ما كنت أريد من العالم كلّه إلّا أنت واليوم أقول: «لك العالم كلّه إلّا أنا»
في كتابها الجديد، تحكي أحلام مستغانمي قصة رجل لوّعه الفراق، ففقد ثقته في الحب من الأساس. رجل غامض يتقرب من الكاتبة، بطلة القصة، ويخاطبها بكلماتٍ ليست سوى كلماتها. جملٌ سبق وقالتها لكاميليا، ملهمة كتاب نسيان كوم الذي حقق أعلى المبيعات. من هو هذا الرجل وماذا يريد منها؟ كالعادة، تحملنا أحلام إلى عوالم العشق المثيرة وألاعيب القدر الخبيثة. في هذا الكتاب أيضًا صفحات من ذكريات أحلام الكاتبة والإنسانة، تسردها لأول مرة على القارئ. ذكريات طريفة عاشتها مع قامات عاصرتهم مثل نزار قباني وغازي القصيبي، وأخرى عائلية خاصة. فيه أيضًا أبطال رواياتها، علاقتها بهم وبالكتابة، فراقها لهم بعد كل كتاب، ولقاؤها المتجدد مع الكتابة بعد كل حين. كل ذلك بالأسلوب الممتع المكثّف سرديًا الذي عوّدتنا عليه، وبالمحتوى الزاخر بقصصها وقصص الآخرين وهمومهم وواجسهم إن كانت عاطفية أو اجتماعية أو وطنية.
من مواليد تونس ،ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 . وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظًا إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك ( 45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN . عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي ، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.
أحلام مستغانمي كاتبة تخفي خلف روايتها أبًا لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. لن نذهب إلى القول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا. ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياته التي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.
كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي. وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال Victor Hugo, Voltaire Jean Jaques, Rousseau,. يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة. كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.
وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة. هذه المأساة, لم تكن مصيرًا لأسرة المستغانمي فقط. بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الاستعمار. بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه. فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.
كنتُ يافعاً للغاية حين تعرفت إلى أحلام من خلال روايتها "ذاكرة الجسد"، في أواخر التسعينات تقريباً، أي قبل أكثر من عشرين عاماً، لأكمل بعدها قراءة كل أعمالها الروائية، والتي يستطيع القاريء بسهولة أن يتعرف فيها على أحلام الشاعرة، أكثر منه إلى أحلام الروائية. إنها دون شك، أحد أكثر الشخصيات الأدبية العربية إثارة للجدل ابتداءً ببداياتها كشاعرة، مروراً بدخولها عالم الرواية، والثناء المنقطع النظير الذي حصلت عليه من شخوص أدبية رفيعة، كنزار قباني ونجيب محفوظ.
تعرضت أحلام إلى حملات شنيعة من الاتهامات والشتائم والنقد الخارج عن آداب النقد الأدبي تماماً وحقيقة، أستطيع أن أتفهم كيف من الممكن أن يكون زواجها من الإعلامي اللبناني جورج الراسي مغرياً للبعض فيكيل لها الإتهامات بأنها قد استفادت من علاقات زوجها في الحصول على الشهرة والمكانة التي حصلت عليهما بالفعل، وإن كنت أشك في أن ذلك ما دفع نزار قباني كي يقول فيها ما كتبته على غلاف ذاكرة الجسد، أو ما قاله فيها نجيب محفوظ من أنها بقعة من النور وسط الظلام الأدبي العربي ! كل هذا بالنسبة لي محض هراء ! فأنا أرى أنه من واجبي دعم النقد الموضوعي، المتجرد، غير المنحاز، على أي أساس؛ جنسي، عرقي، ديني.. أنا مع النقد الذي يحمل وظيفة التنظيم، والتصنيف، والتقويم الذي يتعرض إلى إيجابيات العمل الأدبي، وسلبياته.. لا ذلك المنحاز، الفضائحي، الذي يتوقف على كل توقيع من شفتي أحلام على رواياتها للقراء !
رغم كل الحملة الشعواء التي تتعرض إليها أحلام بين فترة وأخرى، فلقد احترمتها جداً في كتابها "النسيان.كم" رغم الاسم والذي لربما لو اكتفت بجعله "نسيان" لكان أفضل وأبعد حقاً عن الابتذال، ولكن، لا يمكنني ألا ألاحظ الشغف والصدق الذي كتب فيها ذلك الكتاب. خاصة، مع كل تلك النصائح التي كانت فيه، والتي أعلم قطعاً أن هناك الكثيرات من كنّ في حاجة ماسة إليه. ولا زلت أتذكر كيف كانت أحلام متحمسة للدرجة التي جعلتها تشتري موقعاً تسميه بنسيان.كم وإعلانها أن كتابها هذا هو الأول من سلسلة تحتفي فيها ببقية ما يتعلق بالحب. وقد تفاجأت مع الآخرين بخروجها عن وعودها تلك، وإصدارها لروايتها الأخيرة الأسود يليق بك، ومن ثم تخليها عن موقع نسيان.كم ! ما الذي حدث ؟
تنتمي أعمال أحلام للمدرسة الرومانسية الجديدة، والتي أستطيع أن أتفهم مدى شيوع انتشار معجبيها، ومدى شعور فئة معينة للاستفزاز بداعي الابتذال وقلة الفائدة وما إلى سوى ذلك مما يكال لأحلام وما تكتبه من اتهامات وشتائم وشائعات. ويحدث أني أقف في مكان ما في المنتصف، فقد لا أحب كل ما هو مصنف تحت قائمة الرومانسية الجديدة، ولكن هذا لا يعني أبداً، عدم تقبلي وتفهمي، بل واحترامي لوجود هذه المدرسة الأدبية بكل ما قدمته للأدب العالمي من تحف فنية. ولا يمكنني أبداً، أن أتفهم مقارنة كتب الفكر والفلسفة بكتب أحلام ! أو وضعها في مقارنات أمام أعمال دوستويفسكي مثلاً. وهذا ما دفعني في السابق لأن أكتب مراجعتي عن رواية الأسود يليق بك. فالفن، له وظائفه الخاصة، بينما للفلسفة والفكر وظائفهما الخاصة كذلك. ووجود أحدهما لا يلغي الحاجة للآخر على الإطلاق. وقد تحدثت عن النمط الفني المتكرر في أعمال أحلام خاصة، الثلاثية، والنسيان، بالإضافة إلى الأسود يليق بك. واليوم، أقف أمام كتابها هذا حائراً.
بعد خمس سنوات من روايتها الأخيرة؛ الأسود يليق بك، تعود إلينا أحلام بكتابها الجديد جداً؛ شهياً كفراق. والاسم يوحي بأنه تتمة لمشروع النسيان، أو هكذا تهيألي قبيل قراءتي لهذا الكتاب القصير إلى حد ما. ولا بد للقاريء الكريم، أن يلاحظ أنه ليس كذلك أبداً. فما هو إذن بالضبط ؟
تقول أحلام في الصفحات الأولى من الكتاب، بأن الناشر قد تواصل معها، متسائلاً عن موعد كتابها الجديد، وأنه قد مضت فترة طويلة على كتابها الأخير. ثم تستمر خلال كل الجزء الأول من الكتاب في إخبارنا عن الإرهاصات الأولى لكتابة هذا الكتاب، وما الذي قد يحفزها على كتابته فيما يشبه البث الحي والمباشر لتأليفه، وأخيراً، تبدأ فيه في الجزء الثاني منه، وو عبارة عن رسائل منها إلى صديقتها كاميليا والتي كانت سبب كتابتها لكتابها السابق "نسيان.كم". إذن، هو ليس برواية ؟ أجل، الكتاب ليس برواية، بل رسائل من صديقة، إلى صديقتها وحسب.
ذكرني كلام أحلام عن ناشرها حين تواصل معها مع روائية كنت قد قرأت بعضاً من رواياتها وسألتها عن بعض الفقرات التي تشبه الخواطر في وسط السرد الروائي والتي تبدو مقحمة على النص. فأخبرتني أن الناشر قد تواصل معها وأخبرها أنه يرغب أن تكون الرواية أكبر حجماً، فما كان منها إلا أن أضافت هذا الحشو لتسمين الكتاب حسب رغبة الناشر. هنا، نشاهد أمراً، مشابهاً في رغبة الناشر في إصدار كتاب ما لأحلام، فما كان من أحلام، إلا أن جلست وجلبت قطة، فهي لا تستطيع أن تخلق حبيباً بعيداً كي يحفزها، ومن ثم شرعت في فكرة كتاب جديد من لا شيء أكثر من مجرد رسائل من صديقة إلى صديقتها. هذا طبعاً، بعد مقدمة لطيفة على حكم الابتذال في كتب الرسائل بين الأحبة والذي يحدث أنها لا تنشر إلا بعد وفاء العاشق صاحب الرسائل، في كلام أوافقها عليه بالطبع. ولكن، يبدو أن لأحلام رغبة في كتابة رسائل ما على أي حال.. فخرجت إلينا بهذا الكتاب.
إن من يقرأ هذا الكتاب، يلاحظ غياب الشغف. نستطيع أن نرى أحلام "مطفأة" وهي تكتب ما هي مجبورة على أن تكتبه ! فقط كي تخرج إلينا بكتاب "ما" جديد. ويمكنني أن أفسر هذا بما هو موجود في نفس كتاب النسيان.كم.. فصديقتها كاميليا كانت قد تزوجت في نهاية المطاف من يحبها، لا من تحبه. لربما كان هذا كافياً ليقتل شغف أحلام على كتابة المزيد في مشروعها الواعد. لقد كان له مفعول السم، يحتاج إلى الوقت كي يقتل.
يمكنني القول بأن أحلام صديقة ممتاز، فقد عادت كاميليا لتكون سبباً جديداً لأحلام كي تكتب، من خلال تلك الرسائل التي أخفتها لدى أحلام من حبيبها السابق، والتي تود الاحتفاظ بها رغم زواجها بسواه. ذلك الذي يحبها ولا تحبه. يا لنرجسية بعض النساء، يمسكن بالعصفور، ويحنفظن بتسجيل صوتي لمالك الحزين يغني فراقهن ! لقد تفهمت أحلام هذه الشاعرية لصديقتها، ولأنها أكثر احتراماً من أن تنشر رسائل العاشق الذي استيقظ بعد زواج حبيبته.. قررت أن تنشر رسائلها هي إلى كاميليا. وما يثير الاهتمام هنا، هو حديثها عن كونها لربما وقعت في حب حبيب كاميليا من خلال رسائله وعبر التواصل معه إلكترونياً. ونحن هنا، لا نتحدث عن علاقة حب حقيقية كالتي نقرأها في الروايات -منها روايات أحلام ذاتها- ولكنها علاقة هلامية تتمحور حول التواصل الإلكتروني فقط لا غير، بل وتنتهي كما بدأت؛ إلكترونياً.
أتفهم جيداً، كيف من الممكن أن تثير بعض تصرفات وتصريحات أحلام حفيظة البعض. ولكن هذا لا شأن له بالأدب. كما لا شأن لحياة الكاتب الشخصية في النقد الأدبي إلا فيما يمكن للنص أن يحمله من إسقاطات شخصية من حياة الكاتب.
كما قلت في مراجعة سابقة عن أحلام، من الصعب أن تكتب عن أحلام دون أن تشعر بالحميمية.. كتلك الموجودة في رواياتها.. ويبدو أنني خرجت عن سياق ما هو معتاد في مقالاتي ومراجعاتي في عدوى من قراءتي لها.
خلاصة، إن هذا الكتاب، هو محاولة من أحلام لإرضاء ناشرها، ورغبة منها في نشر كتاب ما، ولربما هو طلب للمواساة، أو تلبية لحاجة ماسة للكلام مع صديق. ولكن، وبرأيي، إن محتوى هذا الكتاب، يصلح ليكون مقالاً، لا كتاباً كاملاً. من المؤسف حقاً، أن نشاهد أحلام على هذه الصورة. مطفأة، حيث أحلام تفتقد لقدرتها على خوض الأحلام ! ربما كما ذكرت في هذا الكتاب. أو، لربما أكون أنا من توقف عن الحلم، فلم أعد أستسيغ قراءة مثل هذا الكتاب، وإن كنت لا أذكر متى كنت أستسيغ ذلك. وهذا ما قد يدفعني لعدم التردد في عدم قراءته لو كنت أعلم أنه رسائل قبل قراءته بالفعل. هناك من يحبون مثل هذا النوع من الكتب، لكنني حتماً لستُ واحداً منهم.
كان يجب على الكاتبة أن تطلق على العمل الحالي "أنا وأبطالي وقرائي" بدلا من العنوان الحالي الذي لا يعبر عن محتوى العمل إلا قليلاً بداية الكتاب محبطة نوعا ما، فلا يمكنك أن تستشف عما يدور، وكما يقولون في المثل العامي"التاجر المفلس يبحث في دفاتره القديمة" لا يدور الكلام سوى عن أبطال الروايات السابقة التي كتبتها، وقصصها في التواصل مع القراء عبر صفحتها الشخصية على الفيس بوك، وشكوتها من الوقت المهدر في الرد على معجبيها مما يعوق عملية الابداع لديها، ثم قرارها بفراق الملايين من معجبي صفحتها كي تتفرغ لكتاب جديد عن الفراق بعد فترة طويلة من الانقطاع عن الكتابة تصورت أن تلك مقدمة لا بد منها قبل أن تبدأ بالفعل في معالجة موضوع كتابها الحالي، لكن حالة التخبط والتنقل غير السلس بين المواضيع استمرت، وفي بعض الفصول كان هوس الكاتبة وتمجيدها لاعمالها وابطالها ودورها الشخصي مع معجبيها به قدر كبير من المبالغة والغرور لم يعجبني تعود الكاتبة فجأة لعملها السابق "نسيان دوت كوم" لتقحم سيرة بطلة الكتاب "كاميليا" في بقية فصول العمل الحالي، مع شخصية افتراضية تلتقيها عبر الفضاء الالكتروني، لتتضح في النهاية أنها شخصية الحبيب الذي هجر كاميليا من قبل كما قلت من قبل لأحلام مستغانمي قدرة هائلة على تطويع اللغة والخروج بصور جمالية تثير اعجاب أي قارئ، لكنها لا تملك قدرة روائية توازيها، فهي تكتب أعمال مبهرة لغويا وفقيرة جدا من حيث الحبكة والفكرة، ويبدو أن ذلك العيب تكرر في العمل الحالي الذي انهيته دون أن اتمكن من تصنيفه، فلا هو رواية ولا سيرة ذاتية أو حتى جزء ثان من "نسيان دوت كوم" ولكنه خليط من كل سبق، خليط يفتقد للترابط والمغزى، ميزته الوحيدة أنك تخرج منه بعدد من الاقتباسات المفضلة لا أكثر
كتاب مخيب للآمال أحلام مستغانمي تتحدث عن علاقتها بقرائها بنوع من التفاخر المبالغ به، وتشيد بالدور الذي تمثله كتبها وأبطالها لهؤلاء القراء، وتلجأ إلى شخصيات روائية سبق وتناولتها في أعمال سابقة لتعيد تناولها في العمل الحالي لكن بشكل باهت لا يقدم أي جديد
تعرفت على احلام مستغانمي عبر ثلاثيتها الشهيرة .. و كان اول ما قرأت لها "ذاكرة الجسد ".. عندها اغرمت بأسلوبها و بأبطالها ..اعجبتني كلماتها و صرت انتظر اصداراتها بشغف ..فبين "ذاكرة الجسد" و "فوضى الحواس " و عابر السبيل " قضينا مع "خالد بن طوبال" عشر سنوات ..فهذه الشخصية كانت حبكة نادرة من الكبرياء و عزة النفس..من الوطنية و الرومانسية تنسيك واقعك و تبعث في نفسها الروح فتصبح اسيرها ..تقول احلام :"الكاتب هو من يتحكم في ابطاله الا انا خلقت بطلا يتحكم بي و اخجل منه ان تنازلت عن مبادئي يوما" فالكاتبة خلقت بطلا اكتشفت مع الوقت انه لم يكن الا صورة عن نفسها ... ابدعت احلام حينها .. الا ان هذا الابداع ما كان ان يكتمل الا " بنسيان.كم" المستوحى من قصة "كاميليا " صديقة " احلام..مرورا ب"الاسود يليق بك" و هو قصة حب بين " هالة" و " طلال" و اخيرا "شهيئا كالفراق" الصادر عن دار نوفل . لا بد من الاعتراف بأن النص الأدبي في هذه الكتب رائع الا انه فقد قيمته مع كل اصدار جديد..فقصص الحب و النسيان و الفراق ما عادت تضيف الى جعبيتي الأدبية الكثير ولكن هذا لا يعني عدم محبتي و تقديري للكاتبة اوعدم انتظاري لاصداراتها الجديدة ..
يقسم شهيئا كالفراق الى قسمين .. في القسم الاول و هو القسم المفضل عندي تروي احلام نبذة عن حياتها و عن ذكراياتها العائلية .. ذكراياتها مع " نزار قباني" و "غازي القصيبي " و عن ذكرايات لها مع ابطال رواياتها ( و هذا ما يتطلب منك ان تكون متابعا لاصداراتها و ان لم تكن يمكنك ببساطة تجاهل هذه المقاطع و المتابعة!!!!) .بطريقة ادبية طريفة..ولكن الملاحظ هنا هو الانتقال من فكرة الى اخرى بطريقة ضعيفة جدا .. فاعتقدت لبرهة انني اقرأ لكاتب مبتدأ..!!! لكن تجدر الاشارة الى ان احلام يمكنها ان تحول فكرة عشقية سخيفة الى مقطع ادبي منمق ..!! لذا اعجبينتي اقتباسات عديدة كاسلوب و كلمات و ليس كفكرة جديدة. ان كنت لا تقرأ كثيرا سوف تعجب باحلام دائما .. لانها تعطينا المادة الوحيدة التي تجعل من جميع الناس قراء مخضرمين فجأة ..!!!!! و هل من موضوع يثير جلبة الناس اكثر من الحب و النسيان و الفراق !!!!!!! هنا و اثناء مطالعتي لهذا الكتاب .. بدأ يفقد قيمته .. و بدأت اقاوم احساس مضيعة الوقت الذي راودني .. و كنت مصرة على التنقيب عما هو مفيد في هذا الكتاب . انتقلت احلام من عالمها لتتكلم فجأة عن صديقتها "كاميليا " التي من اجلها كتبت " نسيان.كم"و هي نفسها الصديقة التي اختقت من حياتها لتعود بدعوة تعلن زواجها من شخص جديد.. و هنا تطنب احلام بالحديث عن النسيان و القطط بنفس الاسلوب الضعيف... !!! و تكمل كتابها برسائل الا انني لم افهم حتى هذه الساعة اين الرسائل فلقد استمرت احلام بقتل خالد بن طوبال .. بالحديث عن الحب الذي اصبح رهيبنة وسائل التواصل الاجتماعي .. تميز هذا الجزء من الكتاب بالتكرار .. و الأفكار القديمة. والفاجعة الكبرى ان تغرم احلام برجل راسلها عبر هذه الوسائل لتكتشف لاحقا انه هو نفسه حبيب كاميليا ..!! الرجل الذي بفضله كتب نسيان.كم !!! ليخاطبها بأسلوبها الأدبي نفسه مستعينا بكلماتها. صدقا قد خاب ظني !!!!!!! تنهي احلام كتابها من دون اللقاء ب " الحب الافتراضي " قائلة ان الفراق موجع و بأنها لم تكن قادرة على اعادة النص ..!!!! سيدتي ارجوك.. في المرة المقبلة اعيدي النص مرارا قبل اصداره .. فهذه النصوص الادبية ليس لك !!!!!! .
اتخذت قرارا لأن أكون موضوعية وأنا أتحدث عن كتاب ولا يأخذني جماله الأدبي . شهيـا كفراق . . هو كتـاب غير متوقع بل كل ما تكتبه احلام غير متوقع اذا اردت الانفصــال عن الواقع فعليك أن تقرأ لهـا . . كثيرًاً أتسـأل أ عالم أحلام مستغانمي هذا واقعيا أي ما تكتبه يحدث ويكون شبيها بالواقع أم أنها سبل لبيع الوهم الذي نستهويه ونهرب به مسافة زمن . اذا كان حقيقة فذلك واقع مرير كل مابه مُـر وعذاب وعنوان كن متعمقا تكن أجمل كن غامضا تكن أجمل افعل عكس الجميع تكن أجمل ولكن إذا كان خياليا فإن كنت إنسانا جادا فما عليك إلا أن تقرأ ما تكتب ولا تعليق بل ولا تقرأ لانك تستضحك كثيرا أما إن كنت حالما ويستهويك الخيال فاقرأ وعش في تلك الأحلام وانسج أبطال وهمية في خيالك وتمني .. ولكن لا تطلب ذلك واقعاا . . بداية الكتاب مقدمة تتحدث فيها الكاتبة عن موضوع الكتاب بطريقتها المعهودة بما فيها من عمق الكلمات ودقة الأسلوب وبعض الإطراءات السياسية التي طالما تشغل جانباً من كتاباتها
ثم بعد ذلك تتحدث عن نفسها ومواقف مرت بها وجوانب في حياتها الشخصية وحياتها العملية،،، وبعض الأسرار " وذلك إذا كانت تهمك " وبعض احاديث مع شخصيات مشهوره كـ نزار وغازي القصيبي كما أنها لا تنسي أن تدس لك بعض حكايات عن كُتّاب الأدب في الشرق والغرب . ثم بعد ذلك تدخل في صلب الموضوع وو قصة وحوارات حدثت بينها وبين صديقتهاا حقيقة .. كما تقول هي ثم عن علاقة فيسبوكية طرأت على حياتهاا بينها وبين آخر ... كما تقول هي (( كيف وهي متزوجة.. لا أدري .. )) وكما توقعت بين الحكايتين وصلة ... كما الأفلام الهندية (( هل هذا واقعا ... الله أعلم)) . . ثم في النهاية الفراق هو سيد الموقف . إذا قرأت تلك القصة على لسان غير أحلام لقلت أنها عبث ولكن احلام تفرض عليك قرائتها وذلك بما تدسه لك من سم الكلام الحلو الذي يجذبك للقراءة فما تقوله عبث ،، ولكن حقا ما رأيت عبثًا يصاغ في حلية أجمل من ذلك الكتاب . . مآخذي على ذلك الكتاب . كثيرًا قلت لنفسي ما إذا كنت سأقرأ في الأدب فحتما سأجد مخالفات دينية (( وتلك أصبحت شائعة وغير مستهجنة )) فلا داعي لذكرها كل مرة ما دمت ارتضيت لنفسي القراءة . *ولكن اريد أن اجد تفسيرا لأنها سمحت لنفسها بتلك العلاقة وما استحت أن تذكرهاا هكذاا أم انا اللتي لم افهم مقصودهاا ،، لم أفهم ،، لا بأس
*هناك جانب من تحدث الكاتبة عن نفسها يُشعرك بجانب من الغطرسة لا بأس به ...
*هناك جزء كبير في علاقتها مع قطتها لم استسغه بالإضافة إلي جزء حوارها مع نزار قباني واعجابها به.. نزار قباني ،، صاحب مقولة ((قدر أحمق))❗❗ن ما أحمق غيرك والله!!
محاسن الكتاب
*الإطراءات والمعلومات التاريخية التي تضيفها دوما الي ما تكتبه
*الصياغة الجيدة لمشوار الصداقة التي جمعتها مع صديقتها رغم بعد المسافات ورغم الجفاء ورغم كل شىء
* كم الاقتباسات الجيدة التي تستطيع أن تأخذها من ذلك الكتاب وكم من المبادئ التي لا يتخلى عنها أصحابها نهـايـة ... هي تجربة لا بأس بهااا.
"أفتقد قلم الرصاص المدرسيّ، الذي بطرفه ممحاة. كان يخفّف من ذعري، لعلمي أنّ ما أخطّه قابل للمحو. وأنني في أداة واحدة أمتلك خيارين ، تمنيت لو أنّ الممحاة أداة من أدوات الحياة، لا من عدّة الكتابة. كي نمحو بها ما ندمنا على فعله في نص حياتنا المليئ بالحماقات".
بعد روايه الاسود يليق بك التي انتشرت وقرات كثير و صار العنوان يستخدم كمديح لما نعلق ع سيده انيقه بالاسود و كانت ببتحول لمسلسل للاسف ما اكتمل المشروع تعود الكاتبه احلام مستغامني بكتاب جديد بالبدايه ليس روايه هو عباره ع رسائل عن الفراق \ الحب ويتخللها مواقف من حياه الكاتبه يشبه كثير نسيان كم اقل مستوى منه بكثير الرسائل مناسبه تكون بوست ع فيسبوك كل اسبوع مثلا تنزله ويلاقي تفاعل ع الصفحه اما انه يكون بكتاب وبعد غياب 5 سنين عن القراء لا يليق بقلمك
وهل هناكَ أجمل من كلام نابع من القلب ! احلام المبدعة أسرتني بهذا الكتاب وكأنها تجلس في قلوبنا لتروي عنا ما تسصعبه ألسنتنا ..كشفت ألمنا وقامت بتعرية روحنا أمام أنفسنا ، قليلة عليكِ كلمة مبدعة .. أتدرين يا عزيزتي ما المعضلة الآن بالنسبة الي أن اعلى تقييم استطيع إعطاءه لكِ هو خمسة نجوم فالبرنامج لا يتيح لي بأكثر .. وأحلاماااااه ، و مصيباه .. لو استطيع أن ألملم نجوم السماء وأضعها لتقييم كتابك ما قصرت... أعجبني جداً ولمس روحي وعمق قلبي وكشفت عن حزن ألّمّ بكل انسان على وجه الارض فبالنهاية كلنا فارقنا شخصاً عزيزاً سواء كان بإختيارنا او مجبرين على ذلك .. اعجبني جداً سيدتي وسامحني ان لم اجد غير خمسة نجوم أمنحها للكتاب ..اما هذه (ما كنتُ أريد من العالم كله الا انت ..واليوم أقول لك العالم كله الا أنا ) أما عن هذه فأمنحها نجوم السماء .... يعزُّ علي فراق الكتاب .... سعيدة بأنهاءه كما اني تعيسة بفراقه 🌸🌸..
قراءة في كتاب (شهياً كفراق) للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي
محمود فلاح المحادين
الكاتبة من مواليد الجزائر عام 1953 حاصلة على شهادة الدكتوراة في علم الإجتماع من جامعة السوربون في فرنسا عام 1982 وحاصلة على جائزة نجيب محفوظ عام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد...
رويداً وقبل أن تُشهروا أسلحتكم في وجهي وفي وجه الكاتبة التي لطالما أثارت الجدل بكتاباتها فعلي أن أذكركم أنها اليوم على مشارف عامها السادس والستين وأنها وان استخدمت في عنوان كتابها إحدى اشتقاقات كلمة الشهوة فهي لم تكن تقصدها كما قفز إلى أذهان بعضكم ممن يقفون دائماً على أهبة الاستعداد للهجوم حتى قبل أن يتبينوا الحقائق أو يكلفوا أنفسهم التريث قبل اطلاق الأحكام المسبقة المعلبة والمعدة كالقنابل المسمارية للإطلاق ومن ثم الإنفجار بعد الثانية الخامسة....
لست هنا بصدد الدفاع عن الكاتبة فأنا من أشد منتقديها ولطالما كنت كذلك ولكنني منصف وموضوعي في تحليل ما تكتب والرد عليه، أما اتهامها بأنها سبب عنوسة ملايين الفتيات العربيات فهذا هراء لا يستحق حتى الحبر الذي يستخدم لتفنيده...الأمر الآخر الذي يجب التنويه إليه أن من يعتقد أن في قراءة رواياتها الجريئة مضيعة للوقت فعليه فقط لقراءة جميع ما كتبت أحلام أن يفرغ نفسه من أبحاثه العلمية في وكالة ناسا لأربع وعشرين ساعة وهكذا سيكون بإمكانه على الأقل أن يناقش عن دراية واطلاع....
كتبت قبل عدة أعوام مقالاً مطولاً بعنوان(ألف غادة وألف غسان) تحدثت فيه عن رسائلهما التي بلغت شهرتها مشارق الأرض ومغاربها محاولاً اخراج الأمر عن اطاره الضيق وخرجت بأن قصة الحب تتضاعف أبعادها ويزداد فضول المتطفلين للإطلاع على خفاياها كلما باعدت الجغرافيا بين أبطالها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى طرحت تساؤلاً منطقياً وو:ان لم تحب غادة غسان فمن تحب؟؟؟؟ ان أمثال غسان في زماننا هذا طموح كل أمثال غادة، ذلك أن غسان كان بطلاً نادراً في زمان قلّ فيه الأبطال الحقيقيون، وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا كثيراً من النساء قد تورطن بحب أبطال مُطاردين ومنفيين وخاطرن بالإرتباط بهم مع علمهن المسبق أنهم يحملون أرواحهم على أكفهم! ما السر يا ترى؟؟؟ انه ببساطة تلك الجاذبية التي لا تقاوم في النبل والشهامة والعنفوان والكبرياء والأنفة والشجاعة والمروءة التي تحتاج إليها المرأة الحقيقية في الرجل الذي تستحق أن ترتبط به...فإذا عرفنا هذا السر تبين لنا لماذا تنجذب النساء ومنهن أحلام إلى الرجل الذي يجمع هذه الصفات ذلك أنه ببساطة نادر! فإذا وجد فسيلفت الأنظار بسرعة وهنا تبدأ المرأة صراع التضحية للإقتران بهذا الرجل فإذا كانت الأقدار ضدها دفنت حبه في قلبها وانخرطت في علاقات مضطربة معقدة قد تقتصر على الزواج من رجل عادي وقد تتطور إلى علاقات مرعبة تفقد في نهاية كل واحدة منها جزءاً من كرامتها وعنفوانها كإمرأة....
لنعد إلى الرواية، أحلام هنا ليست أحلام التي كتبت ثلاثيتها الجريئة - لا أدري بمقاييس من- وليست أحلام التي كتبت الأسود يليق بك وليست أحلام التي كتبت نسيان. كم، ربما أقرب شخصية لأحلام هنا هي أحلام التي كتبت قلوبهم معنا وقنابلهم علينا....خالد بن طوبال ليس موجوداً على الإطلاق،،، طلال أيضاً غير موجود... لنقل أننا أمام نصوص معتّقة لفتاة غادرت مشاغبتها منذ زمن طويل وأصبحت أكثر نضوجاً وعقلانية بل أنك تكاد تتعاطف معها لانطفاء جذوة المشاكسة والتمرد لديها وأصبحت تميل إلى الإستسلام أكثر... وهذا اعترافها الموثق بين جنبات هذا الكتاب حيث تقول بكل صراحة:
-لن تعثري هنا على مظالم نسوية يمكنك الكتابة عنها، قضيتك هنا خاسرة -ليست المرأة قضيتي... ولا الرجل أيضاً! -وما قضيتك اذن؟ -ما عادت لي من قضية، أنا منشقة عن كل أوهامي السابقة، أحاول استعادة عافيتي والعودة للكتابة -منذ فترة طويلة لم تنجزي كتاباً -ان تعايشي مع عالم ما عاد يشبهني هو أعظم انجازاتي حالياً، وهل من انجاز أكبر من الصبر؟؟
ولكنها وعندما عادت للكتابة كانت عودتها مروعة فقد وقعت دون أن تحس بالأفخاخ التي كانت تتقافز تجنبها للسقوط في أحدها فسقطت فيها جميعاً، أول فخ كان التكنولوجيا التي ضلت تنتقدها طوال صفحات الكتاب ومع ذلك كان بطلها الذي أرجو أن لا يكون حقيقيا هو صديق ضمن 12مليون متابع لديها عبر مواقع التواصل الإجتماعي لفت انتباهها بتعليق على صفحتها الشخصية، الفخ الثاني هو تبجحها بأن كل من دارت حولهم الأحداث كانوا مجرد عابرين سرقت بوحهم وأدرجته في كتابها ولم توضح لنا ان كانت استأذنتهم في سرد مشاعرهم الحقيقة وآلامهم وأوجاعهم، أما الأدهى من ذلك أنها لمحت بأنها تمنحهم الشهرة بذكر لقاءاتهم العابرة، اقرأوا هذه العبارة: هذا ما يجذبني إلى ذلك الرجل، فلا خسارة في حبه ولا مجازفة، هو يمدني بوقود الكتابة ليس أكثر، انه كائن يعيش في هاتفي!
ثم تصرح مرة أخرى بأن من باح لها بسره فلا يعود من حقه أن يعرف أين وكيف ستتصرف بسره وتستعين بقول جبران(ان بحت بأسرارك للريح فلا تلم الريح ان باحت بها للأشجار)
لو أنها لم تكرر هذا التصرف مرة أخرى لأمكنني تجاوزه ولكنها عادوت الكرة مع الرجل الذي ركب إلى جانبها في الطائرة ودار بينهما حوار احتل عدّة صفحات في الكتاب أفترض أنها كانت ستنقص من حجم الكتاب لو لم يلتقيا ويحادثها إلا أنها بماذا كافئته؟ بهذه العبارة: لمحت على مقعده قسيمة تذكرته وعليها اسمه الذي أخفاه عني، ضحكت، الحقيقة عابر سبيل ولا يمكن لأحد أن يعترض سبيلها، لو كنت أجاثا كريستي لأخذت القسيمة وبنيت عليها رواية يوصلني فيها اسم جاري في المقعد حتى تلك المرأة التي أحبها ولسمعت منها النصف الآخر من القصة فلكل فراق روايتان،غير أن أمر الرجل الذي جلس إلى جواري على المقعد A7لا يعنيني.
وقفت مشدوهاً أمام طريقتها في رد جميل هذا الرجل الذي منحها قصة لكتابها! ولكنني عندما أكملت الرواية عرفت أنها اقتاتت حتى آخر صفحة على مشاعر وآلام وأوجاع بعض متابعيها الذين وضعوا ثقتهم بها ليبوحوا لها بأسرارهم... لا ألومها بل ألومهم فهي لن تستطيع تبادل المشاعر مع الملايين ولا بد أنها مرت على كثير من قصصهم بإنزال فأرة الكومبيوتر بسرعة لتعود للعناية بقطتها المدللة كامي...
هل يعتبر هذا استغلالاً أم استخدام ايجابي للتكنولوجيا؟ لا أعرف ولا أحد بإمكانه معرفة ذلك أو تحديده... ولكن علينا الإعتراف بأنها وضعت لمستها الخاصة فوق كل هذه القصص التي وصلتها عبر حاسوبها وهكذا أهداها متابعوها فكرة كتاب بعد أن كانت في بداية الكتاب تحاول بشتى الوسائل تحديد الطريقة المثلى التي يمكن للكاتب اتباعها للعودة للكتابة بعد انقطاع....
الجزء الأول من الكتاب بل الصفحات المئة الأولى تقريباً تدل على براعة هائلة في الكتابة الساخرة الممزوجة بالألم وفيها دلالة أكبر على سعة اطلاع وثقافة أحلام وو أجمل ما قرأته في الكتاب... ولكنها بعدها اتجهت إلى منحى آخر عندما عادت في ذكرياتها إلى مراسلات قديمة بينها وبين غازي القصيبي ونزار قباني لا ندري ان كانت حصلت أيضاً على اذن من ورثة هذين العملاقين للبوح بأسرار اتسمت بشيء من الخصوصية ولم يخلو أسلوب أحلام عند سردها من نوع خفي من الفخر بينما اعتبرته أنا وقوفاً على الأطلال فنحن لا نتحدث عن شخصين من العامة بل شخصيتين أدبيتين بارزتين أحدهما كان له حتى أيامه الأخيرة وزن سياسي مرموق... ربما أبالغ قليلاً فالرسائل عفوية ولكنني أتمنى فقط أن تكون استأذنت ورثة غازي ونزار في الحديث عنها....
الكتاب قيّم جداً ولا يستهدف فقط قرّاء أحلام أو محبي أسلوبها بل أنني وجدت فيه فائدة كبيرة لكل كاتب أو روائي فمن يجيد قراءته بعناية سيجد فيه نصائح وفوائد جمّة عدا عن متعة قراءته لقوّة لغته وفصاحة كاتبته... والأجمل أن نقرأ في طيّاته التغير في الأسلوب والأفكار مع التقدم في السن والتجارب... الكتاب يقع في 255صفحة ولكنه كما نصف العنوان الأول شهي وسيشدك لإنهاءه بجلسة واحدة....
يحوي هذا الكتاب على 250 صفحة تقريبًا و5 فصول ،وأنا أقول أنه يجب أن تتخلص من 60 صفحة ،التي هي مجرد "حشو" للكتاب وعديمة الفائدة ،فيجب أن تمحو الفصل الأول والثاني (الإ العنوان الأخير).
قالت أحلام في نهاية الكتاب أنها لم تراجع الكتاب ولم تعدله كما فعلت في رواياتها سابقًا وهذا قرار خاطئ وفادح فلو راجعته لأدركت أن عليها أن تحذف الكثير من الصفحات.
إما بالنسبة للقصة والحبكة فهن غير واضحات ومضللات ،إلّا إن النهاية صدمتني! وجعلتني أضع تقييم مقبول.
إما بالنسبة لتسمية القصة ،فلا أدري بما أدعوها ،هل برواية أم بمذكرات شخصية أم برسائل فقد أحترتُ!
بعد قراءة ثلاثية أحلام ،كانت لي هذه خيبة ظن كبيرة جدًا!
بالطبع أسلوب أحلام كان جميلًا كعادتهِ ولكن الأسلوب وحده لا يُغني عن القصة والحبكة.
أثناء قراءتي لكتاب شهًيا كفراق..كنت قد رفعت سقف توقعاتي كقارئة أعلم تمامًا أن هذا الكتاب قد أتى متممًا لكتاب نسيان.كم، لكنني صدمت من رتابة السرد وفراغة المحتوى ..من خلال عنوان الكتاب توقعت الكثير ولكن خلال قراءة الفصول الاولى مرورا ببداية الحبكة مع الحب الافتراضي شعرت بالكثير من الملل والاحباط والتكرار بالاستعانة في مواقف ذكرت مع شعراء اخرين ويوميات الكاتبة وحكم مأثورة ..كتاب لا يتجاوز تقييمه النجمة الواحدة
أحلام مستغانمي ماتت في نص منذ زمن بعيد هي وكاميليا وخالد بن طوبال وحياة ؛ .. هذه المرة لا أكتب مراجعتي للكتاب، بل حزني الشديد على ماولّت به كتابات أحلام .. استغربت من الوهلة الأولى من سوء ما كنت أقرأه بينما يمكن أن يكون الكتاب جميلاً لشخص لايعرف أحلام مستغانمي حق المعرفة، لكن بالنسبة لي وبالنسبة لشخص ترّبى على قراءة روايات أحلام وتعلم من خلالها التاريخ الجزائري العظيم ومامرت به الجزائر من تاريخ حزين .. أحلام منذ زمن بعيد كتبت ثلاثيتها وتفوقت رواياتها تلك عليها، لم تستطيع كتابة أفضل من ذلك للأسف. يؤسفني إنني أجلد بكلامي أفضل كاتبة عربيه بنظري بعد قراءة كتابها الأخير ( شهياً كفراق) وكأنما كانت أحلام مغصوبة حقاً على الكتابة. أفتقدت حقاً نثرها الشعري الأدبي وبحرها الأنيق وهي تتمايل في موج الكلمات في رواياتها وتاريخها أكثر أبطال تعلقت بهم من خلال رواية كانت ابطال ثلاثيتها ؛ بل أصبحت أبحث عنهم في الخارج وأتمنى لقاء عابر بخالد وحياة. فقدت أحلام رغبتها في الكتابة بشراهة ، فقدمت كتاب أقل من البسيط والتافه، بل كتاب لاينتمي لتاريخها الأدبي بتاتاً، راحت تستحضر ماكتبته في رواياتها وقامت بذكر أبطالها. والذي أدهشني في الكتاب أن أحلام كانت لاتكتب للقارىء البسيط او الضعيف أو العام، كانت تكتب لجماهيرها التي تحفظ رواياتها وشخوصها عن ظهر قلب، وأخذت تستفرد عضلاتها في ما قرأته من روايات عظيمة لكتاب مُميزين ، والقارىء العام لن يكون له كل ذلك التطلع في القراءة لكافكا ، وهاروكي موراكامي ، دوستويفسكي، وغوستاف فلوبير والكثير وقامت بأكثر من استشهاد لمعظم روايات وأعظم أعمال هؤلاء الكتّاب في كتابها.. ومن لم يقرأ لأولئك لن يفهم ماكانت تُصوب إليه أحلام.
عزائي لنفسي فقد خسرت كاتبة عظيمة في كتاب عظيم ؛ قد يكون أول كتاب تقييمي له يكون جداً ضعيف؛ لأنني عادة لا أُضيع وقتي في قراءة توافه الأدب وضِعاف كُتّابه ؛ لكن عزّ علي ترك الكتاب وو موقع باسم كاتبتي المفضلة.. حاولت إنهاء الكتاب كله في صدد إعطاء الكتاب حقه ، لكن هذه المرة الأولى التي أقول فيها ( قد ضيعت جلّ يومين من وقتي في قراءته ) كان دون المستوى مع كامل احترامي .
كعادتها أحلام تبدع في الأسلوب و الطرح فالكتاب ليس برواية جاء ليضع النقاط على الحروف و يختم نسيان و الأسود يليق بك ما يعجبني في أحلام أن كتابتها مفخخة مليئة بالرسائل و لهذا السبب أقرأ لها
استغرقت أحلام خمس سنوات بعد روايتها الأخيرة"الأسود يليق بك" لتنتج كتابها الجديد "شهياً كفراق" وطبعاً لم أعد الوقت ولكن هي استغرقت مايفوق ال50 صفحة لتشرح لنا عذابات استعادتها للوحي ماجعلني استفهم هل الكتابة فرض ! هل علينا استنزال الوحي قسراً أم الكاتب يصبح كاتب لأنه بشكل تلقائي يشعر ويرى الأشياء بشكل مميز ..
هل حقاً على الكاتب أن يعيش عملية الولادة لنحصل على مولوده الأدبي وإن لم تتم الولادة بشكل طبيعي علينا أن نحيله للولادة القيصيرية!! هذا على فرض أن الكاتب لديه جنين الفكرة لكن أحلام تعترف أنها لم تكن تمتلك جنين الفكرة لولا أن الناشر " نكشها " مطالباً إياها بالجديد !
ثم قامت بجهد جبار لينزل الوحي وتمن علينا بكتاب كتبته لأن عليها أن تكتب كتاب وكأن الكتابة هي برنامج مايطلبه الجمهور !!
تبدأ فيه في الجزء الثاني منه، وو عبارة عن رسائل منها إلى صديقتها كاميليا والتي كانت سبب كتابتها لكتابها السابق "نسيان.كم".لتكتشف أن الكتاب ليس برواية، بل رسائل من صديقة، إلى صديقتها وحسب.
أنا أحب أحلام واحترمها ولا أتقبل كل البروباغاندا عن اتهامها بنهج معين بحيث لايمكن لأحد أن ينكر أنها كاتبة ذكية بلغة قوية وقدرة ربط مميزة لكن هذه المرة كانت غلطة الشاطر بألف !!
لغةُ أحلام مستغانني آسرة. هذا ما أكده لي كتابها الأخير و اللذي كان وعدا منها قبل سنين. أما بالنسبة للفراق، فكما حصل معي في النسيان( نسيان.كم) لم أجدني فيه. و ربما لم أجد موضوع الفراق من أصله و إنما مجموعة قصص لكُتاب في الادب و كيف حل بهم الفراق و الى ما أخذهم. مع ذلك، أعتقد أن أحلام- بعد الفترة الطويلة في الغياب- كانت قادرة على كتابة ما هو احسن من الذي كتبت هنا. ما أثار دهشتي هو، ١. صديقتها كاميليا،رغم العلاقة الوطيدة بينهما الا انها لا تعرف عن حبيبها الكثير! كيف تستطيع كاتبة أن تكتب كتابا من اوله الى آخره لصديقتها دون ان تعرف الجوهر لعلاقتها بذلك الرجل و كيف انتهت بهما الامور. و حتى مسألة الوقت بينها و بين صديقتها و حبيبهما. ٢. كيف لأحلام و هي متزوجة ان تحب شخصا آخر و تتعلق به خلف الشاشات، و تحزن لان ما كان سينتج بينهما زال قبل ان يبدء؟ ( لاكون صريحة، لم يدهشني الامر كثيرا، فهي تؤمن ان فب الادب كما في الحب و الحرب، كل شيء مسموح).
و أيضا، لم أفهم كيف أن كاميلا لا تقرأ كتب أحلام ، لماذا؟ غريب وقعه هذا الكتاب.
لا تكتبي عن الفراق إلا عن ألم ، ثمة فراق يكسر القلب وفراق يكسر العمر واقساها الذي يكسرك عن غدر . ان لم تعيشي إحدى هذه الحالات فلا تكتبي عن الفراق . انت تحبين الرجل بالكلمات من اجل الكلمات وقد تقتلينه او تبعثينه حياً ان اقتضت الحاجه من اجل حفنة من الكلمات . لذا لا اراكِ تتالمين الا على ورق . ماذا تعرفين عن الفراق ان لم تتشظي وتنشطري وتحزني وتندمي مهما كان قرارك ؟ لا تكتبي عن الفراق الا عن الم —� انتهى زمن الاشتياق . الآخر غدا في متناولنا . اخباره وافكاره واسفاره وصوره تملأ هاتفنا أصبحنا نشتاق الى انفسنا التائهة كل ما نتمناه هو ان نعثر عليها ونخلو بها ولو قليلا . فهي ما فارقناه في زحمة وسائل التواصل الاجتماعي وو الشيء الذي اصبح ينقصنا حقا ، هذا زمن التيه .. —Ĕ� ان العلاقات عبر المسافات الطويلة تتميز بالاستقرار وتدوم لفترات اطول فالبعد يصنع المعجزات ويؤثر بصورة مدهشة على العلاقه بين حبيبين ويولد احاسيس غامرة بالشوق والحنين ثما يخفف فرص الشجار والخلافات التي تنهي معظم قصص الحب وتصنع تعاسة العشاق
بداية دعوني أقدّم معلومة بسيطة عن رأيي بقلم أحلام مستغانمي. لا أحبه .. لم أستسغ سوى روايتها: الأسود يليق بك، ورغم ذلك فإنني ومع كل إصدار جديد لها أقرر أن أمنح نفسي فرصة خوض تجربة قراءة العمل وعدم التسرع في اتخاذ الرأي الظالم بقلمها، مع أن ذلك حق من حقوقي وحق أي قارئ. ثم إنه يثبت أن لا مناص في أن تغير أحلام طريقتها في الكتابة. الكتاب عبارة عن رسائل تناثرت على صفحاته على أنها مجموعة مشاعر وأفكار تجتاح نفس الكاتبة، لكنها للأسف لا تعدو عن كونها كلمات مصفوفة ومستقاة من هنا وهناك لا لشيء إلا لإصدار عمل بعد غياب صاحبته عن ساحة الكتابة لمدة ٥ سنوات. رأي خاص بي وحدي ولا ألزم به أحداً: إن أحلام مستغانمي أبعد ما تكون عن الابداع، ولئن قال قائل : فكيف شُهرت؟ أقل له: في عالمنا العربي لا مكان للعجب!
الكتاب ينقسم إلى خمس أجزاء: * الجزء الأول والثاني: تتحدث فيه عن الكتابة وما يشجعها عليه..يتخلل ذلك بعض من ذكرياتها والكثير من اقتباسات الآخرين.. * الجزء الثالث: عبارة عن رسائل موجهة لصديقتها..على غرار كتابه نسيان.com * الجزء الرابع: تتحدث فيه عن الغربة والمغتربين وآلامهم. * الجزء الخامس: تعود زميلتها كاميليا للساحة ولكن ليست برسائل..هنا الصدمة..حيث تقيم أحلام علاقة مع زوج كاميليا السابق والذي كان هو السبب سابقا في تأليف كتاب نسيان.com ..طبعا تقرر الانفصال عنه لتبدأ رحلة الفراق الشهي.. . رأيي الشخصي: أجزاء الكتاب غير مترابط وكأنها جمعت مجموعة الأفكار في غلاف واحد..هي أشبه بالمقالات الأدبية.. أصبت بخيبة أمل من مستوى الكتاب رغم روعة لغتها.. .
يا الله! عندما وقعت عيناي على خبر (ان السيدة احلام ستصدر كتاب جديد) فرحت كثيراً كثيراً، لأن كتبها دائما ما كانت هدية ثمينة لقلبي، ارتوي من كلماتها التي تدخل اعماقي بكل قوة ، اكتملت فرحتي عندما بدأت بقراءة الكتاب (شهياً كفراق) ..اعجبت بعنوانه وتلك الريشة الزرقاء، في اول صفحات شعرت بالمواساة حقاً و أعجبت به كثيراً ، قرأت المزيد .. احترت! ما قصة الكتاب ، هي كانت تكتب عن استعدادها لهذا الكتاب.. في لحظة غاب الشغف بشكل ملحوظ ، شعرت بخيبة امل كبيرة واغلقت الكتاب ، اعلم اني سأعود إليه قريباً .. ربما احتاج ان اخفض سقف توقعاتي لهذا الكتاب..
لم اشترِ حتى هذه اللحظة أي رواية لأحلام مستغانمي، كل رواياتها قرأتهن بعد أن أهداني إياهن أصدقائي، وهذا الكتاب الأخير كنت مجبرة على قراءته بعدما أهدتني إياه طالبتي. تخيلت أحلام أنها في الثامنة عشر من عمرها تكتب رسائل مراهقاتها وخواطرها ولأنها خجلى كحال الكتّاب الذي يخجلون من عدم إصدار أي كتب بعد مدة زمنية فإنهم يُجازفون بنشر كتاباتهم-عفوا- هفواتهم! أعتذر لقولي هذا ومع احترامي لثلايتها الأولى والتي لا أنفي إعجابي بهن... إلا أن هذا الكتاب هراء بهراء... لا يستحق القراءة... إضاعة وقت فقط.
اول كتب قرأتها في حياتي كانت للكاتبة احلام ( الثلاثية) بعدها نسيان.كم قراته 3 مرات لشدة تعلقي بمحتويات الكتاب كتابها شهيا كفراق توقعته سينسيني كتاباتها السابقة ولكن بعد قراءته شعرت بان الكتاب عبارة عن تراجم او مجرد سرد لتفاصيل حياتها و ذكريات لاشخاص يقربونها. لم يجذبني كثيرا كسابق كتاباتها ولكن بالنهاية كل الكتاب لهم اعمال تضع بصمتها ومنهم من يمر بمرحلة يمكن ان اسميها ضياع بالافكار تعليقي ليس هجوما انما راي شخصي
و الواقع انه احلام على الرغم بأن لديها اسلوب كتابي سردي جميل، اللا انها تتخفى أكثر من اللازم خلف الاقتباسات التي اغرقت صفحتها، مما يفقد جمالية العلاقة بين القارئ و الكاتب، الكتاب انتهى به كضوضاء مزعج من الاقتباسات و العضق و الوله.. الخ
التغزل الزايد بابطالها يضعها تحت مجهر المرأة العاشقة التائهة، و هو ما نقول عنه بالكويت بالعامية:
لقد أنهيته وأنا أتساءل، لماذا كتبت مستغانمي هذا الكتاب؟ رغم أنها استرسلت عن سبب وظروف كتابته على مدى أكثر من مئة صفحة... ثم سألت نفسي، هل يكون هذا الكتاب مجرد مقدمةٍ لكتاب "الفراق" إياه ؟ لكنّ شيئا ما شدّني لإنهائه، المقدمة كانت مؤثرة وحقيقية جدًّا، ورجوت لو أنّ الاقتباسات كانت أقل! أما عن قصة الحب من أول تعليق على الفيسبوك، فقد كانت ساذجةً إلى حدٍّ مروّع...
الكتاب عبارة عن نصوص ورسائل تحاول من خلالها الكاتبة رسم صورة للفراق، ذلك الشعور متعدد الأوجه هلامي البنية، الذي يصعب توصيفه رغم أنه أكثر تجليا في تفاصيل يومياتنا بحكم نكباتنا وفواجعنا المتزايدة. لغة الكاتبة جميلة وشهية كما هي دائما، وو أكثر ما يجذب في الكتاب، تستمتع بطريقة ما حين قراءته.
المشكله اني توقعت اكتر من الي لاقيته في الكتااب الكتاب كان مذكرات يوميه ليها تقريباا في الاخر بقي خاالص بانت القصه الي كان مصبرني تعبيراتها القويه كالعاده