يحدث أحيانًا أن تصادف أشياء في ذاكرتك لا تمر، أشياء تتراص كأنها أشجار صامتة في مستنقع غائم يسكنه الضباب. لا ريح تمر ولا طائر يزور ولا غرباء يأتون، أنت وحدك ولا أحد سواك، تطل عليك الآن كل الأشياء التي أخفيتها حتى عن نفسك، ها هي تراودك الآن، تواجهك، تكاشفك وتعزلك عن نفسك، حتى وأنت حاضر بكل ما فيك. كيف مضيت هكذا في عالم ساتومي؟ لقد دخلت الغابة اليابانية ذات يوم وخرجت من الناحية الأخرى مسكونًا بالأساطير. لقد وضعتني ساتومي في قلب الطوفان الذي أرادته. أشارت إلى هناك وقالت هذا هو مكانك. ساتومي من البداية شخصت حالتي وأيقنت أني مجنون، أما كاميليا فتحاول الآن أن تشفيني. لقد سلمتني إلى حقيقتي ووضعتني أمام النهاية، وجهًا لوجه لم أندم على شيء، الموت على يد كاميليا شيء جميل. لم يتبق من المهلة سوى ساعات قليلة، هنا وقبل سنوات وفي هذا المبنى، وقعت الأوراق أنا والدكتور بلا اكتراث، هنا نصب لنا الشريكان الفخ، هنا بدأت علاقتي بمجنون دبي الذي يحكون عنه، من هنا بدأت رحلتي في العالم الخفي، العالم الكبير للأموال العابرة للمحيطات، للمليارات التي تتحول إلى سراب، والسراب الذي يتحول إلى حقائق يستحيل تغييرها
كاتب وروائي صدر له ثلاث روايات وحاصل على جائزة ساويرس الثقافية في العام 2012
الرواية الأولى "عكس الاتجاه" الصادرة عن دار العين.
الرواية الثانية نشرت في العام 2014 تحت عنوان "جمهورية القرد الأحمر" عن المركز الثقافي العربي.
الرواية الثالثة صدرت في العام 2018 تحت عنوان "مجنون دبي" عن دار العين.
Yasser Ahmad (fiction writer, Born in 1980, Egypt) is a novelist and short stories writer. His first novel [‘Reverse Course’] won the 2012 Sawiris Prize in the young authors' category. His novel has been the subject of first book program at the French council in Cairo. Four chapters of the novel will be translated into French language and published in Al-Ahram Hebdo. He has written several short stories and articles online. In 2014 he published his second novel "The Red Monkey Republic". in 2018 he published his third novel "Dubai Mad" which is considered as thriller story of financial world. Mr. Ahmad also post short stories and journals in his online website.
مهمة عمل تتحول لورطة لا يستطيع الراوي الخروج منها وبالمغامرة بالدخول في لعبة المال مع الكبار تتبدل حياته يحكي الكاتب عن عالم المال .. المؤثر الأكبر على سياسات الدول واقتصادها أسواق الأموال والأعمال العالمية وما يجري فيها من مؤامرات وحيل وتجاوزات والثروات التي تعبر البحار والقارات في الحسابات السرية بالتدوير والاحتيال فكرة جيدة تحكي الواقع والأسلوب سلس لكن السرد مُطول
رواية من وحي كواليس عالم المال والأعمال التي تدور في أقبية مظلمة؛ البورصة في السوق السوداء والقمار على المال، بكل ماتحمله من رهانات الربح والخسارة، الإفلاس والغنى. التداول عبر الانترنت، الاستيراتيجيات و التقنيات لدخول عالم الأسواق العالمية بكل مخاطره . وما يترتب على ذلك المال من عداوات وحروب باردة- شرسة- يضيع بينها الإنسان الفقير والمعدم من دون حتى أن يشعر بذلك!
وبما أن دبي أحد أهم مراكز التجارة العالمية في العالم، اختار الراوي أن يبني فكرة العمل ومخيلته من مركز يستقطب بثقله ليس الإنسان فقط بل العالم أيضاً.
الرواية في أبعادها الخفية تناقش خلل توزيع الثروات وأثرها على الناتج المحلي أو على البلدان الفقيرة أو المعدمة التي تشكل للمستثمرين أو المقامرين ساحة غنية لتبييض الأموال، ومنزل للبيع والشراء في سبيل الثراء السريع في ظل "غياب العدالة الإجتماعية و وجود أنظمة سياسية مستبدّة، أو حكومات ضعيفة يغيب فيها دور الدولة و تنتشر فيها ظواهر الفساد.". تسليط الضوء على الاقتصاد الأسود أو الاقتصاد التحتي"هو كافة الأنشطة التي تولّد دخلاً ولا تسجّل ضمن حسابات الناتج القومي، يمارسه أشخاص أو مؤسسات أو كيانات بعيداً عن قوانين الدولة و سيطرتها و يتميز بالسريّة ."، الفقر ، الانتقام ودوافعه ومآلاته، الطمع الإنساني بالمزيد، شهوة المال العمياء، والغرور الهش.
رواية مختلفة وأحداثها مثيرة أخذتني لعالم لم أكن. أعرف عنه شئ. الرواية يسردها البطل وتبدأ أحداثها بمهلة عليه فيها أن يفكر في طريقة لهدم امبراطورية التي أسسها هو وصديقة في عالم نقل المال حول العالم. الشخصية الرئيسية هي لشخص لا أكتراثي بطبعه دخل إلى عالم المال بطريق الصدفة ثم تحول بعدها لشخص قادر على التلاعب بكل من حوله حتى حصل على لقب المجنون. الأحداث المتصاعدة تحكي عن العالم الخفي للشركات الكبري والمليارديرات المتحكمين في العالم. الرواية تتماهى مع حادثة بنما ليكس التي خرجت فيها أكبر تسريبات وثائق في العصر الحديث. خطوط الأحداث تكشف طرف خفي لعالم الفساد في الدول العربية وتهريبات المال السياسي والسلاح وتجارة الحروب. أهم ما يميز الرواية أنها واقعية وتكشف تفاصيل دقيقة عن هذا العالم في الوقت التي تأخذك فيه حول العالم. الرواية يغلب عليها طابع التشويق مع مسحة من الغرائبية في الأشخاص مثل مابو الفيلسوف وساتومي وكاك. تظل شخصية البطل غير واضحة ومليئة بالطلاسم. ربما أكثر ما يميز الرواية هي أنها مختلفة في موضوعها عن أكثر الروايات العربية وفيها شكل كبير من التجديد لم نعتده مما يصيب ببعض الحيرة والتساؤل عن ما يقصده الكاتب أو يحاول الوصول إليه. هناك انتقادات للرأسمالية الحديثة تظهر في بعض الأحيان وتبدو دبي كرمز للعالم الحديث مع أسقاطات على واقعنا العربي وموقعنا وسط العالم. لم يعجبني أحيانا الانتقال السريع بين الأحداث والشرح المعمق للعالم المال. التقييم عالي نظرا إلى تميز موضوع الرواية التي تبدو وكأنها أول عمل روائي تأخذنا لعالم المال وأفكار أكثر واقعية وحداثة مما هو منتشر حاليا.
تأخذنا الراوية فى رحلة فى عالم المال والاعمال ما بين دبي وهونج كونج؛ التحولات من شخص مغمور لا يعلم أصول اللعبة الى التورط فى عملية نصب كبيرة حتى أصبح محترفا فى عالم الاعمال السرى... تحويلات أوفر نايت ومقامرة وتبييض أموال... قصة حب تؤدى بعقله وتكشف كل شىء. الرواية فى ظنى هى المكافىء الادبى للكتاب الشهير "السطو على العالم" عن سوء توزيع الثروات فى العالم والاقتصاد الاسود الغير مرئى. تتكيز الرواية بتقديم دور التكنولوجيا فى مختلف العمليات الاقتصادية بشكل جذاب ربما بسبب خلفية المؤلف العميقة فى عالم التكنولوجيا والانترنت. "أنت وحدك ولا أحد سواك، تطل عليك الآن كل الأشياء التي أخفيتها حتى عن نفسك، ها هي تراودك الآن، تواجهك، تكاشفك وتعزلك عن نفسك، حتى وأنت حاضر بكل ما فيك".
أيها المجنون ...حلقت معك في كل سماء ، وركضت خلفك في شوارع ....الضيقة وتبدلت قيمي كما تتبدل الأسعار في البورصة ...واكتشفت عوالم ما ظننت أني أصل إليها في يومٍ من الأيام .... فشكراً لجنونك
تبدأ الرواية بمهلة منحته أياه على تسليم كل شئ بينما يقوم هو بسرد رحلته في عالم المال وإستراجاع أحدائها حتى يحسم قراره بكشف هذا العالم وأطلاق أكبر تسريب لألاف الوثائق، ويختفي هو أيضا بعد أن أختفى شريكه والفليسوف
"مجنون دبي" رواية تحمل فكرة مثيرة وطموحة تتناول دهاليز عالم المال والأعمال، وتضع تحت المجهر قضايا شائكة مثل الاقتصاد الأسود، توزيع الثروات غير العادل، والطمع الإنساني. ومع ذلك، تأتي الرواية مثقلة بتحديات تجعل من الصعب الارتباط الحقيقي بأحداثها أو شخصياتها.
النقاط الإيجابية: من خلال اختيار دبي كمركز للأحداث، ينجح الكاتب في لفت الانتباه إلى أهمية المدينة كأحد مراكز التجارة العالمية، حيث تدور القصص في أقبية مظلمة تكشف عن وجه خفي لاقتصاديات العالم. الطرح النظري للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبحث في خفايا الفساد السياسي والمجتمعي يعطي الرواية عمقًا فكريًا كان يمكن أن يشكل قاعدة لتحفة أدبية.
النقاط السلبية: � السطحية والرتابة: رغم طموح الرواية في استعراض قضايا شائكة، فإن السرد يأتي محشيًا بتفاصيل غير مبررة، مثل التنقل بين المجمعات التجارية والمقاهي والمدن دون أي دور فعلي في تطوير الحبكة. هذا السرد جعل القراءة تجربة مملة ومشتتة. � النمطية المفرطة: الشخصيات والأماكن في الرواية محصورة في قوالب نمطية تفتقر إلى التنوع أو العمق. شخصية من جنسية معينة تُصوَّر كحرامي، وأخرى من جنسية مختلفة تُختزل في الغنى والجهل. حتى المدن تم توصيفها بأسلوب نمطي، كمدينة عاهرات أو غسيل أموال، مما يفتقد إلى الابتكار، ويؤدي إلى عزلة القارئ عن النص. � الافتقار للتماسك: الشخصيات تعاني تناقضات واضحة، دون مبررات مقنعة لخلفياتها أو دوافعها. يعود القارئ أحيانًا لتاريخ الشخصية فلا يجد ما يبرر تكوينها النفسي أو أفعالها. هذا التناقض يظهر أيضًا في الأحداث، مما يجعل الرواية تبدو كمسودة غير مكتملة.
الخلاصة: "مجنون دبي" تمتلك فكرة واعدة، ولكن افتقارها للتنقيح والعمق أضاع فرصة تحويلها إلى عمل أدبي مميز. لو أتاح الكاتب لنفسه وقتًا أطول لمراجعة السرد والشخصيات، لربما قدم عملاً يليق بحجم القضايا التي ناقشها.
الرواية، في شكلها الحالي، يمكن اعتبارها خطوة أولى نحو عمل أكثر نضجًا. هي تذكير بأهمية البناء المتقن والتفاصيل المدروسة التي ترفع من قيمة أي نص أدبي.