بُنيت نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على معجزة القرآن الذي هو ذروة البيان على الإطلاق، والذي عجز الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من مثله، ولا تفهم حقيقة الإعجاز القرآني حق الفهم إلا بدراسة وتذوق ذروة البيان الشعري العربي ألا وهو (الشِّعْر الجاهلي)، وكل من تعمق في خصائص الشعر الجاهلي= بانت له خصائص البيان القرآني وظهر له امتناع أن يصدر هذا البيان من بشر. وهذه عشر قصائد من أجود القصائد العربية على الإطلاق، سميت بالمعلقات والمذهبات والسموط وغير ذلك؛ لمكانتها واتفاق الشعراء والأدباء على تقدمها وأهميتها. وقد قمتُ بضبطها ضبطًا تامًّا بالشكل على أصح رواياتها، مع ذكر الاختلافات بين أشهر رواياتها الأخرى؛ وذلك تيسيرًا وإعانة لطالب الأدب والبيان العربي على حفظها ودراستها، ولخلو المكتبة العربية اليوم من نصٍّ للمعلقات مضبوطًا ضبطًا تامًا صحيحًا.
بما أنه ليس إلا جمع وضبط، فحكمي على جودة الإخراج ونوعية الورق فهي تغري للإقتناء، كما وأن المؤلف قد اجاد استخدام الحواشي؛ فلن تجد بها إسهابا مشكل عن الموضوع الأصل. وكما ولا يزال لساني بجزيل الشكر موصول لـ"أحمد حمدي"على ما قدمه من تيسير للمكتبة العربية الحاضرة.
الكتاب أكثر من رائع في الضبط وجودة ووضوح الخط، إضافة كبيرة للمكتبة العربية الحديثة، تقريبا هو الكتاب الأول الذي يقوم على ضبط المعلقات ، برأيي هو ترشيح جيد جدا لمن يهتم بالأدب الجاهلي ويريد كتابا به المعلقات العشر مضبوطة بالتشكيل