراما حتى ولو لم يكتب الكتاب نفسه) للغرب، فرنسا على وجه الخصوص، أنساني الجمال والمنفعة والأدب التي وجدتهم فيه؛ على كثرتهم.
وصلني صورة واضحة عنه وعن افكاره التنموية وساعده فى تكوين الافكار ومعرفة الفروقات بين الدول هو سفره برا .. ولما كان بيحاول يغير حاجه فى مصر كان بيقابله الاحباط من كل الناس المحيطين ومن الحكومة نفسها
طه حسين كان سابق عصرة بسنين كتير .. وبيقول تقريبا كل الكلام اللى قلناه من 5 سنين
اكتر ما شد انتباهي مقالاته عن وزارة الشؤؤن المعنوية :))) وقصة من لغو الصيف ومقاله عن الزواج
مقطتفات من الكتاب من لغو الصيف " ليتك لم تأمري وليتني لم اطع فمن صواب الناس مايكون خطأ ومن خطأ الناس مايكون صواب والمرء بخير ماعرف لنفسه قدرها ولم يعد بها حقها ولم يكلفها الحياة فى النجوم وقد خلقت لتحيا فى الأرض "
" انما الحياة الدنيا لعب ولهو فلنلعب ولنلهو ياصديقي القارىء العزيز ولنترك الجد لاصحاب الجد من الاوروبيين , ومن يدري ؟ لعلهم ان يكونو مخطئين فيما يصطنعون من جد , ولعلنا نكون مصيبيين فيما نصطنع من دعابة وهزل "
أعتقد أن الكتاب معبر تماما عن مضمونه.. مجرد "لغو".. مجموعة المقالات التي يتضمنها الكتاب لا تقدم جديدا عما قاله الدككتور في أي مجموعة مقالية أخرى.. عيوب المجموعة المقالية لا تزال مستمرة.. أنها مرتبطة زمنيا بالوقت الذي كتبت فيه.. فهى تبدو خارج العصر الآن. أجد أهم ما في الكتب هو تقبل الدكتور لفكرة الكتابة بالعامية وهو الذي يؤمن بشدة باللغة الفصحي.. لكنه في نفس الوقت يتفهم فكرة أن يكون الحديث بين عامة الشعب بلغة عامية في المسرحيات أو الروايات .. فليس من المنطقي أن يتحدث حرفي أمي بلغة فصحى رصينة مثلا.. لكن على الجانب الآخر الدكتور لا يسقط لمستنقع اللغة "الهابطة" .. لكنها يريد استخدام العامية بشكل راق و يعطي مثالا لهذا كتابات توفيق الحكيم..
في المجمل الكتاب لم يضف لي الكثير عن أفكار العميد أكثر مما عرفت مسبقا من كتاباته الأخرى..