قالت المؤلفة عن هذه التجربة: بدأت العمل في هذا الكتاب في أغسطس2011، وأتممت المهمة في بداية شهر ديسمبر 2012.
يرجع طول المدة إلى ما عانينا منه جمعيًا: أزمات متتالية تأكل الوقت والطاقة، فترات إحباط ومحاولات مستديمة للفهم، عدم القدرة على التركيز، ثم حاولت نشر الكتاب في عدة دور نشر لكن كل محاولاتي فشلت بالعربي الفصيح لأسباب عديدة ومتشابكة ومعقدة، لذلك فقد تأخر صدور الكتاب كثيرًا، إلا أنني عندما تسلمت البروفة النهائية وأعدت القراءة، تملكتني الدهشة كثيرً (أم قليلاً)، فالوضع لم يتغير بالرغم من اختلاف السياق السياسي. كل شئ كما هو: لا شئ يحدث ولا أحد يمر من هنا.
اعتبر هذا الكتاب تأريخا للثقافة و المثقفين في الفترة الممتدة ربما من التسعينات مرورا بالثورة و مركزة على ما بعد ثورة يناير حتى عام 2012 سنة كتابة اصدار الكتاب.
أعجبت بشدة بلغة الكاتبة د. شيرين ابو النجا البليغة و التي تدل على سعة اطلاعها و تواجدها على الأرض أيضا...
أشد ما ربطني بالكتاب أنه يتحدث عن وسط تلمسته مأخرا ... أحيانا بأشخاصه و أحيانا بظروفه و أو بسياساته و أخباره ... فقد أعجبني تعبير حسب ما أتذكره في الكتاب "أن الثورة أنتجت نوعا جديدا من الثقف الذي يبدأ يومه بكتابة الشعر و من ثم النزول للهتاف ضد النظام ثم الرجوع إلى اجتماع فرقته الفنية لينشدوا ضد النظام" لقد مسني بشدة ... لقد فعلنا ذلك بالحرف ...
انا لم اتعرف على د شيرين شخصيا من قبل و لكن لنا أصدقاء مشتركين .... و ظن ان اود أن اقترب أكثر من هذه الشخصية الشديدة الثقافة و الاستقامة في المواقف!
ربما أعطا لي كتابها انطباع انها شديدة الكره للاسلاميين و انها شديدة الارتباط بالحركات النسوية .... لا أدري ان كان هذا صحيحا .... و لكن لم يأثر ذلك على توصيل مشكلة الثقافة في مصر (او منظومة الثقافة) و التي تلعبها الدولة بشكل خاطئ في كل أمثلتها السابقة ....
لقد قربني الكتاب من المشكلات الحقيقية التي يواجهها المثقفين في مصر مما يجعلهم ف- في كثير من الاحيان - يعدلوا طروحاتهم لارضاء المشرع أو الجمهور أو حكام جائزة ... و الذي يقتل الابداع العفوي ...
اظن اني سأبحث للكاتبة على كتب أخرى ... فليس من العادة ان أقابل طرح جديد بهذه اللغة الفصيحة!