ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

الشريعة: النظرية، الممارسة، والتحولات

Rate this book
شَهِدَتِ الأَعوامُ الأَخيرَةُ تَزايُدًا في تَبَوُّءِ الشَّريعَةِ مَكانَةً مَركَزِيَّةً في لُغاتِ السِّياسَةِ ومُمارَساتِها في العالَمِ الإسلاميِّ وفي الغَربِ كذلكَ. وقَد شَوَّهَتِ الحِكاياتُ الشَّعبيَّةُ والإملاءاتُ البَحثِيَّةُ الزّائفَةُ مَبادِئَ الشَّريعَةِ ومُمارَساتِها في الماضي، بِالخَلطِ بَينَها وبَينَ تَجَسُّداتٍ مِن الواضِحِ أَنَّها تَجَسُّداتٌ حَديثَةٌ سَلبيَّةٌ مُسَيَّسَةٌ تَسييسًا كَبيرًا. ويَأتي المُؤَلَّفُ الجَليلُ لِوائل ب. حَلّاق لِيَضَعَ الأُمورَ في نِصابِها بِبَحثِهِ في مَذاهِبِ الشَّريعَةِ ومُمارَساتِها في سِياقِ تَأريخِها، وبِإظهارِهِ كَيفِيَّةَ أَدائها وَظيفَتَها في ضِمنِ نِطاقِ مُجتَمَعاتِ مَرحَلَةِ ما قَبلَ العَصرِ الحَديثِ بِوَصفِها مَطلَبًا أَخلاقيًّا. وفي سِياقِ إنجازِ حَلّاقٍ مُهِمَّتَهُ هذهِ، يَأخُذُ القارئَ في رِحلَةٍ مَلحَمِيَّةٍ تَتَتَبَّعُ تَأريخَ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ ابتِداءً بِبِداياتِها في الجَزيرَةِ العَرَبيَّةِ في القَرنِ السّابِعِ، ومُرورًا بِتَطَوُّرِها وتَحَوُّلِها في القُرونِ اللاحِقَةِ في ظِلِّ حُكمِ العُثمانيِّينَ، وعبرَ مَناطِقَ مُتَنَوِّعَةٍ كالهِندِ وإفريقيا وجَنوبِ شَرقِ آسيا، ووُصولًا إلى عَصرِنا الحاضرِ. وبِسَردٍ مُتَدَفِّقٍ مُعْجِبٍ، يُفَكِّكُ الكاتِبُ تَعقيداتِ مَوضوعِهِ لِيَكشِفَ عَن حُبٍّ ومَعرِفَةٍ عَميقَةٍ لِلشَّريعَةِ سيَشغَلانِ ذِهنَ القارِئِ ويَتَحَدَّيانِهِ.
"تُقَدِّمُ رائعَةُ حَلّاقٍ هذهِ، التي يَحشُدُ لَها الطّاقَةَ الكامِلَةَ لِعِلمِهِ بِالشَّريعَةِ الذي لا يُضاهيهِ عِلمٌ، ... بَيانًا أَخّاذًا لِتَأريخِ النُّظُمِ والمذاهِبِ الإسلاميَّةِ الشَّرعيَّةِ، ولِلتَّجرِبَةِ الطَّويلَةِ لِلشَّريعَةِ. وتُشيرُ مُناقَشاتُهُ ... إلى اكتِمالِ إثمارِ أُنموذَجٍ جَديدٍ وآسِرٍ في الدِّراساتِ الإسلاميَّةِ الشَّرعيَّةِ. فالمتَوَقَّعُ لِهذا الكِتابِ أَن يَظَلَّ المُؤَلَّفَ الأَساسيَّ في هذا الحَقلِ مُدَّةً طَويلَةً مِن الزَّمَنِ".
جُودِث إ. تَكَر"

1062 pages, Paperback

First published April 16, 2009

49 people are currently reading
1,058 people want to read

About the author

وائل حلاق

13books279followers
من مواليد مدينة حيفا العام 1955، يحمل درجة الدكتوراه من جامعة واشنطن العام 1983، والماجستير من الجامعة نفسها في العام 1979.
� أستاذ كرسي الدراسات الإسلامية في جامعة مكجيل، مونتريال، كندا.
� درّس في جامعات: واشنطن، تورنتو (كندا)، سنغافورة وأندونيسيا.

أبرز مؤلفاته

� The Origins and Evolution of Islamic Law (Cambridge, 2005)
(نشأة الفقه الإسلامي وتطوره، صدر بالعربية عن دار المدار الإسلامي، 2007)
� The Formation of Islamic Law, (Aldershot, 2004)
(تشكل الشريعة الإسلامية)
� Was the Gate of Ijtihad Closed? (Tokyo, 2003)
(هل أغلق باب الإجتهاد ؟، تُرجم إلى اليابانية)
� Authority, Continuity and Change in Islamic Law (Cambridge, 2001)
(السلطة، الإستمرارية والتغيير في الشريعة الإسلامية، صدر بالعربية عن دار المدار الإسلامي، 2007)
� Literary Creativity and Social Change in Modern Arabic Literature, (Leiden: Brill, 2000
(الإبداع الأدبي والتحولات الإجتماعية في الأدب العربي المعاصر)
� A History of Islamic Legal Theories: An Introduction to Sunni Usúl al-Fiqh (Cambridge, 1997)
(تاريخ النظريات الفقهية في الإسلام، صدر بالعربية عن دار المدار الإسلامي، 2007)
� Law and Legal Theory in Classical and Medieval Islam (Aldershot: Variorum, 1995).
(الفقه والنظريات الفقهية في الإسلام الكلاسيكي والوسيط)
� Ibn Taymiyya Against the Greek Logicians (Oxford, 1993)
(إبن تيمية في مواجهة المناطقة الإغريق)

� وله عشرات الدراسات والبحوث والمقالات والمراجعات المتخصصة حول موضوعات نشوء وتطور النظريات والمذاهب الفقهية وتاريخ التشريع الإسلامي، وتشكّل النظام القضائي في الإسلام. كما شارك في إعداد وتحرير موسوعات عن الإسلام، وأشرف على عدد كبير من الأطروحات الجامعية في جامعات عدة.






Wael B. Hallaq is currently the Avalon Foundation Professor in the Humanities at Columbia University and is currently acting as the Director of Graduate Studies at the Department of Middle Eastern, South Asian, and African Studies. After a Ph.D. from the University of Washington, he joined McGill University in 1985, to become an assistant professor in Islamic law. In 1994, he earned full professorship, and in 2005 became a James McGill Professor in Islamic law. A prolific author and lecturer, he is a world-renowned scholar of Islamic law, with numerous contributions to the field of Islamic legal studies. His work has been translated into several languages, including Arabic, Indonesian, Hebrew, Japanese, Persian, and Turkish.
Hallaq’s publications, lectures and course offerings[1] reveal several dominant areas of interest and expertise. Primary among these have been: 1) a concern with the markedly problematic (yet often overlooked) epistemic institutional ruptures generated by the onset of modernity and the many socio-politico-historical forces subsumed by it (including Colonialism and its many projects), especially in the overlapping areas of law and morality; 2) a related concern with intellectual history and development of Orientalism, and the many repercussions of Orientalist paradigms in later scholarship and in Islamic legal studies as a whole; and 3) a thorough explication of the synchronic and diachronic development of Islamic traditions of logic, legal theory, and substantive law along with an elucidation of the particulars of interdepen

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
52 (54%)
4 stars
30 (31%)
3 stars
9 (9%)
2 stars
2 (2%)
1 star
3 (3%)
Displaying 1 - 21 of 21 reviews
Profile Image for Ahmed.
917 reviews7,941 followers
February 24, 2019

اسم الكتاب: الشريعة: النظرية، والممارسة، والتحولات
تأليف: وائل حلاق.
ترجمة: كيان أحمد حازم يحيى

شهدت الأعوام الاخيرة تزايدًا في تبوء الشريعة مكانة مركزية في لغات السياسة وممارساتها في العالم الاسلامي وفِي الغرب كذلك. وقد شَوّهت الحكايات الشعبية والإملاءات البحثية الزائفة مباديء الشريعة وممارساتها في الماضي، بالخلط بينها وبين تجسدات من الواضح سلبياتها وتسييسها بدرجة كبيرة، ويأتي هنا هذا الكتاب لمحاولة وضع الأمور في نصابها ببحثه في مذاهب الشريعة ووضعها في سياقها التاريخي، واظهار كيفية اداء وظيفتها في نطاق مجتمعات مرحلة ما قبل العصر الحديث بوصفها مطلبا اخلاقيا.
وفِي سياق إنجاز حلاق مهمته هذه، يأخذ القاريء في رحلة ملحمية تتبع تأريخ الشريعة الاسلامية ابتداء ببداياتها في الجزيرة العربية في القرن السابع، ومرورا بتطورها وتحولها في القرون اللاحقة في ظل حكم العثمانيين، وعبر مناطق متنوعة كالهند وافريقيا وجنوب شرق اسيا، ووصولا الى عصرنا الحاضر.

## النفور من الدين: يلفت الكاتب في مقدمته لملحوظة شديدة الأهمية تبين غرضه الرئيس من كتابه وهو محاولة سد الفجوة الكبيرة بين نظرة الاصوليين لضرورة تطبيق الشريعة بتشدد شديد مهما اختلف زمان تأسيسها مع ظروف المجتمع حينها، وبين النظرة المغالية لبعض العلمانيين تجاه احتقار كل ما يمت للدين بصلة حتى لو كان مظهر تمثل في رداء او شعائر مقدسة، فيبني ملحوظاته على خطورة فكرة النفور من الدين ذاته، وان هذه الفكرة تٌضعف الإدراك الملائم لدور الأخلاق بوصفها شكلا حقوقيا، وهذا في حالة اعتبارنا الدين مرادف ملازم لما نسميه القانون، وهنا نُفقد الأخلاق جزءا كبيرا في توصيفها وفِي الوقت ذاته يفقد الدين هو الاخر جزءا في وضوحه، لأن النظرة المتعالية عليه تجعلنا نعجز عن شرح مواقف واضحة لا لشيء الا لحدوثها في زمن مغاير لزماننا، لأن ربط فكرة الاخلاقي بنظرة رأسمالية ثقافية، تسقطنا في فجوة كبيرة وهذا لاختلاف معايير التطبيق ومحاولة استغلال الثقافة الرأسمالية هذه بأثر رجعي

## إرث ما قبل العصر الحديث: لفهم اَي شيء في نطاقه الصحيح لابد من معرفة مراحل تأسيسه والتي ساهمت في بلورته بصورته الحاضرة، ولا تخرج الشريعة عن هذا المفهوم، فنحن نحتاج معرفة مراحل تَّشكله، وبالحديث عن الشريعة الاسلامية تحديدا وجب علينا النظر الى مجتمع سابق لها، وهو المجتمع الذي نشأت فيه كبذرة أولى، وهنا يتطرق الحديث الى مدينتي ( مكة والمدينة) واللتان كانا لهما تاريخ قبل ظهور الاسلام بل حتى إنهما كانا جزء لا يتجزأ من كيان ثقافي متصل هيمن على الشرق الأدنى كله، ورغم عدم انتماء اَي من المدينتين لنفوذ ثقافي إمبراطوري معين، إلا إنهما كانا موصولتين بطرق اخرى عديدة حتى قبل قبل التوسع العربي قبل الاسلام، حيث انه خلال القرن السابق لظهور الاسلام كان ثمت ثلاثة مراكز امبراطورية تمثلت في البيزنطية( حول ساحل البحر المتوسط)، والساسانية ( العرق وإيران حاليا) وكذلك الامبراطورية اليمنية والتي كانت في طور التبعية للامبراطورتين، ومن هذه الدول الثلا ظهرت أنماط عربية تابعة لهم كالغساسنة مثلا، والذين طوروا هم شكل معيشتهم بحكم كونهم قبائل الى أسر مستقرة عرفت من المدنية الكثير، وسرعان ما انتقل هذا التشكل المديني لمهد الرسالة وهما مكة والمدينة، والذي لم يقتصر على الظاهر من حياة المدن سواء كان مباني او معيشة، بل امتدت للتعاملات التجارية المختلفة فكبرت اكثر وأكثر.وما نستنتجه هنا هو ان مجتمع العرب ما قبل الاسلام كان له وجود فعّال تربطه صلات مباشرة وواسعة مع السوق العالمي للسلع والثقافات.

##وظيفة أصول الفقه: على اَي نحو كان علم أصول الفقه يؤدي وظيفته في النظام الفقهي الاسلامي؟ أكان مهمته توصيفية فقط؟ أم توجيه للأفعال؟ وما هي اغراضه التي سعى الى تحقيقها؟ سنكتشف هنا ظهور مصطلح الفقيه نفسه قبل تيلور علم أصول الفقه، فدور الفقيه الظاهر هو عملية التوجيه، والإرشاد السلوكي النابع من المعتقد الديني، وانه بتطور الزمان واتساع الرقعة الواقعة تحت حكم الاسلام بدأت تتجلى تطورات عديدة على السلوكيات واختلفت الشعوب المسلمة وكثرت ومن هنا تطور علم الفقه وأصوله لتواكب التغيرات الحضارية المختلفة، وقد يكون القرن الرابع للدعوة هو القرن الذي بلغ الفقه فيه النضج اللازم للحكم على مختلف التصورات الحياتية، وبدا للمتابع ندرة الحالات التي لا مثيل لها وتحتاج لحكم فقهي جديد، نحتاج لمعرفة أسسه.

##الاسس المعرفية للفقه الاسلامي: من الضروري معرفة نقطة غاية الأهمية وهو الارتباط الشرطي لكل حكم فقهي والظروف التي لازمت إطلاق هذا الحكم، وان هذه الأحكام الفقهية بظروفها( المجتمعية والزمانية والمكانية) أدت عبر طبقات تطورها الى تثبيت الشريعة كتسليم مطلق للحكم الالهي، وان هذا التطور الفقهي بالتبعية اصبح تطور للعلم الأساسي وهو علم أصول الدين ذاته، ووجب التسليم لها والانسياق المطلق وراءها، وهذا لأنها نابعة من المقدس الاسلامي ذاته كالقرآن وشخص النبي نفسه.

##قانونية القرآن: بعد معرفة ظروف النشأة التشريعية من ناحية المجتمع، وجب علينا معرفة ظروف نشأة الشريعة من داخلها والدوافع الدينية المقدسة لها، ويحتل القرآن مكانته الاولى دائماً كمصدر اول للتشريع! والذي املى على النبي مهامه الدينية والأخلاقية كذلك، ويبدو من المجحف قصر الدعوة على الأفعال الاخلاقية فقط كالدعوة الى التواضع والاحسان وعبادة إله واحد لا يلد ولا يولد، بل تعلقت الدعوة أيضا بفكرة الإيمان وطُهر الوجود الدنيوي، ولاسيما في الحقبة المكية من الدعوة والتي استمرت قرابة الثلاث عشرة سنة، اما بعد الهجرة الى المدينة، بدأت وقائع أخرى بديلة تظهر، ولَم يعد النبي مجرد نبي، بل أضيفت اليه مهام أخرى شملت القيادة العسكرية والسياسية أيضا، وعليه التعامل مع مختلف اصحاب الديانات الاخرى وخاصة اليهود منهم، الذين عارضوا دعوته أشد من معارضة قريش لخيبة أملهم الشديدة في اختلاف الدعوة الجديدة عن دعوتهم، ومن هنا كان للقرآن المرد الرئيس لكافة أشكال الحياة الجديدة، فأصبح دستور الدولة الوليدة، وشمل كافة نواحي حياتهم، بداية من تفاصيل الزواج لتفاصيل الحروب والانقاسامات والحدود الشرعية القائمة، أي اصبح منظم حياتي كامل، لا يجوز الاختلاف عليه، وخاصة حيت توسعت تلك الدولة وانتشرت.

##فتوحات الدين الجديد وأثرها: كيف ترك النبي دولته، وكيف أصبحت بعد وفاته بعقد من الزمن؟
بعد وفاة الرسول أُعدت الحملات العسكرية وانتشرت في أرجاء الأرض المحيطة بشبه الجزيرة العربية، وأنشأ المسلمون مدن جديدة كالكوفة والبصرة في العراق، والفسطاط في مصر، وكان المسجد دائما المبني الاول في أي من تلك المدن، وسارع الخليفة وقتها عمر بن الخطاب إلى تزويد البعثات العسكرية بحملة القرآن وحفظته، وكان هدفه في ذلك المحافظة على السياسة النبوية بتعزيز القيم القرآنية كأساس الحياة المشتركة ومنظمها الرئيس، ليكون القرآن العقيدة الجامعة لهوية الفاتحين المميزة لهم في نفس الوقت عمن سواهم، وصاحب كل ذلك ضرورة التمسك بالظواهر النبوية الشخصية، لتشكل بجانب القرآن دستور الامبراطورية الوليدة، فكان حافظ القرآن صاحب الرسول له الاولوية المطلقة، فأصبح يحكم بين الاختلافات والخلافات الشخصية بين البشر، فيما يمكن تجاوزا تسميته بنظام قضائي وليد، بمرور الزمن اصبح حاكم فعلي للمجتمعات المسلمة بحكم اختلافاتها.

##بداية ظهور الاختلافات: سارت أمور الدولة الوليدة فيما يخص تشريعها بطريقة قبلية في بداياتها، وذلك للمحاولات المستميتة من الخلفاء لرد كل خلاف وحله الى النص القرآني والتصرف النبوي، ولكن لتباعد فترة وفاة الرسول بالتدريج، وخلاف الفتنة الكبرى التي مزقت المسلمين، غيّر شكل الدولة الاسلامية، وبدأ الحاكم الخامس لها( معاوية بن ابي سفيان) بتدعيم نظام جديد للدولة، يشمل نفس الدعائم السابقة مع ادخاله تطويرات عدة، وفِي نفس الوقت بدأت حركات إسلامية سرية تنشأ في الخفاء بمجتمعات مختلفة تماما عما يظهر على سطح الدولة، ولكن الاكيد في كل تلك الظروف هو عدم الاكتفاء بالامتثال القطعي للشريعة، ولا يكفي وحده لتقوية الشرعية السياسية الداعمة للحكم وثباته. وكانت الدولة الأموية هي اول دولة بمفهومها الأقرب للمدنية في شكلها الحديث.

##الشريعة والمجتمع: كانت المؤسسات الحاكمة منذ نشأة الأمويين الى حكم العثمانيين حريصة دائما على تقريب طبقة الفقهاء والمشرعين، وعبر تلك الفترة الطويلة تطور نظام التشريع نفسه وتعددت مدارسه، ونقلت الحلقة في المسجد للمدرسة عبر اشكالها، وانتشارها السريع، الذي ادخلها في صلب التشريع ذاته واعتبارها مؤسسة لا غنى عنها، وخاصة في ظل غلبة الأُسر الأجنبية على حكم تلك الدولة وخاصة الممتدة من مصر الى ايران، وصاحب ذلك علاقة معقدة بين الحكام والمشرعين، وصاحب ذلك أيضا انقسام سياسي وعسكري وثقافي ولغوي بين الحكام والمحكومين، أدى الى فصل شبه كامل بين الفئتين، فكان تحكيم الشريعة هو القاسم الأكبر الرابط بينهما، وثبتت اعمدتها وأصبحت ملامحها العامة أركان الدين الشرعية، والتعاملات الانسانية المختلفة للمسلمين.

##الملامح العامة للشريعة: كما سبقت الإشارة الى ثبوت أركان الشريعة وجعلها الرابط بين فئات المجتمع المختلفة، كان لابد من إلقاء النظر على تفاصيل ما تكفلت به، فمن ناحية كانت أركان الدين الاساسية، من شهادة بالوحدانية والنبوة، وإقامة الصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان، والإلمام الكامل بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص هذه الثوابت مما ورد في القرآن والافعال النبوية المثبتة التي ضمنت الاجماع، ومن ناحية أخرى كانت المعاملات الانسانية وشملت كل ما يخص حياة البشر من عقود واحكام زواج وطلاق وميراث والجنايات وحتى احكام الجهاد، اَي انها مسكت دين المرء ودنياه، وتوسعت حلقة القضاة ومجالسهم وأقيمت الدعاوي وأصبحت للشهادة شروطها وللدعوة اجلها، وللبينة المطلوبة اثرها سواء سلبي او إيجابي، وأصبح الفقيه قاضي وإمام وحاكم مجلسه، لا تُرد كلمته لانها كلمة الدين، ولَم تحدث شروخ واسعة في تلك السياسة والتعاملات الا لظروف خارجة اثرت على ما كان متبع عليه.

##ما الذي حدث؟
حدث اجتياح( حداثي) للأمم المسلمة التى كان لها شريعتها الخاصة المتمثّلة في شخص الفقيه، وحلقة الوصل مع الحاكم بكل تجلياته سواء كان خليفة، او ولي، او ملك او سلطان، او أيا كان المسمى الذي سُمي به، فظهرت امّم جديدة بأسلحة جديدة، ونوايا مبيتة على الاستعمار مهما كان غطاءه، سواء كان استعمار قانوني كما حدث للهند وجنوب شرق اسيا والذي استغل النفوذ التجاري لشركة الهند الشرقية وتدرج تدخلها من مجرد شريك تجاري عملاق في المنطقة لاستدعاء قوات الامبراطورية لحماية تلك المصالح والنفوذ التجاري تحت مسمى قانوني، وامتداد هذا الاستعمار بالتدريج للشرق الأوسط وافريقيا، وما تبعه من تدخلات عنيفة امتدت لكل ما في تلك المجتمعات والتي يغلب عليها الطابع الاسلامي، فتحول النفوذ التجاري الى نفوذ الحكم وبسط السيطرة كاملة ومعها القوانين والدساتير ذات الطابع الغربي مع مسحة من ظلم المستعمر القوي، الى ان اصبح مفهوم( الحداثة) هو القادم ليحكم، معه النزعات الاجتماعية التي ظهرت وأدت الى خلل بين فصائل المجتمع الواحد.

## ما الذي تغير؟
تغيرت الحاجة المجتمعية ذاتها، لم تصبح الشريعة هي اداة الربط بين الفئة الحاكمة والمحكومة، بل ازداد الاحتياج لإعادة منهجيتها ووضعها في الإطار الحداثي الجديد الذي يضمن لها الاستمرارية، وخاصة مع النزعات القومية والاستقلالية لكل دولة/مجتمع كان يلجأ اليها في كل خلاف، ففي تلك المجتمعات أصبحت مفاهيم مثل الدولة- العلماء- الاسلاميون، وغيرها من التصنيفات متناحرة فيما بينها، كل يطالب بالسطوة/السلطة، دون معيار واحد يضمن ثبوت أحقيته.
Profile Image for Salma.
404 reviews1,236 followers
February 22, 2021
كتاب عظيم وضروري ومفصلي
نظرة متعمقة ودقيقة لمفهوم الشريعة وبنيتها وكيفية ممارسة المجتمعات المسلمة لها عبر التاريخ بالتفصيل المسهب
بحيث يظهر كيفية التطور التاريخي لها ثم التحولات التي طرأت عليها من خارج سياقاتها في القرون الأخيرة وسببها، حتى انقطع آخرها عن أولها
مع كثير من المقارنات مع القوانين الغربية الحديثة والتحليلات المتبصرة للمؤلف تثير الإعجاب حقيقة
وتفتح باب الحلول لبعض الاستشكالات التي كانت في الذهن
ومع الترجمة المتقنة المدققة
جعلته كتابا كاملا بنظري
" لا مبالغة في قولنا إن الشريعة مثلت، طوال ما يزيد على ألف عام، مجموعة معقدة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية التي اخترقت البنى المعرفية للنظم الاجتماعية والسياسية. فقد كانت ممارسة خطابية تقاطعت فيها هذه العلاقات واستند بعضها إلى بعض وأثر بعضها على بعض بطرائق متعددة. وهذه الممارسة الخطابية، التي تضمنت نظما ومجموعات وإجراءات قاوم بعضها بعضا وعزز بعضها بعضا وأثر بعضها في بعض تأثيرا جدليا، تجلت في الإجراءات القضائية كما تجلت في الكتابة والدراسة والتدريس والتوثيق. [...] وتضمنت مجتمعا يتمسك بالأخلاق تمسكا عميقا ويعد الشريعة، بفاعليتها، أمرا مسلما به، فالحق أن الشريعة نفسها كانت قائمة على افتراض أن جماهيرها ومتعاطيها كانوا يشكلون، على طول الطريق، مجتمعات أخلاقية وأفرادا ذوي أسس أخلاقية، وتضمنت نظاما فكريا معقدا وراقيا كان فيه الفقهاء والمنتسبون إلى المسلك الشرعي مدرسين ومفكرين كانوا، من جهة، مؤرخين ومتصوفين ومتكلمين ومناطقة وأدباء وشعراء، وأسهموا، من جهة أخرى، في صياغة مجموعة معقدة من العلاقات [...] فالشريعة لم تكن إذن مجرد نظام قضائي وفقه وظيفته تنظيم العلاقات الاجتماعية وانهاء النزاعات والتوسط لحلها، بل كانت أيضا ممارسة خطابية ربطت نفسها بنيويا وعضويا بالعالم من حولها بطرائق عمودية وأفقية، وبنيوية وخطية، واقتصادية واجتماعية، وخُلقية وأخلاقية، وفكرية وروحية، ومعرفية وثقافية، ونصية وشعرية، وظرائق أخرى كثيرة"0
والحمد لله الذي وفقني لقراءته
Profile Image for Zyad Shaaban .
114 reviews30 followers
December 13, 2020
اذا انطلقنا من توصيف الدكتور حلاق خلال هذا السفر العظيم لتاريخ الشريعة فالدولة حتما مستحيلة
حوالي ثلاثة أشهر مع كتاب الشريعة الممتع
استمتعت جدا بالمقدمة الطويلة والخاتمة المقتضبة رغم الصعوبة البالغة للمقدمة على غرار فصول كتابه قصور الاستشراق
كتاب لا يلخص وإنما يجب القراءة لمن مهتم بإطروحات الدكتور ومهتم بالمواضيع المتعلقة بالشريعة وعلاقاتها بالحداثة والقانون
كنت أتوقع أن أجد فصل التحديث ممل بحكم أن الكثير طرحه الدكتور لاحقا في كثير من كتبه ولكن الدكتور في جعبته الكثير والكثير عن التفاصيل الدقيقة لتفاصيل المحاكم والقضايا الفقهية والقانونية وخصوصا في فصل أندونيسيا والهند
الترجمة عظيمة ولم أحس للحظة أن النص مترجم إلا القليل في المقدمة الطويلة
Profile Image for نجد.
409 reviews221 followers
February 10, 2020
كتاب ضخم وقيم للغاية.
عيبه كثير من المصطلحات غامضة
والمؤلف محايد للغاية وإن كان الكتاب بطبيعة الحال لم يخلو من بضع أخطاء
May 26, 2022
كتبت "إلى الفناء إذن" معلِّقًا وخاتمًا بها الكتاب فهذه هي النتيجة التي يتوصّل إليها حلّاق أو يوصِلنا لها من خلال سيرنا معه، وقبل أن نستبق النتائج ونتحدث عنها علّنا نبدأ بالعنوان فهو يحيل على المدروس والمبحوث في داخل الكتاب فحلّاق سيدرس (النظريّة) في الجزء الأول ويقصِد بها أصول الفقه لأنها تُنتج أو تضبط الفقه وهو موضوع الجزء الثاني (الممارسة) ثم ينتقل بنا إلى الجزء الثالث (اجتياح الحداثة) وهنا سيبرز التأثير على الشريعة وقوّة الحداثة في تغييرها جذريًّا.

ومما يجب توضيحه هاهنا أن الكتاب يبحث فيما "يتعلّق بالشريعة الإسلامية، لا بالشريعة في الإسلام" أي بالممارسات التأريخية للشريعة أي بما هو كائن فهو يرى أن هذه الممارسات التأريخية "جزء مكمل لطبيعتها وتجربتها الحيّة." وفي نص يقول " وقد عددنا الشريعة بوصفها موضوع هذا الكتاب، الحصيلة الكليّة لتأريخها التّزامني والتعاقبي... وأن فهم الشريعة في الزمان والمكان يجب أن يراعي إرثها التراكمي... وأن تاريخها جزءًا مكملًا لتجربتها الحيّة" فالشريعة عنده هي التي شكّلها الفقهاء بعد وفاة النبي وعندما استقرت المدن وهذه الرؤيا لا تفصل بين النظرية والتطبيق كما يحب البعض تصويره عند قراءته للتراث.

وإن أردت موضعة الكتاب في سياقه المناسب لوضعته في سياق مابعد الحداثة فقد أختار وائل حلّاق الشريعة الإسلامية النموذج الذي من خلاله ينقد الدولة الحديثة ومؤسساتها متبنيًّا نظرتهم للدولة بأنها مؤسسة الضبط والرقابة والعقاب.. ولمزيد من الدقة في موضعة الكتاب هو كتاب أكاديمي موجّه إلى طلاب قسم الدراسات الإسلامية في الغرب ويصنّف ضمن مجال النقد مابعد الكولونيالي(=الاستعماري) وهدف الكتاب اعادة النظر في مسلّمات الاستشراق بل ازاحتها.

ولأن الكتاب ضخم بصفحاته وحجمه ارتأيت أن أجعل المراجعة للفصول على شكل نقاط ألخّص بها رأيه ورأيي وقراءتي لنصّه:
المراجعة طويلة جدًّا وهي هنا للمهتمين بهذا الشأن
7 reviews29 followers
April 20, 2022
Hallaq presents a magisterial, erudite, and thorough overview of an evidently "efficient, communally based, socially embedded, [and] bottom-up" legal system that governed not only individual Muslims' relationships with the Divine, but also offered the flexible ethico-moral framework that sustained some of history's greatest civilizations. Essential reading for insight into a poorly understood subject—it is, however, a bit academic.
Profile Image for Asma.
73 reviews46 followers
July 31, 2023
توصية مهمة💯
عمل فكري ضروريّ لمسلميّ هذا الزمان ولغيرهم، "الشريعة" كما لم أفهمها من قبل، وبالطبع هذا كتاب تخرج منه بغير الذهنيّة التي دخلت بها.
Profile Image for Abu Kamdar.
Author24 books335 followers
December 18, 2024
A lengthy in-depth academic look at how the Shariah works, how it was implemented historically, and recent historical events that led to the dismantling of the Shariah. For anyone looking to understand the Shariah on a deeper level, this is the most important book in the English language on the topic.
Profile Image for Saqib Qureshi.
23 reviews
February 28, 2021
Thorough

An excellent overview if a little dry. In terms of academic rigour and thoroughness, it’s right up there. Covers the topic from a spectrum of eras and geographies
Profile Image for Shaima.
142 reviews13 followers
February 4, 2022
أربعة أشهر رفقة هذا الكتاب الممتع جعلتني أنظر للدين والشريعة من زاوية مختلفة، الزاوية التي عُتم عليها لفترة طويلة . أن يستطيع كاتب مسيحي أن يفعل هذا لأمر يدعو الى العجب والتأمل.
Profile Image for امجاد العريفي.
7 reviews
June 14, 2022
كتاب رائع جداً يقدم للشريعة من وجهة نظر اخرى مهمة وان لم اكن اتفق مع معظمه الا انه مهم جداً
Profile Image for محمد مهني.
67 reviews12 followers
June 18, 2022
أول مرة أقرأ للاستاذ وائل وحقيقي كتاباته رائعة وماتعة... من أجمل ما ستقرأ عن الشريعة الإسلامية منذ ظهور الدين الإسلامي وحتى يومنا هذا
Profile Image for Hamid Harasani.
Author2 books38 followers
November 29, 2011
This is an amazing book. It is really comprehensive for its size. Hallaq deals with the main sources, and bodies of Shariah law. He also deals with some contemporary legal philosophical questions such as state-law and Shariah & Morality in Shariah. Hallaq also discusses some of the post-modern thought that has been espoused in relation to Shariah.

If you are specialising or specialised in Shariah, this is a must read. However, if you just want to get an overview of the law, this might be a difficult tome to start with.
Profile Image for Jean-philippe.
2 reviews3 followers
March 20, 2013
Excellent book, written by a monument in the field, with in dept analysis for both neophytes and learned scholars. If it's your introduction book to Islamic Law, it seems a bit daunting at first, but delivers and explain harder to grasp concepts in an easy to understand fashion. I'd recommend to read Schacht and Fadel as well to get a grasp at the different views on the topic. Overall, an enlightening book!
Profile Image for Ahmet Kuru.
Author5 books53 followers
September 14, 2013
This is a very comprehensive book that includes the origin, sources, and categorization of Sharia, as well as modern discussions on its relationship with the nation-state.
Profile Image for Tariq Almubarak.
29 reviews135 followers
August 6, 2024
جهد مذهل في سرد تطور الشريعة كنظام تشريعي واجتماعي وفق رؤية حلاق التي تطورت خلال عقدين
Displaying 1 - 21 of 21 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.