كنت أنزف في السرّ، وأحاول أن أفهم ما يحصل لي في السر، وآمل في السر كذلك. لكن أن تأمل هو أن تعيش في الغد، أن تحبّ ما لا تملكه.. وماذا تفعل باليوم؟ بهذا الذي بين يديك؟ بهذه اللحظة القاتلة؟ أن تأمل في شيء ليس هو أن ترغب فيه. الامل هو الانتظار أما الرغبة فهي الحركة. يقال "الأمل هو الحياة".. الأمل ليس هو الحياة، له على العكس، أحيانا يمنعنا من أن نكون أحياء الآن، في انتظار ما لا قد يحدث. أما الرغبة، فهي المحرك الذي يدفعنا إلى الأمام.. "الرغبة هي الحياة".. وفي انعتاقها خلاصنا.
يلزمني الإعتراف أن مداركي حول تيمة الرواية (التحول الجنسي) كان محدودا للغاية لسبب ما، لكن بعد كل ما أطلعتنا عليه مرشيد من خبايا هذه الفئة، فقد بات شأنهم واضحا ------------------------------------ هي قصة متحول جنسي مغربي اختار تكسير القيود والانصياع لصوت روحه المتأزمة. سيء أن تخطأ الطبيعة في حقك، والأسوء أن تكون في مجتمع منغلق لا يتقبل الاختلاف، عز الدين أو عزيزة، هي قصة كائن اختار إرضاء نفسه بدل إرضاء المجتمع، اتخذ خطوة مصيرية في سبيل استقراره وسعادته ------------------------------------ الرواية تطرح وبقوة أزمة الهوية، ليست الهوية الجغرافية ولا اللغوية ولا العرقية، بل هوية الجسد، هوية الجندر، فالرواية تعمقت في أشد أشكال الهوية تأزما، وهي هوية الجسد ------------------------------------ شيء أخر أثارني، هو أن مرشيد أبدت شجاعة وجرأة غير معهودتين لدى النساء في المغرب في تكسير الطوابير المجتمعية الراسخة ------------------------------------ الرواية كذلك تطرح مواضيع سياسية موازية، تُعري المستور وتكشف حقيقة الأنظمة الديكتاتورية وقوادها، تكشف كم نحن متخلفون كمجتمع حين يتعلق الأمر بالحرية. هذه الرواية الخفيفة في اللسان والثقيلة في الميزان، طرحت أسئلة دينية حرجة، لماذا الطبيعة تسخر منا؟ لماذا الله سيرفض خليقته؟ لماذا نرفض فئة المتحولين جنسيا بإسم الدين، ونتخذه كذريعة لتجنب فهمهم والإنصات لهم؟ ------------------------------------ هكذا فهي ليست رواية عن الجندر والجنس الثالث فحسب، بل كذلك رواية اجتماعية ونفسية وسياسية ودينية. فاتحة مرشيد هنا تحمل مطرقة وتكسر الآراء المجتمعية المتجمدة، وكم نحتاج كمجتمع لآراء نسائية في القضايا العامة، فللمرأة المفكرة دائما منظور خاص وحكيم للأمور. ------------------------------------ رغم إعجابي بالرواية، إلا أن الإديولوجية التي حاولت الكاتبة تمريرها عن طريق كسب تعاطف القارئ مع المتحول الجنسي كضحية للمجتمع، هي إديولوجية أتخذ منها موقفا محايدا حتى الأن
انعتاق الرغبة لفاتحة مرشيد. الطبعة الأولى 2019 عدد الصفحات 224 دار نشر: المركز الثقافي للكتاب الرواية تبدأ برسالة يكتبها اب لابنه و التي نعرف من خلالها أنه قد انفصل عن ام ابنه(فريد) و رحل عن المغرب لنبدأ رحلة فلاش باك مع هذه الرسائل و نتعرف على شخصية الاب/البطل (عز الدين/عزيزة بعد التحول) و كذا على ابنه (الدكتور فريد) و نقف عند سبب هذا الاختفاء و الانسحاب من حياة ابنه و من أسرته ككل تاركا وراءه إشاعة حبه للمرأة أخرى و مغادرته معها طبعا تتخلل هذه الرحلة إلى الماضي رحلة الابن فريد الى كندا و تعرفه على فادية التي عشت مع ( ابيه) كابنة روحية . لن ادخل في التفاصيل كالعادة لاترك المجال لقراءة الرواية . حبكة الرواية تتجلى في الهوية الجنسية و الاحساس بالانتماء لجنس دون آخر أو ما يسمى بالجنس الثالث ،انها رحلة داخل نفسية احد /احدى المنتمين/ات اليه من منظوره/ها الشخصي . ما يحسب للعمل الجرأة في اختيار موضوع و حديثها عن الفروق بين المثلية الجنسية و التحول الجنسي و المتشبهين و هو شئ يعتبر من الطابوهات ، غير ان الكاتبة لم تتعمق في تقديم وتوضيح اساس الجنس الثالث او ربما هو الحذر من الدخول في التفاصيل لانه كما قلت يعتبر من الطابوهات ، ايضا هناك اقحام غير مبرر لقصة فادية الليبية الناجية من حريم معمر القذافي و التي لا مبرر لها في حبكة الرواية شئ اخر اعتبره خطأ غير مقبول لا من الكاتبة ولا من المدقق اللغوي أو المراجع عدم الانتباه ان العقد يساوي 10 سنوات فالكاتبة كانت تتحدث عن سنة أو سنتين لكنها كتبت عقد و عقدين . عموما الاذواق لا تناقش و ما كتبته لا يعبر الا عن رأي الشخصي و للعلم انا لست ناقدة متخصصة أنا مجرد عاشقة للقراءة . _الفكرة 9/10 _العمل ككل:6/10
قوة كبيرة في الإقناع وسلاسة في القص وخبرة في الانتقال من حدث إلى آخر وفي تجاهل بعض الأحداث البسيطة والربط بينها ليست بالغريبة عن الشاعرة والأديبة المغربية فاتحة مرشيد . لقد استطاعت فاتحة مرشيد - على كل المستويات - أن تقدم عملا روائيا رفيعا مستفيدة بذلك من الانتقادات البناءة التي وجهت لها من قبل بعض النقاد بخصوص رواياتها السابقة . لغة فاتحة مرشيد لغة شاعرية بامتياز ، وفلسفية - بسيطة في نفس الآن ، تنماز بعباراتها القصيرة والمتخمة بالعمق والمعنى . إن قدرة الكاتبة على توزيع الأدوار في السرد على الشخصيات كبيرة جدا ، فلا نجد شخصا واحدا بعينه يتكلف بالسرد دون الشخصيات الأخرى أو مع إغفالها . . كما أن الربط المتميز بين الماضي والحاضر لم يكن فيه أي خطأ بنيوي من ناحية التسلسل الهرمي للقصة ، إذ وظفت لهذا الغرض مجموعة من الشخصيات حتى تحكي عن ماضيها وتشركها في الحاضر الذي جسدته بشكل أخص شخصية " فريد " . موضوع الرواية غريب إلى حد ما إلا أنه مهم جدا لإعادة النظر في مسلماتنا ومنطلقاتنا القبلية ، فالقراءة التي لا تهز كيان الفرد ولا تزلزل أفكاره الثابتة في محاولة للتساؤل وطرح الإشكالية ليست قراءة بالمعنى الدقيق لها ، كونها لا تشجع على التغيير وتقرر مبدأ الإستاتيكية والثبات . . كما أن مرشيد كرست جهدها الروائي في إرساء موضوع واحد يتلخص في " الحرية " ، ففي معظم رواياتها نجد هذه التيمة حاضرة بشكل كبير ، ولذلك فليس بالغريب أن عنها أن تتمم هذا المشروع على ضوء تجلي مغاير له . يمكننا القول أن الرواية قد نجحت بالفعل في التبليغ عن وظيفتها الإقناعية والإمتاعية على حد سواء ، باعتبار الأولى ترتبط بالفكر والثانية بالأسلوب الأدبي والصياغة الفنية .
مالذي سيحذث لو اكتشفت أن ابوك الذي قطع عنك كل صلة بك هو في الحقيقة سيكون امرأة متحولة جنسيا ، وتكتشف ذلك عبر مذكرة تصلك في البريد لمنزلك ! تفتحتها وتجد فيها أباك يتحذث عنك وعن ميولاته الجنسية!!
كتاب استفزني للحد الذي جعلني انهيه في 48 ساعة ، دائما أكون صادمة بمصارحة الكاتبة والواقع الذي تتحذث عنه ،لهذا مايعلني اقرأ كل اصدار جديد لها دون أي أدنى شك في اكتشاف واقع مخفي في مجتمعنا ،، سعدت كثيرا بالجلسة التي قضيتها مع الكتاب.
كانت أجمل ما ختمت به سنة 2020، فعلا رواية تستحق الترجمة كما قرأت في التعاليق، هكذا تكون النتيجة حينما يتم التزاوج بين التكوين العلمي للطبيبة فاتحة مورشيد وموهبتها الأدبية، رواية جميلة وموضوعها رسالة انسانية عظيمة. أبدعت
لم أكن أتوقع أن أعجب برواية تتحدث عن متحول جنسي، ولكن بما أني معجب بأسلوب الكاتبة قلت لأقرا ثم أقرر, والنتيجة اني اعجبت جدا بالرواية.. فاتحة مرشيد كاتبة لا تندم أبدا على القراءة لها
🌿 روايتي المغربية الثانية لهذه السنة.. أظن أن بلدي الحبيب لا ينفك يثبت لنا كفاءة شعبه و رقة قلمهم..
🌿 رواية شيقة و ممتعة, لا تكاد تبدأ حتى تجد نفسك قد انغمست في أحداثها و لا تنفك تضعها من بين يديك.. اللغة جميلة جدا .. موضوع الرواية و رغم كل هذه الصيحات حول حرية التعبير و الاختيار الا أنه يظل محط استنكار الجميع تقريبا.. عن عالم الأقليات الجنسية.. هوة بين الجسد و الروح .. بين الرغبة و الضرورة .. كيف للإنسان أن يتخلص أو أن يغض الطرف عن أحاسيسه.. عن أصدق شيء فيه.. كيف يستطيع جسم رجل و روح أنثى ان يلتقيان في نفس واحد.. كيف لك ان تنعتق من رغبة اجتاحتك منذ صغرك.. الكتاب يجعلك تكتشف ان التحول الجنسي أو الميولات الجنسية ليست ترفا دائما.. و ليست اختيارا .. هي و كما جاء وصف الكاتبة في الرواية " طريق محفوف بالمخاطر " , بحث مستمر عن تطابق بين النفس و الجسد .. تجد نفسك قد تعاطفت مع المتحول جنسيا بدون تفكير حتى .. بدون أن يغلب عليك رأيك الخاص حول الموضوع.. لم أحبب النهاية أبدا مع الأسف.. أعتبرها نهاية غير منصفة لعمل جدير بالتقدير كهذا العمل..
شيء أخير جعلني أنهي هذه الرواية و أنا فخورة بقراءتي لها ,في كونها مكنتني من أن أعيش إحدى الصدف العحيبة جدا في عالم القراءة.. فمنذ أسابيع قرأت رواية " طريق جهنم " للكاتب أيمن العتوم, أحداثها كانت تدور في ليبيا الشقيقة .. حول سطوة و وحشية القائد القذافي و فرعون زمانه كما كان يحب تسمية نفسه.. إحدى القصص التي وردت على لسان الكاتب .. كانت قصة إحدى شخصيات هذه الرواية - انعتاق الرغبة - .. واحدة من ضحايا الإغتصاب و العنف الجسدي للقائد القذافي قبل ثورة 2011 .. كانت مصادفة عجيبة..
🌷 اقتباس : " أن تعيش, معناه أن تتعرض للفشل, للضجر, للألم, للتخلي, للضياع, للفقر , للسقوط و للموت
بين مسارين زمنيين متوازيين تحكي لنا فاتحة مرشيد عبر روايتها عن قصة الدكتور فريد أخصائي التجميل الذي يكتشف سر أبيه الذي كان وراء مغادرته لأسرته والهجرة إلى بلجيكا ثم إلى كندا...وذلك عبر ظرف بريدي يصل فريد من مونتريال يتضمن مجموعة من الرسائل التي كتبها له والده سرا والتي يحكي فيها عن قصته المريرة التي خضع فيها لتحول جنسي بسبب ميولاته الأنثوية التي كانت تعكس تماما جنسه وقوامه الذكوري... تخلق هذه الرسائل عند فريد نوعا من الاضطراب و سيلا من الأسئلة المتشابكة التي ستقوده نحو عنوان مرسل الظرف بكندا (فادية) صديقة والده "عز الدين" الذي سيكتشف فيما بعد أنه صار "عزيزة".. *** بالرغم من حيادي الذي يصل لعدم التقبل في الطريقة العاطفية التي طرحت بها فاتحة مرشيد قضية التحول الجنسي في روايتها إلا أن نقاطا عدة تحسب لها خاصة فيما يتعلق بالطريقة العلمية التي استعرضت من خلالها مفهوم الجندر الاجتماعي وكذا أسلوبها الفلسفي البسيط الذي يدفعك لالتهام الرواية في جلسة واحدة.
شهادتي مجروحة بالطبيبة الشاعرة و الروائية المذهلة فاتحة مرشيد، فلست أهلًا للتقييم لكن مرت عدة أيام من خلصت الرواية وأنا افكر فيها و اظن اني بحاجة لمساحة للحديث عنها..
فكرة مختلفة و جديدة على الرواية العربية كما أعتقد، بكثير من المشاعر و النصوص اللي تلامس الروح حتى مع اختلاف المواقف كليًا
اذهلتني الجراءة في الحديث عن جرائم الطاغية معمر القذافي الجنسية بشكل صريح ومباشر و ذكر خطابه -زنقة زنقة- بدون تمويه و تلميح و ترك حرية الفهم للقارئ يلقطها وهي طايرة ولا يتوقع انها مجرد قصة خيالية ما يُقصد فيها أحد بعينه، وهذي شجاعة تستحق الإشادة.
يُعيبها فقط بعض الاخطاء الاملائية و اللغوية اللي ما سبق و لاحظتها في روايات فاتحة من قبل، لكنها بسيطة وسهل التغاضي عنها و قد لا تُلاحظ من أساسها.
كعادتها جريئة وأفكار رواياتها مختلفة عن بعضها البعض لكن تجمعها دائمًا العذوبة وجمال الأسلوب و الحرف، رواية رائعة، مختلفة و خفيفة.