كتاب الخبرة الجمالية هو محاولة لفهم الاتجاه الفينومينولوجى � الظاهراتى � مطبقا ومجسدا فى مجال ظاهرات الفن باعتبارها ما يظهر للشعور او الوعى الجمالى، اى باعتبارها خبرات جمالية، ولاشك ان مبحث الخبرة الجمالية اصبح يمثل المبحث الرئيسى الذى يدور حوله علم الجمال، ولقد تعددت تفسيرات الخبرة الجمالية واختلفت باختلاف المذاهب والاتجاهات ولكن التفسير الظاهراتى للخبرة الجمالية يعد اهم هذه التفسيرات واكثرها خصوبة وحداثة، وهو يهدف الى حفظ الطابع الفلسفى لهذا المبحث الجمالى ولكن على اساس من منهج فلسفى خالص متميز عن طرائق البحث التقليدية فى الفلسفة وعلم النفس على السواء، ولكن ما السبيل الذى يمكننا ان نلجأ اليه لاستخلاص او بلوغ هذه الملامح المنهجية المشتركة داخل التناولات او التطبيقات العديدة للخبرة الجمالية، ان القارئ سوف يتبين له ان هذا الكتاب يسعى اولا الى تأصيل الاسس المنهجية التى يتفق عليها كل الفلاسفة الفينومينولوجين أو الظاهرتين، ثم يسعى بعد ذلك لانتقاء الفلسفات الجمالية الكبرى التى قامت بتوظيف بعض من اسس ذلك المنهج الذى ارسى هوسرل دعائمه، وهى تلك الفلسفات التى نجدها عند هيدجر، سارتر، ميرلوبونتى، دوفرين وانجاردن، وسوف يتبين للقارئ بالتدريج ان كل فلسفة من تلك الفلسفات كانت تغطى منطقة من البحث الجمالى او تركز انتباها فى بعد معين من ابعاد الخبرة الجمالية، ولكنها تتكامل معال فى النهاية، وفى النهاية يعد هذا الكتاب فريد فى موضوعه متكاملا فى تناوله لابوابه وفصوله وهو يملأ نقصا واضحا فى الدراسات الجمالية العربية.
-وُلِد في القاهرة في 7 نوفمبر 1954. -أستاذ علم الجمال والفلسفةالمعاصرة بكلية الآداب - جامعة القاهرة. -رئيس قسم الفلسفة الأسبق بكلية آداب القاهرة. -الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بمصر حتى 30 مايو 2013. -رئيس تحرير سلسلة الفلسفة التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. -له ثمانية عشر مؤلفًاوعشرات الدراسات العلمية المحكمة في كبرى الدوريات العلمية,وترجمات لبعض من أمهات الكتب.
(الرؤية الفينومينولوجية ليست مجرد رؤية أو وجهة نظر، وإنما هي أسلوب ومنهج للرؤية أو للنظر؛ أي أسلوب لضبط أدواتنا في الإبصار قبل أن نشرع في أي نظر على الإطلاق). الكتاب يعتبر مدخل ممتاز لفهم الفلسفة الفينومينولوجية وخبرتها الجمالية التي نحتاجها في هذا الوقت الذي ابعدتنا عن الحياة التغليف المادي للروح والحياة فأصبحت معاييرنا الجمالية والفنية محدودة في نطاق الشهرة والإعلام، فصرنا لا نستطيع تقدير الجمال حولنا أو لا نستطيع صنع معاييرنا الجمالية دون المرور في بوابة الإعلام الذي أصبح ينمّط حياتنا وكأننا خلقنا متشابهين في كل شيء، أي أصبحنا مجرد شخص واحد لا يستطيع الإبداع واستخدام موارده إلا من منظار الاعلام فقط. كتاب سيثير فيك المخيلة الجمالية، ويوّسع مداركك الفنية، لترى الحياة بعينك وعقلك، وليس عين وعقل الآخر.
يقول المؤلف في طبعته الأولى ١٩٩٢م من المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع: "الاتجاه الفينومينولوجي يريد أن يؤسس الإستطيقا أو فلسفة الجمال بوصفها ((علماً خالصاً وصفياً))، أي علماً خالصاً من كل رؤية فلسفية مسبقة، وبالتالي يكون علماً متميزاً عن فلسفة الفن بمعناها التقليدي ومع ذلك، فإنه يبقى علماً فلسفياً ليس تابعاً لعلم النفس ولا أي فرع آخر من العلوم الإنسانية، فالحقيقة أن الفينومينولوجيا تريد أن تجعل من فلسفة الجمال ((علماً)) بأن تؤسسها على منهج يكفل لها أكبر قدر ممكن من الدقة والصرامة اللتين يتميز بهما العلم، وليس بأن تخلص هذا العلم من طابعه الفلسفي."