"ليس ثمة ما هو أسوأ من تمجيد الخطأ. فحين تؤله الحماقة فذلكم بلاءٌ يحيق الفكر. في هذه الحماقة انغمس بعض المحدثين، وبغفلة متناهية حاولوا أن يؤسسوا فلسفة طبيعية على الفصل الأول من سفر التكوين، وسفر أيوب، وأجزاء أخرى من الكتاب المقدس، باحثين هكذا عن الموتى بين الأحياء ومثل هذه الحماقة يجب أن توقف وتقمع بكل قوة، فمن هذا المزج غير الصحي بين البشري والألهي لا تنبثق فقط فلسفة وهمية، بل ودين هرطقي. ومن ثم فإن رأس الحكمة والاتزان أن نعطي للإيمان ما هو للإيمان ولا نزيد" (فرنسيس بيكون)
الدكتور عادل مصطفى طبيب نفسى مصرى معاصر تخرج في كلية الطب، جامعة القاهرة، وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة في يونيو 1975. تخرج في كلية الآداب، جامعة القاهرة، قسم الفلسفة، وحصل على درجة الليسانس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وكان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة. حصل على ماجستير الامراض العصبية والنفسية من كلية الطب، جامعة القاهرة عام 1986. شارك في ثمانينات القرن الماضي في تحرير مجلة (الانسان والتطور) التي كانت تصدرها دار المقطم للصحة النفسية. حائز على جائزة أندريه لالاند في الفلسفة، وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة عام 2005. قدم للمكتبة العربية ثلاثين كتابا في الفلسفة والأدب وعلم النفس والطب النفسي
اقتنيت هذا الكتاب لسَببين رئيسَين: العنوان المُلفِت جداً. والمؤلف الذي أحترمه جداً. وبقدر عظَمة هذين السببين كانت صدمتي بالمحتوى العجيب للكتاب!! لا أعتقد أنني سأطيل الشرح هُنا. يكفي فقط في التعبير عن هذا الكتاب أن أقول بأننا لو قُلنا لكُلّ اقتباس في هذا الكتاب: عُد من حيث أتيت .. لما بقِي من الكِتاب سوا الغلاف الخارجي وبعض الشذرات!
لا تُعجبني هذه الكُتُب. أحسّ أنها شيء قريب من التطفّل على مجهود كاتب آخر! فقط من أجل كسب المال .. أو إضافة "كِتاب" إلى رصيد الكاتب المتطفل. كان يكفي يا أستاذنا عادل أن تُشير إلى كِتاب فرنسيس بيكون وتنصحنا بقراءته بدل أن تصنع كتاباً كاملاً وتحشوه باقتباسات بيكون!
أعتقد أن الكتاب هو طبعة تجارية من كتاب الأورجانون الجديد الذي ترجمه عادل مصطفى مسبقًا ونشره بتحقيقه ومراجعته وتقديمه وشرحه، ومختاراته من فصوله أيضًا. لذا من هو على اطلاع كافٍ بالأورجانون ليس من أولوياته حيازة هذا الكتاب، اللهم إلا إذا كانت تعليقات عادل مصطفى هاهنا مغايرة عما في تعليقاته هناك.
ينقسم الكتاب إلى قسمين، مقدمة، تتكون من خمسة فصول، تتناول بالشرح حياة ونشأة وأفكار وبيئة وعلاقات بيكون ومراحل من حياته، وقسم آخر أخير، هو مقتطفات من الأورجانون. كتاب جيد ربما كان من الأفضل لو ألحق بطبعة الأورجانون التي ترجمها بدلًا من التشتيت، لكن يبدو أن حب عادل مصطفى إما للأنتولوجيا أو التبسيط، سبب هذا الإصدار
هذا كتاب قصير عن الفيلسوف الإنجليزي "بيكون"؛ سيرته وفكره. توقعت من الكتاب أن يكون حديثا عن "أوهام العقل" بشكل عام وتفصيلي فلا يزال العقل ينتج أوهامه (كما يقول علي حرب). ولكن للأسف لم يتحدث إلا عن تلك الأوهام التي تحدث عنها "بيكون" فقط. عرض جيد ومقتضب ولا يستحق أن يكون كتابا بذاته، وكان يكفيه أن يكون مقالا طويلا. فأكثر من نصف الكتاب هو اقتباسات من كتاب (الاورجانون) ل"بيكون".
يتناول هذا الكتاب في البدء حياة الفيلسوف فرنسيس بيكون ، وهي مقدمة يعرفنا بها الكاتب لهذه الشخصية ، ثم ينتقل بنا الكاتب ببضع صفحات لأهم ما قدمة الفيلسوف لمجتمعه ، بعد ذلك يدخل بنا إلى ما هو أهم شيء في هذا الكتاب ، وأهم ما في فكر وحياة الفيلسوف ، وهي أوهام العقل . بشكل مقتضب يقول بيكون ثمة أربعة من الأوهام تحدق بالعقل البشري ، وتظل تلاحقه ، وتضع أمامه العوائق ، ما لم يأخذ حذره ، ويحصن نفسه منها قدر ما يستطيع . وهي ١ اوهام القبيلة ، اي الجنس او النوع تتعلق بالطبيعة البشرية ، وهي تشمل البشر جميعًا ٢ اوهام الكهف والمقصود بها كهف الفردانية ، فكل فرد من الناس يعيش من نفسه في كهف خاص به يعترض ضياء الطبيعة ويشوهه ٣ اوهام السوق وهي اخطر انواع الاوهام ، وتنشأ من تواصل الناس واجتماعهم ومداولاتهم ٤ اوهام المسرح وهي التي انسربت إلى عقول البشر من النظريات والمذاهب التي تفرض نفسها عليهم بسبب احترامهم الزائد إليها . يبدأ الكاتب بمقدمات لهذه الأوهام ثم يبدأ بشرحها شرح مبسط ليظهر لنا فحواها . وبعد ثلاثة فصول ، ينتهي الكتاب بقطوف من كتاب فرنسيس بيكون وهو "الأورجانون الجديد" الذي اعتمد عليه الكاتب في كتابه هذا الكتاب ، أي أنه ما قام به الكاتب هو شرح أو تبسيط لكتاب الأورجانون الجديد ، ولهذا السبب أن الكتاب لم يعجب الكثيرين ، وذلك لأن الكاتب "عادل مصطفى" قام بترجمة كتاب الأورجانون الجديد ونشره ، ثم بعد ذلك قام بنشر هذا الكتاب والذي كان نصفه تقريبًا عبارة عن إقتباسات من الكتاب الاصلي !! الذي ترجمه سابقًا !! وقد قالوا عنه : لقد نشر هذا الكتاب فقط لجني المال . وإلا فلماذا يترجم كتاب ثم يعود بنشر كتاب عبارة عن قطوف من الكتاب الذي ترجمه ! عمومًا ، من قرأ كتاب الأورجانون الجديد ، لا أنصحه بهذا الكتاب ، ومن لم يقرأ الكتاب ولا يعرف شيء عن هذا الفيلسوف ، أنصحه بهذا الكتاب ، فهو جيد ومبسط يصلح كمقدمة .
" الأعرجُ على الطريق الصحيح يَسبِق العَدَّاء على الطريق الخطأ، بل إن الذي يتخذ الطريقَ الخطأ يزداد ضلالًا وبُعدًا عن المقصِد كلما كان أمهرَ وأسرع." ستلمس بعض النقاط عند قراءة هذا الكتاب وهي : - أن كل ما كان جديرً بالوجود فهو جديرا أيضا بالمعرفة. - يشتركون مع الأطفال في الميل إلى الكلام والعجز عن الإنتاج المثمر . - أن الناس يتوهمون أن عقلهم يتحكم في الألفاظ، على حين أن الألفاظ هي التي تتحكم فيهم. - المعرفة البشرية والقوة البشرية تلتقيان، فإذا ظل السبب مجهولا تعذر الإتيان بالنتيجة، لكي تؤمر الطبيعة يجب أن تطاع وذلك هو السبب في التأمل الذي هو القاعدة في مجال العمل. - إن علم المنطق المستخدم الآن يعمل على تثبيت وترسيخ الأخطاء التي تجد أساسها في الأفكار الشائعة، بدلا من أن يساعد في البحث عن الحقيقة، لهذا الضرر منه أكثر من خيره . - من العبث أن نتوقع تقدما هائلا في العلم عن طريق الإضافة وتطعيم الأشياء القديمة بأشياء جديدة ، علينا أن نبدأ من جديد ومن الأساس ، هذا إلا أذا أردنا أن ندور في حلقة من التقدم الوضيع المزري . - هناك فرق كبير بين أصنام العقل البشري وبين الأفكار المقدسة، بكلمات أخرى بين عقائد فارغة وبين البصمات الحقيقية التي وضعت على أعمال الخلق والتي نعثر عليها في الطبيعة. - كما أن قوانين السماوات والأرض مواضيع ملائمة للفلسفة فأن الحصول على معرفة جوهر النفس العاقلة عن طريق الفلسفة أمر غير ممكن . - أفلاطون أفسد الفلسفة الطبيعية بلاهوته (مثاليته المفرطة) تماما كالذي فعله أرسطو بمنطقه.
اسم الكتاب: أوهام العقل- قراءة في الأورجانون الجديد الكاتب: د.عادل مصطفى (طبيب نفسي ومترجم وكاتب مصري) تاريخ صدور الكتاب: ٢٠١٢. تقييم الكتاب: ٤/٥.
الكاتب هو نفسه الذي قدم الترجمة المبدعة لأورجانون بيكون. وهو في هذا الكتاب يقدم نبذة قصيرة عن حياة بيكون، ويوضح مكانته في عصره. ويتناول بالشرح أوهام العقل بأنواعها الأربعة التي قدمها بيكون في كتابه؛ أوهام القبيلة، أوهام الكهف، أوهام السوق، أوهام المسرح.
ويوضح الكاتب كيف كانت أفكار بيكون سابقة لعصرها، وكيف مهدت الطريق للعديد من الاتجاهات الفلسفية الهامة اللاحقة؛ مثل نقد العقل عند كانط، المدرسة التحليلية عند هوسرل، وفكرة التكذيب والخدع التحصينية عند كارل بوبر.
كما يقدم الكاتب أبرز الانتقادات التي وجهت لأورجانون بيكون مثل موقفه من الفروض واعتبارها استباقا للطبيعة، وقلة اهتمامه بالرياضيات. ويسلط الضوء في المقابل على ما يحسب لبيكون من اهتمامه بالتجربة الفاصلة، ومناداته للفصل بين العلم والدين، وعدم إغفاله لدور القيم الإنسانية في العلم وتطلعه لإعداد قائمة بالأشياء التي يليق بنا أن نرغب فيها، باعتبار أن "الرغبة الصحيحة هي جزء من العلم، شأنها شأن الأسئلة الصحيحة".
وينتهي الكتاب بتقديم أجزاء من الأورجانون الجديد، ولكنني أرى أن الاستفادة الأكبر من الكتاب تأتي بقراءته بعد الإطلاع على النص الكامل لأورجانون بيكون.
٨٤ صفحة فقط كانت هي القيمة المتحصلة من هذا الكتاب، تعريف بالفيلسوف فرنسيس بيكون و قراءة جميلة في آراءه و فلسفته الجزء الاخر الملل هو مقتطفات من كتاب بيكون"الاروجانون الجديد" و هو و ان كانت المقتطفات ذات قيمة، فقد كانت مبعثرة و فقدت جل قيمتها
من بين كل ما قرأته لعادل مصطفى، أظن هذا أضعفها. الكتاب قراءة في كتاب فرانسس بيكون "الأورغايون الجديد". عبارة عن ٨٥ صفحة في القراءة، والبقية مقتطفات مبعثرة.