النيل والفرات: "كان بالامكان لطفولتي أن تكون حبيسة احدى فقاعات الصابون القزحية والبراقة، ولكن أنت من أطلق لمخيلتي عنان الأحلام. فما كان علي إلا أن انحط قلمي بماء الحياة.. وأصنع أجنحة تصل الى عين الشمس ولا تحترق. في ذلك اليوم نظرت إليّ حتى صرت أرى وجهي في دائرة بؤبؤ عينك الأسود الحاد.. أزحت الستائر عن النوافذ.. سللت لي من روحك خيوطاً شفافة رقيقة وواصلنا الركض.. أدنيتني من عالمك الساحر.. ودنوت من عالمي السحري. شكراً ماما.. جعلت أصابعي تلتقي بفضاء لا يحد.. لولاك ما كنت لأكون.. دائماً ما نقرأ –الطفول�- تلك المرحلة المرحة القزحية اللاذعة الهاربة بلغة من كانوا أطفالاً يوماً وابتعدوا عن تلك الأجواء التي يعيش بين تذبذباتها المختلفة الأطفال.. فلا نعود نلمس تلك الأحاسيس الطفولية بلغة الأطفال وانما غالباً ما نراها بعين الكبار.. فتحت الكاتبة طفول العقبي عيونها في بيت كانت الأوراق والأقلام فيه هي جزء من الهواء الذي تتنفسه.. جزء من الألعاب التي تحورها مرة دفتراً.. وأخرى طيارة ورق.. وثالثة بطاقة معايدة.. وأحياناً خربشات على جدار حتى وان لم تجد ما تكتب عليه، كتبت على الغيم والرمل.. وكانت احدى فسحها المجنونة هي أن تلتقط حواسها كل ما ترى، وعندما شعرت بأن تلك الأسطوانة التي بدخالها قد قاربت على الإنتهاء، ربما لقرب مفارقتها مرحلة الطفولة، قررت أن تنتش بعضاً من وحي الطفولة في دفترها الصغير. الآن وقد فارقت تلك المرحلة من حياتها عادت الى دفترها الوردي الصغير والذي تتربع على صدره قطة رمادية صغيرة.. جالت في أروقته.. وشعرت أن تلك الطفلة الصغيرة التي كانتها قد قفزت منه وأخذت تتجول في أرجائها.. ملأتها السعادة.. ذكرتها ببعض العبرات التي تجرعتها أو تجرعتها هي عنها.. وجددت لها ذاك الوعد القديم بأن تشرك طفولتها مع أطفال العرب وأطفال العالم الذين لا يفرطون بخبز طفولتهم وملحها مهما بلغوا من العمر.. فكانت هذه السطور التي تروي يوميات طفولة سعودية.
الناشر: كتابة لها ملمس رمل النفوذ والدهناء في نعومتها وفرارها من بين اليدين قبل أن نمسك بالكلمات. كما أن فيها مس من شمس الصحراء بما تطرحه من أسئلة الطفولة التي عادة لا يسمعها الكبار.
ولعل طفولة حين اختارت وهي طفلة، أن تكتب بعض يومياتها العادية في دفاتر المدرسة من اللعب والضحك والدرس والصداقات ومفاجآت تجارب التعلم الأولى ودهشة الاكتشاف أو صدمة بعض التقاليد والعادات، لم تكن تعلم أنها نشعل فتيلاً لم يشعل من قبل في الكتابة الأدبية. فإذا كان من المعتاد أن يكتب الكتاب عن طفولتهم بأثر رجعي، فإن من الجديد أن نكتب الطفولة ونحن بعد نلعب تحت أمطارها ولم نغادر عفويتها وشغبها. وهذا ما اقترفته صاحبة هذا الكتاب حيث أطلت تحمل التماعات الطفولة وهي تعبر مراحل جديدة من العمر.
إنها حقاً كتابة بريئة ترن كلماتها كأجراس سحرية من زعفران وماء فتستعيد لكل منها طفولته الهاربة.
� شابة سعودية لها أحلام لا تحصى للوطن وللشباب ولمستقبل واعد لابد أن يتحقق في يوم من الأيام بالأمل والعزيمة والإصرار. � كتبت طفول منذ سن مبكرة فكتبت وهي لا تزال على مقاعد الدراسة بعامودها الأسبوعي محار الصحراء بمجلة اليمامة وبجريدة الجزيرة فكان لوقع كلماتها رنين سحري دائما بشهادة قرائها و زملائها. � تابعت طفول الكتابة بنفس سياسي استقته عن والدتها الأديبة والشاعرة د. فوزية أبوخالد، لها عدة مقالات مشاغبة وجريئة بجريدة الرياض من خلال زاوية مباشر وبجريدة الحياة أيضا وبعدة منتديات عربية. لها عدة مشاركات حوارية تلفزيونية وإذاعية في قضايا الشباب باللغتين العربية والإنجليزية. � عملت كمسؤولة لبرامج المرأة والشباب بالأمم المتحدة وكان لها بصمة في عملها مع رعاية الشباب وهيئة السياحة السعودية. � عملت بالقناة الثقافية كمقدمة ومعدة برامج فكانت تطل كل صباح من خلال برنامج صباح الثقافية بثقة ونعومة وفكر جديد. � مؤلفها الأول طفولة سعودية يعد بصمة في عالم المذكرات حيث تكتب طفول يوميات سياسية لطفولة سعودية، ترجم إلى اللغة الإنجليزية. � تتابع طفول حاليا دراستها العليا للدكتوراه ببريطانيا في مجال حقوق الإنسان، وهي لم ولن تتوقف يوما عن الإيمان بدورها ودور أصدقاءها في أرجاء العالم من الجيل الجديد بوضع أيديهم في أيدي من سبقوهم لرسم غد واعد ومختلف لها ولأبناء أجيال بالسعودية.
عندما أنتهي من كل فقرة أتساءل.. ما الفكرة التي أرادت إيصالها؟ لكن الكتاب بعمومه جميل.، شعرت بحنين لطفولتي التي فارقتها مؤخراً.. أصبحت أهتم أكثر بالصغار ومشاعرهم.. فهم مثلنا.. بل أشدّ حساسية منا تجاه ما يحدث حولهم..