What do you think?
Rate this book
215 pages, Paperback
First published October 10, 1947
إلى الذين يحرقهم الشوق إلى العدل
وإلى الذين يؤرقهم الخوف من العدل
إلى أولئك وهؤلاء جميعًا
أسوق هذا الحديث
� � �
إلى الذين يجدون ما لا ينفقون
وإلى الذين لا يجدون ما ينفقون
يساق هذا الحديث
"ولكن الغريب أن الأحياء من الناس الذين أُتِيحت لهم قلوب تشعر ، وعقول تفكِّر ، ونفوس تميِّز بين الخير والشر ، ونعيمٌ كان خليقًا أن يلفتهم إلى جحيم البؤس ، هؤلاء الناس يمضون حياتهم كما يمضي الليل والنهار إلى غايتهما ، لا يحفلون بأمونة ولا بسكينة ولا بقاسم ، شغلتهم أنفسهم عن كل شيء وعن كل إنسان"
دروس ألقاها عمر بن الخطاب على الحاكمين والمحكومين في التضامن الاجتماعي الذي لا يقوم على الاشتراكية ولا على الشيوعية, وإنما يقوم على قول الله عز وجل : ﴿إِنَ� اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ�
"وما أكثر وسائل الإغراء للذين يبهظهم الشقاء !"
"والعدل يقتضي أن تُضاعَف الضرائب، وأن تُضاعَف المرتبات، وأن تكفَّ الدولة عن الإسراف في الأموال العامة، وأن يكفَّ الأغنياء عن الإسراف في أموالهم الخاصة."
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ فَاشِيًا تَجَاهَلْتُ حَتَّى قِيلَ إِنِّي جَاهِلُ
"وإن المصريين بين اثنتين لا ثالثة لهما : فإما أن يمضوا في حياتهم كما ألفوها ، لا يحفلون إلا بأنفسهم ولذَّاتهم ومنافعهم ، وإذن فَلْيثقوا بأنها الكارثة الساحقة الماحقة التي لا تُبقِي ولا تذر ؛ وإما أن يستأنفوا حياةً جديدةً كتلك التي عرفوها في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، قوامها التضامن والتعاون وإلغاء المسافات والآماد بين الأقوياء والضعفاء ، وبين الأغنياء والفقراء ، وبين الأصحاء والمرضى ، وإذن فهو التآزُر على الخطب حتى يزول ، وعلى الكارثة حتى تنمحي ، وعلى الغمرات حتى ينجلين ."
"ولكن القارئ يخطئ أشد الخطأ إن ظن أن الحياة تجري دائمًا على هذا النحو المألوف من المنطق ، وتلائم دائمًا ما ألف الناس من التفكير والتقدير ؛ فليست الحياة أقل مني ثورة على الأصول الموضوعة والقواعد المرسومة والخطط المدبرة ، وإنما الحياة تمضي كما تريد هي لا كما يريد الناس"