الحديث عن الأمور المستقبلية والتنبوء بها, أمر تتشوف له نفوس كثير من الناس فتراهم يفتشون عن أدلة الفتن والملاحم, ويبحثون عن نصوص أشراط الساعة وعلاماتها, ومن ثم يحاولون تنزيلها على ما يحدث من وقائع, وما يحصل من نوازل تصيب الأمة, دون أي ضابط أوقيد, أو قواعد تحكم هذه الاستدلالات, وتضبط هذه الإطلاقات, ونتيجة لذلك جاء الكثير منهم بالعجائب فأتوا بتأويلات متكلفة, وتنزيلات باطلة, وأسقطوا هذه النصوص على الواقع بأسلوب مستكره إذا تأمله متأمل وجد أنه يفتقد للفهم الصحيح, ويفتقر للتحقيق الواعي, والأدهى من ذلك أن يستدل على ذلك بأدلة باطلة, وأحاديث موضوعة أو ضعيفة فيجمع في ذلك حشفاً وسوء كيلة. كتاب ((معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث)) جاء ليأصل فقه أشراط الساعة, ويبين الضوابط الشرعية لتنزيل نصوصها على الوقائع والأحداث, كما جاء ليبين الموقف الشرعي من نصوص الفتن والملاحم, ويكشف الانحراف الواضح الذي وقع فيه المعاصرون عند تعاطيهم مع نصوص أشراط الساعة . ابتدأ المؤلف كتابه بمقدمات تسع رأى أنها لا بد منها في بداية الكتاب, واشتملت المقدمة الأولى من هذه المقدمات على بيان ماهية الفتن والملاحم وأشراط الساعة فعرف كل مفردة منهم على حدة تعريفاً لغوياً واصطلاحياً, وأما المقدمة الثانية فكانت لبيان حكم الشريعة وغاياتها في إيراد نصوص الفتن والأشراط, وعدد من هذه الحكم خمس حكم, فبين أن إيراد هذه النصوص قد يكون للابتلاء والامتحان, أو للتحذير مما يستقبل الناس وإرشادهم إلى ما يفعلونه, ومن الحكم أيضاً الاستعداد لقيام الساعة, وإظهار أن هذه الأخبار من دلائل النبوة فمتى تحققت زاد إيمان العبد ويقينه بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن الحكم أيضاً تغذية فضول الإنسان الذي يدفعه للتعرف على المستقبل. في المقدمتين الثالثة والرابعة تناول المؤلف المقصود بتنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الواقع, وحكم هذا التنزيل من جهة الأصل, حيث أوضح أن تنزيل هذه النصوص على الوقائع والأحداث مشروع ولكن بضوابطه الشرعية وهذا ما درج عليه جماعة من أهل العلم. وبين المؤلف أنه ليس من شروط أشراط الساعة أن تكون قبيل قيامها, بل قد تتقدمها بدهر طويل, وهذا ما ذكره في المقدمة الخامسة من مقدمات الكتاب, أما المقدمة السادسة فقسم فيها المؤلف أشراط الساعة بعدة اعتبارات وبين علاقة هذه الأقسام بعملية التنزيل. وعن العبث الحاصل من الكتاب المعاصرين حيال نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة تحدث المؤلف في المقدمة السابعة, وضرب أمثلة على هذا العبث. وبين في المقدمة الثامنة الأسباب التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة, ليختم بمقدمة أظهر فيها خطورة التنزيل الخاطئ لهذه النصوص, فذكر من ذلك أنه قول على الله بغير علم, وأنه سبب للقيام بعمل غير مشروع أو ترك عمل مشروع, وفيه تهيئة للجو لتصديق دعاة الضلالة, وغيرها من مكامن الخطورة في هذا الموضوع. وبعد الانتهاء من مقدماته التسع شرع المؤلف في الحديث عن المعالم والمنارات التي لا بد منها لمريدي تنزيل النصوص على الواقع, وهذا المبحث عده المؤلف أمَّ البحث, وأصله ومقصوده الأول, حيث ذكر من هذه المعالم أربعةً وعشرين معلماً نذكرها هنا سرداً: المعلم الأول: الاقتصار على نصوص الوحيين في الاستدلال. المعلم الثاني: التحقق من ثبوت النص. المعلم الثالث: التحقق من معنى النص. المعلم الرابع: الأصل حمل النص على ظاهره المعلم الخامس: أن يكون التنزيل عارياً عن التكلف. المعلم السادس: التحقق من طبيعة الواقع. المعلم السابع: النظر في استكمال الواقعة للأوصاف الواردة في النص من عدمه. المعلم الثامن: التفريق بين الصفات المشتركة والصفات الخاصة. المعلم التاسع: أن يكون النص حكماً على الواقع لا العكس. المعلم العاشر: مراعاة ألفاظ الشريعة. المعلم الحادي عشر: التأني في التنزيل. المعلم الثاني عشر: مراجعة العلماء في هذا الباب. المعلم الثالث عشر: التجرد في البحث والخروج عن الهوى. المعلم الرابع عشر: عدم محاكمة نصوص المستقبل للواقع الحالي. المعلم الخامس عشر: محاولة افتعال واقع يـمكن أن تنزل عليه النصوص. المعلم السادس عشر: إعطاء كل تنزيل حقه من القطع والظن. المعلم السابع عشر: مراعاة البعد الزمني وترتيب الأشراط. المعلم الثامن عشر: تحديث الناس بما يعقلون. المعلم التاسع عشر: وقفة مع اعتراض المتأخر على المتقدم في هذا الباب. المعلم العشرون: الموقف من الوقائع المتكررة وتنزيل النصوص عليها. المعلم الحادي والعشرون: الاشتراك في الاسم بين النص والواقع لا يلزم أن ينزل النص على هذا الواقع. المعلم الثاني والعشرون: ليس شرطاً أن نربط كل فتنة وحادثة بالنصوص الشرعية. المعلم الثالث والعشرون: عدم استحداث صفات لم ترد في النصوص الشرعية. المعلم الرابع والعشرون: عدم تحديد تواريخ وأوقات معينة لوقوع الفتنة أو الملحمة أو الشرط. الكتاب يقدم نظرة متوازنة في عملية تنزيل نصوص أشراط الساعة على الواقع بين الغالي والجافي, فجزى الله المؤلف خير الجزاء وأعلى منازله في عليين.
كتاب مم خاصة في زمننا هذا مع كثرة الفتن ومسارعة البعض إلى تنزيل أحاديث الفتن على الوقائع الحالية، أسلوب الكتاب سهل وجذاب وتقسيماته واضحة، أعجبني جدا منهجه في فهم أحاديث الفتن وتتبع تنزيلها قديما وحديثا ومحاولة وضع شروط لذلك، استفدت منه كثيرا
هذا الكتاب من تأليف المهندس عبد الله العجيري ومن نشر مؤسسة الدرر السنية بالمملكة السعودية، من أجمل ما كتب في هذا الباب. تبرز أهمية هذا الكتاب في أنه ياتي في وقت صارت أكثر الكتب مبيعا في السوق العربية هي كتب وروايات تستغل موضوع علامات اليوم الآخر وملاحم آخر الزمان لتستقطب القارئ على شاكلة انتخريستوس لأحمد خالد مصطفى ومن نحا نحوه. يذكرنا الكاتب في ثنايا هذا العمل أن الواقعية قيمة ممة في حياة المسلم وبدونها سيغرق في أمور تافهة تثنيه عن العمل الجاد وتطلّب المنفعة لدنياه وأخراه. أعجبني كثيرا أثر نقله الأستاذ العجيري هذا نصه: عن حفص بن غياث قال: قلت لسفيان الثوري: " يا أبا عبد الله، إن الناس قد أكثروا في المهدي، فما تقول فيه ؟" قال : "#إن_مر_على_بابك_فلا_تكن_منه_في_شيء_حتى_يجتمع_الناس_عليه" ا.ه أي حتى ولو التقيت بالمهدي شخصيا فلا تتخذ من موقفا حتى ترى الناس قد اجتمعوا عليه وتحققت مهديته !
الشيء الجميل في الكتاب هو المنهجية الواضحة والرائعة التي اتبعها الأستاذ العجيري حيث قسم الكتاب إلى مقدمة ثم تسع مقدمات أساسية لتضع القارئ على السكة ثم تلاها بذكر اربع وعشرين معلما في التعامل مع نصوص اشراط الساعة والتفاعل مع تأويلاتها ثم ختم بحثه بخاتمة قصيرة زينها بعبارة: "إنا لم نكلف بان ننتظر المصلحين بل كلفنا ان نكون مصلحين"
جزى الله الشيخ الحبيب عبد الله العجيري كل خير. كتاب مم وهو بالفعل معالم ومنارات لتصحيح الفوضى الحاصلة بقراءة و فهم علامات الساعة و استسهال تنزيل أشراطها على الواقع
كتاب دسم بمعني الكلمة وفي غاية الأهمية يكشف صور الانحراف المعاصر في التعاطي مع نصوص أشراط الساعة. بختصار: هذا الكتابةلتحرير قواعد وضوابط جليلة متينة في تنزيل النصوص الدينية الشرعية على الوقائع القدرية الكونية،التي خاض كثيرون في هذا الباب بالباطل،فالكتاب يعالج نازلة شائكة في هذا العصر بتقديم نظرة متوازنة في عنلية تنزيل نصوص أشراط الساعة على الواقع بين الغالي والجافي في التنزيل سداً لباب العبث بهذه النصوص.
وقد استطع المؤلف بقوة ان يأصل في هذه المسالة ضوابط مستنبطة من تصرفات اهل العلم في القديم والحديث ،وقد قسم المؤلف البحث إلي قسمين: الاول:مقدمات هامة بين يدي صلب الموضوع،تقع في تسع مقدمات. الثاني:معالم ومنارات يجب مراعاتها في عميلة تنزيل نصوص الفتن والملاحم واشراط الساعة علي الواقع،ناقش من خلتلها تلضوابط الشرعية لهذا الموضوع.
لمّا كنت ابحث عن كتابٍ في هذا الباب وجدت كتاب الشيخ العجيري هذا ولم أكن أعرف عنه قبل ذلك... هذا الكتاب يعالج كثيرًا من مشاكل التنزيل الخاطئ لعلامات القيامة على بعض أحداث الواقع، ويضع ضوابط وقواعد أو كما يسميها الشيخ "معالم ومنارات" للتنزيل الصحيح لهذه العلامات... الكتاب لا يتتبع كل ما كُتِب في الباب بغير علمٍ ويرد عليه، إذ أن إرهاصات من كتب في هذا الباب كثيرة ويصعب تتبعها، ولكنه قد يذكر شيئًا منها حتى يستدل بها على أهمية بعض القواعد التي يضعها. الكتاب مم خصوصًا في هذه الفترة التي يتسارع فيها كثيرٌ من المتصدرين لربط بعض ما يصيب المسلمين من فتنٍ ومصائب بأحداث آخر الزمان من غير علمٍ ولا بينةٍ.
احد اجمل الكتب التي تعلمت منها الكثير , بارك الله في الشيخ عبدالله ,كتابك انزله منزلة هذه المقوله (خير الكلام ماقل ودل) اجزت وافدت . احد الأمور التي تعلمتها من هذا الكتاب: ليس فقط ان لا استعجل في تنزيل احاديث الى زمنا الفتن, وإنما اترك هذا الأمر للعلماء فقط.
كتاب مم في بابه وخصوصاً لما انتشر في زماننا هذا من تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والأحداث الحالية والثورات من دون علم ولا دليل.. فهذا الكتاب أدرج قواعد وشروط تنزيل نصوص وأحاديث قيام الساعة على الواقع.. وليس فيها كما قد يظن القارئ ذكر لهذه الأحاديث وتنزيلها على واقعنا الحالي..
يُكمل الشيخ طريقه في نقض أصول أهل الضلال والمبتدعة المعاصرين. من أحسن ما كُتب في الباب؛ فلم يكتفي الشيخ بالردّ على خزعبلات محمد عيسى داود وأمثاله، بل وضعَ «معالم ومنارات» سُنيّةٍ أثريةٍ سلفيّةٍ تضبط التعامل مع أحاديث الفتن والملاحم.
كتابة مفيد جدا في قضية احاديث اخر الزمان واشراط الساعة و ينظم منهجية قويمة للتعامل مع الاحاديث, ولكن ينصح به اكثر للمتخصصين او مطالعته بشكل سريع لغير المتخصصين
كتاب يفصّل في آلية تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والأحداث، ويبيّن صور التعدّي على هذه الآلية وما يجري عليها من ليّ أعناق النصوص وتحميلها ما لا تحتمل.
من أهم الكتب التي يجب أن يطلع الناس عليها خصوصاً في هذا الزمن الذي كثرت فيه الوقائع والحوادث وصار كل أحد يتكلم بما لا علم له فيه خصوصاً في باب أشراط الساعة، جزى الله مؤلفه خيراً.