ضابط الشرطة محمود طلعت كان قد ارتكب خطأ مميتا ظل يلاحقه حتى بعد انتقاله الاختياري من ادارة المخدرات إلى المباحث الجنائية، ثم يكلف بالتحقيق في ملابسات قضيته الأولى، زوجة تقتل في ظروف غامضة داخل الفيلا التي تسكنها مع عائلتها، للوهلة الأولى قد تبدو القضية سهلة والجاني معروفا، لكن الحقيقة غير ذلك، سرعان ما تتعقد الأمور ويتحول الجميع فجأة إلى مشتبه به، والأسرار الدفينة تبدأ في الظهور واحدا تلو الآخر،،،ليجد نفسه أمام قاتل يتمتع بدهاء حاد ويحسن إخفاء آثاره جيدا،،، بين ماض يؤرق منامه، ولغز يحتاج إلى كامل تركيزه، يقرر محمود أن يسعى إلى تحقيق العدالة مهما كلفه الأمر حتى لو اضطر الى أن يصطدم مع الجميع، فهو ببساطة، لن يحتمل ارتكاب خطأ آخر.
رواية بوليسية رائعة ، حبكتها قوية و طريقة عرضها مرتبة و منسقة، أجاد الكاتب فيها الوصف و نقل التفاصيل فكانت أشبه بمشاهدة فلم 3d . روعة القصة جعلتني أتمنى لو أن اللغة كانت أكثر بلاغة و أعلى إنشاء و مع هذا فأنا ممتنة للرواي التزامه الفصحة و عدم انسياقه لموضة اللغة العامية .
نزار عيسى كاتب غير معروف و لم اسمع به مطلقا لكن وقعت روايته بين يدي صدفة و انا ابحت عن شيء بوليسي فيه اتارة و تشويق و قصة و انا في خضم البحت تجاهلت دماء جافة مرات عديدة او حدود نهاية السنة فبدأت في قرأتها بدون حماس لكن في خضم توالي الاحدات و جدت ان الرواية جميلة و مشوقة وذلت لغة سلسلة و متميزة تدور اخداتها في اقيام الشرطة و جاردن سيتي الراقي جريمة قتل غامضة و قاتل مجهول الهوية و ضابط محنك كل هذه التوفيلة في قالب روائي جميل
الرواية جميلة جدًّااا ، الحبكة جيدة جدًّا مع الالتزامِ بقواعد اللغةِ العربية الفصحىٰ . لكن عذرًا ، لم يصل لي المقصد من اللقاءِ بين القصير ومحمود خاصةً أنه لم يقتله ولم يعرضِ للقارئ إذا عرفَ مكان السيّافِ بالفعلِ أم لا أم كانَ لمجرّدِ التركيز على كونِ غضبِهِ من تأنيبِ ضميرِهِ من القتلِ الخطإِ وليسَ من فشلِهِ في العثورِ عليه ؟!
لماذا اظن ان هذه الرواية مختلفة عن بقية الروايات البوليسية الأخرى في الأدب العربي هذا ليس ريفيو بالشكل المتعارف عليه..هي مجرد نقاط محددة وجدت انها تستحق ان اقف عندها بصفتي قارىء نهم لهذا النوع من الادب البوليسي الحديث وبخاصة الادب المترجم.. _الكاتب متاثر جدا بالادب البوليسي الغربي وبرأيي لو لديك مرجع جيد فمن الاولى ان تستفيد منه حتى ترتقي بكتاباتك..لكن هذه يمكن ان تكون سيئة بقدر ما هي ميزة.. الامر الجيد في هذه الرواية هو انها قدمت بطابع شرقي طمست المعالم القبيحة هذا التاثر وابقت على المعالم الجميلة.. -الكاتب فكر بحبكته وعالجها بشكل جيد..والاهم انه قدم رواية بوليسية ولم ينحرف عن خط سيره..ركز على الجريمة او الجرائم وبنى تسلل الأحداث والحبكة عليها ..حتى الحكايات الفرعية يتضح انها مرتبطة بالحدث الرئيسي او بتحديد سلوك الشخصيات الرئيسية وتفاعلاتها مع بعضها البعض...بمعنى ان الكاتب لم يسعى ليحقق اثنان او ثلاثة بواحد فتجد الرواية اصبحت في فترات رواية رومانسية عن قصة حب ومرة كوميدية ومرة رعب...كما انها تخلو تقريبا من الحوارات الجانبية التي ليس لها اي داع الا لمجرد الإطالة. -اشخاص الرواية تشعر بانهم موجودين في واقعنا فعلا..هم رجال متزوجون لديهم عوائل ويرتكبون الأخطاء..بعيدا عن الثيمة المكررة دوما عن البطل الذي يسكن في شقة لوحده والمقطوع من شجرة تماما ويعيش قصة حب من طرف واحد ويحب الاستماع للاغاني الاجنبية وهو يشرب البيرة والخ.. _هناك اجراءات بوليسية حقيقية..هناك مهام يمارسها ابطال الرواية وهم يؤدونها على قدر طاقتهم..هناك تحقيقات وتحريات واجتماعات ومداهمات وتحليلات وطب شرعي وادلة وغيره والقارىء مطلع عليها اولا باول..لن تجد الضابط الذي يبقى من دون نوم ٤٨ ساعة او ٣٦ ساعة سبب انهماكه في العمل لكن من دون ان يملك القارىء اية فكرة عما يفعله اصلا..ولن تجد الشرطي الذي يمدح ذكاء الضابط البطل ويمجده وانت لا تعرف ما الذي فعله البطل ليستحق هذا المديح ..هنا توجد ادوار ومهام حقيقية اسندت للشخصيات والقارىء على دراية بها _الكاتب لديه معرفة بالتقسيمات الادارية والاختصاصات الوظيفية لسلك الشرطة...ليس بامكاني ان احدد ان كانت صحيحة او من وحي الخيال لكن الكاتب نجح بابرازها على ارض الواقع..اما انه عمل في هذا المجال او انه اجتهد فعلا في البحث _بالعودة للمضمون مجددا وفي هذه الرواية لن تجد مصادفات ساذجة..ولا تشعر بان الكاتب تورط في حبكة معقدة تفلت من بين يديه..ولا نهايات غير منطقية فقط لمجرد ان تكون صادمة للقارىء ولكنها تترك تساؤلات اكثر مما تقوم بسد الفراغات..يبدو لي ان الكاتب حضر لفكرته منذ البداية وقدمها بتسلسل جيد اتمنى ان تكون هذه الرواية ومثيلاتها من الأعمال المشابهة لها بداية لعهد ادب بوليسي عربي يوازي الاعمال العالمية.
النوع:ادب الجريمة.زمن القراءة :٤ ساعات السرد: باللغة الفصحى سردا وحوارا..اسلوب بسيط والتشبيهات البلاغية قليلة والايقاع مناسب لرواية تشويق..هناك بعض الأخطاء الاملائية..وهناك فقرات شعرت أن الكاتب تسرع فيها قليلا وكان يمكن ان تصاغ بطريقة أفضل الشخصيات: التنوع في الشخصيات جيد جدا والصفات المتباينة ظاهرة..هناك الطيب والشرير والجاد والمغرور والجبان والخبيث والداهية..والتمهيد لها مناسب جدا الحبكة: ربما هذا أهم ما ميز الرواية..حبكة مكتملة وتمت صياغتها بطريقة جيدة جدا وبأسلوب مناسب لرواية أدبية وأجابت على جميع التساؤلات الأساسية..هناك حكايات جانبية تركت مفتوحة ولكنها غير مؤثرة على الحدث الرئيسي النهاية: جيدة جدا..ولكن ما شدني هو الفصول الأخيرة التي سبقت الفصل الحاسم..كلما وضعك الكاتب في طريق اكتشاف اللغز تجد أنه بنقلك فجأة الى طريق آخر مختلف لتكتشف في النهاية ان هذا كله تمهيد للكشف الرئيسي..والحوار النهائي كان رائع للغاية رواية جميلة جدا ومناسبة لعشاق أدب الجريمة