إذا صحَّ الفكر صحَّ السعي والعمران ، وجاء وفق ما دلَّت عليه معارف الوحي ، هكذا يقرر الدكتور خلدون الأحدب في بداية كتابه " أثر علم أصول الحديث في تشكيل العقل المسلم" والصادر عن دار ابن حزم/بيروت ، وفي سياق صحة التفكير هذه يتحدث عن ( علم أصول الحديث) = وهو علم عظيم ابتكره العقل المسلم للتعامل مع النص ثبوتاً وتوثيقاً ، فهذا العلم يمثل اضافة مهمة ومتفردة في التأصيل للفكر المنهجي ، ومن هنا وفق تعبير الدكتور خلدون هذا العلم أحدث " نقلة منهجية" للعقل المسلم ، هذه النقلة المنهجية سيتحدث عنها المؤلف في المبحث الثالث من كتابه بعد أن مهَّد لذلك المبحث بمبحثين في أول الكتاب عن تكامل الوحي مع العقل و النقلات التي حققها الإسلام للعقل .
المبحث الثالث عندما تكلم عن هذه النقلة المنهجية وجَّه حديثه صوب [منطق المنقول وميزان تصحيح الأخبار ] ، فلما كانت الأحاديث أخباراً وجب أن يُستعمل في نقدها وتمييز الصحيح من غيره أصول النقد التي تُستعمل في سائر الروايات والأخبار ، فإذا سمعنا خبراً ماذا نفعل ؟ هناك ثلاثة أمور = الأول : النظر في حال الراوي الذي سمعنا منه الخبر هل هو ممن يعوَّل على روايته أم لا ، الثاني : ننظر في حال من روى عنه هذا الرجل ، وهكذا إلى أن تنتهي الوسائط ، الثالث : النظر في الأمر المروي عنه [ المتن] . فهذه القواعد وأشبهها استعملها المحدِّثون في نقد الأحاديث وسمَّوهَا ( أصول الحديث ) وبذلك فرَّقوا بين الصحيح والسقيم منها .
من أين أتى المحدِّثون بهذه القواعد ؟ = يوضح الكتاب أن مصدر هذه القواعد الأصول التي قررها القرآن الكريم والسنة المطهرة مثل : ( تحريم الكذب ) و ( رفض خبر الفاسق ) و ( اشتراط العدالة لقبول الأخبار) و ( اشتراط الضبط لقبول الأخبار) و ( تحريم نقل الخبر المكذوب) و ( التثبت من كل قضية ) .
ينبه الدكتور خلدون في المبحث الرابع أن هناك عدة حقائق لابد من ادراكها للوقوف على عظمة هذا العلم ودقته : الحقيقة الأولى : دراسة أداء الراوي للحديث كما سمعه ، وهذا يقتضي دراسة حال الراوي ، فوضع المحدِّثون العلوم التي تكشف حال الرواة فبحثوا في أسمائهم وتواريخهم وأماكنهم . الحقيقة الثانية : المنهج النقدي لم يكن منهجاً تهيمن عليه النزعة الشكلية أى لم يكن منهجاً ينصب على نقد السند دون المتن ، وهذه الدعوى تولى كبرها جماعة من المستشرقين مثل جولدتسيهر وتابعه على تلك الفرية ( أحمد أمين) ، وهو قول باطل يتبين بطلانه من خلال تقرير أربعة أصول :
الأصل الأول : اعتماد علماء الحديث طريقة نقد المتن في دراستهم لرجال الأسانيد : يبين الكتاب أن نقاد الحديث في كتب الجرح والتعديل قد ضعَّفوا كثير من الرواة من أجل مروياتهم ، وتم اتهام كثير من الرواة بالوضع والاختلاق من أجل مروياتهم ، وهذا يؤكد قوة ارتباط نقد السند بالمتن ، وقد أسهب الدكتور في بيان وتوضيح هذا الأصل في كتابه .
الأصل الثاني : عدم التلازم بين صحة السند وصحة المتن : فقد يصح الإسناد ولا يصح المتن ، وقد لا يصح الإسناد ويصح المتن من طرق أخرى ، والمطالع لكتب الرجال والتخريج وغيرها ، يجد عشرات الأحاديث التي وُصِفت أسانيدها بالصحة وفي متونها نكارة أو شذوذ جعلت بعض النقاد يحكم عليها بالرَّد ، مثال على ذلك حديث أبي هريرة عند مسلم في صحيحه الذي ينص على خلق الأرض في سبعة أيام ، مع أن القرآن الكريم يفيد أن خلقهما معاً كان في ستة أيام ومن ثم حكم عليه النقاد بالشذوذ .
الأصل الثالث : هو تعلق نقد السند والمتن بعلم العلل وعلم الجرح والتعديل : علم الجرح والتعديل يبحث عن جرح الرواة وتعديلهم فهو ينصب على نقد السند ، وقد قال الإمام الناقد على ابن المديني " معرفة الرجال نصف العلم" ، وقد حقق هذا العلم التواصل بين المذاهب الإسلامية ، فقد قبلوا الحديث من أصحاب الأهواء والبدع بشرط أن يتوافر فيهم الحفظ والضبط والإتقان مع الصدق والأمانة والأخلاق ، فيقبلوا الحديث منهم على تلك الشروط ويردوا عليهم بدعتهم ، أما علم علل الحديث يبدأ من حيث انتهى علم الجرح والتعديل فيبحث عن كيفيات الرواية وأحوالها ، فالحديث المعلول هو خبر ظاهره السلامه اطلع بعد التفتيش فيه على قادح ، فهو علم يتجه في جملته صوب النقد الداخلي .
الأصل الرابع : أولية النقد الداخلي وجوداً : ويقصد المؤلف أن نقد المتن ظهر قبل نقد السند ، فمثلاً السيدة عائشة كانت تعترض على بعض الأحاديث لا عن ثقة في رواتها ولكن لظنها وجود التعارض بينها وبين القرآن الكريم ، فكانت تظن أن الراوي ربما أخطأ أو سهى أو نسى ، لكن لابد من توضيح شىء لم يذكره المؤلف وهو أن نقد المتن كان سابق على نقد السند عندما كان الرواة من العدول وهم الصحابة ، أما بعد الفتنة وظهور الأهواء والفرق فاعتنى المحدثون بالإسناد ، فالاعتناء بالإسناد عقلاً يجب أن يكون مقدماً على المتن ، لأن أصل أي كلام لا ينظر إليه إلا بعد التثبت منه .
في الحقيقة الكتاب ممتع جداً ولا استطع عرض كل ما فيه ، ولكن يمكن أن أقول أن المحصلة التي تم تقريرها في نهاية الكتاب أن علم أصول الحديث كان له كل الأثر في جعل العقل المسلم ينتقل من عقل خرافي يتبع الظنون والأوهام إلى عقل علمي يتبع الحجة والبرهان ، ومن عقل راكد إلى عقل متحرك ، ومن عقل مقلد إلى عقل متحرر .
الكتاب بالرغم من على صغر حجمه إلا أنه يناقش المكون العقلي في علم مصطلح الحديث وهي جزئية تغيب على البعض الكتاب يبدأ في بيان مكانة العقل وتكامله مع الوحي، وبيان قول الأئمة في استحالة تعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح حيث ان الأثنين مصدرهم واحد ثم يسرد في إجمال النقلة التي حققها الوحي للعقل المؤمن من رفضه للتقليد الأعمي و إقامة الإيمان على الدليل و الحجة ثم بيان للأصول التي قام عليها علم الحديث من الوحي سواء كان من القرأن او السنة المتواترة ثم يسهب الكتاب قليلا في المنهجية لعلم المصطلح وبيان وجود ما اسماه بالنقد الخارجي للحديث (نقد السند) و وجود النقد الداخلي للحديث (نقد المتن) متمثلا في الحديث المنكر و الشاذ كمثال علي نقد المتن، مع اولوية نقد المتن من حيث الوجود زمن الصحابة، ومنها دور المتن في جرح وتعديل الرواة ذات أنفسهم الجزأ المميز في الكتاب هو فصل" بناء علم أصول الحديث كان بناء عقليا" وفيه ناقش بإيجاز المكون العقلي في علم المصطلح و تكلم في ذلك بشئ من التفصيل ثم اعقبه بضوابط معرفة الحديث الموضوع دون النظر لسنده عن كثير من النقاد
لعل اشهر اعتراضين كما تبين لي -حتى الأن- على علم المصطلح بأنه لم يمتد لنقد المتن و أنه لم يأخذ المنهج العقلي في النقد، هي اعتراضات لحد ما ليست صحيحة، فأي كتاب في مقدمة لعلم المصطلح سيتكفل في بيان فساد ذلك الاعتراضين
"فإن المراد بالعقل هنا، العقل المستنير بالقرآن الكريم، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الثابتة، ومقاصد الشريعة وكلياتها القطعية، لا العقل المجرد، فإنه بمجرده ليس مقياسا لقبول الشرع أو رده، فيجب أن يكون منضبطا بضوابط الشرع وموجها من قبله"
فذكر المؤلف ان من الحاكميات الي تحكم صحة متن الحديث والتي يرجع إليها هي مقاصد الشريعة وكلياتها القطعية، وهذا لا يتحقق إلا بالنظر فيما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ككل لا يتجزأ ومعارضته الحديث موضوع الدراسة بها، وكذلك معارضة الحديث موضوع الدراسة بالقرأن أيضا!
بالاضافة ان المؤلف وجه نقدا ذاتيا لبعض من العلماء ممن روى عن رسول الله في عدم التزامهم المنهجية الكاملة لعلم الحديث، و رده كان بإتيانه لمقولات علماء من نفس عصرهم يردون عليهم
الكتاب جيد جدا بالرغم من صغر حجمه إلا انه مدخل لمزيد من المراجع و الكتب المتناولة لهذا الموضوع
من الكتب التي ترتب المعارف ودورها في ذهن القارئ، الكتاب في مجمله يركز على الجانب العقلي في علم الحديث، فيبدأ بمركزية العقل ثم أثر الإسلام في تحول العقل، ثم ننظر في كون علم الحديث هو أصل في النقلة المنهجية للعقل. في الكتاب إضافة مهمه : 1- إرجاع أصول علم الحديث إلى ادلتها النصية 2- إرجاع أصول علم الحديث إلى مبحثين، مبحث الجرح والتعديل و مبحث العلل.
”إ� التوقف عند عمليات الفخر والاعتزاز بإنجازات السلف سوف يشكل عبئًا ومعوقًا ينقلب إلى ضده إذا لم يترجم إلى واقع يدفع الأمة إلى ترسُّمِ الخطوات السابقة.. ويبقى المطلوب دائمًا: إشاعة علوم المنهج في الأمة بشكلٍ عام، واستمرار تناولها بالبحث والدرس، والنقد والموازنة والترجيح حتى يشكل البحث في المنهج مناخًا عامًّا يُنشَّأ عليهِ عقل الأمة�.
الحقيقة أنَّ الكُتيّب هذا على صغرِ حجمهِ إلَّا إنَّهُ اشتملَ على أهمِّ الموضوعات التي توسّع مناط الفهم حولَ قصية العقل وارتباطهِ الوثيق بعلم أصولِ الحديث، بل إنَّ فيه محاور أساسيةَ تزيحُ الوهم بأن « الفَرد المُسلم يعتمدُ على التلقين ولا يعتبرُ بضوابط العقل » وتكشف الحقيقة عن مدىَ أهمية العقل عند الفردِ المُسلم، وأنَّ العقل هو من الضروريات الخَمس التي وضع الشرع أساساً للمحافظة عليها .
وبيَّن الدكتور حفظهُ الله في فواتح البحث مركزية العقل وتمييز حاملهِ به عن سائر الخلائق وأنهُ سببُ استخلافهِ في الأرض، فسُخِّرت لهُ الأرضُ وأوكل إليهِ عمارتها. وأشارَ إلى أنَّ كلام الله سبحانهُ وتعالى لم يأتي على ذكرِ العقل إلا وكانَ مُعظماً لهُ منبّهاً على وجوبِ استخدامه والاحتكامُ. إليه ومرعاتهِ في عمليات الاستدلال وفي كُل محور من محاور الأمر والنهي يحضُ فيها المؤمن على استعمالهِ وتوبيخِ الإنسان على إهمالهِ والاستهتار بمقاصدهِ.
ومن ثُم يشرعُ الدكتور باستعراضِ وظائف العقل بتسليط الضوء على مدى أهميتهِ في الفهمِ والرشد والروية والتدبير والبصيرة والذكرى والاعتبار والاستنباط والاستدلال والاستحضار والاحتجاج والنقد والتفسير والتأويل، وعلى أن العقلُ هو مناطُ التكليف.
وبيّن مفسدات العقل وأقسامِ المفاسد التي يتوجبُ على أولو الألباب أن يحفظوا عقولهم منها وهي: المفسدات المعنوية: وهي ما يطرأ على العقول من تصورات فاسدة في الدين أو الإجتماع، أو الاقتصاد أو السياسة وغيرها، فهذهِ التصورات تعملُ على إفسادِ العقول وتعطلها عن التفكير أو تحرفُ عملية التفكير وتجعل من عملية التفكير هي عملية مجردة ليس لها غاية كُبرى أو مقاصد عُلية، فيصبحُ العقلُ من هذهِ الحيثية كأنهُ فاسدٌ خامل لا يفكر.
والنوعُ الثاني هو المُفسدات الحسيّة: وهي التي تؤدي إلى الإخلال بالعقل وإفسادهِ من حيثُ هو العضو المسؤل عن العمليات الفكرية في جسم الإنسان مثل المُسكرات والمُخدرات. ولا بُد أن نُشير إلى أن فسادَ العقول بالتصورات الخاطئة والأفكار المُنحرفة أخطرُ من فسادها بالمُسكرات ونحوها..
« التكامل بينَ الوحي والعقل» أشارَ الدكتور بعبقريةٍ فذَّة حول العلاقة بين الوحي والعقل هي علاقة تكامل وليست علاقة تضاد، بل هُما متعاضدان ومتحدان لأنهما مصدر هداية لغاية واحدة من ربٍ كاملٍ واحدٍ أحدٍ عدل مُلطق العدلِ والحكمة فصحيح المنقول لا يمكنُ أن يعارضَ صريح المعقول.
ومن أحدِ أهمِّ محاور هذا البحث هو محور « النَقلات التي حققها الإسلامُ للعقل » فكشف وأبان عن أهمِّ التحاولات التي قدمها الدين الرباني في تشكيل العقل المُسلم. أولها: النقلة التصورية الاعتقادية: حيثُ حوَّل التوجه من التعدد إلى الوحدة ومن عبادةِ الوهم إلى عبادة الحق، وكسر الحواجز المادية السطحية ومكَّن العقل بقناعات تعلو على المُعطيات الحسّية فنقل العقل من الجورِ إلى العدل، ومن الضيق إلى السعة، ومن التعددية إلى التوحيد. ثانياً: النقلة المعرفية: وهي مُطالبة الإنسان بالقراءةِ والتفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر والتبصر، وإلزامُ العقلِ بالحجج والبراهين ورفض الاتباع الأعمى بغير هُدى.
ثالثاً: النقلة المنهجية: وهذهِ النقلة تنبجسُ من النقلتين الاعتقادية والمعرفية، فلا شكَّ أن للمنهجية دورٌ خطير في عملية الإنسان الفكرية والحضارية عموماً، فإقصاءُ المنهجية سيعقدُ عملية الوصول إلى الأهداف هذا لو كانَ هُناك أساساً أهداف، إنَّ للأسس المنهجية دورٌ عظيمٌ في تحقيق الغايات وفهم المُدركات والارتقاء بالفهم والوعي نحو الأعلى.
فهذهِ التحوَّلات المركزية حققت التطابق والتكامل والانسجام واستطاعت القضاء على الازدواجية ووضعت الأشياء ضمن إطارها المناسب والصحيح وحققت للعقل المُسلم « مفهوم الوسطية والاعتدال »
كتاب نافع يأخذك في جولة مدهشة لترى عن قرب بعضا من العلوم التي أسست لخدمة هذا الدين العظيم وللذب عنه دعاوى المبطلين والحاقدين ودحض الشبهات المثارة حول نقل الحديث والتشكيك في موثوقيته. علم أصول الحديث ساهم في نقل العقل المسلم نقلة منهجية في التفكير والحكم على الأقوال بالصحة أو غير ذلك، في كيفية البحث في صحة الأخبار والمرويات وتحري الصدق والدقة وإنشاء قواعد وعلوم أخرى تفرعت عن هذا العلم لحفظ الأحاديث النبوية كما رواها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما ذكر الشيخ خلدون الأحدب حفظه الله لا تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح وإن وجدت تعارضا فاعلم أن الحديث إما ضعيف أو موضوع، فالعقل شرع من داخل والشرع عقل من خارج وكلاهما مصدرا هداية من الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يتعارضا عند العقل الباحث المهتدي بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. علم أصول الفقه (وهو منهج للتعامل مع النص فهما واستدلالا) وعلم أصول الحديث (منهج للتعامل مع النص ثبوتا وتوثيقا) من العلوم التي يجب أن نفاخر بها كمسلمين وأن ننشرها حتى يهتدي بها الضالون فهي مناهج وطرقاً منضبطة في التفكير والتحليل وقواعد وأصول ضبطها العلماء وحررها لتقصي الصحة في النقل والإخبار(أصول الحديث) والاستدلال عند الإدعاء والنظر في الأدلة وحجيتها (أصول الفقه) وكما يقول شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس رحمه الله (فالعلم إما نقل مصدق وإما استدلال محقق) فإن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل الكتاب فعلا يستحق أكثر من قراءة واحدة.
"إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل". - الكتاب دراسة مميزة حول مكانة العقل في منهج المحدثين، وتكامله مع الوحي، وأثره على باقي العلوم؛ فعلوم الحديث مؤسسة على التفكير النقدي الموضوعي�. - كتيب صغير نفيس جداً فيه بيان إبداع وقوة وعبقرية المحدثين.
This entire review has been hidden because of spoilers.
العقل شرط في معرفة العلوم، وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل، لكنه ليس مستق ًلا بـذلك، لكنه غريزة في النفس، وقوة فيها، بمترلة قوة البصر التي في العين، فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن، كان كنور العـين إذا اتصل به نور الشمس والنار، وإن انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها.
يمكن تلخيص كليات أثر علم أصول الحديث في تشكيل العقل المسلمين التي تطرق لها الكاتب بشيء من اﻹسها� في كتابه هذا في : --- 1. تكوين العقلية العلمية 2. جعل العقل المسلم في عصمة من الفوضى والاضطراب في تصوراته وحركته وبنائه وعمرانه 3. التأكيد على الوحدة والتلاقي 4. أسلوب التعليم والتربية والقيم واﻵدا� والسلوك