نحتاج لما يوقظ فينا الإنسانية ، نحتاج لأن نتعلم المساواة ونحتاج لمن يذكرنا بأن الإنسان لا يكون غنياً بأمواله أو بالكماليات الخادعة التي يتبجح بإمتلاكها . وإنما هو غني بإنسانيته وإحساسه بآلام الآخرين . في كتاب ( السمراء التي أحببت ) لأروى الوقيان شيء من الإنسانية التي تحتاجها مجتمعاتنا لتصبح غنية بمعنى الكلمة ! وفي هذا اليوم والعالم يحتفل بعيد المرأة العالمي علينا أن نتذكر أروى الوقيان كنموذج للنساء المميزات ممن تطلق عليهن بعض المجتمعات المتخلفة ( الضلع الأعوج ) ونتذكر عطاءهن الذي لا ينضب وتحدياتهن اللاتي أجتزنها بقوة وشجاعة واقتدار .
استمتعنا اليوم باللقاء مع الصحفيه الاعلاميه / أروى الوقيان و مناقشه كتابها السمراء التي أحببت و الذي كان موضوعه حوله رحلتها التطوعيه للقاره السمراء و المشاهد التي رأتها و الاعمال التطوعيه التي تقوم بها بعض الجمعيات الكويتيه هنالك بطريقه جداً مشوقه تشجع في نفس القارئ الرغبه بالتطوع و و تزرع الثقه فيما يعطي من صدقات حيث بينت المشاريع الكويتيه و اثرها القوي بافريقيا كالجامعة التي أسسها عبد الرحمن السميط -رحمه الله - و غيره من الجمعيات التطوعيه و ركزت على ان فقراء افريقيا يحتاجون للماء و الأدويه اكثر من بناء المساجد ، و بينت صعوبات التطوع و في نفس الوقت الشعور بالسلام الذي يلي القيام بالتطوع ، الكتاب جدا ممتع و مفيد حيث يندر ان تجد بالوطن العربي من يكتب بهذا الموضوع . لقاء مميز 🌸
توثق أروى في هذا الكتاب رحلتها إلى القارة الأفريقية، والتي تنقلت فيها مابين ثلاث دول وهي بنين وتنزانيا وجيبوتي.. في رحلة عمل للاطلاع على سير المشاريع التطوعية التي تقوم بها دولة الكويت في تلك البقاع النائية ورصد التقارير حولها.. ~ . . كما فعلت في كتابها الأول (في الهند التقيت ذاتي) نقلت لنا ما شاهدته في تلك البقاع البعيدة موثقة بالصور.. عن الفقر والحاجة.. عن الافتقار الى ابسط مقومات الحياة كالماء النظيف والمسكن والرعاية الصحية.. عن أمراض الأطفال بل وموتهم غالبا بسبب عدم توفر اللقاحات الطبية لأبسط الأمراض.. وفي الوقت نفسه وبرغم كل هذه المظاهر المؤلمة.. تحكي لنا أروى عن روحهم الحلوة.. ابتسامتهم.. حياتهم المليئة بالرقص والفرح برغم الوضع المزري الذي يعيشونه.. فرحتهم العظمى بأبسط الأشياء كالملابس المستعملة ومعجون الأسنان!! ~ . . اشتمل الكتاب في نهايته على مقالات إنسانية للكاتبة نُشرت لها في الجريدة الكويتية وتقارير تغطيتها للأعمال التطوية المختلفة التي تقوم بها دولة الكويت من خلال الجمعيات والمؤسسات المختصة في بقاع الأراضي الأفريقية حيث انها الدافع الاساسي للرحلة.. ~ . . مشاهدات إنسانية لتربية النفس وتهذيبها.. حين ترى تأثير العمل التطوعي وفائدته على الفقراء والمعوزين وتأثيره على المتطوع نفسه.. حين تجد نفسك بعد كل ما قرأت واستشعرت تراجع سلوكياتك واهتماماتك وانشغالك بتوافه المتطلبات كالماركات وغيرها في حياتك المرفهة..! ~ . . لغة أدبية جميلة.. جعلتني أشاهد وأسمع معها وكأنني أحد أفراد الرحلة.. من الكتب التي يجب أن تُدرس في المناهج التعليمية
ثالث كتاب انتهي من قرائته للكاتبه أروى .. الكتاب جميل بكل ماتحمله الكلمه من معنى، الجميل فيه ان كل كلمه كُتبت حقيقيه تحكي عن القاره الأفريقيه ومعاناتهم. كل الشكر لأروى على اتاحتنا الفرصه لمعرفة ماتعانيه الشعوب الأخرى.
* من لا يمتلك شيئاً يُسعده أي شيء * . . تقول أروى : كيف لمعجون أسنان ولُعبة أن تسعد أشخاصاً لدرجة الإحتفال؟! في أحد الصفوف تم شكرنا والرقص من شدة الفرح على بعض ملابس مستعملة وألعاب ومعجون أسنان . . . كيف لي أن استغرب من سعادتهم وهم لا يمتلكون شيئاً ؟؟ ورغم ذلك كنت أستغرب في كلّ مرة !