"لا تتسرعوا في ابداء الحكم، ففي ذلك مقتل" . راينر ماريا ريلكه (شاعر ألماني) يناقش الناقد والكاتب البحريني علي أحمد الديري نصوصاً «متوحشة» من التراث الإسلامي فُرضت كعقيدة دينية وجهادية أوجبت كفر كل مخالف، في الفترة بين القرنين الخامس والسابع الهجري في مصر والشام والعراق. انطلق الديري من تجربته الخاصة، وقت شاهد صورته الشخصية إلى جانب بحريني آخر هو تركي البنعلي منظّر «داعش» وأحد باعثي نصوص التوحش. كل ما فكر فيه الناقد البحريني، هو محاولة هذا الوحش سرقه وجهه، هذه المرة بأمر من السلطات وتحت سمعها وأنظارها، هو الذي يستخدم الكلمة في وجه جيش «داعش» الذي يقوده الجندي السابق في الجيش البحريني. سنعرف حينها أنّ البنعلي هو عدو المواطن المسقطة جنسيته وعدو الدولة التي لا يعترف البنعلي بسلطتها. حرض ذلك الفعل السياسي في ظاهره، والطائفي في باطنه، صاحب كتاب «خارج الطائفة» على محاولة فهم وتفكيك نصوص التوحش الإسلامية، في حقب معينة من التاريخ..
علي أحمد الديري، ناقد وباحث متخصص في تحليل الخطاب، أنهى رسالة الماجستير"قوانين تفسير الخطاب عند ابن حزم الأندلسي" في2007. وناقش أطروحة الدكتوراه "مجازات الجسد عند إخوان الصفاء وابن عربي" في 2010.
صدر له "التربية والمؤسسات الرمزية.. كيف تنتج المؤسسات ذواتنا؟"، "مجازات بها نرى: كيف نفكر بالمجاز؟"، "طوق الخطاب: دراسة في ظاهرية ابن حزم"، "العبور المبدع: استراتيجية التفكير والتعبير باستخدام المجاز"، "خارج الطائفة"، "كيف يفكر الفلاسفة؟"، "نصوص التوحش: التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيمية"، "إله التوحش: التكفير والسياسة الوهابية".
كتاب نصوص متوحشة، التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيمية للكاتب البحريني الدكتور علي أحمد الديري، عبارة عن قراءة تاريخية نقدية لنصوص وفتاوى التكفير في سياقها السياسي، إذ يعتقد الديري "أن التكفير موضوع سياسي، من حيث الدوافع ومن حيث الخلفيات، وهو بمثابة استراتيجية تضعها السلطة السياسية لمواجهة معارضيها، ويمكن أن نقول هو العدو الذي تصنعه الأحزاب الآيديولوجية أو الأحزاب الحاكمة في الدول الحديثة، لتحشد قواها الإجتماعية والسياسية ضده، وتحقق عبرها وحدة جبهتها (الوطنية)."
استعرض الدكتور الديري نصوص تكفيرية (متوحشة) لثلاثة من أهم وأخطر من تبنى الفكر التكفيري في التاريخ الإسلامي سلاحاً لمواجهة الخصوم السياسين (الأعداء)؛ لدوافع وخلفيات سياسية أسهب الكاتب في شرحها، وهم: الغزالي، ابن تومرت، وابن تيمية. عاش الأول في القرن الخامس هجرية أثناء حكم الدولة السلجوقية. أما الثاني ابن تومرت فقد ذاع صيته في القرن السادس هجرية أثناء حكم دولة الموحدين. بينما عاش ثالثهم، ابن تيمية، في القرن الثامن هجرية، أثناء حكم دولة المماليك، وهو الأهم بينهم من حيث أثر فتاواه والموثورث الفكري الذي خلفه ويتبناه اليوم جزء كبير من المسلمين.
أفادتني هذه القراءة التاريخية لفهم ومقاربة ما جرى ويجري من حروب وصراعات في منطقتنا العربية. فالفكر التكفيري المنتشر اليوم في العديد من الدول العربية والإسلامية كسوريا واليمن ومصر والمغرب ونيجيريا وتونس وليبيا، هو ليس وليد اللحظة أو الصدفة وإنما هو فكرٌ تتوارثه الأجيال، جيل بعد آخر، وفكرٌ يُدّرس - للأسف الشديد - في المدارس والجامعات الرسمية في بعض تلك الدول نفسها. ما أشبه اليوم بالأمس، ففي هذه الصراعات أيضاً، يعتقد كل المتقاتلون فيما بينهم أن الحق معهم هم فقط متسلحين بفتاوى التكفير (نصوص التحوش) التي تكفر الخصوم وتشرع قتالهم على الهوية ولأسباب عديدة حمّالة أوجه ومن السهل إخضاعها إلى الأهواء، بينما يتقاسمون هم أنفسهم فيما بينهم صكوك الجنة الموقعة وعداً من قبل رجال الدين والملة، في توظيف سياسي لا يختلف عليه عاقلان.
كتاب جميل ومفيد للمهتمين في تتبع ودراسة وفهم ظواهر التكفير المنتشرة في عالمنا في أيامنا هذه، كداعش على سبيل المثال لا الحصر.
اقتباسان جميلان من الكتاب:
ليس هناك خدمة ممكن أن يقدمها عالم الدين للخليفة أكثر من تأليف كتاب يُظهر فضائله ويُكفر أعداءه ويشرح له وجوب قتلهم وقتل نسائهم وأطفالهم.
نحن معنيون هنا بنصوص التوحش، كيف تنتج سياسة الدولة نصوصاً متوحشة دينياً، إن النص الديني حين يأمر بقتل الآخر المختلف معه، فإن هذا النص ليس منزلاً من السماء وإنما هو نص مدار ضمن سياسة الأرض.
بعد الانتهاء من قرات هذا الكتاب صارت عندي تصور اجمالي مع بعض التفاصيل عن التكفير وتحليل القتل بكل بساطه خصوصا بهذا الوقت التكفير على اتفه الاسباب ممكن تقتل لاستخدامك الهاتف او تقتل لمشاهدة المبارة تمتد جذور التكفير الى القرن الخامس الهجري اي ماي قارب القرن الحادي عشر ميلادي بعض العلماء في ذالك الوقت من اجل السلطه كانو يصدرون فتاوي تخدم الخليفه الحاكم وبالتالي هذه الفتاوي امتدت الى عصرنا الحالي لان كل ما يتعلق بالدين يتبعه بعض الرعاع بدون اي دراسه واي تدبر ويعتبرونه مقدس اعتقد بامكان اي انسان ان يلبس زي دين وينعق كالحمار وسيجد الكثير ممين ينعقون مثله
تصفحت الكتاب بلا تأشيرة دخول ولكنه رحب بي.. بدءً من لوحة الغلاف التي شدتني وهي للتشكيلي البحريني/ عباس يوسف.. شعار مقلوب يلهمك فكرة راقت للكاتب : وهي أن من يتبنى الفكر الداعشي يقرأ الإسلام ونصوصه بشكل مقلوب.. الإسلام الذي جوهره التسامح لا يمكن أن يكون قبلة للوحشية وأيقونة للبشاعة والتجاذبات السياسية الرعناء.. مغري جدا أن تكون على موعد مع قراءة سياسية لفكرة التكفير لا سيما وهي تدفعك إليها بطرح أنيق وقدرة بالغة على تحليل الخطاب والكشف والتعليل.. هذا ليس بمستغرب على الدكتور/ علي الديري فقد اعتدنا على استقراء رؤاه بنسق مترابط وتقفي تاريخي حثيث الخطى.. ولأن هذا النتاج يضم تحليلاً لثلاث مراحل تاريخية بنصوصها ومصنفاتها استدعى رحلة بحث شاقة لرصد نصوص التراث الإسلامي في مسافات زمنية معينة.. نصوص عنونها الكاتب بجرأة بأنها متوحشة.. سادية.. قد تحمل صبغة إسلامية وباطن سياسي ورغم مضي سنين عليها إلا أن موروثاتها باقية تغذي الجماعات المتطرفة.
شرد خلدي لعبارة للكاتب نفسه في كتاب خارج الطائفة: [علينا أن نفهم جيداً أن المجتمع ليس مجموعة بل أفراد، بل هو الرابطة التي ينتظم من خلالها الأفراد في جماعة، كذلكـ النص ليس مجموعة كلمات] في العبارة توازي بين النصوص والأفراد.. والسؤال الذي يلح هو هل النصوص التي يطلقها الأفراد تؤثر بشكل ما في تنظيم الرابطة المجتمعية؟
في العنوان أيضاَ مصطلح أطلقه المفكر/محمد أركون "الأرثوذكسية" اختار الكاتب أنها تليق بـ النصوص المبسترة على الصعيدين السياسي والتاريخي بنزع قداستها.. المصطلح الذي وصف السلفيات التي تقدم نفسها تمثل حقيقة الإسلام ضد خصومها وهي تعني الطريق المستقيم الصحيح.
يقول الديري "ذهبت إلى النصوص المؤسسة، قاربت نصوص التكفير، كنصوص سياسية لا فقهية" .
ثلاثة فترات تاريخية يغطيها الكاتب متناولاً فكرة التكفير: الأولى:: بيئة السلاجقة في القرن الخامس الهجري/ قراءة في نصوص الغزالي الثانية :: بيئة الموحدين في القرن السادس الهجري/ قراءة في نصوص ابن تومرت الثالثة:: بيئة المماليك في القرن الثامن الهجري/ قراءة في نصوص ابن تيمية التكفير كفكرة لم تمر عابرة .. بل أصبحت نهج موروث وشعيرة دينية ثوابها الجنة! يشرع الديري المراحل الثلاث بتنويه هام وهي أن السلاجقة لم تبتكر فكرة التكفير .. يعيدنا إلى كتاب "سير الملوك /سياست نامة" للوزير السلجوقي نظام الملك الطوسي، الكتاب قمعوي بامتياز للمعارضين.. حاله كحال المدراس التي أنشأها الوزير نفسه وكرست نشاطاتها لحماية الحكم السلجوقي بالدرجة الأولى ونشرالمذهب الشافعي الذي كان وقتها الملك متطرفا له وموجها عداوته الشرسة للإسماعيلية الشيعية (يمتلكون سلطة آنذاك).. المرحلة الثانية يحلل الكاتب فيها الخطاب الموجه وراء كتاب أبي حامد الغزالي/ فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية.. وعبر هذا الكتاب يمكننا إدراك مدى تكريس شرعية العباسي المستظهر بالله للتكفير المطلق بحق الباطنيين "كمثال بسيط أن الأكل من ذبائح الباطنيين كان محرم". ومن خلال تجربة الموحدين مع مفكرها ابن تومرت، المفكر الذي أسبغ على الجهاد تمايز واضح بصفة الموحدين الذين يعتبرون أنفسهم المنفردون باعتناق التوحيد الصحيح.. يجدر الذكر أن الكتاب أشار إلى أن عقوبة الحرق( التي استخدمتها داعش بعد سنين طويلة ) كانت متبعة عند الموحدين
الفصل الثالث يركز على ابن تيمية الرجل التي لم تر كتبه النور لسنين طويلة حتى مجيء محمد بن عبد الوهاب وتمكنه من جعلها عقيدة رسمية للدولة السعودية الأولى في عام 1745م.. يشرح الفصل صراعات ابن تيمية مع مخالفيه ويستحضر استخدامه لكل شيء ممكن أن يضعف خصومه ويقضي عليهم..
الكاتب لم يستحضر النصوص والتصريحات الإعلامية الراهنة أو نتاج التحركات المتطرفة لداعش مثلا.. لكنه أبرز بشكل واضح وبلا مواربة ما تستلهمه داعش من النصوص التي سلط عليها ضوء تحليله.. ولنا هنا أن نقتبس عبارة للكاتب في كتابه/ خارج الطائفة [الدولة تكون حين تتعظ بالتاريخ، حي تتعلم درسه العميق، حين تعي بذرة فسادها وتستبدلها ببذرة أخرى، حين تكف عن اصطناع الولاءات الطفيلية العصبية، وإلا سيكون الموت أو الشلل يتربص بها].
كتاب جيد جداً لمعرفة سبب التكفير الذي نعيشه في الحاضر، الكاتب وفق في شرح أسباب الفتاوى التي عصفت في ذلك الوقت ضد كل الخصوم السياسيين و حيث كان فقراء و علماء الملك و السلطان يحورون و يلفون هذا التوجه السياسي بصبغة عقائدية و ذلك لنيل الشرعية في قتلهم.
و لكن في هذا الزمن و كما أرى أن موضوع الفتوى في قتل المسلم للمسلم ليست بيد المسلم بحاله فقد تدخل كل العالم في تنظير هذا الموضوع و توجيهه حسب الذائقة الأقتصادية و البترولية و لنا في ما حدث في سوريا العظيمة ما جرى بريم خارج عن دائرة الأسلام و كذلك مصر و العراق.
فمن يريد أن ينحر هذه النصوص المتوحشة عليه أن يفضح كل من يعمل لدى الغرب بالفتوى و العقائد.
فالنصوص تبقى نصوص غير متحركة و لكن من يحركها هم شخوص معلومة عند الجميع و لابد من إيقافهم .
عندما ينعدم الضمير وتتوحش النفس ويطغى حب السلطة و يصبح العلم نقمة يستخدمه ضعاف النفوس وفقا لاهواء سياسية عندها تظهر نصوص التوحش ساعية لابادة كل من يخالفها الهوى و الفكر والمعتقد اوالمذهب لتتربع وحدها على عرش السلطة.. في نصوص متوحشة يعري الدكتور علي الديري حقبة مهمة من التاريخ الاسلامي ويبين الحقائق ويكشف المستور فيها بعدما كانت متشحة بوشاح من ذهب في نظر اتباعها ويضع يده على الجرح ليشخصه ويعرف مصدره واسبابه .
هي تذاكر لتشريع القتل, و ليس القتل الفردي بل الجماعي, وهي و ان استخدمت لغرض سياسي في فترة من فترات الخلافة الإسلامية. إلا أن خطورتها ليست محدودة بزمان و مكان, حيث يقول المؤلف ما معناه : تكمن خطورة هذه النصوص ان الخلاف السياسي لكاتب النصوص ينتهي و يموت و تبقى النصوص محفوظة لمن يريد استخدامها. و في الحقيقة هذه النصوص تفتح أبواب الحروب الطائفية على مصراعيه و بشرعة دينية. خصوصا لو ان كل الطوائف اعتبرت ما تؤمن به هو طريق الحق الواحد الأوحد و كل الباقي في ضلال ( أولا ) ثم الكفر ( في النهاية ). يصف الكاتب هذه النصوص بالمتوحشة, لأنها تعطي الشرعية لقتل كل مخالف للأرثوذكسية الدينية حتى و ان أعلن إسلامه و نطق الشهادتين, و في كثير من الأحيان حتى لا تقبل توبته و لا يستتاب.
بحث الكاتب في كتابه عن النصوص المبيحة لقتل المخالفين دينيا و تتبعها منذ عصر السلاجقة و بين الأحوال السياسية في عصرها و ارتباطها بمثل هذه النصوص.
شيعي اثناعشري وتغاضينا .. غلاف خبيث المعني وتغاضينا ايضا .. انما دفاع عن الباطنيه والقرامطه فهذا ما لا يقبل بتاتا وهنا افارقكك يا علي بن احمد الديري وادعو لك ولمن يسير علي نهجك بالهدايه �:)�
تحديث الكتا� تناول مسألة التكفير والتطرف في الإسلام السني ، وهي مسألة ملحة ، وتناولها من شخصيات محورية كالغزالي وابن تيمية ، وهناك تحليل جيد ببعض الجوانب . لكن الكتاب تناول مسألة التطرف والتكفير من ناحية تغفل الفيل الذي في الغرفة وتناولها من جانب واحد ، وهناك حس استشراقي وثقافوي كبير في التعامل مع هذه المنطقة ، نعم هناك محاولة لاستخراج تداخل السياسي بالديني ومحاولة للوصول لعمق المسألة لكن هذا لم يؤثر بالمجمل باستشراقية وثقافوية الطرح ، التطرف والتكفير ثم الظاهرة الجهادية هي مواضيع لا تنحصر بهذا البعد ، محاولة اسقاط الأحداث الحديثة بتعقيداتها ( مثل البنعلي كمثال ) بآثار وحقب قروسطية ، قصر الأمر على محاولة تشفي وإيجاد رابط وسند ، لكن هذا يتجاهل الأبعاد الحداثية السياسية والنفسية والاقتصادية التي لفت هذه المسائل ، بلا تضخيم وتهويل للدور التراثي بهذي المسألة ، فهؤلاء يعتمدون بطريقة ما على تنظيرات متأثرة بالحداثة رغم صلة التراث ، لكن تناولها من جانب التراث حصرا جعل العمق الذي تحاول ايجاده ضحالة . يطول شرح موقفي لكن هذا مجملة
هذا لا يمثلني، دائماً ما نردد هذه العبارة عندما نشاهد فعل لا أخلاقي او لا انساني، او كلام محرض على العنف او الطائفية يصدر من شخص ما! او العبارة الأخرى "هذا يحاول افساد ديننا او ملتنا " او "انها مؤامرة علينا" لكن ماذا لو كان فعلاً ديننا او الطائفة التي ننتمي اليها تبيح هذه الأفعال وان لم تكن جميعها، ماذا لو كانت الكتب الدراسية تجسد وتمجد هذه الأفعال او النصوص؟ يناقش الكتاب او ينتقد نصوص التوحش كما يسميها. والتي هي فعلاً نصوص متوحشة. وأبرز مثالين احتواهم الكتاب هما ابي حامد الغزالي وابن تيميه، حيث استعرض الكاتب نصوصهم او ما كتبوا من كتابات تبيح القتل والتكفير للأخر، والآخر اقصد به هنا هو الخارج عن ملتهم او من ينتمي لطائفة مخالفة لهم. وما يميز الكتاب انه يستعرض النصوص من كتبهم هم مع اسم الكتاب ورقم الصفحة لكي ترجعوا للتأكد منها أي ما كتبوا هم وليس محض افتراء او تشويه من قبل الكاتب.
الكتاب جيد جدا، ناقش الديري نصوص التكفير - متوحشة كما اسماها - في ثلاثة قرون. النظرية التي تبناها الكاتب هي أن منشأ هذه النصوص هو سياسي اكثر من ديني، حيث كانت تُجَّير هذا الفتاوى ضد معارضي النظام الحاكم. الاطلاع على جذور هذه الفتاوى وهؤلاء المفتين يعطيك صورة واضحة عما نراه الان من الفتاوى الجاهزه للقتل والتأليه للاشخاص والحكومات لابسط خلاف او وفاق سياسي او غيره. يحسب للكاتب هو نقاشه لهذه الافكار بعيدا عن الطرح الديني او التاريخي الكلاسيكي، وما يؤخذ عليه هو كثرة الهوامش في الكتاب حيث لاتكاد تخلو صفحة منها، كان بالامكان نقل جزء كبير منها للمتن ليبعد القاريء عن التشتت بين الانتقال المتكرر من المتن للهامش وبالعكس، ايضا، بعض المصطلحات والكلمات تم ذكرها في الكتاب اثر من مرة ومن ثم تم الاشاره لها لاحقا بالهامش وهذا خطأ اذ يجب ان تُوضح في اول مره تُذكر فيها.
في هذا المقام يكفي أن يقال بأننا نمتلك باحثين ودارسين ومهتمين بالتاريخ على هذا القدر من الكفاءة.. ابحر في التاريخ لتعرف اساس واصل ما لا اساس له من ابنية وعواميد تحاول باطلا ايجاد مساحات لها ولو على حساب الغير !
يستدخل الديري البيئات السياسية التي تتمحور بمصالح الى اطياف مختلفة ليظهر وجه ذلك الوحش و يكبر عبر العصور الى عصرنا هذا و اللذي يعكس اساسيات الدين و التي هي الحب و التسامح ليستخدم الدين بالكراهية و الحقد و فائض الدماء بإنعدام ضميرة لمصالحة السياسة و المادية و السلطة
كتاب كويس على الرغم من قلة التفاصيل والتشتت اللى بيحصل فيه بس الكتاب على الاقل بيحط خطوط عند المناطق اللى نقدر نبحث فيها عن نقاط التحريف والتحول فى استخدام الدين والاسباب الاساسية للوضع الحالى
نص التكفير يبقى ويستخدم ويولد نصوصاً أخرى، ويجعل الاختلافات السياسية حالة عداء لا تنتهي، في حين الخلاف السياسي قد انتهى ! لا توجد جريمة من غير مجرم، ولا فساد من غير مفسد، فإنه لا يوجد توحش من غير وحش، والوحش هو هذه النصوص ومدارسها التي تبيح القتل وتأمر بالقتل دون رادع نقدي أو قراءة تاريخية.. الوحش يكمن في أرثوذكسية السنة السلجوقية !
لقد وضعت (الأرثوذكسية السنية السلجوقية) مدعومة بالسلطة السياسية (السلاجقة، الزنكيون، الأيوبيون) كل المعاني التأثيمية على كلمة (باطني)، وصار معنى السنة يتضح بمعارضته لمدلول الباطنية التي صارت تدل على معانٍ متعددة وربما متضاربة من نحو: كافر، مرتد، منافق، اسماعيلي، فاطمي، شيعي، رافضي، يضمر الشر للإسلام، معادٍ للسنة، يكفر الصحابة، عدو، خائن، ضال، مبتدع .. فقامت حملة (دينية، سياسية، اعلامية) ضد الاسماعيليين والفاطميين الخصوم السياسيين والعقائدين للخلافة العباسية، وجرى تثبيت مفهوم السنة كأحد أسلحة المواجهة. وتكفيرهم هو عقوبة سياسية .. !
القسم الأول/ الغزالي
كتاب الغزالي (فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية) كتاب تكفيري تقتيلي يقدم بياناً تأصيلياً يجعل من الخليفة العباسي المستظهر مكلف شرعاً بقتل الفاطميين الذين لم يكونوا يقرون بشرعية حكم الخليفة العباسي .. وأراد (نظام الملك) أن ينشئ جهازاً يبرمج العقول، وينتج جيشاً من الفقهاء والدعاة والخطباء الذين يقومون بعمل مضاد لعمل هؤلاء. وقد حظر نظام الملك تعليم العلوم العقلية وتعلمها.
لذلك إذا أردنا تفسير موقف الغزالي المحارب للفلاسفة وعلم الكلام، ولماذا كتب الغزالي كتابه (تهافت الفلاسفة) فالجواب المباشر هو لأنه كان يعمل عند نظام الملك، ولأن نظام الملك كان متعصباً وكان يريد لهذه المدارس أن تدرس الفقه والحديث على الطريقة الشافعية والأشعرية فقط .. أنتجت هذه المدارس جيل متعصب ضيق الأفق !
القسم الثاني / ابن تومرت وهو أحد منتجي نصوص التوحش والتكفير أيضاً ! ووضع النهج للدولة الموحدية في طريقة تعاملها مع المختلفين عنها، وسنجد شرعنة القتل وسفك الدماء الذي اتبعته الدولة الموحدية ضد اتباعها استناداً على فتاوى ابن تومرت !
القسم الثالث/ ابن تيمية في هذه الفترة المضطربة، ولد ابن تيمية في سوريا في المنطقة المتوترة بين التتار والمماليك والصليبيين .. والمغول بعد ما غزوا الأرض دخلوا إلى الإسلام وبدأ صراع جديد ! نحن مسلمون وأنتم مسلمون، فمن هو الذي يمثل الإسلام؟ من هو الخليفة ؟ ومن يمتلك الشرعية ؟ ومن يستطيع أن يعلن الجهاد ويقاتل ؟ ما دور ابن تيمية في هذه اللحظة ومع من سيقف !؟
أصدر ابن تيمية فتاوى تبيح قتل الأقليات المسلمة التي تصنف بأنها ليست من أهل السنة والجماعة: العلويون، النصيريون، الروافض، الاسماعيلون، الاثناعشرية الموجودون في جبال لبنان وكسروان، وعمل المماليك سيوفهم في رقاب هذه الأقليات وحدثت مجازر كبرى في جبل لبنان وشرعنتها تمت على يد ابن تيمية !
هذا غير قائمة التكفير عند ابن تيمية والتي تشمل الفلاسفة والصوفية والباطنية والرافضة والجهمية وتشمل أيضاً حالات ممكن تنطبق على شخص محدد أو جماعة ..
العودة للتاريخ.. ربما لأني أحب جدا المواد التاريخية وجدت الكتاب سلسا جميلا ودسما في آن واحد. أقل مايمكنني وصفه أنه يرفع عن القارئ الفقر المعرفي لأصل التوحش الذي يستعر في هذا الوقت متمثلا في داعش.. ويدعونا لموافقته التسلسل الواضح مَن قبل ابن تيمية ؟! لنسأل أكثر ولانكون مشاهدين على الساحة التي تموج بالأفكار والأخبار ، وآخر فقرة في الكتاب تشرع بابا للبحث أكثر يقول فيها:( حاولت أن أبحث عن نصوص تكفيرية تقتيلية في المذهب الشيعي فلم أجد، لكنني لا أنفي ذلك بالمطلق واذا كان هناك باحث يستطيع أن يجد ذلك فليقم بهذه المهمة وسيكون قد سد نقصا في بحثي).
كتاب بسيط وسهل الفهم والهضم وفعلا أكد شكوكي وراء كل تكفير حكام طغاة يجندون مدعي العلم لتكفير مخالفيهم وتلبيس القضايا السياسية صبغة دينية والسبب الاول والأخير جهل المسلمين
الكتاب جيد جداً واستخرج نصوص متوحشة فعلاً لكن عليه بعض الملاحظات التي قللت من قيمة العمل: 1- تكلف الكاتب تأويل نصوص الغزالي في التكفير وبدا وكأنه يتعسف في تحميلها مالا تحتمل بالضرورة, كما أن بعضها ليس مختصاً بالغزالي بل هو النظرة السائدة عند علماء المسلمين لذلك لا معنى للاستشهاد به على فكرة الكتاب. 2- لم يتطرق الكاتب لنصوص لنفس الشخصيات أو شخصيات أخرى تفوق في التوحش كثيراً من النصوص المقتبسة, وخصوصاً النصوص التي حكمت خطوط التماس الطائفي وتساقط الدول في الشام والمغرب وتونس والعراق (في القرون الوسطى). 3- يبدو أن الكاتب غير ملم بعقيدة المعتزلة ولا الأشاعرة في المسائل التي جرى عليها التكفير وكأنه اقتبس موقفهم من خصومهم لا منهم هم, ولم يتطرق في مبحث الأسماء والصفات الى مسلك التفويض ولا حرر قضية التجسيم بشكل يكفي لشرح السياق. وقبل ذلك أغفل قضية الاتهام بالارجاء والجبر و قضية خلق القرآن وصفة كلام الله والنزاع بين الفرق الثلاثة المعتزلة والأشاعرة وأهل الحديث بعضها البعض وبينه كل منها والفرق الكبرى وهذه المسائل كانت مادة خصبة للتكفير والاستتابة والتعنيف. 4- اقتصر في تطرقه لعدم التكفير الصريح الى مبحث التفكير المطلق وتكفير المعين , ولم يتطرق الى مبحث العذر بالجهل وإقامة الحجة ولا التفريق بين الداعي وغير الداعي وهي لا تقل خطورة عن الأولى, ولا يمكن تحرير اعتقاد منظر فيها دون تحرير مذهبه بغض النظر عن السياق السياسي والظروف الموضوعية,اذ كفي ان تكون الصياغة واليات انتاج الأحكام جاهزة فلا يحتاج للتصريح.
يعمد المؤلف الى إماطة اللثام عن السطور الوحشية في مؤلفات التابعين أمثال الغزالي وابن تيميه في دحض الفرق الباطنية وقتالهم ونفيهم كونهم حسب وصفه تظاهروا بالإيمان والتقوى وكانوا متعاونين مع أعداء الاسلام لتدمير البلدان المسلمة ! لا يغيب عن الجميع ان الوجه الديني لأبن تيميه لا يخلو من القسوة ولكن التحالف الإسماعيلي والرافضي والصفوي مع أعداء الاسلام ثابت ! ماذا فعل العلقمي للإطاحة بالخلافة العباسية وماذا فعلت الصفوية مع المتربصون بالخلافة العثمانية وماذا فعل نادر شاه الفارسي بتحريض الإنجليز على الهند لإسقاط الخلافة الاسلامية ! غير مقبول على الإطلاق الفتوى المناديه لإبادة الباطنية وقتل نسائهم وأطفالهم خصوصا حملات كسروان وتم ابطالها لإجماع المفكرين والعلماء الأجلاء إلا من أبى أولئك عبدة النصوص النقلية ومعطلي العقل ! كما ان للسنة فتاوى وحشية أيضاً للشيعة علماء لهم فتاوى اشد فتكاً وشراسة محرضة على أهل السنة وهذه لم يتطرق لها المؤلف للأسف ! ماذا فعل الحشد الشعبي بالعراق على أهل السنة والحرس الثوري بإيران على سوريا ولبنان والعراق واليمن وحزب بلبنان ؟! من هم وقود هذه الحملات المخربة والطاغية على من خالفهم المعتقد ؟! الحياد عزيزي المؤلف الحياد
محاولة جميلة لتقصي علاقة التكفير العقدي بالولاء السياسي في التراث الإسلامي في مرحلة ما بعد انحدار قوة الدولة العباسية. اختار الديري ثلاثة نماذج (أبو حامد الغزالي، ابن تومرت، وابن تيمية) مستقصيا نصوصهم المكتوبة حوب "المختلف سياسيا" والتي تؤسس لإقصاء هذا المختلف عقديا. يظهر لنا هنا أن جوهر المعتقد في الامور الكبرى مثل: الذات الإلهية، التجسد والتوقيف، وغيرها من الأسس العقدية ليست هي المحك في التكفير العقدي، وإنما الولاء لولي الأمر الزمني. كان بالإمكان أن يكون للكتاب قيمة أكبر لو أن الكاتب قد أضاف فصلا رابعا لمقارنة المناهج الثلاثة من أجل الخلوص إلى محصلة نهائية تحول الكتاب لدراسة مقارنة بدلا من استقرائية لنماذج من نصوص كتب العقيدة في التراث الإسلامي.
الكاتب بدأ كتابه بجملة جميلة وهي "وهذه الارثوذكسية ليست سنية فقط، فهناك النسخة الشيعية ايضا. لكن السنية هي التي حكمت العالم الاسلامي بمجمله لانها كانت تمثل الخلافة المركزية". لكن مع الاستمرار في قراءة الكتاب بقيت تلك الجملة الشيئ الوحيد الجميل في الكتاب. فعندما يستخدم السنة الحاكمون المدارس في توطين افكارهم فهم يستخدمون الدين من اجل السياسة لكن اذا استخدم الاسماعيلية او الشيعة المنطق والفكر فهم متحررون ورائعون. الكاتب بالغ في الذاتية. ولم يكن موضعيا. ولم يلتزم بالجملة التي كتبها في بداية كتابه. حتى انه لم يذكر ابدا الدولة الفاطمية الحنونة الرائعة، وباقي الدويلات الشيعية المسالمة الكيوت.
ما عنديش مشكلة مع مراجعة كتب التراث لإني مقتنع ان كلام زمان لازم يحصل فيه تجديد في الخطاب الديني ما دام متمسكين بالكتاب والسنة.. لكن تيجي تدلل على ان العنف اللي احنا فيه سببه نصوص الوزير الفلاني في الدولة الفلانية والفقيه الفلاني في الدولة العلانية.. العنف دائما وابدا اسبابه الدكتاتورية.. ولم يظهر العنف حاليا الا عندما تم محاربة الثوراث العربية ووأدها بعنف الأنظمة العلمانية والعسكرية بمباركة أمريكية وغربية.. محاولة التهرب من الأسباب الحقيقية للعنف هو حرث في الماء وعبث
اسلوب الكاتب سلس وسهل الفهم و قد أمعن في توضيح ما أراد أن يقدمه من معنى للخطابات التي قدمت لتنال من المناوئين و كيف يتم استغلال المفردات و الروايات التاريخية في الباس من يريدون أن يلبسوه تهمه التكفير وذلك من منطلقات سياسية كما يثبته الكاتب، الكتاب غني بالأحداث التاريخية المرتبطة بولادة النصوصن المتوحشة التي تكفر الجماعات المعارضة للحاكم
قد ادهشني أن أعرف أن الغزالي من صناع الكراهية(التكفير) ويتبعه في ذلك ابن تيمة فقد كونوا نصوص التوحش والتكفير التي لحظنا نتائجها المأسوية، الديري يأخذنا عبر التاريخ ليرصد لنا توجهات السلاجقة والمماليك وأتباعها وعن طريقها أنشأ التكفير.
مشكلة الأشاعرة اليوم أنهم يحاولون أن يقولوا لنا وللناس أن مشكلة التطرف والإرهاب نشأت بسبب ابن تيمية ، لكن عند الاطلاع على تراث علمائهم ستجد أنهم لا يختلفون عن ابن تيمية إن لم يكونوا أسوا وأكثر وحشية ، هي مشكلة مذهب غير قادر اليوم أن يتعايش مع عالم متحضر قوي يؤمن بالحرية والتعددية
توثيق لنصوص التكفير من عهد الغزالي إلى ابن تيمية. وجدت أن الكتاب فيه تمطيط كان بالإمكان اختصاره. كان بإمكان الكاتب ذكر المشترك بين الجميع وفقط توضيح الاختلافات.