هذه هي أنسب وأكثر كلمة ووصف يمكننا أن نقولها ونحن نتحدث عن الأديب الجميل ياسين أحمد سعيد ..
فإذا كان تخصصه في الخيال العلمي ، كان ذكاؤه أكثر رقيا بلا شك .
مجموعة قصصية جميلة بالفعل ، إن كان يعيبها شيء فكثرة الأخطاء النحوية .. يمكن تجاهل الأمر ، فكلنا نكتب بأخطاء نحوية ، لكن المزعج فعلا أن المجموعة قد روجعت أصلا من قبل مراجع لغوي .. ما الذي راجعه الأستاذ في المجموعة بالضبط؟
هناك أيضا خلل في السرد ؛ فمن المفترض تمييز حوار الشخصيات عن كلام الراوي ، حتى يستطيع القارئ فهم النص .. أنا كقارئ تهت حقيقة في بعض الحوارات ، من الذي يتحدث الآن ؟
حسناً ، دعونا نتجاهل هذه النقطة ، ولنتعمق في قصص المجموعة .. إن في المجموعة خمس قصص ، لنتحدث عن كل قصة على حدا :
القصة الأولى / رعب الفيس بوك :
الفكرة جيدة وذكية ومبتكرة ، وهو أمر يثير الخوف فعلا أن يكون لك ظل يعرف عنك كل شيء .. يظهر لك ظلك هذا ليهددك .. هذا الظل هو أنت ، بطريقة إلكترونية طبعا !
أظهر الكاتب الفكرة جلية واضحة ممتعة ، غير أن القصة افتقدت إلى الحبكة القصصية ، لكن يمكن تجاوز هذه النقطة ، فجمال الفكرة يطغى على الحبكة في بعض الأحيان .
الثانية / ضد التنين :
فكرة وسرد رائعين ، ومعالجة قوية كذلك ، وتفسير جميل محبوك لظاهرةٍ أسمع بها لأول مرة ؛ مثلث التنين .
الثالثة / على حافة الضياع:
سأكون صادقاً ، لم تعجبني .. رغم أنها حائزة على جائزة نهاد شريف للخيال العلمي عام ٢٠١٣ .
نعم ، السرد جميل ، والأحداث مرتبة منسقة ، وحتى الأخطاء المطبعية والنحوية قليلة جدا .. لكن مع هذه النهاية التي لا تفسر شيئا ، انهارت القصة أمامي .. حتى مسألة انعكاس القطبين (التي فعلا لم أسمع بها من قبل) لم يتم شرحها بطريقة وافية .
الرابعة / القصة القصيرة (٧+١=١):
فكرة عبقرية ، لكنها تتطابق مع مراجعتي للقصة الأولى من حيث كونها لا تحوي على حبكة قصصية .
الخامسة / المقبرة :
قصة عادية جدا .. وبرأيي وهي ليست من أدب الخيال العلمي ، بل أدب الرعب .