ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الدولة الخرائطية : الخرائط و الإقليم و جذور السيادة

Rate this book
لماذا تمتلئ خريطة العالم اليوم بدول إقليمية تفصل بينها حدود خطية؟ إن الإجابة عن هذا السؤال من شأنه أن يساعد على فهم القواعد التي بُنيت عليها السياسة الدولية؛ وهذا السؤال هو أكثر صعوبة مما نظن وأكثر كشفًا للحقيقة مما نعتقد؛ لذا سيُلقي هذا الكتاب الضوء على الدور المهم الذي أدّاه رسم الخرائط في تطور الدول الحديثة؛ حيث يكشف جوردن برانش، من خلال الأدلة المستقاة من تاريخ الكارتوغرافيا ومن معاهدات السلام ومن الممارسات السياسية، كيف تمكنت التقنيات الحديثة لرسم الخرائط من تغيير الأطر السياسية الرئيسة منذ بداية تاريخ أوروبا الحديثة، وهو ما أفضى إلى رسم الحدود الخطية بين الدول وتفعيل الحكم الحصري الإقليمي داخلها.
يعيد الكتاب الذي بين أيدينا رسم الأطر التي تحكم فهمنا للنظام الدولي، والطريقة التي نحدد بها جذور النظام الحالي للدولة ذات السيادة والمسار المستقبلي له، وهو يتوزع على فصل تمهيدي وسبعة فصول تعتمد جميعها على منهجَي التحليل السردي وتتبُّع العمليات اللذين يمكِّنان من تحديد الروابط بين عوامل التغيير التقنية في الممارسات الكارتوغرافية وبين البنى الفكرية التي تعمل من خلالها هذه التغييرات والمخرجات السياسية المادية الناتجة من ذلك.

269 pages, Paperback

First published January 1, 2013

5 people are currently reading
222 people want to read

About the author

Jordan Branch

6books1follower

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (30%)
4 stars
10 (50%)
3 stars
3 (15%)
2 stars
1 (5%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for أمنية عمر.
10 reviews7 followers
Read
July 2, 2020
الدولة الخرائطية
يناقش الكاتب في الكتاب فرضيته بأن خرائط النظام الإحداثي البطليمي شكلت أحد الأسس في ظهور الدولة القومية الحديثة ومن ثم اعتمادها كوحدة أساسية يقوم عليها نظام العلاقات الدولية بأكمله، كانت البداية مع ترجمة كتاب الجغرافيا لبطليموس، واعتماد النظام الشبكي الإحداثي في رسم الخرائط والذي كان بمثابة ثورة كارتوغرافية، ساهمت في تغير التصور عن الفضاء المكاني سواء على مستوى الفاعلين السياسيين مما أدى بدوره لتغيرات في إداراكهم لأنفسهم ولطبيعة الأقاليم المحكومة والسلطة الممارسة عليها وعلاقتها بالأقاليم المجاورة ومن ثم ظهور مخرجات مؤسسية سياسية تعكس التغير الفكري الحاصل من جهة وتساهم في اكتمال تشكله من جهة أخرى، كذا كان هناك تغير على مستوى أفراد المجتمع تمثل في إعادة تعريف الفرد لذاته وهويته ومن يعادي و يوالي ونوعية الرابطة التي تربطه بالحاكم والحقوق والواجبات المنتظرة من كل طرف للآخر، كان لهذا كله بالطبع دور بشكل مباشر وغير مباشر في ظهور وتموضع الدولة الحديثة في السياق العالمي.
اعتمد الكاتب في إثبات فرضيته علي منهج السرد التاريخي المستند للوثائق مع تحليل ما جاء فيها من وقائع، فتحدث في البداية عن نمط الخرائط المرسومة في القرون الأوروبية الوسطى والتي كانت تعكس تصور للعالم على أنه مجموعة من الأماكن المتميزة ؛و تميزها غالب الأحيان عائد لقدسية دينية اكتسبتها بحكم أن الكنيسة كانت مانحة صكوك القداسة في هذه القرون، أو تميز عائد لكون المنطقة مرتبطة بأسرة ملكية عريقة، هذا النمط من الخرائط يعكس ماهية للسلطة متمركزة هي الأخرى في مكان محدد تقل كلما ابتعدنا عن مركز المكان إلى أطرافه ، ونمط من التفاوض والاتفاقات والتنظيمات يعتمد على الولايات القانونية وتساوي الفوائد والمصالح وأقاليم متداخلة وحدود مرنة ومتوهمة أحيانا، وروابط ولاء فردية تربط الأفراد بحاكميهم بشكل مباشر، وأنظمة سياسية مختلفة يجمعها نظام بابوي وتحمي الكيانات السياسية العظمي استقرار هذا النظام، بالإضافة لنصوص الرحالة التي كانت تشكل جزء كبير من الوعي المكاني في ذلك الوقت، ثم جاء الرسم الإحداثي ليعبر عن الكرة الأرضية كفضاء هندسي ممتد ومتصل ومتجانس أيضا، واستبدل هذا الرسم الإحداثي بالنص الرمز الوصفي في تشكيل الوعي المكاني، لكن هذا النظام الإحداثي وإن كان عبر عن كسوف سلطة الكنيسة وصكوك التميز والقدسية، لكنه أظهر أيضا ظهور السلطة السياسية ومن ورائها صانع الخريطة كمتحكم في هذا الفضاء الهندسي بشكل مختلف، فيحدد المركز وفق مراده والحدود وفق ما يخدمه وصالحه أي أن هذه النقاط الكارتوغرافية المتساوية احداثيا فقط أعادت رسم نمط آخر من النقاط غير المتساوية واقعيا،
كان الإستخدام للأدوات الكارتوغرافية الجديدة في قاصرا على الأغراض العسكرية والاقتصادية فقط كتحديد أماكن تمركز الجيوش، وموارد الإقليم هكذا،. لكن مع مع انتشارها وانتشار صناعها ومن ثم بروزها كجزء من تشكيل الوعي الجمعي فيما يخص الأماكن وتقسيمها بالإضافة الرغبة في اقتنائها، دفعت بالدولة لاعتبارها أساس يمكن أن تبني عليها ادعائها السياسي، ومن ثم أنشأت وتبنت الدولة عديد من المؤسسات المختصة لرسم الخرائط، هذا الإنتشار الكبير للخرائط بالتزامن مع التحلل من سلاسل الحكم الإقليمية الأسرية ساهمت في إرساء نمط إدراك مكاني جديد ومن ثم طبيعة حكم قائمة على ربط السيادة بالمكان والإقليم وليس الأشخاص ومن ثم إعادة تعريف للذات والآخر وعلاقات الولاء والعداء، تمثلت بدايات السيادة الإقليمية هذه في رسم خطوط متخيلة كحدود بين الأقاليم، دفعت الأقلمة إلى آليات جديدة ترسخها على أرض الواقع كالمحاولات لترسيم دقيق للحدود، والقيام بمفاوضات وعقد اتفاقيات حول ما يمكن أن تتنازل عنه كل دولة وما يجب أن تأخذه حتى تستقيم الخط الحدودي بين الأقاليم،
هذا السطح الهندسي كان لابد في تجربة أقلمته الأولى أن يكون فارغا أو أن يراه من يريد تقسيمه فارغا حتى تسهل عملية القسمة، ومن ثم فقد تزامنت أول أقلمة للحكم ولللسيادة مع الموجات الاستعمارية الإوروبية وحركات "الكشوف الجغرافية"، حيث طبقتها أوروبا على مستعمراتها في الأمريكيتين، ومن شهدتا بواكير ظهور الدولة الإقليمية الحديثة، بل جاءت عملية أقلمة الحكم في أوروبا كاستنساخ للنموذج الذي طبق في الأمريكيتين حتى فيما يخص الحروب التي شهدتها في أوروبا في تلك الفترة، لذا فهذه الموجة الاستعمارية الأولى شهدت استخداما مكثفا للخرائط الكارتوغرافية لإظهار الإدعاء بأحقية أماكن هي مجهولة بالنسبة للمدعي، لكنه قادر على تحديدها وفق خطوط للطول ودوائر للعرض، الأدهى أنها اعتبرت جديدة وغض الطرف عن أهلها، لمجرد أن المدعي لم يكن يعرفهم من قبل، أما الوقاحة فكانت حين خلع المدعي على نفسه صفة التنويري وهو يقتل ويحتل الأرض التي يريد بحجة أن يتنور الآخرين مثله ، بينما هؤلاء الآمنين في أراضيهم سموا برابرة فاستحقوا أن يقتلوا ويبادوا؛ لأن أراضيهم ارتأتها الخريطة جديدة وفارغة، لكن ما جدوى أن ينشر التنوير على أرض فارغة وأن يكون التنويري متوحش
بينما تحول أوروبا للإقليمية الحديثة جاء في بدايات القرن التابع عشر بعد الحروب النابليونية التي انهكت أوروبا فدفعتها دفعا المفاوضات المعتمدة أساسا على الخرائط الكارتوغرافية
واتخذ الكاتب من النموذج الفرنسي مثالا لتوضيح كيف تم أقلمة فرنسا وذلك لأن النموذج الفرنسي تم تأريخه بشكل جيد نظرا لتوافر الوثائق الخاصة به، إضافة إلى أن هذا النموذج اعتبر سباقا وملهما لعديد من الدول الأوروبية الأخرى، كما أن عملية تأربخه وضحت كيف تجذر الدولةالقومية نفسها في التاريخ حتى قبل أن توجد اصلا لتعزيز الخيال الجمعي، بالإضافة لوضوح عملية انتقال فرنسا من النظم غير الإقليمية النظم الإقليمية الحديثة
أما الفصل الاخير فجاء استشرافيا يحاول الباحث ان يلفت نظر الباحثين إلى طبيعة التغيرات التي قد تحدثها او أحدثها بالفعل الثورة التقنية في الكارتوغرافيةومن ثم ادراكنا للفضاء المكاني وطبيعة السلطة المنظمة ليه وماهية العلاقات بين أطرافه وهل تمثل تحديا لسلطة الدولة الإقليمية الحديثة،
ثم هل كان نموذج الدولة القومية موجود وموافق عليه منذ الأزل، وهل هو الشكل الوحيد القائم حاليا، بالطبع لا ومن ثم فإعادة موضعة النموذج في مسار التاريخ كأخد منتجاته، والعناية بالنماذج قبله وبعده يمنح العالم فرصة ان يتجاوز او على أقل تقدير يطوره.
في أجزاء من الكتاب كرر الكاتب كلامه بشكل ممل، وبصفة عامة أشعر بأن قراءتي للكتاب منقوصة لقلة معرفتي وإلمامي بالتاريخ الأوربي، والتاريخ الاستعماري في أوروبا
بالنسبة لي فكانت أسئلتي حول الكتاب مرتبطة بتجربتي الإنسانية البسيطة أكثر
فمثلا ألا تعبر ظاهرة الكباري الحديثة للجيش عن إعادة هندسة للفضاء المكاني، وبروز أماكن وتجاهل أخرى، ألن تؤثر على الحضور المادي للبشر تجمعات وأفراد، ألن تعيد صياغة تصورات الجماعة عن إمكانية الاحتجاج والتعبير عن رأيها، ألن يرتبط التآكل المادي للمساحة بالتآكل المعنوي والفكر لها أيضا؟
هل يرتبط دعمنا وتفاعلنا مع قضايا كالقدس وإغلاق الحرمين بالتزامن مع تجاهل قضايا أخرى أكثر أهمية ، بوعينا المكاني للعالم كمجموعة أماكن مهمة ومقدسة فقط، دون بعد إنساني لها ؟
إن كان بسط النقاط الهندسية على سطح العالم مثل فرصة أكثر لفهمه كامتداد مكاني، لكن ألم ينحي الإنسانية عن هذا الفهم مطلقا، ألا تردنا أقلمة المستعمرات للجدل القديم عن نزع القيم من العلم ؟

هل تمثل استحالة الأقلمة جزء من الاستراتيجية الإسرائيلية في تبديد حق الفلسطينين في إقامة دولة لهم؟
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.