تجتاح الظاهرة الدينية، اليوم، العالم أجمع، وتثير أكبر الأسئلة وأعمقها، وتغيّر أعرق المجتمعات، وتغمر حياتنا بأكملها. ولن نستطيع فهم ما يجري، إلا من خلال العمق العلمي والمعرفي الذي يقدّمه علم الأديان.
على الرغم من اهتمام العرب بالدين، إلا أنّ الكتب، التي تبحث في «علم الأديان»، نادرةٌ باللغة العربية. مع العلم بأنّ هذا العلم قطع شوطاً طويلاً في الغرب، منذ بدأ على يد ماكس مولر.
يغطي هذا الكتاب الموسوعي كلّ ما يتعلق بالأديان، فيُعرّف الدين وتكوينه، ونشأته في ما قبل التاريخ، وتشكُّل الأديان البدائية والقديمة، مستجلياً تكوينها وأساليب التعبّد فيها، ثمّ يدرس أديان الحضارات القديمة عند الإغريق والرومان، وفي الشرق الأقصى والأدنى، وظهور الأديان السماوية، إلى أن يصل إلى العصر الوسيط، ويستعرض المجادلات الدينية، والموضوعات التي أُثيرت في تلك الحقبة، ونشوء الأديان الغنوصية، مستمراً إلى العصر الحديث.
يستعرض، خلال بحثه التاريخي، أدوار المفكرين الدينيين، وعلماء الاجتماع، والأنتربولوجيا، واللغة، والفلاسفة، واللاهوتيين، الذين أسهموا في دراسة الظاهرة الدينية، ووضعوا مناهج البحث لعلم الأديان.
وأخيراً، عرج على المعتقدات المعاصرة، التي تشبه الأديان في تكوينها، وممارساتها. واستشرف مستقبل الأديان في ظلّ تنامي ظاهرة العولمة، وتطوّر المعلوماتية، وعلم الاتصالات، وانتشار «الإنترنت» في كلّ صعيد.
شاعر عراقيّ ولد في كركوك 1951 حاصل على شهـادة الدكتوراه في التاريخ القديم 1996 عمل في وزارة الثقافة والإعلام العراقية /دائرة السينما والمسرح لغاية 1998 ثم استاذاً جامعياً في جامعة درنة في ليبيا للفترة من 1998-2003 مدرسـاً للتاريـخ القديم وتاريخ الفن عـاد إلى العراق في آب 2003 كما أنه مؤلف مسرحيّ إضافـة إلى كونه مؤلفاً لأكثر من عشرين كتابـاً في المثولوجيا والتاريخ القديم والأديان القديمة ويقيم الان في هولندا.
الكتاب متكامل كليا لولا بعض الهقوات البسيطة، الكثير ممن قرأوا هذا الكتاب كان لديهم بعض الملاحظات التي تحط من قيمة الكتاب الفعلية ولربما جاء ذلك بسبب تهكم المؤلف في مقدمة الكتاب التي قال بها بأن مكتبتنا العربية تفتقر لهذا الكتاب، وماقاله المؤلف حقيقة يجب ان لاننزعج منها. ليس هذا وحسب وانما نحن امة متخلفة اذا ما قارنّا نتاج وترجمان الامم الاخرى.
الكتاب شامل، يصلح للطلبة والهواة ولكل الطبقات كونه عبارة عن موسوعة معرفية شاملة لعلم الاديان.
::انطباع عام:: =-=-=-=-= لا يجب قراءة هذا الكتاب على أنه كتاب فكري أو أنه يقدم فكرة ذات بنية جدلية، إن هذا الكتاب هو موسوعة مصدرية يتتبع مسار تطور "علم الأديان" الذي هو مولود جديد من رحم العلوم الإنسانية التي صارت لها حظوة وسعة في القرن الحالي، ثم يطوف في أهم المناهج المستخدمة من قبل هذا العلم الناشئ وما إلى ذلك، فهو موسوعة لا غنى عنها لكل مهتم في علم الأديان فهو دائرة معارف يمكن للقارئ العودة لها حال الاحتياج أو المراجعة. عاب الكتاب غياب صوت المؤلف إلا فيما ندر، فتحول الكتاب للوحة عرض ملآنة بالقص واللصق حتى من ويكيبيديا! فهل ويكيبيديا مصدر يُعتد به؟! أيًا كان، هذا لم يضايقني إطلاقًا، لأنني لا أنكر كم الاستفادة التي خرجتُ بها من مثيل هذا الكتاب، فهو بالنسبة لي كان إنسيكولوبيديا شاملة في كل ما يخص الأديان وأنواعها وأقسامها وتطوراتها علاوة على ذلك قائمة هائلة وممتازة من الكتّاب الموسوعيين في هذا المجال، إذ أن قائمة المصادر ممتازة ويمكن رسم خطة قراءة مستقبلية بالاستعانة بها. *** ::الكتاب:: =-=-=- ١- مكونات الدين الأساسية والثانوية وعلوم دراستها:
٢- خطة الكتاب: ٦ أبواب، ٢٠ فصلاً الباب الأول: الدين وعلم الأديان الفصل الأول: الدين تعريفه ومكوناته ونظريات نشوء الدين الفصل الثاني: علم الأديان تعرفه وضرورته والعلوم الداخلية والتصنيف
الباب الثاني: تاريخ علم الأديان الأديان حتى القرن التاسع عشر الفصل الأول: التاريخ القديم الشرق والإغريق والرومان الفصل الثاني: اليهودية والمسيحية والإسلام الفصل الثالث: التاريخ الحديث الدراسات الدينية وبذور علم الأديان بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر
الباب الثالث: تأسيس علم الأديان منذ القرن التاسع عشر إلى الآن الفصل الأول: العلوم الإنسانية حاضنة لعلم الأديان المؤسسون الكبار لعلم الأديان، سوسيولوجيا الأديان، أنثروبولوجيا الأديان، سايكولوجيا الأديان، ألسنية الأديان، ميثولوجيا الأديان، ثيولوجيا الأديان، فلسفة الأديان الفصل الثاني: مناهج البحث لعلم الأديان: المناهج التقليدية التاريخي، المقارن، الجدلي، الوضعي. المناهج الحديثة، الظاهراتي، التأويلي، الدلالي، البنيوي، التفكيكي
الباب الرابع: علم الأديان المتخصص الفصل الأول: أديان ما قبل التاريخ والأديان القديمة، الغنوصية، المسيحية، الإسلام الفصل الثاني: إشكالية الدراسات الإسلامية إزاء علم الأديان الفصل الثالث: الجامعات والمراكز الخاصة بعلم الأديان
الباب الخامس: مكونات علم الأديان الفصل الأول: المكونات الداخلية لعلم الأديان: العقائد، الأساطير، الطقوس، الأخرويات، الشريعة، السير الدينية، الجماعات والطوائف، علم الباطن الفصل الثاني: مكونات العلوم الإنسانية والمنهجية: الأدب الديني، الفن الديني، الفلكلور الديني، العلم الديني، الباطنية، المسارية، الهرمسية، الغنوصية، الثيوصوفيا، السحر، العرافة، تفسير الأحلام، الخيمياء، التنجيم
الباب السادس: اختلاف الأديان وعلم الأديان في الماضي والحاضر والمستقبل الفصل الأول: ماضي الأديان الفصل الثاني: علم الأديان المعاصرة الفصل الثالث: حوار الأديان، وصراع الأديان، ومابعد الدين
٣- لطالما حدث لبس في التمييز بين علم الأديان الذي يدرس الظاهرة الدينية في جوهرها، وظلالها الاجتماعية والنفسية والأنثروبولوجية وغيرها وبين تاريخ الأديان، الذي يدرس تواتر ظهور الأديان في التاريخ، في عصور ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا. إن علم الأديان يقوم على التمحيص العلمي ويستند إلى المنهج العلمي التاريخي والحضاري والأثري دون طغيان للروايات الدينية فيه على الروايات الآثارية التاريخية التي تتبع التطورات المعروفة لمجتمع هذا الدين وشعبه.
٤- الدين والحب:
٥- خصخصة الدين: *** ::مآخذ على الكتاب:: =-=-=-=-=-=- ١- الاقتباس من ويكيبيديا التي لا يمكن الاعتداد بها كمصدر موثوق منه؛ ٢- عدم ذكر طريقة تعامل علم الأديان مع الكتب المقدسة لكل دين، وكيف يتم مواجهة النص الديني المقدس من حيث أنه نص إشكالي؛ ٣- عدم ذكر أية جهود لعلم الديان في حقل الأديان الحديثة كالبهائية والقدرية الأحمدية..إلى آخره. ٤- كثرة الاقتباسات دون أن يكون هناك رابط كبير بينها ودون تصرف من الكاتب، بل النسخ واللصق فقط، مما أفقد الكتاب تماسكه وحوله إلى لوحة اقتباسات من هنا وهناك. ***
الدين .. كلمة لم اتواصل معها في الغالب عبر مشوار القراءة اذ كنت اعده وما زلت امرا روحيا شخصي للغاية اشترك فيه مع الاله وصلة الوصل الوحيدة بيننا هي الوجود المرمي عبر حواسنا المادية منها والمعنوية ... لكن مصطلح علم الاديان الذي لم يتناوله الا القله في عالمنا العربي اثار فضولي .. فما كان مني الا ان طرقت بوابة مؤلف " علم الاديان للكاتب الدكتور خزعل الماجدي"ا وفي رحلتي عبره عدت أدراجي بعيدا في الماضي متابعة لاولى الخطا للمقدس في حياة الكائن البشري الى لحظتنا الحالية .. الكتاب فتح افقا جديدا في مديات الفكر لدي واكد ما كان موجودا اصلا ومتوافقا مع مجرياته العمل عملاق بكل الجهد والفكر الذي يحمله واعتقد ان الكثير منا لابد وان تكون لديه فكرة ولو مبسطة عما يعنيه هذا العلم لانه قارب للخروج من " عقدة الافاعي الفكرية والحسية"االتي لا سبيل لحلها والخلاص من سمومها الا بطريق فهم اصولها ودرب مشت فيه حتى اصبحت ما هي عليه اليوم .. شكرا لكل من أنار في الفكر عتمة وسما بالانسان نحو السلام
علم الاديان تلك الهالة التي تكونت في مخيلتنا الدينية والثقافية والاجتماعية عن الدين ، سوف تعيد تموضعها بشكل فريد عندما ندرك الكم الهائل من المعلومات عن تشكلات الدين نفسه قديماً وحديثاً ، هذا الكتاب في الاساس وضع لعلاج موضوع علم الاديان ، من خلال تسليط الضوء على مراحل التشكل الاولى التي ترتبط بمفاهيم تعتبر المكونات الاساسية لكل الاديان وهي المعتقدات / الاساطير / الطقوس / الاخرويات ، هذه المكونات سوف تكون الساحة التي تلعب فيها افهام البشر عبر التاريخ عبر توليد مفاهيم دينية وثم إعادة انتاج تلك المفاهيم بصياغات جديدة تتناسب مع مراحل تكوين الانسان الدماغي والاجتماعي والاقتصادي .
المفاهيم الدينية المتشكلة من المكونات سوف تأخذ شكل التعاليم الاخلاقية / الشرائع / السير المقدسة / الجماعات الدينية / الباطنية ، هذه المفاهيم ايضا هي مجال واسع للاختلاف بين الجماعات والمجتمعات حول نشأتها اولاً وفائدة استمرارها ثانياً ، خصوصا في القرن الواحد والعشرين . هنا يجد علم الاديان ضرورته الوجودية التي سوف تسهم في دراسة الدين دراسة علمية تعتمد في الاساس على علم الآثار / علم الاساطير / مناهج البحث بكل انواعها " التاريخية ، المقارنة ، الوضعية ، الجدلية ، الظاهرتية ، التأويلية ، الدلالية ، البنيوية ، التفكيكية " وعلم الاديان التاريخي ، جميع هذه العناصر سوف تسهم في أنتاج صياغات علمية تقترب من الحقيقة وتوضح معالم رحلة الدين مع الانسان منذ القرون الاولى حتى لحظتنا الحالية ، فحتى تفهم لحظتك التي انت عليها لابد من سبر اغوار ماضيك برفق وعناية فائقة حتى تفهم سيرورة الحياة ومن ثم تفهم الى أين انت ذاهب فيها .
كتاب حديث صادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود يكتسي طابع معلوماتي موسوعي لكنه لا يخلو من بعض الأخطاء العلمية الفادحة كاعتباره أبا المعالي الجويني متأثرا بالغزالي و الحال أن الثاني هو من تأثر بالأول
شدني الكتاب منذ أول مرة سمعت عنه. واطّلعت على نسخته الإلكترونية، فوجدت الفهرس أكثر جذبا مما كنت أتوقع. وعلى تطبيق ŷ، قرأت بعض مراجعات الأصدقاء القراء للكتاب، فازددت لقراءة الكتاب تلهفا، وحتّمت على نفسي وجوب اقتنائه ورقيا. ولكن، وحين لم أجد أية مكتبة في البحرين توفر فيها الكتاب ورقيا، قمت بطلبه من موقع "نيل وفرات"، الذين وفروه وأوصلوه إلي خلال عشرة أيام.
وقبل حوالي أسبوعين فقط، وأنا -ولا أزال حتى الساعة- على وشك الولوج في منعطف على صعيد الحياة المهنية، ارتأيتُ أنه من المناسب أن أبدأ في قراءة الكتاب، استغلالًا للوقت، ولحالي (الجيد مع القراءة نسبيا) في اللحظة الراهنة، قبل أن أدخل مرحلةً جديدةً لا أدري في الواقع ما الذي تخبئه لي، أن أشرع في قراءة هذا الكتاب الضخم. وقد فعلت.
وجدتُ الكتاب قيّمًا كما كنتُ آمل، وموسوعيًّا كما كنت أتوقع، مغطّيًا مدىً واسعًا من تاريخ هذا العلم الذي يتكلم عنه، بل وعلى كلا المستويين: التاريخي والجغرافي. يُحسب ذلك وبشدة للكتاب.
درس الماجدي، في هذا الكتاب، المكونات الرئيسية والثانوية للدين، ومن ثم تناول علم الأديان ومن أثّر أو أسهم فيه، بطريقة أو بأخرى، منذ الشرق الأدنى القديم وحتى القرن العشرين، مرورًا بالتاريخ الوسيط، الذي ركز فيه، بشكل رائع جدا، على أعلام الحضارة العربية الإسلامية، الذين أسهموا في علم الملل والنحل أو الذين أبدعوا في الدين ومسائل الدين. كما وقد تناول النواحي المختلفة والعديدة جدا في علم الأديان (سوسيولوجيًّا وسايكولوجيًّا وأنثروبولوجيًّا وألسنيًّا.. إلخ). وتناول المناهج المختلفة الموجهة لعلم الأديان، وختم بباب يقع في ثلاثة فصول، حول ماضي وحاضر ومستقبل الأديان.
كان كتابًا قيّمًا جدًّا ومفيدًا بالنسبة لي، لولا أنه اتسم بشيء من السطحية في استعراض الموضوعات (وقد يُعذر لذلك بسبب الطبيعة الموسوعية التي لا تحتمل التعمق في كل شيء، ولكن، مع ذلك، كان بإمكانه الاستغناء عن الكثير من التكرار الذي وقع فيه بأن يعمق طرحه بعض الشيء). كما وقد استفزتني أيضا بعض الأخطاء الترقيمية، واستفزتني، أكثر منها حتى، بعض المغالطات الشديدة، التي لا تُغتفر، التي وقع الماجدي فيها (ربما كان أكثرها كارثية مغالطته ص٥٧٧، حيث ادعى بأن "ما بعد الحداثة" هي ضد "الحداثة" وليست امتدادًا لها!)، واستفزني رجوعه لويكيبيديا في حوالي خمسة مواضع أو أكثر (مع أنه، وللإنصاف، قد رجع إلى كتب في الغالبية الساحقة من الكتاب، وفقط بضع موارد هي تلك التي رجع إلى ويكيبيديا فيها)، واستفزتني أيضا طريقته في ذكر المصادر (حيث يضع قوسا، في نهاية كل اقتباس أو إحالة، يضع فيه الاسم الثاني للمؤلف، ومن ثم سنة طبع الكتاب، ومن ثم الصفحة). فإضافة إلى أن هذه الطريقة مزعجة جدا بالنسبة لي، إذ هي تجبرني، إن شئت أن أعرف عنوان الكتاب، على الرجوع إلى قائمة المصادر في نهاية الكتاب، والبحث عن الاسم الثاني للمؤلف الذي يطابق الاسم المذكور، والتأكد من سنة الطبع. كان الأمر ليكون مُتسامحًا فيه أكثر، لو أنه ذكر كل المصادر التي رجع إليها في المتن، في قائمة المصادر والمراجع! فمثلا، استشهد الماجدي، أكثر من مرة، بكتاب طبع لفراس السواح عام 1994 (بالطبع دون أن يذكر العنوان في المتن)، فعدت إلى قائمة المصادر والمراجع في نهاية الكتاب، للتأكد من العنوان الذي استشهد به الماجدي، فما وجدت في القائمة سوى كتابين مذكورين للسواح، أحدهما طبعة 2002 (دين الإنسان)، والآخر طبعة 2007 (المجلد الأول من موسوعة تاريخ الأديان)! أين المصدر الذي استشهد به الماجدي للسواح، أكثر من مرة، وكان من طبعة عام 1994؟ الله أعلم! كما ويوجد مصدر آخر ذكره في المتن، بنفس تلك الطريقة المستفزة (الاسم الثاني: عام الطباعة: الصفحة) "دون العنوان"، وحين عدت إلى قائمة المراجع والمصادر لم أجده! كان ذلك مزعجا جدا بالنسبة لي.
وللموازنة بين الإيجابيات والسلبيات في الكتاب (والإيجابيات تشمل: الموسوعية والقيمة الكبيرة له وموضوعيته، والسلبيات تشمل ما ذكرناه في الفقرة الأخيرة)، لا أجد تقييما يليق بالكتاب أقل من 3/5، ولا أكثر منها.
بشكل عام، استمتعت جدا بقراءة الكتاب واستفدت منه كثيرا، وتمنيت لو أن الدكتور الماجدي اختصر ما كرره كثيرا بين أول الكتاب وآخره (كتناوله مكونات الدين مثلا مرتين، مع البداية ومع الثلث الأخير من الكتاب)، ليعمق من طرحه ليكون أكثر قيمة، وتمنيت لو أنه ضبط المصادر بشكل أفضل، ليكون الكتاب أفضل. أنصح بقراءته بلا أدنى شك، لكل قارئ مهتم بموضوع الكتاب.
يقول خزعل الماجدي في مقدمة كتابه "إن تاريخ الإنسان في الماضي كان غارقا في الدين، الذي ساعد الإنسان، من جهة، على الصمود أمام تحديات الحياة والكون، وأغرقه، من جهة أخرى، بالأوهام، التي آنَ الأوان لكشفها بصراحة وشجاعة". كما عبر الكاتب عن استغرابه من عدم تواجد أو انعدام أي مؤلف يعالج علم الأديان بالمكتبة العربية، رغم المسار الطويل الذي قطعه هذا العلم منذ وضع أساسياته عن طريق ماكس مولر في كتابه "المدخل الى علم الأديان" في ألمانيا، وإميل بورنوف في مؤلفه "علم الأديان" بفرنسا. علم الأديان الذي اجتاح أوربا والغرب عموماً منذ ذلك الوقت وظهر فيه علماء كبار ومدارس وتيارات ومناهج كثيرة. لم تتحول الدراسات الدينية التقليدية الى علم الأديان، وتتطور من النزعة الاعتقادية الأيديولوجية المعيارية الى النزعة العلمية الإبستمولوجية المختبرية، إلا مع حلول القرن العشرين. إذ أضحى علم الأديان يقوم على دراسة علاقة الانسان بالمقدس، دراسة علمية موضوعية، تتناول التراث الشفهي والمكتوب والمعمول به، بين ديانات العالم الماضية والحاضرة، كما يقوم برصدها وتتبع تطورها وكيفية انشطارها الى مذاهب وأفكار متجددة، واكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بينها، ومنه استخلاص نظريات من شانها وصف وتفسير جوهر الظاهرة والشعور الدينيين. هذا الكتاب يضمُّ أوسع ما يمكن أن يعرف عن علم الاديان، اذ يتكون من ستة ابوب يحتوي كل منها على عدد من الفصول. الباب الأول: بمثابة مدخل يقوم فيه بتعريف الدين، مكوناته ونظريات نشوئه، ثم تعريف العلم الذي يدرس الدين (علم الأديان)، ضرورته ومكوناته. الباب الثاني: تناول تأريخ علم الأديان، ودراسة الجذور التي نشأ منها مند الحضارات القديمة حتى ظهوره الرسمي التأسيسي. الباب الثالث: تناول تطور علم الأديان من خلال حقلين واسعين، أولهما العلوم الانسانية، ولا سيما علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا ثم علم النفس. وثانيهما، المناهج العلمية وخصوصا المنهج الظاهراتي (الفينومينولوجي)، والمنهج التأويلي (الهرمينوطيقا). كما قام بالتعريف بعلماء الأديان، ومؤسسي العلوم الإنسانية التي اهتمت بالأديان بطريقة علمية، مع عرض لمنجزاتهم وكتبهم. الباب الرابع: يقوم بدراسة علم الأديان المتخصص في اهم الأديان المعروفة، مع عرض لمناهج ومنجزات علماء هذه الأديان، ثم جامعات ومؤسسات علم الأديان في العالم. الباب الخامس: يتناول علم الأديان بدراسة مفصلة، يقوم عبرها بمناقشة مكوناته الرئيسة والثانوية، ثم علومه الفرعية، مثل العقائد الدينية، الميثولوجيا، الطقوس، الاسكاتولوجيا(علم الأخرويات) وغيرها. ثم يناقش المكونات الوظيفية لعلم الأديان (الاجتماعية، الأيديولوجية، النفسية، الأخلاقية...). ثم المكونات الثقافية للأديان سواء الظاهرة منها (الأدب الديني، الفن الديني، الفلكلور الديني...)، او الباطنية (الباطنية، الغنوصية، الثيوصوفيا، السحر، التنجيم...). الباب السادس: تناول ماضي، وحاضر، ومستقبل الأديان. صراع وحوار الأديان، وعلاقتها بالتاريخ، والعلم، العولمة والسياسية. كما قدم الحركات الروحية الجديدة، والأديان الجديدة وما بعد الدين.
كتاب جدا مهم لكل من هو مطلع في علم الاديان الكتاب يبين تاريخ هذا المجال منذ الاغريق إلى تأسيس العلم في القرن التاسع عشر و ما تطوراته إلى لان و ايضا الفصل الأخير مهم المهم حيث تكلم عن اديان حاضرها و مستقبلها ( مثل الارهاب. العولمة ، ما بعد الدين ، الديمقراطية ، الانترنت و الاديان ، الحوار فيما بينها و الصراع )
الكتاب ينقسم إلى ستة ابواب
الباب الاول ( الدين و علم الاديان) تحدث فيها عن تعريف الدين حسب اللغات كالهندية و الصينية و العربية و تعريف الفلاسفة و العلماء لها و ما هي مكوناتها الأساسية و الفرعية و ما هو علم الاديان و كيفية تصنيف الاديان
الباب الثاني ( دراسة الاديان منذ الحضارات القديمة حتى القرن التاسع عشر ) في فصله الاول تناول رؤية الاغريق و الرومان للدين من التشكك إلى نقدها
الفصل الثاني هو كيف عرف اليهود و المسيحيين اسفارهم المقدسة و سط كم هائل من الاسفار و نقدهم للاسفار الغير قانونية و تكلم عن علم الملل و النحل الاسلامي و تياراته من الوصف و النقد العقلي الذي بدء مع الواصل بن العطاء المعتزلي و الموضوعي مثل الاشعري و المودلج كا فكر للبغدادي و الاهم انه طرح افكار عظماء التراث الاسلامي من ناحية الالحاد كا جابر بن حيان الذي قال أن الكون نشاء نتيجة الكيمياء و هذه اعتبرها نظرية علمية في زمنه و الربوبي الرازي الذي قال كيف لاله ان يناقض كلامه بكلامه ؟! و ان الكتب الدينية لا نفع بها و ياليت قومي يفهمو و يبطلو الاعتماد عليها و رده على من يقول أن بعض الفلاسفة انبياء و تبيينه اننا لا نحتاج لاله لكي نعرف الأفضل فمن خلال فلسفته الابستمولوجي بين مراده و المسالمين و الدعوة للسلم من خلال اخوان الصفاء الذين ركزو على الجوهر المشترك للاديان و عدم الاهتمام بالبحث عن الاختلافات الذي قد تنشاء عنها بعض المشاكل من خلال العقول المؤدلجة بل يحب أن نهتم بالمشترك و نتعايش مع بعضنا البعض
الفصل الثالث ( التاريخ الحديث لغاية القرن التاسع عشر)
ففيها طرح فكر الفلاسفة و اهم افكارهم و تيارتهم كا : 1- نقد في الدين القرن الخامس عشر و أهم اعلامها مكيافيلي 2- الشك في الاديان القرن السادس عشر و أهم اعلامها بيكون و مونتاني 3- القرن السابع عشر العقل يقف في وجه الاديان و أهم اعلامها ديكارت و سبينوزا 4- القرن الثامن عشر نزعة الطبيعه تحاكم الاديان
الباب الثالث ( تأسيس علم الاديان) كيف بدأ علم الاديان الحقيقي و أهم مناهجها و طريقتها و اعلامها
الباب الرابع ( علم الاديان المتخصص ) الباب الخامس ( مكونات علم الاديان ) و هنا تكلم بتفاصيل المكونات الرئسية و هن ( المعتقد ، الأسطورة ، الطقس و الاخرويات ) و مكوناتها الثانوية ( الأخلاق و الشريعة ، السير المقدسة ، الجماعة و الروحانية و الاسرار) و ما نتج عن الدين مثل الفن و الادب و التقاليد
الباب الأخير تكلم عن ماضي ، حاضر ، مستقبل الدين و أهم تحدياتها و الاشياء التي يجب أن الاديان تصلحها في نفسها
نقد بسيط تعريفه للادرية و هي ( التي ترفض وجود أي قوة فوق الطبيعة ) هذا التعريف خاطئ
فانا كا لا أدري أقول ( أنا مثلا لا اؤمن بالالهة الاديان من السحر للاسلام و ما بعده لان العلم التجريدي الموضوعي الذي يعتمد على براهين و ادلة بين اغلاط كتبها المقدسة من حيث التطور و تكوين العالم و الانسان و لكن العلم لا يرقى الى الميتافيزيق ( ما بعد المادة ) فبتالي أنا لا أدري هل يوجد الاله/ الالهة الغير دينية يعني مالها أي علاقة بالاديان لان كتبها تخالف العلم و استحاله رب خلق كل شي و من ثم يخطى باشياء بسيطة او لا يوجدون بالاساس و هي مجرد خيلات الانسان فبتالي انا لا أقول قول الاستاذ خزعل الماجدي ب�� لا أدري هل يوجد ام لا )
أول مرة أقرأ عن علم الاديان. وكما هو مبين من العنوان فهو كتاب شامل عن هذا العلم الحديت نسبياً. فهو يتترق إلى تاريخه ومناهجه واعلامه وحاضره ومستقبله. لذلك سأحاول أن أكون مقتظبا في مراجعتي هذه:
_ من الكتب الدسمة التي تغرق فيها لمتعة ووفرة المعلومات الجديدة كموسوعة جديدة تحتوي اكتر من 100 شخصية مع تحليل مبسط لأرائها ومساهماتها في تكوين علم الاديان وتتطوير في مجالاتها كعلم النفس والثيولوجيا (علم اللاهوت) و الميثولوجيا والسوسيولوجيا والاثنولوجيا (علم الاعراق البشرية) والفلسفة واللسانيات والانترويولوجيا..
_ ما أعجبني في الكتاب هو الحيادية في جميع فصوله وهو ما يدعم المنهج العلمي المتبع في دراسة الدين كظاهرة.
_ دراسة مبسطة لمفهوم الدين وتتطوره بدايةً مع العبادات البدائية الاولى والبسيطة من عبادة للظواهر الجوية والجيولوجية وللحيوانات والجماجم والعظام والموتى عند الإنسان النياندرتال في عصر الباليوليت، تم بعدها أديان أكثر تنظيمية وتقربية لقوة خفية (الالهة او الاجداد..) فبدأ مفهوم التابو والمحرمات ومفهوم الخطيئة بالظهور، فصولا الى الديانات المعقدة الحديثة أو الشمولية كما أسماها الكاتب التي تأمن بإله واحد منعزل ولا يتدخل في الكون.
_ وكذلك تاريخ التطور الذي شهده الفكر الانساني النقدي التحليلي (الفلسفي) وما أسفر عليه من علوم كعلم الاديان وعن المحاولات الفاشلة لعلماء المسلمين لإنشاء هذا العلم، بعد السيطرة المطلقة للثيار المحافظ على المجال العلمي والمعرفي.
_ نحن الان في العصر الحديت ورغم اننا نعيش في عالم من العلم والحظارة الا اننا نعيش وسط أساطير كما نقل الكاتب عن مؤسس علم الاديان ماكس مولر: ".. هناك أساطير هي الان كما كانت في عصر هوميروس تماما، لكننا لا ندركها لاننا نحن انفسنا نعيش في ظلها الظليل، ونجفل جميعا في حقيقة النور الساطعة..." ورغم التطور والتسامح الذي وصلنا له مازلنا نعيش في عالم من الدوغمائية أو التعصب لفكرة او ايديولوجية معينة الرديكالية أو الاصولية لمذهب معينة. وهي نظرة تشائمية حقيقةً رغم واقعيتها.
** العيب الوحيد في الكتاب هو تكرار بعض الافكار لمرات عدة مما جعل حجم الكتاب يزيد والملل في نهاية أغلب الفقرات. والكتابة الصغيرة مما أتعبني مع النسخة الالكترونية. (الكتاب يمكن إعتباره مقدمة فقط لعلم الأديان)
كتاب علم الأديان للمؤلف والكاتب خزعل الماجدي كتاب موسوعي بحثي تاريخي نادر يتعلق بدراسة علم الأديان فى الحضارات القديمة و في الأديان السماوية واديان العهد الوسيط والحديث ودور المفكرين الدينيين وعلماء الإجتماع والانثربولوجيا واللغة والفلاسفة واللاهوتيين فى إثراء هذا العلم وتكوينه ونشأته ويعتبر هذا الكتاب من الكتب النادرة فى الوطن العربي يهتم بعلم الأديان ويشكل مدخلا رئيسيا فى هذا المجال لفهم الظواهر الدينية لمختلف الديانات فى العالم
هذا الكتاب من عمل هاوي اسلوبه في الكتابة سردي وفيه قص ولصق صريح. استخدَم الكاتب، وهو شاعر وليس متخصص في المثيولوجيا وتاريخ الأديان، كمًّا هائلَا من المراجع الشبكية وتحديدًا ويكيبيديا. كتب فراس السواح أفضل منه بكثير
موسوعة أكاديمية لدراسة علم الأديان وعلاقتها بالفلسفة ، غاب تماما فكر المؤلف عما ينقل ويكتب بسبب الحيادية العلمية لإخراج عمل اكاديمي اكثر منه فكري يعبر عن رؤية الكاتب ، هو أشبه بفهرس وخريطة استكشافية يضعها المؤلف لكيفية دراسة علم الأديان ، كتاب ثري لكنه لم يكن الاكثر جاذبية وثراء فكري لي في كتب خزعل الماجدي
وأخيرًا .. أكثر من شهر وأنا أتباطئ في قراءة هذا الكتاب .. ربما يعدّ مرجعًا للمهتمين والدارسين لعلم الأديان لديّ بعض الملاحظات والتعقيبات بخصوصه. أغلب الكتاب يحكي عن علماء الأديان وإسهاماتهم.