مختارات من شذرات الشاعر البرتغالي، اختارها وقدمها ونقلها إلى العربية اسكندر حبش (منشورات الجمل)، وهي شذرات تتجول في الأدب والميتافيزيقا والفن والروح، أي في كل عوالم الكتابة لدى بيسوا. مجموعة من الأفكار المختصرة التي كان رماها صدفة على الأوراق (التي أصبحت كتبا في ما بعد) وبشكل متفرق، ما يتيح لنا في نهاية الأمر، أن نتعرف على ما يمكن تسميته الفكر الفلسفي لهذا الشاعر.
Fernando António Nogueira Pessoa was a poet and writer.
It is sometimes said that the four greatest Portuguese poets of modern times are Fernando Pessoa. The statement is possible since Pessoa, whose name means ‘person� in Portuguese, had three alter egos who wrote in styles completely different from his own. In fact Pessoa wrote under dozens of names, but Alberto Caeiro, Ricardo Reis and Álvaro de Campos were � their creator claimed � full-fledged individuals who wrote things that he himself would never or could never write. He dubbed them ‘heteronyms� rather than pseudonyms, since they were not false names but “other names�, belonging to distinct literary personalities. Not only were their styles different; they thought differently, they had different religious and political views, different aesthetic sensibilities, different social temperaments. And each produced a large body of poetry. Álvaro de Campos and Ricardo Reis also signed dozens of pages of prose.
The critic Harold Bloom referred to him in the book The Western Canon as the most representative poet of the twentieth century, along with Pablo Neruda.
كم هو قاس أن لا نكون أنفسنا وأن لا نرى إلا ما يُرى. ... ننام الحياة كلها. إننا أطفال القدر الأبديين. ... أمضيت الشهور الأخيرة، وأنا أمضي الشهور الأخيرة. لا يوجد هنا إلا حائط الضجر الذي تعلوه كسور الغضب الكبيرة. ... أليس هناك من تعب ما للأشياء لكل الأشياء مثل تعب الساقين أو الذراعين؟ ... في نهاية الأمر، النوم. في نهاية ماذا؟ في نهاية كل ما يبدو أنه موجود. ... متى تنتهي إذًا هذه المأساة التي من دون مسرح؟ أو هذا المسرح الذي بدون مأساة؟ متى أعود إلى منزلي؟ أين؟ كيف؟ متى؟ ... نعذب اخوتنا البشر ببغضنا، بحقدنا، بخبثنا، لنقول بعد ذلك: العالم سيء
مثل رسالة في زجاجة حملتها الأمواج إلى الشاطئ بعد رحلة طويلة ، حملت لنا الأقدار حقيبة بيسوا الآتية من عالم بعيد ، إرثنا المنسيّ من بيسوا ، إرثنا الوفي ، 27543 نصاّ انتظروا بصبرّ نبوءة اليد التي تحملهم إلى النور ، ثلاثون عاماّ مرت على موت بيسوا حين استطاع فكره أن يُشرق كاملاّ على عالم البشر ..
شأنه شأن باقي الفنون ، ليس الأدب سوى اعتراف بأن الحياة لم تعد تكفي ..
كطفل كان يستند على خياله في مجابهة ترسانة الواقع عبر تخيّل شخصيات تساعده في خوض الحياة ، لا أستغرب إن كبُر الطفل و حمل هذا الفهم العميق لذاته مع القدرة على تبسيطها و ترجمتها في كلمات واضحة ، فالذين يقرأون لبيسوا يدركون فوراّ قدرته على إثارة أشياء بداخلهم لم يكن لديهم معرفة سابقة بوجودها ، تلك الأشياء التي تغزوهم كأحاسيس بينما يصعب عليهم تحويلها إلى أفكار ، فيأتي هو ببساطة و يحولها إلى كلمات شفافة و جمل حيّة و نصوص تشكل كل منها حالة كاملة وفريدة ..
أنا لستُ ذا شأن و لن أكون ذا شأن و لن أستطيع أن أكون ذا شأن عدا ذلك ، أحمل في نفسي كل أحلام العالم ..
حين انتهيت من قراءة هذه الشذرات وجدتُتني أخاطب حضور بيسوا في ذهني قائلة : أيّ حياة داخلية جميلة وبائسة كنت تحوي داخل أسوار روحك يا صديقي ! و أي عذاب يعانيه هذا الذي يفهم كل شيء عن نفسه !
لن يبقى هذا اللقاء وحيداً ، ستكون لي زيارات متكررة لعالم بيسوا المثير ..
أحسّوا كل شئ بجميع الأحوال. عيشوا كل شئ بجميع الجهات. كونوا الشئ عينه، فى الوقت نفسه، بكل الطرق الممكنة.
في هذا الكتاب يعبّر بيسوا عن الخلطة العشوائية التي نتجت منها أنفس الشعراء بكل تناقضاتها، ببساطة وتعقيد، بألم وفرح، بخوف وسكينة، وبكل ثنائية ممكنة. هكذا يبقى الشاعر عالقاً في تلك الهوة بين من يكونه وبين ما سيصيره. "أنا هذه المسافة بيني وبين نفسي".
نصوص متنوعة عن الحياة، والموت، والوحدة، والأحلام. أفسدها بيسوا بحديثه عن ماهية وجود الله، ونظرته للأمر. لستُ متفقة مع كل ما يكتبه، لكنه يستحق الإعجاب بكل الأحوال
بعض الأفكار المختصرة ل "بيسوا " : غياب الله ، هو الله بحدِّ ذاته..
أنا حارس قطيع القطيع هي، أفكاري و أفكاري هي كل أحاسيسي..
كل عاطفة حقيقية ليست سوى كذبة اتجاه الذكاء، لأنها تهرب منه..
على التفكير أن ينطلق من المتعذّر تبسيطه..
يختلف الجميع عن بعضهم البعض ، لذلك كل واحد منا موجود ..
أحتقر القراءة، فالصفحات المجهولة تسبب لي الضجر سلفًا ،لا أستطيع إلا قراءة ما سبق لي و قرأته ..
لا أرغب أن أتذكر ، أو أن أعرف نفسي سنكون عديدين عندما نبحث عما نحن عليه ..
وضعوني في زاوية لا أسمع منها الآخرين وهم يلهون، أحس ،في يدي ، اللعبة المكسورة التي أعطوني إياها للسخرية ..
سأموت كما حييت ،وسط سقط المتاع الذي يحيطني، موضوعًا بين حواشي الخسارات..
ربما للمجد طعم الموت وعدم الفائدة، و للنصر رائحة العفونة..
أنا الخشبة الحية التي يمرّ فوقها عدة ممثلين يلعبون مسرحيات كثيرة ..
الحياة شر جديرٌ أن نتذوقه..
الإنسان هو فوق المواطن، ما من دولة تساوي شكسبير !
شأنه ،شأن باقي الفنون ،ليس الأدب سوى اعتراف بأن الحياة، لم تعد تكفي!
( أن تحسّ الأشياء مجددًا ) ، أي ملل هذا ؟
شذرات مبهرة ( لست ذا شأن ) بها ترويض للكلمات لتنتج أفكار فلسفية مختصرة ، عندما تقرأها ستشعر بعظمة بعضها و غرابة البعض الآخر ، حيز من العدمية يتراءى للقارئ ، من الطبيعي أن يجد بعدها القارئ سبب نظرة الكاتب لنفسه بأنها دون شأن ، فالإيمان شأن من لا شأن له / ..
مقدمة إسكندر حبش ( دراما في أشخاص) بحث منفصل أمدّني بالكثير من المعلومات حول بيسوا و أعماله و مصدر الصهيل في أدبه المميز.
أنا الشوارع الخلفية لمدينة غير موجودة انا التعليق المهذار لكتاب لم يكتبه أحد مطلقاً.
أنا حارس قطيع القطيع أفكاري وأفكاري هي كل أحاسيسي.
أنا لست ذا شان ولن اكون ذا شان ولا أستطيع أن أكون ذا شان عدا ذلك، أحمل في نفسي كل أحلام العالم. ....... شذرات وتأملات متناقضة كتبها بيسوا وترجمها اسكندر حبش بلغة عذبة وشاعرية.
-بداية كُن حراً، من ثم طالب بالحرية. -الإنسان هو فوق المواطن. -ما تقوم به، افعله إلى أقصى حد. -من كينونتي كلها، أنا فارغ وباطل. كان صعب علي أن انهي الكتاب، ليس لصعوبته أو طوله، لكن من جمال شذراته كنت اتمسك بكل واحده طويلاً قبل أن انتقل الى الأخرى.
كان فرناندو بيسوا يقول بأنه (ليس ذا شأن ). ربما لأنه لم ينشر في حياته سوى القليل القليل. لكن بعد موته، عثر على تلك الحقيبة التي عرفت شهرة واسعة، بقدر صاحبها، إذ كانت تحتوي على عدد كبير من المخطوطات غير المنشورة (وبحسب إحصائية دقيقة لأحد دور النشر البرتغالية، فقد كانت تحوي 27 ألفا و 543 نصا غير منشور لبيسوا ).
يرى بيسوا بأن الفن ليس إلا أدبًا، بشكله الصامت. هذه الشذرات بدت لي أقرب إلى عمل فنّي لعارف، تحتوي على مفاتيح س��يّة للعدم الذي ليس هو إلا طريقة صارخة للوجود. أبحث عن صديق فارغ منذ فترة، يبدو بأنني وجدت شيئا يشبهه داخل هذا الكتاب.
لا يفقه الإنسان شيئاً أكثر من الحيوانات ، بل يعرف أقل منها ، إنها تعرف كل ما هي بحاجة إليه ، أما نحن ، فلا ! /
نحتقر ما نحن عليه أصلاً /
إذا بدأ كلب بالتفكير مثلنا ( فرضية غير قابلة للتحقق ) عندها سيصبح كلباً أكمل من الكلاب الأخري ، ومع ذلك ، من المحتمل جدا أن تقتله هذه الكلاب الأخري ، إذ ستعتقد أنه مجنون /
يعرف المحللون النفسيون (أحيانا) كيف تعمل النفس المريضة ، لكنهم يجهلون كيف تعمل النفس السليمة /
تأملوا الأفضل ، واستعدوا للأسوأ ، هذه هي القاعدة /
متي سينتهي هذا الليل الداخلي ، متي سأري نهاري ، متي سأنتبه أني استيقظت !! /
لكي أبدع ، أخرجت نفسي جيداً إلي الداخل /
في هذا العالم الذي ننسي فيه ، نحن ظلال ما نحن عليه !
الكتاب الثالث مع فيرناندو بيسوا ، هذا الشاعر الحائر المُتعب دائماً، الذي اكتشفته بالصدفة، ثم وجدتني أصنفه ضمن أجمل شعراء الغرب الذين قرأت لهم ..
فيرناندو بيسوا .. هذا المُعذب بنفسه ولنفسه .. الذي تجاوز الشعر كهواية ، وأصبح بالنسبه له فكراً وحياة وفلسفة .. فأنت لن تقرأ شعراً عادياً مع بيسوا .. ولا خواطر رومانسية ، بل ستقرأ فلسفة علي هيئة خواطر .. وتخيل عزيزي القارئ حين تُترجم الفلسفة إلي شعر .. فلا أروع ولا أجمل .. ولا أبسط من ذلك في العرض .. إلا أن مهمة تفسير شعره ستقع علي عاتقك أنت في أغلب الأمر .. فبيسوا لا يفسر لك شعره .. ولا ينتظر منك أن تبحث عن تفسير لما يقول .. فعليك أنت أن تشعر به، وتفهم إحساسه، وتقرأ، ثم تفسر علي مهل ..!
فلقد كتب ليكتب هو .. لا لتقرأ أنت !
ومهما كان الأمر غامضاً في بعض الأحيان .. إلا أن القراءة له تستحق ~~
فرناندو بيسوا .. الكاتب والشاعر البرتغالي، العاشق لمدينة لشبونة والذي يقول عنه جوزيه ساراماغو " بأنّه ظاهرة لم تعرف البرتغال مثلها أبداً" ومن خلال كتاب "لست ذا شأن" الذي يعرض مجموعة من الشذرات والكتابات النفسية والفلسفية سنتعرف على بعضه بشكل موجز ومختصر.ـ
تجد هنا أن الأفكار والنصوص لا تتخذ معناها فحسب، فتحمل ورائها معنى وبُعد فلسفي، نقدي وجمالي، حتى الشذرات التي لا تتعدى السطر الواحد. كلماته سلسة، بسيطة وذات فتنة .. هنا يكتب عن كل شيء الذي هو يراه لا شيء.ـ
"هو التخيّل من شكّلني لكي أسافر، أمسك بيدي دائما أحببت، كرهت، تكلمت، فكرت، بفضله دائما كل يوم أنظر عبر نافذته وكل ساعة، هكذا، أبدو كأنني أنا"ـ "اخترعت داخلي شخصيات متعددة، اخترع شخصيات بشكل دائم"ـ التخيل كان شيء أساسي في حياة بيسوا إن لم يكن محور حياته الرئيسي، فـبذلك اخترع شخصيات أخرى بأسماء كاملة وبصفات وكتابات تختلف عنه تماما، وتجلّى ذلك فـ بدلائه العديدين [ألبرتو كايرو وريكاردو رييش وألفارو دو كامبوش وغيرهم] الذي كتب بيسوا باسمهم.ـ
هنا اقتباسات أخرى :ـ "صديق حميم، هذا ما أتمناه، إحدى أحلامي المتيقظة لكني لن أحصل على ذلك أبدا"ـ
"أنا لست ذا شأن، ولن أكون ذا شأن، ولا أستطيع أن أكون ذا شأن، عدا ذلك أحمل في نفسي كل أحلام العالم" ـ
" كن متعدد مثل الكون ! " ـ
"إن استطعت أن تُعبر عن حبك الكبير فهذا معناه أن حبك الكبير لم يعد موجودا"ـ
بإختصار، كتاب "لست ذا شأن" نافذة صغيرة لرؤية عالم فرناندو بيسوا !ـ
أستطيع أن أتخيل كل شئ، لأنني في الحقيقة لست بذي شأن.
–ēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēē�
ما أن انتهيت من القراءة حتى وجدت نفسي في بُعدًا آخر، بُعدًا غريبًا عني لا أعرفه ولم أتخيله فيه نقاء نفس وصفاء ذهن، بُعدًا تدور به الأفلاك حولك..
لقد كتب بيسوا كما لم يكتب أحدًا لقد قال بيسوا كما لم يقُل أحدًا لقد عبّر بيسوا كما لم يُعبر أحدًا لقد كان بيسوا إنسانًا كما لم يكًن أحدًا.
بيسوا الذي يُعتبر أهم شاعر في القرن، الرجل الذي عاش 35 عامًا ليس له شأنًا حتى تم اكتشافه بعد موته بأكثر من 30 عامًا، لقد مات جسديًا ولكن حلّت روحه في كلماته ونصوصه وفي الورق، يتم إستكشاف بيسوا كل يوم من خلال ترجمة الأعمال التي لم تحظى بذلك.
لم يكتب ليرضي أحد.. لقد كتب ليرضي كل أحد.
–ēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēēē�
أليس هناك من تعب ما للأشياء لكل الاشياء مثل تعب الساقين أو الذراعين.
ملحوظة: هناك بعض الشذرات التي لم أحبها بالطبع ولا تعبر عن رأيي بأي حال، ولكن بيسوا في النهاية شأنه شأن كل شاعر له فلسفته الخاصة، غير أنها بكل حال تُعد خواطر قد تكون لها حدثًا معيناً عاصره ونحن لا ندري به.
شذرات رائعة وبديعة. أحببتها جدًا.. من الواضح أن بيسو كاتب وفيلسوف يستحق الاهتمام..
نحن عبيد النجوم القلبيين نجتاح العالم قبل أن نخرج من السرير. لكننا نستيقظ، إنه سميك. ننهض، إنه غريب. خرج من منازلنا، إنه الأرض بأسرها. والنظام الشمسي، ودرب المجرة، وغير المحدد.
_______________
ننام الحياة كلها. إننا أطفال القدر الأبديين.
عبر الدوار الجسدي، يدور العالم الخارجي حولنا؛ في الدوار النفسي هو عالمنا الداخلي الذي يدور. في لحظات أشعر أنّي أفقد وعي العلاقات الحقيقية بين الأشياء، بأني لم أعد أفهم شيئًا، بأني أقع في هاوية من الفراغ الذهني. إنه شعور رهيب، يصدمنا بخوف لا قياس له. تصبح هذه الظواهر متواترة، تترائى وكأنها تخط طريقي صوب حياة ذهنية جديدة، هي الجنون بالتأكيد.
_____________
حسنًا. هل يمكني أن أقتبس هنا الكتاب كله؟ الشذرات رقيقة قريبة من القلب.. أحببتها وأحببت بيسو..
أنا لست ذا شأن. ولن أكون ذا شأن، ولا أستطيع أن أكون ذا شأن عدا ذلك، أحمل في نفسي كل أحلام العالم :).
"أغتاظ. أرغب في فهم كل شيء، معرفة كل شيء، إكمال كل شيء، قول كل شيء، التمتع بكل شيء، التألم من كل شيء، نعم، التألم من كل شيء. لكن لا شيء من هذا كله، لا شيء، لا شيء. أنهكتني فكرة ما أرغب في الحصول عليه، ما أستطيعه، ما أحسّه. حياتي حلمٌ كبير.".
هذا الكتاب هو مختارات من الأفكار المختصرة التي كتبها فرناندو بيسوا على الأوراق بشكل متفرق في الحقيبة التي لم تُكتشَف إلا بعد موته، يُمكن لها أن تعرفنا على جانب بسيط من فلسفته، لكن من الخطأ أن نختزل فكره كاملًا في هذه الشذرات. بيسوا لم يكتب يومًا ما نسميته بـ"الشذرات" بغرض نشرها، كان يقول إن الاختصار ضد الطبيعة البشرية، ضد طبيعة الشاعر بالذات، يقول: "لم يتراءى لي البتّة أنه بين نقطتين (أ) و(ب) كان الخط المستقيم أقصر الطرق." من هنا شكّل الاختصار بالنسبة إليه أمرًا أسوأ من اللا-معنى أو غيابه. لكن مع هذا نُشرت له شذراتٌ مختصرَة مجمّعة في هذا الكتاب تخبرنا عن مكانة الإنسان في الكون، وجود الله، مواجهة الوعي البشري مع الفن أو الحب، والعديد من الموضوعات الأخرى من وجهة نظر فرناندو بيسوا، لكنّه اختصار يحدثنا بالكثير الكثير.
"أنا لست ذا شأن ولن أكون ذا شأن، ولا أستطيع أن أكون ذا شأن، عدا ذلك، أحمل في نفسي كل أحلام العالم.".
أنا ضد كل ما يشبه تكتّل أو طائفة .. أمضي حياتي وأنا أؤجل كل شيء-إلى متى؟ .. ما حاجتنا إلى بيانو؟ الأفضل أن نملك أذنين وأن نحب الطبيعة. .. غموض الأشياء؟ وما أدراني بها! الغموض الوحيد يكمن في أن هناك من يفكر بالغموض. .. الشاعر شخص متصنع. يتظاهر بشكل كامل لدرجة أنه يتظاهر بأنه يتألم من الألم الذي يشعر به حقًّا. .. التصنع هو معرفة الذات. .. الحرارة مثل ثياب مرئيّة، تعطينا ��لرغبة في أن ننزعها .. كلا: لا أريد شيئاً. قلت لكم ذلك، لا أريد شيئاً. لا تحاولوا استنتاج العبر! العبرة الوحيدة هي في أن نموت. .. الموت هو منعطف الطريق. الموت، هو أن نختفي عن الأنظار فقط. .. لن يفتقدني أحد إن مت. لن يقال: منذ الأمس تغيرت المدينة. .. لا وجود للمعايير. البشر بأسرهم هم استثناء لقاعدة غير موجودة. .. يحدث أن تسوطني تطلعاتي وأفكاري بالخوف والدهشة: حينذاك أتبين كم أن جزءًا صغيرا مني يظهر لي حقاً. .. ما من أحد يفهم أحدًا. كل شيء صدفة. فجوة. لكنهم يتناغمون جميعاً بتكامل. .. كن متعدداً مثل الكون. .. علينا أن نعطي لكل عاطفة شخصية، لكل حالة نفسية، روحاً .. كم يكلفنا الإخلاص غالياً حين نكون أذكياء! هكذا علينا أن نكون شرفاء في طموحنا. .. لا يفقه الإنسان شيئاً أكثر من الحيوانات، بل يعرف أقلّ منها. إنها تعرف كل ما هي بحاجة إلى معرفته. أما نحن، فلا. .. الانسان حيوان يرغب في أن ينوجد. .. نحن انمساخ الحماقة الماضية. .. الحياة، تعب حقاً! لو كان هناك فقط، نمط آخر للحياة! .. الشر في كل مكان على الأرض. وأحد أشكاله السعادة. نعذب اخوتنا البشر ببغضنا، بحقدنا، بخبثنا، لنقول بعد ذلك: "العالم سيّء" .. الشهوة في الاحتقار لا يمكن لها أن تساوي رؤية أنفسنا وهي تحتقر. .. علينا أن نشعر بالتعاسة من وقت لآخر. كي يمكن أن نكون طبيعيين. .. الحياة شر جدير بأن نتذوقه. .. تأملوا الأفضل وتوقعوا الأسوأ. هذه هي القاعدة. .. للتشاؤم جانب جيد كونه مصدر حيوية. .. ليس الإحساس سوى فكر شاذ. .. ميزة الرموز أنها لا تزعج أحداً .. يصف العلم الأشياء كما هي عليه. أما الفن فيصفها كما نشعر بها نحن- بالأحرى مثلما نشعر كيف يجب أن تكون عليه. .. تجاهُل أننا نعيش يملأ حياتنا كثيراً. .. بدايةً كُن حراً ، من ثم طالب بالحرية. .. أتفهم أن نكون مغرورين، لكن لا أفهم أن نُظهر ذلك. .. تصرف كما لو أن الله غير موجود، ولكن من دون أن تنسى أنه موجود. ..
حتى أمام أحاسيسي، أبدو قليل الإيمان. ..
كل عاطفة حقيقية تشكل كذبة تجاه الذكاء لأنها تهرب منه الحب هو الأساس، الجنس ليس سوى حادث عابر. .. لا شيء أثقل من محبة الآخرين. .. آه لو يمكنني أن أكونك وأبقى أنا نفسي .. لا الرذيلة ولا التجربة هما من يفض بكارة الروح، بل التفكير فقط. التفكير وحده يفض بكارة أكثر أشياء الكائن الحميمية. .. يمكننا أن نموت إن لم يكن لدينا سوى أن نحب. .. أن نحب يعني أننا تعبنا من أن نكون وحدنا: أي ثمة جبن في ذلك وخيانة تجاه أنفسنا! .. ان استطعت أن تعبر عن حبك الكبير، فهذا معناه أن حبك الكبير لم يعد موجوداً. .. الجمال هو اسم شيء غير موجود، لكني أطلقه على أشياء مقابل المتعة التي تمنحني إياها. ..
كم هو قاسٍ أن لا نكون أنفسنا وأن نر إلا ما يُري . متى سينتهي هذا الليل الداخلي ، متي سينتهي هذا الكون ؟ وأنا وروحي متي سأرى نهاري ؟ متي سأنتبه أنني أستيقظت ؟ . أحس بأني لستُ سوى ظل خيال لا مرئي يرعبني . أنا في واحد من هذه الأيام التي لم أعرف فيها أي مستقبل لا شيء سوى حاضر ثابت محاط بجدار من القلق . . تؤلمني الحياة بضربات صغيرة ، بخطوط صغيرة بشكل متقطع . أني أفقد وعي العلاقات الحقيقة بين الأشياء بأني لم أعد أفهم شيئًا بأني أقع في هاوية الفراغ الذهني ، أنه شعور رهيب يصدمنا بخوف لا قياس له . . لا ليست الأشياء وإنما إحساسنا بالأشياء . رأسي يؤلمني ، كذلك الكون . أليس هناك من تعب ما للأشياء ؟ لكل الأشياء .. مثل تعب الساقين أو الذراعين . في النهار أصبح العدم في الليل أصبح ذاتي . لا أفكر ، أحلم . حياتي مصنوعة من السلبية ومن الحلم . لم علينا أن ننتظر ؟ - كل شيء حلم . في هذا العالم الذي ننسى فيه نحن ظلال ما نحن عليه . كل شيء يتبخر مني حياتي بأسرها ذكرياتي ، مخيلتي وما تحتويه ، شخصيتي كل شيء يتبخر مني . أنا هذه المسافه بيني وبين نفسي . علينا أن نشعر بالتعاسه من وقت لآخر كي يمكن أن نكون طبيعين . . الموت هو منعطف الطريق الموت ، أن نختفي عن الأنظار فقط . الحياة شر جدير بأن نتذوقه . تأملوا الأفضل ، واستعدوا للأسوأ .. هذه هي القاعده . الألغاز الحقيقة هي ألغاز الأمل . للتشاؤم جانب جيد يكونه مصدر حيويه . أشك ، إذا أنا موجود . لا أشعر بأن وعيي يعذبني ، ما يعذبني وعيي بوجودي . لا شيء أثقل من محبة الآخرين . وبالنسبة إلي أنت كالحلم ترن في البعيد داخل روحي . تشعرني الوحدة باليأس تثقل الرفقة على كاهلي . العالم ليس حقيقًا لكنه واقعي . مميز ، ليه أبعاد في النفس عالم خاص بيه وده واضح جدًا . الكلام واقعي وقريب للعقل والقلب . ما بين الـ 3 والـ 4 نجوم
أنا لست ذا شأن ولن أكون ذا شأن ولا أستطيع أن أكون ذا شأن عدا ذلك، أحمل في نفسي كلّ أحلام العالم..
فلسفته جميلة في بعض المواضع وبعضها الآخر غير مفهومة ولا مقبولة خاصة حين يتحدث عن الله..ربّما تيهه في البحث عن وجود الله قابلته كثيرا من المفاهيم التي لم تجعله يرسو على معنًى محدد فأضاع الوجهة وأساء تحديد اللفظ
روحي بأسرها مصنوعة من التردد والشك. اللاشيء بالنسبة إليّ ليس_وربما لا يمكنه أن يكون_إيجابيًا، كلّ شيء يتأرجح حولي، وأنا معه، لست سوى عدم يقين. كلّ شيء بالنسبة إليّ غير متناسق ومتبدل. كلّ شيء لغز وكل شيء له معنى. كلّ شيء هو رمز(معلوم) عن المجهول
فرناندو بيسوا شاعر البرتغال الكبير لم يكتفِ بكتابة الشعر بل كتب ونشرَ تحت كثير من الأسماء المستعارة(تلكَ الشخصيات التي اختلقها بيسوا) نقداًً وفلسفة وقصائد وأبحاثاً ورسائل ، تلكَ الأسماء المستعارة زادت على المئة وبيسوا ابتكر لكل منها اسماً وحياةً كاملة وسير ذاتية وكان لكل منهم أسلوبه وتاريخ ميلاده وحتى برجه . و إدواردوا غاليانو قال عن بيسوا : " الشاعر الذي كانَ حشداً " .. هنا في لستَ ذا شأن الكثير من الشذرات حول فكر بيسوا الفلسفي تحديداً .
بيسوا يكتب من نقطة شعور يقف الناس-عادة- أمامها موقف الحيرة وضعف القدرة على احتمال الغموض والخجل من إظهار الضعف إن كان ذلك ممكناً .. وأنا من هؤلاء الجبناء. وهو يعبر عنها بوضوح مربك، كما لو أن أي شخص قادر على احتمالها ورؤيتها.
يقول بيسوا: "في النهار أصبح العدم. في الليل أصبح ذاتي." النقطة التي أتفق أنا وبيسوا عليها. الليل بكل فظاعته هو الذي ننتمي إليه حقا، أما النهار فليس لنا. النهار لرجال الفعل، للذكور، للتملك..