كان الشعر العربي، ولا يزال، لعنة تحل على رؤوس مرتكبيه؛ فتاريخنا العربي زاخر بالقصص الدرامية، وما أكثرها، لشعراء ألقت بهم قصائدهم إلى التهلكة.
إن الشاعر، أي شاعر، عندما يقرر أن يقرض الشعر يدرك في أعماقه بأنّه مجبولٌ على النفي. فالشاعر مسيحٌ صغير يحمل فوق ظهره صليبه الخاصّ.
المتنبي وطرفة بن العبد والأعشى وبشّار بن برد ودعبل الخزاعي وامرئ القيس ... إلخ إلخ ليسوا سوى نماذج لشعراء أودت بهم قصائدهم إلى هاوية الموت.
كم� هو ملاحظ لا يوجد شاعر واحد من هؤلاء الشعراء ينتمي إلى قروننا المتأخرة، وما ذاك في ظنّي إلا بسبب تراجع مكانة الشعر أمام الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة والرواية والمقالة. وهذا يريح السّلطة من ناحية فلا تلتفت إلى الشعراء ولا تكترث بهم لقلّة المهتمين بهم، ويريح الشعراء من ناحية أخرى من سيوف السلطة والمجتمع المسلّطة على رقابهم دومًا
ولأ� لكل قاعدة وزمن شواذ، كان لا بد أن يشذّ بلد م� ويعيد إحياء تلك الطقوس القروسطية في ملاحقة وتصفية الشعراء. ففي السعودية، يواجه الشّاعر الفلسطيني أشرف فيّاض حكمًا بالإعدام بسبب ديوانه "التعليمات بالداخل" ... بتهمة التطاول على الذات الإلهيّة والترويج لأفكار إلحادية!
عندما اصطدمت بهذا الخبر المضحك والمبكي في آن، كان أول ما قمت به البحث عن وقراءة هذا الديوان، الذي ويا للغرابة لم توزع منه أي نسخة في السعودية !!
وكما توقعت، وكما كان يجب أن أتوقع، فالديوان برئ من كافة التهم التي ألصقها به الكهنة، والتي اعتمدوا في صناعتها على سوء فهم ونية، وتأويل خاطئ لبعض العبارات.
على سبيل المثال (والضحك على عقول هؤلاء الحمقى)، كانت إحدى التهم التي وُجهت للشاعر "السخرية من الشمس وهي آية من آيات الله" لأنه يقول في أحد النصوص "الشمس ترقد في الفراش لأن حرارتها مرتفعة"!
وتهمة أخرى، كانت "الاستهزاء بالحجاب الشرعي" لأنه يقول في نص آخر "رجل وامرأة ترتدي عباءة شرعية يقفان على سفح الجبل، غراب يراقبهما من السماء وكأنه يرى نفسه في المرآة بصحبة رجل لا يحبه"!
عمومًا، أشكر الكهنة الذين لولاهم ما تعرفت على أشرف فياض، وأرجو من الله، ربّ الشعر والجمال، أن يخلص هذا الشاعر الجميل من قبضة أعدائه، أعداء الشعر والجمال.
إن كان يظن من يحاول قمع كلمات أشرف بقرار إعدامه أو حتى سجنه فلم يصب. لم أكن أعرف عن الديوان ككثيرين غيري، ولا عن محتواه الذي لا يستحق بعثرة الدقائق لأجله، إلا بعد ما حدث ونشر عنه. الحرية له.
الحقيقة انه مجرد ثرثرة و هراء هراء.. وليس شعرًا.. ولا افهم ماسبب الجدال حوله غير سوء فهم لمعناه الرمزي. للأسف ليس شعرًا ماكتب هنا ولم اكمل باقي الصفحات الأخيرة!
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان... حق الكتابة!
تحيرت.. نجمتين؟ أم ثلاث؟ تفكرت.. حدثت نفسي.. وقلت: "والله الذي حُبِسٓ لأجله كما يدعون، أحببت بعض أبياته".. حسناً.. نجمتين ربما تكفي!
تعرفت على الشاعر أشرف فياض قبل عدة أيام من خلال الصحفية/الشاعرة ديما الخطيب. قالت إنه مسجون.. سجن بسبب شعره.. فقلت: إلى متى؟ إلى متى يسجن الإنسان ويهان.. ما أقوى هذا القلم.. وهذه كلمات.. تذكرت عدد الشعراء على مر التاريخ الذين قتلهم شعرهم كالحلاج وبشار بن برد وغيرهم الكثير.
الموضوع بسيط بعيد عن الفلسفة.. فهذه الشوشرة والسجون والاحكام لا تزيد الشاعر إلا شهرة. الحجة يجب أن تقابل بالحجة والعين بالعين والسن بالسن والكلمة بالكلمة. فليس من حق أي بلد تحديد حرية الشاعر الأدبية بشتى الوسائل المعتادة. فلا يوجد اجماع على وجوب قتل المرتد في الإسلام. الدين لا يحتاج إلى دواعش متشددين جدد، ولكن لمن ينهض به نهضة المهتم لنصرته بصدق. لا ينصر الإسلام بالإعدام والقتل والجلد والتعذيب.. لا ينصر الإسلام بالكبت والتشديد والزهد.. الإسلام ينصر بالتطبيق العملي قبل الروحي وبنشر الإحسان قبل الكلام.. ارحمو هذا الدين.. يرحمكم من في السماء!
الديوان.. نعم... الكاتب لديه اعتقادات خاصه بخصوص الدين والسياسية والحب ناتجة عن ظروف معينه لا تعطيه الصلاحية للاستخفاف من أين كان ولكن تعطيه حرية التعبير والتعاطي مع أفكار الجميع. أعجبتني بعض الأبيات ولَم تعجبني أخروات..
السبب الوحيد الذي جعلني اقدم على قراءة هذا الديوان هو حكم الأعدام الذي صدر بحق اشرف ووجدت أنه لا يستحق الاعدام ولم اجد به عبارات الشرك التي أشار اليها البعض!
الديوان جاف بما يليق بلاجيء فلسطيني في دولة نفط المشكلة أن اللغة نفسها قاسية لدرجة قاتلة لمتعة القراءة لم يعجبني فعلا إلا توظيف التراث الديني المستمد من القرآنح
لا باْس به ولكن لا اصنفه على انه من الدواوين الشعريه القويه اضافه لم اجد هناك ما يدعو لان يحكم عليه بالاعدام فهو لم يتعرض للذات الالهيه في اي موضع ولم اجداي تجاوزات
الحق أنني لا أعلم ما الذي ضايقني أكثر؛ النصوص الرديئة المسماة شعراً، أم حكم الإعدام الذي أطلقته السعودية في حق الشاعر بدعوى الإساءة للذات الإلهية. هذا الكتاب هو محاولات أدبية أقل ما يصف كاتبها هو أنه محض هاوٍ لا يجيد الشعر ولا إيصال المعنى. علاوة على أن المحتوى لا يوجد فيه ما يقترب حتى من أن يكون تهديدا للمقدس.
" بلا ذاكرتك .. تفقد الكثر من وزنك عليك اتباع حمية مناسبة لفقدان المزيد منك ! "
" القلب محرك متقن الصنع .. يحتاج إلى الاحتراق ، لكي يضمن الأداء المطلق "
" لا تملك ما يكفي .. ليواسيك أمام نوائب هذا الدهر لا تملك صنبور دماء .. تنفقه في كل وجوه القيم المأفوكة أو ما يلزم كي تخرج بضعاً من عشر الروح و قد حال عليها الدهر أو حتى ما يكفيك ليومك من غربة . "
" أثناء تفانيك بتقديس الهم .. ألم تلحظ أن شرايينك تتخاذل عن ضخ الأرق إلى عينيك ألم تلحظ ؟ أن جميع قلوب المتروكين على أرصفة الليل قد انفصلت عن عينيك مرارا ؟ "
" اسمك لا يعنيني لا يغفر لي كل خطايا القحط و لا يشفع لي عند الليل لكي أخرج من عزلته اسمك رقم مفقود .. وزر انقض ظهرك ! "
" أحببت كثيراَ في الماضي لم أتردد في نطق الكلمات الاكثر إبهاراً في كل قواميس الحب لم أتوقف يوماً عن تعذيب القلب "
" ما عاد القلب ليقوى أن يحملني أو حتى يحمل شوقاً و حنيناً أو عشقاً .. "
" إني وجهت وجهي بحثاً عن دفء ذراعيك "
...
هو فعلا أشرف فياض اتحكم عليه بسبب الكتاب دا !! و لنفترض أنه فيه ازدراء للدين و انه ارتد هل الدين ف نظرهم ضعيف لدرجة خوف الحكومة السعودية من كتاب فيه حبة نثر و كلام سردي جزء كبير منه مش مفهوم ؟ انا مش مقتنعة انه اعتقل و اتحكم عليه عشان كتب بألفاظ مستعارة من القرآن في كتب اقوى من كدا ممكن يحكموا عليها بإزدراء الأديان أكتر بس بيكتفوا بمنعها من النشر و مهاجمة الكاتب لكن توصل لأانهم يحكموا عليه بإعدام وبعدين يخففوه ، انا شايفة ان كل دا عشان اتكلم ف سياسة و نفط و خليج لكن اتهامه بإزدراء الأديان مش هيتيح لحد فرصة التعاطف معاه .. الحرية لأشرف فياض .