للألم عتبة. وللجنون عتبة. للحبّ وللأوطان عتبة. وللسعد عتبة. ألا يؤمن المصريون بـ «تغيير العتبة» للتخلّص من سوء الحظّ والتعاسة؟ العتبة... شاسع هو ذلك الحاجز الذي يفصل بين عالمين، وثقيلة تلك الخطوة اللازمة لاجتيازه. تلملم لور خطاها، تعضّ على الألم وتنتصب كالرمح، كما فعلت طوال السنوات الأربع الماضية. خطوة واحدة وينتهي كلّ شيء. الحياة في هنا باتت مستحيلة... ماذا ستحمل معها؟ تلك الورقة التي خطّت عليها مانيا اسمها للمرّة الأولى؟ كلّ المرّات التي ضحك فيها كريم؟ أتخبّئ بين مسامّ جلدها رائحة ياسمين دمشق؟ ومذاق الخبز الذي لا تشبع من غيره، كيف تحفظه؟ ستترك حتماً خلفها مشاحناتها الأخيرة مع أنس وأدوية قميئة بدأت تتعاطاها منذ فترة. ستترك صور أطفال نائمين لن يستيقظوا، وبيوتاً لم يبقَ فيها حجر على حجر. ستترك وحشة حياة لم تعد كما كانت، وستمضي. ليس عليها سوى اجتياز العتبة. فقط اجتياز العتبة.
كاتبة سوريّة، من مواليد عام 1975. نالت إجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب في سوريا، ودبلوم علم نفس أطفال من الجامعة البريطانية، ودبلوم حماية طفل معنّف من المعهد العالي للبحوث السكّانيّة في سوريا، وماستر في الرعاية النفسيّة الأوّليّة في مناطق الكوارث والحروب. تعمل اختصاصية اجتماعية في وزارة الصحّة السوريّة منذ عام 2000. نشرت عدّة مقالات في مجلة شبابلك وجريدة بلدنا. عتبة الباب هو عملها الروائيّ الأوّل.
4.5 هذه الرواية الصغيرة مع غلافها الأنيق وصفحاتها ال96 هي أخطر مما تبدو.
" اليوم لن أحزن... لن أحزن قبل أن يعلن بلدي اسم آخر شخص يموت فيه. إلى حينها سأحبس دمعي وراء عينيّ."
تختزل الكاتبة الحرب السوريّة في شخص لور الإبنة والزوجة والأم والصديقة والمواطنة. نتأرجح معها بتخبّطاتها الفكريّة والنفسيّة ومخاوفها ومشاهد الموت التي تراها أمامها أو من على شاشة التلفاز أو من أفواه الجيران والأقارب أو في مخيّلتها. تشعر بالخوف والفراغ والسواد يخيّمون على أحشائها وفكرها ومشاعرها ويعشّشون فيها إلى أن تستسلم لهذا الشلل البارد الذي يدفعها إلى الهرب من كل شيء؛ الهرب من المكان ومن الآخرين. وتنتهي بأن تهرب أيضا من ذاتها وتعيش في مأتم لموت تنتظره. ماذا بعد؟ لن أفشي بذلك. فقط سأقول بأن هذه الرواية دمّرتني وأعادت بنائي.
"لا يمكن جمع بياض الحليب وأحمر الدماء في عينَي أمّ. إنّها صورة مخالفة للطبيعة البشريّة، بل هي ضدّ الطبيعة، وبداهة أن أموت قبل أن أعيشها، بداهة أن تموت جميع الأمّهات اللواتي لوّثت الدماء وجوه أطفالهنّ."
الأمومة هي سبب القلق وسبب انتفائه ومحرّض الاكتئاب والاستسلام كما الأمل والثبات. وجدتُ استخدام الأم لور مناسبًا جدًّا كراوية لهذه الرواية المشبّعة بالمشاعر والحنين والألم. قد تكون الأمومة النازفة الملجأ الأخير لترميم ما تصدّع جرّاء الحرب. إذ بعد صمت أفواه المدافع وإخماد النيران لن يعلو أيّ صوت على نحيب الأمهات. هل سيوحّدهم السواد والفقدان والفجيعة؟
"ربّما هو الصمت الذي امتدّ ومحا معه أصوات الرثاء والهجاء واللعنات. إنها سمة الحزن الذي يأخذنا من يدنا ويرمينا بعيدا وحدنا ويعزلنا عن الحياة."
الصمت والفراغ يرافقان لور منذ الصفحات الأولى لهذه الرواية المشحونة بآثار الحرب. وحده دويّ الانفجارات السابق أو الحالي أو المتوقّع هو ما يعمّ المنازل والأحياء. الضجيج الداخلي لا يُسمَع ولكنه يُترجَم انفعالات جسديّة (التكوّر على الذات ومحاولة حماية الأحبّاء وملاصقة الزوايا الآمنة) وجنسيّة (غريزة الأمومة والرضاعة وتقلّصات الرحم والنفور من الجنس أو اللجوء إلى الرجل) وفكريّة (الضياع والتردّد في محاولة إيجاد حلّ وأمان في ظلّ حرب لا تنتهي وبلد لم يعد ينتمي إليه أبناؤه الذين تحوّلوا إلى أعداء) وعاطفيّة (الخوف والشعور بالظلم وعدم الانتماء والفراغ الخ...) ونفسيّة (الاكتئاب والقلق والنزعة للهروب والاستسلام مقابل مقاومة الظلم والبحث عن فسيلة أمل أخضر بين ركام المنازل).
"لم أعرف يوماً السلطة التي تمارسها عليّ عتبة باب دارنا لأتسمّرَ في مكاني عاجزة عن الرحيل، ربما هي الوطن بمعناه المختصر، قبل أن يكونَ الوطن حَفنة تراب وهواء، وقبل أن أتأمّل الحُب الذي يربطني بحارتي و مدينتي، بجبال وطرقات بلدي أو حتّى أحبابي. عتبةُ البابِ قويّة كالهواء، كرائحة التراب، عتبةُ بيتي هي هويتي بمعنى أو بآخر، إنّها علاقة سيطرة لا فُكاك منها، عتبةُ بيتي أقوى مني، ومِن كلّ ما تُخزنه ذاكرتي عن أشياء أخرى موجودة في وطني. "
أنصح بقراءة هذه الرواية المميّزة ومتابعة رحلة لور عبر ماضيها وحاضرها ومستقبلها حيث يجد القارىء بين طيّات الكتاب صدقًا ووجعًا وبحثًا مضنيًا عن حلّ لمشكلة عتبة الباب: الرحيل أم البقاء. بلغة جميلة وسرد ووصف نابعَين من القلب أدعوكم للنظر إلى الحرب بعيون الأم والمرأة العربيّة.
مشاعر كثيرةّ اجتاحتني وأنا أقرأ الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب... شعرت بالفرح، شعرت بالحزن باليأس وبالأمل... والأهم من هذا شعرت بالانتماء...بصفحاتها الستة والتسعين، جعلتني "سندس برهوم" أنتمي الى "لور"، الى حياتها وأحلامها وانكساراتها. فجأةَ وجدت نفسي أعيشها، أتخبط معها، أنظر بعيونها وأرى ما تراه!
"عتبة الباب"، عنوانّ جميلّ ذكي يختصر ببساطته ألمنا نحن المنتمين لأوطانٍ يحتاج الانتماء اليها حروباً ومعارك يومية مع الذات والمنطقّ. في هذا الكتاب، طرحت "سندس برهوم" الكثير من الأسئلة التي لطالما أقلقتني ولا تزال تقلقني... أسئلةٌ أترقب أجوبتها بحذرٍ وخوف، أنا الأسيرة في سجن الانتماء لوطنٍ ما عاد يتسع حتى لحلمٍ متواضعٍ بحياةٍ هانئةٍ ...
"ما هو الوطن" وهل الرحيل منه وعنه في زمن الحروب والنكسات حقّ أو جبن؟ هل تستحق ذكرايتنا وأحجار بيوتنا أن نخاطر بحياتنا ونبقى؟ وما معنى حياة نعيشها بعيداً عن كل من نحبّ وكل ما نحبّ؟ هل واجبنا تجاه أولادنا هو الرحيل من بلدٍ لا يؤمن أبسط حقوقهم الى بلادٍ يجدون فيها سبلاً أكثر لحياةٍ آمنة؟ هذه الأسئلة وأكثر طرحتها "سندس برهوم" في هذا الكتاب...
"لور"، شخصية الرواية، لم تعرف ماذا تختارّ فبين القلب الذائب عشقاً بالوطن والذاكرة وبين الخوف على الحياة والهرب المستمر من شبح الظلم والموت تخبطت مركبتها وتكسرت أشرعتها.
شخصية "لور" مرسومة بدقة فنانةٍ عرفت كيف تسكب كلماتها ومشاعرها بين الكلمات والسطور. بمهارةٍ وصدق كتبت "سندس برهوم"شخصيتها الرئيسية و مراحل ألمها وسقوطها في قاع اليأس بسبب كل ما تعيشه هي وسوريا من حولها وانتقالها من هذا اليأس الى الأمل و الفرح. بين صفحات هذا الكتاب وجدت الكثير مني...وعلى الرغم من أنّ "لور" لا تشبهني كثيراً الا أنني أستطعت أن أعايشها وأشعر بها و أشاركها ضياعها ونكستها وفي النهاية فرحتها!
عادةً أثناء قرائتي لكتابٍ ما أضع أسطراً بقلم رصاصي تحت الجمل التي أحبها، لكنني في الصفحات الستتة العشر الأخيرة من هذا الكتاب لم أضع أي سطر لأنني أحببتها كلها بكلّ كلمةٍ فيها من دون أي استثناء.
رواية فاخرة... هذا كلّ ما يترنّح في خوالجي عن هذا العمل الصغير الحجم العميق المضمون. كثبان من المشاعر تسلّلت إليّ وأنا أتصفّح رواية السوريّة الرائعة سندس برهوم الصادرة عن دار نوفل هاشيت أنطوان. عتبة الباب سرقتني من ذاتي وغيّمت على مشاعرَ لم تتسام من كلمات سندس فحسب، بل بهذه البقجة الغريبة من الأحاسيس. لور... هذه الأمّ السوريّة التي تلعب مع الحرب لعبة اللص والشرطي، همّها الوحيد الحفاظ على عائلتها من الموت الحيزبون الذي يطاردهم في كلّ مكان. لم أقرأ بساطة كالتي قرأتها في لغة سندس. أعترف أنّني أميل إلى اللغة الصعبة المعقّدة والجمل الطويلة المركّبة، لكنّ سندس باغتتني، أقنعتني بكتابها وانتصرت على غرور القارئ المتشرنق داخلي.حاولتُ التملّص كثيرًا من الوجع المسكوب بدقّة في أجران هذه الرواية وفشلت. رواية مزدحمة بالعيون الباكية والأجساد الهزيلة والذاكرة الشرسة التي تفتك بأصحابها دونما هوادة.رواية من تراب يدفن ضحايا الموت، من نار تحرق السعادة، ومن ماء قد يطفئ كتلة اللهب التي تدحرجها الحرب فوق بيوتنا وعوائلنا وأرواح من يحبّونا ونفعل. وأنا أغرق في تفاصيل سندس برهوم، أشعر أنّني أراوح بين خسارتين، خسارة متعة الكتاب إذ ما أفلتّه من يدي، أو خسارة نفسي إذ عاندت ذاتي وأكملت القراءة، وفي الحالتين، أنا في ورطة. نعم، إنّها ورطة وليست رواية. أوجعتني، أبكتني، وملّحت جروحي. كرهتها، أحببتها، سطت عليّ وسرقتني، حاكمتني، ذكّرتني، وتركتني بعد 96 صفحة فقط أتوه في رواية. هل هي فعلًا رواية؟ كلّا، هذه تجربة قاسية تنزّ وجعًا لا يُستطبّ. وكيف لك أن تعالج الداء بالداء؟ وهل تُعالج الكلمة بالكلمة؟ وهل يستكين الخوف بالخوف؟ بعد أن تقرأ هذه الرواية ستفكّر، ألا يكفي ما يسبّبه المرض وحوادث السير والمخدّرات والقهر من موت؟ أكان علينا أن نخلق أسبابًا إضافيّة لموتنا؟ سندس برهوم في هذه الرواية خائفة على مستقبل أطفالها وتناكف نفسها باكية. رحلة هذه المرأة في الرواية موجعة! هدفها الأوحد أن تكمل رسالتها كأمّ وتزفّ ابنتها عروسًا لزوجها وابنها عريسًا لزوجته قبل أن يأتي شبح الموت ويزفّ طفليها إلى.... لا أعلم إلى أين، اسالوها، هي من ورّطني وبها أن تجيب
هذه هي الحرب تغيّر معالمك كما تغيّر معالم مدينتك.. ان لم تقتلك تدمر روحك وأجمل ذكرياتك.. الخوف من الموت يكون أحيانا أصعب من الموت نفسه.. فكيف بخوف الأم على حياة فلذات كبدها.. هو أسوأ كابوس يمكن أن تعيشه أم.. بالرغم من كل السوداوية والضياع والألم المشروع تنتصر إرادة الحياة.. وتستمر الحياة رواية تعيشها بكل جوارحك لقدرة الكاتبة سندس الهائلة على وصف أدق المشاعر وأعمقها بصورة مرئية واضحة وصريحة..
- تعريف عن الكاتبة: سندس برهوم هي كاتبة سوريّة، من مواليد عام 1975. نالت إجازة في علم الاجتماع من كلية الآداب في سوريا، ودبلوم علم نفس أطفال من الجامعة البريطانية، ودبلوم حماية طفل معنّف من المعهد العالي للبحوث السكّانيّة في سوريا، وماستر في الرعاية النفسيّة الأوّليّة في مناطق الكوارث والحروب. تعمل اختصاصية اجتماعية في وزارة الصحّة السوريّة منذ عام 2000. نشرت عدّة مقالات في مجلة شبابلك وجريدة بلدنا. “عتب� الباب� هو عملها الروائيّ الأوّل. صدرت الرواية في 2015 عن دار هاشيت أنطوان، نوفل في بيروت، وهي مؤلّفة من 96 صفحة.
- تعريف الرواية ونوعها الأدبي باختصار: نوع الرواية هي معاصرة واقعيّة تدور في فلك الحرب السوريّة من وجهة نظر الأم. تٌزاحم الرواية مشاعر وأفكار الراوية المتخبّطة في جو الحرب المشحون بالفراغ والخوف. وظّفت الكاتبة هذه التقلّبات في نفسيّة وإحساس الراوية لإبراز ثيمات الرواية الرئيسيّة وهي: الحرب، الموت، الخواء، الهجرة، الأمومة، الانتماء، الخسارة، والوطن. كلّ من هذه الثيمات تتطوّر وتتباين مع تصاعد حدّة الأفكار والمشاعر في ضمير وقلب الراوية.
- بنية الرواية و الزمان والمكان : تدور أحداث الرواية في سورية. تتنقّل الراوية من المدينة إلى مسقط الرأس حمص وإلى اللاذقيّة حيث تلتقي بالأصدقاء. الأماكن هي منزل الراوية ومنازل أصدقائها ومعارفها وعائلتها بالإضافة إلى الحي في حمص حيث يقطن الحبيب السابق ومحل والدها. للسرير وغرفة النوم وباب المنزل وعتبته والطرقات أهميّة في السرد وفي تطوّر حالات لور. الزمان هو الزمان الحاليّ وقت كتابة الرواية، زمن الحرب السوريّة الحاليّة.
- الأفكار والثيمات والرموز المطروحة: تختزل الكاتبة الحرب السورية في شخص لور الإبنة والزوجة والأم والصديقة والمواطنة السورية. نتأرجح معها بتخبطاتها ومخاوفها ومشاهد الموت التي تراها أمامها أو من على شاشة التلفاز أو من أفواه الجيران والأقارب أو في مخيلتها. تشعر بالخوف والفراغ والسواد يخيمون على أحشائها وفكرها ومشاعرها ويعششون فيها إلى أن تستسلم لهذا الشلل البارد الذي يدفعها إلى الهرب من كل شيء؛ الهرب من المكان ومن الآخرين. وتنتهي بأن تهرب أيضا من ذاتها وتعيش في مأتم لموت تنتظره.
- نقد طبيعة وتطوّر الشخصيات : الشخصيّة الرئيسيّة هي الراوية الأم، لور. الشخصيّات الثانويّة تنقسم ما بين أفراد عائلة الراوية (الزوج أنس والوالد وأولادها) وشخصيّات من ماضي الراوية (أصدقاء قدماء وحبيب سابق).
- أسلوب الكتابة والسرد : تسلسل وترابط ومنهجية الأحداث الأسلوب الكتابي وصفيّ مشهديّ وسرديّ يتوزّع ما بين سرد أحداث خارجيّة (أصوات المدافع ومشاهد الخراب والأماكن المغلقة) أو توغّل في فكر وإحساس. صوت الراوية هو ضمير المتكلّم أنا وعالم الرواية هو عالم لور النفسيّ بشكل أساسيّ. يتدرّج السرد من العام إلى الخاص ومن الخاص إلى العام إذ أن الراوية تتفاعل مع ما يحدث حولها من ويلات الحرب وتختزنها في داخلها حيث يتولّد صراع ذاتيّ وتخبّط في المشاعر وتأرجح في الأفكار تودي بها إلى انهيار شامل كامرأة وأم وابنة ومواطنة سوريّة.
- اللغة والمصطلحات المستخدمة والحوارات: بالنسبة للّغة والمصطلحات المستخدمة فهي بسيطة ومباشرة لا تخلو من الجماليّة والعمق. استخدام مصطلحات كثيرة تدلّل وترمز إلى الأمومة: تقلصات الولادة ص 23, غرقها في الماء ص 49, ذكرى الحليب ص 54 والرحم ص 59
- الأسئلة :
- الانطلاق من العنوان: تدور الرواية حول عتبة الباب وهي رمز للهرب والهجرة والوطن. تدفع الحرب الأم للبحث عن طريق لحماية أطفالها. تدفعها نحو عتبة الباب. وتتلخّص الرواية بهذا الصراع قرب العتبة. هل تغادرها أم لا؟ ص 87 هل كنتم ستغادرونها؟ كيف تستطيع الأم حماية عائلتها من حرب يوميّة لم تتوقّف منذ سنين؟ ص 67 تريد المقاومة لكن كيف ستضبط الهواء ص 68؟
- ص 7: مع النظرة الأولى لطفلي... قراءة أبرز ما ورد في هذه الصفحة ومناقشتها. ما الذي شعرتم به حين قرأتم هذه الصفحة؟ ما كان أول انطباع؟
- سندس برهوم لا تمهل القارىء. تبدأ الرواية بأصوات القصف والانطواء والاحتماء في ردهة منزل ليس منزل الراوية. يبدأ الشعور بالاختناق هنا ونمضي مع الراوية نحو انفعالاتها العاطفية والجسديّة. الرهبة والخوف. كم كان المشهد ملموسًا؟ هل سبق وعايشتم وضعًا مشابهًا؟ كيف تصرّفتم؟ ص 23 تشبيه أصوات المدافع بتقلّصات الولادة.
- ص 12: حضور الجسد قوي. تحاول حماية أولادها بجسدها ثم تشعر بانكماش في قلبها ومعدتها ص 15 فتنهار ص 19. ص 36 يسكنها الفراغ. فقدان الثقة بسبب الفراغ ص 52.
- تتصاعد وتيرة صراع لور مع تصاعد وحشيّة الحرب كي تبلغ حد الانهيار الشامل. كيف رأيتم هذا التطور؟ ما أكثر عامل شعرتم أنه أودى بالراوية إلى الهاوية؟ الخوف؟ القلق؟ الموت؟ فقدان الأمل؟ الشعور بعدم الانتماء؟
- التفاصيل اليومية تبعث بالحنين والذكريات وتولّد الفراغ ص 44. كيف وجدتم علاقتها بوالدها؟ ما أهميّة عودتها إلى منزل العائلة والماضي؟ هل كانت محاولة أخيرة للتأقلم وإيجاد ذاتها؟ ماذا عن حبيبها السابق؟
- الراوية هي أم. هل قوّى أو أضعف الرواية هذا الاختيار؟ هل شخصيّة أم سوريّة (بمعزل عن لور بالتحديد) هي اختيار موفّق؟ هل غير الأم وفجيعتها قد يقف في وجه الحرب ويوحّد أطيافها المختلفة في المستقبل؟
- الفراغ. الخواء. نرى ما فقدنا من الأشخاص والأماكن . هل شعرتم بطغيان الفراغ في الرواية؟ أين؟ وكيف تفاعلتم مع هذا الفراغ والصمت؟ ص 73 و 60. الفراغ والبرد والشحوب ص 66.
- هل نستطيع فعلا الشعور بما يعيشه السوريّون الآن؟ هل قرّبت الرواية هذه الصورة؟ ص 70: التفاؤل أوالتشاؤم؟
- العلاقة مع الرجل والسعادة الزوجيّة والجنس: علاقات مسروقة وإرادة حياة مقابل الاستسلام ورفض الجنس ص 74. الأمان والحب ص 48. تحدّي وغضب وفراغ يتسلّل إلى القلوب والسرير ص 71.
- تحوّل الأم إلى شخصيّة عدائيّة بسبب الخوف والقلق ص 72.
- محاولة التعايش مع الموت: ص 78 و 79.
- محاولة تعايش الأمهات السوريات مع الموت: ص 80 و81.
- قرار الرحيل: التفكير في خسارة المتع الصغيرة المتبقّية: ص 83.
- الحيرة والتردّد: ص 84 وحتى النهاية: ما أهميّة هذا الجزء من الرواية؟ نتخبّط مع لور بتردّدها وحتّى اتّخاذها قرارها النهائي. هل أتى مقنعًا؟ ماذا كنتم ستفعلون مكان لور؟
- وكأنّ ما يداوي الأمومة المجروحة وما يلخّص إرادة الحياة هو الأمل بولادة جديدة وحمل جديد من رحم المعاناة: هل الامومة هي الحل؟ الأمل؟ يزهر الالم ص 95.
كم شعرتُ بالخجل عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية، لم يكن وقعها سهلاً عليَّ.. كنت أخجل من ذاتي في كل مشهد تفقد فيه أمٌ ابنها، أو تفقد شابة صديقتها، أو أو.. لأنني سورية الجنسية وخرجت من بلدي مع وقع طبول الحرب.. لم أعش الرعبَ الذي عاشه أبناء بلدي، لم أشعر بالفقدِ لأبٍ أو أمٍ أو حتى أخ.. لم أترقب بخوف صوت القذائف والمدافع، لم أركض من عتبة لعتبة لأحتمي... لم أعش الوجع ... عذرا أهل بلدي
آلمتني وأوجعتني جدا هذه الرواية الصغيرة الحجم الكثيرة التأثير. ه جعلتني الكاتبة أحس آلام الحرب وخسائرها. وان اواجه كل البشاعة التي اهرب منها في النشرات الاخبارية. عاشت لور الحرب الدائرة في سوريا ورافقها الخوف والقلق والحزن والألم على أفراد أسرتها واهل بلدها. عاشت صراع البقاء في البلد او اللجوء. بحثت عن بصيص أمل لتتشبث ببقاءها. ه وتمسّكت بانسانيتها ولم تنحاز لطرف او لآخر في الصراع الدائر.ه الاسم لور اصل الاسم لاتيني والمعنى: ورق الغار الذي يصنع منه التاج الذي يوضع على رؤوس المنتصرين في الحروب.ه فهل اختارت الكاتبة هذا الاسم عن قصد ومعرفة بمعناه ام كان اختيارها لاسباب اخرى.ه مهما كتبت لن اعبّر عن مدى تأثري واعجابي بالرواية. ه
الاقتباسات كثيرة ورائعة ولن اخترت منها هذه: "يضحكني لاجدوى كل ما عشنا من اجله في حياتنا...قبل عدّة ساعات كنت متشددة أمام أدق تفاصيل الحياة اليومية، وقبل ساعة واجهت أنا وطفلاي وأصدقائي الموت. الموت الذي يمحو معه كل ما نعيشه. أقف الآن عارية وصغيرة أمام حقيقتي. تغرقني السخافة فيتسع الفراغ المزروع في معدتي وينتصب معه إحساسي العميق بالذنب..." ه
"قصصٌ وقصص...حكايات مؤلمة تحتاج لأن نعيش أكثر من حياة لنرويها...ه"
«عتبة الباب» رواية تطرد الموت وتخلق أسباباً للحياة ل سندس برهوم قدرة مميزة في توصيف حال المرأة الأم والزوجة في زمن الحرب. لغة سندس برهوم مع الحرب تتمثل بمنحى تصاعدي. ومشاعر بطلتها تبحر في موج متلاطم، يرتفع مع كل ارتفاع في وتيرة الحرب والموت. تتسلل إلى رواية برهوم تفاصيل من أطراف حياة كانت هانئة قبل الحرب. نعيش مع الكاتبة تلك الدقة الفسيفسائية في توصيف مشاعر الرعب والقلق. هي قراءة في دورة الدم المرهقة، في تيبس الجسد، انعدام الرؤية وحبس الأنفاس. حالة التعايش مع الموت أو حتى النوم جنباً إلى جنب معه تصلنا كأنها فيلم أو مسلسل. الحرب زمن يهيمن في سوريا. «لور» أسيرته بامتياز. وسندس برهوم تملك قدرة ابتكار مفردات الحياة المستجدة من ضمن القاموس السائد في هذا الزمن. رواية رشيقة في أحداثها. مشاعر بشرية تصلنا بشفافية. شخصياً تقبلتها بقوة. وجدتها جزءاً مني في زمن الحروب الكثيرة التي عايشناها في بيروت. سندس برهوم أحسنت تقديم ما تريده بما قلّ ودلّ من الصفحات. بعد قراءة باكورتها، هي كاتبة واعدة من دون شك.
ثلاث نجمات قد تكون قليلة بحق هذا العمل خصوصاً لكونه تجربة أولى في عالم الرواية لسندس، لكني أعتقد بأن سندس تملك كل المؤهلات لتنتج عمل أفضل من هذا العمل (الجميل رغم كل شيء)
سندس بوجهة نظري المتواضعة تمتلك المقومات الكافية للنجاح: لغة رائعة، ووصف جميل، ومشاعر صادقة أثناء الكتابة، استطاعت أن توصل إحساسها بشكل مميز لي كقارئ. لكن عتبي على عتبة الباب هو أن سندس كان بإمكانها أن تجعل من هذا العمل عملاً لا ينسى في أدب الحروب العربية خصوصاً لقلة الأعمال ذات الجودة العالية عن الوضع في سوريا.
شخصيات سندس جميلة لكنها تحتاج إلى عمل كبير من حيث بناء الشخصيات وربطها بالقارئ ليتأثر بالأحداث المتعلقة بها بشكل أكبر. كذلك الوضع بالنسبة للأحداث، فسندس اختصرت الكثير منها بشكل أزعجني حقيقة إذ لو أن كاتباً غير سندس - التي تعرفت عليها أثناء قراءتي لروايتها- مر على الأحداث بهذه العجالة لما عتبت عليه ولكن سندس أثبتت في بعض مقاطع الرواية قدرتها الكبيرة على إعطاء بعض الأحداث حقها والغوص في تفاصيلها بشكل مؤثر.
بشكل عام الرواية موجعة جداً هي رواية عن حال الأمومة والصداقة والأخوّة والارتباط خلال المأساة التي حلت بسوريا.
هي رواية جيدة لمن يرغب في قراءة رواية عن وجع الإنسان في سوريا.
أتوقع لسندس -إن عملت على تطوير أدواتها - أن تكون روائية مميزة جداً.
نقف مع الكاتبة "سندس برهوم" على عتبة الباب، ونتساءل... أتبقى "لور" أم ترحل؟
تنقل لنا الكاتبة، من خلال عملها الرّوائيّ الأوّل، حقيقة ما يعيشه الفرد من استسلامٍ لِحربٍ سرقت أحلامه ولم تترك له سوى الفراغ، تلك الحرب التّي تضعه أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا الهروب بحثًا عن فرصة للنّجاة، أو البقاء في أرضٍ تهدّدهُ بالموت لحظة بلحظة.
أعجبني كيف عبّرت الكاتبة عن فكرة التعلق بالأرض، والانتماء للوطن، بطريقةٍ قريبة من الواقع والحقيقة. عبر 96 صفحة، تمكّنت الكاتبة من نقل الأثر الّذي تتركه الحرب في النّفس، وكيف تضع المرء أمام أسئلة مصيريّة لا يتجرّأ على الإجابة عنها.
"عتبة الباب قويّة كالهواء، كرائحة التّراب، عتبة بيتي هي هويّتي بمعنى أو بآخر، إنّها علاقة سيطرة لا فكاك منها، عتبة بيتي أقوى منّي، ومن كلّ ما تخزّنه ذاكرتي عن أشياء أخرى موجودة في وطني."
رواية جميلة تتحدث عن معاناة امرأة في ظروف الحرب القاسية... كنت أتمنى معرفة تفاصيل أكبر عن حياتها ومَن حولها، ولكن الوصف رائع جداً بالنسبة لقصة كُتبت بمئة صفحة...
من الظلم أن يقيّم هذا العمل كرواية.. فهذا سيخسره النجوم (كما فعلت أنا)، لأنه يفتقر للأحداث والحبكة الروائية وتعدد المحاور.. لكنه في ذات الوقت أطول من القصة القصيرة.. أو القطعة النثرية.. وأضخم من مجرد مقال. التركيز على وصف الهلع في زمن الحرب.. لا أعتقد أنه يحتاج الى ٩٥ صفحة.. ربما لأنني عاصرت هذا الهلع وعاصرت الحرب بأحداثها وناسها وأبشع صورها، أرى أن الكاتبة بالغت في وصف تأثير الأهوال والكوارث على حياة الناس، واستهلكت الكثير من الوقت واستنزفت البطلة حتى أوصلتها للحالة التي شاعت بين الأغلبية العظمى لمعاصري الحروب وهي التدثر التلقائي بغلاف سميك من التعود والصلابة يقي النفسيات من الإنهيار.. ولكن لأكون منصفة.. ألفت النظر أن الرواية كتبت في سنوات المعارك الأولى، حين كانت الصدمة لاتزال طازجة "٢٠١٤" ، بينما قرأتها أنا اليوم، بعد ٩ سنوات من حرب صارت روتينا مقيتا ومملا في حياة السوريين. بالنتيجة، ورغم ما ذكرت سابقاً.. العمل أكثر من جميل، جمله فيها من المتانة والصور المبهرة واللغة الذكية الراقية، ما يستحق كل الإحترام والإعتراف بالموهبةالأدبية العالية للكاتبة.
عتبة الباب: خطوة بين الرحيل و البقاء. على مدى الرواية نعيش مع بطلة الرواية لور صراعاتها ومخاوفها وتقلباتها وانكساراتها و اروجاعها والضياع والألم الذي أنتجته الحرب السورية في داخلها. سرد تشعر يصدقه و تتعاطف معه بشكل كبير، وكأنها "تفضفض" على صفحات الراوية.
رواية قصيرة فيها الكثير من الصدق و الواقعية.
الشيء الوحيد الذي ازعجني هو انو الرواية فصل واحد و غير مقسمة.