ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

يورو

Rate this book
لديك قطعة نقدية واحدة. سمِّ عشرة أشياء يُمكنك أن تفعلها بقطعةٍ نقدية واحدةٍ عدا الشراء! هل مررت بسؤالٍ مشابهٍ جعلك تُطرِق طويلاً مفكِّراً بإجابة منطقية؟ تلك الأسئلة التي تجعل الشخص ينظرُ للأشياء من جانبٍ مختلف، وتجعله يدرك قيمة التفاصيل الصغيرة التي نادراً ما نتأملها. هذا بالضبط ما سيجده القارئ في صفحاتِ "يورو". تنتقل "يورو" بالقارئ إلى عالمٍ تأمّلي شغوفٍ بالتفاصيل الدقيقة، توحي له بأنّ عليه أن ينظر للأشياء من جوانب مواربة، مستخدماً حواسه بالإضافة لعينيه، لأنه قد يرى في الأشياء ما لم يكن قد انتبه لوجوده من قبل. إنّها رواية تطرح العديد من الأسئِلة دون أن تُتبَع بعلامات استفهام واضحة. وكأنَّ الأسئلة تقولُ لك: ابحث عنّي!
ماذا يعني أن تكون حرَّاً؟ كيف تولدُ الأحلام؟ كيف يمكن لأحد بأن يحقِّق ذاته؟ هل يملكُ البشر خطواتهم حقاً؟ هل تُغني المعرفةُ عن التجربة التي تولِّد الخبرة؟ إن الإجابات البديهية عن هذه الأسئلة، لن توافق الإجابات "المفاجئة" التي سيخرج بها القارئ بعد قراءته لـ "يورو" التي لم تأتِ كاجتراحٍ لتقنية جديدة تماماً وإنّما هي الأفكار التي سمحت للشخصيات فيها بأن تتنامى لتؤثر وتتأثر في متن سردي لغته الشعرية عالية وما دونها هو ما يقتضيه السرد الروائي وحسب.
تدور الأحداث في الحكاية من خلال تسليط الضّوء على قطعة نقدية "يورو" تجوبُ المدنَ متنقلة من جيبٍ لجيب، ومن يدٍ لأخرى، وسيمرّ القارئ من خلالها بحكايات عديدَة تبدُو لوهلةٍ كأنَّها شريط ذكرياتٍ مستعار، حكايات متداخلة وشخصيات عديدة تظهر لمرّة أو اثنتين لتختفي بعد ذلك دون عودَة، تماماً ككلّ الغرباء الذين نصادفهم كلّ يوم، يمرّون سريعاً وقد يتركون أثراً، وقد لا يفعلون، لكن الفرق أنّ "يورو" تعيد القارئ إلى "غربائها" كلَّما عاد بصفحاتها إلى الوراء فقط، دون أن يعرف هل سيلتقي بهم من جديد لو تقدّم صفحتين –مثلا�- أم لا.
تُظهِرُ "يورو" العديد من الجوانب التي تصوّر علاقة البشر بالنقود بشكلٍ مختلف، يتعدّى كونها مجرّد وسيلة للشراء. وتظهر –كذل�- العديد من الطبائع البشرية الكامنة في قالب حكائي مشوّق، ولغة أدبية جميلة محكمة، ونصّ يتميَّز بجميع عناصره الأسلوبية: من أفكارٍ مختلفة غير مطروقة وعاطفةٍ يرتفع منسوبها بالنص بشكلٍ ظاهر، وخيالٍ تم توظيفه بشكل جديد يفوق الحدود الإبداعية بكثير، وإيقاعٍ متناغمٍ للانفعالات النفسية ولغة فذّة، بالإضافة إلى سردٍ وبناءٍ روائي متسلسل ومتداخل، يتجه بالحكاية شيئاً فشيئاً ويدفع بها إلى نهاية مهيبة ستترك القارئ مذهولاً.


من أجواء الرواية:

كانت السُّكنى في منزل "لالا" المطلِّ على جبال رودوبي، أشبهَ بالسُّكنى في معرضٍ تشكيلي، فلوحاتها الزيتية كانت تُزيّن جميعَ جدرانه حتى جدران الحمام والمطبخ. كان منزلاً صغيراً كحقيبتها، لكن الرسومَ والألوانَ على جدرانه كانت تفتح لمن يراها آفاقاً تتجاوزُ حدودَ ذلك المنزل، بل وحدودَ الكون. كان المنزلُ أقرب إلى الكوخ منهُ إلى منزل، فحجمُهُ الصغيرُ وسقفهُ القرميديّ والأشجارُ من حوله والأراضي العشبية التي كانت تحيطُ به لوقوعه على أطراف المدينة، كل هذا أضفى عليه شكلَ الأكواخ الريفية. كان مقسوماً في الطابق الأرضي إلى مرسمٍ صغير وغرفةِ جلوس تضمُّ مطبخاً وحماماً صغيرين، وفي الطابق العلوي كانت غرفةُ النوم ذاتُ السقفِ الهرمي، والنافذة الوحيدة، المطلةِ على الرودوبي.
كانت تتحركُ في أرجاءِ منزلها بهدوءٍ وانسيابٍ كرقصة المينيويت، وبنفس ذلك الهدوء كانت ترسمُ وتأكل وتستحم وتقرأ وتستقبلُ أصدقاءها كثيري الصخب، وبنفس ذلك الهدوء.. كانت تعاملني.
لم تكن "لالا" سعيدةً طولَ الوقت، فقد كانت تمرُّ بلحظاتِ حزنٍ، لم أعرف سببَه. إذ كان يعصفُ هكذا بلا مقدمات، وكأنها ذكرى حزينة تطرقُ بابَ قلبها بين كل حين. مع امتداد العِشـرةِ بيننا، صرتُ قادراً على تمييزِ حجم حزنِها من سلوكِها؛ فإن كان حزناً ضئيلاً كان جلُّ ما يفعلهُ بها هو مسحُ ابتسامتها العذبة، أما إذا كانت وطأتُهُ ثقيلةً ضمّت يديها تحت أنفها وأغمضت عينيها مستنشقةً بعمق رائحةَ زيت بذرة الكتان التي لم تكن تفارقُ أصابعَها لكثرةِ ما اصطبغت بالألوان الزيتية. كانت رائحةُ الزيتِ تلك تبعثُ الهدوءَ والسكينةَ في نفسها.. ربما بسبب الألفةِ التي نشأت مع السنين بين صدرها وذلك العطر.. أو لأن عطرَ الأشياءِ هو روحُها الحقيقة التي تبعثُ في نفوس من يحبونها الطمأنينة والارتياح

219 pages

First published January 1, 2016

7 people are currently reading
219 people want to read

About the author

نذير الزعبي

7books176followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
21 (40%)
4 stars
11 (21%)
3 stars
13 (25%)
2 stars
2 (3%)
1 star
5 (9%)
Displaying 1 - 10 of 10 reviews
Profile Image for Ahmed Jaber.
Author5 books1,724 followers
July 23, 2016

هذه رواية مختلفة، وهذا هو ما أبحث عنه، تكدّست المكتبات بالروايات، لكنها تتشابه فيما بينها ولو قليلاً، لكن أهم ما يميّز هذه الرواية هو الاختلاف والندرة. أتخيل نذير الزعبي قبل أن يكتب الرواية، يسأل نفسه ماذا سأكتب؟ ثم يصرخ وجدتها، أو أوريكا أوريكا كما صرخ أرخميدس، لأن هذه الرواية في فكرتها بحثت طويلاً عن كاتب ليكتبها، ظلت فكرة في الهواء تطير من هنا إلى هناك باحثة عن كاتب معين، كاتب يبدع في كتابتها، حتى وجدت نذير الزعبي.

إنها حكاية القطعة المعدنية يورو، يجوب "يورو" أوروبا في رحلة مشوّقة بهيّة، ينتقل من يد لأخرى، ومن جيب لآخر ومن بلد إلى بلد، ومن مغامرة بمأساة أو ملهاة. بث الكاتب الروحَ في "يورو" ليتحدث لنا عن قصصه، هذه الروح التي سمح له فيها أن يرى ويسمع ويحسّ لكن ألا يتحرك إلا بفعل فاعل، وكيف لجماد أن يتحرك دون أن يتأثر بقوّة تحركه، لكنه مع هذا نجح في الانتقال بين أمكنة كثيرة كثيرة. وهنا نرى أن جمادًا سافر ورأى وخابر أكثر من بشرٍ يملكون القدرة على الحركة لكنهم قابعون في مكانهم.

بعد أن دخلت في قلب الرواية، صرت أتخيل أن تتحول الرواية لمسلسل كرتوني للأطفال، لكن النهاية زعزعت هذا التخيل، لأن المسلسلات الكرتونية تكون في نهاياتها سعيدة، ومع هذا يمكن تحويلها لعمل سينمائي خفيف الظل.

سرحت في خيالي أكثر فأكثر، هذه الرواية من النوع الذي يجعلك تطير بعيداً، أتخيل يوماً لا وجود للعملات المعدنية أبداً، وكل تعاملنا اليومي تحت ظل التكنولوجيا، فنشتري ونبيع باستخدام البطاقات الآلية، يومها سيأتي حفيد عند جده ويقول له، أي جدي احك لي قصة، فيقول كان يا مكان، في قديم الزمان، ثم يفتح رواية يورو لنذير الزعبي، ويقصها عليه.


Profile Image for عبد الزيود.
Author6 books470 followers
January 20, 2016
هذه الرواية رحلةٌ في البلاد والمشاعر والخيال :)
Profile Image for Ash88.
104 reviews250 followers
February 7, 2017
وستبقى المزهرية الخالية أجمل، لأن أزهارها من خيال.
Profile Image for طاهر الزهراني.
Author16 books777 followers
August 3, 2016
فكرة الرواية ظريفة، لكن الكاتب لم يحسن تناولها، القسم الثاني من الرواية الذي يتحدث عن السجين بدا كأنه رواية أخرى مستقلة، ولم يكن مقنعا.
تمنيت لو جعل القسم الأول من الرواية والذي جاء على لسان العملة المعدنية عملا مستقلا وصنفه رواية للفتيان.
Profile Image for Suha Star ☆.
350 reviews179 followers
December 11, 2022
- رواية لها طعم الصدأ.. أو طعم الحزن.. لا أعرف ربما للحزن طعم الصدأ او ربما الصدأ في حد ذاته حزين من الإهمال..
إنه ذلك الطعم -الذي لست واثقة من اسمه- نفسه الذي تشعر به عندما تدمر الدبابات حيك أو تقصف المدفعية ملاعب طفولتك، نفس الطعم الذي يجعلك تفكر ببلاهة أن الطائرة التي قذفت حممها على البشر لم تكن تقصد وأن الحديد يتبرأ من فعلة من يتحكم به، فتقرر وقتها أن تتحول إلى حديد لأنه ثمة أمل في المعادن والخردة أكثر من البشر وخاصة رجال الحروب أولئك، وربما يوقع حظ الغير العاثر في مصادفة الالتقاء بك بعد أن تحولت إلى حديد فتخيب مساعيهم في معاملتك كإنسي وإن كانوا يقصدون الإحسان إليك من قلوبهم، أنت بعد الآن حديد وتستمرئ الطعم المعدني وتشعر بأن قلبك هرب وانغرس مكانه مغناطيس لا يحن ولا ينجذب سوى لأقرانه من المعادن.
عندها سيكون فقدك لمغناطيس ما أو محرك قارب أشد لوعة من فقدك لأب أو خال.
أنت حديد ولعينيك لون الصدأ الأحمر ولعضلاتك قوة بلدوزر، والأسوأ أن البشر لن يتركوك وشأنك.
- هذه الرواية عجيبة بحق، تبدأ بقصة طفولية وتنتهي بشيء ضخم وعظيم إلى درجة أنك لا تصدق أن أحدهم استطاع حبسه في كلمات، والخيال فيها جامح كخيال قطار بخاري توقف عن العمل لكنه مازال في أعماقه يلعب بين السكك كما مضى.
- من الظلم أن أعطيها أقل من خمس نجمات.
91 reviews4 followers
March 21, 2019
بسم الله....💙
مراجعتي : ⬇️⬇️⬇️⬇️ الكتاب : يورو �
الكاتب : نذير الزعبي
النوع : رواية
دار النشر : الدار العربية للعلوم ناشرون .
عدد الصفحات : 219 .

من منا لم يتساءل يوما عن مصدر القطع و الأوراق النقدية التي نستعملها يوميا ؟ مصيرها و مآلها بعد خروجها من نطاق ملكيتنا ؟
رواية بطلها ...."يورو" ، يحكي تنقله عبر دول الاتحاد الأوروبي ، بطرق ووسائل مختلفة...و لأغراض مختلفة.
اليورو اليوناني الصغير ، يعلّمنا من رحلته ، أن المسافر يتعلم ممن حوله ..من يصادفهم في الطريق ، و من يتعامل معهم ....لتكون رحلته أمتع Vlog لكون الفكرة أكثر من لامعة 👌
ما يعيب الكتاب هو وجود بعض التكرار في الجمل ، و لكن قد يكون ذلك ضروريا...بالنظر إلى كون الراوي ليس مجرد "يورو" .
هل أرهقتك طلبات الفيزا المرفوضة من طرف السفارات الأوروبية ؟
لا داعي للقلق بعد الآن ...فلا تكاليف تُطلب منك سوى وقتك لقراءة هذا الكتاب....اذا ما أردت زيارة أوروبا .
Profile Image for Moayad.
10 reviews
May 12, 2024
رواية ممتعة وعميقة في الآن ذاته, تمنيت لو أنها لم تنتهي بهذه السرعة
Profile Image for هديل الصقر.
Author1 book8 followers
November 27, 2016
الخيال سيد كل المشاهد هنا
الشخوص والحوارات والمشاهد والأحداث كلها محفوفة بخيال مربك
هل جربت أن تكون عملة معدنية!
هل جربت أن تتطلع على فكرة تألفها جدا بمنظور لا يشبه طبيعتك الآدمية مطلقا
إنها محاولة لتجربة الحياة من وجهة نظر غير آدمية
Profile Image for مَودَّة.
121 reviews9 followers
March 25, 2017
نعم .. لهذا الكاتب أسلوب محبب لقلبي إن لم يكن هو الأسلوب الذي أبحث عنه في باقي الروايات "أسلوب ما فوق المعتاد"، لن تشعر إلا وأنت تلتهم أوراق الكتاب إلتهاما، ويكاد لا يمر فصل إلا وأجدني أأشر على اقتباس هنا وعلى وصف جميل هناك وهلم جر. زاد الله المتفردين فينا.
Displaying 1 - 10 of 10 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.