... وأخذ يفكّر في أيّامه التي كانت تتتابع فارغة، رتيبة، مملّة. يقرأ، يستمع إلى الموسيقى، يشاهد التلفزيون، إلّا أنّ هذه كلّها لم تحلّ محلّ إنسان حيّ. إنسانٌ يكلّمه، يوافقه أو يخالفه، إنسانٌ يخترق صوته الصمت المطبق حوله، يشعره أنّه إنسان وليس قطعة أثاث لا حياة فيها ولا تشتاق إلى حياة. فجأة خطر له: لماذا لا يسأل عنها رفقاءهما القدامى؟ ولكن، إذا عثر عليها فهل تكون هي مستعدّة لمقابلته بعد هذه السنوات كلّها؟ ألم تكن هي مَن قالت إنّ لكلمة إنسان علاقة بالنسيان؟ لم ينسَها، إلّا أنّه تناساها بعد ما حصل، وهذا أفظع. المرء ليس دائماً مسؤولاً عمّا ينساه، قد تكون للنسيان عدّة أسباب سواء وعاها المرء أم لا. أمّا التناسي فيكون بملء إرادته ووعيه. وخزته ذكريات ماضيه، ووخزه ضميره.
نازك سابا يارد (مواليد عام 1928) كاتبة فلسطينية يحفل رصيدها بعشرات الكتب في مجال النقد الأدبي، تناولت فيها شعراء عرب من مختلف المدارس والعصور من العباسي أبي نواس إلى شاعر المهجر اللبناني الياس أبو شبكة. وقد اعتُمدَت أطروحتها 'الرحالون العرب وحضارة الغرب في النهضة العربية الحديثة' مرجعًا في جامعة السوربون في فرنسا. ورغم نجاح كتاباتها النقدية، لم تغفل يارد الكتابة الإبداعية فأصدرت بعض الروايات كما كتبت قصصًا للناشئة بعد أن قضت زهاء ثلاثين عامًا من عمرها في مهنة التدريس.تعيش اليوم في بيروت وهي عضو في 'تجمع الباحثات اللبنانيات'.
التحصيل العلمي شهادة دكتوراه، أدب عربي، 1976، الجامعة الأميركية في بيروت، لبنان. شهادة ماجستير، أدب عربي، 1961، الجامعة الأميركية في بيروت، لبنان. ليسانس، فلسفة، 1948، جامعة فؤاد الأولى في القاهرة، مصر. مجالات الخبرة تربية وتعليم ناشطية اللغات: العربية الإنكليزية الفرنسية الألمانية المسار المهني أستاذة مشاركة، من 1978 حتى 1998، الجامعة اللبنانية الأميركية.
أستاذة في اللغة العربية، من 1950 حتى 1978، المدرسة الإنجيلية الفرنسية (College Protestant Français ).
مراكز شرفية وعضويات عضو في تجمّع الباحثات اللبنانيات، منذ 1992.
عضو في مهرجانات بعلبك الدولية، منذ 1970.
إنتاجات أبرز المنشورات: Saba Yared, N. (2009). Cancelled memories [Trans. from Arabic]. Syracuse: Syracuse University Press
سابا يارد، ن. (2008). ذكريات لم تكتمل. بيروت: دار الساقي.
Saba Yared, N. (2002). Secularism and the Arab World. London: Saqi Books
سابا يارد، ن. (1998). الذكريات الملغاة. بيروت: مجموعة نوفل.
Saba Yared, N. (1997). Improvisations on a missing string [Trans. from Arabic]. Arkansas: Arkansas University Press
Saba Yared, N. (1996). Arab travellers and the West [Trans. from Arabic]. London: Saqi Books
سابا يارد، ن. (1992). تقاسيم على وتر ضائع . بيروت: مجموعة نوفل.
سابا يارد، ن. (1991). الرحالون العرب وحضارة الغرب (الطبعة الثانية). مجموعة نوفل.
معارض، محاضرات، وأعمال مسرحية وسينمائية: محاضرات باللغة الإنكليزية: - "Equal by Constitution, Unequal in Practice "، جامعة إيموري، أتلانتا، 2003. - "Women as Novelists "، جامعة أركنساس، 1999. - " Women Issues in Lebanon"، جامعة تفتس (Tufts)، ميدفورد، 1998. - " Identity & Conflict in the Novels of Contemporary Lebanese Women Writers"، جامعة أوربانا - شامباين (Urbana-Champagne)، إيللانوي، 1996. - " The Renaissance and Reformation"، الجامعة اللبنانية الأميركية، 1990.
جوائز تقديرية جائزة أفضل رواية للأطفال منذ 1997 عن الرواية "بعيدًا عن ظل القلعة" من الجمعية اللبنانية لكتب الأطفال، 1999.
جائزة الأمير كلاوس (Prince Claus ) من الحكومة الدانماركية عن المساهمات الاجتماعية والأدبية، 1998.
جائزة الجمعية اللبنانية لكتب الأطفال عن الرواية "بعيدًا عن ظل القلعة" من الجمعية اللبنانية لكتب الأطفال، 1997.
جائزة أفضل رواية باللغة العربية ترجمت من قبل دار جامعة أركنساس للنشر عن الرواية "تقاسيم على وتر ضائع"، 1996.
وسام Chevalier dans l’Ordre des Palmes Acedemiques من الحكومة الفرنسية عن المساهمة في إغناء الثقافة الفرنسية، 1977.
ما الذي يجبر كاتبة بحجم نازك سابا يارد أن تكتب رواية مثل فقدان؟ وما الذي يجبر دار نشر عريق مثل نوفل نشر هذه الرواية؟ نازك تودّع حياتها الأدبيّة بكارثة وليس برواية. رواية بلا مضمون بلا بعد نفسي للشخصيّات. الأحداث الزمنيّة غير واقعيّة، في سبيل المثال شخص يسافر إلى أميركا قبل 40 سنة ويفقد هاتفه المحمول، هل كان ثمّة هواتف محمولة في لبنان قبل 40 سنة؟ قد يكون هذا الأمر بسيطًا للبعض ولكن بالنسبة لي وبالنسبة لكاتبة مخضرمة مثل نازك هذه كارثة! استعملت نازك في الرواية كلمات غير صحيحة، تصف الصحون بالقذرة! هنا استوقفني الوصف! صحن قذر! وهي من خلال النص كانت تقصد صحن غير نظيف. ما هو البعد الروائي لجمل كاملة تصف موائد طعام وقائمة طعام في مطاعم بيروت! كافيه قرب جريدة النهار ومطعم كريب أوايه في شارع الحمرا! وهنا شربت قهوة وهناك شربت بابوبنج! دخلت المطبخ وأخرجت الصحون وصحن السلطة وصحن السمك والملح! ما هذا الضعف في الطرح! رواية ضعيفة جدًّا لا يكتبها مراهق! لا أعلم كيف كتبتها نازك وهي على عتبات التسعين وفي جعبتها عشرات الاعمال!
2.5 قصة بسيطة جدا عن الحب الأول الضائع والوحدة والهجرة. قرأت الكتاب في ليلة واحدة فهو سهل جدا ولا يحتاج للتركيز، وهنا يكمن ضعفه. قد يحبه القراء الجدد والمراهقين أكثر من دودة كتب مثلي تقرأ الآن رواية موجعة وعميقة مثل 'نوميديا' ل طارق بكاري ورواية أخرى عن الفقدان أعمق وأبلغ في التعبير والمشاعر وهي 'باولا' ل إيزابيل الليندي. قررت أن أعطي الرواية نجمتين فقط، ولكنني أحببت النهاية المفتوحة للرواية التي بدت أعمق ما في الكتاب فقررت أن أعطيها نجمتان ونصف. سأقرأ ل نازك مجددا. وأنا متحمسة جدا لمناقشة هذا الكتاب معها الاسبوع القادم. على الرغم من أن هذا الكتاب ليس نوعي المفضل إلا أن مواضيعه تصلح للمناقشة وحضرت بعض الأسئلة لأطرحها عليها.
لاترابط بين الاحداث والزمن. الحبقة الزمنية بالروايه متاهه. والقصه بلامعنى ولا سبب لكتابتها ونحن في وقت امتلأت فيه المكتبات بروايات تحمل قصص اكثر متعة لقراءتها. نازك سابايارد فشلت ذريعا بهذة الرواية السخيفة المحتوى.
رواية فقدان لنازك سابا يارد ،بسيطة ،سطحية ،ضعيغة والافكار المطروحة ليست جديدة ..لم اعجب بطريقة الكاتبة في سرد احداث ابطالها ، ولا في الحوارات المطروحة ..بالاضافة الى الاخطاء الواردة مقارنة بالفترة الزمنية والتناقض الواضح ...
لا ريب في أنّ الاغتراب كان يشكّل منعطفاً لافتاً في حياة المرء حيث يتمّ خلط الأوراق الزمكانيّة وتتبدّل الأهداف والخيارات المنضوي تحت ظلالها المرء، والحقّ أنّ الاغتراب هو نتيجة عوامل محرّضة تحول دون بقاء الفرد جزءاً من "داما" مجتمعه، وهذا ما طرحته #نازك سابا يارد في روايتها "فقدان" الصادرة عن دار هاشيت أنطوان (نوفل) طبعة أولى 2018، حيث وزّعت الشخصيات على مسرح متحرّك بين الذهاب والإياب، الهروب والعودة، التمسّك والتخلّي... على مدى 200 وصفحتين، حاولت يارد أن تُظهر للمتلقّي أنّ الاغتراب وتبدّل الهوية النفسانيّة للشخصيات هما العصب الأساس والعمود الفقري الذي كان سنداً لهذا النصّ، إضافة إلى الظواهر المجتمعيّة التي أعادت تسليط الضوء عليها كتأكيد على أنّ المجتمع متمسّك بلازمة اجتماعية سلبية تتضخّم كلّما تراكمت العقود وكلّما تناوبت الأجيال.
الهوية وأزمة الاغتراب تبدأ ال#رواية بالحاضر الصامت الساكن الذي يظهر فؤاد الدكتور المنهك، الصامت والانطوائيّ اليائس والحاضن لماضيه كطفل يحتضن لعبته. "جلس إلى مكتبه. مكتب لم يبقَ بحاجة إليه الآن... تأمل غابة الصنوبر الصغيرة أمام نافذة الغرفة... أيّ قيمة لحياته بعد اليوم؟" (ص.7) ليتبيّن بعدها أنّ هذا السرد المثقل بصمت فؤاد ويأسه يعود إلى تجربة حبّ مجبولة بالانكسار والندم والتردّد، العوامل التقليدية التي تحول دون انضواء الحبيبين تحت جناح الحب وفي قفص الزواج. فؤاد الذي هاجر وعاد، تبدّلت حياته لمجرّد انقطاع اتصاله بعالمه القديم فبات على حبل يحمل الأنا من جهة والأنا الأعلى المتمثلة بلميا حبيبة العمر والأهل والأصدقاء الذين تركهم ليدرس في الولايات المتحدة ويكسر بشكل أبديّ الصورة التراثية التي تتوج صراحة مملكة الأبوة والبنوّة على مستقبل الأبناء. "ماذا تفعل بشهادة في الأدب؟ تعلم؟ كان هذا ردّ الوالد مستنكراً... عال! ولكنّ الحب شيء وأكل الخبز شيء آخر..." (ص.19) هذه العوامل وغيرها كانت محرّضاً أساسياً لولادة الاغتراب الزمكاني وتبدّل الهوية النفسية ليس فقط عند فؤاد فحسب بل عند لميا التي اضطرّت للعمل في دبي كمدرّسة والذي تلاه عقبات عاطفية كتحرّش من قبل طبيبها وانزلاقها الروحانيّ في عمق علاقة عاطفية مع جارها القديم عمر... الجار البيروتيّ المسلم الذي عرض الزواج على لميا المسيحية ولم يكن من الكاتبة إلّا أن قدّمت الزواج المدني حلّاً لتتويج هذا الارتباط بشكل ثوريّ بعيداً كلّ البعد عن صخب المجتمع ومعارضة الأهل والجامع والكنيسة... كان هذا الحل سقوطاً حرّاً للزوجين الذين سيوقعان نهاية ارتباطهما بالموت فيما بعد... ولم تكن العودة من المهجر عند كل الشخصيات مرتبطة إلّا بالموت أو بالقلق، ففؤاد اضطرّ للعودة إلى لبنان بسبب حادث مفجع أفقده والده ومن ثم والدته، ولميا لم تعد إلا لتطمئن على أهلها وتهرب من القلق العاطفيّ الذي سبّبه دخول الطبيب وعمر إلى حياتها التي لم تتخلص من ذرات حبها لفؤاد.
أما الجانب اللافت فكان الحوار الرشيق بين فؤاد وابن اخته طارق في نيويورك. طارق الذي رفض التأقلم مع بيئته الجديدة، مع الرفاق الجدد، مع الأمكنة والأزمنة الغريبة. "حديقة الصنائع أجمل ألف مرة عندي. ليس فيها برك وبط وإوز، ولكن فيها رفقائي وأولاداً يتكلمون لغتي ويلعبون معي حتى لو لم أعرفهم" (ص.59). وهي اعادة لطرح المشكلة التربوية التي تسببها الهجرة أو الاغتراب، مشكلة الأهل الذين يعتقدون أنّ الحياة المستقرة والآمنة الخالية من عبثية الحروب كفيلة بجعل الأسرة ذات بنية متينة، وأنّ الموسيقى والمسارح والحدائق والساحات هي وحدها المنقذ للجهاز النفسي للأطفال، وكأنّ الكاتبة تشدّد على خطورة غياب الثقافة النفسية لدى الأهل وقد سلطت الضوء على ذلك من خلال حوار فؤاد واخته حول طارق الرافض للعلاج النفسي.
كلّ هذه الأحداث تثبت بشكل أو بآخر أنّ الشخصيات انصاعت للغربة والهجرة بغير إرادتها ولم تتأقلم مع حالتها ولم تتوازن طموحاتها مع الأمكنة والأزمنة وبقيت ذاكرة كل منها محمّلة بأوراق الماضي المليء بالحب واللهو والحنين والوجود.
الرؤية السياسية المتطرفة رغم أنّ النص يدور في فلك الرومنسية الكلاسيكية والتخبط الاجتماعي الذي يعيد نفسه، وحول أحداث تركت أثرها على كلّ فرد منذ ثلاثين عاماً حتى الحاضر الشاهد على تشتّت الكل، إلا أن قطبة سياسية مخفية بين سطور الرواية قد حاولت الكاتبة إخفاءها وتمريرها بخفة من خلال حوار سامية مع أخيها فؤاد حول طارق وعرضه على طبيبة نفسية لحلّ مشكلته، تخلله عرض سبب هجرة سامية وعائلتها إلى الولايات المتحدة بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي ، لكن المفارقة التي أضفت كراهية وتطرفاً هو التطرّق للوضع الأمنيّ غير المستقرّ وحصره فقط بوجود النازحين السوريين "... وقد زاد الطين بلّة نزوح حوالي مليوني سوري هرباً من الحرب في بلادهم. مساكين ولكن الحكومة تكشف كل يوم بينهم من ينتمي إلى إحدى المنظمات الإرهابية التي تفرّخ منها كل أسبوع عصابات بأسماء جديدة". (ص.62)
كيف لنا أن نحصر الانفجار الأمنيّ فقط بالسورين؟ وهل يخفى على كاتبتنا أنّ العصابات الإرهابية التي كانت وما زالت شعبة المعلومات تلقي القبض عليها تتفاوت جنسيات أفرادها بين السورية واللبنانية والفلسطينية أي بطبيعة الحال "الارهاب" لا جنسية له.
قد يكون الوجود الديموغرافيّ السوريّ بسبب الحرب سبباً من أسباب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لكن السبب هو وليد عجز وتراخي الحكومة اللبنانية على إيجاد حلول، أي بطبيعة الحال بات تطرفاً قول إن ما يزيد الطين بلة نزوح حوالي مليوني سوري. الأمر الذي ولّد رؤية عنصرية تلوح بالتحسّس من وجود نازحين وكأنّ الكاتبة تحاول القول إنّ سبب الهجرة الأقسى هو دخول النازحين إلى البلد.
العودة إلى الذاكرة الرمادية يتوقف السرد بعد عرض مسار حياتيّ مشبع بالتراجيديا والأسى والانكسار والاغتصاب والتحرش والفقدان ليقفز ثلاثين عاماً إلى الأمام حيث يحاول فؤاد الجامعيّ المتقاعد البحث عن لميا بعد محاولات عبثية تكللت بالفشل خلال العقود الماضية وما الوصول إلى لميا والحوار ذات الإيقاع السريع ووجود "رضا" الجامعي اليتيم ابن لميا وعمر كعقبة أمام استمرار إحياء الودّ بين الحبيبين الجريحين حال دون تكوين نهاية واضحة لاحداث بدأت أزلياً محفوفة بالتشتت الفردي والضياع فما كان من الكاتبة إلا أن وضعت النهاية المفتوحة بعد إشكالية بقاء المرأة مع ابنها أو الجنوح نحو حبيبها وهي إشكالية أزلية كنقطة تنهي بوح الذاكرة الرمادية ذاكرة الحبيبين المتوازيين الباهتين "ولكن، هل أفضل لها أن تقضي وحدها أيامها التي لا لزوم لها، من أن تقضيها مع شخص آخر يعاني ما تعانيه هي؟ ظلّ سؤالها عالقاً هو أيضاً في الفراغ" (ص.202).
فقدان رواية تعدّ نصاً يحاول أن يستجمع ما فقدته الشخصيات والأمكنة والأزمنة وهي دعوة جدّية لإعادة النقاشات القديمة حول ظواهر تجدّد كالفيروسات نفسها وتتحوّر كلما استمرت الموروثات بالتنقل من عقلية تربوية إلى اخرى، هي الجرس الذي يقرع وسط أصوات سوداء.
الرواية سيئة. الأفكار سطحية. الحبكة ضعيفة. الحوارات مصطنعة. بحثت عن الكاتبة وعرفت أن عمرها 93 ولها كتب أخرى ربما افضل لكن هذه التجربة ستجعلني أتردد في تجربة شيء آخر لنفس الكاتبة غلطتها أنها ضحت بتاريخها ام غلطة من وافق على انتاج الكتاب؟