� «النقشِ على الحجر» ضربَ الأقدمونَ الأمثال. وفي مفارقةٍ لافتةٍ، يضربُ لنا الشاعرُ الشابُّ «وليد جلال» مَثَلَهُ الشعريَّ الفريدَ � «نقوش على سطحِ ماء». للتحميل مجانًا: http://goo.gl/xj90FJ
ربما للأمرِ علاقةٌ بعصرِ السرعةِ الذي نحياه؛ تتوالى الأحداثُ سريعًا، فينقشُ الشاعرُ على إيقاعٍ مماثلٍ، بخفةٍ ومهارةٍ، النقشَ تلوَ النقش: ذاتَ ثورة، ثم ذاتَ غفوة، ثم ذاتَ ضيعة، فذاتَ رؤية، وأخيرًا ذاتَ رحلة. ويرحلُ بقارئه على طولِ الرحلةِ في المكان؛ أماكنِ الثوراتِ والغليان، وعلى امتدادِ الرحلةِ في الزمان، يهربُ من «ريحِ الحداثةِ» تلك التي تحملُ شِعْرًا بلا مُوسيقى، ولا يستسلم � «قيد الخليل» الذي ربما حَبَسَ الشعرَ في مُوسيقاهُ وسَلَبَهُ شعوره، بينما يجدِلُ «وليد جلال» الشعرَ والشعورَ في جديلةٍ أنيقةٍ، ويُوجبُ عليه تنقُّله بين طبقاتِ الشعورِ «رجوعًا إلى المهد»، وإلى ما هو أبعد؛ حيث «طروادةُ تسقطُ مرةً أخرى»، وفي غفلةٍ من الواقعِ يُوَشوِشُ جلال «وَشوَشاتٍ في أذنِ الجميلةِ النائمة» وتتشظَّى الوَشوَشاتُ، لتَحُولَ «تمتماتٍ على الدربِ» و«صلوات»، يبُثُّها الشاعرُ شعرًا رائقًا، له من رونقِ اللفظِ ودماثةِ المعنى ما يأخذُ بالألباب
يا مُتعَبِينَ هَنِيءٌ بعضُ مَن تَعِبُوا يا غَائِبِينَ مُقِيمٌ بعضُ مَن رَاحُوا يا ثَائِرِينَ ألا ثُورُوا ولا تَهِنُوا فقد يُهِينُ ظلامَ الظُّلْمِ مِصْبَاحُ! حَمَلْتُ شِعري على ظهرِي ويخْجلنا مَن يَنْظِمُ الشِّعرَ ثَوَّارًا � ويَرْتاحُ
~~~
لمْ يُسْعِفِ البَوْحُ � لا هَمْسٌ ولا صَخَبُ مَرارَةُ الحَرْفِ قبلَ الحرْفِ تنْسَكِبُ هل مِن شِفَاهٍ بغيرِ النُّطْقِ تُبْلِغُها أنَّ العُيُونَ بغيرِ الدَّمْعِ تنْتَحِبُ؟!
هذا الديوان جاءنى كترشيح من مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة .... ولاننى من اكثر المعجبين بها كموقع وصفحة فيس وصفحة جودريدز واكثر الاجنحة التى اشتريت منها كتب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب .... لذا كان ترشيحهم هذه المرة ايضاً عند حسن ظنى .... فقد وجدت هذا الديوان غزير باللغة الراقية والثقافة الواسعة والاختلاف الملحوظ .... حقيقةً هذه هى المرة الاولى التى أقرأ فيها لوليد جلال ولكنه اذا استمر بهذا الشكل اعتقد اننا جميعاً سنقرأ له مرارا وتكرارا
صَلوات: (شجرة) باأمنا الأرض ويا ربتنا الشمس تقبلا الصلاة الآخرة وباركا العصارة التى أريقت واحفظا بذورنا المهاجرة ممن على رجلين يمشى إنه.. يصنع من صغارنا سجائره
(طائر) يارياح تقدست كل مساء تقدست كل صباح يرياح ياممسكات بأجنحتى ان يقعن ومستمسكات بأسطورتى ان تباح يارياح عذت ممن يطير بغير جناح إنه.. بعد هدم بيوتى الغصون يريد يشاركنى فى البراح
(انسان) ياإلهى المسمع الصم الدعاء والمرى العمى البكاء لا أناجيك سدى لى فى مناجاتى رجاء ياإلهى المسمع الصم الدعاء والمرى العمى البكاء ضاقت الأرض بتعميرى لها فامنحنِ مفتاح الفضاء
وقدني اليك لاني اخاف الطريق ويرعبني ليله المنعزل اخاف اذا نمت الا افيق اخاف اذا سرت الا اصل !
اعجبني قراءته جدا ورغبت بصفحاته الالكترونية الا تنتهي يحب الطبيعه جدا وضمن اغلب شعره من عناصرها الرياح .. الغيم .. السواحل . . المطر .. واكثر من ذكر الرمال خصوصا ما اعجبني جدا هو قابليته على انشاء مصطلحات شعرية ولغويه جديده وهذا هو مايكون عليه الشاعر ومايجب ان يكون عليه الشعر الحديث لن تكون اخر مرة لي لقراءة جديده طبعا
مما لا شك فيه أن مهندس وليد جلال يمتلك لغة لا يمتلكها إلا ندرة قليل من أبناء جيلنا .. الذي تسري بينه الأشعار المبتذله كالنار في الهشيم و تجد شعراء ( او يسمون أنفسهم كذلك ) ليست لديهم هذه القدرة ولا هذه اللغة ولا هذا الإتقان .. بالإضافة إلى القصائد الإيقاعيه التي تشعر و كأنها تلحن ذاتها بمجرد قرائتها .. يعيب الديوان في نظري عدم تماسكه و عدم تعبيره عن قضية بصبغة واضحة , أيضا عدم قوة مواضيعه .. لكن يستحق أربع نجوم دعما لمتقني اللغة الذين أوشكوا على الإنقراض .. ... أنصح بقراءته
لغة ممتازة في مُجملها وإن تمَ إنهاكُها في بعضِ المواضِع واستنزافُها أكثر مما تستحمله روح القصِيدة. اهتمَ بالشكلِ أكثرَ مِن المضمون فاختلَ المعنى في بعض القصائد :) ومعَ هذا استمتعتُ بالقراءة ولعل أجملَ ما قال : " واقِفًا عندَ حافَّةِ نفسِي بينَ صُدُوعٍ سحِيقَهْ باحِثًا عن فُتَاتِ الحقِيقَهْ أتسَاءل: كيفَ أنا لمْ أزلْ أنا؟ كيفَ أقَاوِمُ إغرَاءَ أنْ لا أكونَ أنا لدَقيقَْ "
لم يُسْعِف البَوْحُ.... لا هَمْسٌ ولا صَخَبُ مَرارَةٌ الحَرفِ قبلَ الحرْفِ تنْسَكِبُ هل من شِفاهٍ بغيرِ النطق تُبْلِغُها أن العُيُونَ بغيرِ الدمعِ تنْتَحبُ؟!
مش عارف لم يعجبنى هذا الديوان الكاتب لغته جيدة أفضل القصائد اللي عجبتنى جداً كانت المعارضة للقصيدة الدمشقية لنزار قباني و قصاصات رقم 5 و طروادة تسقط مرة أخري
ما بين الثلاث والاربع نجمات . . اسلوبه فاحئني ، احسن مما توقعت في قصائد كانت جميلة وفي قصائد عادية او اقل . اخدت اقتباسات منه كتير . كتجربة عموما كويسه جدا
قراءة في ديوان " نقوش على سطح الماء " وليد جلال الرسوم الداخلية والغلاف : أميرة علم
1- التقسيم الداخلي للديوان : الديوان مقسم إلى خمس أقسام هم :
الثورة ( ذات ثورة )، الحبيبة المتوارية خلف الغفوة ( ذات غفوة )، ثم حالة الشتات ( ذات ضيعة ) ، فالوصول (ذات رؤية ) ، فالحكمة من الرحلة في النهاية (ذات رحلة ) هذا التقسيم مع العنونة المناسبة جدا لكل قسم جعل من الديوان حلقة متصلة بما يليق تماما مع رحلة الشاعر للمعرفة بداية من حالة الثورة الداخلية والخارجية للشاعر ، ثم إنزواء الحبيبة أو تقلُص مساحتها الخاصة حيث تظهر قضايا الشاعر الأخرى المهموم بها التي تجعل منه شخصا لايستطيع إدراك الحب أو ملاحقته .. ثم حالة الضياع والأسئلة .. ثم حالة الوصول والرسو ثم إدراك هدف الرحلة والفائدة منها .. وادراك خط الحياة كاملا .. حتى الموت .. حيث بدأ به أول الديوان وانتهى إليه في نهاية الديوان .
2- التقسيم الداخلي للقصائد : ظهر التقسيم الداخلي للقصائد بعنوانين جانبية منفصلة من بداية القسم الرابع حتى انتهاء الديوان وكأنه عندما أدرك الوصول بدأ يفند ماوصل إليه .. ويحاول تجميع الصورة ليعرف في النهاية نتيجة وهدف الرحلة
3- عن القصائد : القصائد متنوعة ما بين قصير ومتوسط الطويل وطويل .. لكنها رشيقة جاذبة ، وخفيفة - تمتمات على الدرب : هي من أكثر القصائد التي توصل للقاريء حرفيا حالة التيه ..
4- عن القصيدة الأخيرة بعنوان " من آثار رحال " هي القصيدة التي تلخص الديوان كله ، وتم تقسيمها كمراحل العمر وكأنها حياة الشاعر ورحلته كاملة مُلخصة في قصيدة مرورا بكل ماعاشه .. فالشاعر مهموم بكل شيء ، بكل تفاصيل الكون ، يحمل فوق رأسه الطير وعلى عاتقه الجبال ، يحمل الكون وتمرد طبيعته ، كائناته واحتياجاتهم ، يحمل هموم جيله كلها ثم يحمل السؤال ويأمل أن يجد الإجابات وأخيرا يحمل الحب في قلبه .. أينما ذهب ..
5- عن القصاصات ، والوشوشات : هي همس الشاعر في أذن القاري ، وهي المفاتيح لحل بعض ألغاز القصائد .
6- عن تكنيك القصائد : تعجبني الدائرية في القصائد حيث يسلم كل مقطع لما بعده لكن يؤخذ على الشاعر في بعض القصائد تكرار الجمل الأخيرة من النص ..
7- الشخصيات في الديوان : هي شخصيات غامضة إلى حد كبير وقليلة : مثل المرأة العجوز ، هوميروس ، زيوس أما عن الشخصيات القريبة فهي صديقته ، وحبيبته ، وأناهُ الأخرى ..
8- في الجزء الواقعي من الديوان : اختار الشاعر ثلاث بلدان للتحدث عنهم .. مصر � طروادة � دمشق وجعل بين الأولى والثانية مقابلة حتى يعمق الشعور بالمأساة بشكل أوسع ثم أتبعهم بدمشق لإعلان ألمه وتمزقه وهمه الذي يحمله داخله ..
9 � عن اللغة : - جاءت اللغة عالية في الديوان بأكمله ومتقنة واحترافية في الديوان إلا إني تفقدت بعض مواضع الصعوبة في بعض الكلمات مثل : مموسَقة/ موسِقوا / تموسَق ذوي مَتْرَبْة ولا بآيٍ يواسي حزن مئذنة
وليد جلال من الكتاب الذين لم يذع صيتهم لكن قلمه مختلف ومتميز فعلاً. في الحقيقة، وجدت بعضاً مني في هذا الكتاب لم أجدني كلي لكنّ دائماً أرى بأنّ الكتاب الذي تجد فيه بعضاً منك حتى لو أجزاءً متناثرة منك هو وسيلة جيدة للتوهان والتأمل والتفكير في هذا العالم الملئ بالفوضى.
أقتبس بعضاً مني: أنا سؤال ِ الموت للشعر: متى تكفّ عن قتلي؟ ألا من هدنة بين غريمين شريفين؟ متى تكف عن قتلي؟
أتسائل: كيف أنا لم أزل أنا؟ كيف أقاوم اغراء أن لا أكون أنا لدقيقة؟