ابتدأته في حصة فارغة من الدراسة لغياب المعلمة، وقد كانت الحصة الثالثة .. في ما بعدها من الحصة الرابعة في الفيزياء، من بعد القراءة عن الفلسفة الفيزيائية، قد كانت الحصة الأولى للاختلاف .. حيث قراءة المعلومات وبرمجتها نحو الفلسفة ! إذ أظهر بذكره للفلسفة عالمًا كبييير يدعوك للأسى بنفسك، للأسى حول هذه السنين الطائلة التي تعلمتها دون أن تلقى بالًا للفلسفة وقراءتها .. / ودون أهلِية من يعلمونك في ذلك ! فابتدأت حينها بوضعِ كتبٍ جديدة حول هذا الجانب، والقراءة عبر مقالاتٍ عنها .. ومما قرأته ؛ تفرغ إحدى المدارس الأمريكية في المدارس الابتدائية لتعليم حصة إسبوعية *ساعة واحدة فقط* عن الفلسفة لفئة محددة تجريبية، ولوحظ الفرق بشكلٍ هائل خلال شهرين فقط في ارتفاع مستوى الذكاء والقدرات والمهارات في طرق طرح الاسئلة الفلسفية واكتشافات المفاهيم وبناء الحجج، والكثير .. إذ أن الفلسفة هي تناول الكون ككل، والنظرة للكون كنسق متآزر واحد للأشياء، وتبدأ عندما تنتهي العلوم وتبحث عن كل ما يُأخذ كقضية مسلمة، فحل المعضلات يقع على عاتق الفلاسفة
حيث تحدث مما يثير الذهول والتفكر بالكثير في الفيزياء! أي في ماديتنا نحو الفيزياء، بإدراكنا للأشخاص من أولِ مرة لأجسامهم الفيزيائية مباشرة لا لعقولهم واستنباطنا بالتدريج في الإدلال على العقل بمثل حركات الجسد والأصوات .. فالعالم الفيزيائي الخارجي يدل على العالم الذهني الباطني / كذلك ولادة الطفل التي تشمل استدارة عينه نحو الضوء بنظره لأول وقعٍ في الدنيا، ورؤيته لأمه في المقام الأول كجسم / .. فكل تجاربنا الأولى هي عن العالم المادي وبذلك نحدو للإستبطان
+ كمثل أن نقول "أفكاره مضيئة" ، "مؤخرة عقلنا" ، نستمد بتشبيه ممتد من ضوء مادي، وهل للعقل مقدمة أو مؤخرة؟ وكذلك في ذكر "الله نور الأنوار" والنور وجود فيزيائي، ولكن ذلك داخل لما هو في الوعي الديني وله معناه .. ؛ فذلك مثال لـ نقل الشيخ حسام المحمداوي حول قضية قول الإمام السجاد ع في عمه العباس ع : " .. وفدى بنفسه لأخيه حتى قطعت يديه فأبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة، ..*" إذ لابد التساؤل هنا حول الجناحين لا بالجسم الفيزيائي المادي، بل بالمعنى المعنوي .. فهو لتصاعد ورُقي في درجات الجنة والكمال وكذلك في ذكر الحديث الذي يُنقل حول أن الملائكة تحف بأجنحتها طلاب العلم ..
* وذلك يبين مدى أن ماديتنا عميقة الجذور .. !
ثم تطرق بذكر صفات فيثاغورس، ونصائحه لطلابه ومدرسته، وذكر البعض من أقواله، ثم تحدث عن المسلمات والبراهين والاستقراء والبديهيهات والكثير من مناهج الرياضيات مع ذكر أمثلتها ومجالاتها والأقوال فيها وكيفية الإجماع عليها وترابطها وما نحو ذلك ..
- ولكنه في حبكة المنتصف وصولًا إلى النهاية، بدأ يحذو نحو منهجية السرد المتسلسل الذي يدعو للقارئ للتملل في كونه موضوعٍ بحتي لم يسير لبضعٍ من التغيير، فاستخلصت منه ما هو محبذ ويروق لي، ولم أقرأه معنًى وحرفًا كاملًا ..
الكتاب ممتاز، يشرح فلسفة فيثاغورس والفيثاغوريين وما يرتبط بالرياضيات من أمور علمية واختلافات بين الفلاسفة، كما يعرّج على المنطق بشكل واضح ويبين تفاصيل المنهج الاستنباطي بدقة، ويشرح الفرق بين التحليل والتركيب كمنهجين في التفكير والتعامل مع النصوص.
هناك بعض النصوص الصعبة قليلًا في آخره، لكنه بسيط عمومًا ومناسب جدًا للمبتدئين.