مسْرح “برودوايْ� التّاريخي في ذمّة النّار ! هو العنوان الصّاعق لاحتراق مسْرح برودوايْ الغامض، تتناقله الجرائد و قصاصاتُ الأخبار على التلفاز والإذاعات. كان المصوّر “لوكيوس� قد هرع على تخوم الفجر إلى المكان الفاحم بعد أن هاتفهُ رئيسُ تحرير مجلة � قيامة و أبدية � ، لم ينمْ لحظتها لأنّه قضى ليلةً حميمةً مع الممثّلة � لوليتا � في شقّته بحي � منهاتن � في قلب نيويورك . الليلة التي سجّلت درجةُ الحرارة أدنى نزولٍ لها في تاريخ الشتاء الأمريكي ، 50 درجة تحْت الصّفر ، كأنّ الأمر يتعلّق بزمنٍ جليديّ طارئ . خلتْ نيويورك لحْظتها من مدْمني السّهر ، و بدت الشوارع طاعنةً في البياض من فرْط الثلج . ثلجٌ ندف بضراوة ، و استشرس في الانثيال مشفوعا برياح صاقعة كأنّها تجرّ وراءها عواء الذئاب . كما لو أنّ صوف الخرْفان الشعثاء التي عبرت التاريخ حُلِجَ موجَزُهُ بتلك اللحظة الشّعواء ، و لا ينقص المشهد إلا زحْف الدّببة القطبية
إسماعيل غزالي روائي وقاص مغربي من مواليد قرية أمريرت الأمازيغية في المغرب٬ عام 1977. حاصل على الإجازة في الأدب العربي ويعمل في الإعلام. صدر له روايتان: "التمتمة" (2001) و"خرير الأحلام٬ صرير الكوابيس" (2012 ٬ روايتان قصيرتان)٬ إضافة إلى ست مجموعات قصصية. وصل كتابه القصصي "بستان الغزال المرقط" الذي يضم أربع مجموعات قصصية إلى القائمة القصيرة لجائزة الكتاب في المغرب عام 2012.