كتب الأستاذ أحمد محمد البشير طالب الإبراهيمي متحدثاً عن والده رضوان الله عليه ورحمته : "إنَّ الحديث عن الإبراهيمي، هو حديثٌ عن الجزائر: أصالةً وحضارةً وصموداً ونهضةً وتحرراً. فقد جسَّد الجزائر في شخصيته: نشأةً وتكويناً وإشعاعاً وقولاً وكتابةً وسلوكاً" .
_وهذا الكلام لا يمكن أن يقال فيه إنما هو شهادة الولد لوالده!! بل هو عند كل من له سعدٌ بقليل علم أو معرفة بالإبراهيمي؛ فإنَّه ينزل عنده بمنزلة الحقيقة المحضة!! فسياحة في عالم الإبراهيمي الذاخر بالنضال والفكر والجهاد؛ لهي سياحة في تاريخ نضال وفكر وجهاد الجزائر.. وصفحات من تاريخ إمام جمعية العلماء؛ لهي صفحات من تاريخ الجزائر!
-كانت أول معرفتي بكلمات الإبراهيمي، هي خطبته ضد الاستعمار على لسان جمعية العلماء، تلك الخطبة التي جعلها الدكتور حاكم المطيري فاتحة كتابيه "الحرية أو الطوفان" و"تحرير الإنسان وتجريد الطغيان" لاتصال الكتابين بها واتصالها بهما _ وهل من فكرة أو معنى يدعو إلى الحرية ويتصل بها؛ لا يتصل بالإبراهيمي وبكلماته وتاريخه؟!! _
وكان من بهاء الكلمات وجمالها وجلالها، إنني وجدت نفسي أحفظها من غير جهد مني أو بذل، ثم سعدت بعد ذلك عندما علمت أنَّ الشيخ الإبراهيمي كذلك كانت له عادة حفظ النثر إذا اهتزَّ له وطرِب. وكذلك هو الحال مع آثار الإبراهيمي فتارة ترقُّ لها إذا حدثك عن السيرة أو فسر الآية من كتاب الله، وتارة تهتزُّ طرباً وحماساً، إذا سمعته يدافع وينافح عن عقيدة الأمة وكتابها ولسانها، في منبر الجمعة أو منبر جمعية العلماء، وأحياناً تأسى معه، إذا رثى أحد إخوانه أو شيوخه أو أحوال قومه وأيامهم.. وهو في ذلك كله، على كل حال، وفي كل وجه، خطيباً مفوَّهاً كأنَّه هرم بن سنان وقد قال فيه زهير: هذا وليس كمن يعيى بخطبته وسط النَّديّ إذا ما ناطق نطقا
وكيف يعيى؟! وهل يمكن أن يعيى وهو إمام معركة العربية في الجزائر، الذي جاهد حتى يقوِّم للجزائريين لسانهم العربي وله في ذلك الميدان صولات وجولات يحفظها له تاريخ الجزائر بإذن الله.
_ آثار البشير الإبراهيمي: هي صفحات من حياته وجهاده ونضاله في سبيل الدعوة لله.. ذلك الجهاد الذي عمل تلاميذه على تقييده بالكتابة، تخليداً لها ولصاحبها، وإن كان مُقلّاً في هذا الباب، وما كان اعتذاره في ذلك إلا أنه شُغل بإعداد الرجال عن كتابة المقال، وذلك إذ يقول رحمة الله عليه ورضوانه: "لم يتسع وقتي للتأليف والكتابة مع هذه الجهود التي تأكل الأعمار أكلاً، ولكنني أتسلى بأنني ألّفْتُ للشعب رجالاً، وعملت لتحرير عقوله تمهيداً لتحرير أجساده، وصحّحت له دينه ولغته، فأصبح مسلماً عربياً، وصحّحت له موازين إدراكه، فأصبح إنساناً أبيّاً، وحسبي هذا مقرباً من رضى الرب ورضى الشعب".
رحم الله الإبراهيمي وبارك آثاره فيما صنع وفيما كتب إن شاء الله!!
رغم أن أكثر مواضيع المجلد الأول عن تأسيس جمعية العلماء المسلمين في الجزاير وبنودها وروادها وما يخصها.. إلا أنه كتاب يدلك على مبدأ راسخ للشيخ وحبه لنشر الدين والعروبة في وطن كانت فِرنسا تستبيحه وتريد سلخه عن دينه، فضلا عن آخر الفصول التي راقت لي بشدة حيث كان فيها ملخصات تفسير الشيخ ابن باديس للمعوذتين ونصوص عن القرءان وضرورته في حياة المسلمين... أحببته ♥️
قرأت نصف الكتاب، مبهر الشيخ وكلامه وآثاره لكن بعدها انتقل الكتاب لتفاصيل جمعية العلماء وكل مؤتمر والكثير من الشخصيات غيره.. وحقيقة قرأت الكتاب لقراءة خطب الشيخ، وليس لدراسة تاريخية مكثفة. ولهذا السبب توقفت عن قرائته. و لي رحلة مع باقي المجلدات إن شاء الله عسى ان أجد المزيد من إبداعه الشخصي الذي منَّ الله عليه به
لسان فصيح لرجل ناضل في إعادة أمته الإسلامية بالعموم. وفي بلده الجزائر خاصةً إلى الدين القويم وإلى لغتها العربية يوم أن كانت تحت الاحتلال الفرنسي ومناهج الطرقيين الضالة