ضحى الإسلام أحد إبداعات المفكر والمؤرخ الراحل أحمد أمين العظيمة التي وضع لبناتها ليؤسس بناءً شامخًا لايطاوله بناء ولا يساوقه عمل فكري معاصر. الكتاب إبداع فكري يبدو ككائن ينبض بالحياة، لتعيش مع العمل وتتابع أحداث التاريخ والفكر الإسلامي لحظة بلحظة، وكأنك تشاهد أحداثًا حية تتراءى أمام ناظريك رأي العين؛ تتفاعل معها وتنفعل بها، تبتسم وتغضب، تفرح وتحزن، تسعد وتتألم، تعيش الصراع بين العرب والموالي وتعايش مظاهر الشعوبية والرق، وتَغَلُب الشعور القبلي، وتتقلب في المتناقضات في شتى صورها.. بين حياة اللهو والمجون وحياة الجد والعمل، بين حياة البذخ والإسراف وحياة البؤس والشقاء، بين الانغماس في الترف والنعيم وبين التصوف والزهد في متاع الدنيا الفاني، بين حياة الزندقة وحياة
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
يتناول الجزء الثالث العقائد والمذاهب الدينية في العصر العباسي الأول. من الممكن قراءة هذا الجزء بمفرده دون حاجة للجزئين السابقين.
يعتبر هذا الجزء أفضل الأجزاء الثلاثة ومن أفضل ما كتب أحمد أمين للأسباب التالية :
- خلط العرض بالتحليل والتفسير والذي كان صائباً في كثير من الأحيان. - لأول مرة أقرأ عرض لآراء المعتزلة بشكل بسيط ولا يخل بحقيقة أفكارهم في نفس الوقت. - بعض الآراء الممتازة المنثورة خلال الكتاب مثل : نشأة التعصب للفرق الدينية من رحم السياسة - المقارنة بين الفلاسفة والمتكلمين - الإشارة الذكية لأن كثير من آراء المعتزلة نقلت لنا على لسان أعداءهم بسسب إختفاء مؤلفاتهم.
"أما بعد فقد كانت الساحة الإسلامية مجالاً للدسائس والفتن والحروب من وفاة الرسول إلي آخر العصر الذي نؤرخه ، فلا الشيعيون يعدلون عن مطالبهم وتنفيذ خططهم ، ولا الساسة بالطبع يستسلمون لمطالب الشيعة ، ولا يعالجونها في رفق وهوادة ، وظني لو إجتمعت كلمة المسلمين وقدر الجهد الذي بذل في إخضاع العلويين لبني أمية وبني العباس ، أو العكس ، لكان جهداً يكفي لفتح أكثر العالم وإخضاعه للمسلمين وتغير وجه التاريخ تغيراً كاملاً ، ولكن شهوة الحكم في كل زمان تضيع وحدة الأمة وتفرق كلمتها ، وتحل قوتها" ، الجزء الثالث من كتاب ضحي الإسلام والذي يمكن قرائته منفصلاً عن الموسوعة الإسلامية لأحمد أمين وهو الجزأ الذي يهتم بدراسة العقائد والمذاهب الدينية في العهد البعاسي الأول وبشكل أخص علم الكلام ويتطرق الباحث لدراسة أربع فرق بشكل موجز ولكنه وافي وهم " المعتزلة - الشيعة - المرجئة - الخوارج " ويستعرض الأستاذ لنا نشأة تلك المذاهب ودوافعها والأصول التي تقوم عليها وفقهها وعقائدها ثم يدرس لكل مذهب شخصية بارزة مستقلة أثرت في نشأته ، ويحول أن يدرس الأثر الثقافي والأدبي الذي أحداثه هذا المذهب في عصره ، والكتاب يحمل في طياته العديد من الفتن والحروب التي نشأت في الأمة الإسلامية ولم تحدث عليها ضجة كبري وربما لا يعرفها الكثيرين وهو يقف موقف المحايد بين كل المذاهب فيعرض أرائهم ويخضعها للتحليل المنطقي والموضوعي ، وعلي القارئ فقط أن يتجرد من إعتقاداته وما يدين به من مذهب حتي يستطيع أن يستفهم بوضوح ما يحمله هذا الكتاب من أهمية كبري في تحليل الفرق الإسلامية في العصر العباسي .
،
"وأياً ما كان ، فقد إنتشر في العصر العباسي آراء وملل ونحل لا عداد لها ، وكانت الحرب فيها حرباً عواناً بين كل ديانة والأخري ، وبين كل فرقة والفرق الأخري ، ولو تسائلنا هل كان هذا كله خيراً للأمة الإسلامية أن تفرقوا أم كان الأصلح البقاء علي فرقة واحدة ذات مبادئ واحدة ؟ قلنا إن ذلك ككل شئ في عالمنا ، ليس خيراً صرفاً ولا شراً صرفاً ، وإن الإنقسام والتفرق كان نتيجة طبيعية لإتساع رقعة البلاد وتكونها من عناصر مختلفة في الجنس والعقليات والديانات الموروثة ، فكان محال علي تلك القبائل أن تعقتد في الإسلام صراحته وبساطته الأولي ، وكان لابد أن تمزجه بعلقياتها ودياناتها وأغراضها ، وكان ضرورياً للدين أن يتفلسف ، لأن هذا طور طبيعي من أطوار الدين "
،
رسالة الكاتب الأستاذ أحمد أمين : " وأكثر ما أتوقع أن يعتب علي إخواني الشيعة فيما سلكت من نقدهم ، وتزييف بعض آرائهم ، وأن يعجبوا من دعوتي إلي الوئام والوفاق ، ثم أتبع ذلك بشئ من النقد والتجريح . فإليهم أقرر مخلصاً أني لم أقصد في ما قلت إلا ما اعتقدت حقاً وصواباً ، وجاهدت نفسي ألا أتأثر بإلفي ومذهبي ومعتقداتي ، فلا أنصر رأي سني لسنيته ، ولا أجرح رأي معتزلياً لإعتزاله ، أو شيعياً لتشيعه ، ولعل الكتاب قد رأي أني قد أنقد الرأي السني وأرجح عليه المعتزلي والشيعي ولو كنت أتعصب لمذهب لأنتصرت لأقواله ودفعت عن جميع آرائه ، ولكني رأيت نصرة الحق خيراً من نصرة المذهب فلعلهم بعد ذلك ينصفون فيقرأو ، قولي في هدوء وطمأنينة ويأخذوا ما تستحسنه عقولهم ويردوا في هدوء ما لا يستحسنون ، ويقرعوا حجة بحجة وبرهان ببرهان ، والغرض الأسمي التعاون علي إنهاض أهل هذه الملل ورفع مستواهم ، وتنقية الخرافات والأوهام من رؤوسهم حتي ينشدوا الحياة الصحيحة ، ويتبوأوا من العالم المكان اللائق بهم "
الجزء الخاص بتاريخ الفرق الإسلامية (المعتزلة، والشعية، والمرجئة، والخوارج) يأتي كختام لضحى الإسلام، والجزء يصلح للقراءة منفصلًا عن سابقيه، فليس ثمة علاقة تتسدعي ضرورة قراءة الجزئين السابقين لقراءة هذا الجزء. يظهر جليًا من تخصيص 190 صفحة للحديث عن المعتزلة وحدهم وقصر 140 صفحة للحديث عن الشيعة والمرجئة والخوارج = أن أحمد أمين يُعلي من شأن المعتزلة ذاهبًا في ذلك مذهب أساتذته من المستشرقين الذين عظم التأثر بهم في تلك المرحلة التاريخية والتي كان فيها مراسلات بين المستشرقين وبين المثقفين في البلاد الإسلامية، فضلًا عن حضور أحمد أمين لعدد من مؤتمرات المستشرقين وقدم فيها أوراقًا بحثية . . والمستشرقون عظّموا من شأن المعتزلة بشكل كبير إعلاء من شأن العقل الذي بُني عليه المذهب الاعتزالي. كذلك أحمد أمين تبنى آراء المعتزلة وصححها ونقده للمعتزلة كان على استحياء في حين كان لا يتوقف عن لمز المحدثين الذين يصفهم بالمحافظين والتقليديين و . . . وغيرها من الأوصاف المُعلَّبة عنده وعند غيره. أما الشيعة فحازوا اهتمامًا كبيرًا أيضًا لكن ليس على نفس قدر الاعتزال، ربما لأنه لا يتجاوز مرحلة تاريخية معينة، لكن الشيعة لهم أثر كبير جدًا في البلاد الإسلامية وقامت لهم أكثر من دولة وفتوا في عضد الأمة وكانوا من الأسباب الكبيرة التي أدت لنكسات الحملات الصليبية والغزو التتري. وأخيرًا المرجئة والخوارج نالا قدرًا يسيرًا من التفصيل، فهو تكلم عنهم باقتضاب وإيجاز كانوا يستحقون قدرًا أكبر من التفصيل عنه، خاصة الخوارج.
أحمد أمين للأسف دى كانت اول تجاربى مع أحمد أمين حاولت كتيييير أوى اكتب ريفيو بس مش عارفه بس الكتاب ده من الكتب القليله اللى تحس انك بعدها ارتقيت علميا وفكريا قبل الكتاب تكون جاهل وبعدها تستفاد أول مره اخد فكره كامله عن المعتزله صحيح لسه واقفه عند مسأله خلق القران ولسه مش قادره برده افهمها كويس بس خت فكره كويسه المرجئه والخوارج والشيعه أخدت فكره كويسه عنهم بس فهمت المعتزله اكتر أقتربت من الجاحظ والنظام وابن حنبل وفوق دهكله أكتسبت صديق جديد مكنتش متوقعه انى اعجب بحد بعد مصطفى محمود وها أنا ذا لدى حبيب جديد وأول تجربه ولن تكون ألأخيره
يتناول هذا الكتاب أفكار الفرق الاسلامية التي سادت في بداية العصر العباسي (حتى عصر المتوكل)، و هي أربعة المعتزلة، الشيعة، المرجئة و الخوارج. اللافت أن الفصل الأول كان اطول فصول الكتاب حيث كان تركيز الكاتب واضحاً على الفرقة الاولى حيث استفاض في شرح أفكارها كما عرج في نهاية هذا الفصل على الفتنة (فتنة خلق القرآن) و تبعاتها. أهمية هذا الفصل تكمن في كونه مرجعاً لفرقة متنورة تكونت في بداية تكون العقل الاسلامي و اندثرت، درس أحمد أمين أفكارها بطريقة نقدية مبرزاً ما لها و ما عليها، دراسة مهمة لأفكار غيّبت في خطابنا الديني المعاصر. اما اهمية هذا الكتاب (و المجلد كله بشكل عام) فتكمن في مساعدة القارئ على فهم تكون العقل الإسلامي من خلال ايضاح افكار الفرق و تنوعها و تعددها حتى وصل الى ما هو عليه اليوم ليكون احتكاراً لفرقة طاغية تعتقد امتلاكها فهم الدين.
فى الجزء الثالث والأخير من ضحى الإسلام يتعرض أحمد أمين للفرق الإسلامية الرئيسية فى العصر العباسى الأول فيذكر كل فرقة وأهم منطلقاتها وأسسها الفكرية وتراجم سريعة لأهم رجالاتها. الفرقة الأكثر حظا من حيث التناول فى الكتاب هى فرقة المعتزلة لما كان لها من وجود قوى وما نتج عنها من أحداث تاريخية كبري فى العصر العباسى الأول . الخوارج كانوا الأقل حظا من حيث تناولهم لأنهم كانوا فى حالة ضعف شديد وانهيار بحلول العصر العباسى الأول
عجيب أحمد أمين! فعلى الرغم مما أخذته عليه من المآخذ الفكرية و العلمية الظاهرة في كتاباته ، إلّا أنّي لا أملك له إلا رفع القبّعة على هذا الذي رأيته من سعة اطّلاع و ثقافة و علم! ربما لأنّي لم أر أحدًا مثله على الساحة الفكرية و الأدبية الحالية، فكان الانبهار ؟ ربما!
على العموم ، كتاب ممتع ، كبير نسبيًا إذ يقع في ثلاث مجلدات بمجموع ما يقرب من 1100 صفحة ، و لكن أنصح به و بأن يُسبق بكتاب "فجر الإسلام" حتى تتكون الصورة صحيحة كاملة لدى القارئ.
في هذا الجزء تحديدًا ترى النسج الأدبي الجميل لأحمد أمين، خاصة في آخر ١٠٠ صفحة منه، أعجبني تجرده من خلفيته المذهبية وتحريه الإنصاف في وصف كل مذهب، وقد وفق في الكتاب لذلك، ووفق كذلك في الحديث عن الحياة الأدبية والسياسية لهذه المذاهب فلم يقصر القول في العقيدة فقط. على أنه لم يكن دقيقًا في حديثه عن الخوارج وجعله الإباضية منهم، وإن كان كثير من المسلمين يفعل ذلك، فهناك اختلاف بين الإباضية وفرق الخوارج من أزارقة وصفرية ونجدات، وقد قاتلهم الإباضية في مواقع مختلفة وكانت بينهم مناصحة.
الجزء الخاص بالشيعة هو الذي قراته و وجهت له اهتمامي و قد كان على قدر التوقعات و قدم اضافة ممتازة عن موضوع الشيعة و الخلاف الازلي بين الشيعة و السنة من زوايا فلسفية و عقدية و تاريخية و سياسية .. بعد تجربة فجر الاسلام العام المنصرم و ضحى الاسلام هذا العام ارى ان احمد امين قد اثرى المكتبة العربية بمراجع مهمة عن تاريخ الاسلام و بطريقة مبسطة و وافية تضيف للمتبحر رؤى جديدة و تخلق لدى المبتدئ مرجعية رصينة يمكنه الانطلاق من خلالها للبحث في التاريخ الاسلامي
كتاب ملئ بالمعلومات التاريخية الرائعة. فيتضح أن كل مانحن فيه الان له أصول تاريخية ودينية.. يختصر لك نشأة المذاهب كالشيعة والمعتزلة والخوارج والمرجئه الخ. يطرح الكاتب رأيه بوضوح وشجاعة أدبية عندما يكرر عبارة
(وفي نظري) . أحب أن يقرأه كل المهتمين بالتاريخ الاسلامي.
يختم أحمد أمين كتابه ضحى الإسلام ببحث حول أهم الفرق الدينية الإسلامية في العصر العباسي الأول ويستعرض أصول مذاهبهم ومعتقداتهم ويرفق مع ذلك عرضاً لأهم رجالات هذه المذاهب وأدب وثقافة كل منها. وقد تعرض للحديث حول فرقة المعتزلة فأسهب في ذلك وذكر أصول دينهم الخمسة وأهم المسائل التي تعرضوا لها، ثم انتقل للحديث عن الشيعة ومعتقداتهم وانتقدها كذلك، ومن ثم تكلم باقتضاب حول المرجئة وذكر أن أساس معتقدهم هو تحديد معنى الإيمان (وهو الإيمان بالقلب)، وأخيراً تحدث عن الخوارج وقارن بينهم وبين الشيعة وذكر الاختلاف بين معتقداتهم.
ونكمل مراجعة المجلد الثاني من كتاب ضحى الاسلام وهو يحتوي على جزء واحد يتحدث فيه عن اربع فرق اسلامية في العصر العباسي الاول وهم المعتزلة، الشيعة، المرجئة، الخوارج. . استفاض الكاتب كثيرا في الحديث عن المعتزلة والشيعة، رغم غزارة معرفته عنهم الا انه كان بعيد كل البعد عن الموضوعية، فكان تحيزه لمذهب المعتزلة وانتقاده الشديد على التشيع يجعله بعيد عن الانصاف.
من لم يقرأه فوّت على نفسه علماً كثيرا ! ، الكتاب يتناول تاريخ الطوائف الاسلامية واختلاف أحزابها، وأراءها ومعتقداتها ونهجها وأبرز أعلامها، وأثرها على الأدب العربي ..
الكتاب مقسم لأربع أجزاء : الأول: المعتزلة الثاني: الشيعة الثالث: المرجئة الرابع: الخوارج
قدم احمد امين للعرب والمسلمين كنز معرفي ثمين بموسوعته هذه متميزاً فيها بالأسلوب العلمي والبحث التاريخي والحياد وتلخيص اهم الاحداث ومظاهرها بمختلف جوانبها من فن وادب وفكر وسياسة وفقه ولغة وغيرها . تستحق ان تقراء وتقراء وتقراء وتستحق هذه الموسوعه ما نالته من شهره وجهد في تأليفها .