نظرت إلى "عمي العربي" ودفعت ثمن قهوته وهممت بالمغادرة قبل أن يشدني من ذراعي فجأة.. نظر إلي بعمق كأنه يعزيني.. أو كأنه يعزي نفسه.
ربما لأنه يدري أن الرشيد لم يكن صديقي تماماً، ولم يكن صديقه، كان واحد نشترك في معرفته.. واحداً نعرف أنه لن يأتي ثانية إلى هنا، وأننا لن نحكي عنه إلا بعبارة "كان"! تمنيت لو كانت لي قدرة على قول كلمة مفيدة واحدة لذلك الرجل الذي ظل ممسكاً بذراعي منتظراً مني أن أقول شيئاً ليقول ألف شيء...
لن يفيدنا الحزن يا بني.. لا شيء يعوض خسارتنا، لا شيء يعوضكم خساراتكم أيها اليتامى في وطن سرق اللصوص والقتلة قلبه!
نظرت إليه، خيل إلي أنه سيبكي فجأة، ولكنه راح يتناول سيجارة أخرى ويشعلها ويمتص دخانها بصمت قريب من النواح.
"لنتعلم الكلام بلا إهانات ولنبذل جهداً كي يحترم أحدنا الآخر لأننا سنفترق في الأخير"!
لا أدري لماذا كانت تشدني هذه الجملة لغارسيا ماركيز. كنت أجرها في ذاكرتي كما لو أنه قالها لي. كنت في كل مرة أجدني في موقف ما ألجأ إلى التعويض عبر ما أحفظه من الجمل ومن الأشعار التي أنقلها إلى كراسة خاصة كي لا أنساها.. كي لا أخون فكرتها الأولى ولا أتشبث بكذبتها الأخيرة. أليست القصائد كالمدن. نحبها لأنها تكذب علينا. لأنها تخدعنا وتشوه أحلامنا بالشعر، وبالكلام المنمق والجاهز..
لا شيء واضح.. كان إحساس متشابكا, مختلطا بين الخوف والدهشة.. بين الخوف والشوق.. بين الخوف واللهفة.. كان الخوف هو الشيء الوحيد الذي يلاحقني في كل حالاتي.. الخوف من الخوف نفسه. الخوف من اللاخوف أيضا. من ألا أخاف حين يجب أن أخاف.. أليس هذا ما لقنه لي الوطن؟ الخوف والخوف والكثير من الخوف؟ من ذا الذي يجرؤ على القول إنه تعلم من الوطن شيئا آخر غير الخوف؟حين نشعر برغبة في الحلم نخاف. حين نضحك نخاف. _____________________________________________________ من ذا الذي يقنعني أن القتل علاج للأرواح المشردة؟ من ذا الذي يقنعني أن الله أمر بخيانة الجار واقتحام بيته وذبحه على مرأى من أسرته لمجرد أنه يعمل في مؤسسة يعتبرها القتلة تابعة للطواغيت. ما الجرم وما الطاغوت؟ أليسا شخصاً واحد؟ أليسا فكرا واحدا؟ _____________________________________________________
وطن يضاعف صوت الموسيقى الماجنة كي يعلن للعالم أن الجزائر بخير قادرة على إحياء الحفلات والرقص على ما تبقى من جراحها المولثة. _____________________________________________________ هل يمكن لشخص أن يبكي بكرامة في حضن آخر غير حضن أم منتتظرة ومتلهفة؟ تلك الدموع التي كانت تصنع الرجال ولا تسيء إليهم.. تلك الدموع التي تمنيت أن أذرفها بدوري في حضن أم حقيقة.. _____________________________________________________ هل أنت خائف؟ يا للسؤال الأغرب في الظروف الأغرب. خائف؟ أيمكن أن يكون الخوف شيئا آخراً غير هذا القرف اليومي والشعور الشاسع بالانتهاء. _____________________________________________________ ثوار ؟ أتمزح يا وطني؟ إنهم مجموعة من الحثالة, سرعان ما يتحولون إلى ''الحرس الجديد'' حين يضعون رجلهم على درجات السلم, وحين يصلون إلى الحكم يصيرون جاهزين لإدارة كل هذا الفساد القائم, فيتحولون من ثوار إلى ''غيلان'' جدد.. الرسكلة السياسية على أكتاف البسطاء الذين لا تتغير أدوارهم, يظلون هم الضحية, هم السجناء, هم المقموعين في مظاهرات عفوية, هم المتهمين بالخيانة حين يطالبون بالخبز والحرية.. _____________________________________________________ ما الوطن ؟ الوطن حقيقة يجب الإيمان بها يا بني. الوطن ليس رئيس الجمهورية وليس الحكومة وليس الغربان السياسيين, ولا الجلادين, ولا السجانين, ولا المنفيين ولا المفقودين, ولا الخونة ولا الإرهابيين.. الوطن هو ما نتنفسه وما نستشعره.. الوطن هو التحايا البسيطة.. الوطن هو ''وشراك خويا, لاباس؟'' التي يقولها الجزائري لكل من يعرف ومن لا يعرف!!
_____________________________________________________ لا أحد يسأل عن أحد, صار الجميع يبحث عن نفسه وسط الشتات الجماعي. الموت الجماعي والاختفاء الجماعي.. _____________________________________________________ لا شيء واضح.. كان إحساس متشابكا, مختلطا بين الخوف والدهشة.. بين الخوف والشوق.. بين الخوف واللهفة.. كان الخوف هو الشيء الوحيد الذي يلاحقني في كل حالاتي.. الخوف من الخوف نفسه. الخوف من اللاخوف أيضا. من ألا أخاف حين يجب أن أخاف.. أليس هذا ما لقنه لي الوطن؟ الخوف والخوف والكثير من الخوف؟ من ذا الذي يجرؤ على القول إنه تعلم من الوطن شيئا آخر غير الخوف؟حين نشعر برغبة في الحلم نخاف. حين نضحك نخاف. _____________________________________________________ حين تموت سيبكون عليك كثيرا, سيحزنون ولكنهم أبدا لن يكونوا معك حيثما تكون. لن ينزلوا معك في القبر, لن يسألوك: هل ينقصك شيء؟ هل الوسادة مريحة في قبرك؟ وهل الألم أخف بعد الموت؟ لا يمكن لأحد أن يسأل ميتا عن الموت الذي دخله عارياً.. _____________________________________________________ كيف يمكن حب وطن يقتل بهذه القدرة العجيبة على القتل؟ كيف يمكن حب وطن يتربع على عرش الجريمة اليومية... _____________________________________________________ كنت كأي جزائري, معطوب المشاعر جاهزا للضغينة, سهل الغضب, والاستياء.. حين يشعر أنه جاهز للمساومة على حياته منذ الولادة.. _____________________________________________________ أن تفقد أباً فأنت يتيم.. أما أن تفقد وطناً فأنت مفجوع إلى الأبد.. _____________________________________________________ القلم لن يحمي فقيراً يجره الإرهابيون من بيته لينحروه كالشاة دون أن يعرفوا حتى اسمه... لا يقتلون إلا لإطاحة معنويات الناس...لهذا يقتلون, لأجل أن يقتلوا الذين يعتقدون أنهم مازالوا أحياء.. يقتلون لأن القتل زادهم اليومي, في قتال غامض يتغذى من جثث الفقراء والبسطاء!...
"كنت أتساءل عن قيمة الوطن الذي نعيش فيه .ما الوطن؟ما الإنسان؟ و ما القيمة ؟ من يقدر على تحديد هذه المفاهيم ؟ هل يكمن الإنسان في المبدأ؟ و هل ثمة مبدأ لم يعد متورطا في مصلحة ؟ ألم يعد الوطن نفسه مصلحة كبيرة ؟"
ما الوطن ؟ أوليس الوطن مجرد قطعة زجاج سهلة الكسر .. تكسر لتفتح جراح شعبها و تهدر دماءهم وطن المصلحة ؟ أم مصلحة الوطن ؟ هل الوطن هو الواجب ؟
"لماذا لا يكون للوطن واجبه نحوي أيضا !"
هل الوطن يخدمك حقا ؟ أم أنك أنت الذي تخدمه ؟ و هل يمكن لتلك الخدمة المتبادلة أن تتجاوز الخيال لتصير حقيقة ؟
الوطن الذي يجردك من صلاحيتك في سؤال تعي جيدا أنك لا تملك ردا عليه حين لا تجد من يخدمك حقا، حين تتعطل" حياتك بسبب مشكل إداري تافه و حين تتوقف أحلامك كلها بسبب مشكل سياسي تديره نخبة من الرجال المحترمين الذين لا يخدمك أحد منهم إلا ليخدم نفسه مليون مرة!"
هل يتلخص الوطن في أولئك " السادة المحترمين" .. و لكي نتحلى بالمصداقية .. لنقل تلك الفئران التي خلقت لتخرب الأساسات
هل الوطن هو الثورة ؟ أولئك المجاهدين ؟ دماء الشهداء ؟
"كأن الشهداء خرافة .. كأن الثورة كذبة تاريخية لأجل حاضر بائس"
هل الوطن هو البيت و الأسرة؟ وجه صديق نلتقيه صدفة في زحمة الحياة .. بعد أن ظننا أن الأيام حكمت علينا بالفراق الأبدي ؟
"كيف يمكن الإلتقاء بوجه نعرفه من قبل؟ وجه فقدناه في زحمة العمر الهارب إلى الغموض و اللاجدوى و التعب الصغير الذي يصير كبيرا مع الوقت . مع حدة الأسئلة اليومية التي لا نجد جوابا لها .. كيف نلتقي بصديق؟"
هل الوطن هو الحب؟ أم أن الحب يجتمع بين طيات الوطن ؟ هل الوطن هو الحلم ؟ أم أن الحلم هو الذي يبني الوطن؟
أين الوطن من كل هذا ؟ ربما هو مجرد كلمة تشكلت من ثلاثة حروف بعثرتها الحياة لتصطف من جديد و تكون كلمة : وطن
"لم يعد للكون متسعا لأجل أن نحمل ما تبقى من الكلمات و لم تعد اللغة قادرة على استيعاب ما نريد قوله .. كل شيئ جاهز للنهاية"
جرعة كآبة إضافية ما كان عليَّ أن أتناول الكتاب أصلا لأنه أتعبني فوق التعب تعبين حروف هذه الجزائرية مبشرة بجيل يحسن يكتب لكن الإعلام يصوت للهواة كثيرا يا للأسف لغة و أسلوب جميل و يستحق الاشادة و هارب بزاف على الهواة الذين يملأ غثاؤهم المكتبات حتَّى تلك الأسماء الكبيرة بأعمال متناهية في الصغر و الضعة المهم من أراد شحنة من السوداوية فليتناول الكتاب فهي مسرَّبة فيه بشكل لا يُوصف
بين الحب والحرب والوطن وحدود الموت، رواية ممتعة مكتوبة بشـاعرية مرهفة للدرجة أني لا أنسـاها قرأتها من فترة، ولا زالت عندي من العلاامات الفارقة . أنتظر لبيسامينة رواية جديدة بفروغ صبر
تناولت الكاتبة في هذه الرواية احداث العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر و التي اثارت تساؤلات لا تحصى في تلك الفترة خرجت من هذه الرواية مذهولة لما فيها من احساس مرهف و تساؤلات عميقة و اشارات باسلوب رائع و مميز ما هو الوطن ؟ ما هو الواجب ؟ و لماذا نقوم به ؟ ما الذي احدثه الوطن داخلنا ؟ لما كل هذه الماسي ؟ لماذا نستمر في الحياة؟ ما هو الحب ؟ ما هو الحلم ؟ قراءتي الاولي للكاتبة ولها اثرها في ذاكرتي و لن تكون الاخيرة ان شاء الله
(اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه) رددها الفنان العراقي بالزمن الذي مضى وها نحن نعاني من فقدان الهوية وغربة الوطن حتى ونحن في اوطاننا قانطون ...نعيش تجربة الحرمان ونتجرع آلام الظلم في ظل انظمة فاسدة قمعية لا تهاب اله ولا تبالي لنداء الضمير...ياسمينة تعيش الجزائر وتنوح الحال تقرا سيرة من افنى نفسه حبا للوطن ....تعيش الظلم فتبكيك وتؤلمك ..رواية رائعة وراوية من الطراز الاول
يقول عمي العربي : الوطن حقيقة يجب الايمان بها يابني , الوطن ليس رئيس الجمهورية ,وليس الحكومة , وليس الغيلان السياسيين, ولا الجلادين ولا السجانين ولا المنفيين ولا المفقودين , ولا الخونة ولا الارهابيين ,الوطن هو مانتنفسه ومانستشعره,هو الاعشاب التي نمشي عليها والعصافير التي توقضنا في الصباح , والمطر الذي يبتاغنا من غير موعد ’والتحاي� البسيطة التي لا نستوعب قيمتها الإ متأخرين "
رواية أكثر من رائعة تلامس واقعا نعيشه اليوم في أوطاننا
"كنت أفكر في الواقع الممتد على جراحنا اليومية.. نظرت إلى شكل الحارة التي بدت لي بائسة جدا.. إلى وجوه الناس المغلفة بالحزن والفجيعة والخوف.. حتى أولئك الذين كانوا يبدون أسعد من الآخرين كانوا يضحكون على مأساتهم الشخصية في المقاهي المكتظة بالكلام اليومي والهموم اليومية والوجوه التي قد تغيب في اليوم التالي بسبب الاغتيال.. كانوا يضحكون على ��جيعتهم وعلى فقرهم وهمومهم بالنكت التي يخترعونها ناسيين أن "الغيلان" يضحون على النكت وعليهم معا ! كنت أتساءل طوال الطريق عن هدف القتل في شارع بائس كهذا الشارع؟ " " كنت أصغي إليه وأفكر في كل الكلام الذي سمعته عن المجزرة.. عن الوطن الذي لا يحمي أبناءه، وعن الدولة الغائبة في حضور الموت والعنف معا... تماما كما قال لي ذلك الشيخ العجوز باكيا أمام جثث أبنائه وأحفاده.. قال يداري دموعه عني: وينها الدولة؟ وين كانت الدولة لما ارتكب هؤلاء هذه الجريمة؟ ظل يردد هذه الكلمات قبل أن ينفجر باكيا. أين هي الدولة؟ الدولة التي تكذّب أخبار المجازر في كل مكان. تناشد المستثمرين كي لا يصدقوا أكاذيب الشعب البائس الذي يموت يوميا، وكي لا يصدقوا الصور التي تبثها وسائل الإعلام الدولية عن المجزرة الجزائرية في زمن العار اليومي. كانت الدولة تتهم الإعلام بأنه من يسوق للعنف، وأن المجازر أكاذيب تلفقها المعارضة لهز صورة "الدولة" في المجتمع الدولي ! بينما الناس يموتون كل يوم اغتيالا." (صفحة 51).
" ولكنني كنت من الذين لا يهاجرون إلى الخارج بل يهاجرون إلى الداخل ، ليس عن وفاء ولا عن ولاء .. بل عن عجز في العيش بعيداً عن مكان لا زلت أعتقد أنه مخلوق لأجلي ! لم أهاجر لأن كل المدن لا تستوعب جرحي .. ولأن احساسي باليتم ظل شاسعاً لا يغمره وطن آخر... "
يا الله كم هي معبرة هذه الكلمات وكم هي بليغة لتصل إلى الأعماق خصوصاً أعماق اولئك الذين أنهكتهم أوطانهم أو هكذا نظن !!
رواية من قلب الواقع ، صادقة ، وقريبة جداً إلى ما نحياه اليوم في أوطاننا رغم اختلاف مسميات هذه الاوطان ، أوطاننا التي بتنا لا نستطيع فيها أن نحلم حتى ولا تلك الأحلام البسيطة التي ربما تكون هي أساسيات العيش لدى الآخرين ، الذين لو قلنا لهم أن أكبر أحلامنا الآن تتمثل في أوطان نمارس فيها أبسط حقوقنا الإنسانية كبشر فقط ولا شيء أكثر من هذا حقنا في أن نعيش وأن نحب ، أن نحزن ونفرح وقتما نشاء لا وقت ما يفرض الآخرون علينا ذلك !
هنا ستجد كل الكلمات التي سيعجز لسانك عن التعبير بها والتي ستلمسك بكل تأكيد طالما أننا نعيش في نفس الوطن الجرح ، ربما تتألم أو تحزن ربما تبكي في أحيان وتبتسم في أخرى ولكن الشيء الأكيد أنك ستجد فيها شيئاً منك يحكيك ويعبر عمّا في داخلك
ياسمينة صالح .. ربما ليست من الأسماء الشهيرة ولكن هذه الرواية جديرة بأن تقارن بروايات المشاهير من الكتاب لغةً وأسلوباً ومضموناً بالتأكيد وربما جديرة بالتفوق عليهم أيضاً !!
الجزائري الذي حين يعجز عن الكلام يبدء بالحلم .. يحلم بالهرب وليس التغيير لأنة يدري ان التغيير كذبة لا تتجزأ عن كذبة الوطن --------------------------- لا يمكن ان نكرة الوطن بسبب كرهنا للرجال الذين يحكمونة ... الوطن اكبر من هذا بكثير --------------------------- لنتعلم الكلام بلا اهانات ولنبذل جهداً كي يحترم احدنا الاخر لأننا سنفترق في الاخير --------------------------- إن الدولة التي تقتل شعبها لا تستحق ان توجد --------------------------- سيبني الوطن قبرة علي احلام من تبقي من الشرفاء --------------------------- الخوف من الرجوع جعلة يبقي جعلة يقبل ان يكون عبداً في وطن لا يشعر فية بالأهانة تماما لأنة ليس وطنة في النهاية لأن وطنة الام وطنة الحقيقي اهانة من قبل ---------------------------
في مقهى العم عربي ستسمع من جديد ذات القصة عن ذالك المناضل الذي فقد كل شئ و بقى كعورة علي وجه التاريخ يكشف عارنا و فشلنا بعض الكتب تكتب من أجلنا نعم من اجلي و اجلك و من اجل هذا الجحيم المسمي وطن حين يتقدم شخص ليكون متحدثاً رسمياً باسم عزرائيل حين يفقد الوطن قيمته و تفقد الاشياء معانيها و يصبح حالنا كأسمك زينة يحتفظ بيها الوطن في صندوقه الزجاجي كي يثبت انه يملك حياة و يملك شعب اه من الاوطان حين تذبح محبيها عن الوطن و الحب و الثورة ارشحه لاصحاب القلوب
ياسمينة صالح تشبه أحلام مستغانمي بطريقة ما، ربما تتشاركان بجزائريتهما الوجع ذاته، والحُلم ذاته، ومنفى الوطن ذاته.. قد تكون قصّتها مكررة، لكن أسلوبها خطفني!
آلمني جدًا مشهد رب الأسرة الذي شهد كل أفراد عائلته يلفظون آخر أنفاسهم بينما هو عاجز بعمره الذي تجاوز السبعين وبصره المشوش ، حين وجد نفسه ساخطًا على الوطن والأرض والناس وكل ما حوله من أشياء ولما رأى الصحفي قال له بحسرة : " أكتب أن الدولة التي تقتل شعبها لا تستحق أن توجد ! " قالها وأنفجر بالبكاء المتصل بينما تفيض نفسه بمشاعر الكره والغضب والأنتقام والعجز جميعها مختلطة ومضطربة. _حين يصبح الوطن هشًا وأركانه من زجاج فلا عليك إلا أن تتوقع أنه مُهشم لا محالة ، وحينها لن يبقى ما يُسمى بالوطن فلن تجد سوى ركام هو دليل على هول ما يحدث ، لا أهمية لأسماء هنا فكل المسميات واهية ، فقط عندما تمرر عينيك على الكلمات بين السطور ستبصر النفوس تتأوه من مصابها ، وستري غصة الكلمات التي تكومت بالأفواه لكنها لا تخرج أبدًا حيث لا جدوى من الكلام ، لا جدوى سوى للشعارات التي هي شعارات فقط ، تلك التي حفظناها منذ الصغر ورددناها مرارًا ومازلنا نرددها رغم ماهيتها الكاذبة . تمĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶت
ولكن.. حين لم أمت حين كنت أرجع إلى الجريدة كنت أشعر بالخيبة والثورة كنت أرى في عيني الزملاء دهشة لا أحبها دهشة بقائي حيا .. في الوقت الذي كان يموت فيه الآخرون
ياسمينة صالح
. .
رواية .. تمنحك فرصة رؤية الجزائر بصورة مختلفة عمل يتحدث عن موت مجاني .. عن يتم ،ووجع عن الاحسـاس بـ النفور من وطن يقدمك أضحية مجانية عن ماهية الموت الذي يحصد من حولك ويتركك وحيدا ،وكأنك مصاب بـ لعنة
رِوَايَة مُؤلِمَة جدّا، حتّى أنّها أبكتْنِي أنْصحُ بِهَا كلّ من يتشوق لِقراءة لغة جمِيلة وأسلُوب سلِس، وأنصح بها كلّ شخصٍ يُرِيد الإطلاع على حُقبة مضت من تَاريخ الجَزائر أو ربّما لا تزال موجودة
حزن و حزن و المزيد من الحزن، قلم أتمنى أن يدوم و يتطور في زمن شح فيه الأدب و انتشرت قلة الأدب، رغم حزنها، رغم قهرها، رغم كل مآسيها؛ رائعة. أسقطت نجمة بسبب الأخطاء المطبعية أو النحوية
مليئة بالحشو على أن الفكرة بحد ذاتها جيدة، لم يقترب أحد على حد علمي من تلك المرحلة الزمنية,,,لكن للأسف الكاتبة لم تكن في مستوى هذا التحدي,,,,باختصار الرواية جاءت بائسة بقدر بؤس المرحلة الزمنية التي تناولتها,,,,و بالمتاسبة لم تكن العملة الأوربية الموحدة موجودة في ذلك الوقت
"لا تسمح لنفسك بأن تكره وطنك الذي تعيش وتحيا فيه...أنت جزء من هذه الأرض يا بني"، رائعة أخرى من المغرب العربي وتحديداً الجزائر، رائعة مؤثرة بكل ما تحويه الكلمة من معنى
كتاب محزن حائر تائه جميل ما ان تنتهى منه حتى بثير كثير الاسئلة - ماالحب ؟! ماالحلم ؟! ما الفرح ؟ ما الحياد؟ ما الواجب؟ ما الوطن؟ ما قيمة الوطن الزى نعيش فيه؟
ما الوطن إن لم تكن الحرية سببا في انبعاثه، وما الحرية إن لم يكن الحب روحها الحقيقي
مات. قتل. أو اغتيل.. ما الفرق.. لا فرق بين ميتة وأخرى إلا في ماهية شعورك إزاء الميت نفسه.
لنتعلم الكلام بلا اهانات ولنبذل جهدا كي يحترم احدنا الآخر لأننا سنفترق في الأخير .!"
هذه اﻻنكسارا� واﻻحباطا� ليست وليدة اليوم، وأن ما يعتبرونه "أمسا جميلا" كان ساحة مفتوحة لهذا الخارب الحالي.
هل يمكن لشخص أن يبكي بكرامة في حضن غير حضن أم منتظرة ومتلهفة؟ تلك الدموع التي تصنع الرجال ولا تسيء إليهم..
"الحي أبقى من الميت"! فأجدني أتلفت حولي، أي حي هذا الذي يبدو أبقى من الميت؟ أليس الحي ميتاً بالتقسيط؟
نظر إلي بغضب وقال -إهانة الوطن ليست حرية بل وقاحة ! وجدتني أبتسم ..قلت بصوت طبيعي.. - الوقاحة أن يهين الوطن شعبا كاملًا�
-لاتسمح لنفسك بأن تكره وطنك الذي تعيش وتحيا فيه..أنت جزء من هذه الأرض يابني. #وطنمنزجاج
اعتدت أن اضع قائمة بالكتب التي ارغب في اقتنائها بين الفينة والأخرى، تبدلت العناوين ووحدها رواية وطن من زجاج بقيت لصعوبة الوصول لها رغم عمليات التنقيب المستمرة عنها في معارض الكتب والمكتبات المحلية إلى حين الحصول عليها مؤخراً من أحد المتاجر الالكترنية. بداية تعرفي على هذه الرواية من خلال مقال كتبته عنها الاستاذة داليا الهواري، وامتدحت فيه الرواية وأسلوب المؤلفة، مما دفعني إلى اقتناء إصدار آخر لها أثناء رحلة البحث في سبيل التعرف على إصداراتها وبمجرد ماأنهيت قراءة الرواية بادرت بالقول أنها كانت ولاشك تستحق رحلة البحث التي استغرقت ٧ سنوات تدوينتي عن الكتاب على هذا الرابط