ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

‫هرطقا� 1: عن الديموقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية�

Rate this book
الهرطقة في المعجم اللاهوتي المسيحي تقابلها البدعة في المعجم الإسلامي. ولكن بينما الهرطقة في المعجم الأول لا تعني سوى الخروج على العقيدة القويمة، فإن البدعة مشتقة في العربية من المصدر نفسه الذي تشتق منه كلمة إبداع. فكأن لا مبدع إلا أن يكون مبتدعاً، أي خارجاً في محصلة الحساب على الإجماع والفكر الجماعي. من هنا الطابع «المهرطق» للدراسات المجموعة في هذا الكتاب، التي لا تقدم أجوبة بقدر ما تثير أسئلة وتعيد صياغة الإشكاليات، ومنها إشكالية الديموقراطية: هل هي ثمرة برسم القطف أم بذرة برسم الزرع؟ وهل هي محض آلية مرهونة بصندوق الاقتراع أم هي أيضاً ثقافة، ومرهونة بالتالي بصندوق جمجمة الرأس؟ +++ ومنها إشكالية العلمانية: أهي محض إفراز للتطوّر التاريخي للمسيحية أم لها أيضاً بذورها في

359 pages, Kindle Edition

First published January 1, 2006

91 people are currently reading
2,595 people want to read

About the author

جورج طرابيشي

115books1,033followers
مفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري، من مواليد مدينة حلب عام 1939، يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستر بالتربية من جامعة دمشق. عمل مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيساً لتحرير مجلة " دراسات عربية" (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة "الوحدة" (1984-1989). أقام فترة في لبنان، ولكنه غادره، وقد فجعته حربه الأهلية، إلى فرنسا التي يقيم فيها إلى الآن متفرغا للكتابة والتأليف.

تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته حيث انه ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وبرهييه وغارودي وسيمون دي بوفوار وآخرين ، وبلغت ترجماته ما يزيد عن مئتي كتاب في الفلسفة والايديولوجيا والتحليل النفسي والرواية. وله مؤلفات هامة في الماركسية والنظرية القومية وفي النقد الأدبي للرواية العربية التي كان سباقاً في اللغة العربية إلى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها.

من أبرز مؤلفاته: "معجم الفلاسفة" و"من النهضة إلى الردة" و"هرطقات 1 و2" ومشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاماً وصدر منه حتى الآن أربعة مجلدات في "نقد نقد العقل العربي"، أي في نقد مشروع الكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، ويوصف هذا العمل بأنه موسوعي إذ احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني وللتراث الأوروبي الفلسفي وللتراث العربي الإسلامي ليس الفلسفي فحسب، بل أيضاً الكلامي والفقهي والصوفي واللغوي ، وقد حاول فيه الاجابة عن هذا السؤال الأساسي: هل استقالة العقل في الإسلام جاءت بعامل خارجي، وقابلة للتعليق على مشجب الغير، أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية، يتحمل فيها العقل العربي الإسلامى مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟

أهم نقاط المسار الفكري لطرابيشي هو انتقاله عبر عدة محطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية والماركسية.

انتهى طرابيشي إلى تبني نزعة نقدية جذرية يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، ولا سيما في الوضعية العربية الراهنة التي يتجاذبها قطبان: الرؤية المؤمثلة للماضي والرؤية المؤدلجة للحاضر.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
190 (28%)
4 stars
270 (40%)
3 stars
170 (25%)
2 stars
24 (3%)
1 star
11 (1%)
Displaying 1 - 30 of 126 reviews
Profile Image for BookHunter M  ُH  َM  َD.
1,654 reviews4,345 followers
October 9, 2024

الهرطقة مصطلح مسيحى لاهوتى يقابله البدعه من المنظور الإسلامى.
و كما يقول الكاتب: الإبتداع و الإبداع مشتقان من نفس الجذر فى العربية.

هى مجموعة مقالات يخرجها من درج الذكريات و يجمعها جميعا هم واحد هو مشروع الحداثة العربية الإسلامية الذى فشلت كل محاولاته حتى الأن.
منها ما هو سرد تاريخى و منها ما هو طرح تنظيرى تساؤلى عن اشكاليات العلمانية و الديموقراطية فى العالم العربى. يستعرض جذور إشكالية لماذا تخلفنا و لماذا تقدموا هم؟ استعراض اجتماعى من بلاد المشرق كسنغافورة و ماليزيا و بلاد اوروبا قديما و حديثا.

تجمعنى بالكاتب حالة العشق لأدب نجيب محفوظ انا من موقعى كقارىء و هو من موقعه كناقد ذو قلم ساحر و عقل فذ و عبقرى و قراءة واعية للتاريخ و النفسية و الفلسفة و لم ينس ربط موضوعات هذا الكتاب برواية من روايات محفوظ التى ظاهرها التاريخ و باطنها الحاضر و المستقبل و هى رواية رحلة ابن فطومة التى استعرضها الكاتب استعراض رائع كعادته مع أدب نجيب محفوظ كما استعرض رواية أخرى لسليمان فياض أصوات .

الكتاب رائع جدا لكل مهتم بنهضة مجتمعنا العربى الإسلامى.
Profile Image for أيمن العتوم.
Author37 books13.3k followers
June 26, 2015
هرطقات جورج طرابيشي في كتابه: (هرطقات)

أوّلاً: في التّقديم ص7، ينقل إلينا طرابيشي مقولة القاضي عبد الجبار المعتزلي: "ليست الكثرة من أمارات الحقّ، ولا القِلّة من علامات الباطِل".
وفي الحقيقة هناك مواضع متعدّدة في القرآن تقول ذلك، وكان الأولى به إنْ أرادها عُنوانًا لتقديمه أن يضع بعضها، ولا يضير ذلك من أن يضع المقولة تحتها، ومنها:
1. قوله تعالى: "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئة كثيرةً بإذن الله".
2. وقوله تعالى: "إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون". وردتْ الآية على لسان فرعون عن بني إسرائيل الّذين فرّوا بدينهم مع موسى. فالّذين اتّبعوا الحقّ الّذي جاء به كانوا قِلّة.
3. وقوله تعالى: "فما آمنَ لِمُوسى إلاّ ذرّيةٌ مِن قَومِهِ على خَوْفٍ مِنْ فِرْعونَ وَمَلَئِهِ أَنْ يَفْتِنَهُمْ". وهذه الآية تعني أنّ الّذين آمنوا جماعة قليلةٌ من قوم موسى. إذ لم يؤمن من الفراعنة أحدٌ باستثناء � والله أعلم � مؤمن آل فِرعون الّذي وردتْ قِصّته في سورة غافر.
4. وقوله تعالى: "وَمَا أكثرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنين". فدلّ على أنّ المؤمنين أصحاب الحقّ قِلّة، وأنّ الكثرة هم الكَفَرة أصحاب الباطل.
5. وقوله تعالى: "وما آمَنَ معه إلاّ قليلٌ". في قِصّة نوح عليه السّلام. (سورة هود:40).
6. "وقليلٌ من عبادِيَ الشّكور".
7. إلاّ الّذين آمنوا وعَمِلوا الصّالِحات وقليلٌ ما هُم".

ثانِيًا: ويقول في التّقديم ص7: "والهرطقة في اللاّهوت المسحيّ ترادِفها البِدعة في الفقه وعلم الكلام الإسلامِيَّيْن".
وهذا فيه مجانبة للصّواب، فإذا كان أصل كلمة (هرطقة) هو يوناني (إيريسس) وتعني اختِيارًا بشريًّا مُخاِلفًا للدّين، فإنّ مُرادِفها في الإسلام (الزّندقة) أو (الكفر) وليس (البِدعة). فالبِدعة في الإسلام نوعان: بِدعةٌ حسنة، وبِدعةٌ قبيحة. فالحسنة مثلاً صلاة التّراويح الّتي صارتْ تؤدّى جماعةً منذ عهد عمر بن الخطّاب. والبِدعة القبيحة مردودة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ أَحدثَ في أمرنا ما ليس فيه فهو رَدّ". [ رواه البخاريّ ومُسلم. وهو الحديث رقم 5 في الأربعين النّوويّة]
وفي حين أنّ الهرطقة في الدّين المسيحيّ كانت تؤدّي بصاحبها إلى القتل، مثلها مثل الزّندقة في الدّين الإسلاميّ. فإنّ البِدعة سواءً أكانت حسنةً أو قبيحةً لا تؤدّي إلى قتل مُبتدعها في أيّ حالٍ من الأحوال. وعلى سبيل المثال قُتِل بشّار بن بُرد والسّهروردي والحلاّج وغيرهم لاتّهامهم بالزّندقة وليس بالبِدعة، وإنّه لمن المثير للضّحك في ذاك الوقت أو اليوم أن يُقتَل إنسانٌ لأنّه جاء ببِدعة. والحال مع المُبتدِع إن كانت البدعة حسنةً وتوافق الشّرع ولا تخالف تعليمًا من تعاليمه أخذنا بها. وإنْ كانت غير ذلك رددْناها!!

ثالِثًا: يقول طرابيشي، ص7: "وهل من الصُّدفة أن يكون المصدر الاشتِقاقيّ للبِدعة والإبداع في اللّغة العربيّة واحِدًا؟
يسوق هذا الكلام في معرض أنّ أصحاب البِدعة في العصر الحديث كانوا من المُبدِعين أيضًا، وطُبّقتْ عليهم أحكامٌ استندتْ إلى فتاوى فقهيّة، بعضُها غير مؤصّلٍ تمامًا.
أقول نعم، ولكنْ ذلك لا يُعفيه من المسؤوليّة، أو شبهة الحُكم معه أو ضِدّه لبِدعته؛ فكما أنّ البِدعة منها الحسن ومنها القبيح، كذلك الإبداع منه الحَسَن ومنه القبيح!!

رابِعًا: يقول طرابيشي، ص 19: "ومن قبله ألم يكنْ مُمثِّلٌ بارِزٌ لـ (العقلانيّة النّقديّة) هو الدّكتور محمّد عابد الجابريّ قد طالب بسحب الكلمة الرّجيمة نفسها � العلمانيّة � من قاموس الفكر العربيّ المُعاصِر".
ولربّما قال ذلك الجابري، لكنّه نقل الكلام مُجتزءًا عن سِياقه، وهذا ما ظهر لي أنّ طرابيشي يستخدمه ويُكثر من استخدامه، قد أساء لما أراد الجابريّ قوله، ودلّس عليه. وأغلب الظّنّ أنّ الجابريّ أراد أن يقول إنّ التّعسّف في استخدام هذا المُصطلح جعل منها قيمةً مزيّفة لا تصمد أمام حقائق كثيرة تحدّث عنها الإسلام من قبل هذا ومن بعده، ويعضد ظنّي هذا قوله: "مسألة العلمانية في العالم العربي مسألة مُزيّفة، بمعنى أنها تعبر عن حاجات بمضامين غير متطابقة مع تلك الحاجات: إن الحاجة إلى الديمقراطية التي تحترم حقوق الأقليات والحاجة إلى ممارسة العقلانية للسياسة هي حاجات موضوعية فعلاً، إنها مطالب معقولة وضرورية في عالمنا العربي ولكنها تفقد معقوليتها وضروريتها بل ومشروعيتها عندما يُعبر عنها بشعار ملتبس كشعار العلمانيّة". وإنّ الإسلام لا كنيسة فيه حتّى يتمّ الفصل بين الدّين والدّولة، أو القول بالحاجة إلى العلمانيّة لتحلّ للنّاس مشاكلهم الدّنيويّة.
ويستبعد محمد عابد الجابري العلمانية من دائرة التفكير الإسلامي تماماً، إذ يراها منتجاً غربياً جاء من تجربة دينية أوروبية مسيحية، لتحقيق نهضة أوروبيّة، لا علاقة لها بالنهضة العربيّة، ولا يمكن أن يتسرّب هذا السؤال إلى بنية الفكر الإسلامي. يقول الجابري: " يتضح مما تقدم إذن أن العوامل الأولى المحددة لثنائية الدين والدولة في المرجعية النهضوية العربية ثلاثة رئيسية: استلهام التجربة الدينية الأوروبية، مشكلة الطائفية الدينية، ربط النهضة بالفصل بين الدين والدولة، أي استلهام النهضة الأوروبية. وهذه العوامل الثلاثة تختلف اختلافاً كلياً عن تلك التي تحدد العلاقة بين الدين والدولة في المرجعية التراثية الإسلامية".

خامِسًا: يقول طرابيشي ص 20: "ونعني به الإسلام الذي ظلّ يبني نفسه إلى حين استقرار مُدوّنات الحديث الكلاسيكيّة".
والحقيقة أنّ الإسلام بعد انتهاء نزول الوحي قد أصبح كامِلاً مُتكامِلاً، ولم يبنِ نفسه بالتّدريج حتّى استقرار كتابة الحديث، لقوله تعالى: "اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليكُمْ نِعْمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دينًا".
وحديث (تأبير النّخل) الّذي يسوقه ص20 لا يعني بحالٍ من الأحوال فصل الدّين عن الدّولة، وإنّما يعني الاحتِكام إلى رأي خبيرٍ في قضيّة زراعيّة، وليس على الدّين أن يتدخّل في نسبة الدّسم اللاّزمة في الحليب لمريضٍ بالسّكريّ مثلاً.

سادِسًا: يقول في ص21: "إذًا فالإسلام لا يختلف اختِلافًا جُلاًّ عن المسيحيّة الإنجيليّة في التّمييز بين الدُّنيا والآخرة. وهذا التّمييز يُعزِّزه توكيد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم المُكرّر � ومعه القرآن � على أنّه بشرٌ مثل سائر البشر".
والسّؤال: ما العلاقة بين بشريّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وبين فصل الدّين عن الدّولة، حيثُ ساق الكاتب هذا الكلام ليدلّل على إمكانية هذا الفصل!! ويبدو أنّ الكاتب يُحاول أن يجد رابِطًا بين الأمرين بطريقةٍ واحدةٍ؛ هي اللّعب بالكلمات وليّ أعناقها ليوجّهها نحو ما يريد. ولكنّ التّدليس في ذلك لا يخفى على كلّ ذي قلب.

سابِعًا: يسوق الكاتب ص21 الحديث المشهور: "إنّما أنا بشرٌ، وإنّكم لتختصِمون إليّ، ولعلّ بعضكم يكون ألحنَ بحجّته من بعضٍ، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له بشيءٍ من حقّ أخيه، فلا يأخذ منه شيئًا، فإنّما أقطع له قِطعةً من نار".
والحديث ليس فيه أيّ دليلٍ على فصل الدّين عن الدّولة وهو السّياق الّذي ساق فيه الكاتب هذا الحديث، بل إنّ معناه � فيما أرى � أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب، ولكنّ عدم معرفته بالغيب وإيقانه ببشريّته لا يمنع أن يحكم بين المُتخاصِمَين، بل ما هو أبعد من ذلك، لقد أقرّ الحديث أنّ الحُكم في النّهاية له، وهو لن يحكم إلاّ بأمر الدّين بينهما على ما يراه ظاهِرًا!! وسيحكم بما أملاه عليه الشّرع، ولم يترك أمرهما لهما أو لهواهما، ليقول لهما: أنتما أدرى بأنفسكم منّي فاحكموا بما شئتم كيفَ شئتم!!

ثامِنًا: يقول الكاتب ص 22، 23: ناعِيًا على الصّحابة في آخر عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّهم أغرقوا في السّياسة إلى حدّ "استِباحة ما كان يُفتَرض فيه أن يكون مُقدَّسًا تصغر أمامه كبائر الدّنيا". وقال في الصّفحة نفسها: "وهذا إلى حدّ التّطاول على حُرمة المُقدّس". وهو يعني أنّ الصّحابة فصلوا بذلك الدذين عن السّياسة واتّبعوا أمر السّياسة وأغرقوا فيها إلى الحدّ الّذي خالفوا فيها أمورًا محرّمةً مُقدّسة. واختار الكاتب ليُدلّل على ذلك قِصّة السّاعات الأخيرة من حياة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مُستنِدًا إلى رواية الطّبريّ في تاريخه. والمُلاحَظ أنّ الكاتب اجتزأ الرّواية، وأخذ منها ما يريد، وعقّب عليها مِمّا ليس فيها.
والجزء الّذي استند إليه، يقول فيه ص23: "يروي الطّبريّ أنّه لمّا ثَقُل الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأراد أن يُوصي فيما يبدو قال: ابعثوا إلى عليٍّ فادعوه. فقالت عائشة: لو بعثتَ إلى أبي بكرٍ. وقالتْ حفصة: لو بعثتَ إلى عُمَر. ويبدو أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلم لم يخفَ عليه أنّ كلاًّ منهما تُرشّح أباها دون عليٍّ لخلافته، ولهذا غضب وقال: إنّكنّ صواحب يوسف".
وهذا النّقل من الطّبريّ فيه مجموعة من المغالَطات. أولاها أنّ طلب كلّ من عائشة وحفصة دعوة أبيها لا يعني استِخلافه كما ظنّ الكاتب، ولربّما ليحضر فيكون له شرف الصّحبة، واستخدامه كلمة (ولعلّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لم يخفَ عليه) يدلّ على أنّه كان بقلب الرّسول لحظتَها فرأى أنّه لم يخفَ عليه. وهذا فيه جرأةٌ في غير موضعها، ومغال��ةٌ كبيرةٌ.
الثّانية: أنّه لم يُكمل الرّواية إلى نهايتها، ففي تكملتها ما يلي: "... لو بعثتَ إلى عمر! فاجتمعوا عنده جميعًا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انصرفوا، فإن تك لي حاجةٌ أبعثْ إليكم، فانصرفوا، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آنُ الصّلاة؟ قيل: نعم، قال: فأمروا أبا بكرٍ ليُصلّي بالنّاس، فقالت عائشة: إنّه رجلٌ رقيقٌ، فمُرْ عمر، فقال: مُرُوا عمر، فقال عمر: ما كنتُ لأتقدّم وأبو بكرٍ شاهِدٌ". (تاريخ الطّبريّ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم، ج3، ص196-197).
فلو كان الأمر كما زعم الكاتب أنّ عائشة تريد أباها ليتولّى الخلافة من بعد الرّسول صلّى الله عليه وسلم لما قالتْ له حين قال: مُرُوا أبا بكر، إنّه رجلٌ رقيقٌ فمُرْ عمر. ولكانت هلّلتْ لهذا الطّلب وسارعتْ بإخبار أبيها.
الثّالثة: أنّ الكاتب علّق في نهاية كلامه على الرّواية التي اجتزأها: (ولهذا غضب وقال: إنّكنّ صواحب يوسف). والحقيقة أنّ هذا التّعقيب الّذي عقّبه طرابيشي ليس له علاقةٌ بالرّواية الّتي أوردها، بل بروايةٍ أخرى يوردها تاريخ الطّبريّ الّذي رجع إليه بعد تلك مُباشرة، والرّواية الثّانية تقول: "عن عائشة قالت: لمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المرض الّذي مات فيه، أُذِّنَ بالصّلاة، فقال: مُرُوا أبا بكرٍ أن يُصلّيَ بالنّاس، فقلتُ: إنّ أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ، وإنّه متى قامَ مقامك لا يُطيق!! فقال: مُرُوا أبا بكرٍ ليُصلّي بالنّاس، فقلتُ مثل ذلك، فغضبَ وقال: إنّكنّ صواحبُ يوسف".
إذًا قوله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّكنّ صواحب يوسف) جا بعد أمره مرّتين عائشة أن تأمر النّاس بالصّلاة وراء أبيها، فأرادت ذلك لعمر لأنّ أبا بكر رجلٌ رقيق، وفي رواية رجلٌ أسيفٌ؛ أي كثير البكاء. فلو كانت تريد الأمر لأبيها لما تردّدت لحظةً في إجابة أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكيف لو كان طلب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ذلك منها مرّتين!!

تاسِعًا: يقول الكاتب ص24: ناقِلاً من طبقات ابن سعد: " فقال عُبيد الله بن عبد الله: فكان ابن عبّاسٍ يقول: الرّزيّة كلّ الرّزيّة ما حال بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب..." ثمّ يُعقّب هو بقوله: "ولسنا ندري هل كان في الإمكان تحاشي تلك (الرّزيّة) فيما لو أنّه حيل بين الرّسول وبين كتابة وصيّته. ولكنْ من المُحقَّق أنّ ما قصده عُبيد الله بن عبد الله � وكان أحد فقهاء المدينة السّبعة � بالرّزيّة هُو الملابَسات الّتي أحاطتْ بقيام مؤسّسة الخلافة في الإسلام والّتي حكمتْ عليها من ساعةِ الخلافة أن تؤول إلى مقتلةٍ كُبرَى تتابعتْ فصولاً من الخلافة الرّاشديّة إلى الخلافة الأمويّة إلى الخلافة العبّاسيّة إلى الخِلافة الفاطِميّة".
لقد غالطَ الكاتب نفسه في أكثر من موضعٍ في هذا الجزء المنقول: أوّلاً كلمة (الرّزيّة) قالها ابن عبّاس ولم يقلها عبيد الله، بل نقلها عنه، فمن الخطأ أن يقول الكاتب: (أنّ ما قصده عُبيد الله...). والثانية: قوله: (ولكنْ من المُحقَّق أنّ ما قصده...) فهل كان الكاتب مع الصّحابة يومئذٍ ليقول بشيءٍ من القطع باستخدام (من المُحقّق) وما الّذي جعله يتحقّق من ذلك، أفأخبره أحد الشّاهدين تلك الواقعة بذلك عِيانًا!! ثمّ ألم يكنْ في العربيّة مندوحةٌ فيستخدم كلمة: (ولعلّه قصد...)، أو: (وأغلب الظّنّ أنّ هذا يعني...). أمّا أن يستخدم (من المحقّق) فهو وقوعٌ في شَرَكٍ بائنٍ.

عاشِرًا: يقول الكاتب ص24: "ونحن نملك على اجتِماع سقيفة بني ساعِدة ثلاث روايات: أقدمها رواية ابن سعد، وأحدثها وأكثرها تهذيبًا رواية الطّبريّ، وأوسطها وأكثرها تفصيلاً واجتِراءً رواية ابن قتيبة المنحول في الكتاب الّذي يحمل هذا العنوان الدّالّ (الإمامة والسّياسة)..."
لقد غاب عن ذهن الأستاذ الألمعيّ أنّ هناكَ روايةً رابِعة هي رواية ابن هِشام في سيرته المعروفة، وليس ذلك فحسب، بل هي الرّواية الأقدم من كلّ هذه الرّوايات الثّلاث، فابن هشام الّذي أغفل ذكره الكاتب مُتوفّى سنة 218 هجريّة، وابن سعدٍ 230 هجريّة، وابن قتيبة 276 هجرية، والطّبريّ 310 هجريّة.

حادي عشر: يقول الكاتب في الهامش رقم9، ص26: على لسان سعد بن عُبادة: "... كان ذلك أجدر أن يعدل في أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأن يكون بعضُنا تبعًا لبعض، فيُشفِق القُرَشيّ أن يزيغ فيقبض عليه الأنصاريّ، ويُشفق الأنصاري أن يزيغ فيقبض عليه القُرَشيّ". يعلّق طرابيشي فيقول: (وكما هو واضِحٌ فإنّ اقتراح الأنصار كان يتضمّن شيئًا من انتخابيّة السّلطة، وشيئًا من التّداول السّلميّ للسّلطة، وأخيرًا شيئًا من حدّ السُّلطة بالسُّلطة)... وإلى هنا يُمكن عدّ الكلام معقولاً، لكن حينما يُكمل فيقول: (ولو اختلفَ السّياق التّاريخيّ لكان يُمكن اعتِبار هذه المتضمّنات الثلاثة لاقتِراح الأنصار بذورًا مبكّرة للدّيمقراطيّة في الإسلام). وهذا الكلام يحتوي على مُغالَطة؛ فحين يقول طرابيشي (بذورًا مبكّرة للدّيمقراطيّة) فمعنى ذلك أنّه لا ديمقراطيّة في الإسلام، ومعلوم أنّ الطّريقة الّتي تحوَّل عن طريقها أناسٌ عاديّون من عامّة الشّعب إلى خلفاء أو أمراء للمؤمنين كانت هي عينَ الدّيمقراطيّة فيما لو أخذنا بعين الاعتِبار أنّه تم فيها التّداول السّلمي للسّلطة، وأُخِذ فيها برأي الأغلبيّة، ولم يُورّث أيٌّ ابنَه أو قريبًا له في ذلك. والطّرابيشي يقول لك: (بذور مبكّرة للدّيمقراطيّة) كان يُمكن أن تتمّ لكنّها � للأسف � لم تتمّ، فنسف بذلك كلّ معنى لهذه الدّيمقراطيّة في عهد الخلفاء الرّاشدين!!

ثاني عشر: اختار الكاتب في ص28: رواية من بين عشرات الرّوايات الّتي أغفلها ليذهب إلى ما يُريد، واعترف طرابيشي أنّ الكتاب الّذي استقى منه هذه الرّواية منحولٌ على صاحبه أو حامت حوله الشُّبُهات ومع ذلك لا يُورد سِواها!! فأيُّ تعسُّفٍ هذا. أعني هنا ما قاله: "ولم يكنْ سعد وحده من امتنع عن بيعة أبي بكرٍ، بل امتنع عنها أيضًا الزُّبير بن العوّام"!!

ثالث عشر: يقول الكاتب ص29: "فلنا أن نقول إنّ قِناع الدّولة قد يكون إسلاميًّا، ولكنّ وجهها الحقيقيّ هو دومًا جاهليّ". وتأمّل معي هاتين المُفرَدَتين: (دومًا)، و(جاهليّ). في الأولى خالف شرطًا علميًّا في إطلاق الأحكام عندما عمّم فقال (دومًا) فانسحب ذلك على كلّ حال زمانًا ومكانًا، وفي الثّانية عندما قال: (جاهليّ)، وهذه تنزع صفةً في الذّروة ثبتت في الصّحابة تلامذة الرّسول وتُحيلهم إلى صفةٍ أخرى في القاع يُلصقها الرّجل بهم، وقد يكون هو نفسُهُ قد أحسّ بفداحة هذا الوصف فقال بعدها: "وإذا بدتْ هذه الجدليّة جارحة أكثر مِمّا ينبغي، فلنقل بالإحالة إلى عنوان الكتاب المنحول إلى ابن قُتيبة: "إنّ ظاهر الدّولة قد يكون إماميًّا، ولكنّ باطِنها يبقى سياسيًّا". وأنا أقول: شتّان بين العبارتين، وشتّان بين التّوصيفَين.

رابع عشر: يقول الكاتب ص29: "لنا أن نفهم لماذا كان تاريخ الخلافة الرّاشِدة الّتي يرفعها الوعي السّائد اليوم إلى عتبة المُقدَّس، تاريخ حرب أو حروب أهليّة شديدة القسوة والمرارة معًا". وهذه مغالطة جديدةٌ. فتاريخ العهد الرّاشديّ حتى عُثمان بن عفّان رضي الله عنه كان تاريخ فتوحات، وامتداد للدّولة الإسلاميّة، ومعروف لدى كلّ ذي قلبٍ أنّ القوّتين العُظمَيَين اللّتَين كانتا تُسيطِران على العالَم كلّه يومئذٍ لم تُستأصل شأفتهما إلاّ في ذلك العصر، فقد انتهى عهد الرّوم في معركة اليرموك زمن أبي بكرٍ وشيءٍ من عمر، وانتهى عهد الفُرس في معركة القادسيّة زمن عمر رضي الله عنه. وفُتِحَ بيت المقدس في زمنه كذلك، وامتدّت الدّولة لتشمل بلاد الشّام كلّها، وبلاد فارس، وتسير غربًا إلى أفريقيا، فتُفتح مصر على يد عمرو بن العاص كذلك في عهد عُمر.
ولو كان العصر مملوءًا بالحروب الأهليّة لانشغل الخلفاء بإخماد تلك الحرب، وإطفاء نارها عن الفتوحات، ولا يخفى على أحدٍ أنّ الفتوح لا يُمكن أن تتمّ في دولةٍ مُضطربة، لأنّها تحتاج إلى استقرار اجتماعيّ وسياسيّ. فأمّا أن تفرد الدّولة جناحيها شرقًا وغربًا في أقلّ من عشر سنين ثمّ يأتي من يقول لك إنّها كانت تُعاني من اضطراباتٍ داخليّة وحروبٍ مُجتمعيّة فذلك ما لا يُمكن تصديقه!!
وما حدث من فِتَن في آخر عهد عثمان وعهد عليّ لا يُمكن بحالٍ من الأحوال أن يرقى إلى أن نسمّيه (حروبًا أهليّة) كما حلا لطرابيشي هذا الوصف المُجحِف، فعلى سبيل المِثال لم يتجاوز قتلى موقعة الجمل في أرجح الرّوايات بضع عشرات، لا كما يُهوَّل الكاتب. وليس هذا دِفاعًا عن تلك الفترة الرّاشديّة بقدْر ما هو دِفاعٌ عن الحقيقة، وتبيانٌ لهول التّوصيف والمغالَطات الّتي يقع فيها الكاتب عامِدًا أو مُتفلسِفًا أو جاهِلاً.

خامس عشر: يُغالِط الكاتب نفسه ص29: حينَ يورِد الحديث الشّريف: "إنّ أوّل دينكم بدأ بنبوّة ورحمةٍ، ثمّ يكون خلافةً ورحمةً، ثمّ يكون مُلكا وجبريّةً". والحديث واضح الدّلالة في أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم شَهِدَ لهذا الفترة بالرّحمة، فيكيف تكون فترةَ غضبٍ وقسوةٍ وحروبٍ أهليّة وفِتَن داخليّة. ولو سكت الكاتب عن هذا الحديث لظلّ الوجه السّالب في رأيه واحِدًا، ولكنّه بادر إلى مغالطة نفسه بنفسه، فالحديث هذا الّذي يُوِده هنا، ينسف استنتاجه السّابق من أنّ عصر الخلافة الرّاشِدة كان دمويًّا بامتِياز (كما يقول)!!!

سادس عشر: يورد الكاتب مُصطَلح (الحاكميّة الإلهيّة) الّذي نشأ على يد أبي الأعلى المودوي، وتطوّر على يد سيّد قطب، ويقول ص36: "والحال أنّ مرجعيّة جميع هؤلاء الأعلام في رفعهم شعار (الحاكميّة الإلهيّة) وفي رِكابهم الجمهور الواسِع للحركات الإسلامويّة بشتّى تيّاراتها وتلاوينها، هي آيات القرآن الّتي يتردّد فيها تعبير (حكم الله) أو (إن الحُكم إلاّ لله)، وهي حصرًا ستّ آيات... والحال أنّ كلم (حُكم) في جميع هذه الآيات السّتّ لا تمتّ بِصِلة � خِلافًا لِما توهّم المودودي الباكِستانيّ � إلى الحُكومة أو الحاكميّة بالمعنى السّياسيّ لهذه الكلمة... فحكم الله في تلك الآيات السّتّ � وفي غيرها أيضًا � هو أمره وقضاؤه ومشيئته".
والواقع أنّ الكاتب خلّطَ تخليطًا عجيبًا في هذا الحكم، فأنْ يقول: (جميع الآيات السّت)، و (لا تمتّ بصلة) فمعنى ذلك أنّه مُحتاجٌ إلى من يُفقّهه في المعنى، وإنّه وإن كان رأيهُ صوابًا في بعض ما ذهب إليه إلاّ أنّه يُمكن أن نجد موضعين على الأقلّ في هذه الآيات تعضد ما ذهب إليه المودودي وسيّد قطب، وتهدم تمامًا ما ذهب إليه طرابيشي، هما الآية 12 من سورة غافر. والآية 10 من سورة الممتحنة، ولعلّ من المفيد أن نورد هذه الآية الأخيرة، فالله تعالى يقول فيها: "ولا تُمسِكوا بِعِصَم الكَوافِرِ وَاسْألُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا ما أَنْفَقُوا، ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ". وهذا واضح الدّلالة على أنّه تشريعٌ فقهيّ وسياسيّ ومُجتمعيّ بما ينبني عليه من أحكام، وليس قضاءً من الله يقضي به بين مُتخاصَمَين كما ذهب إليه الكاتب!!
ومنها أيضًا قوله تعالى في سورة المائدة: "إنّا أنزلْنا التّوراة فيها هُدىً ونورٌ يحكم بها النّبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والرّبّانيّون والأحبار بما استُحفِظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تَخْشَوُا الناّسَ وَاخْشَوْني ولا تَشْتَرُوا بآياتي ثمنًا قليلاً و��مَنْ لَمْ يَحكُمْ بما أنزلَ اللهُ فَأولئكَ هُمُ الكافِرون".
وهذه الآية الثّانية بالذّات لم يستطع أن يهرب من دلالتها الواضحة على (الحاكميّة الإلهيّة) فراح يُداري ذلك بالهروب إلى افتِعال الطّرفة والمسخرة بقوله ص38: "فقد كان يُفتَرَض بأنصار الحاكميّة الإلهيّة حتّى يبقَوا منطقيّين مع أنفسهم أن يتّخذوا دستورًا سياسيًّا لهم لا القرآن وحده بل كذلك التّوراة"!!!
وأصحاب الحاكميّة الإلهيّة اعتقادهم بتحريف الإنجيل والتّوراة جزءٌ من عقيدتهم، ثمّ يأتيك طرابيشي بهذه السّذاجة ليقول هذا الكلام!!
من جانبٍ آخر يُصرّ الكاتب على أن يجعل (سيّد قطب) ناقِلاً في كلّ مصطلحاته الفِكريّة عن المودوديّ، وفي الحقيقة وحدود ما أعلم أنّ سيّد تفرّد بمصطلَحات كثيرة لم ينقلها عن المودوديّ، مثل (الولاء) و(البراء). و(الجاهليّة)، و(الأنظمة الجاهليّة)، وتوصيف (الطّاغية) و(الطّاغوت)، وسواها...

سابع عشر: يخوض الكاتب فيما لا يعلم بما يتعلّق بآيات الله تعالى، ويقع في أخطاء يعرفها من يفتح المُصحَف لمجرّد الفتح والنّظر إليه دون تدبّر ما فيه؛ من ذلك قوله ص37: "فالآية 10 (ويعني من سورة الممتحنة) وهي من أطول آيات القرآن الكريم...".
والحقيقة أنّها ليست كذلك ألبتّة، فقوله من أطول، معناه أنّ هناك مثلها بضع آيات في القرآن كلّها بهذا الطّول، والحقيقة أنّ سورة المائدة وحدها تُبطِل هذا الحُكم الخاطئ الّذي ذهب إليه الكاتب، ففي هذه السّورة � دعكَ من غيرها من الطِّوال � ما يزيد عن عشرة مواضع، في كلّ موضعٍ آيةٌ هي أطول من هذه الآية الواردة في سورة الممتحنة، فما بالك عندما نتحدّث عن سورة البقرة أو آل عمران أو النّساء أو سِواها...!!!

ثامن عشر: في الفصل الّذي عنونه الكاتب بـ (مَنْ قتل التّرجمة في الإسلام) ص39: يذهب الكاتب أشواطًا بعيدة في اتّهام بعض العصور السّياسيّة وبعض العقول المتحجّرة الّتي جاءت في القرن السّابع الهجري إلى أنّها هي الّتي قتلتْ التّرجمة وأنهتْ عصر (المعتزلة) الّذهبيّ الّذي انتشرتْ فيه التّرجمة بشكلٍ غير مسبوق وعلى يد من ساندهم من الخلفاء العبّاسيّين كالمأمون، وهذا الكلام فيه ما يُمكن قَبوله، وإن كان يحتاج إلى نِقاش. لكنّ الّذي لا يُمكن قبوله هو إيهام القارئ أنّ المذهب المعتزليّ هو المذهب الّذي كان يحمل شعلة الحضارة للأمّة الإسلاميّة لإعلائه شأنَ العقل من جهة ولفيوض ترجماته في المناحي جميعها من جهةٍ أخرى، وأنّ أعداءه الّذين جاؤوا في القرن السّابع والثّامن الهجرّيين أطفؤوا هذا المشعل، وهدموا تلك المنارة، وتمثّل ذلك في أبهى تمثّله في إحراق الكتب المُترجَمة.
والحقيقة أنّ المتتبّع لتاريخ حرق الكتب من خلال ما أورده طرابيشي نفسه، يجد أنّ الحرق في كلّ الحوادث الّتي تمّتْ كان لكتب التّنجيم والسّحر والشّعوذة والمُهرطِقين، وهذا � من وجهة نظر علماء تلك الفترة � كان منطقيًّا، ولا أظنّ أنّ أحدًا يرى فيه بأسًا، ولعلّه كان يتمّ حرق مع هذه الكتب بعض الكتب الّتي تحمل الفِكر المعتزليّ، أو غيرها، وهي قليلة، والأكثر الغالَب كان يتمّ فيها الحرق للأسباب الآنِفة. أمّا ما عمد إليه طرابيشي في هذ الفصل فهو إيهام القارئ أنّ عصورًا من الظّلام سادتْ بعد أن قامت بإبادة عصور النّور والّتنوير الّتي نشرها المذهب المعتزليّ، وهذا فيه من الجور والإجحاف ما فيه. ولعلّي أورد نصًّا أورده طرابيشي نفسه في هذا الفصل يعضد ما ذهبتُ إليه، وكما يُقال (من فمكَ أُدينك). يقول الكاتب، ص29: "وأمرهم بإخراج ما في جملتها من كُتُب العلوم القديمة المؤلّفة في المنطق وعلم النّجوم وغير ذلك من علوم الأوائل حاشا كتب الطب والحِساب. فلمّا تمايزتْ من سائر الكتب المؤلّفة في اللغة والنّحو والأشعار والأخبار والطّبّ والفقه والحديث وغير ذلك من العلوم المُباحة... فأمر بإحراقها وإفسادها".
وواضحٌ هنا أنّ الحَرْق تمّ لكتب المنطق والتّنجيم، وما عداه من سائر العلوم استُثني من ذلك الحَرْق.
Profile Image for kaire.
248 reviews964 followers
September 27, 2013
لو أن المسلمين يضيعون وقتهم على مثل
هذه الكتب الفكريه العميقه
والتي ستحرر عقولهم من المصائب والكوارث
التي توارثوا على حملها من الكتب الصفراء
لكنا في مصاف الأمم المحترمه على أقل تقدير
!!!!!!!!!!!!!!!
مفيد جدا ً جدا ً جدا ً وخساره عدم مطالعته
لو كنت وزير تعليم بأي بلد لقررته بالمناهج
Profile Image for Mohammed.
518 reviews725 followers
September 8, 2021
مجموعة مقالات، من كل بحر قطرة، غير أننا في معية جورج طرابيشي نكون أمام محيط زاخر بالمعلومات والأفكار واللغة السلسة.
يثبت لنا جورج طرابيشي أنه يمكن للمرء أن يكون راسخاً في العلم ومع ذلك يتحدث ببساطة، وأن يكون ناقداً دون تشنج، ومنفتحاً على جميع دون تنصل من هويته، ومدافعاً عن ثقافته دون تحجر.

من الصعب تحليل وتقييم كتاب مكون من عدة مقالات متباينة من حيث الطول والمواضيع والأسلوب. ثمة مواضيع ما زالت قيد النقاش حتى الساعة، وأخرى عفى عليها الزمن، وثمة مقالات لا تخضع للتقييم الزمني.

كانت العلمانية من الموضوعات المتكررة في الكتاب، والتي يعتقد طرابيشي بأن مُعرّفة بطريقة غير دقيقة في العالم العربي، وتحامل عليها المتدينون والمثقفون على حد سواء. يتحدث الكتاب أيضاً عن المثقف العربي، ما ينقصه وما واجباته، بالإضافة إلى الجرح النرجسي الذي يعاني منه جرّاء اصطدامه بحضارة أكثر تطوراً، فيتقلب ما بين الندّية والتبعية.

وعلى صعيد التاريخ فهناك مقال ممتاز عن تاريخ الحداثة في أوروبا، ابتداءً من ميلاد البروتستانتية، مروراً بالثورة الفرنسية والثورة الصناعية، شارحاً الكثير من العوامل الرئيسية والثانوية. مقال رائع.

وفي ميدان الأدب، أدلى طرابيشي بدلوه فأفرد مقالاً طويلاً لتحليل رواية رحلة ابن فطومة لنجيب محفوظ. كدت أن أتجاوز المقال حتى لا يحرق عليّ الرواية لكنني أقبلت عليه وتلذذت بحوار اجتمع فيه عقلان عملاقان. حققت متعة لربما كنت أعجز عن الوصول إليها بقراءة الرواية لوحدها.

عند قراءة كتب من هذا العيار وبهذه الجودة، أجدني أتساءل: ماذا لو طُرحت هذه الكتب ليتم تدريسها في الجامعات؟ لا أقصد أن تدرس كتب مفكر معين من تيار بعينه وإنما يكون المجال مفتوحاً لجمع الحصاد الفكري وممارسة الحوار الثقافي. أن ينهل الشباب من مختلف المصادر الفكرية من كتبها الأصلية، ومناقشة أفكارها واستيعابها جيداً قبل تبني أي منها، لا أدرى ما المانع من ذلك. ربما أدري ولكنني أتظاهر بعكس ذلك.

كتاب يستحق خمس نجوم لولا بعض المواضيع التي فقدت أهميتها بالتقادم.
Profile Image for Ahmed M. Gamil.
158 reviews218 followers
August 15, 2017
قرأت لجورج طرابيشي من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث وكان يربو عن الستمائة صفحة ووجدت سهولة أكبر في تقييمه من هذا الكتاب الذي لا يتعدى الثلاثمائة صفحة.. إنه التنوع، عزيزي.. تنوع موضوعات الكتاب هو ما يزيد من صعوبة تقييمه.

هذا الكتاب، الغني والممتلئ بالأفكار والتناولات العديدة لكثير من الموضوعات، هو وجبة دسمة لمحبّي البحث والتنقيب عما يوقظ العقل ويشعل الفكر..

أنا، على ميلي نحو الفكرة الإسلامية في الحكم، تعجبني كتابات طرابيشي كثيراً كونها تزلزل بعضاً من قناعاتك كون الكاتب، من قرائتي لكتاباته، أقرب إلى اللادينية فينظر إلى الأمور بمنظور فوقي يتيح لك رؤية لا تتاح لك وأنت تنظر من منظورك الديني أو الأيديولوجي..

قد يتعجب البعض من متابعتي لجورج طرابيشي، كوني كما ذكرت آنفاً أني أميل إلى الحراك الإسلامي، لكنّي كما عبرت أميل لكني لا أعتقد اعتقاداً جازماً.. فأنا من أنصار الفكر الحر.. والرأي والرأي الآخر والنقاش المفتوح.. أقرأ لأحدهم وأنا أعلم أنه ملحد لأرى ما في كلامه من صواب.. أقرأ له بحيادية لكيلا يفوتني أدنى فائدة من كلامه ولو كان في مجمله غثّا غير نافع.

الكتاب يتحدث عن الكثير من المواضيع ومن ضمنها وأكثرها إثارة للجدل في أوساطنا هي العلمانية.. فالكاتب يفرد لها صفحات عديدة في كتابه متناولاً بعض أخطاء من تناولوها من مشاهير المفكرين وأبرزهم هو الراحل محمد عابد الجابري.

ومن ضمن المواضيع التي جذبت انتباهي بشدة كان موضوع اختراع أوروبا أو بمعنىً آخر: هل الحداثة صناعة أوروبا أم أن أوروبا هي صناعة الحداثة.. يتناول الكاتب في هذا الموضوع بدايات النهضة الحداثية في أوروبا وتسلسلها وانتهائاً إلى ظاهرة نزع المسيحية ابتداءا بظهور البروتستانتية كحركة إصلاح ديني وانتهاءا بتآكل البروتستانتية نفسها تحت زخم الثورة الحداثية التي مالبثت إلا واكتسبت عزماً ذاتياً يكتسح كل شيء أمامه.. منوهاً إلى أن الكتابات المتناولة للعلمانية في أوروبا قد أصابها بعض ركود لولا أن عاود المد الأصولي للظهور في القرن العشرين فعاودت الكتابات العلمانية ظهورها مرة أخرى للتصدي والذود والنفح عن عرشها الأوروبي.

الكتاب ثري وممتع تاريخياً وفكرياً يجعلك تلقي نظرة على بعض مما يجول بخاطر جورج طرابيشي صاحب سلسلة نقد النقد
Profile Image for R.f.k.
148 reviews189 followers
September 28, 2015
منذ فترة طويلة لم أقراء كتاب فكري كهذا
كتاب يعبث بفكرك بقناعاتك وبعد الانتهاء منه
تطرح الكثير من الاسئلة , نادراً الكتب التي تؤثر بي فكرياً
قبل قراءه هذا الكتاب كنت قد انتهيت من كتاب أغتيال العقل لبرهان غليون
الذي كتب بلغة اكاديمية لكنة كان كتاب تنظري للاسف لم اجد فية ضالتي
وجدتها في كتابه جورج طرابيشي النقدية ,يهدم كل شي يفضح يعري
هذه الكتابات حقيقة النادرة والتي حقيقة نحتاجها في العقل والفكر العربي
لن تكون القراءه الاخيرة لجورج أريد القراءه لكل ماكتب
أنصح للقراءه له
Profile Image for Noor Sabah.
122 reviews118 followers
February 17, 2015
لا أقول اني قرأته بل درسته ككتاب منهجي . من اروع ما قرأت ، اختراع أوروبا والتوفيق المستحيل في التوفيقية والماركسية العلمية والمثقف، من اجمل الفصول . باستثناء فصل أصل العلمانية في الاسلام الذي ربما كان طرحا احتاج ان اقرأ عنه المزيد .
Profile Image for Mahmoud Aghiorly.
Author2 books679 followers
May 30, 2018
كتاب هرطقات للكاتب جورج طرابيشي هو مجموعة مقالات مميزة تفكك عدة مفاهيم وتبسطها للقارىء , وانا صراحة عاجز عن معرفة سبب عدم تدريس طلاب الجامعات في سوريا هكذا كتب و هكذا مقالات عوضاً مثلاً عن مادة القومية الاجبارية , الكتاب يجول حول عدة موضوعات محورية للمجتمع العربي و خاصة عن اشكالية المصطلحات الحداثية الكبيرة من مثل العلمانية و الديموقراطية , التي يرى الكاتب اننا ندور حولها دون الخوض بها , من اجمل المقالات التي قرأتها في هذا الكتاب كانت مقالة اساطير سياسية عربية و مقالة الذات العربية و جرحها النرجسي , اما أهمها فقد كانت مقالة العلمانية : مسألة سياسية لا دينية , فهي مقالة مهمة جداً لفهم العلاقة بين الدين والسياسة في العالم الثالث و توضح كيف تستولي السياسة على دور الدين لا كما يتبدى العكس , تقيمي للكتاب 5/5 و انصح بقراءته بشدة .


مقتطفات من كتاب هرطقات 1 للكاتب جورج طرابيشي
-----------
هل الديموقراطية هي المفتاح السحري الذي نفتح به جميع الابواب المغلقة ؟ أم أن الديموقراطية هي , على العكس من ذلك , التاج الذي يتوج التطور العضوي للمجتمع المعني و ينهض مقياساً على مستوى تطوره ؟
--------
الديموقراطية قد تكون هي نفسها حاملة لأمراض جديدة اذا ما طبقت بطريقة ميكانيكية وانزلت الى مسرح المجتمع المعني بمثل الآلية الخارجية و الفوقية التي كانت تنزل بها الالهة إلى خشبة المسرح اليوناني
-------
في مجتمع لم ينجز تحديثه المادي والفكري و لم يستكمل ثورته التعليمية فإن الموضع الاول لتظاهر الديموقراطية , ليس في صناديق الاقتراع وحدها , بل كذلك , وربما أولا , في الرؤوس , فالديموقراطية لا يمكن ان تكون نظاما فصاميا , فهي لا يمكن ان تكون نظاما للحكم بدون ان تكون نظاما للمجتمع
-------
الديمقراطية في الاساس ظاهرة مجتمعية , والمجتمع هو في المقام الاول نسيج من العقليات
-------
ان لم يتضامن صندوق الرأس مع صندوق الاقتراع , فان هذا الاخير لن يكون الا معبراً الى طغيان غالبية العدد
-------
مجتمع يريد الديموقراطية في السياسة و لا يريدها في الفكر ولا على الاخص في الدين , ولا بطعبية الحال في العلاقة الجنسية , هو مجتمع يستسهل الديموقراطية و يختزلها في آن معاً , و من الاستسهال كما من الاختزال ما قتل
-------
ليست بذرة العلمانية في المسيحية هي التي تطورت فأدت الغرب ذي الاصول المسيحية الى ظهور العلمانية , بل ان القطيعة المعرفية التي انجزتها الحداثة , وتمخض عنها ظهور العلمانية وانتصارها في الغرب المعاصر , هي التي اتاحت امكانية الارتداد الى الوراء لاكتشاف بذرتها في المسيحية الاولى وتاريخها الماضي
-------
لن يكون هناك اي مشروع للعلمنة في الاسلام المعاصر نتيجة تطور عضوي لبذرتها في الاسلام الاول و تاريخه الماضي , بل ان الثورة المعرفية التي لم تجترح بعد بسبب غياب مشروع حقيقي وفعال للحداثة في الاسلام المعاصر هي التي يمكن ان تستحث الوعي على اكتشاف بذور العلمانية في تاريخ الاسلام و في ممارسات المسلمين الماضية
-------
لم يترجم كتاب جديد واحد الى العربية , نقلا عن اي لغة حضارية متداولة على امتداد الحقبة الممتدة من القرن الخامس والقرن الثاني عشر للهجرة
-------
الحضارة الغربية قد باتت بحكم اسبقيتها الى الحداثة , تتحكم بالزمان الثقافي للحضارات الاخرى , وخلا الخروج من التاريخ او السقوط في الهمجية , فانه لم يعد للمتخلفين في هذا العالم من مستقبل اخر غير حاضر المتقدمين , وهذا الانحصار في زنقة التاريخ يصد حتى المخرج النقدي - و هو المخرج الذي تؤثر الفلسفة ان تعمل على مستواه , فكل ما يمكن ان ننقد عليه الحياة الغربية قد سبقتنا هي نفسها الى نقد نفسها عليه
-------
العلمانية لا تعني الغاء السلطة الدينية , بل تعني فقط فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية ومنع تعدي السلطة الدينية الى المجال السياسي , كما منع تعدي السلطة السياسية الى المجال الديني
-------
الثقافة العربية مازالت تعيش زمانيا كفضاء عقلي ما بين القرنين السابع عشر و التاسع عشر , اما من منظور المكان الحضاري فان المنطقة العربية تعاني منذ ظهور الحداثة الاوروبية من انزياح حقيقي في القارات
-------
مفهوم التراث , بل الوعي بوجود تراث بمعنى ثقافة الاسلاف قد رأى النور عقب صدمة اللقاء مع الغرب جراء الاحتكاك بثقافة الآخر
-------
نحن لا نجهل ان هناك من يضع التراث في مواجهة الحداثة كما الضد في مواجهة الضد , وهذا احد الاسباب العميقة لمظاهر الشلل و الصراع العقيم في الثقافة العربية الحديثة , والحال ان قلب هذه العلاقة الضدية بين التراث و الحداثة الى علاقة تضامنية من شأنه على العكس , ان يكون مصدرا كبير للإبداع و هذا بشرط واحد يتيم و هو : ان نرى في التراث مهمازا وليس كابحاً لارادة الحداثة
-------
على المثقف ان ينزع عن بصره و بصيرته غشاوة الايديولوجيا , وان يحرر نفسه من الصيغ الجاهزة والمفاهيم المتآكلة , وان يضع ذاته من جديد في مدرسة الواقع و الحقيقة , وكذلك و على الاخص في مدرسة المعرفة , فالمسافة المعرفية التي تفصل مثقف الهامش ممثلا بالمثقف العربي , باتت لا تقل شساعة عن المسافة الاقتصادية و التكنولوجية التي تفصل البلدان المتخلفة عن البلدان المتقدمة
-------
شرط تمخض الثقافة ان يتوافر المجتمع على فائض نتاج تمكن معه تلبية الحاجات الروحية فضلا عن المادية
------
لا يحق لاي شخص ولاي بلد ولاي شعب ولاية حضارة ان يدعي لنفسه احتكار الحكمة في ما يخص خقوق الانسان , واذا حكمنا على الافعال الماضية لليبراليين الغربيين وعلى نتائجها , فلا مناس من ان نحكم ايضا بانهم آخر من يحق لهم التصدي لتحديد حقوق الانسان و للتبسير بها , فليس لهم اي حق في الكلام على حقوق الانسان , وليس لهم على الاخص اي حق في الحكم على الآخرين بصدد هذه الحقوق
------
ان علينا , نحن الاسيويين , ان نكتشف الوجه الخفي القبيح لاوروبا وطلبها الجنوني للفاعلية والانتاجية والتجانس والاقتصاد والنجاح , بما يتأدى الى تنميط العالم و استئصال التقاليد و تدمير التنوع الثقافي وانتاج نسخة واحدة للأفراد بالملايين
------
البرتغال و حتى عام 1990 لم تصل الى المستوى التي كانت عليه السويد من محو الامية في مطلع القرن الثامن عشر
------
اذا كان الانسان الاوروبي كف عن ان يكون انسانا دينيا , فقد اخلى مكانه بالمقابل للانسان الايديولوجي .
------
في معظم بلدان العالم الثالث لا تزال الدولة بحاجة الى الدين كيما تؤكد مشروعيتها , فهي لا تزال تقف عند عتبة الحداثة السياسية من دون ان تجرؤ على تخطيها او من دون ان تريد ذلك اصلاً , فهي معدومة القدرة على الوجود من تلقاء ذاتها و من دون سند من الدين
------
قد يبدو للوهلة الاولى ان تجريد الاسلام من الطابع السياسي هو اختزال له و تقليص , ولكن العكس قد يكون هو الصحيح , فبقدر ما يكف الاسلام على ان يكون اداة في خدمة الغرض السياسي للدولة , فانه يستعيد ملء دعوته كدين , و عليه فان العلمانية قد لا يكون فيها اذى للاسلام كدين بقدر ما انها تهيىء له جوا للانعتاق من اسر السلطة السياسية و للتفتح و التقدم كدين
------



Profile Image for Ahmed.
917 reviews7,935 followers
August 4, 2016

أي بدع ابتدعتها يا طرابيشي،إنها ليست بدعك وحدك،بل بدع جيل فجيل،إنها بدع الرجال الأحرار من آثر التفكير ورفض الانصياع لأقوال فرضنا عليها القداسة وما هي من القداسة من شئ،إنها فرز تاريخ مشوه أوهمونا بجلاله فتغاضينا عن تلوثه،وهنا يبدع طرابيشي في بدعه ويسلط قلمه في النقد البناء لكل من خلطوا الأوراق ليخرجوا علينا بفكر ما.

يقوم طرابيشي هنا بدور المنظر رفيع والمفكر عميق التفكير لا لشئ إلا لتغسير الظواهر وتحليل المواقف والتاريخ بطريقة آخاذة ليضع يده(كأي طبيب بارع) على الجرح.

يبدو عليه إعجابه بالتجربة الحضارية الأوروبية ولكنه يتحدث عنها من منطلق الغبطة، فهو يرغب في محاذاة العرب لها،وفي حدثه بما يخص التاريخ الإسلامي والنصوص المقدسة لم يجرح ولم يهين وكان كلامه أكثر عقلانية وهذيبا من كثير من المفكرين المسلمين(نلاحظ هنا تأثره بطه حسين وعلي الوردي).

تحليله لرواية رحلة ابن فطومة للعظيم نجيب محفوظ كان من الجمال والجلال بمكان، اتخذ من الرواية منطلق عظيم فأبدع في توسيع الأفق لأي قارئ لها وفتح طرق جديدة لفهمها وتجلياتها.
Profile Image for Al waleed Kerdie.
494 reviews275 followers
November 14, 2013
سأبدأ بمديح لهذا الإنسان السوري المفكر الرائع الجميل, حيث أكبر جريمة في حقنا كسوريين, أننا لم نقرأ ولم ندرس لهؤلاء العمالقة, إن كان جورج طرابيشي, أو ممدوح عدوان, أو هاشم صالح, أو العديد من الرائعين السوريين غيرهم. الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات المتنوعة, التي أضاءت على أماكن ربما يجرء القليل من المفكرين طرقها بهذه الحرية في الطرح, حاولت أن أختار مقال أو مقالين يعتبران الأكثر تميزا, و لكني وقعت في حيرة أنني اخترت أكثر من خمسة مقالات رائعة.لذلك سأظلم بقية المقالات إن اخترت أحدها و لم أختر الأخرى, أمتاز الكتاب بعرضه لكتب أخرى و مقالات "لمفكرين" و وضعها تحت التحليل أو النقد و خاصة في مناظرات حسن حنفي و محمد عابد الجابري عن "العلمانية و الإسلام". أما في عرض الطرابيشي للعلمانية فكان أهم و أبسط ما قرأت فيما يخص العلمانية و الوضع العام في العالم العربي, و خاصة قبيل ثورات ما يدعى ب"الربيع العربي". كتاب ينصح به بشدة.
Profile Image for Yazan Al-najjar.
24 reviews57 followers
July 7, 2014
"هرطقات" هكذا وصف الكاتب أفكاره ونفسه .. طرابيشي كاتب ليس بهيّن , ويرتقي لمرتبة "خطير"
وهو بلا شك , متمكن , وعلى درجة عالية من الثقافة والتبحر
يلتمس القارىء "الم المثقف"المكنون في قلب وعقل هذا الكاتب على الوضع العربي
طرابيشي عقلاني بحت بلا شك ,وهو يقدم العقل ويقدسه "لا يجوز ان تعلو على سلطة العقل أي سلطة آخرى" ..

صدمات متتالية يلتمسها القارىء للكتاب , فهو ممتلىء بالأفكار "الغريبة"
وأكثر فصول الكتاب التي كانت صادمة بحق هي :
-بذور العلمانية في الإسلام
-من قتل الترجمة في الإسلام
-المثقف وسقوط الماركسية
-الدين والإيدولوجيا والميتافيزيقية : قراءة دلالية لرحلة ابن فطومة
-صورة ((الأخرى)) في الثقافة العربية : من نقد الآخر الى نقد الذات

طرابيشي ليس بالخيار الجيد لمن يبحث عن الطمأنينة ... فهو يتلذذ بخلق الإضطرابات في نفسك
لم اقرأ يوما لمفكر عربي بعمق طرابيشي .. وهذا كتابه الأول وبالتأكيد لن يكون الأخير

124 reviews199 followers
March 5, 2013
تحامل غريب على الإسلام و وقائع مضللة و فصل كامل (بذور علمانية فى الإسلام) بيتعرض فيه للصحابة بطريقة لاذعة فى محاولة لإثبات مدى صحة العلمانية و برضو محستش أنه وصل لحاجة بالتجريح ده ،يمكن أحسن حاجة فيه مناقشته لمواضيع كتير و بيفتح سكك كتير للقراية فى كذه طريق.

فصل الديمقراطية عند العرب بكل طوائفه و الترجمة فصلين كويسيين كمعلومات

فصلين قراءات أدبية لروايتين نجيب محفوظ (ابن فطومة)و سليمان الفياض (أصوات)
و دول من أحسن القراءات الأدبية اللى قرتهم .

فصل عداء أسيا للغرب صورة أخرى للعداءالعربى للغرب و خاصة أمريكا و تدخلها المقيت فى جميع الأحوال الداخلية للبلاد و سيطرتها البغيضة

فصل تركيا الحديثة فصل بيسرد كيفية إنتقال العلمنية إلى الأسلمة و برضو فيه تحامل على الإسلام

كتاب قيم بالرغم من كل ذلك


Profile Image for أحمد البخاري.
Author7 books305 followers
August 6, 2014

يمكن وضع جورج طرابيشي كأحد أهم المفكرين والعقلانيين العرب في هذا العصر، هرطقات أحد أهم كتبه، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات المركزة في مواضيع مختلفة، كل المقالات في هذا الكتاب مهمة ورائعة، أهمها إشكالية الديمقراطية في العالم العربي، وبذور العلمانية في الإسلام ومن قتل الترجمة في الإسلام..

في الكتاب أيضاً، قراءة نقدية أدبية لرواية "رحلة ابن فطومة" لنجيب محفوظ وقراءة أخرى لرواية "أصوات" لسليمان فياض، جورج طرابيشي ناقد أدبي متميز وهو ما فاجئني وأفرحني..

كتاب "هرطقات" مكتوب بلغة سهلة وبسيطة للقارئ العادي، ولا يحتوي على أي مصطلحات صعبة، كتاب تأسيسي، ومتعة فكرية لأهم المفكرين العلمانيين في الساحة العربية..

Profile Image for Eslam Abdelghany.
Author3 books966 followers
December 7, 2015
كتابات طرابيشي بشكل عام محفزة للتفكير\الجدل\الإختلاف،طرحه لايخلو من جدة وربما يسمه بعض من القصور أو الجنوح،لكنه مفيد ومستحق للقراءة في التحليل الأخير.
Profile Image for علاء.
220 reviews200 followers
September 16, 2017
الكتاب في مجمله دفاع محموم عن فكرة العلمانية ... أولى قراءاتي للكاتب .. نحن أمام قامة فكرية كبيرة .. بغض النظر اتفقنا معه أم اختلفنا ...
Profile Image for Wael Al-alwani.
42 reviews16 followers
September 14, 2011
أتفق كثيرا مع فكر طرابيشي.. هذا الكتاب يجمع مقالات متعددة للكاتب تدور حول الحداثة والممانعة والعلمانية ومسائل ثقافية أخرى.
احدى المفارقات الجيدة انه ينتقد كتابات محمد عابد الجابري، وكنت قد قرأت مسبقا بعضا من مقالات الجابري، فكانت مناسبة جيدة ان اسمع النقد والرد على الأفكار.

لم يعجبني في الكتاب استشهاد كاتبه بكتاب يدور حوله الجدل من ناحية اصله وفصله وكاتبه ومدى صحة ما ورد فيه، وهذا الكتاب يتناول مسائل الخلاف السياسي بين الصحابة. الموضوع حساس فعلا، وبناء جزئية فكرية وكتابة مقالات حولها بالاستناد لمصدر غير موثق، هو عمل هزيل ويجب مراجعته.

عموما الكتاب يستحق القراءة.
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
773 reviews977 followers
February 18, 2016
"هرطقات" طرابيشي ليست هرطقات دينية، ولكنّها "هرطقات" فكرية. والهرطقة كما ينقل هو تعريفًا لها هي ما يرادف "البدعة" شرعًا.
يناقش الكتاب في فصوله المتنوعة إشكاليات (لا جواب محدد لها) مثل : العلمانية، والحداثة، والديمقراطية والفلسفة ومآزقها عربياً. ويقرأ عدّة كتب مهمّة وأبرزها بالنسبة لي ذلك الذي تحدّث عن "الأساطير السياسية العربية".
الكتاب مليء بالفوائد الفكرية، والإشكالات التي تستحقّ الوقوف عليها من جهّة ولربّما التجاوز الكريم من جهةٍ أخرى. أقصد تجاوز الإشكالية إلى ما بعدها، ولا أقصد تجاوز الحديث عنها في الكتاب.


Profile Image for Hala.
37 reviews17 followers
January 16, 2015
الكتاب غني بالقضايا الفكرية و الكثير من المواضيع المختلفة، أعجبني اثباته بأن العلمانية أمر سياسي بحت و ليس ديني لتقر به الأديان، مناقشته لفكرة العلمانية في الاسلام كانت جيدة لكن مقتضبة، حديثه عن اعادة أسلمة تركيا كان عبارة عن سرد ممل و غير مترابط في كثير من الأحيان، و أكثر ما أعجبني الجزء الخاص بالرواية العربية و الحديث عن تصدام الشرق و الغرب و كيفية تناوله في الخطاب العربي و الرواية العربية.
Profile Image for Waleed.
94 reviews50 followers
October 26, 2011
الكتاب محتواه جيد جدا .
انا حوالت اخد شويه مقتطفات منه زى :
هرطقات عن العلمانيه والديموقراطيه

الديموقراطيه التمثيليه من اختراع البراجوازيه .
فالبرجوازيه هى الحامل الطبيعى للديموقراطيه.
التوظيف الايدولوجى والثقافى للدولارات النفطيه لصالح الاصوليه الاسلاميه.
الاكثريه الديموقراطيه الحاكمه اكثريه افقيه ليست عموديه(اسلاميه مثلا)
الديموقراطيه لا يمكن ان تكون نظام للحكم بدون ان تكون نظاما للمجتمع ( يقصد مبادئها مثل حريه الراى والاعتقاد والتعبير).
المجتمعات العربيه الراهنه تقيم العثرات امام الثقافه الديموقراطيه . فالانظمه العربيه لا تتحمل انتخابا حرا ولكن المجتمعات العربيه لا تتحمل رايا حرا .
مجتع يريد ديموقراطيه فى سياسه ولا يريده فى الفكر ولا على الاخص فى الدين ولا بطبيعه الحال فى العلاقات الجنسيه هو مجتمع يختزل الديموقراطيه .
مقوله حسن البنا الاسلام "دين ودوله: كلمه دوله لم تذكر فى القران او اى حديث.
"اذا كان شيئا من امر دنياكم فشانكم وان كان شيئا من امر دينكم فالى".
سعد ابن عباده اول معارض فى الاسلام (قتله الجن)
"ان العرب لا يحصل لهم الملك الا بصبغه دينيه من نبوه او ولايه او اثر عظيم من الجين على الجمله " ابن خلدون.
المتوكل على الله ,المستعيين بالله,المعتمد على الله, المعتضد بالله ,الراضى بالله,المطيع بالله,الطائع لله,القادر بالله, المستظهر بالله, المسترشد بالله,المستنصر بالله.
المامون والمعتزله(تقديم العقل على الشرع) والترجمه
لم يعد العرب فى نقطه المركز حتى فى الدائره الاسلاميه , فان موقعهم فى الدائره العالميه تهمش تماما .فحجمهم الديموغرافى ,على ارتفاع نسبه الخصوبه لديم ,لا يزيد على 4,5 % من اجمالى سكان العالم ,ولكن ناتجهم القومى الاجماى (مع النفط) لا يتعدى 0,4 % من الناتج العالمى وبدون النفط 0,3% اما انتاجهم واستهلاكهم الثقافى فادنى من ذلك ولعله لا يزيد عن 0,1 % وطبقا لواحده من الاحصاءات القليله المتوفره فى المجال الثقافى ,فان تقريرا لمنظمه اليونسكو يشير الى ان الفرد العرب يقرا اقل مما يقراه الفرد اليابانى ب 144 مره , الامر الذى يعنى ان مليونيين من اليابانيين يقرؤؤن بقدر م يقراه -او حتى باكثر مما يقراه -280 مليونا من العرب ,وبذلك فان ما يتوهمه بعض المثقفيين العرب من مركزيه عالميه للعرب يتطشف بلغه الارقام والواقع عن هامشيه مشتطه ....
اساطير سياسيه عربيه لمستشرق اسرائيلى لعمونيل سفيان:
فبدون قياده مصريه للعالم العربى ,فان هذا العالم سيبقى مستباحا من قبل الصليبين الجدد, اى الامبراليين الغربيين والصهيونيين ..

روايه اصوات : عنصريه غرب واصوليه شرق
مهاتير محمد سنه 1995 من على منصه الجمعيه العامه للامم المتحده :
"ان المنتصريين فى الحرب العالميه الثانيه قد امسكو منذ 1945 بزمام العالم . وهم يمارسون نفوذهم ويفرضون كلمتهم ويبسطون سلطانهم بمثل الوقاحه التى كانو يتصرون بها عندما كانو دولا استعماريه . فوحدها الاقنعه هى التى تغيرت"...
الفصل الاخير :تركيا الحديثه من العلمانيه الى اعاده الاسلمه:
حزب الرفاه التركى (حزب الفضيله الان)
---------------------

مصر يجب ان تمر بفتره تنجو فيها الديموقراطيه من العسكره والتسيس الدينى
ثم تتجه الى العلم والحضاره
Profile Image for Mariya Alsadiq.
51 reviews42 followers
March 27, 2018
كتاب فكري يحوي مقالات مهمّة ويثير تساؤلات محيّرة قد لا نصل لجواب لها وهذا ما دعاه بالإشكاليات لا المشاكل.. لم أشعر بصعوبة في الدخول في جوّ المقالات ما عدى بعض المقالات التي تدخل فيها الجوانب السياسية -والتي بلا شك تدخل في كل شيء- وهذا لأني بعيدة عنها فأشعر بالملل واللافهم وقتها.
لكن الكتاب جيّد جدًا.
أبرز ما أثار إعجابي فيه هو طرحه للعلمانية وتفصيله فيها. وأحببت أيضًا المقال الذي كان أشبه بنقد أو استعراض لرواية "ابن فطومة" لنجيب محفوظ.
Profile Image for Hanoo9090.
36 reviews3 followers
February 28, 2017
كتاب تقرأه على مهل كي تعيد تفكيك بعض مافيه بعض المصطلحات علميه بحته لكن بعد الأربعين صفحة وجدتني منسجمه معه في رؤيته لعدم مقاومة العرب للحضارات الأخرى والإنغلاق على ماعندهم والثبات المميت اياً كان إرثها التاريخي الذي تتكئ عليه ...
عبارة عن مقالات متفرقة للكاتب إتفقت معه في بعضها ووقفت عند بعضها وليس بالضرورة أن نتفق تماماً بقدر ماهو مهم إننا نتفق إن عالمنا العربي والإسلامي يحتاج لغربلة شاملة ووضع دراسات وبحوث من المفكرين والمختصين لإخراجنا من هذا الركود الحضاري والخروج برؤية تخصنا نحن
Profile Image for أحمد ليثي.
Author6 books112 followers
September 6, 2014
مقلق جورج طرابيشى دائماً, وهو دائماً ما يتسبب لى فى المراجعة واعادة المراجعة للمسلمات ..
87 reviews80 followers
October 20, 2012
إن أردت قراة شيء مختلف , شيء خارج عن المألوف فعليك بهذا الكتاب
Profile Image for Ahmed Oraby.
1,014 reviews3,140 followers
May 26, 2023
كتاب من أجمل ما يكون، على ما به، بطبيعة الحال، من أفكار قد لا تتوافق معها، أو لا يقبلها عقلك أو هواك لما تستفزه فيك من مشاعر قد تبدو صادمة بالنسبة إليك
كنت قد بدأت الكتاب منذ فترة بعيدة، ولم أكن قد قرأت لطرابيشي حينها سوى كتاب أو كتابين فلم أكن على عهد بأسلوبه وطريقته وفكره، مما اضطرني لتأجيل الكتاب، ولا أذكر لم تذكرته الآن، لكن أعدها مصادفة جميلة للغاية.
يبدأ الكتاب باقتباس للقاضي عبد الجبار: "ليست الكثرة من أمار��ت الحق، ولا القلة من علامات الباطل" وهو قول مقارب لقول ينسب للإمام علي (ع):
"الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف رجاله"
وربما قصد طرابيشي نفسه ومنهجه الذي اتخذه لنفسه في تعامله مع كل شيء وكل شخص وكل فكرة تقريبًا، فهو يتخذ لنفسه موقفًا نقديا إزاء الأشخاص يصعب على المرء بزه فيه.
يتكون الكتاب من عدة مقالات أو فصول، تتناول كل مقالة إما نقدًا لفكرة أو طريقة سواء كانت فكرة أو مذهب سياسي أو فكرة ثقافية أو إيديولوجية
تناول الفصل الأول الديموقراطية والعلمانية وهو من أفضل الفصول بالكتاب
الفصل الثاني وهو من أثرى الفصول والتي كانت بعض أفكاره جديدة علي كليًا وإن كنت أختلف مع ما انتهى إليه طرابيشي من أن المفكرين العرب جلهم مستهلكي فكر أو متفلسفة لا فلاسفة، وأن أساتذة الفكر العرب إما ينكصون على أعقابهم تجاه التراث أو يستوردون مشكلات الفكر من الغرب؟
فالفلسفة الغربية الحديثة كلها هي إما إعادة نظر في الفلسفة الإغريقية القديمة أو نقد لها أو توفيق وتلفيق منها ولها.
الفصل الرابع كان أفضل ما يكون، وهو النقد الصريح لفكر إثنين من أشهر مفكري وفلاسفة العرب، حسن حنفي والجابري، الذي اتخذه طرابيشي له مثالًا لانحطاط الفكر النقدي وانطفائه أو قل كما قال هو: اللاقراءة
من أكثر الفصول صعوبة على النفس كان فصل أساطير سياسية عربية وهو نقاش قديم حول فلسطين والأسباب الحقيقية وراء تقديسها وما إلى ذلك
مشكلتي في الفصل أنه عد النزاع حول فلسطيني يدور حول أسباب تقديس العرب للقدس تاريخيًا، وهذا في رأيي التفاف غير ضروري حول الموضوع، فلا يهم سبب تقديس العرب والمسلمين للقدس قدر ما يهم كيف انتزع منهم هذا الحق
على أن طرابيشي عاد في نهاية الفصل ليؤكد أن ربما فكرة إضفاء النزعة الدينية حول المعركة على القدس لربما أضرتها أكثر مما أفادتها، وهو ما أتفق معه فيه
فصلين آخرين كانوا قراءة لطرابيشي في الفكر الماركسي العربي وأصليته وحلوله، وهو ما لم يرق لي لأني لم أهتم به بالقدر الكافي
وفصلين آخرين كانوا قراءة ونقد لطرابيشي في روايتي: ابن فطومة لنجيب محفوظ وأصوات لسليمان فياض، وهو الفصل الذي دفعني دفعا لقراءة رواية سليمان فياض
وقفزة للفصل قبل الأخير، وهو حول العلمانية أيضًا فكرًا وممارسة، وهو تصريح فذ وجريء وواضح من طرابيشي لمشكلات العرب الحالية/السابقة المزمنة حول الدولة والمجتمع المدني والتيارات الدينية الأصولية، وهو تشريح حقيقي للأزمة التي عانى ولا يزال يعاني منها المجتمع العربي، مع توضيح عملي لكون الدولة هي المستفيد الأول من حالة العماء واللاوضوح التي تسود المجتمع المدني في كل الدول العربية
كتاب جميل واستمتعت به صدقًا، على أمل قراءة أخرى قريبة للجابري، قبل استكمال مشروع أحدهما أو كلاهما
Profile Image for Lama.
130 reviews42 followers
June 5, 2016
يبرهن جورج طرابيشي في هذا الكتاب على أنه مفكر كبير، يناقش مواضيع شتى بأسلوب ممتع، بدءاً من إشكاليات الديمقراطية في العالم العربي، مروراً ببذور العلمانية في الإسلام وصولاً إلى مفهوم العلمانية بشكل عام...كما يناقش ظاهرة عداء الغرب في الخطاب الآسيوي، وقضية الحداثة وارتباطها الجغرافي والتاريخي بأوروبا...ليختتم الكتاب بتحليله للتخبط التركي بين العلمانية الكمالية وإعادة الأسلمة. لن تكتفي بقراءة هذا الكتاب قراءة عابرة أو بوضعه على رفوف الذاكرة بعد الانتهاء منه، بل سترغب في قراءته مراراً وتكراراً ساعياً في كل مرة للحاق بآفاقه المعرفية الواسعة..
Profile Image for Soha.
116 reviews57 followers
April 15, 2014
كتاب دخلت إليه صغيرة ، خرجت منه كبيرة ، أضاف إلي الكثير الكثير.

لوهلة شعرت الكاتب متحامل ضد الإسلام ، لكونه مسيحي، و لكنه إنتقد المسيحية أيضاً بنفس القدر من اللاذعة أو ربما أكثر ، هنا-بالتحديد-أحترمته.
Profile Image for Tamir Batran.
28 reviews7 followers
November 14, 2013
قفزت عن بعض المقالات لعدم اهتمامي الحالي بموضوعها، لكنه كتاب مهم ومفيد وممتع لمن يحب ويستعذب الهرطقة في زمن التنميط :)
Profile Image for Mazen.
288 reviews58 followers
January 25, 2021
مراجعة رواية " ابن فطومة " لنجيب محفوظ الموجودة في الكتاب جميلة للغاية.
Profile Image for iljowder Abdulla Khalid.
280 reviews64 followers
March 27, 2025
جرعات فكرية هامة وممتعة

استمتعت بصحبة طرابيشي والتزود منه بما لديه من مخزون الفكر والمعرفة

متشوق للجزء الثاني اذ تبدو العناوين اكثر جاذبية لي
Displaying 1 - 30 of 126 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.