نبذة كان تاريخ المجتمعات الإسلامية، على امتداد أربعة عشر قرناً، مصوغاً بحدَّة عالية وفقَ قطبين متعارضين كانا يتحكَّمان بمدّ الحضارة الإسلامية وجزرها، وهما: الجهاد والفتنة. وكانت العبارة الأولى قد انطوت على دلالات إيجابية في الثقافة الإسلامية التقليدية. أما العبارة الثانية، أي «الفتنة»، فلها دلالة سلبية تماماً: فهي تعني العصيان والحرب في صميم الإسلام. بيد أن المسألة تُطرح بحدَّة لافتة حين يخاض الجهاد في دار الإسلام لمقاتلة «العدو القريب»، وقد يوشك الجهاد أحياناً أن يقلب النظام الاجتماعي رأساً على عقب، فينفتح باب الفتنة على مصراعيه، وتحل الفوضى والخراب. وقد أوحت به الفتاوى ذات النبرة الخلاصية والداخلة في حساب الجهاد، فإنّما الجهاد المقدّس هو قتال «العدو القريب»، المتمثّل في الحكام الفاسدين في ديار الإسلام، وقد احتموا بالغرب الذي يسيطر على العالم. إنَّ انفصاماً كهذا في وعي الإسلاميين للعالم هو ما يتحكّم بهؤلاء ويجعلهم يصعدون بهذا التوتر بحثاً عن الشهيد، وهم على يقين بضرورة إطلاقهم زلزالاً خلاصياً للأمة، بفضل «العملية الاستشهادية» التي يندفعون إلى تحقيقها، من دون أن يهتموا بمعرفة ما إذا كان العنف الذي أزهقوا به أرواح آخرين خلفهم قد يحدث بلبالَ الفتنة.
جيل كيبيل باحث سياسي فرنسي، مدير كرسي الأستاذية للشرق الأوسط والبحر المتوسط ومدير برنامج الدكتوراه المتخصص في العالم الإسلامي بمعهد الدراسات السياسية بباريس. مختص بشؤون الحركات الإسلامية.
A French scholar and analyst of the Islamic and the Arab world. He has written works on Radical Islam including Jihad: The Trail of Political Islam. He was the Philippe Roman Chair in History and International Affairs for 2009-10 at LSE IDEAS (Centre for Diplomacy & Strategy, at the London School of Economics and Political Science.
Professor Kepel has previously been a visiting professor at Columbia University in New York. He speaks Arabic, French, English and Italian.
Kepel's work has stirred intense debates in the French academia. His analyses of political Islam have notably been criticized by Olivier Roy, François Burgat and Alain Roussillon. These 3 authors however are also quite controversial, with secularists like Caroline Fourest or Mohamed Sifaoui being particularly critical of Roy and Burgat's sympathy towards islamists.
نُشر الكتاب في سياق أدبيات الحرب على الإرهاب وأعقاب الحادي عشر من سبتمبر، حيث نُشر في عام 2004. والكاتب "كيبيل" هو واحد من الكتاب الفرنسيين الذين شُهد لهم بتناول الإسلام والشرق الأوسط بنظرة متحررة من الإستشراق والتعالي، وأظنني عرفته عن طريق جورج قرم تقريبًا أو نزيه الأيوبي أو ثالث لهم لا أتذكر على وجه التحديد، ورغم ذلك يُمكن الوقوف ضد كيبيل في عديد من وجهات النظر المُتعلقة بشأن الصراع العربي الإسرائيلي خاصة إدانة عرفات فيما يتعلق بالانتفاضة الثانية أو انتفاضة الأقصى 2000، ولكن يمكن الوقوف معه على أرضية مشتركة بشكل أوسع حيث أن الكتاب فعلًا يكتب بشكل مُتحرر من الخوف من مسلمين أو أوروبيين أو يهود وهذا هو النوع الذي أفضله من الكتابة الأكاديمية. يتناول كيبيل في كتابه الأبعاد التاريخية التي أدت لتفجيرات سبتمبر ثم مدريد ثم حربيّ أفغانستان والعراق، فتجده يتناول في المقدمة وجهة نظر يرمي إليها إلى أن فشل مسار أوسلو هو المُسبب الرئيسي، ثم يستهل كتابه ويؤطر فكرته من خلال تتبع نشأة المحافظين الجدد وفكرهم الذي كان يُسيّطر على أفكار بوش ثم يتبع بالفكر الجهادي وبن لادن والظواهري، هو نمط بنيّوي في أدبيات الحرب على الإرهاب يعتمد على المقابلة دائمًا بين طرفيّ نقيض، عرضه من قبل جورج باكر في بوابة الحشاشين، وكذلك لورنس رايت في البروج المشيّدة، وبلغ ذروته وروعته في وثائقي آدم كورتيس الرائع "قوة الكوابيس"، ومن ثم ينتقل كيبيل للحديث عن السعودية في فصل خاص به، بالنسبة لي كان شبه ملخص لما عرفته من قبل عن السعودية والوهابية عند أليكسي فاسيلييف في تاريخه عن المملكة من القرن الثامن عشر إلى نهايات العشرين، وكذلك كتاب الصحوة لستيفان لاكروا، وستجده أيضًا منثورًا في أدبيّات أخرى سبق وتعرضت لها مثل الكتاب الرائع للمؤلف المجهول نايف بن حثيلين عن صراع الحلفاء أمريكا والمملكة، وأتبع كيبيل فصل السعودية بفصل عن العراق سبق وأن تعرضت له في العديد من الأدبيّات عن العراق والوثائقيات كذلك، ولكن كان في فصل العراق إضافة أكبر بالنسبة لي خاصة فيما يتعلق بسنوات الاقتتال الشيعي الداخلي ما بعد الحرب، وسنوات علاقة نظام البعث الإسلام السياسي الشيعي وأظنني سأعود إلى ذلك بتوسع عما قريب في كتاب فالح عبد الجبار العمامة والأفندي، ويُنهي كيبيل كتابه بالفصل الأهم بالنسبة لي وهو عن الإسلام السياسي في أوروبا، في فرنسا بالتحديد، وكيف أنه ليس كتلة واحدة كما تتصورها وما زالت تتصورها وسائل الإعلام الغربية، ويفرق بشكل واضح بين النهج السلفي والنهج الإخواني وموقف كلًا منهما في الإندماج في المجتمع الأوروبي وحضارته وثقافته وتماهيم مع الموقف الجهادي الذي دعا إليه فكر تنظيم القاعدة آنذاك. كتاب هام جدًا وإن كان قد تقادم، فهو بإمكانه أن يصلح كمقدمة نافعة لقراءة أدبيّات الحرب على الإرهاب كما تُسمى، وبإمكانه أن يصبح كمراجعة تثبيتية لما سبق وتم تحصيله عندي من خلال عديد القراءات والمشاهدات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد :
خلق الله عز وجل الناس حنفاء موحدين مخلصين لله الدين ، وفطرهم على التوحيد والإقرار بمعرفة الله عز وجل ، قال تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم : 30) ، لكن حصل الانحراف والضلال في البشر و أصابهم الشرك في العبادة .
فأرسل الله ورسله للأمم مبشرين ومنذرين ، يدعون إلى التوحيد ويحذرون من الشرك ، قال تعالى : (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر : 24 ) وقال تعالى:(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) (النحل :36) فعقيدة التوحيد هي أصل كل الرسالات و الإسلام هو دين جميع المرسلين من آدم ونوح عليها السلام إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ و) آل عمران /19 .
أما تسمية اليهودية بهذا الإسم " نسبة إلى اليهود وهم أتباعها وسموا يهوداً ، نسبة إلى ( يهوذا ) ابن يعقوب الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى عليه السلام فقلبت العرب الذال دالاً .
وقيل نسبة إلى الهَودْ وهو التوبة والرجوع ، وذلك نسبة إلى قول موسى عليه السلام لربه : ( إنا هدنا إليك ) أي تبنا ورجعنا إليك يا ربنا .
وكان اليهود أيام موسى عليه السلام ، إنما يعرفون بـ ( بني إسرائيل ) ثم أطلق عليهم ( يهود ) فيما بعد .
ونلحظ في القرآن الكريم أنه حيناً يسميهم بـ ( بني إسرائيل )، وإسرائيل هو لقب يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وبنو إسرائيل هم ذريته .
وحيناً يسميهم : ( الذين هادوا ) و ( اليهود ) لأنهم تسموا ( باليهود ) في عصورهم المتأخرة وكذلك نجد في السنة المطهرة تسميتهم بـ ( بني إسرائيل ) و ( اليهود ) أيضاً " (1)
أما الديانة النصرانية فسميت بهذا الاسم " نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين وهي التي ولد فيها المسيح ، أو إشارة إلى صفة : وهي نصرهم لعيسى عليه السلام ، وتناصرهم فيما بينهم ، وهذا يخص المؤمنين منهم في أول الأمر ثم أطلق عليهم كلهم على وجه التغليب ، ويشهد لذلك قوله تعالى : ( قال الحواريون نحن أنصار الله ) الصف / 14 .
وفي العصور المتأخرة أطلق عليها ( المسيحية ) نسبة إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فالمسيحية هي النصرانية تماماً " (2)
واليهودية والنصرانية كانت عقيدة كلاً منهما عقيدة التوحيد والإيمان لكن وقع فيهما التحريف والتبديل .
وفي هذا الملف سنتناول الديانة النصرانية أصلها وتاريخها وبداية الإنحراف فيها ، وما هو التنصير ؟ وما أهدافه ؟ ووسائله؟ وما جهود المنصرين في العصر الحاضر ضد الإسلام ؟ وكيف يواجه المسلمون المد التنصيري ؟
النصرانية Christianity
1- أصلها و تعريفها :
النصرانية هي الدين المنزل من الله تعالى على عيسى عليه السلام وكتابها الإنجيل ، وهي امتداد لليهودية لأن بني إسرائيل حرفوا اليهودية الدين الذي أنزله الله تعالى على موسى عليه السلام و بدلوا التوراة فأرسل الله نبيه عيسى إليهم مصححاً لما حرفوه وليحل لهم بعض الطيبات التي حرمت عليهم ومبشراً بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً يأتي من بعده . قال تعالى : ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) الصف / 6 .
وعندما حصل التحريف في النصرانية وتعددت الأناجيل وتحول أتباعها عن التوحيد إلى الشرك المتمثل بالتثليث ، نُسخت بالإسلام فأصبحت باطلة لا تقبل عند الله .
والتنصير هو :
في اللغة : الدعوة إلى اعتناق دين النصارى ، جاء في لسان العرب : التَّنَصُّرُ الدخول في النَّصْرانية, و نَصَّرَه جعله نَصْرانِيّاً وفي الحديث : ( كلُّ مولود يولد على الفِطْرة حتى يكونَ أَبواه اللذان يَهَوِّدانِه ويُنَصِّرانِه ) . ( 3 )
و في المعجم الوسيط : ( النَّصْرَانِيَّة ُ): دِينُ أَتباع المسيح عليه السلام و( النَّصْرَانِيُّ ): من تعبَّد بدين النَّصرانية. ( 4 )
وجاء في القاموس المحيط : ( النَّصْرانيَّةُ) دينُهُمْ ويُقالُ نَصْرانِيٌّ وأنْصارٌ (وتَنَصَّرَ) دَخَلَ في دِينِهم ونَصَّرَهُ (تَنْصيراً) جَعَلَهُ نَصْرانياً . ( 5 )
في الاصطلاح :
هو حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بُغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة على تلك الشعوب . ( 6 )
تعريف آخر :
هو قيام مجموعة من المنصرين باحتلال منطقة معينة ، والعمل على تنصير سكانها ، وإنشاء كنيسة وطنية تؤول مسؤوليتها الإدارية والمالية تدريجياً للأهالي الذين يقومون بدورهم بنشر النصرانية في المناطق التي لم يصل إليها المنصرون . ( 7 )
وحتى يتقبل الناس هذه الدعوة سميت بـ ( التبشير ) حتى يكون أثرها جيداً في النفوس وللتلبيس على الناس بأن هذه الدعوة ستجلب لهم البشر والسرور والفرح ، قاتلهم الله .
وعند الرجوع للمعنى اللغوي لكلمة التبشير في معاجم اللغة نجد أنها تفيد الأمر الذي يجلب السرور والفرح ، ففي المعجم الوسيط : (بَشِرَ) بالخَبر: -َ بِشْرًا: فَرِحَ به وسُرَّ . و- بالشيء: استبشر به ( 8 ) ، لكن لابد أن نعرف أن التبشير يحتمل الشر والخير وكما ورد في لسان العرب " البِشارَةُ المُطْلَقَةُ لا تكون إِلاَّ بالخير , وإِنما تكون بالشر إِذا كانت مقيدة كقوله تعالى : ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) " ( 9 )
أما كلمة (التَّبْشِير) بمعنى الدعوة إلى الدَّين فهي محدثة . ( 10 )
" والتبشير عند النصارى يعني هجوم المسيحية على الديانات المستوطنة في البلاد التي يتوجه إليها المبشرون المسيحيون للتبشير فيها خصوصاً على الإسلام " . ( 11 )
أطوارها عبر التاريخ وبداية الانحراف فيها :
مرت النصرانية بعدة أطوار عبر التاريخ حتى وصلت إلى هذا الاعتقاد الفاسد فاستحقوا أن يكونوا من أهل الكفر والضلال كما استحق اليهود ذلك ، وعلى المسلم أن يعتبر من تلك الأمم التي ضلت عن الصواب لإتباعها للهوى وتحريفها لكتاب الله وكتمانها للحق والعلم وإن كان وحياً منزلاً من الله تعالى عليهم فهؤلاء لا يجدون حرجاً في كتمانه ما دام لا يخدم أغراضهم وغاياتهم الفاسدة ، وصدق الله إذا يقول : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (آل عمران : 71 )
والمسلم من عقيدته الإيمان بجميع الرسل وجميع الكتب التي أنزلها الله ، فالإيمان بأن عيسى رسول الله ، وأن الإنجيل المنزل عليه من الله حق ، هو واجب عليه بل من أركان الإيمان التي لا يتم إسلام المسلم إلا بها .
ويمكن تقسيم أطوار النصرانية إلى :
" الطور الأول : وهي دين الله الحق .
الطور الثاني : لما رفع الله تعالى إليه عيسى عليه السلام ، بقي عدد من أتباعه وأنصاره على الحق مدة يسيرة ، حيث كان اليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام لهم بالمرصاد يطاردونهم ويقتلونهم ويشون بهم عند السلطات ( الحكام ) ، واستمر هذا الطور قرابة نصف قرن .
��لطور الثالث : ويبدأ في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي ،وهو عهد كتابة الأناجيل المبتدعة ، وهي عبارة عن اجتهادات لم تسمع من عيسى عليه السلام مشافهة وبعضها من دس اليهود ، واستمر هذا الطور مايزيد على ثلاثة قرون ، عاشت فيه النصرانية في تخبط وافتراق ، وتأثرت بالفلسفات والآراء والطقوس الوثنية السائدة ، إضافة إلى ما لعبه اليهود خلال هذه الفترة من الدس والتحريف وإشاعة الفرقة والاختلاف العقدي والمذهبي بين صفوف أتباع النصرانية .
كما أنه خلال هذه الفترة فقد النص الصحيح للإنجيل وكثرت الأناجيل إلى حد لا يمكن الاهتداء إلى نص الإنجيل الثابت .
أما الطور الرابع : ويبدأ بالتجمع الكبير الذي عقده قسطنطين ملك الرومان في نيقية سنة 325 م ، وهو تجمع حاسم قرر فيه مبتدعة النصارى الاتجاه نحو النصرانية الضالة ، والتي هي مزيج من الوثنية الرومانية السائدة آنذاك ، ومن اليهودية المحرفة وبقايا النصرانية المشوشة ، والديانات الوثنية الهندية . وفي هذا اللقاء رسخت عند النصارى عقيدة التثليث الوثنية وهو اعتقادهم أن الله ثالث ثلاثة " . ( 12 )
العقيدة النصرانية المحرفة :
" بعد تحريفها أصبحت خليطاً من الوثنية الرومانية و الهندية والفلسفة اليونانية و التحريف اليهودي ، ومن أهم اعتقاداتها :
1- عقيدة التثليث :
وهي كما يزعمون أن الله عندهم ثلاثة حالات وتسمى ( الأقانيم ) :
الأول : الإله الأب وله خصائص الألوهية وهو الله .
الثاني : الإله الابن وله خصائص البشرية وهو عيسى .
الثالث : الإله الروح القدس : وله خصائص الازدواجية بين الآلهية والبشرية وهو الروح التي حلت في مريم .
وعلى هذا فهم يزعمون أن الله تعالى ثالث ثلاثة ، وهذا هو الشرك المحض ، وقد ذكر تعالى ذلك عنهم ورد عليهم بقوله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) (النساء : 171 )
وحين زعموا أن عيسى ابن مريم قال لهم اتخذوني وأمي إلهين افتراء عليه رد الله عليهم بقوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:116- 117 )
2- تقديس الرهبان ورجال الكنيسة والثقة العمياء بهم :
فهم يزعمون أنهم يتكلمون ويأمرون وينهون نيابة عن الله تعالى ، ولهم السلطة المطلقة في الدين ، فيحلون ويحرمون ، بل ويغفرون للمذنب والمجرم والفاجر بمجرد حضوره للكنيسة ، وتقبيله لأعتابها ولأقدامهم ( النجسة ) وقد يمنحون المجرمين والمفسدين في الأرض صكوك الغفران زاعمين أنهم يضمنون لهم بها الجنة !
وقد حكى الله عنهم ذلك فقال : (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة : 31 )
لذلك هم يسمون رجال الكنيسة ( رجال الدين ) وهذه التسمية نابعة من فكرتهم الخاطئة من أن الدين لا صلة له بالدنيا ، وله رجال لا يتدخلون بأمور الدنيا التي لها رجالها ، وقد انتقلت هذه التسمية مع الأسف إلى المسلمين بالتقليد الأعمى وأخذ المصطلحات الغربية دون تمحيص ، لأن الإسلام دين الحياة ، وكل المسلمين ينبغي أن يكونوا رجال دين ، بل إن من أهم شروط الولاية والإمارة في الإسلام : الفقه والعلم بالدين ، حتى تهتدي نشاطات الحياة كلها بأحكام الإسلام التي تشمل كل شيء.
3- الصلب والفداء وتقديس الصليب :
وذلك أنهم يزعمون أن الله تعالى المتمثل في زعمهم بـ ( الابن ) وهو المسيح عليه السلام أراد أن يصلب وأن يقتل ( بزعمهم الباطل ) تكفيراً لخطايا بني آدم وهم يعتقدون أنه وقع له الصليب والقتل لأجل ذلك ، مع أن ذلك لم يحدث وإنما شبه لهم كما جاء في القرآن الكريم .
وكل ذلك من دسائس اليهود ، قتلة الأنبياء ، وذلك أن اليهود حين حقدوا على عيسى عليه السلام وأتباعه وخافوا من انتشار دينه استعدوا عليه السلطات والحكام ، وهموا بقتله ، فأوقع الله بأيديهم رجلاً يشبهه ابتلاء وامتحاناً فقتلوه وصلبوه ، ورفع الله تعالى عيسى عليه السلام إليه وطهره من أيديهم ، فاستمروا في اضطهاد أتباعه .
وبعد ذلك دسوا في النصرانية فكرة الفداء والصلب بقصد إفساد عقيدة النصارى فكان لهم ذلك وقد حكى الله عنهم ذلك ورد عليهم بقوله : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء : 157 ). ( 13 )
وقد جعل النصارى الصليب شعاراً لهم، وله تقديس خاص عندهم ، فهو علامة على أنهم من أتباع المسيح الذي فدى بنفسه لتكفير خطايا بني آدم ، فنجده منصوب فوق الكنائس و في بيوتهم و معلق على صدور كبارهم وصغارهم ورهبانهم ( جمع راهب وهو المتعبد ، فالرهبان هم علماء النصارى وعبادهم ) ، فما أخف عقولهم يقدسون الصليب الذي قتل عليه إلههم بزعمهم ، لو كان فيهم ذرة من عقل يضع الأمور في مكانها لكان هذا الصليب أحقر الأشياء عندهم !! لكنه غباء الكفر والطغيان ( ومن لم يجعل الله له نوراً فم له من نور ) .
عجبا لليهود والنصارى أسلموه لليهود و قالوا فلئن كان ما يقولون حقا فإذا كان راضيا بأذاهم وإذا كان ساخطا غير راضي
والى الله ولدا نسبوه إنهم من بعد قتله صلبوه فسلوهم أين كان أبوه فاشكروهم لأجل ما صنعوه فاعبدوهم لأنهم غلبوه
4- الكتاب المقدس :
يؤمن النصارى بقدسية الكتاب المشتمل على:
العهد القديم : والذي يحتوي : التوراة � الناموس - وأسفار الأنبياء التي تحمل تواريخ بني إسرائيل وجيرانهم، بالإضافة إلى بعض الوصايا والإرشادات.
العهد الجديد : والذي يشمل الأناجيل الأربعة: ( متى � مرقس � لوقا � يوحنا ) فقط ، والرسائل المنسوبة للرسل، على أن ما في العهد الجديد يلغي ما في العهد القديم، لأنه في اعتقادهم كلمة الله، وذلك على خلاف بين طوائفهم في الاعتقاد في عدد الأسفار والرسائل بل وفي صحة التوراة نفسها.
و القرآن الكريم قد بين أن الإنجيل قد وقع فيه التحريف كما وقع في التوراة فجاء القرآن ناسخاً لهما ، وهذا التحريف كان إما بالزيادة أو النقصان كما جاء بيان ذلك في قوله تعالى : (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران : 187 ). (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) (النساء : 44 )
فهذا الكتاب المقدس الذي بين أيديهم ليس هو الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام بل هو محرف ومبدل ويجب على المسلم الإيمان بذلك ، وحتى إن كان فيه شئ من الصحة فقد نُسخ بالقرآن الكريم ، قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ... )
I thought this was fine, but at this point I've read so many books about the War on Terror, radicalism, etc that I didn't find much original here. I think even within the discourse at the time this book was written, it wasn't all that new, as it isn't based on archival research or journalism but rather an essayistic summation of much of Kepel's existing work (which is usually very good).
The basic argument here is that both radical Islamist groups and the United States by the early 2000s came to believe that the political status quo in the Middle East was untenable and needed drastic change. Of course, Islamist groups had been arguing this for a long time, and Kepel does a nice job tracking their evolution, including the growth of Al Qaeda. The United States had tolerated a status quo of a region split between pro and anti-US authoritarian regimes, some of which, like Saudi Arabia, fueled the terrorism problem. Neocons ran with the 911 attacks to launch a project of regional transformation toward liberal democracy that foundered almost immediately in IRaq, which provided a major filip to extremism.
Kepel has solid discussions in here of the global politics of the Israel-Palestine conflict as well as the "battle for Muslim minds" in Europe. He makes a good case that the task of integrating and creating opportunities for young Muslims in Europe will be crucial for showing that Islam and democracy are compatible things, and I think he's correct and that for the most part things in Europe are headed in a decent direction on that front. Anyways, this is a short and unfocused review, but this book just didn't strike me all that much so I don't have a ton to say.
The books seems to speak of several historical events that happened in the Middle East. Most of these events are explained using strategical wording that shift the narrators understanding of the event. I couldn’t even get through half of the book because of all the incoherent facts. One simple example is stating that the first Palestinian uprising was in 1987, Palestinian uprisings began in the 30s which can be depicted through the existence of the green hand group. In conclusion, if you would like to write a book on an ethnicity/culture/religion/country different to yours please do a proper unbiased extended research to fully understand and not intensify orientalism in the west. Still debating if I should finish this book or no.
*تقييمي للكتاب(بالمختصر): 1- سرد تاريخي دقيق مطعم بأيديولوجية المؤلف. 2- الأحداث التي تم سردها كانت حتى عام 2004، وبناءٍ عليها وضع المؤلف أرائه وتوقعاته المستقبلية التي جانب الصواب الكثير منها. 3- يوجد هناك بعض المغالطات الغير محورية بالنسبة لنا كقراء (عرب) في (التاريخ - السياسة - الدين) بسبب هوى وأيديولوجية المؤلف أو جهله لها. 4- هناك بعض المفاهيم والحقائق التاريخية التي تم تحويرها من قبل المؤلف ليّدَعم أرائه على ما أعتقد. 5- يصيبك نوعاً من الملل في بعض مواضع الكتاب بسبب السرد والإسهاب المستفيض. 6- أنصح بالكتاب من لديه خلفية تاريخية وسياسية في منطقتنا العربية، ويود أن يستزيد أو يطلع على بعض دقائق الأمور.
Though the book is very informative, I don't think it really lives up to the thesis that the author lays out in the introduction. Rather than laying out a path to win the "war for Muslim minds", the author instead recounts a general history of US involvement in the Middle East. It does a fine job, but loses its way early on, and only a short portion towards the end is pertinent to what he lays out as being his main argument.
most of the section on Iraq could have been left out, or summarized in the intro. seemed more like an answer to the present-day situation and an anti-neocon rant. (which i'm all for, and it was well done, but it just didn't fit here) Everything else (especially focusing on the war for muslim minds within the arab and muslim worlds) was fascinating and detailed.
I thought it was a good review of the history of relations between the U.S. and the Middle East. It was easy to read and I learned a lot. I was a little confused because the title made me think it would be more about Islamo-American/Islamo-European relations on a personal level rather than a government or ruling class level, but I enjoyed the book nonetheless.
Great primer into rise of Islamic militancy via international interference by global superpowers in pursuit of Cold War-era foreign policy objectives, financed by petro-monarchies of Saudi Arabia (Wahabbiism) and other states in Gulf region...