كثيرًا ما نسمع أو نقرأ أو نشاهد أناسًا يتحدثون عن أهمية الثقافة ودورها في إحياء الفرد، إلَّا أن قليل منا من يتذوق هذا المعنى عن حق، فالأمر أشبه بشيخ يعظ طفلًا، حيث يتلقى الطفل المواعظ، فتصل إلى مسامعه كلمات وألفاظ، في حين لا يُلقيها الشيخ عليه كذلك فقط، بل يستدعيها من بواطن الخبرة وجدانًا ومعنًى، وهيهات المسافة ما بين اللفظ والمعنى، وبين الكلمة والوجدان، وتكمن مزيّة هذا الكتاب في أنه لا يسهب في الشرح النظري لأهمية الثقافة، بل يحاول أن يضع الإنسان أمام التجربة الثقافية؛ ليمارسها بشكل عملي، فيتذوقها ولا يتلقاها.
مفكر مصري، ولد سلامة موسى عام ١٨٨٧م بقرية بهنباي على بعد سبعة كيلو مترات من الزقازيق لأبوين قبطيين، التحق بالمدرسة الابتدائية في الزقازيق، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة ليلحق بالمدرسة التوفيقية ثم المدرسة الخديوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٣م.
سافر عام ١٩٠٦م إلى فرنسا ومكث فيها ثلاث سنوات قضاها في التعرف على الفلاسفة والمفكرين الغربيين، انتقل بعدها إلى إنجلترا مدة أربعة سنوات بغية إكمال دراسته في القانون، إلا أنه أهمل الدراسة وانصرف عنها إلى القراءة، فقرأ للكثير من عمالقة مفكري وأدباء الغرب أمثال: ماركس، وفولتير، وبرنارد شو، وتشارلز داروين، وقد تأثر موسى تأثرًا كبيرًا بنظرية التطور أو النشوء والارتقاء لتشارلز داروين، كما اطلع موسى خلال سفره على آخر ما توصلت إليه علوم المصريات.
توفي سلامة موسى عام ١٩٥٨م بعد أن ترك إرثًا مثيرًا للعقل يمكن نقده ومناقشته.
لا شيء أفضل من الثقافة والقراءة لتربية النفس وصياغة الشخصية .. تلك كانت الفكرة الرئيسية للكتاب التي إستفاض مؤلفه في شرحها .. فبدأ بتعريف الثقافة وأهميتها وكيفية تربية النشء عليها .. ثم بين أهمية التوسع في المعارف فيكون الشخص المثقف متنوعا في قراءاته ما بين الأدب والفن والعلوم والتاريخ واللغات والأديان .. كما قام بنقد حالة الثقافة في مصر في ذلك الوقت ووضع بعض المقترحات للنهوض بها ولعمل برامج للتثقيف الذاتي ..
رغم القيمة الفكرية للكتاب في عصره - حيث انه قد صدر في حقبة الخمسينيات - إلا أن أغلب أفكاره أصبحت غير مناسبة لعصرنا الآن .. فالكاتب لم يدرك عصر الإنترنت ولم يحط علما بحصول أربعة مصريين على جائزة نوبل .. .
رائعة هي كتابات الاستاذ سلامة موسى، فمع كل كتاب يستكشف القارئ مدى موسوعية قلمه ووسع آفاق تفكيره، مما يعطي قيمة كبيرة لكل سطر يكتبه. من ابسط الأمثلة على عبقريته توقعه للغة الإنجليزية ان تسود العالم وتشجيعه لتعلمها منذ حوالي قرن من الان. اعجبني أيضا إشادته لكتب الدكتور علي الوردي وخاصة (وعاظ السلاطين) و(أسطورة الأدب الرفيع) وأهميتهما لدارسي الأدب العربي وتاريخه، فقد وجدت سابقا تشابها في كثير من افكار ونوايا الوردي مع سلامة موسى، ولا عجب ان يكونان الى يومنا هذا من اكثر الكتاب اثارة للجدل ولهم أعداء كثيرين ممن يقفون ضد التجديد ويؤثرون الرجعية والتخلف.
أول كتاب اقرأه لسلامة موسى، و بحث عنه فوجدت أن له نقاده أو " مهاجمينه"و اعتقد أنه يصيبنا في مقتل لذلك لا يعجب الأغلب،لصراحته وتعصبه نحو نشر الثقافه. كتاب كيف نربي أنفسنا رائع جداً، سلامة موسى يوضح أهمية الثقافه ويعطي طريقة عامة للوصول إلى أعلى مراتب التثيقف من البدايات. الثقافه هي الوسيله للوصول إلى مجتمع راقي، ينبذ كل فعل مضر يعود على المجتمع و يتقبل الإختلافات في المجتمع، ينادي بالتسامح. و من أسباب إنتشار الثقافه لا يقتصر على الكتب فحسب، إنما المسرح و الفنون بمجملها هي باب للمجتمع الراقي.
وذكر أن المدرسه والجامعة ليست وسيلة كافيه للعلم والثقافه و انا اتفق معه هي مده ومحدوده بالمعرفه و متطلبه لكسب العيش، إنما التعليم أو التثقيف الذاتي هو الذي يجعل للإنسان نظرة عالميه و عقل نير و فكر واسع. -استمعت جدا ،رغم إني اختلف معه في بعض النقاط ولكن بالمجمل عاد علي بفائده، ولن يكون أخر كتاب.
قبل كل شئ ، وجت من الممتع بل من المدهش القراءة خارج الأسباب التقليدية للقراءة ؛ أعني ان تقرأ لكي تكتشف(تكتشف تاريخ المحتوى لا المحتوى نفسه) ؛ جذبني العنوان وبعد عده صفحات قليله قررت ان أتوقف لانه لا يحمل لي أي معلومات جديدة فضلا عن مفيده .. لكن أسلوب الكاتب الساخر والتهكمي والمتطرف احيانا جعلني اضحك عده مرات ؛ تعاطفت معه شعرت بألمه الذي يشبه المي وان اختلف في النوع والدرجة أقرأ الكتاب وذهني متهيئ لمجالسة شخص من حقبة الخمسينات …همومه� طريقة في الأقناع ، الأفكار التي تعتبر مثيره للجدل ، احسست بحرقته ، ويأسه من أي تقدم أو نهوض عربي والدليل تطرفه في وجوب الامتثال للغرب في كل شئ ذكر ذلك في اغلب فصول الكتاب تقريبًا وأيضا عندما قال يجب على المثقف ان ينظر إلى أي مشكلة تقع في الهند او أي بلد اجنبي اخر بالتعاطف مثل ماينظر لمايحدث في الإسكندرية أو أي مدينة في بلده وجدت رأيه هذا مثير للغرابة لانه يلغي أي نظره مشوبه بالحمية تجاه وطنه
سلامه موسى إنسان واعي وشديد الاطلاع والتثقيف ،لكنه يأس من قيام نهضة راقية ومتمدنة من الإرث العربي الثقافي أو الديني.
الكتاب جزءان ، فصول الجزء الأول تعالج الخطة العامة للدراسة ، وتبحث الأساليب و القيم و الظروف ، أما فصول الجزء الثاني فتعالج التفاصيل في دراسة المواد المختلفة
بعض الاقتباسات :
على كل شاب أن يُعنى باختيار أصدقائه ، بحيث يكونون من المثقفين أو الذين يهوون القراءة حتى يجد فيهم القدوة و المعونة وحتى يستطيع أن يمتحن معارفه بالمقارنة إلى معارفهم من الحديث النيّر والمناقشة المثمرة معهم ، و أسوأ ما يعوق الشاب عن الثقافة أن يغويه آخر بالمفاسد و الملاهي ، و أن يكون أصدقاؤه من العابثين اللاهين وليسوا من الهادفين الجادين في الحياة
يجب ألّا نجعل جمع المال هوساً أو هيستريا ، فإن غاية المال في النهاية هي الاستمتاع بالمسكن و الغذاء و اللباس وسائر االاعتبارات الاجتماعية ، و الثقافة هي أسمى ضروب الاستمتاع
نحن نثقف أنفسنا كي نجعل العمر البيولوجي يمتد إلى العمر الجيولوجي ، أي أن العمر الذي لا يتجاوز 70 أو 80 عاماً يعود بالدراسة و كأنه مليون عام
الرجل المثقف لا يطيق الظلم ، ولايرضى بالجمود لإن ثقافته قد امتزجت بدمه و أصبحت جزءاً من روحه و إرادته
كل إنسان يجب أن يكون طالباً طول حياته و أن يموت كما مات الجاحظ " على صدره كتاب "
التثقيف ضروري للفرد نفسه حتى يؤدي غاية الحياة وهي الفهم ، أي زيادة الوجدان أي السعادة
الأدب هو التفسير الخيالي للحياة ، وهو مثل الفلسفة يجب أن يتبع فيه كل قارئ مزاجه الخاص فلا يتقيد بآراء الغير
قراءة الأدب تخرجنا من الأنانية الوطنية إلى الآفاق العالمية
كتاب جميل، ركز على تطوير الثقافة عامة بوضع نقاط معينة للاسترشاد. رغم انه اتكتب في الاربعينات تقريبا وان بعض النقاط لا تناسب الوقت الحالي الا انه ما زال بيناقش نفس مشاكل الثقافة عند المصريين، الكاتب اسلوبه شيق لكن اظنه ينحاز للثقافة الغربية على حساب الثقافة العربية.
الكتاب كان في البداية يسير بشكل جيد ولا أنكر أنه يوجد به بعض الأفكار الجيدة والمفيدة لكني أختلف مع الكاتب في نقاط كثيرة جعلتني لا أستطيع أن أكمل الكتاب حتي النهاية، الكاتب متأثر بالفكر الغربي جدا والحضارة الغربية ويري فيها طوق النجاة للعرب في تقليد الغرب والتقليل من الفكر الشرقي عامة وواضح علي الكاتب نزعته العلمانية الواضحة وتقليله من الأديان بشكل غير مباشر وإشادته بداروين مؤسس نظرية التطور، بالإضافة الي حشو الكتاب بزوائد لا علاقة لها بالموضوع الأساسي، فلا أنصح به.
تجربة هي الأولى مع سلامة موسى ومع القراءة الإلكترونية عن طريق جهاز الكيندل. وفي الحقيقة تجربة رائعة مع الكاتب والقارئ الإلكتروني. أجزم بإذن الله تعالى أن سيكون لي تجربة كبيرة مع سلامة موسى. اعدت قراءة الكتاب ووجدتني اتأثر بأفكار سلامة موسى وتجاربة.. قرأت اكثر كتبه حتى الآن، لا أنكر تكرر بعض الأفكار.. لكن تبقى بعض الأفكار لقيمتها العالية تستحق التكرار..
يعد سلامة موسى شمعة عاشت في عصر يسوده الظلام. مفكر حر في عصر يرى الحريه ضلال . و التفكير انحلال الكتاب رائع في طرحه .بسيط في اسلوبه .يعلم التائهين كيف يتثقفوا و يتنوروا.كتاب للقراءة و التفكر ثم التطبيق
أراد سلامة موسى حث العرب على التثقف وقراء الكتب والتوسع في المعرفة وعدم التقوقع في دائرة الثقافة العربية. وحث على أن تكون ثقافة الفرد، ثقافة عالمية لتشمل العلوم المختلفة والآداب العالمية. وتحدث عن استغلال الفراغ ونبذ التخصص الزائد الذي يؤدي إلى التفكير الأحادي الضيق. فهو من أنصار النظرية التي تقول: تخصص في علم ما لكن أيضا توسع في العلوم الأخرى.
لكن سلامة موسى بدى لي أنه مفتتن بشكل زائد بالغرب. معجب إعجاب شديد بداروين ونظريته، ومحب لكتابات فرويد وماركس وبرنارد شو وروسو وفولتير وكأنهم هم أساس الثقافة. وعلى الرغم بأنه أيضا أبدى إعجابه بالجاحظ والمعري، إلا أنني أحسست بأن سلامة موسى مائل كل الميل إلى حضارة الغرب. أما عن الدين، فإني أحسست من كتاباته بأنه يرى بأنه يجب أن يُدرس كأي فن من الفنون العالمية. لا ألوم سلامة موسى كثيرا على فكره المتّغرب ، فهو ولد لأبويين قبطيين والذي من الواضح أنه كان له تأثير كبير على فكره. لكن مع كل تحفظي على ما جاء في الكتاب، إلا أنني أعتقد بأنه سلامة موسى كان صادقا في كلماته في الحث على التثقف والتوسع المعرفي للنهوض بالأمة العربية.
لا يشبهني ولم يقنعني ولم أجد فيه ما توقعت أن أجده، فيه الكثير من التعميم والوعظ الذي يخلو من الحكمة، وتسليم للأبيض وابتعاذ عن كل ما هو أصيل ومن ثقافتنا الشرقية. أنا مثل محمد في المراجعات؛ لا أنصح بهذا الكتاب.
كثيرًا ما نسمع أو نقرأ أو نشاهد أناسًا يتحدثون عن أهمية الثقافة ودورها في إحياء الفرد، إلَّا أن قليل منا من يتذوق هذا المعنى عن حق، فالأمر أشبه بشيخ يعظ طفلًا، حيث يتلقى الطفل المواعظ، فتصل إلى مسامعه كلمات وألفاظ، في حين لا يُلقيها الشيخ عليه كذلك فقط، بل يستدعيها من بواطن الخبرة وجدانًا ومعنًى، وهيهات المسافة ما بين اللفظ والمعنى، وبين الكلمة والوجدان، وتكمن مزيّة هذا الكتاب في أنه لا يسهب في الشرح النظري لأهمية الثقافة، بل يحاول أن يضع الإنسان أمام التجربة الثقافية؛ ليمارسها بشكل عملي، فيتذوقها ولا يتلقاها.
الكتاب ممتاز كبداية في رحلة التثقيف الذاتي، ورغم أن الكتاب كُتب من أكثر من ستين عامًا إلا أن الخطوات والاسباب بل وحتى النتائج التي وضحها الكتاب من التثقيف هي نفسها.