What do you think?
Rate this book
236 pages, Paperback
First published January 1, 1834
� لن أستطيع نسيان شئ من عنايتك وسهرك عليّ سهر الأم على وليدها ولا تلك الثقة النبيلة التي سادت خلواتنا الأخوية ولا رقة سلوكك. وهي كلها مغريات ومزالق نحس نحن النساء أننا عزلاوات من السلاح أمامها. بيد أني يا سيدي اللورد أشعر أن مكافأتك على صن��عك شئ يتجاوز طاقتي. �
� فالواقع أن الفتاة الصغيرة تكون غارقة في الأوهام وتجد في العنصر الجنسي الواقعي الغامض شريكا متواطئًا ودافعًا خفيًا وراء حبها بحيث لا يكون ذلك الحب منصبًا على موضوعه الظاهري وهو الشاب المحبوب. فالذي يثير حبها للشاب ليس الشاب نفسه وإنما العامل الفعال هو رغبتها الجنسية التي تتلهف على أن تجد لها متنفسًا.
أم� المرأة الناضجة فتعرف غاية المدى الذي ستصل إليه تضحياتها في سبيل حبها. فحيث تنساق الفتاة الغريرة مدفوعة بالفضول وبعناصر غواية غريبة عن عنصر الحب المجرد الخالص تجد المرأة الناضجة تحب انصياعًا لعاطفة واعية تدرك كل شيء عن دوافعها ونتائجها وتجربتها النفسية.
إ� الأولى تنساق وتنقاد مسلوبة الإرا��ة أما الأخرى فتختار مفتوحة العينين. وفي ذلك الاختيار إطراء عظيم للرجل المحظوظ. فالمرأة المجربة حين تمنح نفسها بذلت شيئًا هو في الواقع أكثر من نفسها هو حصيلة تجارب حياتها السابقة وخبراتها التي اكتسبتها بثمن باهظ هو آلامها وعبرات فشلها. أما الفتاة الغريرة الجاهلة الساذجة فلا تعرف شيئًا ولم تجرب شيئًا فلا تستطيع أن توازن وتقارن وحين لا تكون موازنة ولا مقارنة لا يمكن أن يكون حسن تقدير ولا وزن صحيح للأشخاص والأمور. فهي تتقبل الحب عندئذ لتتعلم منه وتجرب الحياة من البداية. �
� إن حب المرأة المكتملة كالمدينة الباهرة التي ندخلها بانتصار واحد أو تذعن لنا لأنها تخاف على كنوزها من السلب والتقويض. أما حب الفتاة الصغيرة فهو كالسهول المنبسطة التي ترتفع فيها أعلام البناء علينا أن نخوض في كل يوم معركة للتغلب على جديد منها وترويض عصي لم يفتح من أرجائها.
ل� نجد عند المرأة إلا دموعًا أو مسرات. أما الفتاة فنجد عندها مشاكلها الشهوانية مع نفسها التي لم تكتشف أغوارها بعد ونجد الندم والحسرات لأنها أحبتنا من غير علم أو فطنة. �