لم أقرأ أو أسمع عن هذه الرواية رغم صدورها منذ عامين، بالمقابل كثير من الروايات المحلية التي صدرت حديثاً يُسوّق لها بشكل كبير رغم تأكدي من تواضع (وهي كلمة ملطفة للغاية لأني لا أريد قول رداءة) المضمون.
ما جذبني لاقتناءها رغم ذلك هو أنها تقع في جزئين، كان لديّ فضول شديد لمعرفة ما قد يكون هذا العمل المحلي الذي من غزارته يقع في جزئين كبيرين! وفي الحقيقة أذهلتني للغاية مخالفةً بذلك توقعاتي المسبقة (حسناً أحاول قدر الإمكان ألا أضع توقعات قبل قراءة أي كتاب لكن من منا يتمكن من ذلك بشكل كامل؟!).
زمن السيداف هي توثيق سردي للمنطقة منذ منتصف الثلاثينات حتى منتصف الخمسينات من القرن العشرين، وهي حقبة عاصرت الكثير من التغيرات المتعاقبة والسريعة على المنطقة، ابتداءً بكساد تجارة اللؤلؤ وزمن الغارات القبلية مرورًا بحقبة الحرب العالمية الثانية وتداعياتها الكبيرة ثم انتعاش الاقتصاد وذهاب رجال المنطقة للدول المجاورة للعمل بعد ظهور النفط وانتهاءً بدخول التعليم النظامي وبروز النزعة القومية وبدايات الانفتاح والانعتاق عن السيطرة البريطانية.
أذهلني مدى عمق البحث الذي قامت به الكاتبة حتى تكتب الأحداث وتشكّل الشخصيات بلهجاتها وسماتها المختلفة بكل هذا الاتقان. حرصت الكاتبة على الإسهاب في الوصف في مواضع كثيرة -حيث قد تبدو مملة للقارئ- لكنها في الحقيقة ترسم مشاهد كاملة بروائحها وأصواتها وألوانها ومفرداتها للقارئ، مشاهد قد تندثر باندثار الأجيال التي عاصرت من هم قريبين من ذلك الزمن، فقد وثقت بذلك لكثير من ممارسات ومعتقدات وأساطير تلك الحقبة. وهي لم تكتفي بالبحث في لهجات ومفردات وسمات أهل المناطق المختلفة (مثل أهل العين وأهل دبي وأهل عمان) لكنها كذلك تعمقت في البحث عن وجهات سفر الناس أيامها، فتجدها تصف بومباي وزنجبار والبصرة وسقطرى بلغة الخبير بشوارعها ومدارسها ولهجات سكانها.
قد سمعت قصصاً من والدي عن المجاعة التي عاصروها بعد الحرب العالمية الثانية، ومن والدتي عن تحذيرات أهلها المستمرة لهم من التعرض للخطف والبيع، كانت بالنسبة لي قصصاً بعيدة، لكن قراءتي لهذا العمل جعلتني أعايش تلك الأحداث بشكل أعمق وأقرب. ولطالما تساءلت عن سبب تأخر تطور المنطقة مقارنة بدول الخليج الأخرى ووجدت الإجابة هنا في هذه الرواية.
قد تكون قراءة الرواية ثقيلة على غير الإماراتيين لغزارة المفردات المحلية القديمة فيها، لكنها من وجهة نظري ضرورية لكل قارئ وقارئة إماراتيين، ولكل من يرغب في التعرف على المجتمع الإماراتي وتاريخه بشكل مفصّل. لكن من الأشياء التي أزعجتني هو وجود جميع الهوامش في نهاية الكتاب عوضاً عن وضعها أسفل كل صفحة، ونحن هنا نتحدث عن هوامش تزيد عن التسعمائة هامش في الجزء الأول وحده! كان مزعجاً حقاً البحث عن رقم الهامش كل مرة في نهاية الكتاب لمعرفة معنى بعض المفردات (مفردات البحر تحديداً أنهكتني!)، أتمنى وجود طبعات جديدة تراعي هذه الملاحظة. كذلك مما أعيبه على أسلوب السرد أحياناً هو الحكمة التي توضع على ألسنة بعض الشخصيات والتي تبدو غير منطقية في ذلك العصر.
في النهاية أود القول أنني أعتبر هذه الرواية وثيقة هامة في الأدب الإماراتي، لأنها تصف حقبة محورية في تاريخنا بكل دقة وشفافية وتحرّي للحقيقة. تستحق القراءة بكل تأكيد.
زمن السيداف، الرواية الأولى للكاتبة الإماراتية وداد خليفة، حيث تبدأ القصة بمشهد موزانة وهي تقف أمام الباب وتستذكر طفولتها لتتوالى الأحداث منذ لحظة خطفها لسبب الانتقام وحده لتصبح بعدها تحت قيود العبودية فتعيش عمراً كما ذكر في نهاية القصة لم تختره بيدها.
موزانة الطفلة التي جُرَت من أبواب طفولتها، وسرقت مراهقتها عنوة لتخدم بمن هم في سنها، وشباب متأرجح بين زواج مرتب من عمومتها وحب صارعت نفسها للحصول عليه حتى وان اتخذت من "الحطبة البريطانية" حلاً أخيراً تلجأ له.
٧ صفحة كانت تحديا قويا عشته وأنا اقرأ هذه الرواية التاريخية التي توثق مرحلة مهمة جداً من تاريخ الإمارات عموما ودبي خصوصا. أقف أياما وأعود بها لأقرأ بنهم وأنهي صفحة تلو أخرى أملا في الوصول إلى النهاية.
توثق وداد مرحلة مهمة جدا من الثلاثينيات إلى ما قبل اكتشاف النفط، كيف عاش الناس في ذلك الوقت والصعوبة التي وجدت، مصادر الرزق من البحر واللؤلؤ وأثر الحرب العالمية الأولى والثانية عليها، وتضييق البريطانيين على المنطقة وشح الموارد أنذاك. بداية وعي المتنورين الذين اختاروا بعض الدول العربية والهندية لتكون محطة أساسية في جذوة وعيهم ليعودوا وينشروا هذا الوعي في عقول الشباب لحثهم على السفر والتعليم للتخلص من عبودية الفكر المهيمنة على المنطقة.
بدايات اكتشاف النفط في الدول المجاورة مثل السعودية والكويت والغربة التي عاشها الشباب الإماراتي من خلال اكتسابهم المهن النفطية في تلك الدول مقابل مبالغ مالية يرسلوها لعوائلهم في الإمارات أملا في تعديل الوضع.
كما تسلط الضوء على هذه المرحلة الزمنية التي تأثرت بها الإمارات بعدد من المناطق منها زنجبار والهند ومصر بجميع جوانب التأثر دون تفصيلها وكيف كانت الفيصل في تغيير مسارات كثيرة وتأجيج شعور الناس في ذلك الوقت وتأليب مشاعرهم على المستعمر.
الرواية تتناول مواضيع كثيرة بجانب التوثيق ومنها موضوع الرق والعبودية الذي لا يقتصر على استجلابهم من الدول المجاورة وإنما قد يتم عن طريق سلب الفتيات والفتيان الأحرار وبيعهم في المدن المجاورة. وتعزز فكرة أن العبودية قد لا تكون مجرد صك بين مشتري وبائع، بينما العبد هو من يقبع تحت ظلال فكره وينقاد لهم متناسيا حرية شعوره ومشاعره.
الجدير بالذكر، أن الرواية جيدة جدا وتعتبر من الأعمال المهمة لتوثيق تاريخ المنطقة مع شح المصادر التاريخية، إلا أن السرد المطول والخط الصغير والأخطاء اللغوية، إضافة إلى الكثير من الكلمات الإماراتية القديمة التي لم أفهمها وبحثت عنها لأعرف معناها.
أتوقع أن هذا العمل يستحق أن يرشح للبوكر العربية لجدية وجهد الكاتبة، لذا يجب الاهتمام بطبعة جديدة منقحة يكون الاهتمام بتصحيح الأخطاء اللغوية وكتابة معاني المفردات الإماراتية القديمة لتسهل على المتلقي العربي.
زمن السيداف ليست برواية تعلق بالذاكرة وحسب بل تدخل الى اعماق الذاكرة وتنفض الغبار عن تلك القصص والروايات و"الخراريف" التي سمعناها في الماضي وظننا اننا نسيناها تعيد احياء تلك الذكريات الجميلة والاصوات وحتى الروائح التي لطالما كانت مرتبطة فقط بتلك الذكريات اسلوب الكاتبة جميل ولغتها اجمل الشخصيات تتطور مع الرواية بشكل أفقي وغني جدا مما اعطى ترابط واضح بين الشخصيات واحداث الرواية لكن بدون ان يدخل القارئ في ملل طول الوقت وانا اقرأ كنت اسمع صوت امي وأبويه الله يرحمهم في صوت الراوية
اول رواية تسرد تاريخ المنطقة منذ زمن انهيار سوق اللؤلؤ الي ظهور النفط بشكل متسلسل و تلقي الضوء على طبيعة حياة المجتمع في ذلك الوقت بشكل جميل و رائع، انصح الجميع بقرائته و ننتظر المزيد من الكاتبه
زمن السيداف ولا زمن الصبر و المعاناة زمن نسميه "الزمن الجميل" بس لو عشناه شو كنّا بنسميه؟ زمن السيداف أجمل ما قرأت في الأدب الإماراتي. رواية أعتبرها توثيق للتاريخ الإماراتي و مرجع لكل من يريد أن يتعرف على فترة زمنية مهمة في تاريخ الإمارات. الكل يعرف الإتحاد و قيام الإتحاد، لكن هل الكل يعرف شو المعاناة التي سبقت الإتحاد؟ زمن السيداف تروي قصة موزانه، الطفلة الحرة التي عاشت حياة العبودية. نعيش معاها في الرواية معاناتها. البعض بيظن أن هذه الرواية و هذا مافيها. لكن أنا أقول أنها أشمل من مجرد قصة موزانه. زمن السيداف وثقت معاناة رحلة الغوص، معاناة القبائل مع الغارات و السرقات، معاناة العبيد و غيرهم الذين كانوا يباعون و يشترون، معاناة أهل التجارة و تأثرهم بالاقتصاد العالمي في فترة الحرب العالمية الثانية، معاناة أهل دبي مع الفقر الذي أجبرهم على أكل ورق السدر و السيداف، معاناة أهل الامارات عامة مع الإحتلال البريطاني الشنيع، و معاناتهم مع البانيان كتجار و الهند كدولة ،معاناة الأهل الذين عانوا من فراق أبنائهم سواء للعمل أو الدراسة في عدة بلدان مختلفة، و معاناة كل من أراد نشر العلم و التعليم في الدولة. كل اللي سمعناه من آباءنا و أجدادنا موثق في زمن السيداف، بشكل روائي جميل و سلس. كتبت الرواية باللغة العربية الفصحى و طُعِمَت بمفردات إماراتية و تراثية بطريقة ولا أروع. أنصح الجميع بقراءتها. احنا لحقنا على هلنا اللي قصولنا عن هذاك الزمن و الله يرحم اللي مات منهم و يخلي اللي عايش، فكانت الرواية طبق الأصل لما سمعناه. لكن يا شباب ياللي يمكن ماتعرفون الكثير عن تاريخ الامارات و تاريخ هلكم، أقرؤوا زمن السيداف و شوفوا أجدادكم شو صارلهم و كم تعبوا و عانوا. و الى معلمتي "أبله" وداد أقول: أولاً مبروك الرواية ثانياً أنا ماكنت أعرف أن هذه الرواية روايتج لكن من أول لحظة كانت في ايدي لمست روحج فيها ليتأكد إحساسي بعدة فترة قصيرة. مكانتج في قلبي ماتغيرت على مر السنين، أشكرج عيشتيني أحلى الأوقات مع روايتج بعد ما أشكرج على أحلى السنين اللي درستيني فيها.
تتناول الرواية قصة موزانة الطفلة التي لم تكمل عامها الخامس بعد، يتم اختطافها من العين وإرسالها لدبي ليتم استعبادها انتقاماً لجرائم والدها. نعيش مع موزانة ظلم الاستعباد وألم الذل والجوع والخوف، وصولاً لزواجها الإجباري وحملها فكيف ستتحمل موزانة كل ما تعيشه؟ تأخذنا الأحداث إلى فترة ما بين الثلاثينيات والأربعينات القرن الماضي، الفترة التي قالت عنها الكاتبة في صحيفة الإمارات اليوم بأن “هنا� شحاً في المصادر التي تناولت هذه الفترة" حيث أرادت الكاتبة أن تمحور القصة بكل ما هو " طبيعي" بالنسبة لتلك الفترة الزمنية، حيث وضحت في الكاتبة سبب عدم تهوين الظروف التي مرت بها موزانة "لم تنل موزانة حريتها بشكل كامل، والواقع الذي كانت تعيشه هو الذي قسى عليها، إذ إن السرد هو تجسيد لواقع تلك الفترة الزمنية وقسوتها، وأنا لا أستطيع أن أمنح موزانة أكثر مما منحها إياه مجتمعها، بما يحمله من مفاهيم ومعتقدات وأعراف وتراكمات" (الإمارات اليوم، 2016) وأصدقكم قولاً، لم يكن من السهل علي أن أكمل الرواية بدون إغلاق الكتاب بين الفينة والأخرى ألماً بما مرت به هذه الصغيرة. لم تكن بداية قرائتي لهذه الرواية موفقة وذلك بسبب حجم الرواية وكمية المعلومات التي اصطدمت بي حين فتحت الكتاب، شعرت وكأنني كنت "أُلقن" الأحداث المحيطة وكأنها قُدمت لي على صحن بدل من دمجها بين الأحداث. أوضحت الكاتبة أن سبب كثرة التفاصيل هو أنها أرادت أن تكون تلك الفترة الزمنية في الذاكرة (الإمارات اليوم، 2016) وأنا أوافقها موافقة جزئية حيث أنني � وكما أوضحت- احسست أن الأحداث المحيطة لم ترتبط بموزانة بشكل رئيسي، وأيضاً وددت لو دُمجت الأحداث المحيطة التي أثرت على المنطقة بين الكلمات. إضافةً للهوامش (الكلمات الجديدة ومعانيها) والتي بلغ عددها 934 كلمة، على الرغم من تقديري لجهد الكاتبة ولكن كان من الصعب تقليب الصفحات كل ثانية لفهم المعاني. ختاماً، استمتعت بالرواية وتعلقت بموزانة حيث أحسست وكأنني عشت معها منذ بداية اختطافها إلى لحظة حملها.
رواية مليئة بالأحداث في زمن عاشه أجدادنا .. كنت أبحث عن رواية تسرد لي أغلب الأحداث التي حصلت قبل قيام الاتحاد في دولة الإمارات مع أنني درست ذلك في مادة التاريخ .. إلا أنني لم أتعايش مع شخصيات وأحداث مفصلة كما في هذه الرواية .. أحببت سرد الأحداث منذ طفولة موزانة الشخصية التي أثرت فيني كثيراً إلى ما حصل لها لاحقاً وتشبعها من الظلم في حياتها لذنب لم تقترفه .. بجانب ذلك .. لم تتوقف الرواية على قصة موزانة فقط .. تناولت أغلب الأحداث التاريخية في ذلك الوقت بما في ذلك بداية نهضة إمارات الساحل المتصالح قبل قيام الاتحاد .. كما ناقشت قضية حساسة كقضية العبودية التي عانى منها الكثير في ذلك الزمن .. أخذت وقتاً طويلاً في قراءة هذه الرواية كي أستطيع حفظ ملامحها في ذاكرتي .. لعلمي أنني لن أجد رواية بهذا العمق .. عمل متقن حيث ألتمست فيه جهد الكاتبة في سرد الأحداث .. عتبي فقط على النهاية التي تسارعت أحداثها ولم تعطى حقها .. لا أنسى أيضاً أن الحوارات احتوت على كلمات تراثية اختفت معظمها في زمننا الحالي فقد استمتعت وأنا اقرأ معاني الكلمات التي فسرتها الكاتبة في ملحق في نهاية الكتاب .. .. لو كان هناك نجوم أكثر من خمس لقيمت الرواية بها .. تستحق النجوم الخمس وبجدارة ..
في ذلك الزمن حيث المعتقد يطغى على الحقيقه .. والواقع يقتل الأمل.. رغم كل ذلك يظهر ايمان حقيقي بوجوب التغيير بالتحدي والاصرار والعزيمه والإرادة .. بأننا خلقنا احرار لنحقق ما تتمناها ارواحنا .. من اروع الروايات التي تجسد زمن السيداف زمن الفقر والجوع لدرجة انه لم يكن لديهم سوى السيداف العشبه الصحراويه التي تظهر طوال الصيف في الصحراء.. صامده لتزرع في قلوب أبناء الصحراء بأن ليس لكم الا ارضكم لتلزموها و ترضخوها وتعمروها حتى لو لم يكن لديكم سوى السيداف بعد زوال خيرات البحر او بالأحرى العزوف عنها ..!! تحيه الى روح موزانه التي عاشت حياة لم تخترها ❤️
ما أعجبني في الرواية هو كثرة المصطلحات المحلية والمعلومات التاريخية، لكن في كثير من الأحيان يكون السرد متحيزًا لمصلحة القارئ وليس متماشيًا مع الأحداث، كما أن تقسيم الرواية كان مزعجًا بعض الشيء.
علي أن أشدد قبل كل شيء آخر أن عدد صفحات الكتاب تتجاوز الألف صفحة موزعة على جزئين. وهذا قد يكون سبب كل الأشياء التي لم تعجبني في الرواية. وأعرف أنني سأستطرد في ذكر كل ما لم يعجبني، ولذلك أود التنبيه بأنني استمتعت بقراءة الكتاب، ورغم محاولاتي لتسريع قراءتي إلا أنني لم أستطع لجمال وأهمية كل صفحة، من ناحية معلوماتية، وليس من ناحية سردية.
دعونا نبدأ بنبذة:
تدور الرواية حول مجموعة من الشخصيات، محورها موزانة، الطفلة التي اختُطفت في طفولتها كثأر ضد والدها ثم أُلحقت بعبيد امرأة ثرية في دبي. نتابع في الرواية شخصيات متعددة تمثل جزءا من شريحة سكان دبي والعين من القبائل العربية ومستعبديهم في ثلاثينيات القرن الماضي. تحكي الرواية قصص الغوص بحثا عن اللؤلؤ وما يتبعها من آثار اقتصادية واجتماعية، ثم تحكي تضاؤل تجارة اللؤلؤ وآثاره على المجتمع الإماراتي في وقتها، والبدائل التي لجأ إليها الناس. تمتد أحداث الرواية حتى خمسينيات القرن في وقت تأسيس التعليم النظامي انطلاقا من الشارقة.
فكرة الرواية مثيرة للاهتمام جدا، شخصيات الرواية كانت مثيرة للاهتمام في معظمها رغم أن بعضها كانت كرتونية نوعا ما حيث يطغى جانب واحد فقط من شخصيتها طول الرواية.
حوارات الرواية كانت مزعجة بالنسبة لي لامتلائها بمعلومات كُتبت عمدا لمصلحة القارئ وحده. كأن يجتمع مجلس من المتخصصين باللؤلؤ والذين يقومون بنفس المهام عاما بعد عام، ثم يبدأ أحدهم بشرح معلومات يعرفها أي شخص يعمل في تلك الصنعة وقتها، ويشرحها بتفصيل كبير أيضا. وهو ما تكرر كثيرا خلال الرواية.
لم تعجبني طريقة سرد الرواية بشكل عام، وقد يكون هذا رأي شخصي. إلا أن الكاتبة كانت تميل لتلقين القارئ ما تريده ولا تُظهره على شخصياتها. فمثلا، تردد مجموعة من الشخصيات أن عبوديتهم أفضل من غيرهم لأن "عمتهم" يشهد لها الجميع بالطيبة وتعاملهم كأفراد من العائلة و…ال�. رغم تعدد المواقف التي تبدي فيها عمتهم قسوة شديدة تجاه من يخطئ حتى خطأ بسيطا، أو إن هي أرادت فعل ذلك فقط.
من الأشياء التي لم تعجبني في السرد أيضا، كثرة استخدام المصطلحات الإماراتية لدرجة الإزعاج. ورغم أنني أعرف معظم المصطلحات أو أنني أستطيع فهمها من السياق. إلا أنني قررت تجاهل كل الكلمات التي لا أعرفها لأنني لم أرغب بالتوقف عن القراءة للبحث عن المصطلح في الهوامش الملحقة في نهاية الكتاب. وإذا كان هذا رأيي أنا كإماراتية فهمت معظم المصطلحات، فكيف سيشعر القارئ الذي لا يفهم معظم المصطلحات والذي سيضطر للتوقف عن القراءة مرة في كل جملة على الأقل للبحث عن معنى الكلمة؟ أعرف أن استخدام المصطلحات المحلية في الروايات يضفي عليها روحا محلية مميزة، إلا أن التوازن مطلوب حتى لا تُخرج كثرة المصطلحات المحلية القارئ من جو الرواية.
في النهاية، أعتقد أن الرواية مهمة جدا كتأريخ لفترة مرت عليها الكثير من التغييرات في المنطقة. إلا أنني أعتبرها محاولة أولى لعمل قد يكون أفضل بكثير إن كُتب مرة أخرى. هل أنصح بقراءة الرواية؟ نعم. مع التنبيه على كل ما لم يعجبني.
مرت عدة شهور منذ ان انهيت هذه الروايه ، يشدني الحنين اليها كلما مررت بها من امام مكتبتي ، اشتاق لتلك الشهقات التي اخذت تعلو وتهبط وانا اقرأها ، امسك الكتاب بكفة ويدي الاخرى على قلبي .
تتناول هذه الرواية شيئاً يحاول البعض الهروب منه ونكرانه ، تاريخ العبودية في الخليج قلما تم تناوله ولكن هذه المرة على لسان ابطالها يخرجون عن صمتهم ويصفون بشاعتها وتوقهم الفطري للحرية .
بين دبي ومدينة العين خلقت لنفسي فجوة زمنية تقوقعت داخلها طوال مدة قرائتي للرواية
تأريخ مفصل وجميل لكثير من الأحداث التاريخية التي حصلت في منطقة الإمارات المتصالحة ومايجاورها من دول شقيقة في فترة مابعد الحرب العالمية الأولى. تدور أحداث الرواية بشكل رئيسي في دبي وقليل منها في العين والبريمي. بالنسبة لي أراها سرد وتأريخ أكثر من كونها رواية لسرعة انتقال الأحداث الخاصة بالشخصيات الرئيسية وعدم إعطائها المساحة المناسبة للوصول لحبكة ما. بصدد قراءة الجزء الثاني.
رواية تتكلم عن حقبة تاريخية عاشها أهل الإمارات، زمن المجاعة وتجارة الرقيق ..تخيلت نفسي اعيش في البيت العود واتقاسم هموم موزانة وحظها العاثر .... وكيف أن أهل الإمارات استطاعوا التعايش كأسرة واحدة في زمن الفقر والاستعمار...
This entire review has been hidden because of spoilers.
القصة رائعة لأنها تتحدث عن زمان وأحداث لا يتطرق لها الكثير من الكتاب الإماراتيون عن طريق الرواية . هي بالنسب لي الرواية الأولى الإماراتية التي تتحدث عن تاريخ الإمارات من البادية والساحل وتدخل في تفاصيل حياة المجتمع الإماراتي بكل الدقيقة . ترسم الرواية صورا كاملة للاحداث اليومية الاعتيادية وغير الاعتيادية في جميع فئات المجتمع وهذا أمر قليل ما رأيته في الروايات الإماراتية.
لم أر مثل هذا الكم من البحث والتقصي في رواية بوضوح مثلما رأيته في 'زمن السيداف' . والذي يؤرقني هو وجود كاتبة إماراتية وباحثة تاريخية بمثل هذا المستوى ولكن لا يعرف بها ولا تسمع عن كتابها الا بالصدفة؟! ربما لم تسنح لي الفرصة للتعرف على الكاتبة ورواياتها الا بمحض الصدفة وباقتراح من احد الاخوات القراء ، في المقابل نرى الكثير من الكتاب الذين لا يصل مستواهم اللغوي لنصف مستوى هذه الرواية وقد اشيع عنهم وعن كتاباتهم الركيكة في معارض الكتب المحلية!!!
ختاماً هذه الرواية جميلة وتسرد تاريخاً للمنطقة بتفاصيل دقيقة لمن يحب أن يعايش زمناً لم ينل حقه في الرواية الإماراتية والعربية. الرواية تستحق ٥ نجوم ولكن تحفظي للنجمة الأخيرة ليست بسبب الأسلوب أو الكاتبة ولكن لدار النشر والتحرير للرواية، وذلك لأن طول الرواية وتنوع الأحداث فيها يستدعي تقسيمها لفصول أصغر ضمن الفصول الأساسية من وجهة نظري . ولو وجدت هذه التقسيمات لكانت القراءة سلسة والتنقل بين الأحداث ارتب.
زمن..... السيداف لم نعشه نحن ولكن للآباء و الاجداد خاصة عند جلوسي مع والدي و مناقشته لبعض الامور الموجوده والمصطلحات بالرواية و في بعض الأحيان يطلب مني الوالد بقراءة ماهو مكتوب و التعليق على المضمون
رواية زمن السيداف برغم طولها جميلة جدا. فيها الكثير من الوصف، الممل احيانا، لكن ليس بالضرورة التركيز على كل التفاصيل للاستغراق في الرواية. الكثير من التفاصيل مثيرة للاهتمام للتعرف على تاريخ دبي و الإمارات و حال الناس في الثلاثينيات و الأربعينيات و الخمسينيات من القرن العشرين. الرواية مكتوبة بأسلوب الراوي العليم و تتابع حيوات عدة عوائل تسكن دبي و التغييرات التي حصلت خلال ثلاثون سنة. نتعرف على العلاقات في العوائل المرموقة و تجارتهم و اسفارهم و خدمهم و العبيد التي يعملون سخرة في بيوتهم. الحوارات هي احد نقاط الضعف الملموسة في الرواية لان الحوار مكتوب بأسلوب الناقد المثقف و الذي لا يشبه الشخصية التي تمثلها فيبدو الحوار و كأنه موعظة. كذلك الإسراف في التفاصيل الكثيرة لوصف الملابس و أدوات الطعام و الزينة و غيرها باللهجة الإماراتية فيأتي الوصف زائدا و خارج نسق مسار الرواية. رواية جميلة تصور المجتمع في دبي في منتصف القرن العشرين و تروي تاريخ تلك الحقبة الزمنية بأسلوب مشوق.